logo
الشيخة موزا بنت ناصر تفتتح جناحا لزراعة الخلايا الجذعية في سدرة

الشيخة موزا بنت ناصر تفتتح جناحا لزراعة الخلايا الجذعية في سدرة

الجزيرةمنذ 5 أيام

افتتحت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، جناحا لزراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم للأطفال في سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر، والذي يختص بعلاج الأطفال المصابين بأمراض الدم واضطرابات الجهاز المناعي والاضطرابات الوراثية.
وقامت صاحبة السمو بجولة تفقدية عبر مرافق الجناح وتحدثت مع الفرق السريرية العاملة به، فيما جرى إطلاع سموها على الدور الذي يضطلع به برنامج زراعة الخلايا الجذعية في تطوير الرعاية وتوفير العلاج بالخلايا الجذعية، وتقديم العلاج الجيني للأطفال في قطر والمنطقة.
ورافق سموها خلال الجولة وزير الصحة العامة منصور بن إبراهيم بن سعد آل محمود، وأعضاء مجلس إدارة سدرة للطب والدكتورة إيابو تينوبو كارتش الرئيس التنفيذي، والبروفيسور إبراهيم جناحي، الرئيس الطبي.
ويمثل هذا الجناح جزءا أساسيا من برنامج زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم لدى سدرة للطب، والذي يستعين بعلاجات شافية لتوفير الرعاية والعلاجات المنقذة لحياة الأطفال الذين يصابون بأمراض الدم والسرطان، بما في ذلك الأورام الحميدة والخبيثة مثل سرطان الدم والليمفوما والثلاسيميا وفقر الدم المنجلي ونقص المناعة والاضطرابات الأيضية.
تعرف عملية زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم أيضا باسم عملية زراعة نخاع العظم، ويتم خلالها استبدال نخاع العظم المريض أو التالف بخلايا جذعية سليمة من المريض (ذاتية المنشأ) أو من أحد المتبرعين (غيرية المنشأ).
خطوة هامة
وقالت الدكتورة إيابو تينوبو كارتش الرئيس التنفيذي لسدرة للطب، إن افتتاح جناح زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم للأطفال، وهو الأول من نوعه في البلاد، خطوة هامة في إطار مساعي سدرة للطب من أجل تعزيز الوصول إلى الرعاية الصحية المنقذة لحياة الأطفال في قطر والمنطقة.
وأضافت أنه في ظل النمو الذي يشهده برنامج زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم، سوف يؤدي الجناح دورا حيويا في تقليص الحاجة إلى الإحالات الخارجية، وفي ترسيخ مكانة قطر كمركز رائد في تقديم العلاجات المتقدمة للأطفال مثل العلاج الخلوي والعلاج الجيني، حيث يسعى سدرة للطب من خلال ذلك إلى توفير رعاية مستدامة وعالية الجودة لمرضاه وعائلاتهم بالقرب من أوطانهم.
من جهته قال البروفيسور إبراهيم جناحي الرئيس الطبي لسدرة للطب، إن افتتاح جناح لزراعة الخلايا الجذعية في سدرة للطب يؤكد الالتزام بدعم رؤية قطر الوطنية 2030، كما يرسخ أسس الاقتصاد القائم على المعرفة من خلال بناء الخبرات الوطنية في الطب الدقيق والتجديدي.
وأضاف أن هدف سدرة للطب هو ضمان حصول كل طفل في قطر على أفضل العلاجات الممكنة بالقرب من بيته والقائمة على التميز السريري.
وصمم هذا الجناح الجديد الذي يديره قسم أمراض الدم والأورام في سدرة للطب، خصيصا لمرضى الأطفال دون سن 18 عاما، بينما ينقسم الجناح إلى قسمين رئيسيين هما قسم الأطفال الذين يخضعون لزراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم، وقسم المرضى من ذوي التشخيصات المعقدة لأمراض الدم والأورام، مثل السرطان، والتي تتطلب علاجا كيميائيا مكثفا ورعاية داخلية.
ويتميز الجناح الذي يتوفر فيه 20 سريرا كسعة مبدئية، بمرافق متطورة تشمل مرافق عزل عالية المستوى تتوافق مع المعايير الدولية لمكافحة العدوى. ومن المقرر أن يبدأ الجناح في استقبال المرضى لإجراء عمليات زراعة ذاتية في أواخر يونيو الجاري، فيما تجري الاستعدادات لتوفير الرعاية للمرضى الداخليين من الأطفال الذين سيخضعون لعمليات الزراعة من متبرعين آخرين في مرحلة لاحقة.
رعاية متقدمة
وقال الدكتور أيمن صالح رئيس قسم طب أمراض الدم وأورام الأطفال وخدمات زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم في سدرة للطب، إن برنامج زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم في سدرة للطب يجمع بين تخصصات رئيسية من أجل تقديم رعاية متقدمة وعلاجية للأطفال الذين يعانون من حالات مرضية معقدة.
وأضاف أنه في ظل نجاح سدرة للطب في إجراء أربع عمليات زراعة خلايا ذاتية والاستعدادات الجارية حاليا لإجراء عمليات الزراعة للخلايا الغيرية في المستقبل القريب، فإنه يرسي أساسا متينا للعلاج الخلوي للأطفال في قطر، وتعتبر هذه الخدمة دليلا على نهج الرعاية المتمحورة حول الأسرة والعلاج الرائد الذي نوفره لجميع مرضانا."
وبالإضافة إلى علاج المرضى المصابين بأمراض الدم المختلفة والسرطانات، يعتبر برنامج زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم في سدرة للطب جزءا أساسيا من استراتيجية الطب الدقيق الهادفة إلى تعزيز برامج الأبحاث الجينومية الخاصة باضطرابات المناعة الذاتية لدى الأطفال وكذلك الأمراض الوراثية والنادرة.
ويدعم برنامج زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم فريق مؤهل في العمل المخبري، فيما يحظى باعتماد منشأة ممارسات التصنيع الجيدة، حيث يعمل تحت إشراف مركز العلاج الخلوي المتقدم.
ويتولى مركز العلاج الخلوي المتقدم عمليات معالجة وحفظ الخلايا الجذعية المكونة للدم بالتبريد، فيما يدعم حاليا مكانة سدرة للطب كي يصبح مركزا رائدا لتقديم علاج "كاسجيفي" Casgevy، وهو علاج جيني لكل من مرض الثلاسيميا ومرض فقر الدم المنجلي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قطر تحيي يوم البيئة العالمي للبيئة بفعاليات وحملات توعوية
قطر تحيي يوم البيئة العالمي للبيئة بفعاليات وحملات توعوية

