
خفض المساعدات يهدد حياة اللاجئين في إقليم غامبيلا بإثيوبيا
وأفادت أن هذا الوضع أدى إلى تعليق خدمات التغذية في 4 مخيمات للاجئين، من أصل 7، مما دفع 80 طفلا دون سن الخامسة نحو خطر سوء التغذية الحاد المهدد للحياة.
وحثت أطباء بلا حدود المنظمات الإنسانية والسلطات الإثيوبية على زيادة الدعم وتعزيز النظام الصحي، وأكدت أن الأوضاع المعيشية للاجئين في إقليم غامبيلا تتدهور بسرعة عقب تخفيضات كبيرة في المساعدات الإنسانية في المنطقة.
وأرجعت الانخفاض الحاد إلى التراجع العالمي في الدعم من مانحين رئيسيين مثل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ، الأمر الذي وضع ضغطا على الخدمات الأساسية مثل توزيع الغذاء والرعاية الصحية والحصول على مياه نظيفة وخدمات الصرف الصحي.
ويقع إقليم غامبيلا في جنوب غرب إثيوبيا بالقرب من الحدود مع جنوب السودان ، وقد استضاف أعدادا كبيرة من اللاجئين معظمهم من جنوب السودان منذ عام 2014.
ويعيش أكثر من 395 ألف لاجئ في 7 مخيمات، بما في ذلك مخيم كولي، حيث تقدم منظمة أطباء بلا حدود خدمات الرعاية الصحية منذ أكثر من عقد.
وسجلت أطباء بلا حدود في العام الجاري زيادة بنسبة 55% في دخول الأطفال إلى مركز التغذية العلاجية التابع لأطباء بلا حدود، مقارنة مع السنة الماضية 2024، كما ارتفع معدل زيارات المرضى لقسم العيادات الخارجية بنسبة بلغت 58%، كما ازداد عدد النساء اللاتي يحضرن جلسات رعاية ما قبل الولادة بنسبة 72%.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2024، تلقى اللاجئون في مخيم كولي ما لا يزيد عن 600 سعرة حرارية في اليوم، أي أقل من 30% من الحد الأدنى الموصى به وهو 2100 سعرة حرارية للشخص يوميا.
وتشهد مخيمات لاجئين أخرى في المنطقة وضعا مشابها؛ وفي بعض الأحيان يتوقف توزيع الغذاء لأشهر، بسبب اضطرابات في سلاسل الإمداد الدولية ونقص التمويل.
إعلان
وقال أرماند ديركس، منسق مشروع أطباء بلا حدود في غامبيلا "نستقبل المزيد من المرضى من مخيمات أخرى، ويرجع ذلك إلى أن هذه الخدمات لم تعد متوفرة محليا بعد انسحاب العديد من المنظمات غير الحكومية من المنطقة بسبب تخفيضات التمويل".
وأضاف "نحن في أطباء بلا حدود مثقلون بزيادة أعداد المرضى، ونخشى أن يستمر هذا العدد في الارتفاع خلال الأشهر المقبلة".
