
معركة جزين: 'عروس الشلال' على خطى 'عروس البقاع'؟
كتب ألان سركيس في 'نداء الوطن':
تختلف الانتخابات البلدية والاختيارية هذه الدورة عن سابقاتها. انطلقت هذا العام من جبل لبنان الذي كان يحتل صدارة المعارك. والمفاجأة بتكريس المعركة السياسية في المرحلة الثانية في الشمال المسيحي لتتبعه الأحد الماضي في زحلة والقاع وبلديات أخرى، وختامها مسك السبت مع جزين والجنوب.
تميّز المكوّن المسيحي بميله إلى المعارك السياسية، وغلب هذا العام الطابع العائلي بشكل كبير في جبل لبنان. وخيضت بلديات عدّة على أساس سياسي، وانتصرت في معظمها الأحزاب والقوى المسيحية السيادية، خصوصاً في جبيل وجونية والجديدة- السدّ- البوشرية والضبيه وبكفيا، وبلدات عدّة في أغلبية أقضية جبل لبنان.
وكان الشمال المسيحي حاسماً في تسجيل انتصار مدوّ لـ 'القوات' والحلفاء، من بشرّي إلى تنورين فشكّا والكورة وبلديات في زغرتا الزاوية. وسجّلت زحلة الضربة الأكبر حيث بلغ التأييد الذروة وفاق كل التوقعات، وانتصرت 'القوات' وحيدةً في وجه الجميع وكانت 'عروس البقاع' نجمة انتخابات 2025 البلدية.
وتبقى الجولة الأخيرة يوم السبت المقبل في 24 أيار، ولو جرت انتخابات بلدية جزين – عين مجدلين قبل أسبوع، لكانت غابت عنها السياسة وانحصرت بالطابع الإنمائي العائلي، لكن عوامل عدّة حوّلت المعركة في 'عروس الشلال' إلى معركة سياسية بامتياز.
العامل الأول، هو رغبة 'التيار الوطني الحرّ' في تحقيق انتصار ولو معنوي بعد سلسلة الهزائم التي أظهرت تقلّص حجمه. العامل الثاني، هو رغبة قوى تدور في فلك 'الثنائي الشيعي' و'سرايا المقاومة' بالذهاب إلى معركة، وتسجيل انتصار على 'القوات اللبنانية' و'الكتائب اللبنانية' في جزين.
بينما حوّل البعض المعركة إلى سياسية ظناً منه أن جزين لا تزال أحد أهم معاقل العونيين وباستطاعته جذب أصوات عونية، فغاب الخطاب الإنمائي وحلّت السياسة مكانه.
وتعتبر بلدية جزين – عين مجدلين الأكبر مسيحياً في الجنوب، وتتألف من 18 عضواً بلدياً، ويبلغ عدد الناخبين المسجلين على لوائح الشطب نحو 10 آلاف ناخب مسيحي. ونتيجة التدخلات السياسية، تتبارز لائحتان في جزين: الأولى، لائحة 'سوا لجزين' برئاسة دافيد طانوس الحلو مدعومة من 'التيار الوطني الحرّ' والنائب السابق زياد أسود وحركة 'أمل' والنائب السابق إبراهيم عازار و'حزب الله'، بما يمون على ناخبين موالين له، والحزب 'السوري القومي الاجتماعي' وعدد من عائلات المدينة.
في المقابل، تقف 'القوات' و'الكتائب' وعدد من العائلات الجزينية السيادية إلى جانب لائحة 'بلديتكن مستقبلكن' برئاسة المرشح بشارة جوزيف عون، وتعمل هذه اللائحة وفق برنامج إنمائي واضح على رغم جرّها إلى معركة سياسية باتت واضحة المعالم.
