logo
"أوبريتر" وكيل ذكاء اصطناعي من "أوبن إيه آي" يمكنه القيام بالعديد من النشاطات بدلا عنك

"أوبريتر" وكيل ذكاء اصطناعي من "أوبن إيه آي" يمكنه القيام بالعديد من النشاطات بدلا عنك

الجزيرة٠٥-٠٣-٢٠٢٥

أعلنت شركة "أوبن إيه آي" أنها ستطرح وكيل ذكاء اصطناعي جديد تحت اسم "أوبريتر" (Operator) يمكنه أداء المهام نيابة عنك، وسيتوفر لمشتركي "برو" (Pro) في أستراليا والبرازيل وكندا والهند واليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة والمزيد من البلدان. وفقا لموقع "ذا صن".
وأضافت الشركة أن "أوبريتر" سيكون متاحا في معظم البلدان التي يتوفر فيها "شات جي بي تي" باستثناء الاتحاد الأوروبي وسويسرا والنرويج وليختنشتاين وآيسلندا.
وقد أعلنت الشركة عن "أوبريتر" لأول مرة الشهر الماضي، وهو أداة مستقلة يمكن توجيهها للقيام بمهام محددة، وكل ما يحتاجه هو صورة لقائمة التسوق خاصتك، وسيقوم بشراء ما تحتاجه عبر الإنترنت، ويمكنه أيضا طلب سيارة "أوبر" (Uber) أو حجز طاولة في مطعمك المفضل من خلال منصة "أوبن تيبل" (OpenTable).
ودُرّب وكيل الذكاء الاصطناعي الجديد على تصفح الويب مثل الإنسان، فهو قادر على التنقل بين الصفحات الإلكترونية والقوائم والأزرار كالتي يفعلها الإنسان باستخدام لوحة المفاتيح والفأرة، ولكنه يفعل ذلك بشكل افتراضي.
ولا داعي للقلق بشأن عمليات تسجيل الدخول أثناء جولة التسوق، فإن شركة "أوبن إيه آي" تقول إن "أوبريتر" سيطلب من المستخدم تولي المهام التي تتطلب تسجيل الدخول أو تفاصيل الدفع، وهكذا لن يكون لوكيل الذكاء الاصطناعي أي صلاحيات تخوله استخدام معلومات التسجيل أو تفاصيل الدفع، كما يمكن التأكد من أي طلب قبل الموافقة على عملية الشراء.
إعلان
وقال سام ألتمان خلال إعلانه عن "أوبريتر" الشهر الماضي "نعتقد أن هذا سيكون اتجاها كبيرا في الذكاء الاصطناعي، وسيؤثر بشكل كبير على نشاطات الناس ومدى إنتاجيتهم وما يمكنهم إنجازه".
وفي وقت سابق من هذا العام، قال ألتمان "أعتقد أن وكلاء الذكاء الاصطناعي سيغيرون إنتاج الشركات بشكل ملموس مما يجعلها أكثر كفاءة"، وأضاف "إن وكلاء الذكاء الاصطناعي سينضمون بشكل موسع إلى قوة العمل في عام 2025، وسيكونون قادرين على التدريب في معظم المهام الإدارية لقطاعات مثل التمويل وخدمة العملاء والمبيعات".
يُذكر أن هناك منافسة كبيرة في هذا المجال مع شركات مثل غوغل و"أنثروبيك" (Anthropic) و"رابيت" (Rabbit) والتي تبني وكلاء ذكاء اصطناعي قادرة على أداء مهام مماثلة، ولكن مشروع غوغل لا يزال في قائمة الانتظار، بينما شركة "أنثروبيك" تمنح الوصول إلى وكيل الذكاء الاصطناعي من خلال واجهة برمجة التطبيقات "إيه بي آي" (API)، أما شركة "رابيت" فتتيح نموذجها للمستخدمين الذين يمتلكون جهازها فقط.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الذكاء الاصطناعي يفشل في المهام المالية اليومية.. ما القصة؟
الذكاء الاصطناعي يفشل في المهام المالية اليومية.. ما القصة؟

