"السلاح زينة الرجال"... حزب الله: السيادة لا تُحمى إلا بالقوة
رأى رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" والوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي في لبنان، الشيخ محمد يزبك، أنّ "الانتخابات البلدية أكّدت وفاء الناس لأولئك الذين بذلوا أنفسهم في مواجهة العدو الإسرائيلي ومن وراءه، وأثبتت أنّ الوفاء باقٍ للشهداء الذين لم يسمحوا للعدو بالتقدّم خلال 64 يوماً كما كان يهوى، فهؤلاء الشهداء جسّدوا رؤيتكم، ودفعوا دماءهم من أجل الحفاظ على كرامتكم. هؤلاء أحبّوا الحياة، لكنهم رأوا أنّ باستشهادهم حياةً لأهلهم ولمجتمعهم".
وأكد أنّ هذا الوفاء والموقف "ليس غريبًا عن بقاع الشموخ، من الحدود إلى الحدود، التي كانت المنطلق لمواجهة العدو الإسرائيلي، ومن هذا البقاع خرج مَن قاد المسيرة لحماية لبنان وسيادته وصون كرامة الجميع".
كلام الشيخ يزبك جاء خلال احتفال تكريمي لرؤساء وأعضاء المجالس البلدية السابقين، أقامته قيادة منطقة البقاع في "حزب الله" في قاعة مقام السيدة خولة في بعلبك، بحضور مسؤول المنطقة الدكتور حسين النمر، والنواب: الدكتور علي المقداد، الدكتور إيهاب حمادة، ورامي أبو حمدان، الوزير السابق الدكتور حمد حسن، المسؤول التنظيمي لإقليم البقاع في حركة "أمل" أسعد جعفر، مسؤول العمل البلدي في البقاع الشيخ مهدي مصطفى، مسؤول قطاع بعلبك يوسف اليحفوفي، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة، رئيس بلدية بعلبك المحامي أحمد الطفيلي، إلى جانب عدد من رؤساء البلديات والاتحادات الحاليين والسابقين.
وقال الشيخ يزبك: "نلتقي اليوم لنتقدّم بالشكر باسم سماحة شهيد الأمة، لأنكم أدخلتم إلى قلبه، حيث هو في عليائه، السرور والطمأنينة. لقد تأكّد له أن المشروع الذي غرسه أثمر، وهذه هي ثماره. نسأل الله أن يعيننا وإياكم على مواصلة هذا الطريق، حتى نرى لبنان عزيزًا، قويًا، ومستقلًا، لا يستطيع لا الأميركي ولا الإسرائيلي ولا أي طامع أن يذلّه، وخصوصًا في بقاعنا الذي خاض المعارك ضدّ الطامعين والغزاة الذين حاولوا طمس هويته".
وأضاف: "عندما تصدّت المقاومة للعدو الإسرائيلي، قيل إنّ العين لا تقاوم المخرز، لكنها قاومته بإذن الله، فشكرًا لكم باسم شهيد الأمة، ونحن على أبواب ذكرى رحيل الإمام الخميني، الذي بثّ الروح في هذه الأمة، وواجه أعتى القوى وانتصر بتوكله على الله، فجاء بعده الإمام الخامنئي امتدادًا له، لتبقى الجمهورية الإسلامية سندًا للمستضعفين والمعذّبين في الأرض".
وتابع: "نجتمع اليوم لتكريم أهلنا، أشرف الناس وأكرمهم موقفًا وعطاءً ووفاءً. مقاومتكم كبرت بكم وبهم. من غرس الشجرة، الإمام موسى الصدر، إلى سيّد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي الذي سقاها بدمائه ودماء عائلته، إلى القادة الشهداء والاستشهاديين، ومنهم السيد حسن السيد هاشم والشهداء الكربلائيون الذين واجهوا العدو الإسرائيلي وأميركا، التي كانت دائمًا في رأس قائمة الداعمين له".
وأشار إلى أنّه "في الذكرى السنوية لعيد المقاومة والتحرير، نرفع أسمى آيات التبريك والدعاء لعلو درجات الشهداء، ونتوجّه بتحية إكبار للجرحى، وللأسرى، الذين نقول لهم: نحن قوم لا نترك أسرانا. ونرسل آيات الامتنان للإمام الخميني، وسماحة الإمام الخامنئي، ونبارك لأهلنا في لبنان وفي كل مكان، وللشعوب التوّاقة للحرية".
