
قراءة في مآلات الصراع الإسرائيلي – الإيراني وانعكاساته على الاردن
يعيش الشرق الأوسط لحظة فارقة مع تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، الأمر الذي يضع الأردن في موقع جيوسياسي حساس، نظراً لموقعه الجغرافي ومكانته الاستراتيجية في الإقليم، وعلى الرغم من عدم انخراطه المباشر في النزاع، إلا أن تداعيات هذا الصراع تفرض تحديات أمنية واقتصادية واجتماعية على المملكة.
أولاً: البعد الأمني والسياسي:
حرصت المملكة الاردنية الهاشمية على اتباع سياسة الحياد الإيجابي ، إلا أن اعتراضها لمسيرات إيرانية متجهة نحو إسرائيل في أبريل الماضي خشية سقوطها على اراضي المملكة ، أثار موجة من الاحتجاجات الداخلية واتهامات بمساندة إسرائيل عسكرياً [1]. و في المقابل، سعت الحكومة إلى احتواء الأزمة بفرض قيود على التظاهرات ، مع التمسك بثوابتها تجاه القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية و التزامها بثوابت الثورة العربية الكبرى.
ثانياً: البعد الاقتصادي:
أدت الأزمة الإقليمية إلى تراجع قطاع السياحة الذي يشكل نحو 15% من الناتج المحلي الأردني، حيث ألغيت حجوزات جماعية ، وعلّقت مشاريع استثمارية في جنوب المملكة. ورغم ذلك، حافظ الاقتصاد على نمو معتدل وصل الى (2.7%) مدعوماً بالمساعدات الأمريكية والخليجية ، والتي تشمل دعم مشاريع استراتيجية حتى عام 2029.
ثالثاً: ملفات الطاقة والمياه : تجميد اتفاقيات "الطاقة مقابل المياه" مع إسرائيل بعد حرب غزة ، شكّل عبئاً إضافياً على الموارد المائية المحدودة في الأردن ، و في المقابل، تعمل الحكومة على تطوير بدائل محلية كتحلية المياه في العقبة ، رغم التحديات البيئية والمالية.
رابعا: العلاقات الدولية والدعم الاستراتيجي:
يحافظ الأردن على شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تُترجم في شكل مساعدات سنوية وتعاون أمني متزايد. ولا يزال هذا التحالف متيناً، بما في ذلك المساعدات السنوية العسكرية والاقتصادية (حوالي 1.45 مليار دولار حتى 2029)، إلى جانب دعم من الاتحاد الأوروبي و دول الخليج العربي، وهناك تعاون أمني متزايد: لتعزيز الدفاعات العسكرية ، كطلب منظومات باتريوت وتحديث سلاح الجو بإف 16 بلوك 70، يعزز حماية الأجواء والحدود من اختراقات المتوقعه.
يواجه الأردن اختباراً تاريخياً في ظل التداخل الإقليمي المتصاعد، وهو مطالب بالحفاظ على توازنه الداخلي، وحماية أمنه القومي، وتعزيز استقراره الاقتصادي، عبر تنويع مصادر الدخل والطاقة، وتوسيع علاقاته الاستراتيجية بعيداً عن الاستقطاب :أمنياً: تفاوت بين تهدئة محلية وتحرك دفاعي، مع تجنب المواجهة المباشرة اقتصادياً: صمود نسبي اقتصادي رغم الضربات، بفضل دعمه الدولي والمالي مستقبلياً: المستقبل مُرتبط بإدارة الحكومة لإحباط أي تصعيد إقليمي، واستمرار دعم التحالفات العالمية، إضافة إلى بناء بدائل في الطاقة والمياه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشاهين
منذ ساعة واحدة
- الشاهين
تسع دول أوروبية تدعو لمناقشة إنهاء التجارة مع المستوطنات