الجزيرة

timeمنذ 11 ساعات

  • الجزيرة

الذكاء الاصطناعي يفشل في المهام المالية اليومية.. ما القصة؟

منذ ظهور " شات جي بي تي" في نهاية عام 2022 ومطلع العام الذي يليه، تعالت الأصوات من مختلف بقاع العالم في مختلف الوظائف خوفًا من استيلاء هذه التقنية على الوظائف في العالم، وهي الأصوات التي لم تثن الشركات عن تطوير هذه النماذج بشكل أكثر وأقوى في مسعى منها لزيادة قدراتها. ومن أجل قياس هذه القدرات، تقوم الشركات باختبارات مستمرة، وهي الاختبارات التي تنجح فيها نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل باهر، ولكن هذه النجاحات كانت سببًا لإثارة شكوك ريان كريشنان الذي قرر لاحقًا تأسيس شركة وأطلق عليها "فالس إيه آي" (Vals AI). تسعى "فالس إيه آي" لاختبار نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل مستقل وبعيد عن الشركات، وذلك عبر مجموعة من الاختبارات المكثفة للتيقن من جودة هذه النماذج واكتشاف نقاط الضعف فيها. وبحسب الاختبارات التي أجرتها "فالس إيه آي" على 22 نموذجا عاما للذكاء الاصطناعي من " أوبن إيه آي" و" غوغل" وآنثروبيك" و" إكس" وغيرها، فإن جميع هذه النماذج سجلت أقل من 50% في اختبارات الدقة المتعلقة بالتحليل والجوانب المالية المتنوعة، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الاختبارات لم تكن اختبارات معقدة، بل كانت لمهام مالية بسيطة، فكيف حدث هذا؟ فجوة بين قاعدة معلومات التدريب والاستخدامات الحقيقية يرى كريشنان أن الادعاءات المتعلقة بجودة نماذج الذكاء الاصطناعي ودقتها تفتقر بشكل كبير إلى الدقة، وذلك لأنها تأتي مباشرة من الشركة المطورة للنموذج مع غياب أدوات المراجعة والتقييم الخارجية، لذا كان يجب إيجاد حل خارجي لتقييم نماذج الذكاء الاصطناعي المختلفة وأدواتها. وفي حديثه مع صحيفة "واشنطن بوست"، أشار كيرشنان إلى أن معظم نماذج الذكاء الاصطناعي تُدرّب على أبحاث علمية وأوراق بحثية بحتة، وهي في أغلب الأحيان لا تمتّ إلى الواقع والاستخدامات اليومية بصلة، ولذلك أحيانًا تكون النتائج جيدة علميا ولكنها سيئة عمليا. دفع هذا "فالس إيه آي" إلى تطوير اختبار ذكاء اصطناعي مكون من 500 سؤال بمساعدة إحدى المؤسسات المالية الرائدة من أجل بناء اختبار فعال في القطاع المالي تحديدًا، وتحديد مستوى جودة نماذج الذكاء الاصطناعي ودقتها. وأضاف أيضًا أن معظم اختبارات الذكاء الاصطناعي تتم عبر مجموعة من الأسئلة العامة والبيانات العلمية الواردة في الأوراق البحثية، وهي بيانات متوفرة لأغلب نماذج الذكاء الاصطناعي في العالم ويمكن الوصول إليها بسهولة كبيرة، وهو ما يجعل نتائج الاختبارات إيجابية دومًا. وعن الاختبار الذي أجرته "فالس إيه آي"، قال كريشنان إن الاختبار تضمن مجموعة من المهام المتنوعة والأساسية لكل من يعمل في أسواق المال وحتى الصحفيين الذين يغطون عالم المال بشكل مستمر حتى أصبحت لديهم خبرة كافية. شمل الاختبار أسئلة مثل البحث عن معلومات داخل أنظمة "إدغار" (EDGAR) لتخزين البيانات