logo
دراسة: 75% من أنواع الطيور بأميركا الشمالية في تراجع

دراسة: 75% من أنواع الطيور بأميركا الشمالية في تراجع

الجزيرة٠٤-٠٥-٢٠٢٥

أظهرت دراسة شاملة عن أعداد الطيور أن 3 أرباع أنواع الطيور في مختلف أنحاء أميركا الشمالية آخذة في الانحدار، وهي أحدث علامة على أزمة انقراض بطيئة الحركة تهدد النظم البيئية بأكملها.
واستندت الدراسة التي نشرت في مجلة "ساينس" إلى بحث نُشر عام 2019 استخدم بيانات الرادار ووجد أن أميركا الشمالية فقدت أكثر من 3 مليارات طائر بين عامي 1970 و2017. لكنها ركّزت على دراسة جغرافية أكثر تفصيلا لاتجاهات أعداد ما يقرب من 495 نوعا من الطيور.
وباستخدام نموذج التعلم الآلي لمراعاة التغيرات في كيفية ملاحظة الناس للطيور بمرور الوقت، وجد الباحثون أن 75% من الأنواع الموثقة كانت في انحدار.
وقام فريق البحث بقيادة الأخصائية البيئية بجامعة سانت أندروز في أسكتلندا، أليسون جونستون بتحليل قاعدة بيانات قوية على الإنترنت تسمى "إيبيرد" (eBird)، والتي تجمع أكثر من 100 مليون مشاهدة للطيور من قبل علماء الطيور المحترفين ومراقبي الطيور الهواة في جميع أنحاء العالم كل عام.
وبالنسبة لغالبية أنواع الطيور، كان الانخفاض الملحوظ بين عامي 2007 و2021 هو الأعظم في الأماكن التي توجد فيها بكثرة، مما يشير إلى أن الطيور تكافح حتى في معاقلها.
ويقول العلماء إن الخسائر في أعداد الطيور في القارة يجب أن تكون بمثابة إنذار مبكر للأشخاص الذين يعيشون جنبا إلى جنب مع الطيور.
وقالت جونستون "إن تلك المواقع التي كانت الأنواع تزدهر فيها ذات يوم، والتي كانت البيئة والموئل فيها مناسبين حقا لها، هي الآن الأماكن التي تعاني فيها أكثر من غيرها".
من جهته، قال ريتشارد غريغوري، أستاذ في كلية لندن الجامعية -والذي لم يشارك في البحث- "إن هذه النتيجة تعزز النمط المعروف لتناقص أعداد الطيور، وبشكل عام، تشير الأدلة الكثيرة للأسف إلى تدهور وضع طيور أميركا الشمالية".
ويبدو أن المناطق التي كانت تعتبر في السابق معاقل أو ملاجئ لبعض الأنواع هي نفسها التي تشهد الأزمة الأصعب، في حين تشهد مناطق أخرى ازدهار أنواع لا تعود أصولها إليها، مما يؤشر إلى هجرة جغرافية مرتبطة بالمناخ.
وحسب الدراسة هناك عدة أسباب لهذا التدهور، من بينها رش المزارع -ومعظمها موائل للحشرات التي تتغذى عليها العديد من الطيور- بالمبيدات الحشرية وعلى طول السواحل، وكذلك أعمال البناء وغيرها من الأنشطة التي تلحق ضررا بالشواطئ والأراضي الرطبة حيث تتغذى الطيور وتبني أعشاشها.
كما تؤدي درجات الحرارة الآخذة في الارتفاع في القطب الشمالي إلى تغيير موائل التكاثر الحيوية للطيور التي تعيش وتتكاثر هناك.
ويمكن لهذا التحليل الدقيق أن يساعد العلماء والمسؤولين الحكوميين على فهم العوامل التي تسمح لطيور معينة بالازدهار بشكل أفضل، مما قد يسهم في كيفية حماية أنواع بأكملها.
لكن نشطاء البيئة والمناخ يرون أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدفع قدما بالتغييرات التنظيمية التي تضعف قانونا عمره قرن من الزمان يحمي الطيور المهاجرة وتسمح بمزيد من التعدين والبناء وغيرها من الأنشطة حتى لو كانت تدمر موائل الطيور المهددة بالانقراض وغيرها من الأنواع.
وأشارت أماندا رودوالد، عالمة البيئة بجامعة كورنيل والتي شاركت في تأليف الدراسة، إلى أن بعض الضغوط نفسها التي تثقل كاهل الطيور، مثل تغير المناخ وتلوث الهواء، ضارة أيضا بصحة الإنسان ورفاهيته.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دراسة: 75% من أنواع الطيور بأميركا الشمالية في تراجع
دراسة: 75% من أنواع الطيور بأميركا الشمالية في تراجع