وتوجّه بنداء وجداني إلى الأمين العام لـ"حزب الله"، قائلًا: "سيّدنا الغالي، جئناك وشعبك، الذين أحببتهم وأحبوك، بصوت واحد: إنّا على العهد يا نصر الله. دماؤنا وأصواتنا ووجودنا فداءٌ لك. عرفناك في سهلنا وجرودنا وقرانا، كنت في قلوبنا، وكنا في قلبك الكبير، الذي وسع الجنوب والضاحية وبيروت والجبل والشمال، بل وسع القدس وفلسطين. نراك محورًا، وجبهة إسناد، وحلمنا أن نصلّي خلفك في القدس، بإمامة منقذ البشرية الحجة ابن الحسن، والمسيح عليه السلام بجانبه. وإننا لنراه قريبًا بإذن الله".
وفي سياق آخر، قال يزبك: "في الانتخابات البلدية والاختيارية، حرصنا على أن تسير العملية بقلب صافٍ، كما كان يتمناها سيّدنا، وأن يكون التنافس في إطار المحبة والتفاهم والتعاون، من أجل كرامة شعبنا وحماية السيادة الوطنية. وبعد الانتخابات، لا بد من العمل وعدم السماح لشيطان الأنا بأن يجد ثغرة يمرّ منها، فلا يعود أحد يلوم الآخر. كلنا في مركب واحد، ولا يحك جلدك إلا ظفرك".
وخاطب رؤساء وأعضاء المجالس الجدد، بالقول: "أنتم الذين منحكم الناس ثقتهم، وأودعوكم أمانة إدارة شؤونهم، تقع عليكم مسؤولية العمل الإنمائي الدؤوب، وطرق أبواب المسؤولين من دون ملل ولا كلل، لتوفير الخدمات الممكنة. نشكركم على استعدادكم لتحمّل المسؤولية، ونجدّد الشكر للأهالي الذين منحوا المقاومة أصواتهم".
وتابع: "يا شهيد الأمة، لقد أصبحنا أيتامًا في زمنٍ يزداد فيه الشرّ إقبالًا، والخير إدبارًا، ويطمع الشيطان بهلاك الناس. في زمنٍ يُستذلّ فيه الأخيار وتعلو فيه راية الأشرار. لكن مدرستكم علّمتنا أن نُغلب، نعم، لكن لا نستسلم. لن نستسلم مهما عظم المصاب، لأننا عشّاق إمامٍ حوّل الموت إلى حياة، وعلّمنا أن الدم ينتصر على السيف. نحن قوم لا نختار الذلّ، بل نختار السيف، فالموت خير من العيش بذلٍّ لغير الحق".
وقال: "نحن اليوم في ظلّ من أحببت، أميننا العام سماحة الشيخ نعيم قاسم، ومن أحببتهم وأحبوك، على عهدك وعهد من سبق من القادة والشهداء، نحفظ وصيّتكم الأساس: حفظ المقاومة مهما بلغت التضحيات. نصبر حين تتطلب الحكمة، لكن لا نقبل بذلٍ ولا بانتهاك السيادة. السيادة لا تحمى إلا بالقوّة، كما قال الإمام موسى الصدر: السلاح زينة الرجال، والذئاب لا ترحم الضعفاء".
وختم الشيخ يزبك كلامه بمطالبة الدولة اللبنانية بـ"القيام بواجبها في حماية السيادة، وعدم التراجع أمام الضغوط. أميركا ليست قدرًا، ولبنان أقوى بشعبه الأبي. لا كلام قبل انسحاب إسرائيل ووقف الاعتداءات، وقبل الشروع بإعادة الإعمار".
وأكد: "نحن على العهد الذي قطعه شهيدنا الأكبر في دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المغتصبة، وفي إقامة دولته. قلوبنا تحترق على مذابح الأطفال والنساء، وعلى حرب التجويع والإبادة، ونتوجّه بالشكر إلى أبطال اليمن، قيادةً وجيشًا وشعبًا، وإلى الجمهورية الإسلامية وقائدها الإمام الخامنئي، وإلى الدولة وشعبها على دعمهم القضية الفلسطينية. إليك، سيّدنا، سلامنا… وكما وعدت بالنصر، حتمًا سننتصر بإذن الله تعالى".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


IM Lebanon
منذ 36 دقائق
- IM Lebanon
نصيحة من بلاسخارت لـ'الحزب' سيكررها لودريان!
