logo
عن مصير الدولار يتحدث محمود محي الدين

عن مصير الدولار يتحدث محمود محي الدين

البشاير٠١-٠٥-٢٠٢٥

المبعوث الخاص للأمم المتحدة لأجندة التمويل 2030. شغل وظيفة النائب الأول لرئيس البنك الدولي لأجندة التنمية لعام 2030، كان وزيراً للاستثمار في مصر، وشغل منصب المدير المنتدب للبنك الدولي. حاصل على الدكتوراه في اقتصادات التمويل من جامعة ووريك البريطانية وماجستير من جامعة يورك.
هذه أيام لينينية، نسبةً إلى واحدة من مقولات مأثورة للزعيم الروسي فلاديمير لينين، بأنه «قد تمضي عقود من الزمن ولا يحدث فيها شيء يُذكر، وهناك أسابيع معدودة يحدث فيها ما يعادل عقوداً». وفي أثناء مشاركتي خلال الأسبوع الماضي في اجتماعات الربيع للبنك وصندوق النقد الدوليَّيْن استمعت إلى كلمات تردّدت على ألسنة مشاركين فيها تعبّر عن هذا المعنى.
فمنهم من يقول إن عام 2015، الذي شهد لحظات متميزة من التعاون الدولي بتدشين أهداف التنمية المستدامة وعقد اتفاق باريس وإطلاق أجندة تمويل التنمية، مضى وكأنه مرّ عليه قرن من الزمان، وليس عشر سنوات، فقد كان أغلبها عجافاً بين حروب ووباء وصراعات مسلحة، وتدهور جيوسياسي أدى إلى حالة من فقدان الثقة، منذرة بمخاطر أكثر شراً.
وتستمع إلى من يردّد كلمات السيدة أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، وهي تؤكد أن «الغرب كما عرفه العالم لم يعد موجوداً»، وأنها نهاية التحالف الأوروبي – الأميركي. في هذه الأثناء ومع تباعد من كانوا من ذوي القربى في السياسة والاقتصاد، يُقرّب النفور المشترك من عجائب إجراءات التعريفة الجمركية بين متباعدي الأمس مع إشارات إلى قنوات متجددة للعلاقات الصينية – الأوروبية؛ فضلاً عن موجة متزايدة الوتيرة للتعاون بين دول الجوار في إحياء لنهج الإقليمية في العلاقات الاقتصادية.
وفي هذا كله يتعرّض الدولار بوصفه عملة دولية لاختبارات الثقة؛ فإذا قُيّدت حركة التجارة والاستثمارات مع الولايات المتحدة، فما دواعي استخدام عملتها على النحو الذي كان، وما زال حتى اليوم، متبعاً؟
الدولار خالي من الصدمات
والإجابة ببساطة أنه لو وُجد البديل، أو البدائل، للدولار لتم الاستغناء عنه، كما حدث لعملات دولية أخرى من قبل. وقد صدرت دراسة عن مجلس محافظي النظام الاحتياطي الفيدرالي منذ عامَيْن، أي قبل الفوضى العارمة التي يشهدها العالم اليوم، عن تقييم الدور الدولي للدولار. وتذكرنا هذه الدراسة بدور الدولار وإقبال الحكومات والمستثمرين الأجانب على أذون الخزانة الأميركية بما يعادل 31 في المائة من قيمتها في عام 2022. وما زال الأجانب يحتفظون بنصف إصدار البنكنوت من عملة الدولار. كما يهيمن الدولار، حتى الآن، على المعاملات في تسوية المعاملات التجارية والمالية وأسواق الديون الدولية.
ومقارنة باليورو فإن 50 في المائة من الناتج المحلي العالمي مسؤولة عنه بلدان تستند إلى الدولار في تقييم معاملاتها، فضلاً عن الولايات المتحدة؛ في حين تبلغ هذه النسبة 5 في المائة فقط لليورو خارج الاتحاد الأوروبي. وهذه نقطة مهمة تُضاف عند مقارنة دور الدولار في الاحتياطي الدولي، البالغ حتى الآن 60 في المائة نزولاً من 71 في المائة في عام 2000، واليورو البالغ 20 في المائة من الاحتياطي الدولي، في حين يتوزّع باقي الاحتياطي الدولي بين الين الياباني (6 في المائة)، والإسترليني (5 في المائة)، والريمينبي الصيني (3 في المائة).
