logo
التوحُّش لن يحقق لأمريكا أهدافها

التوحُّش لن يحقق لأمريكا أهدافها

26 سبتمبر نيت٢١-٠٤-٢٠٢٥

26 سبتمبرنت: أحمد الزبيري/
إجرامٌ وتوحُّش أمريكي جسَّدته سلسلة الغارات التي استهدفت ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة، راح ضحيتها عشرات الشهداء وأكثر من 150 جريحاً، وهذه الجريمة تجسّد الفشل والهزيمة للإمبراطورية العُظمى المُسماة أمريكا.
ميناء رأس عيسى والمنشآت النفطية فيه، بنية تحتية خدمية، وهذا معروف للقاصي والداني، ومع ذلك تتفاخر ما تُسمى بالقيادة الأمريكية الوسطى أنها استهدفت هذه المنشأة وتحاول أن تقدّم صورة إنجاز سوف يرتد على هذه الإمبراطورية وعلى كيان الصهاينة في المدى القصير والمتوسط والطويل..
الأهم أن تصريحات القيادة الوسطى تعترف بأنها استهدفت منشأة اقتصادية مدنية للإضرار بالشعب اليمني والأحرار من أبنائه الصامدين المواجهين انتصاراً لغزة وأبنائها وفلسطين والمقدسات فيها؛ في حين أن طائرات وقاذفات من نوع شبح تمارس وحشيتها وهمجيتها على الشعب اليمني من أجل حماية كيان الصهاينة ولن تحميه.. والاعتقاد أن غزة واليمن في هذه المواجهة وحيدان لن يحقق نصراً بل يعمّق الهزيمة لهذه الامبراطورية التي قامت على التوحُّش، ويسرّع من انكشاف الكيان الصهيوني وأمريكا والغرب الأطلسي؛ وكلما أوغروا في الدم اليمني والفلسطيني كان الثمن الذي سيدفعونه أكبر؛ وكل السرديات الصهيونية والأمريكية لم يعد لها معنى..
ترامب يستدعي نتنياهو على عجل لمناقشة ملفات حملها النازي الصهيوني رئيس حكومة الكيان لمواصلة مخططاتهم وإعادة توزيع الأدوار؛ في حين أن الإعلام الأعرابي العبري كان يتحدث عن المفاوضات حول الملف النووي الإيراني وتأجيل الحرب على طهران واستهداف منشآتها النووية، لتأتي القنوات الإعلامية الصهيونية وتعطي إشارات حول حقيقة ما دار..
في هذا السياق، علينا أن لا نغفل تريليونات أنظمة البترودولار التي قدمتها بشكل صريح السعودية والإمارات، وبشكل خفي بعض الأنظمة الخليجية تحت غطاء استثمارات، بينما هي بالحقيقة لتمويل حروب كيان العدو الصهيوني وأمريكا، ونَـفْـيُـهم أنهم غير متورطين بالحرب الأمريكية على اليمن تأكيدٌ حسب قوانين المنطق وتفسّره تحرُّكات المسئولين السعوديين والإماراتيين والاستقبالات لمسئولين أمريكيين وغربيين وصهاينة، واصطحاب وزير الدفاع السعودي بمن يُسمى سفير المملكة في اليمن هو مؤشر إضافي لِما ذهبنا إليه، ولا فرق إنْ كانت هذه الزيارات لواشنطن أو طهران..
بعد زيارة بن سلمان الصغير لأمريكا تصاعدت الهجمات الوحشية على اليمن، وأصبحت الشراكة السعودية والإماراتية واضحة فيها، واستهداف المنشآت المدنية والمدنيين يبيّن الدور السعودي والإماراتي وقيادة أمريكا له طوال السنوات الماضية، ولا يمكن فصله عن مخططات تأمين الكيان الصهيوني وتمكينه ليكون وكيلاً حصرياً للإمبريالية الأمريكية ليتفرغ لما هو أكبر، ونقصد هنا بدرجة رئيسية مواجهة الصين وحرب الرسوم الجمركية الأمريكية التي هي ظاهرياً على الأعداء والأصدقاء، وفي جوهرها تستهدف الصين، وهُزِمت فيها أمريكا قبل أن تبدأ..
رَدُّ اليمن -قيادةً وشعباً- على جريمة رأس عيسى جاء سريعاً ومن ميدان السبعين، ولعل إعلان البيان العسكري باستهداف الكيان الصهيوني في عُمقه وضرب حاملات الطائرات القديمة "ترومان" والحديثة "فينسون" في البحرين الأحمر والعربي، وإسقاط الطائرة الـ20 المُسيَّرة "إم كيو-9"، يعبّر عن وعي هذا الشعب وتمسُّكه بموقفه وصحة وصوابية هذا الموقف الذي جعل أمريكا تتخبط وتلجأ إلى المجازر مكرّرةً ما تعرَّض له الشعب اليمني طوال السنوات العشر الماضية، وما تعرَّض ويتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة.. واستهداف المنقذين والمسعفين في رأس عيسى يبيّن أن الأمريكي والصهيوني والسعودي والإماراتي ومن يدور في فلكهم هم شيء واحد، وأن التوحُّش والإرهاب صناعة أمريكية تعكس طبيعة هزيمتها من فيتنام، مروراً بأفغانستان والعراق، وصولاً إلى اليمن.. ويبقى التذكير بأن ثمن المواجهة والتصدّي لهذا الإجرام والتوحُّش أقل بما لا يقارَن بثمن الاستسلام لأولئك البُغاة المنحطين عسكرياً وسياسياً وأخلاقياً وإنسانياً.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الوحدة مصير
الوحدة مصير

