logo
الأميركيون منقسمون: ماذا حصل في إيران؟

الأميركيون منقسمون: ماذا حصل في إيران؟

«أساس ميديا»
في أعقاب القصف الأميركي لمنشآت نوويّة إيرانية، اندلع جدل داخل الولايات المتّحدة في مدى فعّاليّة الضربات في وقف أو تعطيل طموحات إيران النووية. القرار، الذي قاده الرئيس دونالد ترامب، لم يرفع من وتيرة التوتّر في الشرق الأوسط فحسب، بل كشف أيضاً عن انقسامات حزبيّة عميقة في السياسة الخارجية الأميركية.
يقول منتقدو الاتّفاق النووي لعام 2015 (خطّة العمل الشاملة المشتركة) إنّ الاتّفاق كان أداة أكثر فعّالية لتأخير البرنامج النووي الإيراني مقارنة بالقصف، بينما يدافع مؤيّدو الضربات عنها بأنّها ضربة حاسمة.
استهدفت الضربات الأميركية ثلاثة مواقع نووية إيرانية، زعمت إدارة ترامب أنّها تستضيف 'برنامجاً لتطوير أسلحة نووية'. لكنّ وكالات الاستخبارات الأميركية تشكّكت في هذه الادّعاءات، مشيرة إلى عدم وجود إشارات إلى أنّ طهران بدأت فعليّاً العمل على تطوير قنبلة نووية، وهو ما يغذّي التشكّك في ضرورة الضربات وتأثيرها.
يجادل مؤيّدو القصف، ومعظمهم من الحزب الجمهوري، في أنّ الضربات عطّلت قدرة إيران على إنتاج موادّ نووية صالحة للأسلحة، مستشهدين بتقارير تفيد بأنّ إيران كانت قادرة بحلول أواخر 2024 على إنتاج ما يكفي من الموادّ الانشطارية لـ5-6 قنابل في غضون أسبوعين. ويعتبرون العمليّة خطوة جريئة لإعادة تأكيد سطوة الولايات المتّحدة وردع طموحات إيران النووية.
نتائج الضّربات عكسيّة!
في المقابل، يرى المنتقدون، بمن في ذلك العديد من الديمقراطيّين ومحلّلون مستقلّون، أنّ الضربات ربّما كانت عكسيّة. فالبنية التحتيّة النووية الإيرانية محصّنة بشدّة، غالباً مدفونة تحت الأرض، وهو ما يجعلها مقاوِمة للقنابل التقليدية. وتشير تقارير إلى أنّه على الرغم من تضرّر بعض المنشآت، لا تزال سليمةً المعرفةُ النوويّة الإيرانية وقدراتها على الطرد المركزي، وهذا ما قد يتيح إعادة بناء برنامجها بسرعة.
علاوة على ذلك، عزّزت الضربات من موقف المتشدّدين في إيران، الذين تعهّدوا بالردّ ووسّعوا قائمة 'الأهداف المشروعة' للردّ العسكري. يجادل المنتقدون في أنّ القصف لم يفشل في القضاء على التهديد النووي فقط، بل يخاطر بالتصعيد نحو صراع إقليمي أوسع، مع قرار ترامب الذي يدفع الولايات المتّحدة نحو تغيير النظام أو حرب طويلة الأمد.
يشكّل محوراً مركزيّاً في الجدل الرأيُ القائلُ إنّ خطّة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 كانت أكثر فعّالية في تأخير طموحات إيران النووية من الضربات العسكرية. الاتّفاق، الذي وقّع عليه الرئيس باراك أوباما، فرض قيوداً على تخصيب اليورانيوم في إيران وأخضعها لتفتيش صارم، فأطال بشكل كبير 'وقت الاختراق' اللازم لإيران لإنتاج سلاح نووي.
يقول مؤيّدو الاتّفاق إنّه على الرغم من عيوبه، عزّز الدبلوماسية وكبح البرنامج النووي الإيراني من دون تصعيد عسكري. وقلّص مخزون إيران من اليورانيوم المخصّب وحدّ من أجهزتها للطرد المركزي، وهي إنجازات لم تكرّرها الضربات.