الجزيرة

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

دراسة: 75% من أنواع الطيور بأميركا الشمالية في تراجع

أظهرت دراسة شاملة عن أعداد الطيور أن 3 أرباع أنواع الطيور في مختلف أنحاء أميركا الشمالية آخذة في الانحدار، وهي أحدث علامة على أزمة انقراض بطيئة الحركة تهدد النظم البيئية بأكملها. واستندت الدراسة التي نشرت في مجلة "ساينس" إلى بحث نُشر عام 2019 استخدم بيانات الرادار ووجد أن أميركا الشمالية فقدت أكثر من 3 مليارات طائر بين عامي 1970 و2017. لكنها ركّزت على دراسة جغرافية أكثر تفصيلا لاتجاهات أعداد ما يقرب من 495 نوعا من الطيور. وباستخدام نموذج التعلم الآلي لمراعاة التغيرات في كيفية ملاحظة الناس للطيور بمرور الوقت، وجد الباحثون أن 75% من الأنواع الموثقة كانت في انحدار. وقام فريق البحث بقيادة الأخصائية البيئية بجامعة سانت أندروز في أسكتلندا، أليسون جونستون بتحليل قاعدة بيانات قوية على الإنترنت تسمى "إيبيرد" (eBird)، والتي تجمع أكثر من 100 مليون مشاهدة للطيور من قبل علماء الطيور المحترفين ومراقبي الطيور الهواة في جميع أنحاء العالم كل عام. وبالنسبة لغالبية أنواع الطيور، كان الانخفاض الملحوظ بين عامي 2007 و2021 هو الأعظم في الأماكن التي توجد فيها بكثرة، مما يشير إلى أن الطيور تكافح حتى في معاقلها. ويقول العلماء إن الخسائر في أعداد الطيور في القارة يجب أن تكون بمثابة إنذار مبكر للأشخاص الذين يعيشون جنبا إلى جنب مع الطيور. وقالت جونستون "إن تلك المواقع التي كانت الأنواع تزدهر فيها ذات يوم، والتي كانت البيئة والموئل فيها مناسبين حقا لها، هي الآن الأماكن التي تعاني فيها أكثر من غيرها". من جهته، قال ريتشارد غريغوري، أستاذ في كلية لندن الجامعية -والذي لم يشارك في البحث- "إن هذه النتيجة تعزز النمط المعروف لتناقص أعداد الطيور، وبشكل عام، تشير الأدلة الكثيرة للأسف إلى تدهور وضع طيور أميركا الشمالية". ويبدو أن المناطق التي كانت تعتبر في السابق معاقل أو ملاجئ لبعض الأنواع هي نفسها التي تشهد الأزمة الأصعب، في حين تشهد مناطق أخرى ازدهار أنواع لا تعود أصولها إليها، مما يؤشر إلى هجرة جغرافية مرتبطة بالمناخ. وحسب الدراسة هناك عدة أسباب لهذا التدهور، من بينها رش المزارع -ومعظمها موائل للحشرات التي تتغذى عليها العديد من الطيور- بالمبيدات الحشرية وعلى طول السواحل، وكذلك أعمال البناء وغيرها من الأنشطة التي تلحق ضررا بالشواطئ والأراضي الرطبة حيث تتغذى الطيور وتبني أعشاشها. كما تؤدي درجات الحرارة الآخذة في الارتفاع في القطب الشمالي إلى تغيير موائل التكاثر الحيوية للطيور التي تعيش وتتكاثر هناك. ويمكن لهذا التحليل الدقيق أن يساعد العلماء والمسؤولين الحكوميين على فهم العوامل التي تسمح لطيور معينة بالازدهار بشكل أفضل، مما قد يسهم في كيفية حماية أنواع بأكملها. لكن نشطاء البيئة والمناخ يرون أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدفع قدما بالتغييرات التنظيمية التي تضعف قانونا عمره قرن من الزمان يحمي الطيور المهاجرة وتسمح بمزيد من التعدين والبناء وغيرها من الأنشطة حتى لو كانت تدمر موائل الطيور المهددة بالانقراض وغيرها من الأنواع. وأشارت أماندا رودوالد، عالمة البيئة بجامعة كورنيل والتي شاركت في تأليف الدراسة، إلى أن بعض الضغوط نفسها التي تثقل كاهل الطيور، مثل تغير المناخ وتلوث الهواء، ضارة أيضا بصحة الإنسان ورفاهيته.

