logo
تصعيد ضد اليمن او تهدئة؟

تصعيد ضد اليمن او تهدئة؟

ليبانون 24٠٧-٠٥-٢٠٢٥

شهدت المنطقة في الأيام القليلة الماضية تصعيدًا متسارعًا وتحولات مفصلية، تعكس تداخلًا معقدًا بين الأطراف الإقليمية والدولية، وخصوصًا بين الولايات المتحدة ، إسرائيل ، واليمن.
أبرز ما ميّز هذه المرحلة هو ما يمكن وصفه انخراط اسرائيل بالقصف المباشر على اليمن، بعد دخول اليمن كلاعب مباشر في التوازنات الإقليمية من بوابة التهديد بإغلاق المجال الجوي والبحري الإسـرائيلي.
ففي تطور غير مسبوق، قصفت إسرائيل مطار صنعاء ، في إشارة إلى تصعيدها تجاه الحوثيين، ما استدعى ردًا قويًا من صنعاء التي هددت بإغلاق الأجواء أمام الطيران الإسـرائيلي، في ما يمكن اعتباره تطورًا خطيرًا قد يجر المنطقة إلى مستوى جديد من التصعيد غير المسبوق. التهديد اليمني جاء هذه المرة مدعومًا بثقة عالية، ويعكس قراءة يمنية بأن إســرائيل باتت في موقع دفاعي في بعض الجبهات.
في موازاة هذا التصعيد، جاءت خطوة مفاجئة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر وقف الضربات الأميركية على اليمن من دون أي تنسيق ظاهر مع إســرائيل. هذه الخطوة، التي وُصفت بأنها "ترامبية" بامتياز، شكّلت مؤشراً واضحاً على تراجع أميركي في الملف اليمني، وربما تعبيراً عن رغبة أميركية في تهدئة الساحة لتمرير مفاوضات مرتقبة مع إيران.
الضربة "الترامبية" – إن صح التعبير – أربكت المشهد، وأظهرت بعض التباين بين واشنطن وتل أبيب، خاصة أن التصعيد الإسـرائيلي لم يتوقف، بل استمر في اتجاه لبنان وغزة، عبر استهداف مناطق في البقاع وجنوب البلاد خلال اليومين الماضيين، في رسالة مفادها أن تل أبيب مستعدة للذهاب بعيدًا، وربما تستعمل الورقة اللبنانية لعرقلة أي تفاهم اميركي- إيراني.
بحسب مصادر مطلعة، فإن عُمان ، التي تلعب دور الوسيط التقليدي، ستعلن قريبًا موعد الجلسة الجديدة من المفاوضات بين طهران وواشنطن التي ستكون الاسبوع المقبل، ما يؤشر إلى عودة الايجابية للمسار التفاوضي. غير أن تصعيد نتنياهو المتفلت من بعض التوجهات الأميركية، قد يدفع واشنطن إلى إعادة النظر في طريقة إدارتها للملف، خصوصًا إذا ما استمرت إسـرائيل في استخدام التصعيد كورقة ضغط ميدانية.
تمر المنطقة في حظة دقيقة قد تُفتح فيها نافذة مفاوضات أميركية إيرانية، ولكن على وقع تهديدات جوية من اليمن وتصعيد عسكري من إســرائيل، ما يضع المنطقة كلها أمام مفترق خطير.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

