logo
متى... «كاليدونيا» الفلسطينية؟

متى... «كاليدونيا» الفلسطينية؟

الشرق الأوسط١٥-٠٧-٢٠٢٥
إذا كانت فرنسا، المُحتفِلُ شعبُها أول من أمس بيوم عيدها الوطني، تستطيع التوصل إلى اتفاق استقلال مع شعب يسكن أرض أجداده البعيدة عنها آلاف الأميال، والمنتمي إلى أعراق تختلف كُلياً عن فرنسيي ثورة اقتحام «الباستيل» عام 1789، أفلا يجوز التساؤل عن سر عجز زعماء إسرائيل، قدمائهم الأموات، كمعظم الأحياء منهم، عن الاتفاق مع الشعب الفلسطيني، فتنهض دولة فلسطين المستقلة، مثلما جرى السبت الماضي، إعلان استقلال «كاليدونيا الجديدة»، الذي منح أهلها حق إنشاء دولة تتمتع بحكم ذاتي ضمن جمهورية فرنسا ذاتها؟ بلى، جائز لكل امرئ يتوق إلى رؤية الشعبين، الفلسطيني والإسرائيلي، يعيشان بسلام، ويتطلع إلى توقف تدفق أنهار الدماء، أن يسوق هذا التساؤل الآن، رغم أنه طُرِح من قبل مراراً، وحتى لو أن الجواب واضح ومعروف لكل متابع، وذي دراية، بعمق تشابكات صراع فاق، أو كاد، في تعقيداته، صراعات الدنيا كلها.
ثمة أكثر من مبرر لأن يُعاد طرح السؤال اليوم، وبإلحاح أشد مما مضى، بعدما أنزلت حرب «طوفان الأقصى» من الأهوال على الجانبين، رغم الفارق الساطع، والبون الشاسع، بين الذي نزل بقطاع غزة، ومعظم الضفة الغربية، من فواجع ودمار، وبين خسائر الإسرائيليين غير المسبوقة هي أيضاً، في سابق حروب الدولة العبرية كلها، إنْ لجهة عدد القتلى، أو من حيث حجم الاختراق الأمني، ثم التأثير المُجتمعي المُترتب على زلزال السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023. رُبَّ سائل باستغراب: لماذا اقتصار التساؤل عن العجز في الجانب الإسرائيلي، ألم يعجز قادة الفصائل الفلسطينية كذلك عن تحقيق الهدف ذاته؟ الجواب الصحيح عن هكذا تساؤل هو التالي: نعم الفشل موجود أيضاً في الجانب الفلسطيني، إنما عند التدقيق في التفاصيل سوف يتضح لأي باحث مستقل، أن مسؤولية الطرف الإسرائيلي تفوق المقابلة لها فلسطينياً بأضعاف مضاعفة.
هناك أكثر من سبب يبرر تحميل الجانب الإسرائيلي النصيب الأكبر من مسؤولية ذلك الفشل. يكفي، مثلاً، التذكير بحقيقة أن ذراع إسرائيل الضاربة كانت خلال ثماني سنوات من تأسيسها عام 1948، قد بلغت من القوة حد القدرة على أن تشكل الضلع الثالث مع بريطانيا وفرنسا في مثلث العدوان الثلاثي ضد مصر عام 1956، الذي وُثق تاريخياً باسم «حرب السويس»، والذي أمكنها خلاله احتلال قطاع غزة، بعدما احتل جيشها معظم سيناء وتوقف عند مشارف قناة السويس. إن إسرائيل، التي بتلك القوة آنذاك، كان بوسعها، بعدما أجبرها الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور على الانسحاب من كل الأراضي التي احتلتها، أن يقرر زعماؤها وقف مخططاتهم التوسعية، والبدء بالتفكير جدياً في سلام شامل مع الفلسطينيين والعرب. لكن الذي حصل هو العكس تماماً، فعقلية التوسع الاستيطاني ظلت هي المسيطرة، ولا تزال.
يبقى القول إن عالَماً يشهد ولادة متيسرة جداً، لدولة «كاليدونيا الجديدة»، بموجب اتفاق بين طرفين تفصل بينهما آلاف الأميال، كان بوسعه، ولم يزل، فرض قيام دولة الفلسطينيين على جزء من أرض أجدادهم فرضاً. لقد قيل دائماً: إذا وُجدت الإرادة فُتحت كل الطرق أمامها... فمتى تزول العوائق التي تعترضها؟
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

طالبة فلسطينية متهمة بمعاداة السامية «من المتوقع أن تغادر» فرنسا
طالبة فلسطينية متهمة بمعاداة السامية «من المتوقع أن تغادر» فرنسا

