
لميرزويان .. عراقجي يؤكد الترحيب الإيراني باتفاق أرمينيا وأذربيجان ورفضها تغيير الجغرافيا السياسية
رحّب وزير الخارجية الإيراني؛ 'عباس عراقجي'، في اتصالٍ هاتفي مع نظيره الأرميني؛ 'أرارات ميرزويان'، بإحلال السلام بين 'أرمينيا' و'أذربيجان'، محذّرًا من أن أي ممر جديد يجب ألّا يؤدي إلى تغيّير في الجغرافيا السياسية، أو يمنع 'إيران' من الوصول إلى طرق الترانزيت الدولية.
وشدّد 'عراقجي' على ضرورة احترام السيّادة الوطنية للدول بشكلٍ كامل في أي قرار يُتخذ بشأن ترتيبات الممرات أو الاتفاقات الإقليمية.
'ترمب' يُعلن التوصل إلى اتفاق سلام بين أرمينيا وأذربيجان..
وكان الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'، قد أعلن السبت 09 آب/أغسطس، بأن 'أميركا': 'نجحت أخيرًا في تحقيق السلام' بين 'أرمينيا' و'أذربيجان'، بموجب اتفاق ينُهي عقودًا من النزاع بين البلدين.
وجاء الإعلان خلال قمة ثلاثية في 'البيت الأبيض'، الجمعة، حضرها الرئيس الأذربيجاني؛ 'إلهام علييف'، ورئيس الحكومة الأرمينية؛ 'نيكول باشينيان'.
وأكد 'ترمب'؛ أنّ 'واشنطن' ستوقّع اتفاقيات ثنائية مع البلدين لتعزيز الفرص الاقتصادية المشتركة في منطقة 'جنوب القوقاز'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الزمان
منذ 2 ساعات
- الزمان
مستقبل توازن القوى بعد إنشاء ممر زنغزور
اياد العناز جاءت الاتفاقية السياسية الثنائية التي وقعت في احدى قاعات البيت الأبيض بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترمب بين دولتي أذربيجان وأرمينيا لتعطي ملامح ميدانية تؤكد أن اتفاقية السلام بين البلدين لا تشكل نهاية نزاع حدودي تاريخي وإنما بداية لإعادة تموضع جديد للاستراتيجية الأمريكية في منطقة القوقاز وتقليص للدور الروسي الإيراني وتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثمار المالي لدول آسيا الوسطى بعيدًا عن النفوذ والهيمنة الروسية والدور الإيراني. تمكن الرئيس ترامب من إقناع الرئيس الاذربيحاني الهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان من الجلوس إلى طاولة الحوار والاتفاق على إنهاء الحرب القائمة بينهما والتي امتدت لعقود أربعة ماضية والاتفاق يعتبر إنجازاً سياسيًا واقتصاديًا مهمًا للبلدين في منطقة استراتيجية ذات أبعاد ميدانية تتعلق بالطرق التي تهتم بالتجارة الدولية وتصدير الطاقة وتشكل المساحة التي تمتد إلى بحر قزوين والبحر الأسود وتمثل أهمية بالغة في الحفاظ على المصالح والمنافع الدولية والإقليمية. تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية ونتيجة لهذا الاتفاق من الوصول إلى منطقة جنوب القوقاز وتعزيز حضورها في ممر زنغزور الذي يبلغ طوله 43 كم و يمر عبر إقليم سيونيك جنوبي أرمينيا ويربط دولة أذربيجان وجمهورية ناخيتشيفان الواقعة بين الحدود الممتدة بين أرمينيا وإيران، وهو تدعيم للمقترح الذي قدمه السفير الأمريكي في أنقرة ( توم براك) بتأجير الممر مدة (99) عامًا وبحماية عسكرية أمريكية مدنية. يساهم انشاء الممر في إعادة ترتيب الأهداف الجيوسياسية للولايات المتحدة وتثبيت دعائم سياسية (موازين القوى) في منطقة القوقاز ذات الأهمية الاستراتيجية حيث خطوط الطاقة والنقل والتجارة الدولية، في غياب النفوذ الروسي وانعدام تأثيره بسبب انشغاله بالحرب القائمة مع أوكرانيا وابتعاده عن بعض الأحداث الإقليمية وعدم قدرته على معالجة الخلاف الأذربيجاني الأرميني رغم العلاقة الوطيدة التي تربطه بالدولتين، مما اتاح لادارة الرئيس ترامب أن تتقدم في المنطقة وتتواصل مع قيادتي البلدين وتمكنت من عقد مصالحة