وتابع ديركس "أثناء التجول في المخيم، سترى العديد من المباني الفارغة: أماكن كانت تستخدمها المنظمات غير الحكومية التي انسحبت الآن"، مبرزا أن غيابها "محسوس بشدة والخدمات التي كانت تدعم هذا المجتمع اختفت الآن"، وفق تعبيره.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 12 ساعات
- الجزيرة
إصابات الشلل تتزايد في غزة ومقومات التأهيل معدومة
غزة- تتكدس حالات إصابة الحبل (النخاع) الشوكي التي لا تقوى على الحركة أمام غرفة الفحص الطبي بانتظار العرض على أخصائي المخ والأعصاب الذي يقضي يومه في التنقل بين مصاب وآخر، لتشخيص الضرر الذي لحق بالآلاف نتيجة الغارات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة. ويقدّر أخصائي المخ والأعصاب الدكتور وائل خليفة، أعداد إصابات النخاع الشوكي والدماغ بالآلاف الذين أصابتهم شظايا الصواريخ الحربية والقذائف المدفعية، ويحتاجون إلى رعاية متقدمة تفتقر إليها مستشفيات قطاع غزة هذه الأيام بعد أن دمر الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 80% منها. ويحول إغلاق المعابر دون سفر الحالات المصابة بالشلل وتحتاج إلى عمليات جراحية طارئة، ما يزيد من احتمالية وفاتهم بالتزامن مع منع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية ومقومات التأهيل الطبي. مضاعفات خطيرة ويقول الطبيب خليفة إن إصابات الحبل الشوكي والدماغ تؤدي إما إلى شلل رباعي أو نصفي ويصبح المصاب غير قادر على التحكم بعملية الإخراج بعد فقدانه الإحساس، ويبقى طريح الفراش مما يزيد من التقرحات الجلدية بسبب عدم التروية الدموية في جسده. وتزايدت حالات إصابات النخاع الشوكي والدماغ، ودخل عدد منها غيبوبة متواصلة، بسبب صعوبتها، لا سيما أن جزءا من الإصابات طالت الفقرات الثانية والثالثة وهي المسؤولة عن التنفس وضربات القلب، مما يزيد من المضاعفات المرضية، ويبقى المريض يتنفس عبر أنبوب خاص، وتزيد احتمالية فقدانه للحياة. ويحتاج مصابو الحبل الشوكي إلى رعاية خاصة وتأهيل مرافقين من ذويهم للتعامل معهم نظرا لعدم مقدرتهم على الحركة، ومنعا لحدوث أي مضاعفات من شأنها أن تزيد صعوبة الحالات. ويصعُب على الأطباء المختصين متابعة الحالات المتزايدة من إصابات الشلل بسبب قلة عددهم الذي لا يزيد على 7 أطباء على مستوى قطاع غزة، ولم يصل عبر الوفود الطبية إلا القليل من المختصين بجراحة المخ والأعصاب وعلى فترات متباعدة، بحسب خليفة. ويشتكي خليفة من الشح الحاد بأدوات العمليات والعلاجات المتخصصة والأدوات المساعدة، بسبب إغلاق الاحتلال معابر قطاع غزة، والذي يحول دون سفر 80% من مصابي الحبل الشوكي والدماغ الذين يحتاجون إلى علاج طارئ في الخارج منعا لتفاقم حالاتهم وتحولها لشلل نصفي أو رباعي دائم. ويشير خليفة إلى أن 30% فقط من إصابات الأعصاب والحبل الشوكي يمكن إعادة تأهيلها للاعتماد على أنفسهم في الحركة، لكن 70% يحتاجون إلى تدريب للتكيف مع الإصابة. ويعاني قطاع غزة من شح الأدوات المساعدة للمصابين بالشلل منها الكراسي المتحركة وتلك الخاصة بدورات المياه ومثبتات الأطراف، ولا يتوفر سوى 5% منها كما يقول الطبيب خليفة، مما يزيد من صعوبة عمليات التأهيل. ويرقد المريض نائل عبد العال، في الثلاثين من عمره، بحالة غيبوبة شبه دائمة منذ 4 أشهر داخل قسم المبيت بمستشفى الوفاء للتأهيل الطبي، ويتنفس عبر أنبوب خارجي على إثر إصابته بالحبل الشوكي خلال الحرب على غزة. وتفرض حالته الصحية بقاءه موصولا بالأجهزة الكهربائية بسبب معاناته من مضاعفات في الجهاز التنفسي. على مقربة منه يتلقى المسن موفق رجب رعاية فائقة بعدما استقرت شظايا صاروخ إسرائيلي في الفقرة العنقية الثانية، أدت لإصابته بشلل رباعي دائم جعلت من الصعب مغادرته المستشفى نظرا لتنفسه عبر الأنبوب بشكل دائم. وتجاوزت نسبة إصابات الشلل 300% فوق القدرة الاستيعابية ل مستشفيات غزة، لا سيما بعد خروج مستشفيين من بين ثلاثة عن خدمة المبيت الخاصة بهم بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع. وفي