
"مجمع أصفهان".. قلب برنامج إيران النووي في مرمى الغارات الأميركية
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأحد، شن هجوم وصفه بـ"ناجح للغاية"، استهدف بشكل أساسي موقع "فوردو" شديد التحصين لتخصيب اليورانيوم، إلى جانب منشآت نووية أخرى في إيران، من بينها مجمع أصفهان للتكنولوجيا النووية.
ترمب، أكد في أعقاب الهجمات "غير المسبوقة"، القضاء على قدرات تخصيب اليورانيوم الإيرانية، محذراً طهران من "رد انتقامي"، فيما قالت طهران، إن الأضرار التي لحقت بمنشآتها النووية، نتيجة الضربات، "محدودة"، نافية أي مؤشرات على حدوث تسرب إشعاعي.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على إيران في 13 يونيو الجاري، شنت تل أبيب غارات جوية على هذه المواقع، وألحقت بها أضراراً متفاوتة، وتتوزع المنشآت على العديد من المناطق، وتلعب أدواراً مختلفة ومتكاملة ضمن البرنامج النووي الإيراني.
الضربات الأميركية التي تنوعت بين غارة جوية وقصف صاروخي، 3 منشآت نووية محورية هي "فوردو"، و"نطنز"، و"مجمع أصفهان"، وتمثل هذه المواقع مراحل متقدمة في دورة الوقود النووي الإيراني، بدءاً من تحويل اليورانيوم الخام، مروراً بتخصيبه، وانتهاءً بإنتاج الوقود والمكونات التقنية لمفاعلات الأبحاث.
مجمع أصفهان للتكنولوجيا النووية
تضم مدينة أصفهان التي تقع في وسط إيران، وتعد أكبر مدنها، عدداً من المنشآت العسكرية المهمة، بما في ذلك منشآت نووية، وقاعدة جوية رئيسية، ومصانع مرتبطة بالطائرات المسيرة الإيرانية، وغيرها من المنتجات العسكرية.
ويعتبر مجمع أصفهان، قلب البنية التحتية لأبحاث والتصنيع النووي في إيران، إذ يوفر المواد الأساسية لكل من منشأتي "نطنز" و"فوردو".
بُني مجمع أصفهان للتكنولوجيا النووية INTC بدعم من الصين، وافتُتح في عام 1984، وفق مبادرة التهديد النووي، وهي منظمة أمنية عالمية غير ربحية تركز على الحد من التهديدات النووية والبيولوجية والتكنولوجية الناشئة التي تهدد البشرية.
وبحسب المبادرة، فإن "مجمع أصفهان" يضم نحو 3 آلاف عالم، ويُعتقد أن الموقع "يُمثل مركزاً" لبرنامج إيران النووي.
ما هي المنشآت التي يضمها مجمع أصفهان؟
يُشغل الموقع ثلاثة مفاعلات بحثية صغيرة تم بناؤها بدعم من الصين في عام 1999، وكما يضم المجمع، منشأة تحويل، ومصنع لإنتاج الوقود، ومصنع لتكسية الزركونيوم، ومرافق ومختبرات أخرى.
ويضم هذا المجمع أيضاً، مصنعاً لإنتاج ألواح الوقود ومنشأة معالجة اليورانيوم التي يمكنها تحويله إلى سداسي فلوريد اليورانيوم الذي يغذي أجهزة الطرد المركزي. ويقول دبلوماسيون، إن إيران تخزن أيضاً اليورانيوم المخصب في أصفهان.
وتوجد في مجمع أصفهان، معدات لصنع معدن اليورانيوم، وهي عملية بالغة الحساسية فيما يتعلق بالانتشار النووي، إذ يمكن استخدامها في تصميم نواة القنبلة النووية.
وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن المجمع يضم أيضاً، آلات لصنع قطع غيار أجهزة الطرد المركزي، ووصفتها في عام 2022 بأنها "موقع جديد".
هل تعرض المجمع لأضرار؟
قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، السبت، إن مجمع أصفهان استُهدف مرتين في 9 أيام، عبر الهجمات الإسرائيلية على إيران، لكن لم يتضح بعد حجم الأضرار التي تعرض لها المجمع في الضربات الأميركية.
وكان المجمع قد تعرض للقصف لأول مرة في 13 يونيو الجاري، حيث تضررت أربعة مبانٍ، المختبر الكيميائي المركزي، ومنشأة تحويل اليورانيوم، ومصنع لتصنيع وقود المفاعلات، ومنشأة لمعالجة معادن اليورانيوم المخصب قيد الإنشاء. ولم يُبلغ عن أي زيادة في مستويات الإشعاع خارج الموقع.
وبناءً على المعلومات المتاحة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تعرضت ستة مبانٍ أخرى في الموقع نفسه للهجوم أيضاً.
منشآت مجمع أصفهان المتضررة من هجمات إسرائيل منشأة لإنتاج معادن اليورانيوم الطبيعي واليورانيوم المنضب لم تبدأ عملياتها بعد.
منشأة لإنتاج قضبان الوقود.
مبنى لإنتاج حبيبات اليورانيوم منخفض التخصيب ويضم مختبراً ومنشأة لتخزين المواد النووية.
مختبر.
ورشة لمعالجة المعدات الملوثة.
مبنى يضم مكاتب لا يحتوي على مواد نووية.
ويضم مجمع أصفهان ورشةً لتصنيع أجهزة الطرد المركزي، حسبما أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي أشارت إلى تعرضها أيضاً لقصف إسرائيلي.