سياسية افضت إلى اتفاقية سلام مهمة في وقت تشهد منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى العديد من الأزمات والمشاكل والنزاعات السياسية. تعتبر إيران عملية انشاء ممر زنغزور تهديد لأمنها القومي عبر التواجد الأمريكي بالقرب منها وحصارها واقتصاديًا عبر إضعاف قدرتها وفقدان أهميتها كمعبر إقليمي عبر قطع حدودها البرية مع أرمينيا وزيادة المخاطر السياسية والاقتصادية والاستخباراتية والأمنية بأشكالها المختلفة والعسكرية والجغرافية على النظام السياسي الإيراني، ولهذا اعتبره على أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي للشؤون السياسية مؤامرة أمريكية في حال إكمال انشاء الممر وهيمنة أمريكية على المنطقة اقتصادياً وأمنيًا، وأن إيران لا يمكن لها الموافقة على مشروع يدعمه الرئيس ترامب، أن أي تغيير في منطقة القوقاز سيكون ذات تأثير كبير على حالة الأمن والاستقرار للدول المحيطة بها وهو ما يشكل خطرًا على مستقبلها ويؤثر على مصالحها ومن الممكن أن تتطور الأحداث الي نزاعات خلافات سياسية نتيجة إقدام الولايات المتحدة الأمريكية على الشروع بإنشاء ممر زنغزور والذي أطلقت عليه واشنطن ( ممر ترامب للسلام والازدهار). ويمكن قراءة التقرير الذي أوردته وكالة بلومبرغ الامريكية والتي أوضحت فيه ، (أن الاستثمار المكثف في هذا الممر الجديد قد يتعارض مع الواقع السياسي والاقتصادي المعقد في المنطقة حيث لا تزال التوترات قائمة وتتقدم المشاريع المتنافسة بوتيرة أسرع بينما تظل العديد من الخطط الأميركية على الورق)، أن من الصعوبة إكمال هذا الممر الذي لا يتوافق مع المصالح العليا لكل من روسيا رغم ظروفها السياسية ولكن هناك المنعطفات المهمة التي قد تشهدها ردود الأفعال الصينية في النظر للوجود الأمريكي وما قد يهدد توجهاتها الاقتصادية واستثماراتها المالية في تنفيذ مشروعها الخاص في إطار (مبادرة الحزام والطريق). أن الدوافع الأمريكية لإنشاء ممر زنغزور وتأجيره لمدة زمنية طويلة، رسالة واضحة لدول آسيا الوسطى بضرورة توسيع علاقتها وتحالفتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنها إشارة ضمنية لمواجهة النفوذ الاقتصادي الصيني وتبعيات الأهداف الاستراتيجية السياسية للقيادة الصينية في الإقليم، مع إعطاء اهتمام للابتعاد الروسي وعدم الانجرار لاحداث مشكلة تتعلق بالاهتمام التاريخي لروسيا في منطقة القوقاز في وقت تقترب القيادتين الأمريكية والروسية للقاء تاريخي يعيد دفء العلاقة بينهما، ولكن الأهم لدى ادارة الرئيس ترامب أن تشعر إيران أن واشنطن أصبحت أكثر قربًا إليها وإلى دائرة نفوذها واحتوائها.


شفق نيوز
منذ 3 ساعات
- شفق نيوز
هل يستعين بوتين بترامب للإطاحة بزيلينسكي؟- مقال رأي في التايمز
تركز جولة الصحافة في هذا اليوم، على مقالين يتحدثان عن اللقاء المزمع بين الرئيسين الأمريكي، دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، في ألاسكا، وآخر يتحدث عن "تعثر" أوروبي في اتفاقيات التجارة الحرة. "لا تستهين بترامب صانع السلام" بهذا العنوان افتتح، روجر بويز، الكاتب البريطاني مقاله في صحيفة التايمز. وقال الكاتب إن لقاء ترامب مع بوتين سيكون "التحدي الأكبر لصانع السلام" في قمة توصف بأنها محاولة محتملة لإعادة ضبط العلاقات بين القوتين العظميين قد تؤدي في نهاية المطاف إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا. لكن الكاتب حذر من تقسيم أوكرانيا على المدى الطويل "حال حصول بوتين على ما يريد". وفي المقابل، استشهد الكاتب بتصريحات ترامب الساعي لاستعادة بعض الأراضي الأوكرانية على البحر الأسود