logo
أذربيجان في القرن الإفريقي

أذربيجان في القرن الإفريقي

مصرسمنذ 2 أيام

نشر المركز المصرى للفكر والدراسات الإستراتيجية مقالا للكاتب أحمد فهمى، تناول فيه سعى أذربيجان، بعد استعادة السيطرة على إقليم ناغورنى قره باغ، إلى إعادة صياغة دورها الجيوسياسى عبر التوسع فى منطقة القرن الإفريقى، من خلال بناء شراكات استراتيجية تقوم على المصالح المتبادلة والقوة الناعمة، فى إطار سياسة خارجية طموحة تهدف إلى تعزيز مكانتها الدولية خارج النفوذ الغربى التقليدى.. نعرض من المقال ما يلى:
شكلت استعادة أذربيجان السيطرة على إقليم «ناغورنى قره باغ» فى عام 2023، نقطة تحول محورية فى سياساتها الخارجية، إذ شرعت باكو فى إعادة تعريف أدوارها الإقليمية والدولية، متجاوزة إطارها الجغرافى التقليدى فى جنوب القوقاز نحو آفاق جيوسياسية أوسع، ويأتى هذا التوجه فى سياق ما يمكن وصفه ب«التحول الطموح» فى السياسة الخارجية الأذربيجانية، التى باتت تتسم بانفتاح متزايد وسعى واضح لبناء شراكات استراتيجية خارج دوائر التأثير التقليدية.وفى هذا الإطار، تبرز الساحة الإفريقية كأحد أبرز الميادين التى تسعى أذربيجان إلى التموضع فيها، فى محاولة للتحول تدريجيًا من مجرد لاعب هامشى إلى فاعل يمتلك أهدافًا استراتيجية واضحة. ويثير هذا التوجه العديد من التساؤلات: لماذا اختارت أذربيجان التوجه نحو هذه المنطقة المعقدة والمليئة بالتنافسات الإقليمية والدولية؟ وما هى الآفاق المستقبلية لدورها فى القرن الإفريقى؟• • •جاء الانخراط الأذربيجانى فى إفريقيا تتويجًا لنهج تدريجى اعتمد على أدوات القوة الناعمة، وفى مقدمتها المساعدات الإنسانية والمنح التعليمية والمبادرات الثقافية لبناء روابط مع شعوب المنطقة. ولاحقًا، تطور هذا النهج ليصبح أكثر مؤسسية واتساعًا، مستفيدًا من مقومات مثل غياب الإرث الاستعمارى والهوية الإسلامية واحترام سيادة الشركاء.وفى سياق تعزيز هذا التوجه، نظمت أذربيجان عددًا من الفعاليات الكبرى لترسيخ حضورها فى القارة الإفريقية، من أبرزها تنظيم ثلاثة مؤتمرات رئيسية فى عام 2023 ركزت على قضايا ما بعد الاستعمار فى إفريقيا: كمؤتمر «إفريقيا ما بعد الاستعمار»، ومنتدى «النظام العالمى العادل» لتعزيز مبادئ التحرر من السلاسل الاستعمارية، إلى جانب جلسات خاصة ضمن مؤتمر المناخ (COP29) سلطت الضوء على استمرار استغلال القوى الاستعمارية السابقة للبيئة الإفريقية. وقد استثمرت أذربيجان هذه المنصات لتأكيد توجهها نحو بناء شراكات قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، بعيدًا عن أى مظاهر للهيمنة.وفى هذا السياق، برزت منطقة القرن الإفريقى كمحطة رئيسية لهذا التوجه الأذرى، خاصة فى دول: الصومال، وجيبوتى، وإثيوبيا، حيث سعت باكو إلى بناء شراكات ثنائية تتلاءم مع الخصوصيات الوطنية والسياقات الداخلية لكل دولة، كما سيتضح فيما يلى:تطور التعاون مع الصومال: شهدت العلاقات الأذربيجانية – الصومالية نقلة نوعية فى فبراير 2025، مع توقيع سلسلة من اتفاقيات التعاون خلال زيارة الرئيس الصومالى حسن شيخ محمود إلى باكو، شملت مجالات الدفاع والطاقة والتعليم والخدمات العامة، إلى جانب مشروعات للبنية التحتية والموانئ والزراعة. وعلى المستوى الأمنى، تم إقرار اتفاقيات للتعاون العسكرى والتصنيع المشترك، صادق عليها البرلمان الأذربيجانى فى شهر أبريل الماضى.تعزيز العلاقات مع جيبوتى: عملت أذربيجان وجيبوتى على تعزيز التعاون الثنائى وتنويع مجالاته، مع التأكيد على أهمية التنسيق والدعم المتبادل فى القضايا المشتركة. وجسدت مشاركة باكو فى منتدى جيبوتى الدولى 2025، عبر صندوق النفط الحكومى الأذربيجانى (SOFAZ)، حرصها على استكشاف الفرص الاستثمارية الواعدة فى جيبوتى. وقد شكل اعتراف البرلمان الجيبوتى بمجزرة «خوجالى» عام 1992 علامة بارزة على التضامن مع أذربيجان؛ مما أسهم فى ترسيخ متانة العلاقات الثنائية وتعزيز مواقف باكو على الساحة الدولية.التعاون الاقتصادى مع إثيوبيا: يشكل التعاون بين أذربيجان وإثيوبيا نموذجًا فعالًا لتعزيز العلاقات الاقتصادية والزراعية؛ حيث تم فى ديسمبر 2024 توقيع اتفاقية تعاون بين منطقتى التجارة الحرة فى دير داوا فى إثيوبيا وآلات فى أذربيجان، لدعم قدرات دير داوا عبر تبادل الخبرات فى تطبيق نظام «النافذة الواحدة». وفى إطار توسيع هذا التعاون، أبدت باكو اهتمامًا خاصًا بتعزيز الشراكة مع أديس أبابا فى مجالات الزراعة والاقتصاد، مع التركيز على تدفق الاستثمارات وتوسيع التعاون الزراعى.