
مذبحة دير ياسين.. 77 عاما من الدم المستباح في فلسطين
يمني برس ـ عبدالله علي صبري
اعتمد الكيان الصهيوني في مشروعه السرطاني الذي استهدف الأراضي العربية في فلسطين وجوارها على منظومة متكاملة من الرؤى والأساليب النظرية والعملية الدينية والسياسية والاقتصادية، إلا أن دعم بريطانيا والقوى الإمبريالية وتبنيها للكيان الصهيوني، كان العامل الأساس في الانتقال إلى الخطوات الميدانية لاستيطان عدد من القرى والبلدات الفلسطينية وتهجير سكانها بقوة السلاح، بتشجيع من بريطانيا التي كانت تحتل فلسطين وعددا من الدول العربية وأهمها مصر والعراق والأردن.
غير أنه وبهدف التسريع من وتيرة بسط اليهود الصهاينة على فلسطين، تولت العصابات الصهيونية المسلحة الدور الأكبر في تنفيذ المشروع الصهيوني وارتكاب عشرات المذابح والمجازر الدموية بحق الشعب الفلسطيني، الذي كان يفتقر حينها لأبسط مقومات الدفاع عن النفس، بينما كان اليهود في تسليح منظم ومتصاعد، مع دعم مباشر من قوات الاحتلال البريطاني، التي كان قوامها لا يقل عن مائة ألف جندي، والآلاف من المعدات والأسلحة الثقيلة المتطورة.
كان المخطط الصهيوني ولا يزال قائماً على التهجير القسري لأهل فلسطين، وتحويلها إلى ديموغرافيا يهودية أرضا وسكانا، وفي سبيل ذلك باشرت العصابات الصهيونية وعلى رأسها 'الهاجانا' إلى ارتكاب عشرات المذابح والمجازر الدموية، ومن أبرز وأبشع هذه الجرائم مذبحة دير ياسين.
في مثل هذا الشهر وقبل 77 عاما، تحديدا في 9 إبريل 1948م، اقتحمت العصابات الصهيونية بقيادة مناحم بيجن (الذي سيكون رئيسا لوزراء الكيان بعد 30 عاما على هذه المذبحة) قرية دير ياسين غربي القدس، وارتكبوا فيها مجزرة مروعة، حيث قتلوا المئات من المدنيين بينهم نساء وأطفال. وإمعانا في التوحش والترويع، بقروا بطون النساء وقطعوا آذان الرجال وألقوا بالأطفال في الأفران المشتعلة، وأسروا العشرات من الأحياء واستعرضوا بهم في الشوارع، ثم قاموا بإعدامهم رميا بالرصاص، وفجروا العشرات من البيوت.
كان وقع المذبحة كبيرا، خاصة أنها لم تكن الوحيدة وإن كانت الأكثر بشاعة، ما اضطر عشرات القرى المجاورة للهرب والنزوح إلى الأراضي العربية المجاورة، فيما كانت الجيوش العربية تستعد للمواجهة وإنقاذ الموقف، خاصة وقد أعلنت العصابات الصهيونية عن قيام 'إسرائيل'، وسارعت الدول الكبرى للاعتراف بها.
وحسب المصادر التاريخية، فإن اليهود احتفلوا بالمذبحة بعد عام من احتلال فلسطين ودير ياسين، واعترف بعض قادتهم بمدى النتائج غير المتوقعة لمذبحة دير ياسين وغيرها، حين خلقت الرعب في أوساط الفلسطينيين والعرب، وساعدت على سقوط عشرات المدن والقرى الأخرى بدون قتال.
ومما لا شك فيه أن سيناريو استباحة الدم والقتل الجماعي لا يزال دأب اليهود المغتصبين، وما يزالون يرتكبون جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني منذ مذبحة دير ياسين، وحتى مئات المجازر التي يتعرض لها أهلنا في غزة ولم تتوقف منذ 7 أكتوبر 2023، وما يزال الهدف الرئيس هو التهجير القسري للسكان، وما تزال الدول الكبرى وبالذات أمريكا وبريطانيا ترعى هذا الإجرام، وتدعم المذابح الدموية وتشجع اليهود على سياسة التهجير القسري واحتلال المزيد من الأراضي العربية.