يجادل منتقدو الضربات في أنّ إعادة الانخراط في الدبلوماسية، حتّى بعد القصف، كان من الممكن أن تستغلّ نقاط ضعف إيران الاقتصادية لانتزاع تنازلات، كما فعل الاتّفاق. وبدلاً من ذلك، فكّك القصف الإطار الدبلوماسي، دافعاً إيران أقرب إلى القدرة النووية ومُنفّراً الحلفاء الذين دعموا الاتّفاق، مثل الاتّحاد الأوروبي.
لحظة رئاسيّة حاسمة
دافع الرئيس ترامب عن القصف مُعِدّاً إيّاه لحظة حاسمة في رئاسته، وردّاً ضروريّاً على التهديد النووي الإيراني وإشارة للخصوم في جميع أنحاء العالم. في خطاب متلفز، ادّعى أنّ الضربات 'أعاقت البرنامج النووي الإيراني بشكل كبير'، واتّهم إيران بتطوير أسلحة سرّاً. ورفضت إدارته تقارير الاستخبارات التي تناقض هذه الادّعاءات، ووصف ترامب المنتقدين بأنّهم 'ضعفاء في الأمن القومي'. وأشار إلى أنّ المبرّر هو الهجوم الإسرائيلي السابق على إيران، مدّعياً أنّ الولايات المتّحدة تدعم حليفاً رئيسيّاً.
كان خطاب ترامب، كعادته، تصادميّاً، إذ وصف قادة إيران بـ'الإرهابيّين' وتعهّد بمزيد من الإجراءات إذا ردّت إيران. ومع ذلك، أثار قراره انقساماً في تحالفه السياسي، فتشكّكت بعض الأصوات المحافظة في تكلفة وفعّالية قصف دولة جبليّة بمساحة تقارب ضعف ولاية تكساس. على الرغم من هذه الهمسات، يظلّ ترامب صلباً، واضعاً الضربات في إطار تجسيد عقيدته 'أميركا أوّلاً'. ويتوجّه ترامب إلى قاعدته مشدّداً على أنّه لم يورّط الولايات المتّحدة في حرب طويلة، ولذلك سارع إلى إعلان نجاح الضربة وفرض وقف لإطلاق النار.
يعكس الجدل في القصف أزمة أوسع في السياسة الخارجية الأميركية: التسييس الشديد الذي يخنق النقاش المتوازن. عارض الديمقراطيون الضربات إلى حدّ كبير، معتبرين إيّاها متهوّرة لمعالجة أزمة سببها انسحاب ترامب من الاتّفاق النووي. ويجادلون في أنّ تصرّفاته دفعت الولايات المتّحدة إلى حافة الحرب. في المقابل، تجمّع الجمهوريون خلف ترامب، مدافعين عن القصف بأنّه ردّ حاسم على عدوان إيران، مع رفض البعض للنقد بحجّة أنّه غير وطني.
ساحة معركة حزبيّة
لقد أصبحت السياسة الخارجية الأميركية، التي كانت في السابق مجالاً للتوافق النسبي، ساحة معركة حزبيّة محتدمة. يعارض الديمقراطيون سياسات ترامب بشكل شبه تلقائي، بينما يدافع الجمهوريون عن قراراته من دون النظر إلى نتائجها، فتتحوّل قضايا معقّدة مثل التعامل مع إيران إلى أدوات للاستقطاب السياسي.
أصبح الاتّفاق النووي نفسه رمزاً للانقسام، فيراه الديمقراطيون إنجازاً دبلوماسيّاً ويصفه الجمهوريون بالضعف. يمنع هذا التسييس إجراء نقاشات موضوعية في الخيارات الاستراتيجيّة، تاركاً الولايات المتّحدة عالقة في ردود فعل متشنّجة بدلاً من استراتيجيات مدروسة. ومع تصاعد التوتّرات مع إيران، يبرز هذا الانقسام عائقاً رئيسيّاً أمام صياغة سياسة خارجية متماسكة وقادرة على مواجهة التحدّيات العالمية وتظهير سياسة ثابتة لواشنطن.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تفاعل واسع مع مقال لتركي الفيصل 'يدعو ترامب إلى تدمير المفاعل النووي الإسرائيلي كما فعل مع إيران'
تفاعل واسع مع مقال لتركي الفيصل 'يدعو ترامب إلى تدمير المفاعل النووي الإسرائيلي كما فعل مع إيران'

