
د.حماد عبدالله يكتب: عمارة المحاكم !!
المحكمة أو دار القضاء فى كل بلاد العالم – تلك المبانى – ليست مثل كل الأبنية الإدارية – حيث تتميز بخصائص معمارية مختلفة – تتسم بالهيبه والفخامة، والسكون، وضخامة الأعمدة وإتساع الأفنية، وعلو منصة المحكمة عن القاعات وربط حجرات المداولة بالمنصة، وفصل الإجتماعات والمكتبة والأنشطة الإدارية عن مناطق إستقبال المتعاملون مع المحاكم وفصل قاعات المحامون عن قاعات النيابة العامة وأعضائها – كل هذه الإشتراطات المعمارية – تُدَرَّسْ فى أقسام العمارة بكليات الهندسة، ويعرفها المتخصصون الدارسون لصفات المبانى ووظائفها، والمحكمة فى مصر – لها شكل ولون وطعم، المحكمة كما أنشئت فى أوائل القرن التاسع عشر، فى العاصمة أو فى عواصم المدن المصرية لها صفات تتفق مع ما ذكرته فى بداية مقالى – ولعلنا – رأينا دار القضاء العالى فى القاهرة – أو محكمة جنوب القاهرة أو محكمة الإسكندرية، أو فى محكمة أسيوط، ولعل محكمة شمال القاهرة رغم إنشائها فى الستينيات وأوائل السبعينيات – إلا أن المصمم المعمارى للمحكمة راعى فيها – صفات الهيبة والعظمة – رمزًا لوظيفتها – التى تتسم بالفصل بين الحق والباطل – ومحاولة إعطاء كل ذى حق حقه – بالعدل ودون عنصرية دين أو جنس أو لون، فالكل أمام القضاء سواء ولعل الشعار الذى إتخذته العدالة ، لسيدة معصوبة العينين وتمسك بالميزان، شىء يرمز إلي العدالة المعصومة فى المحكمة المصرية، ولعل قرائة التاريخ القديم، يسجَّلْ من خلال فن العمارة – فكلما كانت الحياة مزدهرة، ومتقدمة فى عصر من العصور – ظهر ذلك من خلال عمارة هذا العصر – وإذا إضمحلت الحياة وسائت المعيشة، نرى ذلك فى العمارة المتروكة لنا من هذه الحقبة الزمنية، ولعلنا لن نبتعد كثيراَ عن هدف المقال وهى عمارة المحاكم، إن تدهور حال المحكمة المصرية فى كل مدن ومراكز وعواصم مصر – تدل على أننا قد أهملنا هذا القطاع الهام الذى نرتكن إليه كمصريين فى أن يبث الطمأنينة وينشر العدل بين الناس، ولاشك بأن مبنى محكمة مهدم- وغير أدمى وغير إنسانى – وغير مؤهل لإستقبال هيئات قضائية تفصل بين الناس، وكذلك إستقبال المتقاضيين ومحاميهم، كل هذا يؤثر بشكل بالغ على المنتج النهائى لهذه المحكمة ويفقدها الهيبة والأحترام المطلوبين ويجب أن تقوم وزارة العدل – وهى تبذل جهود جبارة لتطوير آلياتها ومبانيها – بأن تضع فى إعتبارها وبجدول زمنى معلن عن كيفية الإرتفاع بمستوى العمارة فى المحاكم المصرية – ولايجب أن يقل أهتمامنا بالمحكمة في مصر – شكلًا ومضمونًا – كأهتمامنا برفع النمو الأقتصادي في البلاد – فالعدل والأقتصاد وجهين لعمله واحدة !!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 18 دقائق
- الدستور
بعد التحول الأوروبي ضد إسرائيل.. هل تسقط حكومة نتنياهو؟
قال عماد البشتاوي، أستاذ العلوم السياسية، إن الضغوطات على إسرائيل تزداد وبشكل ملفت ربما في الأيام الأخيرة، ولم نشهد منذ السابع من أكتوبر هذا التحول الجماعي وكأنه حالة من انفلات الوضع تجاه إسرائيل التي كانت تصدر روايتها وسرديتها إلى أوروبا وإلى العالم. وأضاف البشتاوي، خلال مداخلة ببرنامج "مطروح للنقاش"، المُذاع عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنه بعد توقف المرحلة الثانية وعدم دخول للمرحلة الثانية وانتهاء المرحلة الأولى في الصفقة التي أبرمت قبيل دخول دونالد ترامب البيت الأبيض في يوم واحد، أصبح واضحًا أن إسرائيل لا تقاتل فهي فقط تقتل وتدمر فلم يعد هناك أهداف عسكرية، وهو ما أدى إلى تصاعد الانتقادات الخارجية والداخلية مما يُهدد بقرب انهيار حكومة نتنياهو. وأوضح، أن هناك حالة من تنامي الانتقادات الدولية، وهذا التحول بالموقف الأوروبي ربما يأتي من قضيتين مهمتين، الأولى هو أن الموقف الفرنسي لا سيما ماكرون ونعرف أن للرئيس الفرنسي دور مهم في أوروبا لا سيما في موضوع روسيا وأوكرانيا وكذلك بعد زيارته إلى مصر حيث بدأت المصطلحات الآن تتصاعد باتجاه قوي جدًا وأصبحت الآن حرب المصطلحات ما بين نتنياهو وماكرون واضحة بشكل كبير، وكأن ماكرون بزيارته للمنطقة لمس بشكل حقيقي ما لم يكن قد رآه أو سمعه من خلال وسائل الإعلام.