بعد 77 عاما ما زالت المأساة ماثلة مع فارق أن مذبحة دير ياسين لم يعرف بها العرب إلا بعد فوات الأوان، ومع ذلك تحركت الجيوش العربية وحاولت أن تعمل شيئا، لكنها فشلت. أما اليوم فشلال الدم في غزة وفلسطين المحتلة على مرأى ومسمع من العالم، ولكن لا حياة لمن تنادي، أما الجيوش العربية فكأنما ابتلعها الطوفان، وهو ما يشجع اليهود المجرمين على التمادي وارتكاب المزيد من جرائم الإبادة والتطهير العرقي في غزة والضفة الغربية.
16-4-2025

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يمني برس
منذ 5 ساعات
- يمني برس
الاتحاد الأوروبي بين دعم الجلاد والتباكي على الضحية
يمني برس | تقارير 597 يوما من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، يرتكب خلالها العدو الإسرائيلي أبشع الجرائم، في غزة لا الليل ولا النهار يمكن أن يحتويا على لحظة من أمن أو راحة، وسط حرب الإبادة الصهيونية المستمرة. ورغم أن شبح القتل يحوم فوق غزة ليل نهار، إلا أن انهيار ضوء النهار معلناً عن بدء ظلمة الليل، تعد بداية كابوس أصعب وأشد على الغزيين الرازحين تحت حمم الموت، فوساوس القتل وخيالات الرعب تلاحق الآباء والأمهات وحتى الأطفال، ما يجعل ساعات الليل أشد وطأة وأبطأ مسيراً. فجأة تصدر (ألمانيا، بريطانيا، إسبانيا، النرويج، آيسلندا، أيرلندا، لوكسمبورغ، مالطا، سلوفينيا، فرنسا كندا، إيطاليا، سويسرا، واليونان) بيانات تندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وتدعو لرفع الحصار، مع قليل من خطاب التهديد الناعم للكيان الإسرائيلي . الدول الأوروبية صرّحت بأنها ستعيد تقييم اتفاق التجارة الحرة الذي يشكّل أساس العلاقات الاقتصادية مع الكيان الصهيوني، لكن المضحك في الأمر أن تلك الدول هددت بإجراء كهذا، وهي تعلم مسبقا أنه لا يمكن تحقيقه على الإطلاق، لأنه يشترط إجماع كل الدول الأوروبية، وهذا مستحيل، الأمر الذي يكشف أن القرار سياسي ليس إلا. وذلك يظهر جليا في رد 'حكومة' العدو بالقول إن 'الضغوط الخارجيّة' لن تمنعها من 'الدفاع عن وجود إسرائيل وأمنها ضد الأعداء الذين يسعون إلى تدميرها' حسب الناطق باسم 'وزارة الخارجية' الإسرائيلية، أورين مارمورستين. وقال الناطق، رداً على قرار لندن تعليق محادثات التجارة الحرّة: 'إذا كانت حكومة لندن مستعدّة لإلحاق الضرر بالاقتصاد البريطاني، فهذا من صلاحياتها'. هكذا تعامل العدو الصهيوني مع التهديدات الأوروبية، كونه يعرف جيدا أن تلك الدول لا تملك الإرادة لرفع الظلم عن كاهل الشعب الفلسطيني، وإلا فبإمكان تلك الدول اتخاذ مواقف حازمة، خاصة وأن حوالي 40% من تجارة الكيان الإسرائيلي تتم مع أوروبا، وهو ما يمكن القول معه إن المواقف الغربية تجاه العدو الإسرائيلي لم تأتِ كنتيجة لقرار سياسي منفرد أو يقظة أخلاقية مفاجئة، بل موجة غضب ظرفية سرعان ما تنكفئ بعد أن تمتص جزءا كبيرا من السخط العالمي. بريطانيا صاحبة الخطيئة الكبرى بريطانيا، هي الدولة صاحبة الخطيئة الأولى بـ'منح ما لا يملك لمن لا يستحق'، وهي من وضعت اللبنة الأولى لمأساة الشعب الفلسطيني، وتستمر إلى اليوم بتزويد الكيان بأفتك الأسلحة، تعلن مؤخرا، تجميد مفاوضات الاتفاق التجاري مع الكيان الصهيوني! كان بإمكان بريطانيا التأثير على الكيان الصهيوني عبر فرض الإجراءات والعقوبات الاقتصادية، فحجم التبادل التجاري كبير جدا. وتكشف البيانات عن حجم الشراكة الاقتصادية