سيدر نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • سيدر نيوز

تفاعل واسع مع مقال لتركي الفيصل 'يدعو ترامب إلى تدمير المفاعل النووي الإسرائيلي كما فعل مع إيران'

أثار مدير المخابرات السعودي السابق، تركي الفيصل، تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بمقال يتهم فيه قادة الدول الغربية 'بالكيل بمكيالين' في مواقفهم تجاه إيران وإسرائيل و خطر الأسلحة النووية. ويقول الفيصل في مقاله على موقع 'ذي ناشنال' الإخباري: 'لو أننا في عالم يسود فيه الإنصاف لرأينا الطائرات الأمريكية بي 2 تمطر بوابل من قنابلها مفاعل ديمونا والمواقع النووية الإسرائيلية الأخرى'. ويضيف أن 'إسرائيل تمتلك قنابل نووية. وتخالف بذلك معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. ولم توقع على المعاهدة أصلا لتفلت من رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولا أحد يفتش منشآتها النووية'. وذكر أن الذين يبررون 'الهجوم الإسرائيلي أحادي الجانب' على إيران بالإشارة إلى دعوات القادة الإيرانيين إلى 'إزالة إسرائيل من الوجود'، يتناسون تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، منذ توليه منصبه لأول مرة في 1996، ودعواته المتكررة إلى 'تدمير الحكومة الإيرانية'. ويقول الفيصل إن 'نفاق الدول الغربية ودعمها لإسرائيل في هجومها على إيران متوقع. فهي أيضاً 'تدافع عن إسرائيل في هجومها المتواصل على فلسطين'، وإن تراجع بعضها عن هذا الدعم. ويدعو المدير السابق للمخابرات السعودية، في مقاله، إلى مقارنة بين العقوبات، التي تفرضها الدول الغربية على روسيا بسبب اجتياحها للأراضي الأوكرانية، وتصرفها إزاء ما تفعله إسرائيل. ويرى في ذلك 'تناقضاً صريحاً مع المبادئ والقوانين، التي يبشر بها الغرب'. وانتقد الفيصل الغارات الجوية الأمريكية على ثلاثة مواقع نووية إيرانية. واتهم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، 'بالانجرار وراء تزيين' رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لهجماته المخالفة للقانون على طهران. وصور الرئيس ترامب نفسه في الحملة الانتخابية بأنه 'صانع السلام' في العالم. وانتخبه قطاع واسع من الأمريكيين، الذين يتذمرون من حروب بلادهم المتواصلة، على هذا الأساس. وتعهد في خطاب تنصيبه 'بإنهاء كل الحروب، وبث روح الوحدة بين الأمم والشعوب'. ولكن الحرب، التي وعد بإنهائها في 24 ساعة، لم تضع أوزارها إلى اليوم. ولا تزال الحرب مشتعلة في غزة أيضا. بل إن الولايات المتحدة أقحمت نفسها في حرب جديدة بدأت بين إسرائيل وإيران. والغريب أن واشنطن هي التي تتوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار مع طهران. وأشار مدير المخابرات السعودي السابق إلى أن ترامب 'عارض بشجاعة' قادة بلاده في غزوهم للعراق، قبل أكثر من عقدين من الزمن. وعليه اليوم أن 'يعرف أن حروب العراق أفغانسان كانت لها تبعاتها، وأن حرب إيران لها تبعات أيضا'. وتفاعل عدد كبير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مع مقال تركي الفيصل. وتنوعت التعليقات بين مؤيد للطرح، الذي وصفه الكثيرون بأنه 'جريء وحكيم'، وبين متردد في الثناء عليه. وكتب عماش الحربي على أكس: 'مقالة سمو الأمير تركي الفيصل المتعلقة بمفاعل ديمونا الصهيوني تمثلني وتمثل كل حر يدعو إلى العدل والإنصاف والحرية'. وعلق عبد الله بن مفرح أل شايع بالقول: 'كان بإمكان ترامب أن يصنع السلام بحق، لو منع السلاح النووي عن إيران وإسرائيل معا. وأوقف حرب غزة والمجازر المستمر ضد الأبرياء. العدالة لا تتجزأ. والسلم لا يبنى على الكيل بمكيالين'. أما مها فاعترضت على ما اعتبرته دفاعا عن إيران في مقال تركي الفيصل: 'كلامه صحيح، ولكن إيران أكبر عدو للمنطقة'. وفي رأي مختلف، قال برق الخالدي، فيما يبدو أنه دفاع عن إسرائيل وامتلاكها للأسلحة النووية: 'هناك فرق بين امتلاك أسلحة دمار شامل لدولة مؤسسات. دولة ديمقراطية، وبين امتلاكها جماعة طائفية حاقد ومريضة وشعاراتها الموت والخراب'. وشهدت العلاقات السعودية الإيرانية تقاربا مؤخراً بعد قطيعة طويلة بسبب خلافات أهمها النزاع في اليمن. فطهران تدعم الحوثيين بينما تؤيد الرياض الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.