• • •تتحرك أذربيجان نحو منطقة القرن الإفريقى مدفوعة بمجموعة من المصالح الاستراتيجية والاقتصادية، أهمها ما يلى:الضغط على النفوذ الفرنسى: تمثل محاولة أذربيجان للحد من النفوذ الفرنسى أحد الدوافع الاستراتيجية الرئيسية لتحركاتها فى أفريقيا. وتستفيد باكو من تصاعد مشاعر الاستياء فى العديد من الدول الإفريقية تجاه السياسات الفرنسية؛ مما يسمح لها بطرح نفسها كشريك أكثر استقلالية أمام دول القرن الإفريقى، خاصة فى ظل مساعى باريس لإعادة تموضعها فى المنطقة بعد انسحابها وتراجع نفوذها فى غرب إفريقيا ومنطقة الساحل. ويرتبط هذا التوجه أيضًا بتصاعد التوترات بين أذربيجان وفرنسا.استلهام النموذج التركى فى إفريقيا: لا يمكن فصل الحراك الأذربيجانى فى إفريقيا عن التأثير التركى؛ إذ تُملى العلاقة الوثيقة بين باكو وأنقرة تقاطعًا واضحًا فى الرؤى والسياسات الخارجية. وتحرص أذربيجان على محاكاة النموذج التركى الناجح فى التغلغل داخل القارة الإفريقية، سواء من خلال الزيارات الرسمية، أو تنفيذ المشاريع الاقتصادية، أو تعزيز التعاون فى مجالات التعليم والصحة والدفاع. ويأتى هذا التوجه فى إطار رؤية جيوسياسية مشتركة بين البلدين، ضمن تحالف تركى - أذربيجانى يمتد تأثيره من آسيا الوسطى إلى عمق القارة الإفريقية.صناعة النفوذ خارج الغرب التقليدى: تسعى أذربيجان إلى توسيع دورها على الساحة الدولية لتصبح أكثر تأثيرًا، خاصة تجاه البلدان النامية، بعد أن كان تركيزها فى السابق منصبًا على أوروبا. تجسد هذا الطموح بوضوح خلال فترة رئاستها لحركة عدم الانحياز؛ حيث عملت على تنشيط أطر الحركة عبر إطلاق مبادرات جديدة مثل منتدى الشباب والمنصة البرلمانية، بالإضافة إلى تعزيز أطر التعاون المؤسسى بين الدول الأعضاء. وتعد إفريقيا عنصرًا محوريًا فى هذه الاستراتيجية، حيث تروج باكو لشراكات متكافئة مع القارة تقوم على التنمية المشتركة وتبادل الخبرات، بعيدًا عن الهيمنة الغربية التقليدية.الاعتبارات الاقتصادية والتنموية: تسعى أذربيجان إلى تنويع اقتصادها وتقليل اعتمادها على النفط والغاز؛ مما يدفعها للبحث عن أسواق جديدة لمنتجاتها وتأمين مصادر بديلة للمواد الخام. وفى هذا السياق، توفر إفريقيا فرصًا كبيرة؛ نظرًا لما تمتلكه من موارد طبيعية غير مستغلة بالكامل؛ مما يفتح أمام أذربيجان فرصًا متنوعة فى قطاعات مثل الطاقة والمعادن والموارد الطبيعية الأخرى، وهذا يتيح لها تطوير مشاريع مشتركة واستثمار هذه الموارد بشكل فاعل.• • •من المتوقع أن يشهد نفوذ أذربيجان فى القرن الإفريقى تصاعدًا تدريجيًا، مع سعى باكو لترسيخ مكانتها كفاعل إسلامى معتدل قادر على التواصل مع النخب الإفريقية، خاصة فى الدول ذات التركيبة الدينية المعقدة مثل الصومال. كذلك، يبرز دور أذربيجان فى مجالات الطاقة والبنية التحتية، بالإضافة إلى تعزيز الروابط الاقتصادية بين إفريقيا وآسيا الوسطى، وهو ما يعزز فرصها فى بناء شراكات استراتيجية تعود بالنفع على جميع الأطراف المعنية.وفى ظل التحديات الأمنية المتزايدة فى منطقة القرن الإفريقى، بما فى ذلك النزاعات المسلحة والتهديدات الإرهابية، يبدو أن أذربيجان ستتمكن من تعزيز حضورها عبر الدعم الإنسانى والدفاعى، بما فى ذلك تقديم التدريب العسكرى وبناء الشراكات الأمنية.مع ذلك، يتعين على باكو التكيف مع تعقيدات التوسع فى القرن الإفريقى نتيجة تشابك المصالح الإقليمية والدولية؛ الأمر الذى يفرض على أذربيجان اتباع دبلوماسية مرنة تمكنها من موازنة استغلال الفرص المتاحة مع تجنب الانزلاق فى صراعات قد تؤثر فى مكانتها فى المنطقة.ختامًا، تخطو أذربيجان نحو مرحلة جديدة من التعاون مع القارة الإفريقية، مستندةً إلى مبادئ المنفعة المتبادلة والاحترام المشترك، بعيدًا عن أنماط الهيمنة والاستغلال. وفى ظل التحولات التى تشهدها إفريقيا؛ حيث لم تعد دول القارة تكتفى بدور المورد للموارد الطبيعية، بل باتت تسعى إلى شراكات تعزز استقلالها وتدعم مسار تنميتها الشاملة، تبرز أذربيجان كطرف فاعل قادر على بناء علاقات تقوم على أولوية تحقيق التنمية المستدامة ونقل التكنولوجيا، بما يسهم فى تعزيز نهضة القارة ويخدم مصالح الجانبين، ويُرسخ دور باكو كلاعب مؤثر فى الساحة الإفريقية.النص الأصلي