اليوم السابع
منذ 37 دقائق
- اليوم السابع
هل يجوز للمسلم الاحتفال بيوم ميلاده؟.. أمين الفتوى يُجيب
أجاب الشيخ عويضة عثمان ، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال محمود محمد من محافظة السويس، حول حكم الاحتفال بعيد ميلاده. قال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامي مهند السادات، ببرنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء: "نحن في الإسلام لدينا عيدين فقط، هما عيد الفطر وعيد الأضحى، وهذه أعياد شرعية، لكن هناك مناسبات أخرى تُسمى 'أعيادًا مجازًا'، مثل عيد 6 أكتوبر أو عيد الأم أو عيد العمال، وهذه مناسبات اجتماعية تحتفل بها المجتمعات ولكنها ليست أعيادًا شرعية، أما الاحتفال بيوم ميلادك أو أي مناسبة أخرى، فهو أمر جائز طالما أنه لا يتعارض مع الشريعة." وأضاف: "المهم في هذه المناسبات الاجتماعية أن نحرص على ربطها بما يصلح حالنا مع الله، بمعنى، لا يجوز أن نحتفل بمناسبة ما وفي نفس الوقت نبتعد عن طاعة الله أو نفعل معصية، الاحتفال يجب أن يكون لحظة للتفكير في حالنا مع الله، مثلما فعل أحد الصالحين عندما بلغ سن الستين وقال: 'أكملت 60 عامًا، ومنذ 44 عامًا وأنا أسير إلى الله'، هذه لحظة للتفكر في التوبة والتقرب إلى الله، وليس مجرد فرح دنيوي." وتابع: "احتفل بما يفرحك، ولكن تذكر دائمًا أن المناسبة فرصة للتأمل في حياتك مع الله، والعمل على تحسين علاقتك به.،أما الاحتفال في ذاته، فلا توجد فيه أي مشكلة إذا كان في إطار شرعي ويعكس فرحًا طاهرًا".


اليوم السابع
منذ ساعة واحدة
- اليوم السابع
عضو بحزب النهضة الفرنسى: موقف باريس يعكس تحولا إنسانيا أوروبيا تجاه فلسطين
قالت الدكتورة منال خليفة، عضو حزب النهضة الفرنسي، إن الموقف الفرنسي يعكس تحولًا عامًّا في الموقف الأوروبي من القضية الفلسطينية، مشيرة إلى أنه أصبح أكثر انسجامًا مع القيم الإنسانية التي يتبناها الاتحاد الأوروبي. وأضافت خليفة في تصريحات للإعلامية هاجر جلال، مقدمة برنامج «منتصف النهار» على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن هذا التحول جاء نتيجة تعاطف متزايد مع الفلسطينيين، خاصة في ظل التدهور الكبير للأوضاع في قطاع غزة، مشبهة هذا التعاطف بالموقف الأوروبي تجاه الحرب في أوكرانيا. وأشارت إلى أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة إلى مصر والعريش كانت خطوة مهمة لفهم الواقع على الأرض في غزة، حيث منحت العالم صورة أوضح عن الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها السكان هناك. وأكدت أن هذا التحول في الموقف الفرنسي يعكس تأثيرًا إنسانيًا عميقًا على السياسة الفرنسية، لافتة إلى أن أوروبا باتت تنظر إلى القضية الفلسطينية من منظور مختلف، معتبرة أن الحرب في غزة لم تعد مبررة. وقالت: «بعد أن كانت هناك تعاطفات مع إسرائيل في البداية، بهدف مواجهة حركة حماس وإضعاف سيطرتها، أصبح واضحًا أن إسرائيل حققت أهدافها، خاصة مع التزام حماس بالاتفاقات، ومن ثم، أصبح من الصعب تبرير استمرار القصف والحصار على القطاع من قبل المجتمع الدولي».