logo
الكهرباء مُهدّدة بالإنقطاع.. ماذا عن الأسعار؟

الكهرباء مُهدّدة بالإنقطاع.. ماذا عن الأسعار؟

الديارمنذ 17 ساعات

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
لطالما كانت الأسواق المالية مرآة لانعكاس مخاوف وتوقعات المستثمرين، خصوصا فيما يتعلق بأسعار الأسهم والسندات والسلع، وفي مقدّمتها النفط، الذي يُعدّ مؤشرا حساسا للواقع الجيوسياسي والأمني السائد. تركت المواجهة بين 'إسرائيل' وإيران، أثرا واضحا على سعر برميل النفط الذي ارتفع عشرة دولارات ، لحظة الإعلان عن الضربة 'الإسرائيلية'، قبل أن يعاود الانخفاض ليستقر عند مستوى أعلى بخمسة دولارات من قيمته قبل الحدث.
تُشير التحاليل إلى وجود سيناريوهين في ظل هذه المواجهة:
- الأول : ينصّ على محدودية المواجهة في المكان والزمان.
- الثاني: ينصّ على توسيع رقعة الصراع، سواء في المكان أو الزمان.
وبحسب تصريحات المسؤولين الإيرانيين و'الإسرائيليين'، فإن الطرفين يُهدّدان بضرب الأخر، وهو ما يُرجّح السيناريو الثاني أكثر من الأول، ويقترح إمتداد الأزمة على عِدّة أسابيع وحتى عِدّة أشهر.
من هذا المُنطلق، نرى أن سعر برميل النفط يتأرجح بين سيناريو الستاتيكو وسيناريو التصعيد، وهو ما يُمكن ملاحظته من المُحاكاة الستوكاستيكية التي تُظهر أن السيناريو الأول سيُبقي على سعر برميل نفط بحر الشمال ما بين 75 و80 دولارا أميركيا، وأن السيناريو الثاني قد يرفع من سعر البرميل إلى مستويات أعلى، قد تصل إلى أكثر من 100 دولار أميركي للبرميل الواحد.
تدعيات إرتفاع سعر برميل النفط على الإقتصاد العالمي يُترّجم تلقائيا إرتفاعا في الأسعار ، من باب أن النفط يدخل في تصنيع وتعليب ونقل أكثر من 95% من السلع والخدمات المُحيطة بنا. وهو ما يعني عودة موجة التضخّم في الإقتصادات العالمية، في وقتٍ تسعى فيه المصارف المركزية إلى السيطرة على التضخّم الناتج عن جائحة كورونا والحرب الروسية – الأوكرانية، وكذلك عن الإجراءات الحمائية التي إتخذتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
إلا أن هذه التداعيات ليست الوحيدة، إذ هناك مخاوف أخرى قد تؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم، ومن بينها الاضطرابات المحتملة في سلاسل التوريد، خصوصا إذا تم استهداف مضيق هرمز أو باب المندب أو المنشآت النفطية في منطقة الخليج. وفي حال حدوث ذلك، فإن أسعار النفط قد تشهد ارتفاعا كبيرا، مما يقوّض من قدرة العديد من الاقتصادات على التعافي، باستثناء تلك التي تعتمد في دخلها على إنتاج النفط.
من بين التداعيات الأخرى التي قد تسهم في رفع التضخم، ارتفاع تكاليف التأمين، التي يتم تعديلها تلقائيا في أعقاب أي حدث أمني أو عسكري. وفي هذا السياق، سيتوقف مدى ارتفاع أسعار التأمين على طبيعة السيناريو، الذي ستتخذه المواجهة بين إيران و'إسرائيل'.
ولا تتوقف التداعيات عند هذا الحد، بل يتوقع أيضا ارتفاع تكاليف النقل، لا سيما الجوي والبحري، وهو ما سينعكس بشكلٍ مباشر على أرباح شركات الطيران الإقليمية، فضلا عن الشركات الدولية. كل هذه العوامل ستُضعِف من وتيرة النمو الاقتصادي العالمي، وتدفع البنوك المركزية إلى مواجهة معضلة حساسة: رفع أسعار الفائدة لاحتواء التضخم، أم الإبقاء عليها لدعم النمو؟
على الصعيد اللبناني، يبدو الوضع أكثر تعقيدا مما هو عليه في باقي دول المنطقة. فلبنان الذي يعاني من أزمة اقتصادية ومالية خانقة، قد يجد نفسه أمام كارثة طاقة جديدة، إذا تأثرت إمدادات الفيول العراقي إليه. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن لبنان بات يعتمد بشكل شبه كلي على الفيول العراقي، وهو ما ينذر بعتمة شاملة في حال انقطعت هذه الإمدادات.
من المتوقع أيضا، أن يؤدي ارتفاع أسعار النفط عالميا إلى تحفيز بعض التجار على احتكار السلع ورفع أسعارها بشكل غير مبرر، ليس في قطاع المحروقات فحسب، بل حتى في قطاع الخدمات والمواد الغذائية. هذا الواقع قد يستدعي تدخّلاً استثنائيا من الجيش اللبناني كما حصل في آب 2021 لمواجهة هذه الظاهرة.
كما سيؤدي ارتفاع تكاليف الطاقة والنقل والتأمين إلى زيادة كبيرة في الأسعار المحلية، بما يُفاقم من تآكل القدرة الشرائية للمواطنين التي هي أصلاً منهارة. ومن شأن ذلك أن يُلغي أي مشروع محتمل لرفع الأجور في القطاع الخاص، ويضعه تحت ضغوطٍ شديدة.
على الصعيد المالي، ستكون موازنة العام 2025 على موعدٍ مع عجزٍ مؤكد، نتيجة ارتفاع فاتورة النفط، ولا يزال غامضا مصدر التمويل الحكومي لها، خاصةً أن الدولة لم تُفلح بعد في حل أزمتها الدينية، وهي بالتالي محرومة من الوصول إلى الأسواق المالية.
ولا تتوقف التداعيات عند حدود الاقتصاد المحلي، فقد يتأثر الموسم السياحي أيضا، إذ يخشى الزوار العرب من تبعات الصراع الإقليمي أو انخراط لبنان فيه. وبالتالي، قد يقتصر الموسم على اللبنانيين المغتربين، وبعدد أقل من المتوقَّع.
وأخيرا وليس آخرا، قد تطال الأضرار شركة طيران الشرق الأوسط (ميدل إيست)، خصوصا بعدما تم تداول مقطع عبر مواقع التواصل الاجتماعي يظهر صواريخ تعبر الأجواء اللبنانية، ما اضطر الشركة إلى تعطيل رحلاتٍ مؤقتة.
كل هذه العوامل مجتمعة ستعيد ترتيب الأولويات الاقتصادية، وتُهدد بتوجيه ضربة قاسية لمسار الإصلاحات، لا سيما في ظل تحوّل المساعدات الخليجية نحو سوريا بدلا من لبنان.
للأسف، لم تنجح القوى السياسية اللبنانية في تجنب المطبات الإقليمية، وهو ما ترك أثرا عميقا على المجتمع اللبناني وعلى اقتصاده، دفع بمستوى معيشة المواطنين إلى أدنى مستوياته منذ بدء الأزمة. ومن هذا المنطلق، يظل لبنان واقتصاده رهينتين للصراعات الإقليمية المستمرة التي تُلحق الدمار بلا هوادة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ملك الأردن حذّر من تبعات الهجوم "الإسرائيلي" على أمن المنطقة
ملك الأردن حذّر من تبعات الهجوم "الإسرائيلي" على أمن المنطقة

