
'تمكين المعتدلين لن يساعدنا'.. ورقة بحثية لمستشار ترامب السابق في مجال الأرهاب
دراسة حالة الأسلام الراديكالي محل أهتمام الدول الغربية بشكل كبير منذ عقود، ولكن تتمثل أغلب تلك الدراسات في الشق السياسي اكثر منه الشق الديني، فعلى الرغم من أهمية الموضوع من الناحية التأصيلية الدينية والأجتماعية، الا ان دراسة الحالة السياسية محور أهتمام كبير من الداخل والخارج.
ولكن يعاب على تلك الدراسات الأجنبية هو تبني نظرة إستشراقية تجاه الموضوع، دون فهم الموضوع من الداخل، فقراءة الموضوع في غير المحل المنوط بها ينتج تفكير قاصر وأحياناً مشوه عن تلك الجماعات التي تؤثر بشكل كبير في صياغة القوانين الدولية في العالم العربي والأسلامي والغربي ايضاً.
من تلك الحالات التي نذكرها حالة الكاتب والباحث الدكتور سيباستيان جوركا الذي شغل منصب نائب مساعد سابق واستراتيجي للرئيس الأمريكي عام 2017، ومؤلف كتاب "هزيمة الجهاد: الحرب التي يمكن الفوز بها" ، وايضاً كتاب "لماذا نقاتل: استعادة إرادة أمريكا للفوز".
وكمثال على محاولة فهم الغرب لعقلية "الجهاد" أو الأسلام الراديكالي" بحسب وصفهم لجأنا لنموذج من محاضرة قام بها عام 2011، لمحاولة فهم وتحليل حركات الأسلام السياسي، وبالاخص القاعدة وطالبان من خلال فهم الشخصيات المركزية في تلك الجماعات.
يرى جوركا انه لا يمكن مناقشة اصحاب ذلك التيار حيث ان نصوص الجهاد أصيلة في النص الديني، على الرغم من أعترافه بأن المسلمين لا يتمنون الشر للغرب، ولكنها مع ذلك تشكل تهديد لما تمثله الولايات المتحدة لقيادة العالم الحر وللقيم الامريكية بحد زعمه.
كما يرى ايضا ان تلك الحركات تطورت مع مرور الوقت على مدار أجيال، كان الرعيل الأول فيها متمثل في الزرقاوي والظواهري وبن لادن، اما الرعيل الثاني هم المقاتلين في صفوف المذكورين اعلاه، وهم الاكثر دراية بشئون السياسة والحرب عن الرعيل الاول، اما الرعيل الثالث فهم الاكثر ارتباطاً بمسرح العمليات في الداخل والخارج الأسلامي، حتى وصلنا للجيل او الرعيل الرابع وهم الاخطر من حيث التطور وعدم قدرة الباحثين في مسار تيار حركات الاسلام الراديكالي كنتيجة طبيعية لعدم فهم مدى تطورهم وقدرتهم على التأقلم مع سياق الاحداث والتطورات العالمية وتوزيع شبكاتهم.
الجدير بالذكر ان جوركا في محاولة فهمه لتلك التيارات اعتمد الرواية الرسمية حول تورط القاعدة وبن لادن في أحداث الحادي عشر من ستمبر، وهو الأمر الذي يحتاج للنظر من جديد، حيث لم يفرج عن كافة الوثائق المتعلقة بتلك الحادثة حتى الأن، فضلاً عن تسويد اغلب الوثائق التي تم نشرها والتي لا توضح بشكل كامل نوع العملية ومدى تورط اجهزة استخباراتية أخرى في العملية.
هناك ايضاً وثائق تم نشرها مؤخراً تلقي بظلال حول ذكر الموساد الإسرائيلي في الوثائق المنشورة، والتي وان لم تجزم بتورط إسرائيل بالحادثة الا انها مع ذلك تشير بأصابع خفية حول تساؤلات عن مدى ارتباط إسرائيل بالعملية!
يحيل جوركا في ورقته أيضاً لأن النزاع الحالي يمكن حصره في جزئية تمرد عالمي ينبغي ان يحارب بالشرعية، على الرغم من أحتياج مفهوم الشرعية لمزيد من القراءة والبحث للوقوف على معناه وتطبيقاته الفعلية، حتى يتسنى الرد بطريقة قانونية تتوافق عليها كافة الشعوب، في سبيل محاربة ما أسماه الطموحات الأسلامية لإقامة خلافة عالمية.