في الشركات، أو حتى قاعدة بيانات هيئة الأوراق المالية والبورصات المتاحة للعامة والتي تحتوي على ملفات الشركات، وهي جميعًا موارد يستخدمها المحللون والخبراء ويحتاجون إليها بشكل يومي. أقل من 50% لجميع النماذج بحسب تقرير "واشنطن بوست"، فإن اختبار "فالس إيه آي" أثمر عن نتائج متدنية لنماذج الذكاء الاصطناعي التي لم تتخطّ نتائجها معًا 50% من إجمالي النتائج في الاختبار. فمثلًا، تمكن نموذج "أوبن إيه آي أو 3" الأحدث من الشركة من تحقيق نتيجة 48.3% رغم كونه مخصصًا لهذا النوع من الأبحاث والمعلومات. إعلان ومن ناحية نموذج "آثنروبيك" الأحدث "كلود سونيت 3.7" (Claude Sonnet 3.7)، فقد تمكن النموذج من تحقيق نسبة 44.1%. وأما نماذج "ميتا" الثلاثة "إل إل إم إيه" (LLMA)، فقد كانت نتائجها مخيبة للآمال بشكل كبير، إذ لم تتجاوز نتائجها 10% في الاختبارات جميعها. بالطبع، تجاهلت هذه الشركات اختبارات "فالس إيه آي" ورفضت التعليق عليها تمامًا، وذلك سواء كان من قبل "أوبن إيه آي" أو غيرها من الشركات التي تجاهلت نتائج الاختبارات بالكامل. لماذا هذه النتائج السيئة؟ توجد العديد من الأسباب المنطقية التي تجعل نتائج الذكاء الاصطناعي سيئة إلى هذه الدرجة، بدءًا من اعتماد الذكاء الاصطناعي على مجموعة من المواد غير الدقيقة في الاختبارات وحتى المواد العلمية البحتة التي لا تتطرق إلى الأسئلة الحقيقية التي يحتاجها الخبراء. وعلى النقيض، فإن الشركة اعتمدت على الخبراء لبناء مكتبة الأسئلة الخاصة بها، وذلك من دون تزويد النموذج بالمستندات والتدريب اللازم للوصول إلى هذه النتائج، إذ وُجّهت الأسئلة مباشرة إلى النماذج من دون تقديم سياق حقيقي لها. صيحة جديدة في عالم الذكاء الاصطناعي تعد شركة "فالس إيه آي" من الشركات الناشئة الجديدة في قطاع الذكاء الاصطناعي والتي تسعى للتيقن والتأكد من نتائج اختبارات النماذج المختلفة وتدقيق النماذج، وذلك كاستجابة مباشرة لتنوع نماذج الذكاء الاصطناعي وطرح العديد منها باستمرار. ويرى كريشنان أن الاعتماد على اختبارات الشركات الخارجية مثل "فالس إيه آي" هو الطريق الوحيد لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي وبناء روبوتات دردشة حقيقية قادرة على مساعدة المستخدمين في التحديات الحقيقية التي يواجهونها. وفي هذه الحالة، فإن الذكاء الاصطناعي لن يأخذ مكان البشر بل سيكون أداة لتيسير أداء العمل والانتهاء منه في وقت سريع وقياسي، شريطة أن تكون النتائج دقيقة ويمكن أن يعتمد عليها الخبراء. في فبراير/شباط الماضي، قال بيل غيتس مؤسس "مايكروسوفت" إن الذكاء الاصطناعي سيأخذ مكان العديد من الوظائف البشرية مثل الأطباء والمعلمين، وهو الأمر الذي أيده فيكتور لازارتي المستثمر الأبرز في العديد من الشركات التقنية، إذ قال إن دور الذكاء الاصطناعي لن يقتصر على تعزيز المهام البشرية فقط. ولكن ما مدى صحة هذه النظريات والتصريحات في ضوء نتائج اختبارات "فالس إيه آي" التي أثبتت قصر قدرات الذكاء الاصطناعي في بعض المجالات؟