الشاهين الاخباري دعت تسع دول من الاتحاد الأوروبي المفوضية الأوروبية إلى تقديم مقترحات لإنهاء تجارة الاتحاد الأوروبي مع المستوطنات بحسب رسالة اطلعت عليها رويترز اليوم. تم التوقيع على الرسالة الموجهة إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس من قبل وزراء خارجية بلجيكا وفنلندا وأيرلندا ولوكسمبورج وبولندا والبرتغال وسلوفينيا وإسبانيا والسويد. يُعد الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري لإسرائيل، حيث يستحوذ على حوالي ثلث تجارتها السلعية. وفي العام الماضي، بلغت قيمة التجارة الثنائية في السلع بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل 42.6 مليار يورو، مع أنه من غير الواضح حجم هذه التجارة المرتبطة بالمستوطنات. أشار الوزراء إلى الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية في يوليو/تموز 2024، والذي يقضي بعدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والمستوطنات فيها. وقضت المحكمة بضرورة اتخاذ الدول تدابير لمنع علاقات التجارة والاستثمار التي تُسهم في هذا الوضع. وكتب الوزراء 'لم نر أي مقترح لفتح مناقشات حول كيفية وقف التجارة في السلع والخدمات من المستوطنات غير الشرعية'. وأضافوا 'نحن بحاجة إلى رؤية مقترحات من المفوضية الأوروبية بشأن خطوات عملية من شأنها ضمان امتثال الاتحاد للالتزامات التي حددتها المحكمة'. قال وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم برافو إن أوروبا يجب أن تضمن أن سياستها التجارية تتوافق مع القانون الدولي. وقال بيرفو في تصريح لرويترز 'لا يمكن فصل التجارة عن مسؤولياتنا القانونية والأخلاقية'. وأضاف أن 'الأمر يتعلق بضمان أن سياسة الاتحاد الأوروبي لا تساهم، بشكل مباشر أو غير مباشر، في إدامة هذا الوضع غير القانوني'. وجاء إرسال الرسالة قبل اجتماع من المقرر أن يعقد في بروكسل في 23 يونيو/حزيران، حيث سيناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي علاقات الكتلة مع إسرائيل. ومن المتوقع أن يتلقى الوزراء رأيا بشأن التزام إسرائيل ببند حقوق الإنسان في الاتفاق الذي ينظم علاقاتها السياسية والاقتصادية مع أوروبا، بعد أن قرر الاتحاد الأوروبي إعادة النظر في التزام إسرائيل بالاتفاق بسبب الوضع في قطاع غزة


الوكيل
منذ 3 ساعات
- الوكيل
أسعار النفط تقفز بعد توسيع إسرائيل نطاق هجومها على مواقع...
02:55 م ⏹ ⏵ تم الوكيل الإخباري- ارتفعت أسعار النفط، الخميس، بعد أن قالت إسرائيل إنها هاجمت مواقع نووية إيرانية في نطنز وأراك خلال الليل، في وقت يترقب فيه مستثمرون بقلق احتمالات توسع نطاق الصراع في الشرق الأوسط بما قد يعطّل إمدادات الخام. اضافة اعلان وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 88 سنتًا أو 1.15% إلى 77.58 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 07:08 بتوقيت غرينتش، بعد أن ارتفعت 0.3% في الجلسة السابقة، التي شهدت تقلبات شديدة أدّت إلى انخفاض الأسعار بما وصل إلى 2.7% خلال التعاملات. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يوليو بمقدار 1.11 دولار أو 1.48% إلى 76.25 دولارًا للبرميل، بعد أن سجّل ارتفاعًا عند التسوية بنسبة 0.4% في الجلسة السابقة، التي انخفضت فيها الأسعار بنسبة وصلت إلى 2.4%. وقال توني سيكامور، محلل السوق لدى "آي.جي"، في مذكرة: "لا تزال هناك علاوة مخاطرة جيدة في السعر، مع ترقّب المتعاملين لمعرفة ما إذا كانت المرحلة التالية من الصراع الإسرائيلي الإيراني ستكون ضربة أميركية أم محادثات سلام". من جهته، قال بنك جولدمان ساكس، الأربعاء، إن علاوة المخاطر الجيوسياسية التي تبلغ نحو 10 دولارات للبرميل لها ما يبررها، بالنظر إلى انخفاض الإمدادات الإيرانية ومخاطر من اضطراب أوسع نطاقًا قد يدفع خام برنت فوق 90 دولارًا.