ويتحدّث عدد من الناشطين الجزينيين عن تقارب في النتائج، ولا صحة للمقولة السابقة بأن جزين عونية وتؤيّد خطّ 'حزب الله' والمقاومة، وسط كلام عن عدم وجود تجانس بين مكونات لائحة الحلو وتباعد بين 'التيار الوطني الحرّ' وحركة 'أمل'. ويستذكر الجميع كيف أدى التشطيب في انتخابات 2016 إلى سقوط رئيس لائحة 'التيار' خليل حرفوش، قبل تقديمه طعناً وربحه وعاد إلى رئاسة بلدية جزين ورئاسة الاتحاد.
لا يمكن التكهّن بنتائج الانتخابات من اليوم، فيوم السبت في جزين سيكون حاسماً. ويتوقّع ارتفاع نسبة الاقتراع بسبب وجود معركة محتدمة. وإذا كانت زحلة سجّلت المفاجأة الأكبر في الانتخابات حتى الساعة، فقد تكون جزين خاتمة المفاجآت في حال انتصرت للخط السيادي وتحرّرت نهائياً، وعندها تكون المدن والبلدات المسيحية الكبرى حسمت خياراتها وصبّت كلها في اتجاه الخط السيادي، وشلحت عباءة 'حزب الله' أو من يدورون في فلكه.
المرشحون
لائحة 'بلديتكن مستقبلكن': بشارة عون، ريتا الأسمر، مروان كرم، سامر عون، أنطوان شاهين، بول رومانوس، إليانا صالح، إدمون رحيم، شادي الحلو، وليد بو راشد، جوزيف رزق، صبحي سليم، منى الحلو، ريمي الأسمر، مروان الحوراني، ناتالي العاقوري، جويل الحلو وجوزيف فرح.
أما المرشحون على منصب المختار فهم: مارينا بو راشد، مارون عون، مروان حرب، حليم الأسمر، طوني الحلو، مارون بو نادر، بول رزق.
أما أعضاء لائحة 'سوا لجزين' فهم: دافيد الحلو، يوسف رحال، جوزيف الأسمر، مارون منصور، شربل الحلو، شادي شداد، طوني عازار، جوني رحيم، ريم الحلو، أنطونيت كرم، شربل عطية، بيتر عزيز، ريان فضول، إدي رزق، جيمي المقنزح، جوني عون، باسل عون، خلود عساف.
والمرشحون على منصب المختار هم: يوسف العرية، مارون عبد النور، ريمون قطار، طوني عون، خليل أسمر، سمير بو راشد، حليم الياس وجورج جيبرايل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ 33 دقائق
- بيروت نيوز
بالفيديو… هكذا اغتالت إسرائيل حسين نزيه برجي في صور
وادعى قائلاً: 'تتولى المديرية مسؤولية تطوير وإنتاج وصيانة الوسائل القتالية وتوسيع قدرات التموين في الحزب. منذ انشائها أدارت المديرية مشاريع عديدة لانتاج الوسائل القتالية بما فيها انتاج الصواريخ الدقيقة'. وزعم أدرعي أنّ 'حسين نزيه برجي عمل مهندسًا ولديه خبرة طويلة في 'الحزب'، وتولى مسؤولية انشاء بنى تحتية لانتاج صواريخ أرض – أرض دقيقة حيث هدفت عملية استهدافه إلى ضرب جهود اعمار 'حزب الله' بعد حملة سهام الشمال'. #عاجل 🔸 عملية استهداف جديدة: جيش الدفاع يواصل القضاء على عناصر إرهابية ومن بينها عنصر في حزب الله من مجال انتاج الوسائل القتالية في لبنان 🔸هاجم جيش الدفاع في منطقة صور جنوب لبنان في وقت سابق اليوم وقضى على الارهابي حسين نزيه برجي والذي كان يعتبر عنصر ذو خبرة مركزية في مجال… — افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) May 21, 2025

القناة الثالثة والعشرون
منذ 38 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