البلقان على صفيح ساخن.. عودة ترامب وصراع التوازنات الإقليمية
البلقان على صفيح ساخن.. عودة ترامب وصراع التوازنات الإقليمية

الجزيرة

timeمنذ 2 أيام

  • الجزيرة

البلقان على صفيح ساخن.. عودة ترامب وصراع التوازنات الإقليمية

تشهد منطقة جنوب غرب البلقان تصعيدا مستمرا في التوترات الجيوسياسية وسط التحولات الكبرى التي يعيشها النظام الدولي، والتنافس الجاري بين الولايات المتحدة و روسيا و الصين و تركيا و الاتحاد الأوروبي. وتعود منطقة جنوب البلقان إلى واجهة الصراع على النفوذ مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وطرحه رؤية جديدة "لضبط التوازنات"، تركز على البراغماتية والصفقات الاقتصادية والأمنية. في خضم هذا التنافس، تشكل صربيا قلب الصراع، نظرا لحجمها وموقعها وتأثيرها الإقليمي فضلا عن ثرواتها الطبيعية المهمة بما في ذلك احتياطياتها من المعادن النادرة التي تهم الغرب والصين على حد سواء، وعلى رأسها الليثيوم. وحول أهمية جنوب البلقان وموقعه في ساحة التنافس الدولية، نشر مركز الجزيرة للدراسات ورقة تحليلية بعنوان " جنوب غرب البلقان بين التنافس الدولي وتعددية المحاور إعادة تشكيل التوازنات الإقليمية في ظل عودة ترامب وأهمية مشاريع الطاقة والمعادن" حلل فيها الدكتور كريم الماجري المشهد المركب جنوبي غرب البلقان وسياقاته ورصد أدوار الفاعلين الدوليين فيه. البلقان.. عقدة تنافس مفتوحة لم تكن منطقة البلقان يوما ما بعيدة عن الحروب والصراعات، غير أن التحولات الأخيرة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في العام 2022 كشفت عن أهمية إستراتيجية مضاعفة. فالاتحاد الأوروبي، المنهك داخليا على المستويين السياسي والاقتصادي، بات أقل قدرة على فرض إرادته الموحدة، في حين وجدت روسيا في البلقان منفذا ضروريا للضغط على خاصرة الغرب الرخوة. ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض في عهدة رئاسية ثانية، أعيد الاعتبار إلى مبدأ "إعادة التموضع الجغرافي السياسي"، إذ ترى واشنطن أن السيطرة على الممر البلقاني ضرورية لضبط مشروع " الحزام والطريق" الصيني في أوروبا، ومواجهة التمدد الروسي المتنامي في مناطق النفوذ الأرثوذكسي. صفقات ترامب خلال ولاية ترامب الرئاسية الأولى (2017-2021)، برزت محاولات واضحة للولايات المتحدة لإعادة التمركز في البلقان، كان أبرزها اتفاق التطبيع الاقتصادي بين صربيا و كوسوفو في سبتمبر/أيلول 2020. مع عودة ترامب إلى الحكم عادت هذه المقاربة مجددا، لكن ضمن حزمة أكبر تتضمن تعاونا عسكريا واقتصاديا وتطويقا إستراتيجيا للنفوذ الروسي، فإدارة ترامب الجديدة تركز على بناء تحالفات مباشرة مع حكومات مثل ألبانيا وكوسوفو، وتدفع نحو إدماج مقدونيا الشمالية و البوسنة في مشاريع دفاع مشتركة عبر حلف شمال الأطلسي (الناتو). كما تستغل واشنطن أيضا انكشاف البنية الاقتصادية البلقانية، وتوجه استثماراتها نحو البنية التحتية الرقمية والمعادن النادرة، حيث تشير تقارير وزارة الطاقة الأميركية إلى اهتمام خاص بمشروع "يادار" الصربي، الذي يحتوي على أحد أكبر احتياطيات الليثيوم في أوروبا. صربيا وإستراتيجية الحياد النشط تجسد صربيا بقيادة الرئيس ألكسندر فوتشيتش المفارقة الصارخة في البلقان، فهي من جهة دولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ 2012 وتجري تدريبات عسكرية مع الناتو وتستقبل استثمارات غربية مهمة، لكنها من جهة أخرى تحتفظ بعلاقات وثيقة مع روسيا وترفض العقوبات عليها وتشترك معها في مشروع غاز " السيل التركي". جدير بالذكر في هذا السياق، أن بلغراد تقدم هذه الازدواجية رسميا كـ"سياسة حياد عسكري" لكنها في العمق تخفي رهانات الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش للحفاظ على قناة تواصل مع الجميع، فهو يستثمر في تنويع الشركاء لضمان مرونة داخلية وخارجية. ومن المفارقات أن واشنطن، رغم ضغوطها العلنية، تتجنب دفع فوتشيتش نحو الحائط، إدراكا منها أن سقوطه قد يفتح الباب لاضطراب خطير في صربيا والبوسنة وكوسوفو. في المقابل، لا تتردد روسيا في توظيف أوراقها الصربية لدق إسفين في الجبهة الغربية، فقد استخدمت موسكو صربيا منصة إعلامية ودعائية طوال حرب أوكرانيا ، مما أسهم في تعزيز الخطاب القومي المتشدد في جمهورية صرب البوسنة، التي تسعى للاستقلال عن البوسنة والارتباط بصربيا. أما الصين، فترى في صربيا رأس جسر لولوج السوق الأوروبية دون المرور عبر رقابة الاتحاد الأوروبي، فقد أنشأت بكين عدة مشاريع إستراتيجية في صربيا، منها مصنع للبطاريات والسيارات الكهربائية ومحطة طاقة تعمل بالفحم واستثمرت في سكك الحديد بين بلغراد وبودابست، في إطار مشروع "الحزام والطريق". وقد جعلت هذه