وينبغي ايضاً لدى جوركا، فهم السياق الديني من خلال العودة للعصور الوسطى وفهم المناظرات الدينية التي تعتبر فترة تأصيلية للفكر الجهادي الأسلامي ومنبع التيارات الاسلامية الراديكالية الحالية.
حاول ايضاً تسليط الضوء على فترات مهمة في التاريخ العربي والأسلامي مثل: تفكك الخلافة، وعلمنة تركيا، واقامة إسرائيل، والثورة الإيرانية، وحصار مكة. فضلاً عن ذكر شخصيات حديثة كمراكز تأصيلية للجماعات الأسلامية مثل سيد قطب وعبدالله عزم وغيرهم.
اما بحثه عن مفهوم الحرب في القرأن فيستحق وقفه، نتيجة إجتزائه النص الديني وقراءته في غير سياقه لتصدير صورة مغايرة عن الأسلام في ورقته البحثية، فلنا ان تخيل ان رؤية متخصص في مركز بحثي يتابعه العديد من الطلاب والباحثين عندما يتبنى موقف معين من أصحاب تيار او جماعة سياسية او حتى جماعة دينية فأنه بذلك يؤثر على قرار هؤلاء الطلاب، في تبنيهم لتلك النظرة القاصرة تجاة الموضوع. لذا فلا عجب انه حتى الان هناك سوء فهم للدين الاسلامي في أوروبا وامريكا وبعض دول شرق أسيا!
ونختتم الموضوع بأقتباس من ورقته البحثيه فيها الخلاصة، حيث يقول: "ان العنف القاتل الذي تمارسه الأقلية ليس مخالفاً للإسلام في جوهره، ولهذا السبب لا يرفضه اغلب المسلمين. وعلى هذا فأن تمكين المعتدلين لن يساعدنا"
https://www.academia.edu/126401310/%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AF%D9%8A_%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%87%D8%AF%D9%8A%D8%AF_%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A9

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فيتو
منذ 5 ساعات
- فيتو
فيتو تكشف في عددها الجديد: السوق السوداء تحتكر الأدوية المنقذة للحياة
تنشر فيتو في عددها الجديد ملفا خاصا عن أداء الحكومة خلال الفترة الماضية، والذي وصفه عدد من الاقتصاديين بتكرار تبني القرارات العشوائية، والذي يقود إلي نتائج غير محسوبة، بينما فسره البرلمانيون بأن الحكومة تعاند الفقراء وتضاعف معاناتهم وتعمل ضد الشعب. اقرأ أيضا: - عصام كامل يكتب: مصر هي مصر.. أبية عصية. السوق السوداء تحتكر الأدوية المنقذة للحياة. ورطة التعليم العالي مع أصحاب الثانوية العامة 'المزدوجة'. تشابه الأسماء.. حكايات صادمة من دفتر أبرياء تحولوا إلى متهمين ومساجين. أحمد الشرع.. من الحاكمية إلى البيت الأبيض.. تحولات الجولاني من العمل مع القاعدة وداعش إلى مصافحة ترامب. أهداف الأهلي في مونديال الأندية 2025. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


الدستور
منذ 14 ساعات
- الدستور
بعد تقرير صحيفة لوفيجارو الفرنسية.. ماهر فرغلى يكشف تاريخ الإخوان الإرهابية بأوروبا
قال ماهر فرغلي الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن النشاط الملحوظ لجماعة الإخوان استمر طيلة السنوات الماضية في أوروبا من خلال استغلال الأقليات الدينية، مشيرًا إلى أن الإخوان كانت موجودة في أوروبا تحت مسمى "اتحاد المنظمات الإسلامية"، ومع الثورة المصرية وسقوط الجماعة في الشرق الأوسط وتراجعها، غيروا الاسم إلى "مجلس مسلمي أوروبا"، الذي يدار حاليًا من فرنسا، ويقوده عبدالله بن منصور، وهو من أصل