
دويلة إسرائيلية جديدة تجاور الأردن
عشنا حتى رأينا عربا يستنجدون بإسرائيل لحمايتهم، وهذا ما شهدناه في استغاثات الدروز السوريين بإسرائيل، وحض الدروز في فلسطين المحتلة لإسرائيل لإغاثة أقاربهم، مما يعتبرونه ويلات النظام السوري الجديد.
اضافة اعلان
مشروع توليد دويلات إسرائيلية جديدة وصغيرة غير إسرائيل الأولى، مشروع قديم، وكأننا أمام أكثر من إسرائيل واحدة، إذ هناك إسرائيل الأم، وهناك الدويلات الإسرائيلية الصغيرة لمكونات عرقية أو طائفية أو مذهبية محددة، ترعاها الأم الحاضنة أي إسرائيل في سياقات أدوار وظيفية، من بينها حماية إسرائيل وتقطيع أوصال المنطقة، والاستثمار في التنوع الطبيعي لتقسيم المنطقة على أساس الهويات الفرعية، بما يؤدي أيضا إلى تطهير ما يسمى إسرائيل من كل العرب، باعتبارها دولة دينية لا تقبل إلا هوية الاحتلال، الدينية، حالها حال الدويلات المستحدثة.
الأردن اليوم أمام خطر جسيم، حيث إن توليد دولة درزية في السويداء، يعني البروفة الأولى لتقسيم العراق وسورية أيضا إلى دويلات طائفية ومذهبية وعرقية، لكن هذه الدولة ستكون الأخطر لان السويداء أقرب إلى الأردن من دمشق، كما أنها إذا انفصلت ولم تحدث حرب أهلية بسبب محاولة الانفصال، وهذا احتمال كبير، ستكون دويلة إسرائيلية تمتد مع حدود جنوب سورية بما في ذلك درعا والجولان، كمنطقة عازلة بين الأردن وسورية، وبحيث نخسر عمقنا السوري، ونصبح أمام حدود إسرائيلية شمال الأردن، وغربه، وكأنه تم تسويرنا بسوار إسرائيلي.
أوراق الاردن هنا متعددة، إذ أن الاعتراض لدى واشنطن قد يفيد جزئيا، لكنه لن يمنع هذا المشروع الذي ستعترف به واشنطن، أصلا، كما أن علاقة الأردن بالزعيم اللبناني وليد جنبلاط وهو أهم رمز درزي في المنطقة قد تفيد في عرقلة المشروع، لعلاقاته القوية مع دروز سورية، ومع نظام الشرع، لكن هذه مراهنة جزئية، لان الاختراقات الإسرائيلية لدروز سورية جارية على قدم وساق بفعل اقاربهم في فلسطين المحتلة، والدور الوظيفي الذي سيتورط به الجميع لصالح الاحتلال الإسرائيلي، سيكون مشتركا، خصوصا، مع الذي يعايشه الفلسطينيون مع الدروز عندهم.
ليس هناك من وقاحة علنية كما العمليات العسكرية الإسرائيلية وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين التي تهدد دمشق إذا تمددت قواتها إلى جنوب سورية، وإذا مست ما يسمى حقوق الدروز في سورية، وهي شهوة قد تمتد إلى مكونات سورية ثانية تستغيث بإسرائيل بحيث تصبح هي المنقذة، في زمن أصبحت فيه الخيانة تحمل مسميات بديلة، دون أي خشية أو قلق.
الأردن أمام وضع خطير، إذ فوق ما يتدفق من جنوب سورية من مخدرات وسلاح، ومخاطر الجماعات المقاتلة يتم تثوير الدروز علنا، ويجاهرون اليوم للأسف باستعدادهم للتبعية لإسرائيل تحت مبرر المظلوميات التي يتعرضون لها، ولن يكون غريبا أن يمتد هذا المخطط إلى كل سورية والعراق، بعد أن كنا نعتبر أن التنوع الطائفي والعرقي والمذهبي دليل غنى اجتماعي، وإذ به يتحول تحت وطأة المظلوميات والاختراقات إلى خناجر تطعن ظهر شعوب الكينونات القائمة، وتمزق وحدة للمنطقة العربية.
لن يحارب الأردن على كل الجبهات، إذ يكفيه ما عنده من هموم داخلية، واخطار ملف الضفة الغربية وغزة، وتأتيه اليوم أخطار ملف التقسيم السوري، في ظل حالة الأسرلة التي تجتاح المنطقة، وهي حالة قد تؤدي في مرحلة ما إلى الاقتتال الداخلي ونشوب حروب أهلية في دول مختلفة على خلفية رفض تنفيذ المخططات الإسرائيلية على المدى الإستراتيجي، وهي حروب قد تأتينا بموجات لجوء وهجرة جديدة، من الهاربين بدمهم.
يبقى الخطر الذي لايراه أحد حتى الآن، أي تورط إسرائيل باحتلال أجزاء أكبر من سورية، وصولا إلى دمشق نفسها، والذي يعنيه ذلك على الأمن القومي العربي، وأمن الأردن، ما دمنا نتفرج على قصف الشعوب العربية، ونكتفي باعتبار أعمال إسرائيل رجس من عمل الشيطان، دون أي محاولة لوقف مخططات الهدم وإعادة البناء، وهي مخططات لن تستثني أحدا، في ظل مشروع إسرائيل الكبرى الذي يريد كل بلاد الشام ومناطق ثانية أيضا. في هذا المشرق الذي لا شمس فيه، ولا نهارا أصلا.
للمزيد من مقالات الكاتب