التصعيد الاسرائيلي.. اهداف متعددة
التصعيد الاسرائيلي.. اهداف متعددة

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 3 أيام

  • القناة الثالثة والعشرون

التصعيد الاسرائيلي.. اهداف متعددة

يشهد جنوب لبنان تصعيدًا ملحوظًا في العمليات الأمنية والعسكرية التي ينفذها الجيش الإسـرائيلي في الأيام الأخيرة، في مشهد يعكس اتساع رقعة التوتر الإقليمي وتداخل الجبهات. فبحسب متابعين، فإن وتيرة الخروقات الجوية والقصف المدفعي والطائرات المسيّرة قد ازدادت بشكل لافت، ما يعكس تحوّلًا في مقاربة إســرائيل للواقع اللبناني، رغم انشغالها الكبير في قطاع غــزة. الهدف الأول لهذا التصعيد يتمثّل في إيصال رسالة واضحة إلى "حـزب الله" مفادها أن الانخراط العسكري الإسرائيلي في غــزة لا يعني غياب المراقبة أو الجهوزية على الجبهة الشمالية. فهي تسعى من خلال هذا التوازي في التصعيد إلى فرض معادلة مفادها أن "العين الإسرائيلية" لا تزال ترصد نشاط الحــزب وتحركاته، وأن الجنوب اللبناني لن يكون بمنأى عن التأثيرات الميدانية لما يجري في الساحة الفلسطينية. أما الهدف الثاني، فيرتبط بالساحة الداخلية اللبنانية، حيث تسعى إســرائيل إلى بث مناخ من التوتر والقلق الأمني، خصوصًا مع اقتراب المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية. هذا التصعيد قد يهدف إلى منع أي زخم شعبي قد يعزز شرعية بعض القوى السياسية في بيئتها التقليدية، لا سيما تلك التي تعتبرها تل أبيب عدواً مباشرًا. فالتأثير على المزاج الشعبي والضغط عبر البُعد الأمني يمثلان أحد أساليبها لزعزعة أي استقرار نسبي قد يتحقق في الداخل اللبناني. علاوة على ذلك، تسعى إســرائيل من خلال توسيع رقعة التوتر في جنوب لبنان إلى إبقاء أكثر من جبهة مشتعلة في آن واحد، بما يمنع الولايات المتحدة أو أي أطراف إقليمية ودولية من الدفع نحو تسويات شاملة أو حتى جزئية، قد لا تصب في مصلحة تل أبيب الاستراتيجية. فهي تدرك أن أي تهدئة فعلية، سواء في غـزة أو في الجنوب اللبناني، ستُستخدم كمدخل لمفاوضات أكبر قد تفرض عليها تنازلات لا ترغب بها. بهذا المعنى، لا يقتصر التصعيد الإسرائيلي في الجنوب على بعد ميداني مباشر، بل يتعداه إلى رسائل سياسية إقليمية، وأخرى داخلية تهدف إلى خلط الأوراق وتعطيل مسارات الاستقرار في لبنان، في وقت تعيش فيه المنطقة على صفيح ساخن ومفتوحة على احتمالات معقدة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

التصعيد الاسرائيلي.. اهداف متعددة
التصعيد الاسرائيلي.. اهداف متعددة

ليبانون 24

timeمنذ 3 أيام

  • ليبانون 24

التصعيد الاسرائيلي.. اهداف متعددة

يشهد جنوب لبنان تصعيدًا ملحوظًا في العمليات الأمنية والعسكرية التي ينفذها الجيش الإسـرائيلي في الأيام الأخيرة، في مشهد يعكس اتساع رقعة التوتر الإقليمي وتداخل الجبهات. فبحسب متابعين، فإن وتيرة الخروقات الجوية والقصف المدفعي والطائرات المسيّرة قد ازدادت بشكل لافت، ما يعكس تحوّلًا في مقاربة إســرائيل للواقع اللبناني، رغم انشغالها الكبير في قطاع غــزة. الهدف الأول لهذا التصعيد يتمثّل في إيصال رسالة واضحة إلى "حـزب الله" مفادها أن الانخراط العسكري الإسرائيلي في غــزة لا يعني غياب المراقبة أو الجهوزية على الجبهة الشمالية. فهي تسعى من خلال هذا التوازي في التصعيد إلى فرض معادلة مفادها أن " العين الإسرائيلية" لا تزال ترصد نشاط الحــزب وتحركاته، وأن الجنوب اللبناني لن يكون بمنأى عن التأثيرات الميدانية لما يجري في الساحة الفلسطينية. أما الهدف الثاني، فيرتبط بالساحة الداخلية اللبنانية ، حيث تسعى إســرائيل إلى بث مناخ من التوتر والقلق الأمني، خصوصًا مع اقتراب المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية. هذا التصعيد قد يهدف إلى منع أي زخم شعبي قد يعزز شرعية بعض القوى السياسية في بيئتها التقليدية، لا سيما تلك التي تعتبرها تل أبيب عدواً مباشرًا. فالتأثير على المزاج الشعبي والضغط عبر البُعد الأمني يمثلان أحد أساليبها لزعزعة أي استقرار نسبي قد يتحقق في الداخل اللبناني. علاوة على ذلك، تسعى إســرائيل من خلال توسيع رقعة التوتر في جنوب لبنان إلى إبقاء أكثر من جبهة مشتعلة في آن واحد، بما يمنع الولايات المتحدة أو أي أطراف إقليمية ودولية من الدفع نحو تسويات شاملة أو حتى جزئية، قد لا تصب في مصلحة تل أبيب الاستراتيجية. فهي تدرك أن أي تهدئة فعلية، سواء في غـزة أو في الجنوب اللبناني، ستُستخدم كمدخل لمفاوضات أكبر قد تفرض عليها تنازلات لا ترغب بها. بهذا المعنى، لا يقتصر التصعيد الإسرائيلي في الجنوب على بعد ميداني مباشر، بل يتعداه إلى رسائل سياسية إقليمية، وأخرى داخلية تهدف إلى خلط الأوراق وتعطيل مسارات الاستقرار في لبنان، في وقت تعيش فيه المنطقة على صفيح ساخن ومفتوحة على احتمالات معقدة.