كتبت لارا يزبك في 'المركزية': منذ ايام قليلة، وفي 30 ايار الماضي تحديدا، اجتمع مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في 'حزب الله'وفيق صفا مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين بلاسخارت. واشار بيان للعلاقات الاعلامية في الحزب الى، ان 'الاجتماع يأتي في اطار لقاءات التنسيق الدورية، حيث تمّ البحث، في قرار مجلس الأمن 1701 والتطورات الراهنة في جنوب لبنان، كما تناول اللقاء المستجدات على طول الخط الأزرق والاعتداءات الصهيونية المتكررة على لبنان ومخاطر التصعيد المحتمل، وضرورة الالتزام والتقيد بالقرار الأممي حفاظاً على الاستقرار في المنطقة'. هذا الاجتماع حضرت في صلبه، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ'المركزية'، الاعتداءات المتكررة التي يقوم بها 'الاهالي' جنوبا وفي الضاحية الجنوبية احيانا، على اليونيفيل، حيث طالبت بلاسخارت حزب الله، بضبط ناسهم وبوقف هذا السلوك لانه لا يساعد في تثبيت الهدوء جنوبا عموما ولا في تمديد سلس لليونيفيل وفق الصيغة التي يطلبها لبنان الرسمي، خصوصا. غير انه وبعد هذا اللقاء، استمرت الاحتكاكات وقد عمد بعض الاهالي في بلدة صديقين في قضاء صور، الثلثاء الى رفع رايات حزب الله وحركة امل على آلية لليونيفيل، معترضين على دخولها البلدة. بلاسخارت تواصل حركتها واتصالاتها للتمديد لليونيفيل وهو الاستحقاق المحدد في 30 آب المقبل، وقد توجهت في 2 حزيران الجاري الى إسرائيل في اطار 'المشاورات الدورية التي تجريها في شأن الخطوات الرامية إلى تعزيز التقدم المحرز منذ دخول تفاهم وقف الأعمال العدائية في تشرين الثاني 2024 حيز التنفيذ، وتعزيز تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701. لكن بحسب ما تقول المصادر، فإن إسرائيل تضغط للتخلص من اليونيفيل او تعزيز صلاحياتها واطلاق يدها في الجنوب.. وفي حال استمر الحزب عبر الاهالي في مهاجمة القوات الدولية، فإنه سيساعد إسرائيل في الحصول على مبتغاها، علما ان الدولة اللبنانية تريد بقاء اليونيفيل جنوبا. وتشير المصادر الى ان هذا التحذير الذي نقلته بلاسخارت الى حزب الله والى السلطات اللبنانية، سينقله ايضا المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الذي يزور بيروت الاسبوع المقبل، خاصة ان باريس صديقة بيروت وهي تدعم وجهة نظره في تجديد ولاية القوات الدولية بالصيغة المعتمدة راهنا ومن دون اي تعديل، خلافا لواشنطن الأقرب الى وجهة النظر الإسرائيلية. فهل سيأخذ الحزب النصيحة الدولية بالاعتبار؟ وهل ستعرف الدولة كيف تضع حدا لهذه الاعتداءات؟


IM Lebanon
منذ 36 دقائق
- IM Lebanon
تسليم السلاح على رصيف الانتظار
كتبت نجوى أبي حيدر في 'المركزية': الكل ينتظر الكل. انه واقع حال جميع المعنيين بملف حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية في الداخل كما في الخارج. وهو ما يُفسر المراوحة التي يقبع في ظلها، على رغم اصرار العهد، حكومة ورئيساً، على تنفيذ القرار الوارد في خطاب القسم والبيان الوزاري وعدم تفويت مناسبة للتأكيد على تطبيقه. اول الاستحقاقات بعد عشرة ايام بالتمام ، يتصل ببدء تسليم السلاح الفلسطيني في ثلاثة مخيمات في بيروت. بيد ان شكوكاً كثيرة ترتسم في الافق حول امكان اقران القول بالفعل، في ضوء جملة عوامل تتداخل الى درجة التعقيد. ومع ان مخيمات بيروت، بحسب ما تفيد مصادر امنية 'المركزية' لا تواجد فيها لحركة حماس والتنظيمات الاسلامية المسلحة ولا وجود لسلاح من العيار الثقيل ولا حتى المتوسط، انما الخفيف وهي بيئة