26 سبتمبر نيت

timeمنذ 3 أيام

  • 26 سبتمبر نيت

الوحدة مصير

26 سبتمبرنت :أحمد الزبيري/ ما مر به اليمن خلال ثلاثة عقود ونصف وهي أعوام عمر إعادة وحدتهم من فتن وصراعات ومؤامرات وحروب كافية ليفهم اليمنيين ان وحدتهم ليست خيارا بل مصير . لا نحتاج لتقديم جردة حساب ولا نحتاج لتحميل المسؤولية لما حصل فكل هذا بات معروفا والعامل الخارجي الإقليمي والدولي كان له دور كبير فيما تعرض له اليمن بدأ من فتنة وتامر بعد الثاني والعشرين من ما يوم1990 والنتائج التي تمخضت عن استقواء أدوات الداخل بالقوى الأجنبية القريبة والبعيدة ولا فرق بين من نظروا الى الوحدة بعيون واحقاد الأشقاء وعلى رأسهم النظام السعودي وبين من استقووا بالغرب وأمريكا لتصفية حساباتهم مع أحد الاطراف المحسوبة على الشرق باعتبارهم بقايا الحرب الباردة. وللتذكير كانت الاغتيالات والتكفير ودور مشايخ الاخوان والسفلية الوهابية الذين رفضوا الوحدة ليس كما ادعوا انها وحدة مع كفرة وملحدين وشيوعيين بل لأن اسيادهم في الرياض وابوظبي والدوحة ومن خلفهم بريطانيا وامريكا أمروهم بذلك ولا من أولئك الذين هربوا مما كانوا يخافون منه الى الوحدة مع التحولات العالمية والذين عادوا ليس فقط للنظام الشطري او الانفصال بل للخروج من جلدهم ومن خرج من جلده جيف وهذا ما بات واضحا . وها نحن في الذكرى الـ35 للوحدة تعود بنا الذاكرة الى ما قبل 90 و89 – ومن لم يعد يذكر نعود الى شهر نوفمبر 89 والذي اعلن فيه الاتفاق على إعادة اليمن بشطريه الى سياقه التاريخي الصحيح..واذا ما تجاوزنا كل هذا سنجد ان الكثير من اليمنيين الذين انساقوا وراء الشعارات والمشاريع التقسيمية والمدمرة بعفوية يستعيدون وعيهم ويكتشف الكثير منهم ان لا خير لليمن واليمنيين الا بوحدتهم وان لا خيار أمامهم الا التفاهم والتلاقي والحوار خاصة وان هذا البلد اثبت انه بموقعه الجيوسياسي وبما يزخر به من الثروات سيكون ليس رقما صعبا ومؤثرا بالمعادلات الإقليمية والدولية بل هو من سيرسم اتجاهاتها ويشارك في صنع تحولاتها. أوضاع المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة من السعودي والاماراتي والامريكي والبريطاني تعيش أوضاع كارثية على صعيد الحياة المعيشية والخدمات والوضع الاقتصادي والكبت والقمع السياسي للناس ليكتشفوا ان ما كان يسوقه الغزاة والمحتلين ومرتزقتهم ليس الا وهما والأمور هناك لا تحتاج الا الى محطة كهرباء وكم مليار للاحتفاظ بقوة العملة بدلا من طباعة عشرات الترليونات من الريالات بدون غطاء ولكن المحتلين لا يجلبون الى الدمار والخراب والاذلال وهذا ما يشعر به أبناء تلك المحافظات الذين باتوا على يقين وحتى وان لم تظهر في شعارتهم الا ان مسار الأحداث وما تشهده عدن وحضرموت ولحج وابين وشبوة تؤكد هذه الحقيقة والحالة الاستثنائية الوحيدة الواضحة والصريحة بوحدويتها هي محافظة المهرة. الوحدة بحد ذاتها انجاز عظيم وهي لا تتحمل أخطاء الأشخاص والجماعات والأحزاب وأصحاب النعرات والنزعات المريضة فهذه أفعال بشرية او حيوانية لا فرق وهي ليست كما يسوق البعض انها فعل عاطفي بل هي حاجة موضوعية وهذا ما ادركه المفكرون الوطنيون من أبناء اليمن من وقت مبكر وما ادركه غالبية الشعب اليمني بوعيهم الذي يستند الى تاريخ طويل يعود الى عشرات القرون وهو تراكم أتخذ أحيانا الطابع الوجداني الذي اجتمع مع المصالح الحقيقة لأبناء اليمن جميعا ولهذا قلنا ان الوحدة هي المصير لهذا الشعب اذا أراد ان ينقذ نفسه مما هو فيه اليوم.