التي استولت عليها روسيا، مقابل الاعتراف بمساحات كبيرة من شرق أوكرانيا التي تحتلها روسيا كجزء من الأخيرة. غير أن الكاتب قال إن القمة قد لا تتعلق بأراضي البلدين، بل بـ "إمكانية تجميد الحرب لعقود" ما يجعل عضوية أوكرانيا في حلف الشمال الأطلسي (الناتو) مستحيلة، على حد تعبيره. وأشار إلى "هدف آخر لبوتين غير معلن وهو الاستعانة بترامب كحليف للإطاحة بفولوديمير زيلينسكي" خصوصاً أن الرئيس الأوكراني لم يُدعَ إلى ألاسكا. ورأى الكاتب أن على ترامب، الذي يريد أن يصف نفسه كصانع سلام استثنائي في القرن 21، "أن يظهر دائماً كرجل الدولة الصارم والعادل في الوقت نفسه". وقال إن ترامب الساعي للفوز بجائزة نوبل للسلام "عليه أن ينجح في مهمة ألاسكا". وستكون قمة ألاسكا "اختباراً لمبدأ ترامب المرتكز على إنجاز الأمور" من خلال تبادل المصالح، وفق تعبير الكاتب. وقال إن "الاستخدام العدواني للرسوم الجمركية لانتزاع مكاسب، والدبلوماسية الحادة لإحلال السلام ليست صفقات بالمعنى التجاري التقليدي"، بل هي "دعوات لدفع الجزية من دول واقتصادات أضعف"، على حد وصفه. ويتجلى ذلك من خلال سباق ترامب نحو إحلال السلام هذا العام، بعد قوله إنه أنهى صراعا بين باكستان والهند، القوتين النوويتين، حول كشمير، وتوسط في اتفاق بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وساعد في إيقاف حرب كمبوديا وتايلاند، وأوقف حرباً بين أرمينيا وأذربيجان إضافة إلى تسوية جزء على الأقل من برنامج إيران النووي. ورأى الكاتب أن كل ما سبق سيشكل "حجة لمنح ترامب جائزة نوبل للسلام". وفي سياق قمة ألاسكا، كتب رافائيل بير مقالاً في صحيفة الغارديان، عنونه بـ"ابتلاع ترامب لأكاذيب بوتين يشكل تهديداً أكبر لأوكرانيا من القنابل". واستهل الكاتب مقاله بالقول إن ترامب وبوتين لديهما دوافع للتظاهر بأن مصير أوكرانيا يمكن حسمه من دون أي ممثل لها على طاولة المفاوضات، لكنه رأى أن ذلك "لا يجعله واقعاً فعلياً". وقال الكاتب إن استمرار القتال بعد 7 أشهر من تنصيب ترامب رئيساً لولاية ثانية، رغم وعده بإنهاء الحرب خلال أيام من عودته إلى البيت الأبيض، "يُمثّل توبيخاً لصورته كصانع صفقات رئيسي في العالم" على حد وصفه. أما بوتين الذي اعتقد ذات مرة أن الحرب يمكن أن تنتهي بسرعة، مع شنه غزواً في 2022 متوقعاً سقوط كييف خلال أسابيع، لكن الأمر لم يحصل. وقال إن على بوتين "الإيمان بحتمية هزيمة أوكرانيا، لأن أي سيناريو آخر- حتى وقف إطلاق النار الذي يسمح له بالاحتفاظ بأراضٍ استولى عليها حتى الآن - يترك المهمة التاريخية التي وضعها لنفسه غير متحققة". وأضاف أن بوتين "سيظل يحمل ضغينة انتقامية طالما أن زيلينسكي رئيس دولة حرة تمتلك الحق في تسليح نفسها ومتابعة سياسة مستقلة للاندماج مع الديمقراطيات الأوروبية الأخرى". ورأى الكاتب أن "أي حدود أو معاهدة تمنع الكرملين من إملاء التوجه الاستراتيجي على أوكرانيا تعتبر غير شرعية في نظر بوتين، لكن ذلك لن يمنعه من توقيع بعض الأوراق كإجراء تكتيكي". أما زيلينسكي الذي "تعافى بعد الإذلال الذي تعرض له في البيت الأبيض"، كسب بفضل، "دبلوماسية بارعة مدعومة من قادة الناتو"، إقراراً من ترامب بأن "الأمور قد تكون أكثر تعقيداً مما كان يُعتقد سابقاً، وأن بوتين يميل إلى الهراء، وأن اهتمامه المزعوم بالسلام يتناقض مع حجم القنابل التي استمر في إلقائها على المدنيين الأوكرانيين" على حد تعبير الكاتب. وتأتي قمة ألاسكا، في وقت بدأ ترامب بتحديد مواعيد نهائية لوقف إطلاق النار وتهديد موسكو بفرض عقوبات. وحذر الكاتب من "إعجاب ترامب ببوتين ليجعل القمة ناجحة