زلزال إسطنبول الكبير هل بات حدوثه مسألة وقت؟
زلزال إسطنبول الكبير هل بات حدوثه مسألة وقت؟

الجزيرة

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

زلزال إسطنبول الكبير هل بات حدوثه مسألة وقت؟

رغم مرور الزلزال الأخير بقوة 6.2 درجات على مقياس ريختر الذي شهدته مدينة إسطنبول التركية -دون خسائر تذكر- إلا أنه أثار مخاوف من أن يكون مقدمة للزلزال الأكبر الذي يتحدث عنه الخبراء منذ فترة ليست بالقصيرة. وتحدثت الكثير من الدراسات عن "الوحش الزلزالي" النائم تحت إسطنبول تلك المدينة التي تتقاطع تحتها خطوط الصدع النشطة، وبات السؤال الذي يشغل الخبراء والمواطنين على حد سواء: هل كان الزلزال الأخير مجرد إنذار من باطن الأرض للتذكير بأن الأسوأ لم يأت بعد؟ صدع شمال الأناضول لا تستبعد عالمة الزلازل جوديث هوبارد من أن يلعب الزلزال الأخير دورا مساعدا في التسريع من وتيره استيقاظ هذا الوحش الزلزالي النائم، عبر تأثيره على الشق الشرقي للصدع الذي وقع فيه الزلزال الأخير. وفي تصريح للجزيرة نت تقول هوبارد وهي أستاذ مساعد زائر بجامعة كورنيل الأميركية "الفترة التي تلي أي زلزال متوسط أو قوي تكون حساسة، حيث تزداد خلالها احتمالات وقوع زلازل أخرى قريبة، منها ما قد يكون أقوى". ولم يصل العلم بعد إلى التحديد الدقيق لموعد حدوث مثل الأحداث الزلزالية، إلا أن المؤكد -حسب هوبارد- أن الشق الشرقي لصدع شمال الأناضول الذي وقع فيه الزلزال الأخير لا يزال يخزن طاقة زلزالية، ولم يشهد هزات كبيرة منذ زمن طويل، مما يجعل احتمالية انفجاره قائمة. ويمتد صدع شمال الأناضول لمسافة تتراوح بين 1200 و1500 كيلومتر عبر شمال تركيا، من منطقة كارليوفا في الشرق حتى بحر إيجه في الغرب، ويقع الشق الشرقي لهذا الصدع -الذي أشارت له هوبارد- في منطقة بحر مرمرة (جنوب إسطنبول) والذي يُعتبر من أكثر المناطق عرضة للزلازل المدمرة. ولم يشهد هذا الشق زلزالا كبيرا منذ زلزال إزميت عام 1999، مما يجعله منطقة "فجوة زلزالية" تُخزن فيها الطاقة التكتونية، وقد تكون مصدرا لزلزال مدمر مستقبليا. وأشارت الكثير من الدراسات لهذا السيناريو الكارثي، واختلفت التقديرات في النسبة المئوية لوقوع هذا الحدث، لكها اتفقت جميعا على شيء واحد، وهو أن "الاحتمال مرتفع بالفعل". وتقول هوبارد "رغم أن الزلزال الأخير يزيد هذه النسبة قليلا، إلا أن الفوالق الزلزالية لا تعمل وفق جدول زمني دقيق، وبالتالي فإن قرب وقوع الزلزال الكبير يظل احتمالا واردا، لكن موعد حدوثه يظل غير مؤكد". وتضيف "بمعنى آخر، نحن نقترب تدريجيا من