الكبيرة لبريطانيا مع الكيان الصهيوني، فبريطانيا تحتل المرتبة 11 بين أكبر شركاء الاستيراد للكيان الصهيوني في عام 2024، بلغت قيمة الصادرات الصهيونية إلى السوق البريطانية 1.28 مليار دولار عام 2024، بانخفاض حاد يتجاوز 30% مقارنة بعام 2023 الذي شهد صادرات بقيمة 1.8 مليار دولار. وفي الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025، ظل مستوى التصدير على حاله دون تغيير يُذكر. كما بلغت صادرات الألماس من 'إسرائيل' إلى بريطانيا العام الماضي نحو 245 مليون دولار، وتمثّل المواد الكيماوية والأدوية نحو ثلث إجمالي الصادرات. أما في قطاع الخدمات، الذي يشمل البرمجيات والحوسبة، فتُقدَّر نسبة الصادرات بنحو 60% من إجمالي الخدمات المصدّرة لبريطانيا. من جهة أخرى، تستورد 'إسرائيل' من بريطانيا ما قيمته 2.5 مليار دولار سنويًا، أي ما يقارب ضعف ما تصدّره لها. في ما يتعلق بالاتحاد الأوروبي فيعتبر ثاني أكبر شريك تجاري للعدو الإسرائيلي بعد الولايات المتحدة. ففي عام 2024، شكّل التبادل التجاري مع دول الاتحاد نحو 32% من إجمالي الصادرات الإسرائيلية، خاصة في مجالي المعدات والكيماويات. وبلغت واردات الاتحاد من 'إسرائيل' حوالي 15.9 مليار يورو، مقابل صادرات أوروبية لـ'إسرائيل' بقيمة 26.7 مليار يورو. في ذات السياق استوردت إيرلندا بما يعادل 3.2 مليارات دولار، وكانت أكبر مشترٍ للدوائر المتكاملة الصهيونية في عام 2024، حيث استوردت ما قيمته نحو 3 مليارات دولار من الدوائر المتكاملة الإلكترونية والوحدات الدقيقة، وهي مكونات تُستخدم على نطاق واسع في قطاعات الصناعات الدوائية والأجهزة الطبية والتقنية في إيرلندا. أما ألمانيا فقد شهدت العلاقات الاقتصادية بينها والكيان الاسرائيلي نموا مستمرا خلال العقود الماضية، وقد وصلت قيمة التبادل التجاري بين الجانبين الى 4 مليارات وأربعمائة مليون دولار في عام 2004، بعد ان كانت مئة مليون دولار في عام 1960، وتبلغ قيمة هذا التبادل التجاري بين الطرفين السبعة مليارات يورو وأربعمائة مليون دولار في الوقت الحاضر. وتعتبر ألمانيا ثالث شريك تجاري للكيان الإسرائيلي بعد أمريكا والصين، كما يعتبر الكيان الاسرائيلي ثاني أكبر شركاء ألمانيا التجاريين في 'الشرق الأوسط' وشمال افريقيا، وهناك علاقات بين مئات الشبكات والشركات التجارية الكبيرة في ألمانيا والكيان الإسرائيلي اللذين وقعا على اتفاقية التجارة الحرة بينهما في عام 1995، كما وقعا على إزالة العقبات الجمركية والضريبية بينهما. تفنيد المزاعم الغربية وبشأن مزاعم بريطانيا والاتحاد الأوروبي نشير إلى ما نشره موقع 'ميدل إيست آي' الذي نشر مقالاً مطوّلاً يتناول التحوّل المفاجئ في لهجة الحكومات الغربية تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة، ويقدّم تحليلاً ناقداً يرى أنّ هذا التحوّل ليس تعبيراً صادقاً عن قلق إنساني، بل هو جزء من حملة علاقات عامّة مدروسة تهدف إلى تبرئة هذه الحكومات من تواطؤها السابق، وتخفيف الضغط الشعبي والإعلامي المتزايد. هذا القلق المفرط ليس سوى حيلة أخرى لا تختلف كثيراً عن التركيبة السابقة من الصمت والحديث عن 'حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها'، ولديها الغرض نفسه: منح 'إسرائيل' الوقت لإتمام مهمتها المتمثّلة في استكمال الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في غزة. تقول الصحيفة إن بإمكان