هذا السياق، يقول الحكيم فضل محجوب، رئيس هيئة التمريض بمستشفى الوفاء للتأهيل الطبي، إن القدرة الاستيعابية للمستشفى الوحيد الذي يقدم الرعاية على مدار الساعة لمصابي الشلل في قطاع غزة تقدر بـ70 سريرا، ولا تلبي حاجة مئات الحالات التي تحتاج للمتابعة داخل المستشفى، ولا تزال على قائمة الانتظار. وأوضح أن غياب الأدوية المختصة لمصابي الشلل والمستلزمات الطبية لا سيما شُح الحفاضات الطبية اللازمة لهم يشكل ضغطا هائلا على الطاقم الطبي، الذي استنفذ كل المخزون والبدائل المتاحة في غزة. ولفت إلى أن المضاعفات التي تطال مصابي الشلل من تقرحات تصل إلى حد خروج "الدود" من أجساد بعضهم، نظرا لوجود معظمهم في خيام ودون أي مقومات الرعاية والنظافة. وأوضح أن المستشفى تتابع 60 حالة يوميا في قسم العلاج الطبيعي الخارجي، في سبيل تأهيلهم للاعتماد على أنفسهم بالمأكل والمشرب ودخول الحمام، في محاولة منها للاستغناء عن حاجة المصاب لمرافق في مهامه اليومية. ويحتاج 18 ألفا و500 مصاب إلى علاج طويل الأمد في غزة، و22 ألف حالة مرضية بحاجة للعلاج في الخارج، وذلك بناء على آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة بغزة.


الجزيرة
منذ 2 أيام
- الجزيرة
خفض المساعدات يهدد حياة اللاجئين في إقليم غامبيلا بإثيوبيا
قالت منظمة أطباء بلا حدود، الأربعاء، إن التخفيضات الكبيرة في المساعدات الإنسانية تسببت في تدهور سريع لأوضاع المعيشة بالنسبة للاجئين في إقليم غامبيلا بإثيوبيا. وأفادت أن هذا الوضع أدى إلى تعليق خدمات التغذية في 4 مخيمات للاجئين، من أصل 7، مما دفع 80 طفلا دون سن الخامسة نحو خطر سوء التغذية الحاد المهدد للحياة. وحثت أطباء بلا حدود المنظمات الإنسانية والسلطات الإثيوبية على زيادة الدعم وتعزيز النظام الصحي، وأكدت أن الأوضاع المعيشية للاجئين في إقليم غامبيلا تتدهور بسرعة عقب تخفيضات كبيرة في المساعدات الإنسانية في المنطقة. وأرجعت الانخفاض الحاد إلى التراجع العالمي في الدعم من مانحين رئيسيين مثل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ، الأمر الذي وضع ضغطا على الخدمات الأساسية مثل توزيع الغذاء والرعاية الصحية والحصول على مياه نظيفة وخدمات الصرف الصحي. ويقع إقليم غامبيلا في جنوب غرب إثيوبيا بالقرب من الحدود مع جنوب السودان ، وقد استضاف أعدادا كبيرة من اللاجئين معظمهم من جنوب السودان منذ عام 2014. ويعيش أكثر من 395 ألف لاجئ في 7 مخيمات، بما في ذلك مخيم كولي، حيث تقدم منظمة أطباء بلا حدود خدمات الرعاية الصحية منذ أكثر من عقد. وسجلت أطباء بلا حدود في العام الجاري زيادة بنسبة 55% في دخول الأطفال إلى مركز التغذية العلاجية التابع لأطباء بلا حدود، مقارنة مع السنة الماضية 2024، كما ارتفع معدل زيارات المرضى لقسم العيادات الخارجية بنسبة بلغت 58%، كما ازداد عدد النساء اللاتي يحضرن جلسات رعاية ما قبل الولادة بنسبة 72%. ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2024، تلقى اللاجئون في مخيم كولي ما لا يزيد عن 600 سعرة حرارية في اليوم، أي أقل من 30% من الحد الأدنى الموصى به وهو 2100 سعرة حرارية للشخص يوميا. وتشهد مخيمات لاجئين أخرى في المنطقة وضعا مشابها؛ وفي بعض الأحيان يتوقف توزيع الغذاء لأشهر، بسبب اضطرابات في سلاسل الإمداد الدولية ونقص التمويل. إعلان وقال أرماند ديركس، منسق مشروع أطباء بلا حدود في غامبيلا "نستقبل المزيد من المرضى من مخيمات أخرى، ويرجع ذلك إلى أن هذه الخدمات لم تعد متوفرة محليا بعد انسحاب العديد من المنظمات غير الحكومية من المنطقة بسبب تخفيضات التمويل". وأضاف "نحن في أطباء بلا حدود مثقلون بزيادة أعداد المرضى، ونخشى أن يستمر هذا العدد في الارتفاع خلال الأشهر المقبلة". وتابع ديركس "أثناء التجول في المخيم، سترى العديد من المباني الفارغة: أماكن كانت تستخدمها المنظمات غير الحكومية التي انسحبت الآن"، مبرزا أن غيابها "محسوس بشدة والخدمات التي كانت تدعم هذا المجتمع اختفت الآن"، وفق تعبيره.