الديار

timeمنذ 29 دقائق

  • الديار

ملك الأردن حذّر من تبعات الهجوم "الإسرائيلي" على أمن المنطقة

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب ترأس ملك الأردن ​عبدﷲ الثاني​ اجتماعًا في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، اطّلع خلاله على جاهزيّة المركز ومختلف مؤسّسات الدّولة، في التّعامل مع تبعات الهجوم الإسرائيلي على ​إيران​. وأوضح الدّيوان الملكي الأردني، أنّ "الملك استمع إلى شرح من نائب رئيس المركز العميد الرّكن حاتم الزعبي، حول الخطط الاستباقيّة وإجراءات التّعامل مع الأحداث الإقليميّة الأخيرة، بما يحافظ على أمن الأردن واستقراره وسلامة مواطنيه". وأكّد الملك الأردني "ضرورة إدامة التّنسيق الوثيق بين جميع المؤسّسات، لتعزيز القدرة على التّعامل مع أية تطوّرات، ومواصلة حثّ المواطنين على الالتزام بتعليمات السّلامة العامّة". من جهة ثانية، شدّد الملك عبدﷲ، خلال اتصال هاتفي من رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، على "أهميّة تضافر الجهود الدّوليّة للتّوصّل إلى تهدئة شاملة"، محذّرًا من "تبعات الهجوم الإسرائيلي على إيران، على أمن المنطقة واستقرارها". وأعاد التّأكيد على "موقف الأردن الثّابت بأنّه لن يكون ساحة حرب لأي صراع".