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أذربيجان في القرن الإفريقي
أذربيجان في القرن الإفريقي

مصرس

timeمنذ 2 أيام

  • مصرس

أذربيجان في القرن الإفريقي

نشر المركز المصرى للفكر والدراسات الإستراتيجية مقالا للكاتب أحمد فهمى، تناول فيه سعى أذربيجان، بعد استعادة السيطرة على إقليم ناغورنى قره باغ، إلى إعادة صياغة دورها الجيوسياسى عبر التوسع فى منطقة القرن الإفريقى، من خلال بناء شراكات استراتيجية تقوم على المصالح المتبادلة والقوة الناعمة، فى إطار سياسة خارجية طموحة تهدف إلى تعزيز مكانتها الدولية خارج النفوذ الغربى التقليدى.. نعرض من المقال ما يلى: شكلت استعادة أذربيجان السيطرة على إقليم «ناغورنى قره باغ» فى عام 2023، نقطة تحول محورية فى سياساتها الخارجية، إذ شرعت باكو فى إعادة تعريف أدوارها الإقليمية والدولية، متجاوزة إطارها الجغرافى التقليدى فى جنوب القوقاز نحو آفاق جيوسياسية أوسع، ويأتى هذا التوجه فى سياق ما يمكن وصفه ب«التحول الطموح» فى السياسة الخارجية الأذربيجانية، التى باتت تتسم بانفتاح متزايد وسعى واضح لبناء شراكات استراتيجية خارج دوائر التأثير التقليدية.وفى هذا الإطار، تبرز الساحة الإفريقية كأحد أبرز الميادين التى تسعى أذربيجان إلى التموضع فيها، فى محاولة للتحول تدريجيًا من مجرد لاعب هامشى إلى فاعل يمتلك أهدافًا استراتيجية واضحة. ويثير هذا التوجه العديد من التساؤلات: لماذا اختارت أذربيجان التوجه نحو هذه المنطقة المعقدة والمليئة بالتنافسات الإقليمية والدولية؟ وما هى الآفاق المستقبلية لدورها فى القرن الإفريقى؟• • •جاء الانخراط الأذربيجانى فى إفريقيا تتويجًا لنهج تدريجى اعتمد على أدوات القوة الناعمة، وفى مقدمتها المساعدات الإنسانية والمنح التعليمية والمبادرات الثقافية لبناء روابط مع شعوب المنطقة. ولاحقًا، تطور هذا النهج ليصبح أكثر مؤسسية واتساعًا، مستفيدًا من مقومات مثل غياب الإرث الاستعمارى والهوية الإسلامية واحترام سيادة الشركاء.وفى سياق تعزيز هذا التوجه، نظمت أذربيجان عددًا من الفعاليات الكبرى لترسيخ حضورها فى القارة الإفريقية، من أبرزها تنظيم ثلاثة مؤتمرات رئيسية فى عام 2023 ركزت على قضايا ما بعد الاستعمار فى إفريقيا: كمؤتمر «إفريقيا ما بعد الاستعمار»، ومنتدى «النظام العالمى العادل» لتعزيز مبادئ التحرر من السلاسل الاستعمارية، إلى جانب جلسات خاصة ضمن مؤتمر المناخ (COP29) سلطت الضوء على استمرار استغلال القوى الاستعمارية السابقة للبيئة الإفريقية. وقد استثمرت أذربيجان هذه المنصات لتأكيد توجهها نحو بناء شراكات قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، بعيدًا عن أى مظاهر للهيمنة.