الشرق الأوسط

timeمنذ 5 دقائق

  • الشرق الأوسط

طالبة فلسطينية متهمة بمعاداة السامية «من المتوقع أن تغادر» فرنسا

أفاد مصدر دبلوماسي فرنسي بأنه «من المتوقع أن تغادر» طالبة فلسطينية من غزة فرنسا بتهمة «تمجيد الإرهاب» بعد نشرها تدوينات اعتُبِرت معادية للسامية. أفاد مصدر دبلوماسي فرنسي، اليوم (الخميس)، بأنه «من المتوقَّع أن تغادر» طالبة فلسطينية من غزة البلاد في ظل تحقيق قضائي يستهدفها بتهمة «تمجيد الإرهاب وتمجيد جرائم ضد الإنسانية»، بعد نشرها تدوينات اعتُبِرت معادية للسامية. وأوضح المصدر لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن الشابة التي وصلت إلى فرنسا في 11 يوليو (تموز)، حصلت على منحة حكومية لتدرس في معهد العلوم السياسية في ليل بشمال فرنسا، مضيفاً أنه يتم إجراء تحقيق داخلي أيضاً «لضمان عدم تكرار هذا الأمر». ولم يحدد المصدر البلد الذي ستتوجه إليه الطالبة. يُشار إلى أن فرنسا تضم أكبر عدد من السكان اليهود والمسلمين في غربي أوروبا، وغالباً ما يؤدي القتال في الشرق الأوسط إلى احتجاجات أو توترات أخرى في فرنسا.

واشنطن تفرض عقوبات على أفراد في السلطة الفلسطينية ومنظمة «التحرير»
واشنطن تفرض عقوبات على أفراد في السلطة الفلسطينية ومنظمة «التحرير»

الشرق الأوسط

timeمنذ 5 دقائق

  • الشرق الأوسط

واشنطن تفرض عقوبات على أفراد في السلطة الفلسطينية ومنظمة «التحرير»

ذكرت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، (اليوم الخميس)، أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على مسؤولين في السلطة الفلسطينية وأعضاء في منظمة «التحرير» الفلسطينية، قائلة إنهما تقوّضان جهود السلام. وأضاف البيان أن هذه الخطوة تمنع المستهدَفين بالعقوبات من الحصول على تأشيرات سفر إلى الولايات المتحدة، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وأورد البيان: «من مصلحة أمننا القومي فرض عواقب ومحاسبة منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية على عدم الامتثال لالتزاماتهما، وتقويض آفاق السلام».

ويتكوف يصل إسرائيل.. وترمب يشترط استسلام «حماس» لإنهاء أزمة غزة
ويتكوف يصل إسرائيل.. وترمب يشترط استسلام «حماس» لإنهاء أزمة غزة

عكاظ

timeمنذ 19 دقائق

  • عكاظ

ويتكوف يصل إسرائيل.. وترمب يشترط استسلام «حماس» لإنهاء أزمة غزة

فيما اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أن السبيل الأسرع لإنهاء الأزمة الإنسانية في قطاع غزة هو استسلام حركة حماس وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، وصل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف اليوم (الخميس) إلى إسرائيل لعقد اجتماعات رفيعة المستوى مع المسؤولين الإسرائيليين. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أنه من المقرر أن يلتقي ويتكوف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت لاحق اليوم لمناقشة الأوضاع الإنسانية في غزة والمحادثات الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في القطاع. وعرقل مجلس الشيوخ الأمريكي في وقت متأخر أمس قرارين كان من شأنهما حظر مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل رداً على قتل الفلسطينيين في قطاع غزة، إلا أنهما حظيا بدعم أكبر من إجراءات مماثلة شهدها الكونغرس في وقت سابق من هذا العام. وقدم السيناتور بيرني ساندرز، وهو مستقل عن ولاية فيرمونت وداعم للديمقراطيين، القرارين، وجرت عرقلتهما بأغلبية 73 صوتاً مقابل 24، و70 صوتاً مقابل 27 في المجلس المؤلف من 100 عضو. من جهة ثانية، بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اليوم مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو في واشنطن تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع. وذكرت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، أن عبد العاطي شدد لروبيو على ضرورة التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار في غزة، مؤكداً ضرورة حقن دماء الفلسطينيين وضمان تدفق المساعدات إلى القطاع في ظل ما يعانيه من أوضاع كارثية نتيجة لسياسة إسرائيلية ممنهجة للتجويع، وأهمية سرعة التعامل مع هذه الأزمة الإنسانية الملحة. وشدد الوزير المصري على ضرورة طرح أفق سياسي لتحقيق تسوية عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية، واستعادة الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وعلى رأسها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على خطوط 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. وأعرب عبد العاطي عن تطلع مصر لمواصلة العمل الوثيق مع الإدارة الأمريكية لإرساء أسس السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط بما يحقق مصالح جميع شعوب المنطقة. من جهة أخرى، وصف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو اليوم الأوضاع عند مراكز توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية في القطاع بأنها فضيحة ومخزية ويجب أن تتوقف. وفي سياق آخر، حذّرت منظمة «أطباء بلا حدود» اليوم من تفاقم كارثة سوء التغذية والجوع بين الأطفال في قطاع غزة، موضحة أن عدد الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من سوء تغذية حاد تضاعف 3 مرات خلال الأسابيع الماضية بغزة. وأشارت إلى أن فرقها بقطاع غزة تستقبل يومياً 25 حالة سوء تغذية حاد جرّاء استمرار الحصار والهجمات الإسرائيلية، مؤكدة على لسان مسؤولة الاتصالات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إيناس أبو خلف أن «الوضع في غزة كارثي بكل المقاييس، ويتدهور يوماً بعد يوم»، استناداً إلى مشاهدات فرق المنظمة العاملة في الميدان. أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store