الجزيرة

timeمنذ 3 أيام

  • الجزيرة

قطر تحيي يوم البيئة العالمي للبيئة بفعاليات وحملات توعوية

أحيت وزارة البيئة والتغير المناخي -في دولة قطر- سلسلة من الفعاليات التوعوية بمناسبة اليوم العالمي للبيئة، الذي يوافق الخامس من يونيو/حزيران من كل عام، وذلك تحت شعار "الحد من التلوث بالمواد البلاستيكية". وجاء تنظيم الفعاليات الرئيسة في مجمع "قطر مول" خلال الفترة من 1 إلى 3 يونيو/حزيران الجاري، وسط مشاركة واسعة من مختلف فئات المجتمع. وفي السياق ذاته، نظّمت بلدية الخور والذخيرة، بالتعاون مع اللجنة الشبابية بنادي الخور الرياضي، فعالية بيئية تحت عنوان "بيئتي أمانتي 11" في حديقة كورنيش الخور. وتضمنت أنشطة ميدانية متنوعة أبرزها زراعة الأشجار والنباتات بمشاركة متطوعين وجهات مجتمعية، في خطوة تهدف إلى تعزيز ثقافة حماية البيئة وترسيخ مفهوم الشراكة المجتمعية. وأكدت وزارة البيئة -في بيان صدر الثلاثاء الماضي- أن هذه الفعاليات تهدف إلى رفع الوعي البيئي بمخاطر التلوث البلاستيكي وتأثيراته على النظم البيئية البرية والبحرية، من خلال برامج تعليمية وتفاعلية تدمج الترفيه بالمعلومة. وتضمنت الفعاليات أركانا توعوية عدة، منها "ركن البر" الذي استعرض آثار التلوث على البيئة البرية، و"ركن البحر" الذي سلط الضوء على الأضرار التي يلحقها البلاستيك بالحياة البحرية. بالإضافة إلى "حديقة المعرفة" التي قدمت معلومات علمية مبسطة حول أنواع البلاستيك وتأثيراتها الصحية والبيئية. كما خُصص "ركن التصوير" لتجربة تفاعلية تعزز السلوكيات الإيجابية تجاه البيئة. وفي مبادرة فنية توعوية، عرضت طالبات قسم التربية الفنية بجامعة قطر لوحات تجسد آثار التلوث البلاستيكي، تحت إشراف أكاديمي، في إطار استخدام الفن وسيلة للتعبير البيئي. كما شملت الفعالية عرض مسرحية توعوية بعنوان "بيئتنا جميلة" قُدّمت 3 مرات يوميًا خلال اليومين الأول والثاني من الفعالية، مستهدفة الأطفال والعائلات، بأسلوب مبسط لنقل الرسائل البيئية. التزام إستراتيجي وأوضح فرهود الهاجري مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال بوزارة البيئة أن هذه الفعاليات تأتي ضمن إستراتيجية الوزارة لرفع مستوى الوعي البيئي، مؤكدًا أهمية إشراك جميع شرائح المجتمع في جهود تقليل استخدام المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد. وفي تصريحات صحفية، قال وزير البيئة والتغير المناخي الدكتور عبد الله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي إن قطر تؤدي دورا فاعلا على الساحة الدولية في مواجهة التحديات البيئية، وعلى رأسها التلوث البلاستيكي. ولفت الوزير إلى أن اليوم العالمي للبيئة يمثل مناسبة لتجديد الالتزام الجماعي بحماية كوكب الأرض وتعزيز مفاهيم الاستدامة. كما أكد أن شعار هذا العام "القضاء على