جفرا نيوز
منذ 3 ساعات
- جفرا نيوز
ما هي القاذفات الأميركية بي-2 والقنابل الخارقة للتحصينات والبدائل؟
جفرا نيوز - تمثل القاذفة الشبح (بي-2 سبيريت) التابعة لسلاح الجو الأميركي إحدى أكثر الأسلحة الاستراتيجية تطورا لدى الولايات المتحدة بقدرتها على اختراق الدفاعات الجوية المتطورة وتوجيه هجمات دقيقة ضد أهداف محصنة مثل شبكة منشآت الأبحاث النووية الإيرانية الواقعة تحت الأرض. وقال وزير الدفاع الأميركي بيتر هيجسيث الأربعاء، إنّ الجيش الأميركي مستعد لتنفيذ أي قرار يتخذه الرئيس دونالد ترامب بشأن إيران، مضيفا أنه كان ينبغي لطهران أن تستجيب لدعوات الرئيس بإبرام اتفاق بشأن برنامجها النووي قبل بدء الضربات الإسرائيلية الجمعة الماضي. ورفض الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي، الأربعاء دعوة ترامب إلى الاستسلام غير المشروط، وقال ترامب إنّ صبره نفد، رغم أنه لم يعط تلميحا إلى خطوته التالية. مواصفات بي-2 سبيريت تبلغ تكلفة الطائرة الأميركية قرابة 2.1 مليار دولار مما يجعلها أغلى طائرة عسكرية على الإطلاق. وصنعتها شركة نورثروب جرومان بتكنولوجيا التخفي المتطورة، وبدأت إنتاجها في أواخر الثمانينيات، لكنه جرى الحد من تصنيعها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. ولم يتم إنتاج سوى 21 قاذفة فقط بعد إلغاء وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) برنامج الاستحواذ الذي كان مخططا له. ويتيح مدى القاذفة الذي يزيد على 6000 ميل بحري دون إعادة التزود بالوقود قدرات هجومية من القواعد الأميركية المنتشرة في أنحاء العالم. ومع إعادة التزود بالوقود جوا، يمكن للقاذفة الوصول إلى أي هدف في جميع أنحاء العالم تقريبا، كما ثبت في مهمات من ميزوري إلى أفغانستان وليبيا. وتسمح حمولتها التي تزيد على 40 ألف رطل بحمل مجموعة متنوعة من الأسلحة التقليدية والنووية. وصممت مخازن الأسلحة الداخلية للقاذفة خصيصا للحفاظ على خصائص التخفي مع استيعاب حمولات كبيرة من الذخائر التي يمكن أن تشمل قنبلتين من طراز جي.بي.يو-57 إيه/بي (موب) الخارق للتحصينات ودقيق التوجيه. وتزن القنبلة الواحدة 30 ألف رطل. ويقلل تصميم الطائرة، لتحمل طيارين اثنين، من عدد الأفراد المطلوبين للحفاظ على الكفاءة التشغيلية وذلك بفضل الأنظمة الآلية المتقدمة. وتشتمل تقنية التخفي في الطائرة على مواد تمتص موجات الرادار وميزات تصميمية تقلل من رصدها من قبل أنظمة الدفاع الجوي المعادية. وتقول تقارير إن ظهور الطائرة على شاشة الرادار يشبه رصد طائر صغير مما يجعلها غير مرئية تقريبا لأجهزة الرادار التقليدية. القنبلة الخارقة للتحصينات (موب) تُمثل القنبلة، التي يبلغ وزنها 30 ألف رطل، أكبر قنبلة تقليدية في الترسانة الأميركية، وهي مصممة خصيصا لتدمير المخابئ المحصنة تحت الأرض. حجمها الضخم يجعل الطائرة بي-2 لا تقدر إلا على حمل واحدة أو اثنتين منها لكنها توفر قدرة اختراق للخنادق لا مثيل لها. ويتيح طول القنبلة البالغ 20.5 قدم ونظام الاستهداف الدقيق الموجه بنظام تحديد المواقع العالمي جيه.بي.إس توجيه ضربات دقيقة ضد منشآت محددة تحت الأرض. كما أن قدرتها على اختراق الخرسانة المحصنة لأكثر من 200 قدم تجعلها فعالة ضد أكثر المنشآت تحت الأرض تحصينا في العالم. حمولات تقليدية تُوفر ذخائر الهجوم المباشر المشترك لطائرة بي-2 قدرة استهداف تقليدية دقيقة ضد الأهداف الثابتة. يمكن نشر هذه الأسلحة الموجهة بنظام جي.بي.إس بأعداد كبيرة، إذ تستطيع القاذفة إصابة أهداف متعددة في وقت واحد بدقة عالية. وتُوسع أسلحة المواجهة المشتركة مدى اشتباك الطائرة مع الحفاظ على خصائص التخفي أثناء الاقتراب. وتُمكن هذه القنابل طائرة بي-2 من ضرب أهداف خارج محيط المجال الجوي المُحصن بشدة. وتُوفر صواريخ المواجهة المشتركة جو-سطح (جيه.إيه.إس.إس.إم) قدرة على توجيه ضربات دقيقة بعيدة المدى بفضل خصائص التخفي التي تتمتع بها. ويُتيح الطراز الموسع لصواريخ المواجهة المشتركة جو-سطح(جيه.إيه.إس.إس.إم-إي.آر) خيارات توجيه ضربات ضد أهداف على بُعد يزيد على 805 كيلومترات. تُعد طائرة بي-2 سبيريت عنصرا أساسيا في الثالوث النووي الأميركي، وهي قادرة على حمل أسلحة نووية استراتيجية بدقة وتخف. ويُمكن للطائرة حمل ما يصل إلى 16 قنبلة نووية من طراز بي83 .