
إيران وسوريا... زواج النار والدم
في قصر الشعب بدمشق، في الـ22 من ديسمبر (كانون الأول) 2024، استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع (قبل تنصيبه)، وفداً لبنانياً برئاسة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، وعلى رغم أن الشرع لم يكن قد عين رئيساً بعد فإنه كان يمثل سوريا الجديدة بصفته قائد إدارة العمليات العسكرية التي أسقطت النظام.
خلال لقائه جنبلاط، قال الزعيم السوري إن "البعض استغل مسائل فقهية وقضايا تاريخية مثل القضية الفلسطينية لاحتلال دول وإسقاط عواصم كما فعلت إيران في سوريا، فما علاقتنا نحن أهل الشام بأحداث حصلت قبل 1400 سنة؟".
كلمات الشرع هذه كانت تظهر اتجاه السياسة الجديدة للدولة السورية، القائمة على القطيعة الكاملة مع إيران "حتى إشعار آخر"، ولا يخفى على أحد سبب هذه القطيعة المتمثلة بتحالف وثيق بنته إيران مع النظام السابق، واشتركت معه في قتل آلاف السوريين خلال 14 عاماً.
الشاه والأسد
بالعودة في التاريخ نحو 60 عاماً للوراء، في مطلع ستينيات القرن الماضي، كانت إيران تحت حكم الشاه محمد رضا بهلوي، وكانت طهران متحالفة مع الغرب، وواحدة من دول إسلامية قليلة اعترفت بإسرائيل رسمياً وأقامت معها علاقات دبلوماسية، في ذلك الوقت كان حزب البعث قد استولى على السلطة في سوريا حديثاً، وتبنت دمشق في تلك الفترة خطاباً قومياً مناهضاً لإسرائيل والغرب، متحالفاً مع الاتحاد السوفياتي، فكانت سوريا وإيران على طرفي نقيض. على رغم ذلك أدرك كل من البلدين أهمية الآخر، فبدأ الجليد بالذوبان بين دمشق وطهران ليجري حافظ الأسد زيارة رسمية يلتقي فيها الشاه في ديسمبر 1975، لتبدأ العلاقات بين الطرفين بالتحسن، من دون أن تصل إلى مرحلة التحالف، بل كانت قائمة على البراغماتية المتبادلة.
في فبراير (شباط) 1979، تمكنت "الثورة الإسلامية الإيرانية" من إطاحة حكم الشاه، وتولي المرشد الإيراني آية الله الخميني الحكم، فكان تحولاً سياسياً أثر في المنطقة كلها، ولا تزال عواقبه مستمرة حتى اليوم.
الحكم الإيراني الجديد تربطه مع سوريا في عهد الأسد الأب روابط أيديولوجية عدة، منها التقارب الطائفي والعداء لإسرائيل والغرب، مما فتح الباب لبدء حقبة من التحالف الاستراتيجي بين الطرفين، فدخلت إيران إلى سوريا بقوة عبر مشاريع اقتصادية وثقافية، وأبرزها المشاريع الطائفية عبر بناء الحسينيات خصوصاً في مناطق دمشق وحلب ودير الزور، وجانب آخر جمع إيران وسوريا هو اشتراكهما في العداء للعراق خلال فترة حكم صدام حسين، ففي حقبة الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، وقفت سوريا بقوة إلى جانب إيران خلافاً للموقف العربي الذي أجمع على ضرورة دعم العراق.
في لبنان، وبعد تأسيس "حزب الله" الموالي لإيران، كانت سوريا الممر الاستراتيجي للسلاح والدعم الذي تقدمه طهران للحزب، واستمر هذا الممر في أداء مهمته حتى نهاية 2024، حيث أُغلق نهائياً تزامناً مع سقوط النظام السوري السابق.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في الـ10 من يونيو (حزيران) 2000، مات حافظ الأسد بعد 29 عاماً قضاها في السلطة، فورث الحكم لابنه بشار الذي اقترب من إيران أكثر من أبيه، خصوصاً بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، فيما أتاح سقوط نظام صدام حسين في العراق الفرصة لإيران لتشكيل ميليشيات طائفية مسلحة في العراق، وإنشاء نفوذ لها في بغداد، مما جعل إيران قريبة من سوريا جغرافياً، وأصبح الطريق سالكاً من طهران حتى بيروت مروراً ببغداد ودمشق، وبعد ثورة الأرز في لبنان عام 2005، وإجبار الجيش السوري على مغادرة لبنان عقب تورط نظام الأسد في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، فرضت على سوريا عزلة دولية، فأصبح النظام السوري يستشعر الخطر الحقيقي، لذلك لجأ إلى توقيع اتفاق تعاون عسكري مع إيران ضد ما سمي "التهديدات المشتركة من إسرائيل والولايات المتحدة"، هذا الاتفاق أتاح لإيران مزيداً من النفوذ في سوريا.