وفى هذا السياق، برزت منطقة القرن الإفريقى كمحطة رئيسية لهذا التوجه الأذرى، خاصة فى دول: الصومال، وجيبوتى، وإثيوبيا، حيث سعت باكو إلى بناء شراكات ثنائية تتلاءم مع الخصوصيات الوطنية والسياقات الداخلية لكل دولة، كما سيتضح فيما يلى:تطور التعاون مع الصومال: شهدت العلاقات الأذربيجانية – الصومالية نقلة نوعية فى فبراير 2025، مع توقيع سلسلة من اتفاقيات التعاون خلال زيارة الرئيس الصومالى حسن شيخ محمود إلى باكو، شملت مجالات الدفاع والطاقة والتعليم والخدمات العامة، إلى جانب مشروعات للبنية التحتية والموانئ والزراعة. وعلى المستوى الأمنى، تم إقرار اتفاقيات للتعاون العسكرى والتصنيع المشترك، صادق عليها البرلمان الأذربيجانى فى شهر أبريل الماضى.تعزيز العلاقات مع جيبوتى: عملت أذربيجان وجيبوتى على تعزيز التعاون الثنائى وتنويع مجالاته، مع التأكيد على أهمية التنسيق والدعم المتبادل فى القضايا المشتركة. وجسدت مشاركة باكو فى منتدى جيبوتى الدولى 2025، عبر صندوق النفط الحكومى الأذربيجانى (SOFAZ)، حرصها على استكشاف الفرص الاستثمارية الواعدة فى جيبوتى. وقد شكل اعتراف البرلمان الجيبوتى بمجزرة «خوجالى» عام 1992 علامة بارزة على التضامن مع أذربيجان؛ مما أسهم فى ترسيخ متانة العلاقات الثنائية وتعزيز مواقف باكو على الساحة الدولية.التعاون الاقتصادى مع إثيوبيا: يشكل التعاون بين أذربيجان وإثيوبيا نموذجًا فعالًا لتعزيز العلاقات الاقتصادية والزراعية؛ حيث تم فى ديسمبر 2024 توقيع اتفاقية تعاون بين منطقتى التجارة الحرة فى دير داوا فى إثيوبيا وآلات فى أذربيجان، لدعم قدرات دير داوا عبر تبادل الخبرات فى تطبيق نظام «النافذة الواحدة». وفى إطار توسيع هذا التعاون، أبدت باكو اهتمامًا خاصًا بتعزيز الشراكة مع أديس أبابا فى مجالات الزراعة والاقتصاد، مع التركيز على تدفق الاستثمارات وتوسيع التعاون الزراعى.• • •تتحرك أذربيجان نحو منطقة القرن الإفريقى مدفوعة بمجموعة من المصالح الاستراتيجية والاقتصادية، أهمها ما يلى:الضغط على النفوذ الفرنسى: تمثل محاولة أذربيجان للحد من النفوذ الفرنسى أحد الدوافع الاستراتيجية الرئيسية لتحركاتها فى أفريقيا. وتستفيد باكو من تصاعد مشاعر الاستياء فى العديد من الدول الإفريقية تجاه السياسات الفرنسية؛ مما يسمح لها بطرح نفسها كشريك أكثر استقلالية أمام دول القرن الإفريقى، خاصة فى ظل مساعى باريس لإعادة تموضعها فى المنطقة بعد انسحابها وتراجع نفوذها فى غرب إفريقيا ومنطقة الساحل. ويرتبط هذا التوجه أيضًا بتصاعد التوترات بين أذربيجان وفرنسا.استلهام النموذج التركى فى إفريقيا: لا يمكن فصل الحراك الأذربيجانى فى إفريقيا عن التأثير التركى؛ إذ تُملى العلاقة الوثيقة بين باكو وأنقرة تقاطعًا واضحًا فى الرؤى والسياسات الخارجية. وتحرص أذربيجان على محاكاة النموذج التركى الناجح فى التغلغل داخل القارة الإفريقية، سواء من خلال الزيارات الرسمية، أو تنفيذ المشاريع الاقتصادية، أو تعزيز التعاون فى مجالات التعليم والصحة والدفاع. ويأتى هذا التوجه فى إطار رؤية جيوسياسية مشتركة بين البلدين، ضمن تحالف تركى - أذربيجانى يمتد تأثيره من آسيا الوسطى إلى عمق القارة الإفريقية.