
ولي العهد البحريني وغياب الدولة
فبينما ترزح عوائل بحرينية عديدة تحت خط الفقر، وتزداد طوابير الجامعيين العاطلين عن العمل، ويمضي التلاعب بصورة مكشوفة ببرامج "تمكين" للتوظيف من قبل الكثير من التجار الذين لهم علاقات شخصية برجالات الحكم، ويزداد الدين العام عاماً بعد عام، بينما يمر كل ذلك تحت مرأى ومسمع من السلطة، تتخذ القرارات الكبيرة بقرارات شخصية لا علاقة لها حتى بالوزراء أنفسهم.
أما لماذا يتم القفز على كل هذه الحزمة من التحديات الاقتصادية والهرولة للأمام في "الاستثمار" بمال وازن في الخارج، فإن السؤال يرتبط بماهية هذا الخارج، خصوصا مع هوية خاصة، كهوية "الترامبية" المجنونة والجامحة نحو المال.
شراء مزاج ترامب كونه رئيساً لأقوى دولة في العالم، لا يشكل رسوخاً جذرياً في الدولة التي تشتري أبداً، ولا يوفر لها الضمانة ببناء صلب لديمومة قوتها وتماسكها على المدى الطويل، والأهم من كل ذلك، لا يغذي مواطنيتها تجاه الحكم، خصوصاً وأن الأزمات الاقتصادية والسياسية تتقاذف عليها من كل حدب وصوب، بعضها من مشاكل داخلية لم تعالج، وبعضها متعلق بمشاكل الإقليم المتفاقمة.
من الحكمة تقليص الهوة بين القاعدة الشعبية والسلطة لا توسيعها وخلق الأسباب الإضافية إلى تجذيرها، على الأقل هذا ما هو متعارف عليه في تأسيس القوة الوطنية التي يمكن أن تصمد أمام مختلف التقلبات العالمية التي باتت أكثر مفاجأة من قبل على مستوى الكم والكيف.
زار المال المجنون
في زيارته الأخيرة للخليج، وتحديداً في شهر مايو، استطاع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يجمع ما يقارب أربع تريليونات دولار من السعودية وقطر والإمارات كاستثمارات، وهو مبلغ فلكي ظل الرئيس الأمريكي يتغنى به أمام الصحفيين لأكثر من عشرة أيام، ببهجة لا تخلو من النشوة والغرور بوصفه قادراً على تعويض الخسائر التي منيت بها أمريكا في عهد سلفه جو بايدن بحسب ما يحلو له من تكرار لهذا التوصيف.
أربعة تريليونات دولار بمقدورها تعمير المنطقة بأكملها وبناء البنى التحتية فيها وإنشاء سكك حديد ومطارات، لكن هذا "الزار المالي" راح إلى ما وراء البحار شراءً لحماية ورضا الرجل الأبيض وتثميره تالياً في السياسة والأمن.
لم يكن بمقدور البحرين أن تشارك في ذلك "الزار" ليس لأنها لا تحب الرقص على وقع أوتاره، بل لأنها غير قادرة على المساهمة في شروطه، فكانت السبعة عشر مليار أغنية ولاء متأخرة، لتسجيل الحضور في إضبارات البيت الأبيض.
ألا يسأل الخليجيون، خصوصا الخاصرة الرخوة فيها "البحرين"، ما مصير الأمن الخليجي لو رحلت أمريكا؟ كيف يمكن تعويض كل الخسارات غير المحسوبة التي تصرف بمنطق "تقبيل الأنوف"، دون استراتيجية دفاعية ذاتية وقت الأزمات؟
هل سيرهن الخليج نفسه لدولة عظمى أخرى حال أفول قوة أمريكا؟ وهل سيظل يمدد عقود التبعية إلى سنوات متمادية؟
الكلمة المفتاحية هي الشعوب في هذه المعادلة المعقدة، والتي تنهي حالة الإدمان على الارتهان للخارج، فهل تستفيق المشيخات الخليجية إلى خطورة المستقبل الذي قد يكون قريباً؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ ساعة واحدة
- البلاد البحرينية
مجاعة غزة تُربك "ماغا".. شباب الجمهوريين يشككون في دعم إسرائيل
تسببت المجاعة والأزمة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة في زيادة اتساع الفجوة بين حركة "ماغا"، المؤيدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وإسرائيل، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام. ووفقا لموقع "أكسيوس" فإن الحزب الجمهوري، الداعم التقليدي لإسرائيل، يسارع لاحتواء تمرد داخلي بين أوساط شبابية في حركة "ماغا" حول المساعدات الخارجية ومعاداة السامية، ومعنى شعار "أميركا أولا". وأشار إلى أن مشاهد المجاعة في غزة جعلت من حركة "ماغا"، (اجعلوا أميركا عظيمة مجددا)، مركزا غير متوقع لإعادة النظر في علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل. وقد يؤدي إعادة ترتيب أولويات الحزب الجمهوري، بالتوازي مع رفض الديمقراطيين