المملكة المتحدة وأوروبا التوقّف عن تزويد 'إسرائيل' بالأسلحة اللازمة لذبح الأطفال الفلسطينيين في غزة. ففي أيلول/سبتمبر الماضي، وعد رئيس الوزراء البريطاني بخفض مبيعات الأسلحة لـ'إسرائيل' بنحو 8%، لكنّ حكومته أرسلت في الأشهر الثلاثة التالية المزيد من الأسلحة لتسليح الإبادة الجماعية التي ارتكبتها 'إسرائيل'، مقارنة بما أرسله المحافظون في الفترة بأكملها بين عامي 2020 و2023. علاوة على ذلك، تستطيع بريطانيا التوقّف عن نقل أسلحة دول أخرى، والتوقف عن تنفيذ رحلات استطلاعية فوق غزة نيابةً عن 'إسرائيل'. فقد أظهرت معلومات تتبّع الرحلات الجوية أنه في إحدى ليالي هذا الأسبوع، أرسلت المملكة المتحدة طائرة نقل عسكرية، يمكنها حمل الأسلحة والجنود، من قاعدة تابعة لسلاح الجو الملكي في قبرص إلى 'تل أبيب'، ثم أرسلت طائرة تجسّس فوق غزة لجمع المعلومات الاستخباراتية لمساعدة 'إسرائيل' في مذبحتها. كما يمكن لبريطانيا اتخاذ 'إجراء ملموس' بالاعتراف بدولة فلسطين، كما سبق وفعلت إيرلندا وإسبانيا، ويمكنها أن تفعل ذلك في أيّ لحظة. ويمكن أن تفرض المملكة المتحدة عقوبات على 'وزراء' في 'الحكومة' الإسرائيلية وتُعلن استعدادها لتنفيذ اعتقال نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وفقاً لمذكّرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، في حال قام بزيارة بريطانيا. وتستطيع منع 'إسرائيل' من حضور الفعّاليات الرياضية، كما حدث مع روسيا. وبالطبع، يمكن للمملكة المتحدة أن تفرض عقوبات اقتصادية شاملة على 'إسرائيل'، كما فعلت مع روسيا؛ وأن تُعلن أنّ أيّ بريطاني عائد من الخدمة العسكرية في غزة مُعرَّض لخطر الاعتقال والملاحقة القضائية بتهمة ارتكاب جرائم حرب. كلّ هذه 'الإجراءات الملموسة' وغيرها يمكن تنفيذها بسهولة، لكن لا توجد إرادة للقيام بذلك. فدعم الكيان الإسرائيلي هي استراتيجية غربية دأبت عليها منذ نشأة الكيان في جسد الأمة.


يمني برس
منذ 10 ساعات
- يمني برس
أكاديميون : التجمهر المليوني جزء من معركة يخوضها اليمنيون ضد الكيان الصهيوني
يمني برس | الباحث في الشؤون الدينية والسياسية 'الأهنومي':اليمنيون يحرصون على تأدية هذا الفرض الجماهيري ليكتمل المشهد اليمني عسكريا ورسميا وشعبيا وجماهيريا. د. قيس الطل: المسيرات الشعبية ترسل رسائلها للشعوب العربية والإسلامية أن يلتفتوا إلى ذلك الأثر العظيم الذي تركه القرآن الكريم وثقافته العالية وتربيته العظيمة في هذا الشعب اليمني. عميد كلية التربية بجامعة صنعاء 'العلوي': التجمهر المليوني في الساحات جزء من معركة يخوضها اليمنيون ضد كيان العدو، تكللت بالنصر وغيرت معادلة الصراع في المنطقة. تكتسب ساحات التظاهر الشعبية أهمية بالغة في كونها تحمل العديد من الرسائل والدلالات، إذ إنها تؤكد ثبات الموقف اليمني المناصر لغزة، وتجدد التفويض المطلق للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- في اتخاذ الإجراءات المناسبة لردع العدوان الصهيوني، وإرغامه على وقف العدوان ورفع الحصار. ويجسد الزخم الجماهيري في الساحات ارتباط الشعب اليمني العميق بالقضية الفلسطينية. ويعكس الخروج الجماهيري الواسع في ساحات التظاهرات التلاؤم الشعبي مع القيادة الحكيمة في الموقف الديني والأخلاقي المساند لغزة. ومن الدلالات المهمة التي ترسلها السيول البشرية في ساحات التظاهرات أنها تجسد الجهوزية العالية في التصدي