لصالح روسيا، فالأضرار ستحدث إذا خرج من المفاوضات وهو يكرر نقاط وضعتها موسكو"، مع خشية الحلفاء الأوروبيون لأوكرانيا من عرض ترامب اقتراحاً لوقف إطلاق النار "بشروط لا يمكن لزيلينسكي قبولها أبدًا - تقسيم غير عادل وغير قابل للتطبيق لبلاده وفق خطوط رسمها بوتين". "تعثر أوروبي" وفي وول ستريت جورنال كتبت الهيئة التحريرية للصحيفة الأمريكية مقالاً عنونه بـ"تعثر أوروبا في التجارة الحرة". وقالت الصحيفة أنه "نظراً لاستياء الأوروبيين من رسوم ترامب الجمركية، قد يظن البعض أنهم يستعرضون قوتهم الدبلوماسية لتوسيع التجارة الحرة في أي مكان آخر في العالم". وأشارت إلى أنه "بينما الاتحاد الأوروبي يُفاوض بِشدة على اتفاقية تجارية مع ترامب الشهر الماضي، أجهض التكتل اتفاقية التجارة الحرة مع مجموعة من دول أمريكا الجنوبية". ومن شأن الاتفاقية، التي جرى العمل عليها منذ سنوات، "توسيع التجارة" بين التكتل والأرجنتين والبرازيل وباراغواي وأوروغواي، على ما ذكرت الصحيفة. وبلغت قيمة صادرات هذه الدول إلى الاتحاد الأوروبي 56 مليار يورو في العام الماضي، بينما بلغ إجمالي صادرات التكتل إليها 55.2 مليار يورو، وفق المفوضية الأوروبية. لكن بروكسل جمدت الاتفاقية الشهر الماضي، وسط "معارضة شرسة" من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وفق الصحيفة التي قالت إن المزارعين الفرنسيين يشعرون بـ"القلق إزاء تزايد المنافسة من جانب الواردات الزراعية من أمريكا اللاتينية".


ساحة التحرير
منذ 8 ساعات
- ساحة التحرير
'ممر ترامب'.. أميركا دولة جوار لإيران من خرم الإتفاق الأرميني الأذربيجاني!محمد صالح صدقيان
'ممر ترامب'.. أميركا دولة جوار لإيران من خرم الإتفاق الأرميني الأذربيجاني! محمد صالح صدقيان رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان ورئيس أذربيجان حيدر علييف في البيت الأبيض اتفاق سلام برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أصبح بموجبه 'ممر زنغزور' يخضع لإدارة الولايات المتحدة، ما يجعل الأخيرة دولة جوار لإيران، كما كان الحال أثناء احتلال أفغانستان. من المنتظر أن يُوفّر اتفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان خاتمة لمسلسل من الحروب والتوترات الأمنية والسياسية عمرها أكثر من مائتي سنة وشاركت فيها أطراف دولية كبريطانيا والاتحاد السوفياتي السابق والخلافة العثمانية. وحسب رواية يريفان، فإن جمهورية أرمينيا ترغب في أن تشمل منطقة ناخيتشيفا المناطق الأساسية من البلد (شرق أرمينيا) وبالتحديد محافظة يريفان كما ترغب في تملك الأجزاء الشرقية والجنوبية من محافظة إليزابيثبول، وفي المقابل، ترفض أذربيجان ترفض هذه المعطيات وتُؤكد على وحدة أراضيها وحقها السيادي على كل تلك المناطق. الجدير ذكره أنه خلال العامين الماضيين خاضت أذربيجان حرباً مع أرمينيا لاستعادة اقليم قرباغ المتنازع عليه بينهما، وتمكنت بمساعدة تركيا من احتلال الإقليم وطرد السكان الأرمن منه، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق لوقف النار والاعتراف بالسيادة الأذربيجانية علی الإقليم. ومع بدء ولايته الثانية، مطلع هذه السنة، قرّر ترامب الدخول على خط الأزمة بين باكو ويريفان حيث بذل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بمساعدة مندوب الرئيس الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف جهوداً للتوصل إلی اتفاق بعدما قرّرت موسكو الوقوف على الحياد، ومن ثم انتظار المباحثات المنتظرة التي سيجريها الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في آلاسكا في الخامس