حاكم كاليفورنيا يقاضي "فوكس نيوز"
حاكم كاليفورنيا يقاضي "فوكس نيوز"

الديار

timeمنذ 2 ساعات

  • الديار

حاكم كاليفورنيا يقاضي "فوكس نيوز"

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب رفع حاكم ولاية كاليفورنيا الديموقراطي غافين نيوسوم دعوى تشهير ضد شبكة "فوكس نيوز"، زاعما أنها حرّفت بشكل متعمد تفاصيل متعلقة بمكالمة هاتفية أجراها مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت سابق هذا الشهر. وتطالب الدعوى التي رفعها نيوسوم أمام محكمة ديلاور، حيث "فوكس نيوز" مسجلة كشركة، بتعويض قدره 787 مليون دولار. وتحادث ترامب ونيوسوم هاتفيا في السابع من حزيران الحالي، دون أن يتطرقا إلى الاحتجاجات التي اندلعت ضد إدارة الهجرة والجمارك التي كانت تقوم بمداهمات في جميع أنحاء لوس أنجلس بحثا عن مهاجرين غير نظاميين، وفقا للدعوى. في وقت لاحق من ذلك اليوم، أمر الرئيس الجمهوري ترامب بنشر آلاف من قوات الحرس الوطني في المدينة ردا على الاحتجاجات، متجاوزا أخذ موافقة حاكم ولاية كاليفورنيا. وصرح ترامب خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض في العاشر من حزيران بأنه تحدث مع نيوسوم "قبل يوم واحد"، وهو ادعاء دحضه نيوسوم بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي. وكتب نيوسوم على منصة إكس "لم تكن هناك مكالمة. ولا حتى رسالة صوتية". وردا على ذلك، زعم مذيع "فوكس نيوز" جيسي واترز أن نيوسوم يكذب بشأن المكالمة. وقال صحفي آخر في "فوكس نيوز" هو جون روبرتس، إن ترامب أرسل له سجل مكالمات لإثبات كذب نيوسوم، لكن صورة الشاشة التي أظهرها للسجل تبين أن المكالمة جرت في 7 حزيران. تضليل متعمد وصرح نيوسوم لقناة "مايدس تاتش" بأنه معتاد على انتقادات فوكس نيوز "لكن هذا تجاوز الحدود (…) الصحفية والأخلاقية والتشهير والحقد". واتهمت الدعوى "فوكس نيوز" بتعمد تضليل المشاهدين بشأن المكالمة للإضرار بمسيرة نيوسوم السياسية، قائلة إن من شاهدوا تقرير واترز سيكونون أقل ميلا لدعم حملاته الانتخابية المستقبلية. ووصفت "فوكس نيوز" الدعوى بأنها "خدعة دعائية"، قائلة في بيان لوكالة الصحافة الفرنسية إن هذا الإجراء القانوني "تافه ويهدف إلى قمع حرية التعبير". وقارن نيوسوم في بيان قضيته بدعوى رفعتها شركة "دومينيون" لأنظمة تكنولوجيا الانتخابات ضد "فوكس نيوز" عام 2023، واتهمت فيها الشبكة بتعمد نشر أكاذيب حول التأثير السلبي لآلات التصويت الخاصة بها على ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2020. ومبلغ التعويض البالغ 787 مليون دولار الذي يطالب به نيوسوم يعادل تقريبا المبلغ الذي دفعته فوكس نيوز لإجراء تسوية مع "دومينيون".