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ 30 دقائق
- الغد
الأردن والسعودية يبحثان تطورات الأوضاع في غزة
التقى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، في الرياض الأربعاء، وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية سمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود. اضافة اعلان وبحث الوزيران خلال اللقاء سبل تعزيز العلاقات الأخوية الاستراتيجية بين البلدين، وتطوير التعاون في مختلف المجالات. كما بحث الصفدي وسمو الأمير فيصل الأوضاع الإقليمية والدولية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية، والجهود المبذولة لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، والتوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل كاف وفوري إلى جميع أنحاء القطاع. وبحث الوزيران جهود اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية بشأن التطورات في قطاع غزة بهذا الشأن، والتحضيرات القائمة لمؤتمر تسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين المقرر عقده في شهر حزيران المقبل برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية. وثمّن الصفدي مواقف المملكة العربية السعودية الداعمة للمملكة ومسيرتها التنموية، وما توليه من رعاية للأردنيين العاملين والمقيمين في السعودية، لافتًا إلى أهمية ما يشهده التعاون بين المملكتين من نمو مستمر. وأكّد الصفدي وسمو الأمير فيصل استمرار العمل على زيادة التعاون الثنائي والتنسيق إزاء القضايا العربية والإقليمية والدولية تنفيذًا لتوجيهات القيادتين.


الغد
منذ 37 دقائق
- الغد
الأردن يتابع أنباء محاكمة السويد لمشتبه بتورطه بأسر وحرق الشهيد الكساسبة
مصدر حكومي: الأردن معني بتفاصيل محاكمة المشتبه به لخصوصية القضية المرتبطة في الشهيد الكساسبة اضافة اعلان وأكد المصدر "، أن الأردن معني بتفاصيل المشتبه به؛ لخصوصية القضية المرتبطة في الشهيد الكساسبة. وذكرت وكالة فرانس برس، الخميس، أنّ الادعاء السويدي، ينوي توجيه الاتهام إلى إرهابي سويدي مدان للاشتباه بتورطه في أسر الطيار الأردني معاذ الكساسبة في سوريا عام 2014 وحرقه داخل قفص. وأعلنت النيابة العامة السويدية في بيان أنها تعتزم توجيه اتهامات لمواطن سويدي يبلغ من العمر 32 عاما في 27 أيار بارتكاب "جرائم حرب وجرائم إرهابية خطيرة في سوريا". وستجري المحاكمة في الرابع من حزيران في ستوكهولم. في 24 كانون الأول 2014، أسقطت طائرة تابعة لسلاح الجو الأردني في سوريا وأسر تنظيم داعش الإرهابي الطيار في اليوم نفسه قرب مدينة الرقة. ومطلع كانون الثاني 2015، تم حرق الكساسبة حيا بعد احتجازه في قفص وبث التنظيم الإرهابي صورا للواقعة.


رؤيا نيوز
منذ 2 ساعات
- رؤيا نيوز
رئيس الأركان الإسرائيلي يطيح بديفيد زيني بعد تعيينه رئيسا للشاباك
ذكر موقع «واللا» العبري أنه في خطوة مثيرة للجدل، أقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال إيال زمير، اليوم الجمعة، الجنرال ديفيد زيني من منصبه في الجيش، وذلك بعد إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعيينه رئيسًا جديدًا لجهاز الأمن العام (الشاباك). وأوضح أن القرار جاء بعد استدعاء زيني لجلسة استيضاح عاجلة في مكتب رئيس الأركان، حيث تم التحقق مما إذا كان قد أجرى اتصالات مع المستوى السياسي – وتحديدًا مع نتنياهو – دون علم القيادة العسكرية. خلافات داخلية وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن رئيس الأركان لم يكن على علم مسبق بالتعيين، بل تم إبلاغه فقط قبل دقائق قليلة من صدور البيان الرسمي من مكتب نتنياهو، ما عدّ تجاوزًا خطيرًا لصلاحيات المؤسسة العسكرية. وفي أعقاب الجلسة، أصدر الجيش بيانًا أعلن فيه أن زيني سيغادر الخدمة العسكرية خلال أيام، مؤكدًا في الوقت نفسه احترامه لخدمته الطويلة، لكنه شدد على أن أي تواصل بين ضباط الجيش والمستوى السياسي يجب أن يتم بموافقة مسبقة من قيادة الجيش. رغم هذه الإقالة، أكد مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية أن تعيين زيني لرئاسة الشاباك لا يزال قائمًا، وسيُعرض قريبًا على لجنة مختصة لمراجعة نزاهة التعيينات، قبل أن يُعرض على الحكومة للمصادقة النهائية. ويواجه تعيين زيني عقبة قانونية، إذ أعلنت المستشارة القانونية للحكومة أن نتنياهو خالف التعليمات القانونية بهذا التعيين، ورجّحت أن يكون القرار غير سليم من الناحية الإجرائية. ومن المنتظر أن تصدر رأيًا رسميًا حول قانونية هذا التعيين في الأيام المقبلة، ما قد يؤدي إلى إلغائه. ويُذكر أن ديفيد زيني خدم في مناصب قيادية متعددة داخل الجيش الإسرائيلي، وفي حال أبطلت المحكمة العليا التعيين بناء على رأي المستشارة القانونية، فإن زيني يكون قد فقد موقعه في الجيش دون أن يتسلم المنصب الجديد.