لأي عدوان يقدم عليه. ويؤكد السيد القائد في خطاباته الأسبوعية حول مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة على أهمية الخروج الجماهيري في الساحات، معتبرا التجمهر في الساحات بالجهاد في سبيل الله. ويصف السيد القائد الخروج الأسبوعي في الساحات بأنها من أعظم الأعمال التي يتقرب بها الناس إلى الله، وذلك كونها تغيظ أعداء الله، وتجسد قوله تعالى 'ولا يطئون موطئا يغيض الكفار ولا ينالون من عدو نيلاً إلا كتب لهم به عمل صالح'. إرادة راسخة تجاه فلسطين وفي هذا السياق يؤكد مدير عام التوجيه والإرشاد بأمانة العاصمة الدكتور قيس الطل أن التجمهر اليمني المليوني في الساحات يعبر عن الإرادة اليمنية الراسخة في التمسك بالقضية الفلسطينية وعدم التخلي عنها. وفي تصريح خاص لموقع أنصار الله يستعرض الطل أبرز الرسائل والدلالات التي تحملها السيول البشرية في ساحات التظاهرات، حيث تعبر عن رفض اليمنيين التام والقاطع للمجازر الصهيونية التي يقدم عليها كيان العدو في قطاع غزة. ويضيف 'المسيرات الشعبية ترسل رسائلها للشعوب العربية والإسلامية في أن يلتفتوا إلى ذلك الأثر العظيم الذي تركه القرآن الكريم وثقافته العالية وتربيته العظيمة في هذا الشعب اليمني'. وللمسيرات الشعبية الواسعة في الساحات دور اساسي ومهم في استنهاض الشعوب العربية والإسلامية، وتذكيرهم بمسؤولياتهم الدينية والأخلاقية تجاه القضية الفلسطينية. وتحبط المسيرات الشعبية المخططات الصهيونية والأمريكية الرامية لعزل الأمة الإسلامية عن قضاياها المركزية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. ويشير الطل إلى أن الشعب اليمني بثباته منقطع النظير في ساحات التظاهرات يثبت للعدو الأمريكي والإسرائيلي فشل الحرب الناعمة التي تسعى لتدجين الأمة العربية والإسلامية وتجريدها من قيمها وأخلاقها ودينها. ويلفت إلى أن الشعب اليمني يجدد أسبوعيا تحديه للعدوان الأمريكي والإسرائيلي، ويؤكد لهم أن اليمنيين بلا استثناء حاضرون في الميدان ومستعدون للمواجهة، وأنهم كما انتصروا في الميدان العسكري سينتصرون في معركة الوعي. تكامل الموقف اليمني إسناداً لغزة وتعكس ساحات التظاهرات تكامل الموقف اليمني العسكري والشعبي والسياسي والاقتصادي المساند لغزة. وحول هذه الجزيئة يقول الباحث في الشؤون الدينية حمود الأهنومي 'يثبت اليمنيون بالخروج المتصاعد أسبوعا بعد أسبوع وشهرا بعد شهر أنهم يأخذون منحى متصاعدا في مواجهة كيان العدو الإسرائيلي'. ويضيف 'هذا الأمر الذي يجب أن يفهمه أعداء هذه الأمة، أن اليمن من الشعوب التي لا يمكن تهديدها ولا ردعها؛ ذلك أنهم يأخذون قضية فلسطين وقضايا الأمة المركزية من منطلق إيماني، ويرون أن الأوامر الإلهية تلزمهم بالتحرك على هذا النحو الفاعل، وهذا أمر لا يمكن التعامل معه بأي نوع من أنواع التعامل'. ويؤكد الأهنومي أن اليمنيين يحرصون على تأدية هذا الفرض الجماهيري، ليكتمل المشهد اليمني عسكريا ورسميا وشعبيا وجماهيريا، فيقوى الموقف، ويتأكد الاتجاه، ويتحدد المصير العظيم. اكتمال المشهد يعني أن الموقف اليمني موقف صلب وغير قابل للتراجع أو التأثُّر، لا بالضربات العسكرية ولا بالحرب الاقتصادية ولا بغيرهما. ويرى أن التجمهر في الساحات يعبر عن حالة استفتاء يمنية شعبية جماهيرية للقائد وتوجهاته، موضحا أن الزخم الجماهيري في الساحات يعكس الاستجابة السريعة للسيد القائد يحفظه الله. وينظر