نيويورك تايمز: إهدار 7 مليارات دولار في قصف الحوثيين فضيحة للسياسة الأمريكية
نيويورك تايمز: إهدار 7 مليارات دولار في قصف الحوثيين فضيحة للسياسة الأمريكية

اليمن الآن

timeمنذ 4 أيام

  • اليمن الآن

نيويورك تايمز: إهدار 7 مليارات دولار في قصف الحوثيين فضيحة للسياسة الأمريكية

يمن إيكو|ترجمة: قالت صحيفة 'نيويورك تايمز' الأمريكية إن الولايات المتحدة أنفقت سبعة مليارات دولار في الحملة العسكرية ضد قوات صنعاء، خلال إداراتي بايدن وترامب، بدون إنجاز أي نتائج ملموسة، معتبرة أن ذلك يشكل فضيحة ويكشف عن سياسة فاشلة ذات نتائج عكسية. ونشرت الصحيفة، اليوم السبت، تقريراً رصده وترجمه موقع 'يمن إيكو'، جاء فيه أن 'فضيحة (سيجنال) أثارت موجة غضب عارم بسبب الطريقة غير الآمنة التي تبادل بها مسؤولو إدارة ترامب الرسائل النصية حول الضربات العسكرية على اليمن، لكن إذا تعمقنا أكثر، سنجد فضيحة أكبر. إنها فضيحة تتعلق بسياسة فاشلة تُساهم في تمكين عدو للولايات المتحدة، وتُضعف أمننا، وستُودي بحياة آلاف الأشخاص، وهي فضيحة شوهت سمعة الرئيس جو بايدن، لكنها بلغت ذروتها في عهد الرئيس ترامب'. وأضافت: 'نفذ بايدن عاماً من الغارات الجوية على اليمن ضد الحوثيين، والتي استنزفت مليارات الدولارات، لكنها لم تُحقق أيَّ نتائجَ ملموسة، بعد توليه منصبه، صعّد ترامب الضغط على اليمن، فقد قلّص المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء العالم، وتضرر اليمن بشكل خاص'. ووفقاً للتقرير فإن 'فريق إيلون ماسك المختص بخفض التكاليف، بدا غافلاً عن التكاليف التي تنفقها الولايات المتحدة على القنابل في اليمن، فبينما وفرت الولايات المتحدة مبالغ متواضعة بتركها الفتيات الصغيرات يتضورن جوعاً، تم تصعيد حملة بايدن الجوية في اليمن، لتضرب أهدافاً بشكل شبه يومي، وقد كلف الشهر الأول وحده من حملة ترامب الجوية أكثر من مليار دولار من الأسلحة والذخائر'. وأضاف: 'في غضون ستة أسابيع، أسقط الحوثيون سبع طائرات بدون طيار من طراز (إم كيو-9) والتي بلغت تكلفة الواحدة منها نحو 30 مليون دولار، كما خسرت الولايات المتحدة طائرتين مقاتلتين من طراز (إف-18 سوبر هورنيت) بقيمة 67 مليون دولار لكل منهما'. ونقل التقرير عن مؤسسة 'أولويات الدفاع' البحثية في واشنطن أن 'الولايات المتحدة أهدرت، في عهد بايدن وترامب، أكثر من 7 مليارات دولار على قصف اليمن خلال ما يزيد قليلاً عن عامين، ويبدو أن معظم هذا المبلغ أُنفق في عهد بايدن'. كما نقل التقرير عن ليندا بيلمز، الخبيرة في تكاليف الصراعات العسكرية بجامعة هارفارد، قولها إن: '7 مليارات دولار تقدير معقول عند احتساب تكلفة نشر حاملات الطائرات، وأجور القتال، وعوامل أخرى' مضيفة: 'إن إنفاق الولايات المتحدة مقابل الحوثيين غير متكافئ، فنحن ننفق مليون دولار على الصواريخ للرد على طائرات الحوثيين المسيرة التي تتراوح قيمتها بين 200 و500 دولار'. ووفقاً للتقرير، فإنه مقابل المليارات السبعة فقد 'أدت حملة القصف إلى إضعاف القدرة العسكرية الأمريكية، حيث استنفدت الذخائر الأمريكية النادرة، على مدار أكثر من عامين بقليل، ويبدو أن الحوثيين أسقطوا حوالي 7% من إجمالي مخزون أمريكا من طائرات (إم كيو-9) المسيرة'. وأضاف: 'بالنظر إلى الماضي، فقد ساهم ترامب بشكل أساسي في تعزيز سياسة بايدن الفاشلة، لكنه أظهر أيضاً قدرة أكبر من بايدن على تصحيح نفسه'. وتابع: 'ماذا يمكن لترامب أن يفعل لوقف هجمات الحوثيين على السفن؟ الخطوة البديهية هي الضغط على إسرائيل بقوة أكبر لقبول اتفاق يضمن عودة جميع الرهائن وهدنة دائمة في غزة'.

