
ترامب والحلفاء الخليجيون وردع تهور نتنياهو من غزة إلى إيران
بمرور 600 يوم على حرب إسرائيل الوحشية على غزة، تصبح أطول حروب الاحتلال الإسرائيلي. ويؤكد فشل الجيوش النظامية بتحقيق أهداف حروبها ضد الجماعات العسكرية المسلحة. كما يثبت فشل أحد أقوى الجيوش والقوات المسلحة في المنطقة بتحقيق «الانتصار الكامل» ـ كما يروج نتنياهو، الذي فشل بتحقيق أهداف حربه! بهزيمة حماس ونزع سلاحها وإطلاق سراح الأسرى بحرب باتت بلا أفق. وبرز واضحا مع اليوم التسعين للحصار المطبق على غزة-تعمّق حدة الانقسام والصراع والخلافات الداخلية بين الأحزاب.
شهدنا ذلك في جلسة الكنيست الأخيرة بصيحات غضب واستهجان ومقاطعة خطاب نتنياهو من نواب المعارضة وأهالي الأسرى الإسرائيليين ـ بعدما عاد نتنياهو المأزوم بالداخل بصراعه مع المعارضة المتوثبة لتعرية ادعاءاته بإنجازاته المزعومة وتغييره وجه الشرق الأوسط الذي وصفه زعيم المعارضة لابيد «بالثرثرة»! ووصف ليبرمان زعيم حزب «إسرائيل بيتنا»-نتنياهو بأنه أسوأ رئيس وزراء بتاريخ إسرائيل. ما يشير إلى شرخ وانقسام حقيقي في النظام السياسي الإسرائيلي في الداخل. وإلى مزيد من عزلة وانتقادات إسرائيل في المجتمع الدولي وخاصة حاضنة الشركاء والمدافعين عن جرائم إسرائيل في غزة والقدس والضفة الغربية. ويأتي ذلك على خلفية الاستفزاز المتعمد بعد المصادقة على بناء 22 مستوطنة غير شرعية في طول وعرض وشمال وجنوب الضفة الغربية المحتلة ـ لتوسيع وتكريس الاستيطان ـ وتغيير التركيبة الديموغرافية في مخالفة صريحة للقانون الدولي واتفاقيات جنيف الرابعة.
في ظل ذلك الانقسام الحاد وتحول حرب غزة لحرب بلا أفق وخط نهاية، ووسط ذلك الانقسام يستمر نتنياهو بالتصعيد على أكثر من جبهة للهروب إلى الأمام برغم التنديد وانقلاب قادة الغرب، مع تهديد بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وتصعيد واضح من الرئيس الفرنسي وبريطانيا وإسبانيا وقطع مجلس بلدية برشلونة العلاقات مع تل أبيب. والملفت انتقادات إدارة ترامب من مبعوثه الخاص ويتكوف الذي يبدو أنه يحقق اختراقا بالتوصل لاتفاق هدنة 60 يوما لتبادل الأسرى وإدخال مساعدات عاجلة إلى سكان غزة الذين يتضورون جوعا بسبب الحصار المطبق. وصعّدت حكومة نتنياهو بإعلانها منع وفد يضم وزراء خارجية السعودية-مصر-الإمارات-الأردن ـ قطر وتركيا من الدخول إلى رام الله للاجتماع مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وتتصاعد المخاوف اليوم من هروب نتنياهو إلى الأمام لخلط الأوراق ومنع التوصل لاتفاق نووي مع إيران إلى قصف منشآت إيران النووية ما سيقضي على فرص التوصل لاتفاق نووي يسعى الرئيس ترامب لانتزاعه من إيران بالمفاوضات في خمس جولات والسادسة لم يحدد موعدها بوساطة سلطنة عمان.
وفي الوقت الذي يفضل فيه الرئيس ترامب إعطاء الدبلوماسية فرصة كافية للتوصل لاتفاق حول برنامج إيران النووي وخفض التصعيد وتجنب حرب لا يرغب بها أحد، كما أوضحت القيادات الخليجية للرئيس ترامب في زيارته الخليجية، يبدو أن نتنياهو مصمم على تحقيق حلمه الذي يراوده منذ عقدين بتدمير قدرات إيران النووية وضرب منشآتها يشاركه اللوبي الأمريكي-الإسرائيلي المتنفذ. خاصة وأن التقييم الاستخباراتي الإسرائيلي يرى أن نافذة امتلاك إيران للسلاح النووي تقترب ويمكن لإيران امتلاك القنبلة النووية خلال أشهر برغم فتوى الإمام خامنئي بتحريم امتلاك السلاح النووي-لكن الفتوى قد تتغير-»الضرورات تبيح المحرمات»!