وأوضحت الوكالة الأممية، إلى أن البنايات التي تم استهدافها مؤخراً، لا تحتوي على أي مواد نووية، أو أنها تحتوي كميات ضئيلة من اليورانيوم الطبيعي أو منخفض التخصيب، مما يعني أن أي تلوث إشعاعي يقتصر على المباني المتضررة أو المدمرة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مباشر
منذ 18 دقائق
- مباشر
السعودية تدين استهداف أمريكا منشآت إيران النووية وتوجه رسالة للمجتمع الدولي
الرياض – مباشر: تتابع المملكة العربية السعودية بقلق بالغ تطورات الأحداث في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة؛ المتمثلة في استهداف المنشآت النووية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. وأكدت السعودية، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، اليوم الأحد، على المضامين الواردة في بيانها الصادر بتاريخ 13 يونيو/ حزيران 2025م التي أكدت فيه إدانتها واستنكارها لانتهاك سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ لتعرب عن ضرورة بذل كافة الجهود لضبط النفس والتهدئة وتجنب التصعيد. ودعت المملكة المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود في هذه الظروف بالغة الحساسية للوصول إلى حلٍ سياسي يكفل إنهاء الأزمة بما يؤدي إلى فتح صفحة جديدة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. يذكر أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعلن صباح اليوم شن هجوم على 3 مواقع نووية في إيران ، هي فوردو ونطنز وأصفهان. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصات الخليجية اضغط هنا لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا ترشيحات:


أرقام
منذ 19 دقائق
- أرقام
الكرملين: لا خطط لدى بوتين للتحدث إلى ترامب ولكن يمكن ترتيب مكالمة سريعا
نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن الكرملين قوله اليوم الأحد إنه لا خطط لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتحدث إلى نظيره الأمريكي دونالد ترامب في أعقاب الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية. وأضافت الوكالة أن الرئاسة الروسية أوضحت أنه يمكن ترتيب مكالمة سريعا.


الرياض
منذ 21 دقائق
- الرياض
عراقجي: الولايات المتحدة تجاوزت الخطوط الحمراء.. وسنرد دفاعاً عن أنفسنا
في أول تعليق رسمي إيراني بعد الهجوم الأميركي على المنشآت النووية؛ أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده سترد على هذا "العدوان غير المبرر"، مشدداً على أن حق الدفاع عن النفس محفوظ لإيران بموجب الميثاق الأممي. وفي مؤتمر صحفي عقده اليوم في مدينة إسطنبول، أوضح عراقجي أن "باب الدبلوماسية يجب أن يظل مفتوحاً، لكن عندما تتعرض دولة لهجوم على سيادتها، فإن الرد يصبح واجباً وطنياً، وسنفعل ذلك". وأشار في مؤتمر صحفي عقده في إسطنبول إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل "تجاوزتا خطاً أحمر كبيراً' بمهاجمة منشآت نووية تخضع لرقابة دولية، مؤكداً أن ما حدث ليس مجرد تصعيد عسكري، بل 'انتهاك صارخ للقانون الدولي"، يقوّض كل فرص التفاوض ويهدد بنسف ما تبقى من مسارات الحل السلمي. وفي تصعيد للموقف، حمّل عراقجي الإدارة الأميركية، وعلى رأسها الرئيس دونالد ترمب، المسؤولية الكاملة عن تداعيات الهجوم، وقال: "ترمب خان التفاوض، وخدع ناخبيه بادعائه أنه رجل سلام، بينما أدار ظهره للدبلوماسية واختار العدوان"، مضيفًا: 'ما جرى يثبت أن واشنطن لم تكن يوماً شريكاً موثوقاً، بل أصبحت شريكة مباشرة لنظام الإبادة الجماعية في إسرائيل'. وأكد الوزير الإيراني أن إيران لا تسعى إلى الحرب، لكن لا يمكن لأي دولة مستقلة أن تقف مكتوفة الأيدي أمام انتهاك سيادتها، مشيراً إلى أن طهران تحتفظ بكل الخيارات للدفاع عن أمنها ومصالحها الوطنية. كما أوضح أنه تواصل مع طهران فور الهجوم، إلا أن تقييم الأضرار لم يكتمل بعد، مضيفاً: "لا يتعلق الأمر بحجم الضرر، بل بخرق مبدأ أساسي في القانون الدولي، وهو عدم جواز استهداف المنشآت النووية السلمية". ودعا عراقجي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى القيام بواجباتها القانونية، واتخاذ موقف واضح حيال استهداف منشآت تخضع لإشرافها، كما طالب مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة طارئة لإدانة الهجوم وتحميل إدارة ترمب وإسرائيل المسؤولية المباشرة. وحذر من أن "الصمت الدولي أمام هذه الأعمال العدائية سيقود العالم إلى مرحلة شديدة الخطورة"، لافتاً إلى أن ما جرى لم يكن استهدافاً لإيران فحسب، بل لقواعد القانون الدولي بأسرها، بما في ذلك معاهدة منع الانتشار النووي. وتابع: "لقد تجاوزوا كل الخطوط، وقصفوا ليس فقط منشآتنا، بل قصفوا أيضاً الشرعية الدولية برمتها". وفي ختام حديثه، شدد عراقجي على أن إيران "لن تساوم على سيادتها، ولن تخضع لسياسات الابتزاز"، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل قبل أن يجر العالم نحو فوضى لا يمكن السيطرة عليها.