الجزيرة
منذ 2 أيام
- الجزيرة
أطباء عادوا من غزة: هل بقيت لدينا في أوروبا ذرة من الإنسانية؟
قالت صحيفة لوموند إن 5 أطباء وممرضتين نفذوا عدة مهمات إنسانية في قطاع غزة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، حدثوها عن استحالة تلبية احتياجات السكان هناك، وكيف أثرت هذه التجربة فيهم. وتبدأ الصحيفة -حسب المقابلة التي أجرتها كلوتيلد مرافكو- بشهادة طبيب الطوارئ الفرنسي مهدي الملالي (33 عاما) الذي قضى 3 أسابيع في غزة أثناء مهمة نظمتها منظمتا الرحمة وبال ميد أوروبا، فهو يقول إنه لا كلمات تصف بدقة جحيم قطاع غزة، ويعتذر بعد أن غلبته العواطف قائلا "جزء مني عالق هناك. أجد صعوبة في التوقف عن التفكير". ويقول جراح العظام فرانسوا جورديل إنه يعود وقد تغير تماما، مؤكدا أن غزة حالة فريدة، "القصف متواصل، والناس لا يستطيعون الفرار. جميع السكان متضررون". وقد اتفق 5 أطباء وممرضتان، بينهم 6 فرنسيين وسويسرية، شاركوا في مقابلة مع الصحيفة، على أنهم صدموا من النسبة المرتفعة جدا للأطفال بين الضحايا والجرحى الذين عالجوهم، مستنتجين من ذلك الطبيعة العشوائية للقصف الإسرائيلي. وأول ما رآه الأطباء عند وصولهم أنقاضا وهياكل مبان محطمة، وكان أزيز الطائرات المسيرة المزعج والانفجارات التي تمزق السماء ملء أسماعهم طوال الوقت. وقد أحصى فرانسوا جورديل، الذي سافر مع منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية "أحيانا ما يصل إلى 5 أو 6 صواريخ في الدقيقة"، يقول "كان القصف عنيفا للغاية، كزلزال. اهتز المستشفى بأكمله بفعل موجات صدمية. المرضى على الأرض ممزقون". وتحدثت كارين هوستر بصراحة، وهي ممرضة نفذت حوالي 20 مهمة إنسانية حول العالم منذ عام 2014، وسافرت إلى غزة 3 مرات في عام 2024 كمديرة للأنشطة الطبية في منظمة أطباء بلا حدود، وهي تقول "كان المرضى مستلقين على الأرض، منزوعي الأحشاء. عندما ماتوا، دفعناهم إلى زاوية. لم يكن لدينا وقت لنقلهم إلى المشرحة لأن جرحى آخرين كانوا يصلون". ويتذكر مهدي الملالي أنه استقبل في المستشفى الإندونيسي حوالي 30 جريحا من عائلة واحدة كانوا نائمين وقت الانفجار، يقول "كانت الأم مضطربة بعض الشيء، لم تكن تدري ماذا تفعل. أخبروها أن أحد أبنائها قد توفي. قبلته على جبينه، ثم بدأت تعد أطفالها الآخرين وهي تبحث عن ابنها الرابع الذي لم يكن موجودا، ولم يعثر عليه قط". عندما يصبح الموت مألوفا وتتذكر الممرضة سونام دراير-كورنوت (36 عاما) وهي في مكتبها بسويسرا، أنها عندما غادرت غزة في نهاية مهمتها، بعد شهرين من الحصار الشامل، لم يعد هناك دقيق في غزة، مع أن العديد من الناجين يعانون من حروق بالغة، وهم يحتاجون، للشفاء بشكل صحيح، لاستهلاك 3 آلاف سعرة حرارية يوميا. وفي