كل ما جنته إيران في سوريا خلال الفترة من 1979 حتى 2011 لا يذكر مقارنة بالعلاقات السورية بين 2011 و2024، إذ كانت لحظة اندلاع الثورة السورية ضد نظام الأسد فارقة، فعلى الفور أعلنت إيران دعمها المطلق للنظام السوري، وذلك أيضاً خلافاً للموقف العربي والدولي الذي دعم الشعب.
طريق القدس
لم يقتصر الدعم الإيراني لنظام الأسد على الصعيد السياسي فحسب، بل على جميع الصعد سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، فدخلت "سوريا الأسد" رسمياً في ما يسمى "محور المقاومة"، بل وأصبح النظام السوري واحداً من أهم عناصر المحور، إضافة إلى الميليشيات الطائفية في العراق واليمن و"حزب الله" في لبنان.
في الفترة ما بين 2011 وحتى 2015 كانت الحرب السورية في ذروتها، في هذه الفترة أرسلت إيران كميات ضخمة، ولعلها الأضخم، من الأسلحة والعناصر إلى سوريا، وشكلت جماعات مسلحة عدة منها لواء "زينبيون" ولواء "فاطميون"، ولواء "الفضل بن العباس"، إضافة إلى دخول المئات من عناصر "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني، وعلى رأسه الجنرال قاسم سليماني الذي قتل بغارة أميركية في العاصمة العراقية بغداد مطلع 2020.
أشرف قاسم سليماني بصورة مباشرة على العمل العسكري الإيراني في سوريا، فخاض المعارك ضد السوريين في ريف دمشق وحمص ودير الزور وحلب، وعلى رغم ذلك لم تتمكن إيران والنظام السوري من هزيمة المعارضة التي كادت تطيح الأسد في 2015، حينها غادر سليماني إلى موسكو والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتمكن من إقناعه بضرورة التدخل العسكري في سوريا خشية سقوط الأسد، وهذا ما حصل بالفعل.
التدخل العسكري الروسي في سوريا أسهم في تغيير موازين القوى، لكنه في الوقت ذاته جعل من موسكو منافساً أساساً لطهران في سوريا، وأحد أوجه هذه المنافسة تكمن في رغبة روسيا بتحقيق نوع من المصالحة الوطنية على أن تكون لمصلحة الأسد، في حين تريد إيران الحسم العسكري المطلق، كذلك فإن مصالح روسيا في سوريا تتمثل في الوصول إلى المياه الدافئة في المتوسط فضلاً عن مصالح اقتصادية ونفوذ سياسي، في حين كان المشروع الإيراني مبنياً على أساسي طائفي ولتدعيم "محور المقاومة".
لا توجد إحصاءات دقيقة لعدد العناصر الذين أرسلتهم إيران إلى سوريا، لكن يرى مراقبون أن الحرس الثوري الإيراني وحده أرسل نحو 4 آلاف عنصر من إيران مباشرة، فضلاً عن المجموعات التي أُرسلت من العراق ولبنان، إضافة إلى تجنيد مئات الشباب السوريين في المجموعات الموالية لإيران.
لعنة الداخل والخارج
التدخل العسكري الإيراني في سوريا كان مبرراً لإسرائيل لتنفيذ مئات الغارات الجوية على الأراضي السورية. القصف الإسرائيلي لم يكن يستهدف جيش النظام، بل كان يركز على المواقع التابعة لإيران بما في ذلك مقار الحرس الثوري، الذي اغتالت إسرائيل في سوريا العشرات من قادته، كما وصلت إلى مرحلة قصفت فيها مبنى تابعاً لمقر السفارة الإيرانية لدى دمشق.