التلوث البلاستيكي" يعكس أهمية توحيد الجهود الدولية لمعالجة هذه الظاهرة، داعيًا إلى التوصل لاتفاق دولي عادل يأخذ في الحسبان حقوق الدول النامية وظروفها التنموية. وأشار الدكتور السبيعي إلى أن الوزارة تنفذ حزمة من السياسات والمبادرات الهادفة إلى الحد من التلوث البلاستيكي، عبر تعزيز ممارسات إعادة التدوير، من خلال فرز النفايات من المصدر ومعالجتها وتحويلها إلى منتجات قابلة لإعادة الاستخدام، بهدف تقليل استنزاف الموارد الطبيعية. وأضاف أن الوزارة أطلقت مبادرات لتشجيع الاستثمار في مراكز تدوير متخصصة، إلى جانب تطوير الأطر التشريعية والتنظيمية التي تضمن استدامة هذه العمليات، بالتعاون مع الجهات المعنية في الدولة. جهود محلية ودولية وفي تصريح خاص للجزيرة نت، قال عبد الهادي ناصر المري الوكيل المساعد لشؤون البيئة بالوزارة إن دولة قطر تواصل جهودها على المستويين الوطني والدولي للحد من التلوث البلاستيكي. وأشار المري إلى أن ذلك يتم في كنف الالتزام بحماية البيئة البحرية والبرية وضمان استدامة التنوع البيولوجي، مع مراعاة متطلبات التنمية. وأوضح أن قطر تشارك بفريق وطني في المفاوضات الجارية تحت لجنة التفاوض الحكومية الدولية المعنية بالتلوث البلاستيكي، التابعة للأمم المتحدة، والتي عقدت آخر اجتماعاتها بمدينة بوسان في كوريا الجنوبية، مشيرا إلى أن الجولة المقبلة ستُعقد في أغسطس/آب المقبل. وأكد المري أن قطر أدت دورا فاعلا في تنسيق الموقف الخليجي، واعتمدت موقفا عربيا موحدا بالتنسيق مع جامعة الدول العربية، بما يراعي مصالح دول المنطقة في التنمية المستدامة. وأوضح أن الوزارة، في إطار تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تعمل على تنفيذ مشروع إقليمي لرصد الجسيمات البلاستيكية الدقيقة (الميكروبلاستيك) في البيئة البحرية، حيث تسلمت الوزارة مؤخرًا أجهزة متطورة ضمن مشروع "نيوتيك بلاستيك" لتحليل الملوثات وقياس مستوياتها بدقة. مؤشرات بيئية إيجابية وتُظهر المؤشرات البيئية في دولة قطر تقدمًا لافتا في عدد من المحاور البيئية، فقد ارتفعت نسبة المسطحات الخضراء في البلاد بـ15% خلال الفترة ما بين عامي 2017 و2022، في إطار خطة التشجير المرتبطة برؤية قطر الوطنية 2030. وتسعى الدولة إلى استعادة 30% من الموائل البيئية المتدهورة، وحماية 30% من المساحات البرية والساحلية بحلول عام 2030، حيث تبلغ مساحة المحميات البرية والبحرية حاليًا نحو 2981 كيلومترا مربعا، تُعنى بحماية الأنواع المهددة مثل المها العربي والسلاحف البحرية. كما تركز الخطة الوطنية على حماية 17 نوعا من الكائنات المهددة بالانقراض، إلى جانب تحسين كفاءة الطاقة في قطاعات النقل والصناعة، وتسريع التحول نحو الغاز الطبيعي والطاقة النظيفة، ضمن التزامات قطر الدولية لخفض الانبعاثات وتعزيز التنمية المستدامة.