صناعة النفوذ خارج الغرب التقليدى: تسعى أذربيجان إلى توسيع دورها على الساحة الدولية لتصبح أكثر تأثيرًا، خاصة تجاه البلدان النامية، بعد أن كان تركيزها فى السابق منصبًا على أوروبا. تجسد هذا الطموح بوضوح خلال فترة رئاستها لحركة عدم الانحياز؛ حيث عملت على تنشيط أطر الحركة عبر إطلاق مبادرات جديدة مثل منتدى الشباب والمنصة البرلمانية، بالإضافة إلى تعزيز أطر التعاون المؤسسى بين الدول الأعضاء. وتعد إفريقيا عنصرًا محوريًا فى هذه الاستراتيجية، حيث تروج باكو لشراكات متكافئة مع القارة تقوم على التنمية المشتركة وتبادل الخبرات، بعيدًا عن الهيمنة الغربية التقليدية.الاعتبارات الاقتصادية والتنموية: تسعى أذربيجان إلى تنويع اقتصادها وتقليل اعتمادها على النفط والغاز؛ مما يدفعها للبحث عن أسواق جديدة لمنتجاتها وتأمين مصادر بديلة للمواد الخام. وفى هذا السياق، توفر إفريقيا فرصًا كبيرة؛ نظرًا لما تمتلكه من موارد طبيعية غير مستغلة بالكامل؛ مما يفتح أمام أذربيجان فرصًا متنوعة فى قطاعات مثل الطاقة والمعادن والموارد الطبيعية الأخرى، وهذا يتيح لها تطوير مشاريع مشتركة واستثمار هذه الموارد بشكل فاعل.• • •من المتوقع أن يشهد نفوذ أذربيجان فى القرن الإفريقى تصاعدًا تدريجيًا، مع سعى باكو لترسيخ مكانتها كفاعل إسلامى معتدل قادر على التواصل مع النخب الإفريقية، خاصة فى الدول ذات التركيبة الدينية المعقدة مثل الصومال. كذلك، يبرز دور أذربيجان فى مجالات الطاقة والبنية التحتية، بالإضافة إلى تعزيز الروابط الاقتصادية بين إفريقيا وآسيا الوسطى، وهو ما يعزز فرصها فى بناء شراكات استراتيجية تعود بالنفع على جميع الأطراف المعنية.وفى ظل التحديات الأمنية المتزايدة فى منطقة القرن الإفريقى، بما فى ذلك النزاعات المسلحة والتهديدات الإرهابية، يبدو أن أذربيجان ستتمكن من تعزيز حضورها عبر الدعم الإنسانى والدفاعى، بما فى ذلك تقديم التدريب العسكرى وبناء الشراكات الأمنية.مع ذلك، يتعين على باكو التكيف مع تعقيدات التوسع فى القرن الإفريقى نتيجة تشابك المصالح الإقليمية والدولية؛ الأمر الذى يفرض على أذربيجان اتباع دبلوماسية مرنة تمكنها من موازنة استغلال الفرص المتاحة مع تجنب الانزلاق فى صراعات قد تؤثر فى مكانتها فى المنطقة.ختامًا، تخطو أذربيجان نحو مرحلة جديدة من التعاون مع القارة الإفريقية، مستندةً إلى مبادئ المنفعة المتبادلة والاحترام المشترك، بعيدًا عن أنماط الهيمنة والاستغلال. وفى ظل التحولات التى تشهدها إفريقيا؛ حيث لم تعد دول القارة تكتفى بدور المورد للموارد الطبيعية، بل باتت تسعى إلى شراكات تعزز استقلالها وتدعم مسار تنميتها الشاملة، تبرز أذربيجان كطرف فاعل قادر على بناء علاقات تقوم على أولوية تحقيق التنمية المستدامة ونقل التكنولوجيا، بما يسهم فى تعزيز نهضة القارة ويخدم مصالح الجانبين، ويُرسخ دور باكو كلاعب مؤثر فى الساحة الإفريقية.النص الأصلي