لذلك نتفهم القلق الخليجي من الحسابات الخاطئة وتهور نتنياهو. حسب وكالة رويترز وموقع اكسيوس الإخباري الأمريكي المقرب من المؤسستين الحاكمة الأمريكية والإسرائيلية-ونقلا عن مصادر خليجية:-قام وزير الدفاع السعودي ونجل الملك سلمان بنقل رسالة إلى القيادة الإيرانية إلى المرشد الإيراني آية الله خامنئي في 17 أبريل الماضي، تحذر الرسالة نقلا عن مصادر أن عدم التوصل لاتفاق نووي مع الولايات المتحدة(جرت 5 جولات مباحثات غير مباشرة بين الطرفين الإيراني والأمريكي بوساطة سلطنة عمان) سيعرض إيران لهجوم إسرائيلي»!!
وكانت وسائل إعلام عبرية نقلت عن معارضة القادة الشيخ تميم بن حمد وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس دولة
الإمارات الشيخ محمد بن زايد الذين اجتمع معهم الرئيس ترامب في زيارته الخليجية ـ من رفضهم لأي عمل عسكري إسرائيلي ضد إيران-ومخاوفهم من تعرض دولهم لهجوم إيراني في حال قامت إسرائيل بشن هجوم على إيران!!
وبرغم تحذير ترامب لنتنياهو من شن إسرائيل هجوما عسكريا على إيران خاصة وأن فرص التوصل لاتفاق نووي مع إيران باتت قريبة جداً لتجنب التصعيد في المنطقة وسقوط قنابل في الشرق الأوسط!»! إلا أن نتنياهو لا يزال يمارس ضغوطا ويسرب لسيناريوهات ضربة عسكرية.
هدف إسرائيل تحييد جبهة غزة بقبولها بمقترح ويتكوف مع حماس بهدنة 60 يوما وتبادل الأسرى وإدخال المساعدات. ورغم عدم تلبية المقترح شروط حماس: بوقف الحرب كليا وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة وضمانات بعدم استئناف الحرب على غزة، إلا أن حماس تحت ضغط كبير للقبول بالمقترح. وينخرط رئيس الأركان زامير بالضغط بحرب نفسية على إيران مدعيا التوصل لاتفاق مع حماس، يسمح لإسرائيل بالتفرغ لمواجهة إيران.
واضح استمرار ضغط ترامب على نتنياهو وحكومته، بدعم الحلفاء الخليجيين مستمر، لمنع نتنياهو من تخريب هدنة غزة ومفاوضات إيران النووية، ولخدمة مصالحنا المشتركة وليس مصالح نتنياهو ومتطرفيه!!
أستاذ في قسم العلوم السياسية ـ جامعة الكويت
نقلا عن القدس العربي

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جوهرة FM
منذ 4 ساعات
- جوهرة FM
بينها 4 بلدان عربية.. ترامب يحظر دخول مواطني 12 بلداً لأميركا
وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأربعاء إعلانا يحظر دخول مواطني بعض الدول وعزا ذلك إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي. ويفرض الإعلان قيودا بشكل كامل ويحد من دخول مواطني 12 دولة هي أفغانستان وميانمار وتشاد والكونغو وغينيا الاستوائية وإريتريا وهايتي وإيران وليبيا والصومال والسودان واليمن. وقال البيت الأبيض إن الإعلان يفرض قيودا بشكل جزئي على دخول الأشخاص من سبع دول أخرى هي بوروندي وكوبا ولاوس وسيراليون وتوغو وتركمانستان وفنزويلا. وكتبت أبيجيل جاكسون المتحدثة باسم البيت الأبيض على "إكس": "يفي الرئيس ترامب بوعده بحماية الأميركيين من الجهات الأجنبية الخطيرة التي تريد القدوم إلى بلادنا وإلحاق الأذى بنا". ووفقا لبيان صادر عن البيت الأبيض، فإن الدول التي شملها الحظر الكلي "وُجد أنها تعاني من قصور فيما يتعلق بالفحص والتدقيق، وتقرر أنها تشكل خطرا كبيرا جدا على الولايات المتحدة". وخلال ولايته الأولى، فرض ترامب حظرا على المسافرين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة، وهي السياسة التي خضعت لعدة تنقيحات قبل أن تؤيدها المحكمة العليا في عام 2018. وألغى الرئيس السابق جو بايدن، الذي خلف ترامب، الحظر في عام 2021، ووصفه بأنه "وصمة عار لضميرنا الوطني".