السياسات من صربيا نموذجا فريدا لما يسمى بـ"التعددية الموجهة"، أي الانفتاح على الجميع مع حفظ الحد الأدنى من التوازن، وهو أيضا ما يجعلها محط تنافس دائم، لكن ذلك يمثل أيضا حقل ألغام دبلوماسيا. التنافس الدولي في البلقان وعلى الرغم من هيمنة الاتحاد الأوروبي كمصدر رئيسي للمساعدات المالية والمشاريع التنموية في البلقان، فإن جاذبيته السياسية تراجعت في السنوات الأخيرة نتيجة للبيروقراطية المفرطة وتردد الدول الأعضاء في توسعة الاتحاد. وكان من نتيجة هذا التراجع أن أفسح المجال أمام الولايات المتحدة وروسيا والصين وتركيا لتعزيز حضورهم، كل بطريقته الخاصة. ويمكن تلخيص أدوار القوى الدولية والإقليمية في البلقان وأهدافها على النحو التالي: 1. الولايات المتحدة تركز على الشراكات الثنائية، ولا سيما مع ألبانيا وكوسوفو. استثماراتها موجهة نحو الطاقة والمعادن والبنية الرقمية. تعمل على إدماج دول البلقان في نظام دفاع موحد تحت سقف الناتو. تقيم قواعد تدريب عسكرية في المنطقة. 2. روسيا تراهن على البعد الثقافي الأرثوذكسي والتاريخي مع صربيا وصرب البوسنة. تقدم الدعم السياسي في مجلس الأمن. 3. الصين تفضل التمويل طويل الأجل والمشاريع الكبرى، مثل الطرق وسكك الحديد والمصانع. لا تتدخل سياسيا، وهو ما يروق لحكومات توصف بأنها سلطوية مثل صربيا والجبل الأسود. تعتمد على سياسة "الدبلوماسية الصامتة" مقابل الاستثمار طويل الأمد. 4. الاتحاد الأوروبي لا يزال المانح الأكبر من حيث حجم المساعدات. يعاني من تراجع جاذبيته السياسية بسبب التعقيدات البيروقراطية والانقسام الداخلي. يفرض شروطا صارمة في ملفات الحوكمة وحقوق الإنسان مما يثير استياء الأنظمة المحافظة. في الوقت ذاته تسعى تركيا إلى توطيد علاقاتها عبر بوابة الجاليات المسلمة في البوسنة وكوسوفو، وتستخدم رمزية التاريخ العثماني لتعزيز النفوذ الثقافي والاقتصادي. ومع أن حضورها العسكري محدود، فإن قوتها الناعمة تتزايد من خلال دعم مشاريع عمرانية وتعليمية وثقافية ترعاها مؤسسات حكومية وغير حكومية. وتجعل هذه الشبكة المتداخلة من الفاعلين من البلقان ساحة تجاذب مركبة، حيث تعقد التحالفات بناء على مصالح موضعية متغيرة، وليس بالضرورة ضمن معسكرات ثابتة، وهو ما يفسر قدرة صربيا على المناورة في أكثر من اتجاه دون أن تتعرض لعقوبات حقيقية من أي طرف. المجر وصربيا.. تحالف خارج الضوابط في ظل قيادة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان تعززت علاقات بودابست ببلغراد على مختلف المستويات، من المشاريع الاقتصادية الكبرى إلى التنسيق في ملف الهجرة والطاقة إلى دعم الرئيس فوتشيتش في المحافل الأوروبية. ويرى أوربان في فوتشيتش حليفا إستراتيجيا ضد بيروقراطية بروكسل ، ويستثمر في تعزيز "محور محافظ" يمتد من بودابست إلى بلغراد وربما سراييفو. وقد أرغم الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش على مواجهة وضع هش للغاية في الأشهر الأخيرة، فقد أدت الاحتجاجات الطلابية الحاشدة المطالبة بمكافحة الفساد إلى استقالة رئيس الوزراء ميلوس فوتشيتش وعدد من أعضاء حكومته. لكن الغضب الشعبي وانهيار حكومة ليستا مشكلة الرئيس فوتشيتش الوحيدة، فحتى قبل الاحتجاجات بدا أن نهج الرئيس "الانتقائي" في السياسة الخارجية يواجه مأزقا حقيقيا وضغطا متزايدا، من كل من الاتحاد الأوروبي وروسيا على بلغراد لاختيار طرف واحد، مما ضيق عليه مساحة المناورة. مثل هذه التطورات قد تشعل صراعا مسلحا يعيد إشعال النعرات القومية القديمة ويستدعي تدخلات دولية مباشرة، خاصة إذا استغلت روسيا الفرصة لتفجير البلقان وسيلة لصرف الأنظار عن جبهات أخرى مثل أوكرانيا. لكن يبقى سيناريو "صفقة أميركية كبرى" قائما مع وجود ترامب في البيت الأبيض، بحيث تقايض واشنطن اعتراف صربيا بكوسوفو مقابل اندماج اقتصادي أوسع، وضمانات سياسية لفوتشيتش بالبقاء في الحكم. ويمكن تلخيص السيناريوهات المحتملة في النقاط التالية: يمكن للرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش إذا حافظ على توازنه الداخلي والخارجي أن يستمر على رأس السلطة سنوات قادمة بدعم ضمني من الغرب والصين وروسيا، مقابل تقديم تنازلات شكلية في ملف كوسوفو وتمرير صفقات اقتصادية كبرى مثل إعادة فتح ملف الليثيوم. قد يؤدي اندلاع شرارة في شمال كوسوفو أو إعلان استقلال جمهورية صرب البوسنة إلى إشعال مواجهة إقليمية تدفع الأطراف الدولية إلى الاصطفاف مع هذا الطرف أو ذلك، ما لم تفعل آليات الردع الدبلوماسي والاقتصادي. يطرح سيناريو عقد واشنطن صفقة إقليمية تشمل تنازلات متبادلة، مثل اعتراف صربي رمزي بكوسوفو، مقابل تطبيع اقتصادي واسع وإعادة تدوير النخب السياسية تحت رعاية أمنية أميركية موسعة.