الرئيس الصومالي أمام قمة بغداد: القضية الفلسطينية اختبار حقيقي لوحدة الصف العربي
الرئيس الصومالي أمام قمة بغداد: القضية الفلسطينية اختبار حقيقي لوحدة الصف العربي

فيتو

time١٧-٠٥-٢٠٢٥

  • فيتو

الرئيس الصومالي أمام قمة بغداد: القضية الفلسطينية اختبار حقيقي لوحدة الصف العربي

قال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، إن القمة العربية تعقد في ظروف حرجة وتحديات إقليمية غير مسبوقة. تضامن الصومال الكامل مع الشعب الفلسطيني وأكد في كلمته أمام أعمال الدورة العادية الرابعة والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في العاصمة العراقية بغداد - أن القضية الفلسطينية اختبار حقيقي لوحدة الصف العربي، معربًا عن تضامن بلاده الكامل مع الشعب الفلسطيني، وجميع الشعوب العربية التي تعاني من النزاعات. ضرورة إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وشدد على ضرورة إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مضيفًا أن بلاده تدعم خطة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة. وأضاف أن بلاده تسعى لتكون جسرا للتنمية بين العالم العربي وإفريقيا؛ لرسم مستقبل يقوم على السلام والازدهار والتعاون. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

بدء توافد القادة والزعماء المشاركين في القمة العربية الـ34 إلى بغداد
بدء توافد القادة والزعماء المشاركين في القمة العربية الـ34 إلى بغداد

فيتو

time١٦-٠٥-٢٠٢٥

  • فيتو

بدء توافد القادة والزعماء المشاركين في القمة العربية الـ34 إلى بغداد

بدأ القادة والزعماء المشاركين في القمة العربية الـ34 في التوافد إلى العاصمة العراقية بغداد، حيث وصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ورئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام. القمة العربية ال34 في بغداد ومن المقرر أن تنطلق القمة العربية غدا السبت في ظل أجواء من الأزمات والمتغيرات الكبيرة على الساحة العربية والإقليمية، وتعد قمة بغداد هي الرابعة في تاريخ العراق. وعلى الرغم من عدم اتضاح حجم المشاركة للرؤساء والملوك والأمراء العرب في قمة بغداد إلا أن وزارة الخارجية العراقية تشير إلى أن حجم المشاركة ستكون نوعية ومكثفة وقراراتها استثنائية. وستكون القضية الفلسطينية والأزمات في الشأن العربي أبرز الملفات التي سيناقشها الرؤساء والملوك والأمراء العرب، فضلا عن مبادرات عراقية تشتمل على تأسيس مراكز عربية في مجال مكافحة الإرهاب والمخدرات والجريمة الوطنية وغرفة للتنسيق الأمني وصندوق للتعاون لإعادة الإعمار وآثار الأزمات. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store