عراقي. وأضاف فرغلي، خلال تصريحاته لبرنامج 'مساء DMC'، والمذاع عبر فضائية DMC، أن الهدف في الفترة الأخيرة من خلال مجلس مسلمي أوروبا هو تحويل الإخوان إلى تيار غير متعارض مع الحكومات الأوروبية لتجنب الصدام معها، خاصة في ظل وجود قوائم كبيرة في فرنسا لطرد بعض الأفراد المرتبطين بالجماعة، ومن بينهم شخصية بارزة هي شكيب بن مخلوف. وأوضح أن شكيب بن مخلوف يعد من مؤسسي التنظيم الدولي، وأن وجوده في قوائم الطرد مع عناصر أخرى يمثل أمرًا خطيرًا بالنسبة للتنظيم الدولي، ولذلك قامت الجماعة بتغيير وتطوير آلياتها في أوروبا، حيث أصبحت تسير على محاور جديدة، مشيرًا إلى أن النشاط الإخواني في أوروبا قديم. وأشار إلى أنه قبل نحو عشر سنوات وقعت سلسلة من التفجيرات والعمليات الإرهابية في أوروبا، إلا أن التقرير الأخير لصحيفة لوفيجارو الفرنسية كشف عن تنامي هذا النشاط في السنوات الأخيرة مع استخدام آليات جديدة ومحدثة، مؤكدًا أن مالفت انتباه الأوروبيين إلى جماعة الإخوان هو العمليات الإرهابية التي وقعت في بروكسل، ونيس في فرنسا، وباريس، ثم العملية الأخيرة في موسكو، موضحًا أن منفذي تلك العمليات خرجوا من حضن جماعة الإخوان، إذ بدأوا مع الجماعة ثم انتهوا إلى القاعدة أو تنظيم داعش.


بوابة الأهرام
منذ 15 ساعات
- بوابة الأهرام
مجلس الدفاع فى فرنسا يبحث اليوم تقريرا حول تهديد "الإخوان المسلمين" للتلاحم الوطني ومؤسسات الدولة
أ ف ب خلص تقرير حول "الإخوان المسلمين" أُعد بطلب من الحكومة الفرنسية إلى أن الجماعة تشكّل "تهديدا للتلاحم الوطني" مع تنامي التشدّد "من القاعدة صعودا" على مستوى البلاد، وفق وثيقة سيدرسها مجلس الدفاع اليوم الأربعاء واطلعت عليها فرانس برس. موضوعات مقترحة وجاء في التقرير "إن هذا التهديد وحتى في غياب اللجوء إلى العنف، يولد خطر المساس بنسيج المجتمع وبمؤسسات الدولة وبشكل أوسع بالتلاحم الوطني". وشدد التقرير على أن جماعة الإخوان المسلمين "تستند إلى تنظيم متين إلا ان الإسلام السياسي ينتشر أولا على الصعيد المحلي" معتبرا أن انتشار هذا التشدد "يحصل من القاعدة صعودا" ويشكل "تهديدا على المدى القصير وكذلك المتوسط". وأشار التقرير إلى "الطابع الهدام للمشروع الذي يعتمده الأخوان المسلمون" مشددا على أن هذا المشروع يهدف "إلى العمل على المدى الطويل للتوصل تدريجا إلى تعديلات للقواعد المحلية أو الوطنية ولا سيما تلك المتعلقة بالعلمانية والمساواة بين الرجال والنساء". وأعد التقرير موظفان رسميان رفيعا المستوى أجريا مقابلات مع 45 استاذا جامعيا وزيارات داخل فرنسا وفي أوروبا. ورأى معدا التقرير أن هذا "التشدد على مستوى البلاد" قد يكون له "تأثير متنام في الفضاء العام واللعبة السياسية المحلية" مع "شبكات تعمل على حصول انطواء مجتمعي وصولا إلى تشكل بيئات تزداد عددا". إلا ان المشرفين على التقرير أكدا "عدم وجود أي وثيقة حديثة تظهر سعي الأخوان المسلمين إلى إقامة دولة إسلامية في فرنسا أو تطبيق الشريعة فيها". ونصح معدا التقرير "بتحرك طويل الأمد على الأرض للجم صعود الإسلام السياسي" مشيرين إلى ضرورة أن يترافق ذلك مع "توعية الرأي العام" من خلال "خطاب علماني متجدد وبادرات قوية وإيجابية حيال المسلمين".