قوة الإقتصاد الأمريكي
واستناداً إلى افتراضات مجلس المحافظين الفيدرالي فهي لا ترى تراجعاً في الدور الدولي للدولار في الأجل المنظور. فهذا الدور مستند إلى «حجم الاقتصاد الأميركي ومتانته، واستقراره، وانفتاحه على التجارة الدولية والتدفقات الرأسمالية، وقوة حقوق الملكية والقانون. ونتيجة لذلك فإن عمق وسيولة الأسواق المالية الأميركية لا نظير لهما، مع وجود عرض كبير من الأصول المالية الآمنة المقومة بالدولار».
كما ترى، فلقد كانت هذه الافتراضات والمقومات محل اعتبار عند صدور هذه الورقة من المجلس الفيدرالي في منتصف عام 2023، بما جعلها تؤكد أن «في غياب أي تغيرات كبيرة الحجم، سياسية أو اقتصادية تُدمّر قيمة الدولار بصفته مخزناً للقيمة أو وسيطاً للمبادلة، وتعزّز في الوقت ذاته من جاذبية بدائله؛ فإنه من الأرجح أن الدولار سيظل العملة الدولية المسيطرة في الأجل المنظور». ولكن ما جرى من إجراءات في الأسابيع الماضية، بما في ذلك قرارات يوم التحرير في الثاني من أبريل (نيسان) الحالي، جعل تلك الافتراضات وعوامل الاستقرار المذكورة محل توتر واضطراب في الزمن الحاضر ناهيك بالأجل المنظور.
تعزيز الإندماج الأوروبي
وتحديداً فقد رأوا في زيادة اندماج أوروبا تحدياً لمكانة الدولار، بما لها من اقتصاد كبير وتجارة حرة ومؤسسات قوية وأسواق لها عمق نسبي، خصوصاً إذا ما توحّدت في إصدار السندات بتعاون مالي أفضل. وها هي أوروبا تُعيد اكتشاف مزاياها الإقليمية في مواجهة إجراءات التعريفة الأميركية.
كما أن هناك تحدياً ثانياً، وهو استعادة الصين مسار نموها، بما يعزّز من مكانة عُملتها. ومن الواضح أن الصين تسير قدماً في ثلاثة مسارات؛ الأول التوجه نحو الداخل بتشجيع الاستهلاك والاستثمار المحليين، والثاني تدعيم أطر سياسات الجوار بما نتابعه من زيارات مكثفة لقيادتها خصوصاً لدول الآسيان، والأخير هو اتخاذ تدابير لتقليل الاعتماد على الدولار وآلياته في تسوية مدفوعات التجارة معها بعملتها، وتبنيها آليات الابتكار المالي عبر الحدود لتخفيض تكلفة وزمن المعاملات مع شركائها التجاريين.
العملات المشفرة
كما أن هناك تحدياً ثالثاً متمثلاً في الأصول المالية المشفرة، مثل «البتكوين» وأخواتها، التي يجب التمييز بينها وبين بما تُعرف بالعملات المستقرة المرتبطة بالدولار. ففي ازدياد التعامل مع هذه المشفرات؛ ابتعاداً عن الدولار، تهديد له، ولكنها لا تخلو ذاتها من مخاطر التقلّب الحاد، وإن أطلق البعض عليها تجاوزاً اسم «الذهب الرقمي»، بما قد يجعل التعامل معها لمن لا دراية له كالمستغيث من الرمضاء بالنار.
إن هذه التغيرات المتسارعة تهدّد عرش الدولار بأيدي القائمين على شؤون السياسة والاقتصاد في بلاده، وإن لم تخلعه منه بعد، ليس لميزة مطلقة في الدولار، ولكن لعيوب نسبية في بدائله.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سعر الذهب اليوم الاثنين 26 مايو 2025 الجنيه الذهب بـ37640 جنيها
سعر الذهب اليوم الاثنين 26 مايو 2025 الجنيه الذهب بـ37640 جنيها