إقرار التشكيلات الديبلوماسية
إقرار التشكيلات الديبلوماسية

الديار

timeمنذ 29 دقائق

  • الديار

إقرار التشكيلات الديبلوماسية

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أشار وزير الإعلام ​بول مرقص​، خلال تلاوته مقرّرات جلسة مجلس الوزراء في القصر الجمهوري في بعبدا، إلى أنّ "رئيس الجمهوريّة جوزاف عون قال في مستهل الجلسة إنّ الوضع في المناطقة دقيق، وأشاد بموقف الفاعليّات اللّبنانيّة كافّة للمحافظة على الاستقرار. وأشار إلى أنّه للأسف يتمّ إقفال مطار بيروت من وقت إلى آخر، ونظرًا للظّروف الأمنيّة، منوّهًا بدور وزير الأشغال لمعالجة أوضاع الطيران. كما شدّد على أنّه علينا أن نفعل المستحيل لإبعاد ​لبنان​ عمّا يحصل من صراعات لا دور لنا فيها ولا علاقة". ولفت إلى أنّ "رئيس الحكومة نواف سلام شدد في خلال الجلسة، على ضرورة الحؤول دون توريط لبنان في أي شكل من الأشكال بالحرب الدائرة، لما يترتب علينا من تداعيات لا علاقة لنا بها". ولفت إلى أنّ "سلام ذكّر بأنه طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وضع المقررات بخصوص السلاح الفلسطيني موضع التنفيذ، موضحا أنه لم يحدد أي موعد رسمي بشأن تسليم السلاح". وذكر مرقص أنّ "وزير الخارجية شرح لمجلس الوزراء وضعية مئات اللبنانيين العالقين في المطارات حول العالم وسبل معالجة أمورهم. كما أخذ المجلس علما من وزير الأشغال بشأن حركة المطار"، مبيّنًا أنّ "الحديث تناول أيضًا التعديلات المرجوة على قانون الانتخاب، وتم تشكيل لجنة وزارية للبحث فيها". وأوضح أن "مجلس الوزراء درس اقتراح نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري بشأن ​خطة عودة النازحين​ السوريين ووافق عليها. كما قرر مجلس الوزراء إعادة درس اقتراح إنشاء وزارة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي"، كاشفًا أنّ "المجلس أقر التشكيلات الديبلوماسية، ووافق على إبرام اتفاقية مع صندوق النقد الدولي لإنشاء مكتب ممثل الصندوق المقيم في لبنان. كما تمت الموافقة على رفع قيمة الإسكان للمستفيد الواحد من 50 إلى 100 ألف دولار". وأضاف: "مجلس الوزراء وافق أيضا على العديد من طلبات الوزارات وعلى هبات ورفض هبة مشروطة". أقر مجلس الوزراء التشكيلات الديبلوماسية. وتلا وزير الإعلام المحامي د. بول مرقص، بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء في القصر الجمهوري في بعبدا، المقررات الرسمية، ولفت الى ان الرئيس نواف سلام شدد، في خلال الجلسة على "ضرورة الحؤول دون توريط لبنان في أي شكل من الأشكال بالحرب الدائرة لما يترتب علينا من تداعيات لا علاقة لنا بها". أضاف :" وذكر الرئيس سلام، إنه طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وضع المقررات بخصوص السلاح الفلسطيني موضع التنفيذ"، موضحا أنه لم يحدد أي موعد رسمي بشأن تسليم السلاح. وأشار مرقص، الى ان "وزير الخارجية شرح لمجلس الوزراء وضعية مئات اللبنانيين العالقين في المطارات حول العالم وسبل معالجة أمورهم. كما أخذ المجلس علما من وزير الأشغال بشأن حركة المطار. وأوضح "ان الحديث جرى بشأن التعديلات المرجوة على قانون الانتخاب. وتم تشكيل لجنة وزارية للبحث فيها". وأشار مرقص الى ان مجلس الوزراء درس اقتراح نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري بشأن خطة عودة النازحين السوريين ووافق عليها. وقرر مجلس الوزراء إعادة درس اقتراح إنشاء وزارة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. كما وافق المجلس على إبرام اتفاقية مع صندوق النقد الدولي لإنشاء مكتب ممثل الصندوق المقيم في لبنان. كما تمت الموافقة على رفع قيمة الإسكان للمستفيد الواحد من 50 إلى 100 ألف دولار. ووافق المجلس أيضا على رفع قيمة الإسكان للمستفيد الواحد من 50 إلى 100 ألف دولار، اضافة الى موافقته على العديد من طلبات الوزارات وعلى هبات ورفض هبة مشروطة. صدي اما وزير الطاقة جو صدي، فأشار الى انه اقترح تعليق موضوع زيادة سعر المحروقات "علما أن مبدأ الدعم للعسكريين لن نتراجع عنه واقترحت العودة إلى مجلس الوزراء بمقترح متكامل". وبحث مجلس الوزراء في جدول أعمال من ٤٩ بندا، بالإضافة إلى بنود طارئة لاتخاذ القرارات المناسبة بشأنها. ومن ابرز البنود البحث في التعيينات المالية والدبلوماسية واقرارها، فضلا عن التطرق الى الاوضاع المحيطة بلبنان، بعد اندلاع الحرب الاسرائيلية - الايرانية. وتطلع الرئيس عون مجلس الوزراء على نتائج زيارته إلى حاضرة الفاتيكان ولقائه الحبر الأعظم البابا لاوون الرابع عشر وكبار المسؤولين في الكرسي الرسولي. وسبق الجلسة اجتماع بين الرئيسين عون وسلام بحث في المستجدات والأوضاع العامة وتناولت المواضيع المدرجة على جدول الاعمال والتطورات السياسية والأمنية وملف التعيينات. وأشارت معلومات mtv الى أن لا تعيينات لنواب حاكم مصرف لبنان في جلسة الحكومة اليوم لأنّ الأمور لم تنضج بعد ورئيس المجلس النيابي نبيه برّي ما زال مصرًا على الإبقاء على وسيم منصوري وعلى تعيين زاهر حمادة مدّعياً عاماً مالياً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store