الزلزال المنتظر، لكننا لا نعلم متى سيحدث بالضبط". احتمالان للزلازل وبعد مرور نحو عام من زلزال أزميت، وضعت دراسة نشرتها دورية"نيتشر" احتمالا بنسبة 50% لوقوع زلزال بقوة 7 درجات أو أكثر في إسطنبول بحلول عام 2030، وارتفعت هذه النسبة إلى 90% بحلول عام 2070. ووفق هذه الدراسة التي حملت عنوان "المخاطر الزلزالية في منطقة بحر مرمرة في أعقاب زلزال إزميت في 17 أغسطس/آب 1999" فإن الزلزال المدمر بقوة 7.4 درجات الذي ضرب مدينة إزميت، الواقعة على بعد 100 كيلومتر شرق إسطنبول، على امتداد صدع شمال الأناضول، كان جزءا من سلسلة زلازل بدأت منذ عام 1939، حيث تحركت الزلازل تدريجيا من الشرق إلى الغرب على طول الصدع، مما أدى إلى تمزق أكثر من 900 كيلومتر من طوله البالغ 1600 كيلومتر. وتقول الدراسة "رغم أن زلزال إزميت كان مدمرا، فإنه لم يفرغ التوتر الزلزالي المتراكم في الجزء الغربي من الصدع، وتحديدا تحت بحر مرمرة (جنوب إسطنبول) وهذا الجزء، المسمى (الشق المارماري) لم يشهد زلزالا كبيرا منذ عام 1766، مما يعني أن التوتر الزلزالي فيه مستمر في التراكم منذ أكثر من 250 عاما". وتشير أيضا إلى أن زلزال إزميت 1999 زاد من التوتر على الشق المارماري، مما يزيد من احتمال نسبته 50% لوقوع زلزال بقوة 7.0 درجات أو أكثر في إسطنبول بحلول عام 2030، مع ارتفاع هذه النسبة لـ90% بحلول 2070. سلسلة زلازل متتابعة وتكشف دراسة ثانية لباحثين ألمان، أجريت بعد 10 سنوات من الدراسة الأولى ونشرتها دورية"نيتشر جيوساينس" إلى أن الزلزال الكبير المدمر الذي يتوقعه العلماء قد لا يأتي دفعة واحدة، ولكن ربما يكون على شكل سلسلة زلازل متتابعة، كل منها يحمل دمارا جزئيا. واستخدم الباحثون بالدراسة التي حملت عنوان "تقلب معدل الانزلاق والتشوه الموزع في نظام صدع بحر مرمرة" نماذج جيوميكانيكية ثلاثية الأبعاد لتحليل حركة الصدع الرئيسي في بحر مرمرة، وهو الجزء الذي يقع مباشرة جنوب إسطنبول، والمعروف بكونه مركز الزلزال القادم المحتمل. ووجدوا أن معدل الانزلاق الزلزالي (السرعة التي تتراكم بها التوترات الأرضية على الصدع) أقل بكثير مما كان يُعتقد سابقا، حيث يتراوح بين 12.8 و17.8 مليمترا في السنة، مقارنة بتقديرات سابقة وصلت إلى 27.9 مليمترا كل سنة. وتقول الدراسة إن "هذا الانخفاض يشير إلى وجود تشققات داخلية وتوزيع غير منتظم للتوتر، مما يزيد احتمال وقوع زلازل متفرقة بدلا من زلزال واحد كبير". تراكم التوتر الزلزالي وأجريت دراسة ثالثة عام 2014، باستخدام 3 أجهزة لرصد الزلازل في قاع البحر لمدة 3 أشهر، بهدف