الواسع للحرب في غزة، إلى تهديد أساسي لمستقبل التحالف الأميركي مع إسرائيل المستمر منذ عقود، وتزايد خلافات ترامب الذي يوصف بأنه أكثر رئيس أميركي مؤيد لإسرائيل مع أنصاره من الشباب، وفقا لـ"أكسيوس". وأصبحت النائبة مارغوري تايلور غرين، وهي صوت بارز في "ماغا"، أول عضوة جمهورية في الكونغرس تصف الحرب الإسرائيلية في غزة بأنها "إبادة جماعية". من جهته، اختلف ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واعترف بوجود "مجاعة حقيقية" في غزة، رغم دعوته إسرائيل بـ"إنهاء المهمة" بالقضاء على حركة حماس. وكشف الموقع الأميركي أن عدد الشباب المحافظين من الجيل "زد" (الجيل من الناس الذين وُلدوا تقريبا بين من منتصف التسعينيات إلى أوائل 2010) الذين يرون أن إسرائيل مجرد حليف يستغل كرم أميركا، آخذ في التزايد، خصوصا أنهم لم يتأثروا بالخلفيات التاريخية التي شكلت مواقف الجمهوريين الأكبر سنا. وأشار إلى أن صور الجوع المروعة في غزة، إلى جانب القصف الإسرائيلي للكنيسة الكاثوليكية هذا الشهر، وهجمات المستوطنين الإسرائيليين على جماعات مسيحية في الضفة الغربية، زادت من نقمة مؤيدي "ماغا" تجاه إسرائيل. ومع شعور نتنياهو بحجم الأزمة التي تواجه صورة إسرائيل عالميا، بادر إلى الظهور في مقابلة مع مجموعة "نيالك بويز" المؤيدة لترامب على يوتيوب، لكن الجمهور اتهم مجموعة "نيالك بويز" بتوفير منصة لمجرم حرب، وعدم طرح أسئلة ذات معنى. كما ذكر المصدر أن عددا من الشباب المؤيدين لترامب يتناقشون حول السياسة الخارجية، وما إذا كان إرسال مليارات الدولارات لإسرائيل يتماشى مع مبدأ "أميركا أولا". وكشف استطلاع جديد لمؤسسة "غالوب" أن 71 بالمئة من الجمهوريين يؤيدون العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، بزيادة طفيفة منذ سبتمبر الماضي، في حين تراجع تأييد الأميركيين بشكل عام إلى نسبة 32 بالمئة.


البلاد البحرينية
منذ 2 ساعات
- البلاد البحرينية
أسعار النفط تتراجع وسط تهديدات ترامب الجمركية
انخفضت أسعار النفط اليوم الخميس وسط مخاوف المستثمرين من تداعيات التصعيد الأمريكي في الملف الأوكراني، بعد تهديدات أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على روسيا وشركائها، إضافة إلى ارتفاع مفاجئ في مخزونات الخام الأمريكية، ما زاد الضغوط على السوق. وسجل خام برنت القياسي تسليم سبتمبر، الذي ينتهي تداوله اليوم، انخفاضًا بنسبة 0.8% أو 60 سنتًا ليصل إلى 72.64 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 09:55 بتوقيت غرينتش. كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة مماثلة إلى 69.42 دولارًا للبرميل. ورغم هذه التراجعات، كانت أسعار النفط قد ارتفعت بنسبة 1% في تعاملات الأربعاء، مدعومة بتحركات مؤقتة في السوق. ترامب يضغط بتهديدات جمركية جديدة. أعلن الرئيس ترامب عن مهلة لا تتجاوز 12 يومًا لروسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مهددًا بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الدول التي تواصل التعامل التجاري مع موسكو، وهي خطوة تصعيدية مقارنة بمهلة سابقة كانت تمتد لـ50 يومًا. كما وجه ترامب تحذيرًا مباشرًا إلى الصين، أكبر مستورد للنفط الروسي، بأنها قد تواجه "تعريفات ضخمة" إذا استمرت في شراء الخام من روسيا. وقال هاري تشيليغيريان، كبير المحللين في شركة "Onyx Capital Group"، إن الأسواق تتفاعل مع التصريحات السياسية، لكنها تعود لتقييمها بحذر نظرًا لإمكانية تغيّر هذه المواقف سريعًا إذا توصل ترامب إلى اتفاقات مفاجئة. زيادة مفاجئة في مخزونات النفط الأميركية. أضافت البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية طبقة إضافية من الضغوط على أسعار النفط بعد أن كشفت عن ارتفاع مفاجئ في مخزونات الخام بمقدار 7.7 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في 25 يوليو، لتصل إلى 426.7 مليون برميل، مقابل توقعات بانخفاض قدره 1.3 مليون برميل. في المقابل، انخفضت مخزونات البنزين بمقدار 2.7 مليون