عيدٌ بلا خبز ولا ألعاب.. أطفال غزة بين الجوع والدمار
عيدٌ بلا خبز ولا ألعاب.. أطفال غزة بين الجوع والدمار

الجزيرة

timeمنذ 4 أيام

  • الجزيرة

عيدٌ بلا خبز ولا ألعاب.. أطفال غزة بين الجوع والدمار

"بأية حال عدت يا عيد!"، عبارة تعكس روح حال الأطفال في قطاع غزة الذين يستقبلون عيد الأضحى المرتقب الجمعة بواقع مأساوي ومجاعة جراء المقتلة المستمرة والإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين منذ 20 شهرا. ويحل عيد الأضحى في 6 يونيو/حزيران ليكون رابع عيد يمر على الفلسطينيين مع استمرار الحرب التي خلفت أكثر من 179 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة قتلت كثيرين، منهم أطفال. وعلى خلاف الأعياد الثلاثة السابقة، يمر هذا العيد وسط مجاعة غير مسبوقة جراء إغلاق إسرائيل المعابر أمام الإمدادات منذ 2 مارس/آذار الماضي، بينما يقول أطفال، إنهم يخلدون إلى النوم ليلا وهم جياع لعدم توفر ولو كسرة خبز لدى عائلاتهم. ويذكر الأطفال، أن العيد فقد معناه بعدما حرمتهم الحرب من أحبائهم وقتلتهم، بينما يقضون جميع أوقاتهم في خوف دائم بسبب شدة الانفجارات الناجمة عن القصف الإسرائيلي العنيف. إلى جانب ذلك، فإن فقدان الأطفال السكن الآمن والصحي والملابس الجديدة والنظيفة قتل فرحتهم بالعيد، فهم يعيشون وسط ظروف إنسانية قاهرة في خيام مهترئة تتسلل إليها الحشرات والقوارض ما يزيد من معاناتهم. ويشيرون إلى أن الحرب أفقدتهم طفولتهم وحرمتهم من حقوقهم الأساسية كالتعليم والأمن واللعب، كما باتوا يتحملون مسؤوليات أكبر من أعمارهم، كالانتظار في طوابير للحصول على الطعام والمياه. فرح مفقود الطفلة ريتاج شامية البالغة من العمر 11 عاما، تقول إنها فقدت الإحساس بفرحة قدوم العيد بسبب الأوضاع الصعبة بغزة. وتضيف: "لا أشعر بالعيد، لا يوجد لدينا ملابس جديدة ولا نقود"، مبينة أن أشكال الأطفال تغيرت بسبب الحرب وتداعياتها ونقص الماء ومستلزمات النظافة الشخصية. حزن ودم نازف بدورها، تقول الطفلة فرح مقبل (16 عاما) التي نزحت قبل يومين من منزلها في بلدة جباليا شمال القطاع، إن صعوبة الحياة ازدادت بسبب الإبادة. وتوضح أن العيد قبل بدء الإبادة الجماعية كان مليئا بالفرح، لكن الأطفال اليوم مع الظروف الإنسانية الصعبة لا يشعرون بالبهجة أو الأجواء العامة. وتذكر أن العيد المقبل يحل وسط مجاعة وحزن كبير، قائلة: "كنا في الأعياد السابقة نزور عائلة جدي، اليوم جميعهم استشهدوا، فمن سنزور؟". وتتابع: "هذا العيد مليء بالدماء والخوف، ننام على قصف وشهداء ودم ونستيقظ على ذات الأخبار". وتعرب فرح عن أمنياتها في أن يحل العيد القادم مع وقف إطلاق نار ينهي الإبادة