تحقيق يكشف عن طائرة أمريكية قصفر منشأة مدنية في اليمن وقتلت 37 مدنيًا
تحقيق يكشف عن طائرة أمريكية قصفر منشأة مدنية في اليمن وقتلت 37 مدنيًا

اليمن الآن

timeمنذ 6 أيام

  • اليمن الآن

تحقيق يكشف عن طائرة أمريكية قصفر منشأة مدنية في اليمن وقتلت 37 مدنيًا

كشفت منظمة "سام للحقوق والحريات"، في تحقيق شامل، عن قيام طائرة أمريكية بشن غارة جوية على منشأة مدنية في ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة غربي اليمن، ما أسفر عن مقتل 37 مدنيًا وإصابة العشرات، وتدمير كامل للمنشآت السكنية والخدمية. وأكدت المنظمة، في تقريرها المدعوم بالصور وشهادات الناجين، أن الهجوم وقع عند الساعة 11:35 مساء الأربعاء 17 أبريل 2024، حيث أطلقت الطائرة الأمريكية ثلاثة صواريخ على مباني إدارية وسكنية مخصصة للعمال، مما أدى إلى تدمير المبنى الإداري ومطعم العمال ومنشأة الأمن، فضلًا عن سقوط ضحايا بين حراس وعمال وموظفين. وبحسب التحقيق، فإن المنطقة المستهدفة خالية من أي وجود أو تحركات عسكرية، حيث يبعد الموقع المدني عن خزان صافر بأكثر من كيلومترين. ونقلت "سام" شهادات ناجين أكدوا أن الضحايا كانوا مدنيين، بينهم من كان يشاهد مباراة كرة القدم لحظة القصف. ووثّقت المنظمة أدلةً على استخدام صواريخ تُشبه تلك التي تحملها الطائرات الأمريكية من طراز "إم كيو-9 ريبر"، ما يرجح تورط القوات الأمريكية في الهجوم. كما أظهرت صور الأقمار الصناعية أن الموقع مدني بحت، دون أي أهداف عسكرية. واعتبرت "سام" الهجوم انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، مؤكدةً أنه "جريمة حرب" تستوجب تحقيقات دولية ومحاسبة. ودعت المجتمع الدولي ومجلس حقوق الإنسان إلى فتح تحقيق مستقل، ومحاكمة المسؤولين، وتعويض ضحايا الهجوم وأسرهم. يأتي هذا الهجوم ضمن تصاعد الحملة الجوية الأمريكية في اليمن منذ مطلع 2024، وسط إدانات متكررة من منظمات حقوقية لاستهداف المدنيين والبنى التحتية المدنية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store