اليوم السابع

timeمنذ 25 دقائق

  • اليوم السابع

سعر الذهب اليوم الاثنين 26 مايو 2025 الجنيه الذهب بـ37640 جنيها

تتأثر الأسواق المحلية بتغيرات المعروض العالمى للذهب ، مع متابعة المستثمرين لحجم الإنتاج في المناجم الكبرى واتجاهات الاستهلاك الصناعي، و يستمر الذهب فى مصر بالتفاعل مع الأسواق العالمية، وسط اهتمام المستثمرين بحركة أسعار الفائدة والعوامل الاقتصادية المؤثرة على الطلب العالمي، وننشر اخر تطورات سعر الذهب اليوم الاثنين فى مصر.. أسعار الذهب في مصر اليوم عيار 24 يسجل 5382.86 جنيه. عيار 21 يسجل 4710 جنيهات. عيار 18 يسجل 4038 جنيهًا. عيار 14 يسجل 3133 جنيهات. الجنيه الذهب 37640 جنيهًا. وارتفعت أسعار الذهب لتسجل أعلى مستوى لها في ما يقرب من 9 أيام، مدعومة بانخفاض الدولار ولجوء المستثمرين إلى الأصول الآمنة وسط حالة من الغموض المالي في الولايات المتحدة، حيث يناقش الكونجرس مشروع قانون ضريبي شامل.

إذاعة جيش الاحتلال: أول قافلة مساعدات تدخل غزة اليوم
إذاعة جيش الاحتلال: أول قافلة مساعدات تدخل غزة اليوم

مصرس

timeمنذ 29 دقائق

  • مصرس

إذاعة جيش الاحتلال: أول قافلة مساعدات تدخل غزة اليوم

نقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن مصادر مطلعة، أن أول قافلة مساعدات إنسانية ستدخل إلى قطاع غزة اليوم الإثنين، في خطوة تهدف إلى تخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع. وأشارت المصادر إلى أن القافلة ستدخل القطاع محملة بمواد غذائية وأدوية، وسط تصاعد المطالبات الدولية بضرورة تأمين وصول المساعدات إلى المدنيين وتوفير الاحتياجات الأساسية للسكان في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.وكان موقع "أكسيوس" قد أفاد في وقت سابق نقلا عن مسؤولين إسرائيليين بأن حكومة الاحتلال الإسرائيلي المصغرة "الكابينيت" قررت استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.وأكدت الحكومة الإسرائيلية أنها "ستدخل كمية من الطعام" لضمان عدم وقوع مجاعة في غزة، وفقا لما جاء في بيان لمكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.وأضاف البيان: "حدوث أزمة مجاعة سيشكل خطرا على استمرار عملية مركبات جدعون للقضاء على حركة حماس".جدير بالذكر أن إسرائيل أغلقت قنوات إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في مارس الماضي.وحذرت المنظمات الإنسانية الأممية وغير الحكومية على حد سواء من وضع كارثي في قطاع غزة بسبب عدم دخول المساعدات وخطر المجاعة. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا

"غزة الإنسانية" تبدأ توزيع المساعدات في القطاع دون مشاركة إسرائيل
"غزة الإنسانية" تبدأ توزيع المساعدات في القطاع دون مشاركة إسرائيل

مصرس

timeمنذ 29 دقائق

  • مصرس

"غزة الإنسانية" تبدأ توزيع المساعدات في القطاع دون مشاركة إسرائيل

أعلنت "مؤسسة غزة الإنسانية" أنها ستبدأ عمليات توزيع المساعدات في قطاع غزة قبل نهاية شهر مايو الجاري، في خطوة تهدف إلى تخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع. وقالت المؤسسة، في بيان الأربعاء، إن إسرائيل وافقت على زيادة عدد مواقع التوزيع الآمنة لتشمل جميع أنحاء غزة، مشددة على أن بيانات المستفيدين من المساعدات لن تُشارك مع إسرائيل أو أي جهة أخرى.وأوضحت المؤسسة أنها طلبت من السلطات الإسرائيلية تسهيل دخول المساعدات باستخدام كافة الوسائل المتاحة، مؤكدة أن "الاستجابة الإنسانية الناجحة يجب أن تشمل جميع السكان المدنيين في غزة".كما كشفت المؤسسة عن تعيين جيك وود مديرًا تنفيذيًّا لها ومسؤولًا عن العمليات داخل القطاع.وفي رسالة رسمية، طالب "وود"، القوات الإسرائيلية بتحديد مواقع آمنة في شمال غزة يمكن تشغيلها خلال 30 يوما لتكون مراكز لتوزيع المساعدات.وأشار البيان إلى أن المنظمات غير الحكومية ستتمكن من تسلم المواد غير الغذائية وتوزيعها، بعد خضوعها للفحص وتسليمها إلى مواقع مؤسسة الإغاثة. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store