غزة أصبحت الحياة كالجثث ممزقة -كما تقول الممرضة- فهناك يصل بعض الأطفال في حالة من التوتر الحاد "صامتين تماما، يحدقون ويبدو عليهم التعب. لا يتحركون ولا يتكلمون ولا يبكون"، رغم إصاباتهم البالغة أحيانا. ويصبح الموت أمرا مألوفا، حيث تتذكر أخصائية التخدير والعناية المركزة أوريلي غودار (44 عاما) أن رجلا في الخمسينيات من عمره أُصيبت ساقه في انفجار بدير البلح، وقال لها "هل يمكنني المغادرة لساعتين؟ علي أن أذهب لدفن أبنائي"، وتضيف "قالها هكذا. كان الأمر مثيرا للقشعريرة". وتضيف الطبيبة التي نفذت 3 مهمات إلى غزة لصالح منظمة أطباء بلا حدود عام 2024، أنها في كل مرة تشهد المزيد من الدمار، إذ لم تعد رفح موجودة، و خان يونس مدمرة، والشمال أرض قاحلة، والقيود الإسرائيلية تترك سكان غزة لا يكادون يتنفسون، بلا كرامة ولا أمل. وتقول الممرضة كارين هستر إنها عملت في العراق وهايتي وجمهورية الكونغو الديمقراطية، و"لكنني لم أشهد قط وضعا كهذا حيث لا يملك السكان الحق في الوجود. في غزة، السكان المدنيون هم من يدفعون الثمن. لدى إسرائيل الوسائل لتجنب هذا، لكنها تختار أن تكون غير إنسانية". الشعور بأهمية الدور وذكر التقرير أن أكثر من 60 ألف فلسطيني قتلوا في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول -حسب بيانات تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة – ولكثرة الإصابات هناك نقص في الضمادات والأدوية ووسائل التخدير، ويقول جراح العظام سمير عدو (58 عاما) الذي نفذ أول مهمة له في منطقة نزاع في مستشفى ناصر بخان يونس، إنه استعد لإصابات الحرب، لكنه صدم عندما وجد نفسه يجري عمليات جراحية غالبية أصحابها من الأطفال والنساء. وهو منذ ذلك الحين -كما يقول- يشعر كأنه يخبر وسائل الإعلام بكل شيء، عن الأطفال مبتوري الأطراف، وأهوال الحرب دون أي رد فعل، ويضيف "دعونا نتحدث عن أنفسنا في فرنسا، عن إنسانيتنا، هل بقي لنا شيء منها؟". وأشارت الصحيفة إلى أن العاملين في مجال الرعاية الصحية في غزة، يشعرون بأنهم يؤدون مهمة مفيدة، وهم لذلك يحاولون العودة، ولكن السلطات الإسرائيلية رفضت عودة سمير عدو رغم حيازته التصاريح اللازمة، كما أن باسكال أندريه، طبيب طوارئ أنهى مهمة استمرت أسبوعين في المستشفى الأوروبي بخان يونس في فبراير/شباط 2024، وحاول العودة 4 مرات، لكن إسرائيل ألغت تصاريحه في اللحظة الأخيرة. ويخلص مهدي الملالي إلى أنه "بفضل زملائنا الفلسطينيين، نصمد في هذا الجحيم"، ويستذكر اللحظات النادرة التي كان أطباء غزة يبوحون له فيها بأوجاعهم وذكرياتهم، مختتما بأن صبرهم يبهر العاملين في المجال الإنساني، وأن العاملين يجمعون على أن أهل غزة لا يحقدون، وأنهم ببساطة يريدون إنهاء المذبحة ويطالبون بالعدالة.