قضية ضد "غوغل".. والمدعي أم فقدت طفلها نتيجة الذكاء الاصطناعي
قضية ضد "غوغل".. والمدعي أم فقدت طفلها نتيجة الذكاء الاصطناعي

الجزيرة

timeمنذ 2 أيام

  • الجزيرة

قضية ضد "غوغل".. والمدعي أم فقدت طفلها نتيجة الذكاء الاصطناعي

تواجه شركة "كاراكتر. إيه آي" ( المملوكة لشركة "ألفابيت" العالمية المالكة لـ" غوغل" قضية شائكة في محاكم فلوريدا، إذ ادعت سيدة أن التطبيق كان سببًا في انتحار ابنها الذي يبلغ من العمر 14 ربيعًا، حسب وكالة "رويترز". تعد هذه القضية الأولى من نوعها في الولايات المتحدة ضد شركات الذكاء الاصطناعي، إذ بُنيت القضية بأكملها على ادعاء أن الشركة فشلت في حماية الحالة النفسية للطفل وتسببت في انتحاره بعدما أصبح مهووسًا بالحديث مع روبوت الدردشة الذكية. من جانبها أكدت "كاراكتر. إيه آي" أنها تنوي الاستئناف في القضية كونها تستخدم مجموعة من ميزات الأمان المتنوعة لحماية الأطفال والقصر الذين يستخدمون المنصة خوفًا من التبعات الخطيرة، وهو ما عززه بيان خوسيه كاستانيدا المتحدث الرسمي باسم "غوغل" الذي قال إنهم يختلفون مع القضية بشكل كامل مؤكدا أن "غوغل" مختلفة تمامًا عن "كاراكتر. إيه آي" رغم كونهم مملوكين لنفس المجموعة، ولكنها لم تسهم بأي شكل من الأشكال في بناء خدمات الشركة أو حتى الشخصيات الوهمية الموجودة بها. تخطت هذه القضية مرحلة الادعاء الأولي، إذ ألزمت محكمة فلوريدا الشركتين بالمثول أمامها والدفاع عن أنفسهم في هذه القضية، وذلك بعد أن فشلت الشركة في إثبات أن القضية تندرج تحت بنود حماية حرية التعبير التي ينص عليها الدستور الأميركي. وتجدر الإشارة إلى أن الظهور الأول للقضية كان في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وذلك بعد أن انتحر سويل سيتزر في فبراير/شباط من العام ذاته، ورغم محاولات الشركات المستمرة في إثبات عدم صحة القضية، فإن قاضية المحكمة الجزئية الأميركية آن كونواي وجدت أن الاتهام صحيح ويجب أن تستمر القضية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store