عشر من هذا الشهر والتي ستكون مخصصة بالدرجة الأولى للملف الروسي الأوكراني. وبموجب الإتفاق الأذربيجاني الأرميني، ستتولى الولايات المتحدة إدارة الطريق الممتد من تركيا شمالاً إلی العاصمة الأذرية باكو مروراً بـ'ممر زنغزور' في الأراضي الأرمينية، على أن يخضع هذا الممر لإدارة الأميركيين لمدة 99 عاماً. وإذا ما عرفنا أن هذا الممر يمتد حتى حدود إيران الشرقية، فهذا يعني أن الولايات المتحدة ستكون جارة إيران لمدة 99 عاماً علی حدودها الشمالية الشرقية. هذه المقاربة السريعة كانت مهمة للتدليل على تداعيات مثل هذا الاتفاق علی الوضع الجيوسياسي في منطقة تتواجد فيها اضافة إلی أرمينيا وأذربيجان كلٌ من تركيا وإيران وبحر قزوين، والآن دخلت الولايات المتحدة كطرف في الاتفاق لتثبيته بعد أن أصبح الممر يحمل اسم ترامب بدلاً من 'زنغزور' تقديراً لجهود رئيس الولايات المتحدة المتعطش لنيل جائزة نوبل للسلام. وعدا عن استفادة أرمينيا وأذربيجان من الاتفاق، اقتصاداً وسياسةً وأمناً، فإن تركيا الدولة العضو في حلف شمال الاطلسي (الناتو) ستكون الرابح الأبرز لأن 'ممر ترامب' سيربطها بآسيا الوسطی؛ أما إيران، فتعتبر أن هناك من يتحرك عند خاصرتها الرخوة التي تتأثر بمثل هذه التطورات وخصوصاً إذا عرفنا أن إسرائيل ليست بعيدة عن هذه التطورات علی خلفية العلاقات الدبلوماسية التي تمتلكها مع أذربيجان والتعاون المشترك بينهما في مجالات مختلفة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب. كما أن هناك تبادلاً تجارياً وسياحياً بينهما، واللافت للانتباه أن إسرائيل وقفت مع أذربيجان في قضية إقليم قرباغ علی حساب أرمينيا التي تمتلك هي الأخری علاقات دبلوماسية مع إسرائيل أصابها شيء من التوتر بسبب موقف تل أبيب من قضية قرباغ. واستناداً إلی ذلك، يُشكّل 'ممر ترامب' تحدياً جيوسياسياً وجيوستراتيجياً للجمهورية الإسلامية بسبب سيطرة الأميركيين علی هذا الممر الحيوي الذي يبدأ من الأراضي التركية وصولاً للعاصمة باكو القريبة من بحر قزوين مروراً بالأراضي الأرمينية الجنوبية، أي أن الممر صار أميركياً شكلاً ومضموناً وإسماً ولم يعد أرضاً أرمينية، وهذا الأمر يُعتبر ركيزة أساسية في اتفاق سلام سيخضع لنوع من السيادة المحدودة أو الإشراف الدولي والإقليمي باعتباره ممراً عابراً للحدود وسيكون معفياً من الرسوم الجمركية ويُمكن للمركبات والقطارات المرور من خلاله دون توقف أو تفتيش علی غرار 'الممرات الآمنة' في العديد من مناطق النزاعات في العالم التي تخضع لنفوذ جهة ثالثة لأهداف جيوسياسية. هذا التطور الذي حدث ويحدث في القوقاز يتزامن مع ما يحدث في الشرق الأوسط من إعادة رسم للخارطة الأمنية والسياسية والعسكرية والاقتصادية حيث يتم ابعاد إيران عن خريطة الطاقة الجغرافية في المنطقة إضافة إلی استكمال 'حزام الإحتواء' لإيران. اقتصادياً، يساهم 'ممر ترامب' في خفض عائدات النقل لأنه يتجاوز الأراضي الإيرانية للربط بين تركيا ودول القوقاز كما أنه يحد من تواصل إيران مع جيرانها الاقليميين في الوقت الذي يستقطب دولاً محاذية لإيران لحشدها في محاور معادية لطهران. لكن المسألة الأمنية والعسكرية تشكل تحدياً خطيراً لإيران، لأن 'ممر ترامب' سوف يكون متاحاً للتواجد العسكري الأميركي ولقوات حلف 'الناتو' المتواجدة أصلاً في تركيا العضو في هذا الحلف. صحيح أن طهران رحبت بالاتفاق لأنه ينهي خلافاً تاريخياً مزمناً قرب حدودها الشمالية الشرقية لكنه يضعها أمام تحدٍ كبيرٍ في ضوء المتغيرات التي يشهدها الشرق الأوسط ولا سيما في ضوء التمدد الإسرائيلي المدعوم أميركياً. (U2saleh@ 2025-08-13