واقع الحزب المالي تحت مجهر أميركي-إسرائيلي: ضغط إضافي مرتقب
قال مصدر اسرائيلي لسكاي نيوز عربية الأحد إن "انهيار النظام السوري، وخطوات الحكومة اللبنانية، وزيادة مصاريف الحزب نتيجة الحرب، عوامل تصعّب من وضعه الاقتصادي". اضاف "نعرف ان حزب الله يحاول بناء مسارات جديدة لنقل الأموال الإيرانية، ونحن مستمرون بالمراقبة وإحباط هذه المحاولات". واستخدم حزب الله بحسب المصدر "مؤسسة القرض الحسن لدفع تعويضات لناشطيه، ولذلك فهو يواجه صعوبة في دفع المستحقات للمقرضين". وتابع "حزب الله يعاني من أزمة ثقة ضخمة مع جمهوره، لذا فأغلب جهوده الآن منصبّة على تعويض جمهوره وهي أولويته الأولى، لكن هذا لا يعني أنه يحاول إعادة التسلح". ويقوم الحزب بحسب المصدر بإعاقة "قوانين الإصلاح المالي في البرلمان، وهي قوانين ضرورية للحكومة للتعامل مع الدول والمؤسسات الدولية لإعادة الاعمار. وختم "حزب الله خسر إلى حد بعيد المنافسة على الجمهور الشيعي لصالح حركة أمل". هذه المواقف الإسرائيلية التي تركز على واقع حزب الله المالي، تأتي على وقع رزمة عقوبات أميركية جديدة أصدرتها الخزانة الأميركية منذ ايام قليلة وتستهدف اشخاصا وكيانات يساعدان حزب الله ماليا، في حين أعلن الحساب الرسمي لبرنامج "مكافآت من أجل العدالة" التابع لوزارة الخارجية الأميركية، الاثنين، تخصيص مكافأة قد تصل الى 10 ملايين دولار للحصول على معلومات حول الشبكات المالية لحزب الله في أميركا الجنوبية. المعطيات هذه تدل بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، على ان بقدر ما يراقب المجتمع الدولي عموما وواشنطن وتل ابيب خصوصا، وضع حزب الله عسكريا حيث يعتبران اعادة بناء ترسانته، خطاً احمر، فإنهما بالقدر ذاته، يراقبانها "ماليا". واذا كان الحليفان اي أميركا وإسرائيل، اختلفا في الأيام القليلة الماضية على المضي قدما في استخدام الالة العسكرية ضد الحزب واذرع ايران، حيث يفضل الاسرائيلي البقاء عليها فيما يريد الأميركي التخلي عنها، فإنهما متفقان على خنق الحزب ماليا. من هنا، تتابع المصادر، فإن واشنطن، التي ستعود مبعوثتها مورغان أورتاغوس الى بيروت في قابل الأيام مبدئيا، ستواصل سياسة الضغط المالي الاقصى على الحزب عبر العقوبات، وايضا عبر استعجال لبنان الرسمي، ايجاد حل لملف القرض الحسن الذي يساعد في رأي الولايات المتحدة، حزبَ الله، على الوصول الى الاموال. ووفق المصادر، تريد واشنطن من الدولة اللبنانية معالجة هذه المعضلة لانها ستساعد الولايات المتحدة اكثر في عملية لجم إسرائيل عسكرياً. فهذه النقطة ستحسب لصالح لبنان وستضاف الى منعه هبوط الطيران الايراني في بيروت، بما يؤكد اكثر ان لبنان يطبق اتفاق وقف النار وملتزم به (وهو ينص على منع الحزب من إعادة بناء نفسه ماليا وعسكريا)، فما المبرر، والحالة هذه، لاستمرار الإسرائيلي في احتلال اراض لبنانية وانتهاك اتفاق وقف النار؟ انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


القناة الثالثة والعشرون