تورس
منذ 21 ساعات
- تورس
ترامب يتحدث عن أكبر فضيحة سياسية في تاريخ أميركا
وآلة الأوتوبن (Autopen) في الولايات المتحدة ، هي جهاز يُستخدم لتوقيع الوثائق رسميا باسم شخص معين غالبا الرئيس أو كبار المسؤولين عندما لا يكون ذلك الشخص متاحا للتوقيع بنفسه. وكتب الرئيس الأميركي على موقع "تروث سوشيال": "إلى جانب تزوير الانتخابات الرئاسية لعام 2020، تعتبر آلة الأوتوبن، أكبر فضيحة سياسية في تاريخ أميركا". وعلق ترامب قبل ذلك بأن بايدن وقع أوامر بالعفو عن 2500 شخص، بمن فيهم أقاربه، لكن تلك الأوامر ليست قانونية لأنها وقعت بواسطة الأوتوبن دون علم بايدن. ترامب اتهم مسؤولي إدارة بايدن بخيانة الدولة، واعتبر أن تلك الوثائق الموقعة بواسطة آلة الأوتوبن سهلت دخول المهاجرين إلى الولايات المتحدة. كانت مصادر في الكونغرس قد ذكرت أنه جرى تحديد هوية 4 موظفين في البيت الأبيض بزعم استخدام الجهاز المذكور لتوقيع وثائق نيابة عن بايدن. والثلاثاء، تلقت وزارة العدل أمرا بالتحقيق في قرارات بايدن العفو عن أفراد من عائلته، فضلا عن تخفيف أحكام الإعدام الصادرة بحق 37 سجينا إلى السجن مدى الحياة. وسيقوم المحققون بالتحقق من مدى كفاءة الرئيس السابق عند توقيع هذه الوثائق، وسيحددون ما إذا كان أشخاص آخرون قد وقعوا سرا على قرارات العفو باستخدام الأوتوبن. كان بايدن قد أصدر في يناير الماضي عفوا استباقيا عن شقيقيه فرانسيس وجيمس، وزوجته سارة، وشقيقته فاليري وزوجها جون. وفي ديسمبر الماضي، وقع بايدن أمرا تنفيذيا بالعفو عن ابنه هانتر، رغم وعده المتكرر سابقا بعدم القيام بذلك. ويتعلق العفو بالتهرب الضريبي وانتهاكات قانون الأسلحة في ولايتي ديلاوير وكاليفورنيا.


ديوان
منذ يوم واحد
- ديوان
ترامب يرفع رسوم الجمارك على واردات الصلب والألمنيوم إلى 50 بالمائة
ونصّ الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب، امس الثلاثاء، على أن كميات واردات الصلب والألمنيوم الأمريكية تهدد الأمن القومي للبلاد. وذكَّر الأمر التنفيذي بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 بالمائة على الصلب والألمنيوم مسبقا، معتبرا أن "هذه النسبة لم تضمن استغلال القطاع لقدراته الإنتاجية على نحو مستدام". وأوضح أنه لهذا السبب رُفعت الرسوم الجمركية على منتجات الصلب والألمنيوم ومشتقاتهما من 25 بالمائة إلى 50 بالمائة، وأن الرسوم ستدخل حيز التنفيذ ابتداء من 4 جوان. وجاء في المرسوم أنه تم إعفاء بريطانيا من هذه النسبة في إطار اتفاقية التجارة التي وقعتها معها ماي الفارط، وأن الرسوم الجمركية على صادرات بريطانيا من الصلب والألمنيوم ستبقى عند 25 بالمائة، على أن يتم مراجعتها بعد 9 جويلية القادم. جدير بالذكر أن ترامب وقع في 10 فبيفري أوامر تنفيذية لفرض رسوم جمركية بنسبة 25 بالمائة على واردات الصلب والألمنيوم، دخلت حيز التنفيذ في 12 مارس.