فهم النشاط الزلزالي تحت الجزء الغربي من بحر مرمرة، وتحديدا تحت الصدع الرئيسي المعروف باسم "الصدع المرماري". وخلال هذه الدراسة المنشورة بدورية "إيرث & بلانتس آند سبيس" والتي حملت عنوان "النشاط الزلزالي البحري في غرب بحر مرمرة، كشفته مراقبة قاع المحيط " تم رصد سلسلة من الزلازل الصغيرة على أعماق تتراوح بين 13 و20 كيلومترا، مع وصول بعضها إلى عمق 25 كيلومترا، مما يشير إلى أن النشاط الزلزالي يمتد إلى الطبقات السفلى من القشرة الأرضية. وأظهرت البيانات أن الصدع يمتد بشكل شبه عمودي نحو الأسفل، مما يزيد من تعقيد سلوكه الزلزالي، كما أوضحت أن هذه الزلازل الصغيرة تتكرر كل 2- 3 سنوات، مما يدل على أن الصدع يقوم بتفريغ جزء من التوتر المتراكم بشكل دوري. ورغم أن هذه الزلازل الصغيرة تساعد في تفريغ بعض التوتر، فإنها لا تمنع حدوث زلزال كبير. بل على العكس، فإن النشاط الزلزالي المتكرر قد يكون مؤشرا على تراكم التوتر الذي قد يؤدي في النهاية إلى زلزال مدمر. ويتم تفريغ التوتر -الذي يمكن أن يؤدي إلى زلزال كبير- عبر عدد كبير جدا من الزلازل الصغيرة. فعلى سبيل المثال، يتطلب تفريغ التوتر المكافئ لزلزال بقوة 6 درجات حوالي 32 زلزالا بقوة 5 درجات، أو ألف زلزال بقوة 4 درجات، أو 32 ألف زلزال بقوة 3 درجات. وبالتالي، فإن الرسالة التي أرادت تلك الدراسة توصيلها أن "النشاط الزلزالي المتكرر يمكن أن يكون مؤشرا على تراكم التوتر الزلزالي، مما يزيد من احتمال وقوع زلزال كبير في المستقبل. لذلك، من المهم مراقبة هذا النشاط وفهمه بشكل جيد لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من المخاطر الزلزالية". وتقول هوبارد "في المناطق التي تشكل تهديدا زلزاليا، يمكن للأفراد أن يعملوا بشكل فردي أو جماعي لتقليل تعرضهم للمخاطر، من خلال تنفيذ إجراءات لتحسين سلامة أماكن سكنهم وعملهم، كما يمكنهم المطالبة بتغييرات واسعة النطاق على المستوى الحكومي، مثل تحديث قوانين البناء وطرق الإخلاء، ورغم أن هذه التغييرات لا يمكن أن تحدث بين عشية وضحاها، وأن تكلفتها مرتفعة نظرا لأن المباني الحالية قد لا تلتزم بالمعايير الزلزالية الحديثة، فإن التحسينات التدريجية على المدى الطويل يمكن أن تحدث فرقا كبيرا". وتختم "نظرا لأننا لا نعرف متى سيحدث الزلزال الكبير المقبل بالقرب من إسطنبول (أو في أي مكان آخر) فإن الطريق الوحيد الممكن هو البدء في هذه الأعمال الآن، فأي تحسينات تدريجية يمكن أن تسهم في تحسين النتائج عندما يضرب الزلزال في النهاية، سواء كان ذلك العام المقبل أو بعد 50 عاما".