والنزوح المتواصل، بينما طالبت الأمة العربية بالخروج عن صمتها والوقوف إلى جانب الفلسطينيين ونصرتهم. خوف وجوع من جانبه، يقول الطفل عادل مقبل، إن الحرب سرقت أكثر من عام ونصف عام من عمره. ويضيف أنه لا يشعر باقتراب العيد مع غياب الأضاحي، وأنه يفتقد حالة الفرحة العامة والملابس الجديدة التي كانت تبهج قلوبهم في أيام العيد. ويلفت إلى أن هذه الأيام تحمل حزنا شديدا وخوفا متواصلا، متابعا: "أنام وأنا خائف" جراء الغارات الإسرائيلية العنيفة كل يوم. كما أنه يقضي أوقات يومه جائعا مع نقص توفر الأغذية وندرتها خاصة الدقيق، قائلا: "كل يوم أنام وأنا جائع". ودفعت إسرائيل، وفقا للأمم المتحدة، الفلسطينيين نحو المجاعة، بإغلاقها المعابر أمام المساعدات الإنسانية، ولا سيّما المواد الغذائية. وقال المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري، الخميس الماضي، إن إسرائيل أوصلت غزة إلى "أخطر مراحل التجويع". وحذر من أن آثار التجويع ستستمر أجيالا، مؤكدا أن ما يحدث هو "إبادة جماعية وتجويع وجريمة ضد الإنسانية وانتهاك جسيم لحقوق الإنسان". ويؤكد مقبل أن الحرب الإسرائيلية سرقت حقوق الأطفال البسيطة مثل اللعب والتعليم، وأنهم حُرموا من الذهاب إلى المدارس والتعلم والقراءة كما حرمتهم من العيد أيضا. ويطالب الطفل الفلسطيني بوقف حرب الإبادة الجماعية وإدخال المساعدات، مناشدا الأمة العربية بالوقوف إلى جانبهم. ويعرب عن حزنه من الأوضاع الصعبة التي يعيشونها، خاصة مع نقص الطعام والفاكهة والخضروات، قائلا، إن المياه التي يشربونها مالحة أيضا. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 استشهد 60 طفلا فلسطينيا نتيجة سوء التغذية الناجم عن الحصار الإسرائيلي المستمر، حسب أحدث إحصاء لوزارة الصحة. مسؤوليات كبيرة وعن مساهمته خلال الحرب، يقول مقبل، إنه يتحمل مسؤوليات جديدة وكبيرة وإنه يفقد حقوق الطفولة بسبب الإبادة. ويوضح أنه يتوجه يوميا بعد الاستيقاظ مباشرة إلى مكان بعيد للحصول على المياه وإيصالها إلى مكان نزوح عائلته. ويذكر أنه أيضا، يتوجه إلى تكايا توزيع الطعام المجاني للحصول على وجبة تسد رمق عائلته، إلا أنه يعود في كثير من الأحيان بخفي حنين. ويكمل: "كلما ذهبت إلى التكية للحصول على طعام، أُصاب بحروق مختلفة، ولا أستطيع الحصول على وجبات". وعن طموحاته، يقول مقبل، إنه يحلم بأن يصبح طبيبا كي يعالج الجرحى الذين يصابون جراء الجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي. ويحل العيد على غزة في وقت يكافح فيه المواطنون يوميا لتأمين الحد الأدنى من وسائل البقاء، مع قصف متواصل ودمار واسع، وانعدام مصادر الدخل، وغياب المساعدات الإنسانية.