منذ 38 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
هذه قوّة "حزب الله" الحقيقيّة
بينما يتمّ الضغط على لبنان من أجل نزع سلاح "حزب الله"، وسط ترقّب زيارة الموفدة الأميركيّة مورغان أورتاغوس إلى بيروت لحسم هذا الموضوع، خاض "الحزب" الإنتخابات البلديّة والإختياريّة في الضاحية الجنوبيّة وفي البقاع، ويستعدّ للجولة الأخيرة من الإستحقاق الإنتخابيّ في الجنوب، لتثبيت حضوره الشعبيّ في المناطق ذات الأغلبيّة الشيعيّة، والتشديد على التمسّك بالمبادئ، وفي مُقدّمتها "المقاومة" ومُحاربة العدوّ الإسرائيليّ. وبرهن "الحزب" من خلال النتائج أنّ بيئته لا تزال تُؤيّده، لكن هناك تعويلٌ من خصومه في الداخل والخارج على خسارته بعض البلديّات والمخاتير في مناطق الجنوب، حيث أنّ الدمار كبير، وهناك حالة من الغضب بسبب التأخّر في إطلاق عجلة إعادة الإعمار جراء ربطها بنزع سلاح "المقاومة". في المقابل، كانت التزكية لافتة في الكثير من البلدات الجنوبيّة، تماماً كما جرى في الضاحية والبقاع، ما يُشير إلى أنّ هناك رفضاً لإجراء إنتخابات في قرى مُختلفة، حيث الأكثريّة هي شيعيّة وداعمة لـ"حزب الله"، وسط غياب أيّ مُنافسة فعليّة لمرشّحيه. وليس من المتوقّع وفق مراقبين أنّ تختلف نتائج الإنتخابات النيابيّة عن البلديّة والإختياريّة، فقوّة "حزب الله" كانت ولا تزال تتمثّل بقاعدته الشعبيّة وليس بسلاحه، فمن رأى كيف تهافت مناصروه إلى قرى البقاع للتصويت لمرشّحيه والتمسّك بنهج الشهيد حسن نصرالله، يتأكّد أنّ الحرب والدمار والقتل والتهجير كلّها عوامل لم تُؤثّر على شارع "الحزب"، بل زادته قناعة في تأييد "المقاومة"، أكانت عسكريّة أمّ سياسيّة، بانتظار حسم موضوع السلاح غير الشرعيّ. وتقول أوساط سياسيّة إنّ "حزب الله" ومعه "حركة أمل" وجّها الكثير من الرسائل إلى الخصوم في لبنان والخارج، لعلّ أهمّها أنّ بيئتهما لا تزال مُتماسكة وداعمة لهما، وهذا الأمر تُرجم أصلاً في تشييع نصرالله وهاشم صفي الدين في شباط الماضي وبحسب الأوساط السياسيّة، فإنّ نزع سلاح "المقاومة" لن يُشكّل نكسة لـ"حزب الله" أو للبيئة الشيعيّة، لأنّهما سيُحافظان على هيمنتهما على المقاعد النيابيّة الخاصة بالشيعة، وعلى أبرز البلديّات في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، لأنّ التجارب السابقة مع قوى أخرى، أثبتت أنّ اللبنانيين لا زالوا داعمين لأحزابهم التقليديّة، في الحرب كما بعدها، والأمر لن يختلف مع جمهور "الحزب"، وما جرى في انتخابات البقاع يُعتبر أبرز دليلٍ على ذلك. ولكن، يبقى على "حزب الله" أنّ يُؤمن أنّ قوّته تكمن في مناصريه وليس في سلاحه، إذ يُؤخذ عليه أنّه لم يستطع الدفاع عن لبنان بوجه العدوّ الإسرائيليّ، وأنّ السلاح الذي يُشكّل أبرز المشاكل لم يكن يوماً الحلّ، وتسبّب في شرخ كبير بين المواطنين، وحرم الدولة من اتّخاذ قرار الحرب والسلم، وتحييد البلاد عن نزاعات وحروب المنطقة. المصدر: خاص "لبنان 24" انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News