شعوب العالم بإعجاب وإكبار وإجلال للموقف اليمني المساند لغزة، إذ إن ساحات التظاهرات تمثل مصدر إلهام لكل أحرار العالم. ووفق الأهنومي فإن الموقف اليمني المساند لغزة يكتسب تأثيرا إقليميا وعالميا، موضحا أن العديد من أحرار العالم يدركون قيمة الموقف اليمني ويصفونه بالإنساني. ويحاول العديد من أحرار العالم الانتصار لغزة من خلال الخروج الجماهيري في الساحات بين الحين والآخر، غير أن الأنظمة الحاكمة تقمع تلك المظاهرات، وترغمهم على إخلاء الساحات بذرائع وحجج واهية كالحفاظ على السكنية العامة والمعاداة للسامية، وغيرها من المصطلحات التي تتبناها الأنظمة حماية وخدمة لكيان العدو الإسرائيلي. وفي هذا السياق يصف عميد كلية التربية بجامعة صنعاء البروفيسور سعد العلوي تجمهر ملايين اليمنيين بالاستثناء العربي والإسلامي الوحيد في ظل الصمت والخنوع والخضوع العربي حكاما وشعوب. ويقول -في تصريح خاص لموقع أنصار الله- 'هو رسالة تعكس مستوى الوعي والبصيرة والثبات على الحق الذي بلغه الشعب اليمني تجاه القضية الفلسطينية وتجاه مظلومية غزة'. ويتساءل العلوي: أي شعب في العالم قد بلغ هذا المستوى من العطاء والبذل والتضحيات غير الشعب اليمني؟ وأي قيادة في العالم قد بلغت هذا الموقف الإيماني في قيادة الأمة الإسلامية في معركتها المصيرية والوجودية الإيمانية ضد الأعداء من اليهود والنصارى غير قيادة السيد العلم المولى عبد الملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله. ويشير إلى أن تجمهر ملايين اليمنيين وما يشكله من تهديد فعلي للعدو الصهيوني الأمريكي يتجسد في حرص العدو على رصد عدد المشاركين وحجم المسافة بين خطوط المتجمهرين، وبين تجمهر وآخر عبر الأقمار الاصطناعية ومراكز الدراسات. ويلفت إلى أن العدو الأمريكي والإسرائيلي لا يستوعب أن تجمهر ووقفات الشعب اليمني نابع من التزام إيماني أخلاقي، وتعبير عن وعي وبصيرة ثاقبة واستمرارية لن تتوقف إلا بالنصر لغزة والانتصار لفلسطين. ويعتبر العلوي التجمهر المليوني في مئات الساحات جزءاً من معركة يخوضها الشعب اليمني وقيادته الثورية والسياسية وقواته المسلحة الباسلة تكللت بالحصار البحري والجوي للعدو الصهيوني والأمريكي، وتغيير معادلة الصراع في المنطقة بأن يكون لليمن القيادة والريادة في إلحاق الهزيمة وتحقيق النصر على أعداء الأمة، والعاقبة للمتقين. وفي المجمل تبقى ساحات التظاهرات اليمنية هي الضمير الحي للأمة الإسلامية، والميدان الأمثل للتعبير عن موقف اليمنيين وثباتهم تجاه غزة.


يمني برس
منذ 12 ساعات
- يمني برس
صعدة : عرض كشفي مبهج يجسد روح الجهاد والتضامن مع فلسطين
يمني برس | شهدت محافظة صعدة اليوم عرضاً رمزياً لكشافة المدارس الصيفية، نظمته اللجنة الفرعية للدورات الصيفية والتعبئة العامة، احتفاءً باختتام الأنشطة الصيفية لهذا العام. حضر الفعالية وزير التربية والتعليم حسن الصعدي ومحافظ صعدة محمد عوض وعدد من المسؤولين، حيث أشادوا بالجهود المبذولة في تنظيم الفعاليات الصيفية، مؤكدين أن هذه الأنشطة تساهم في بناء جيل واعٍ ومحصن بثقافة القرآن الكريم. وتزامن الحفل مع ذكرى استهداف طلاب ضحيان، في رسالة بأن الشعب اليمني لن ينسى تلك الجرائم. وشارك في الدورات الصيفية أكثر من 134 ألف طالب وطالبة، حيث استعرضوا مهاراتهم الكشفية ورفعوا الأعلام اليمنية والفلسطينية، تعبيراً عن تضامنهم مع فلسطين وقضايا الأمة.