واشنطن بوست: هل دُمر البرنامج النووي الإيراني فعلا؟
واشنطن بوست: هل دُمر البرنامج النووي الإيراني فعلا؟

الديار

timeمنذ 2 ساعات

  • الديار

واشنطن بوست: هل دُمر البرنامج النووي الإيراني فعلا؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تساءلت صحيفة واشنطن بوست أي الأوصاف "مدمر أو منهك أو غير منقوص" أنسب لوصف حالة البرنامج النووي الإيراني بعد الضربات الأميركية؟ مشيرة إلى أن الجواب عن هذا السؤال الذي أزعج واشنطن طوال الأسبوع الماضي هو الذي سيحدد نتيجة الصراع مع إيران. وأوضحت الصحيفة -في افتتاحيتها- أن الضربة الأميركية إذا كانت "قضت" على البرنامج النووي الإيراني بالكامل، كما يصر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فستكون الولايات المتحدة قد أثبتت قدرتها على تدمير قدرة إيران على إنتاج الأسلحة النووية متى شاءت، وعليه تبقى الديبلوماسية ضرورية حتى لا تضطر واشنطن الى قصف إيران بانتظام لمنعها من إعادة بناء برنامجها النووي، وذلك ما يفرض على طهران أن تقبل تنازلات، وربما التخلي عن طموحاتها النووية. أما إذا لم تسفر الضربة الأميركية عن تدمير كامل، فقد تشعر إيران بقدرتها على الدفاع عن برنامجها النووي في وجه القوة النارية الأميركية الساحقة، وبالتالي سيحدد حجم الضرر مدى قدرة طهران على مقاومة المحاولات الأميركية، وفي هذه الحالة أيضا تكون الدبلوماسية ضرورية، وستكون المفاوضات أكثر صعوبة بالنسبة لترامب. ولكن الحقائق غير واضحة في الوقت الحالي- كما تقول الصحيفة- وتقرير وكالة استخبارات الدفاع المسرب يشير إلى أن الضربة الأميركية أعاقت البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط، ولذلك فإن إيران تستطيع العودة إلى تخصيب المزيد من الوقود النووي، إضافة إلى مخزونها الذي يرجح أنه نقل إلى مكان آمن، حتى لو كانت أجهزة الطرد المركزي قد دمرت، لأنه لا يمكن محو الخبرة التقنية التي تراكمت لدى طهران على مدى عقود. ضرورة استئناف المحادثات ومع أن ترامب يبدو مستعدا لإعادة التواصل مع إيران ديبلوماسيا، فإن إيران ترفض التفاوض مع واشنطن حتى الآن، وقد أقر نوابها مشروع قانون لتعليق التعاون مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقد لا تكون في عجلة من أمرها للعودة إلى المحادثات، في انتظار أن تتعافى من أسبوعين من الغارات الجوية القاسية التي قضت على قيادتها العسكرية وألحقت أضرارا بالغة ببنيتها التحتية للطاقة. ورأت الصحيفة أن استئناف المحادثات ضروري، وخاصة إذا لم تكن الولايات المتحدة قد دمرت القدرة النووية الإيرانية، وسيكون من الحكمة أن يقدم ترامب حوافز مع احتفاظه بخيار المزيد من العمل العسكري، وأن يبقي الهدف مركزا على كبح طموحات إيران النووية بدلا من توسيع نطاق الأهداف لدرجة تجعل المفاوضات أكثر صعوبة. وإذا كانت إيران مصرة على مواصلة برنامجها النووي المدني كما تقول، فيجب- حسب الصحيفة- تحقيق ذلك مع شركاء دوليين تحت رقابة صارمة وعمليات تفتيش دقيقة وقيود على مستوى اليورانيوم المخصب المسموح لها بامتلاكه، مع ضرورة إجبارها على الكشف عما هو مخفي والتخلي عنه، مقابل تخفيف تدريجي للعقوبات التي شلت اقتصادها، ووعد باستعادة مليارات الدولارات من أصولها المجمدة في جميع أنحاء العالم. وفي غياب حل ديبلوماسي، فإن السيناريو الأفضل- حسب واشنطن بوست- هو أن تمارس الولايات المتحدة وإسرائيل لعبة "ضرب الخلد" على الأمد الطويل، في محاولة مستمرة للعثور على المواقع النووية المشتبه فيها وتدميرها، علما أن إيران، بعد أن تعرضت للإذلال، ستبتكر طرقا أكثر إبداعا لإخفاء وحماية برنامجها النووي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store