اكتشاف معدن "السيدريت" على المريخ يعيد كتابة تاريخه
اكتشاف معدن "السيدريت" على المريخ يعيد كتابة تاريخه

الجزيرة

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • الجزيرة

اكتشاف معدن "السيدريت" على المريخ يعيد كتابة تاريخه

في اكتشاف علمي لافت، تمكنت مركبة "كوريوسيتي" التابعة لوكالة الفضاء الأميركية ناسا من تحديد وجود كميات كبيرة من معدن الـ"سيديريت" على سطح كوكب المريخ، وهو ما يعزز الفرضيات القائمة حول أن الكوكب الأحمر كان في الماضي يتمتع بمناخ دافئ ورطب، سمح بوجود مسطحات مائية كبيرة وربما احتضن شكلا من أشكال الحياة الميكروبية. وقد عُثر على هذا المعدن ضمن عينات صخرية جُمعت في 3 نقاط مختلفة داخل فوهة "غيل" البركانية خلال عامي 2022 و2023، وهي فوهة واسعة تشغلها جبال رسوبية تشير إلى وجود بحيرة قديمة. شاهدٌ صامت على مناخ المريخ القديم يتكون معدن السيديريت من كربونات الحديد، ويعد مؤشرا جيولوجيا على وجود بيئة غنية بثاني أكسيد الكربون، ذلك الغاز الذي يمثل دورا مركزيا في ظاهرة الاحتباس الحراري. وتدل نسبة المعدن المكتشفة، والتي بلغت نحو 10.5% من وزن بعض العينات، على أن المريخ كان يتمتع بغلاف جوي كثيف قادر على تسخين سطحه بما يكفي لاحتواء مياه سائلة. ويقول بنيامين توتولو، عالم الجيوكيمياء بجامعة كالغاري والباحث الرئيس في الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس"، أن هذه النتائج تفسر لغزا ظل يحيّر العلماء لسنوات، وهو: إذا كان ثاني أكسيد الكربون ضروريا لتدفئة الكوكب، فأين اختفت كمياته الهائلة؟ إعلان وبحسب توتولو، في بيان صحفي رسمي من جامعة كالجاري، فإن هذه الكميات من ثاني أكسيد الكربون ربما احتُجزت في الصخور عبر عمليات جيولوجية، وتحولت إلى معادن كربونية ترسبت في القشرة المريخية، وهو ما يؤكده وجود معدن السيديريت في الصخور الرسوبية القديمة التي تعود إلى 3.5 مليارات سنة، عندما كانت فوهة غيل تحتضن بحيرة نشطة. من كوكب مأهول إلى أرض قاحلة يعكس هذا الاكتشاف تحولا بيئيا عميقا عاشه المريخ، إذ يشير العلماء إلى أن الكوكب فقد خلال فترة غير معروفة توازنه المناخي، فتحول من عالم يحتمل أن يكون مأهولا إلى سطح جاف وهش يكاد يخلو من الغلاف الجوي. ويقول العالم "إد وين كايت"، المتخصص في علوم الكواكب وعضو الفريق البحثي، إن هذا التحول يمثل "أكبر كارثة بيئية موثقة في تاريخ الكواكب المعروفة". وعلى عكس الأرض، التي تنظم غلافها الجوي من خلال آليات مثل الصفائح التكتونية والبراكين، لا يمتلك المريخ نظاما جيولوجيا يعيد تدوير الكربون إلى الغلاف الجوي، ما تسبب في احتجاز الكربون داخل الصخور من دون رجعة، وبالتالي انخفاض الضغط الجوي وتبريد الكوكب. وتشير هذه النتائج إلى أن الظروف التي سادت المريخ قبل مليارات السنين قد تكون مناسبة لنشوء الحياة، ما يعيد إحياء فرضيات سابقة حول وجود كائنات ميكروبية في مياهه. فالصخور التي احتوت السيديريت هي جزء من تكوينات جيولوجية منتشرة على سطح الكوكب، ما يرجّح أن هذا المعدن شائع أيضا في مناطق أخرى، وقد يخفي في طياته سجلا كاملا لتاريخ المناخ وربما أدلة على حياة قديمة. ومع التقدم في تحليل الصور المدارية للسطح، قد يصبح من الممكن تحديد أماكن أخرى غنية بالمعادن الكربونية، مما يوفر أهدافا دقيقة للبعثات المستقبلية الرامية إلى جمع عينات وإعادتها إلى الأرض أو تنفيذ تجارب للكشف عن آثار الحياة. ويُعد هذا التقدم خطوة أساسية في إطار فهم دورة الكربون على المريخ، وفهم التفاعلات الكيميائية التي أدت إلى تحوله البيئي الكبير، كما يُسهم في إعداد الأرضية العلمية اللازمة لمهام استكشافية مأهولة في المستقبل القريب، سعيا لفهم إمكانية استعمار الكوكب الأحمر أو إعادة تأهيله للحياة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store