فقيرة وتشكل في جزء واسع منها بؤرا للمخدرات وتجارتها ومرتعاً للمخلين بالأمن، الا ان ضبطها امنيا ينتظر قرارا سياسيا ما زال العمل جاريا لتوفيره، متوقعة ان يتأخر موعد التطبيق بضعة ايام على الارجح، اي الى ما بعد 15 حزيران بقليل. واذ تبقى مخيمات الشمال والبقاع في البداوي وبعلبك الى المرحلة الثانية، علما ان مخيم البداوي اصعب من الجليل في بعلبك، يبرز التحدي الاكبر في مخيمات الجنوب، ولاسيما في عين الحلوة، مخيم الشتات الجامع كل التناقضات الامنية والعسكرية والسياسية، وسحب سلاحه لن يكون بالسهولة التي يتوقعها البعض او بالاستناد الى مواقف تطلقها حركة فتح ورئيسها وموفدها عزام الاحمد الموجود في لبنان، انما بقرار سياسي لبناني واقليمي. وفي انتظار القرار الكبير من الداخل والاقليم بتسوية اوضاع المخيمات الفلسطينية عسكرياً، علما ان الجيش اللبناني سيتولى المهمة، وقيادته تنشط على الخطوط الاقليمية والدولية بحثا عن الدعم اللازم لتمكينه من بسط سيطرته على كامل الاراضي اللبنانية بعد سحب كل السلاح، وفي انتظار مده بالدعم لا سيما من واشنطن وعدد من الدول العربية، تبقى الانظار متجهة الى سلاح حزب الله، المجموع بنسبة 90 في المئة جنوب الليطاني، بحسب المصادر، بالتعاون بين الجيش وقوات اليونيفيل التي تجهد في تحديد مواقع مخازنه من دون اي تنسيق مع حزب الله، على ما تؤكد. وفي السياق، تكشف اوساط وزارية معنية بالشأن الامني لـ'المركزية' عن اجراءات تنفذها الحكومة من دون الاعلان عنها، اذ تفضل معالجة الملفات الامنية خصوصا الحساسة منها بعيدا من الأعلام. وتؤكد ان واشنطن وباريس راعيتي تنفيذ وقف اطلاق النار في جنوب لبنان على معرفة واطلاع بهذه التدابير، ومثلهما اسرائيل عبر لجنة الاشراف على تنفيذ الاتفاق، وان التعاون والتنسيق مستمران بين لبنان والجانبين الأميركي والفرنسي. فالاول يزود لبنان بالمعدات اللازمة لإتلاف السلاح الذي تتم مصادرته بعد ان يأخذ منه الجيش ما يناسبه. والثاني يتابع عن كثب الاتصالات السياسية في هذا الشأن. ولا يقتصر التنسيق على البلدين، بل يمتد الى قوات حفظ السلام،اليونيفيل، التي تزود الجيش بالأحداثيات حول مخازن ومستودعات السلاح والانفاق، ليعمل بدوره على دخولها والتصرف فيها وفق المقتضى. وتوضح الاوساط ان الجيش يداهم ويصادر ويتلف السلاح، الا انه يحتاج الى مساعدة تقنية لتنفيذ ذلك نظرا لحساسية ودقة بعض الاسلحة، وهو يصر على التلف خوفا من الاستخدام في ما لو تغيرت المعادلة، وفي انتظار ان يأتيه الدعم التقني الخارجي والتسهيل الداخلي المتأتي من جانب حزب الله المنتظر قرارا ايرانياً يبدو رهن نتائج المفاوضات النووية، ولو ان مواقف وزير الخارجية عباس عرقجي اوحت بليونة غير مسبوقة، تختم الاوساط بالقول' ان عام 2025 هو عام تنفيذ احتكارالسلاح اللبناني والفلسطيني والايراني بيد الدولة، فلا سلاح خارج الشرعية بعد العام 2026 '.


MTV
منذ 2 ساعات
- MTV
05 Jun 2025 17:30 PM شقير: نأمل أن تنطلق عجلة الدولة في كل نواحي الحياة
كتب رئيس الهيئات الاقتصادية ورئيس تجمع كلنا بيروت الوزير السابق محمد شقير عبر حسابه على منصة اكس، الآتي: أتقدم من الجميع بأصدق وأطيب التهاني بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، سائلاً الله أن يعيده عليكم باليمن والخير والبركة. في هذه المناسبة المباركة، نتطلع بإيمان وأمل أن يترسخ الإستقرار والأمن والأمان في لبنان وأن تنطلق عجلة الدولة في كل نواحي الحياة، بما يوفر ظروف مؤاتية لحياة تليق باللبنانيين وتستجيب لتطلعاتهم. كل عام وأنتم بخير.