برميل، متجاوزة التوقعات التي أشارت إلى تراجع بـ600 ألف برميل، وهو ما يعكس استمرار قوة الطلب المحلي على الوقود في الولايات المتحدة خلال موسم القيادة الصيفي. وقال توشيتاكا تازاوا، المحلل لدى "Fujitomi Securities"، إن "البيانات الأمريكية أظهرت مفاجأة مزدوجة: زيادة في المخزون الخام يقابلها تراجع كبير في مخزون البنزين، مما يترك تأثيرًا متوازنًا على السوق". وفي سياق متصل، صعدت وزارة الخزانة الأمريكية من إجراءاتها ضد إيران معلنة عن عقوبات جديدة على أكثر من 115 كيانًا وشخصية وسفينة مرتبطة بطهران، في إطار ما وصفته بحملة "الضغط الأقصى" التي تصاعدت بعد تنفيذ ضربات على منشآت نووية إيرانية في يونيو. تم نشر هذا المقال على موقع


البلاد البحرينية
منذ 2 ساعات
- البلاد البحرينية
ارتفاع أسعار الذهب عالميًا أكثر من 1% وسط مخاوف تجارية جديدة
شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا ملحوظًا تجاوز 1% صباح اليوم الخميس، مدعومة بتراجع مؤشر الدولار الأمريكي وتجدد المخاوف بشأن النزاعات التجارية العالمية، مما عزز الطلب على الذهب كملاذ آمن للمستثمرين. هذا التحرك يأتي بعد تراجع الذهب إلى أدنى مستوياته خلال الشهر في جلسة تداول أمس. الذهب يسجل أعلى مستوياته خلال الأسبوع سجل الذهب الفوري ارتفاعًا بنسبة 1.1% ليصل إلى 3312.03 دولارًا للأوقية (الساعة 06:12 بتوقيت غرينتش)، بعد أن لامس مستوى 3267.79 دولارًا يوم الأربعاء، وهو أدنى مستوى له منذ 30 يونيو. كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.4% لتسجل 3309 دولارات للأوقية. تراجع الدولار يدعم أسعار الذهب جاء هذا الارتفاع بالتزامن مع تراجع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) من أعلى مستوياته في شهرين، مما جعل الذهب أرخص نسبيًا للمستثمرين من حاملي العملات الأخرى، وهو ما دفع إلى زيادة في الطلب عليه. وصرح المحلل الاقتصادي في بنك UBS، جيوفاني ستاونوفو، قائلًا: "الانخفاض الأخير في الدولار الأمريكي بعد تقلبات الأمس المرتبطة ببيان الفيدرالي الأمريكي وإعلانات الرسوم الجمركية، ساعد في تعزيز أسعار الذهب اليوم." رسوم جمركية جديدة تعيد القلق إلى الأسواق أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المخاوف التجارية إلى الواجهة بإعلانه فرض تعريفات جديدة على واردات من عدة دول، من بينها البرازيل، كوريا الجنوبية، والهند، إلى جانب تعديلات على رسوم النحاس، وإلغاء إعفاءات كانت تمنح للشحنات منخفضة القيمة. كما أشار ترامب إلى فرض تعريفات بنسبة 15% على سلع كورية جنوبية في خطوة تهدف لتجنب زيادات أكبر مستقبلًا، في حين عبر عن تفاؤله بشأن مفاوضات التجارة مع الصين، متوقعًا التوصل إلى "اتفاق عادل". السياسة النقدية تحافظ على دعم الذهب في سياق السياسة النقدية، أبقى الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة دون تغيير كما كان متوقعًا، غير أن رئيسه جيروم باول أوضح أن من المبكر تحديد ما إذا كانت الخطوة التالية ستتضمن خفضًا في اجتماع سبتمبر المقبل. ومن المعروف أن الذهب يميل إلى الأداء الجيد في فترات انخفاض أسعار الفائدة. بحسب تقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي، ارتفع الطلب العالمي على الذهب بنسبة 3% على أساس سنوي خلال الربع الثاني من عام 2025، ليصل إلى 1248.8 طنًا متريًا، مدعومًا بزيادة في الاستثمارات بنسبة مذهلة بلغت 78%. تتوجه الأنظار الآن إلى بيانات التضخم الأمريكي من خلال مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (Core PCE) التي ستنشر لاحقًا اليوم، تليها بيانات الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة، والتي قد تعطي إشارات حاسمة بشأن مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية. أداء المعادن النفيسة الأخرى الفضة: انخفضت بنسبة 0.5% إلى 36.95 دولارًا للأوقية. البلاتين: ارتفع بنسبة 0.4% مسجلًا 1318.20 دولارًا. البلاديوم: صعد بنسبة 1% إلى 1216.27 دولارًا. تم نشر هذا المقال على موقع