قصة إسماعيل تتحقق من جديد في غزة
قصة إسماعيل تتحقق من جديد في غزة

الجزيرة

timeمنذ 5 أيام

  • الجزيرة

قصة إسماعيل تتحقق من جديد في غزة

دنا عيد الأضحى، وفي أنحاء متفرّقة من العالم الإسلامي، تُنظَّم حملات في تركيا لذبح الأضاحي وإرسال الدعم إلى تلك المناطق. دخلتُ إلى موقع إلكتروني تابع لإحدى تلك الجمعيات الخيرية، وكان هدفي أن أقدّم أضحية لقطاع غزة. وقدّم آلاف الأشخاص، مثلي، على هذه الجمعيات لنفس الغرض. غير أن ملاحظة واحدة استوقفتنا جميعًا: "للأسف، لا يمكن ذبح الأضاحي داخل غزة. نقوم بذبح الأضاحي وتعليبها، ثم نسعى جاهدين لإيصالها إلى داخل غزة". كانت تلك الجملة بمثابة طعنة مؤلمة في القلب. تخيّلوا، ليس فقط أننا عاجزون عن إنهاء الحرب هناك، بل حتى عن تحقيق هدنة، بل أكثر من ذلك، نحن في وضع لا يسمح لنا بإدخال مساعدات إنسانية! في غزة، ليس الحديث عن ذبح الأضاحي مطروحًا أصلًا؛ إذ لا يجد الأطفال حليبًا ليشربوه، ولا خبزًا ليأكلوه، فكيف لنا أن نرسل لهم لحوم الأضاحي؟! قال طبيب تركي عاد قبل أشهر قليلة من غزة: "لم أرَ أي حيوان في الشوارع، وقد أصابني هذا بالدهشة..". ذلك لأن الحيوانات الضالة قد نفقت بفعل القصف والدمار، وأما المواشي من بقر وغنم وماعز، فقد استُهلكت بالكامل، ولم يتبقَّ منها شيء. في غزة، لعلّ قصة النبي إسماعيل -عليه السلام- تتحقّق من جديد، فالناس هناك باتوا يقدّمون أبناءهم قرابين. هذه هي الجملة الوحيدة التي ما فتئت تتردد في ذهني هذا العيد: "في غزة يُضحّى بالأطفال..". قبل أيام، سُئلت في بث مباشر عن رأيي حيال الهجوم الإسرائيلي على مركز توزيع المساعدات، ففكّرت: ماذا عساي أن أقول؟ ثم أدركت أنني قد استنفدتُ كل الكلمات الممكنة تحت هذا الفلك. لم يعد لِلتحليلات الجيوسياسية معنى. ولا فائدة تُرجى من شرح الجهود الدبلوماسية. لقد تبيّن لنا أن الحديث لساعات عن مدى إجرام إسرائيل وقسوتها لا يوقف الحرب. وأصبحنا ندرك جميعًا أن الأمم المتحدة بلا فاعلية. ولم يعد أحد يجهل أن المجازر تُرتكب بقنابل أميركية، وتُنفّذ تحت حماية الجيش الأميركي. وبات كل مسلم في الشارع يعرف أن الدول الإسلامية عاجزة، غير قادرة على الاتحاد، غير قادرة على منع قتل إخوتها. حتى أوروبا تعترف اليوم بأنها لا تفعل شيئًا إزاء هذه الجرائم ضد الإنسانية التي تُرتكب أمام أعيننا. فماذا عسانا أن نقول بعد؟ ما هي الكلمات التي لم تُقَل بعد؟ يبدو أننا قد استهلكناها جميعًا، ولم يعد في جعبتنا شيء نقوله. لعلّ هذا ما جعلنا نعجز اليوم عن مشاهدة أخبار غزة. نخجل من أنفسنا. صرنا كنعامة تدفن رأسها في الرمل، نُعرض بوجوهنا عن غزة حتى لا نراها، ننشغل بأمور أخرى، نتحدث عن أشياء أخرى. أعلم أن هذا بفعل العجز. فبسبب ذلك العجز، لا نستطيع أن نشاهد موت أولئك الأطفال.. لكنّ صورةً واحدة، أو مقطعَ فيديو صغيرًا، أو رمزًا بسيطًا لفلسطين، تعيد إلينا تلك الحقيقة المؤلمة التي فررنا منها: "في غزة يُضحّى بالأطفال..". ضمائرنا لا تتركنا وشأننا، وشعورنا بغياب العدل لا يدعنا ننام، والعجز يعصر حناجرنا ويُقعدنا.. لا تستطيع أن تضمّ ابنك إلى صدرك، ولا أن تنظر في وجه والديك، ولا أن تجلس في بيتك بطمأنينة.. غزة خلخلت أعماقنا، وأيقظتنا، وردّتنا إلى أنفسنا. جميع مشاعرنا الإنسانية التي انتفضت في وجه الظلم، لم تعد تهدأ، ولم تعد تتركنا نرتاح.. ومهما فررنا، فإن تلك المشاعر الإنسانية، وتلك القيم، تُعيدنا إلى أنفسنا مرة أخرى. لقد بعثت غزة إنسانيتنا من مرقدها، وشحذت تمرّدنا، وجددت إيماننا، وأجّجت غضبنا. وهذا السيل الجارف من الغضب يبحث الآن عن مَسرب، وسيأتي يوم ينفجر فيه سيلًا يجرف في طريقه حصار كل ظالم واحتلاله وقيوده. لا أعلم إن كنا سنشهد ذلك اليوم، لكنني أُوْمن بأن عاصفة الحرية تلك ستنفجر ذات يوم، في أوروبا، في أميركا، في الشرق الأوسط، في آسيا.. ستُعلن ثورة الضمير في كل مكان في وجه الظلم، وهذا أمر أنا واثق منه. وأولئك الظالمون الذين لطّخوا جباههم بدماء أطفال غزة، لن يجدوا أمام ثورة الضمير هذه غصنًا واحدًا يتشبثون به.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store