ملامح التسوية الإقليمية... من غـزة إلى بيروت
ملامح التسوية الإقليمية... من غـزة إلى بيروت

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 5 أيام

  • القناة الثالثة والعشرون

ملامح التسوية الإقليمية... من غـزة إلى بيروت

تشهد المنطقة تطورات متسارعة تعيد رسم المشهد الجيوسياسي، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الترتيبات الإقليمية، عنوانها "التسويات لا الصراعات".المشهد الأكثر وضوحاً يبقى في غـزة، حيث بدأت مؤشرات تراجع الدعم الأميركي غير المشروط لإســرائيل، بعد تسريب إعلامي كشف عن تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال مشاورات خاصة، بالتخلي عن إسـرائيل إذا لم تُوقف الحـرب فوراً. هذا التسريب أثار ضجة كبيرة، كونه يكشف عن تحول جوهري في موقف الإدارة الأميركية، التي باتت تنظر إلى استمرار الحرب كعبء استراتيجي يعرقل مشاريعها في المنطقة، ويُفشل مفاوضاتها مع أطراف إقليمية فاعلة، وعلى رأسها إيــران. وقد فهم كثيرون هذا التسريب كجزء من ضغط أميركي واسع، يُمارس على تل أبيب بهدف فرض وقف لإطلاق النار، تمهيداً لتسوية أوسع. في موازاة هذا المشهد، برزت الزيارة المرتقبة للمبعوثة الاميركية مورغان أورتاغوس، إلى بيروت، حيث ستلتقي عدداً من المسؤولين اللبنانيين حاملة رسالة سياسية واضحة: "على لبنان أن يسلك طريق التسوية الشاملة، كما فعل الرئيس السوري أحمد الشارع"، في إشارة إلى ما بات يُعرف باتفاق إعادة التموضع السوري المدعوم أميركياً. الزيارة ليست تفصيلية، بل تأتي في سياق ضغط منسق هدفه إدخال لبنان في دائرة التفاهمات الإقليمية، وإبعاده عن دوامة الحروب الصغيرة والانهيارات المتتالية. وهذا التوجه الأميركي يتقاطع مع مساعي الإدارة للوصول الى تفاهمات نهائية مع إيــران، تضمن استقراراً عاماً في الشرق الأوسط، وتمهد لانسحاب تدريجي من بؤر التوتر المكلفة. في لبنان، يبدو أن هناك تقاطعات داخلية بدأت تتبلور. فرئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب جوزاف عون يناقشان مقترحات تؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار، مع تفهّم واضح لطبيعة التوازنات الدولية الجديدة. وهذا يعني أن بيروت قد تكون مقبلة على مرحلة تسويات دقيقة، عنوانها "الأمن مقابل الإصلاح"، وهو ما تطالب به أيضاً القوى الدولية الداعمة للبنان. ما يحصل في غــزة، وما يُرسم لبيروت، هو جزء من مشهد أوسع: رغبة أميركية – وربما دولية – بإنهاء حالة السيولة الأمنية، وفرض وقائع سياسية جديدة، أساسها تهدئة الجبهات، وإعادة ترسيم النفوذ على قواعد أكثر استقراراً. والمرحلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد اتجاه هذه الترتيبات. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store