في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، يقول الشاب السوري حمزة العيسى، إن لديهم "منزلاً في منطقة المزة بدمشق، هذا المنزل هو للعائلة ونعيش فيه منذ عشرات السنين، عام 2016 وصلت عائلة إيرانية لا نعرفها وسكنوا في الطابق الثاني في بنايتنا، لم نستطع الاندماج معهم، يتحدثون اللغة الفارسية، وفيهم ضابط يرتدي بالعادة زياً عسكرياً يشبه ألبسة الحرس الثوري الإيراني، لم يكن لدينا الجرأة لنسأله ماذا يفعل في دمشق، فهي لا تشبهه ولا يشبهها، تخيل أن تكون دمشقياً وتكون مواطناً بدرجة عاشرة، بينما الإيراني الغريب هو مواطن بدرجة أولى، صبرنا على هذه الحال حتى مارس (آذار) 2023، ثم رأينا إسرائيل تزيد من استهدافها للأماكن التي يسكن بها الإيرانيون، فاضطر والدي لاستئجار منزل لنا في ضواحي دمشق وتركنا منزلنا في المزة. عدنا إليه في التاسع من ديسمبر بعد يوم واحد من إعلان سقوط النظام وطرد إيران من سوريا".
التدخل الإيراني في سوريا كلف طهران مليارات الدولارات، فضلاً عن الخسائر البشرية الكبيرة، إذ استُنزف "الحرس الثوري" والميليشيات الموالية، كذلك فإن كثيراً من المراقبين يرون أن أحد أسباب الهزيمة السريعة لـ"حزب الله" في لبنان في معركته الأخيرة مع إسرائيل، كان بسبب تدخله في سوريا وخسارته آلاف العناصر وكميات ضخمة من الأسلحة، إضافة إلى الاختراقات الكبيرة التي تعرض لها الحزب الموالي لإيران جراء انتشاره بمناطق واسعة في الجغرافيا السورية.
في الـ27 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 أعلنت فصائل المعارضة السورية إطلاق عملية "ردع العدوان" ضد النظام السوري، وبعد ساعات من إطلاق العملية تمكنت فصائل المعارضة من القضاء على قائد قوات "الحرس الثوري" الإيراني في حلب الجنرال كيومارس بورهاشمي، فكانت الضربة الأولى التي تتلقاها إيران في معركة التحرير.
مأساة عالقة
مع التقدم السريع لفصائل المعارضة السورية، بات واضحاً أن روسيا لن تتدخل هذه المرة لمصلحة الأسد وحليفه الإيراني، فبدأت الهزائم تلحق بالنظام السوري والفصائل الإيرانية على مدى الساعة، سارعت إيران إلى بذل جهود لمحاولة الحصول على فرصة أخيرة لإنقاذ الأسد، فأجرى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي جولة دبلوماسية مكثفة بدأت من دمشق ثم أنقرة ثم بغداد، وختمها في الدوحة عشية سقوط بشار، لكن جميع هذه الجهود لم تسفر إلا عن المساعدة في تأمين خروج الإيرانيين من سوريا.
انتهت عملية "ردع العدوان" وانتصرت الثورة السورية، وخرجت إيران من جغرافيا البلاد بعد تجرعها هزيمة وصفت بالتاريخية، بل لعلها أكبر هزيمة تلحق بها منذ عام 1979، إذ هُدم خلال 11 يوماً كل ما بنته إيران على مدى خمسة عقود.
أثار سقوط نظام الأسد صدمة في إيران، إذ وصف بأنه أكبر ضربة لـ"محور المقاومة"، فيما أعلنت الحكومة السورية الجديدة أن إيران "جلبت لسوريا كثيراً من الفوضى والدمار"، بل واتهمتها بالإسهام في تنفيذ هجوم على قوات الجيش السوري الجديد بالمناطق الساحلية في مارس 2025، أما على الصعيد الشعبي فأجمع السوريون على ضرورة استمرار الحذر من إيران، وظهر ذلك جلياً من خلال حال الفرح التي أظهرها السوريون خلال الحرب الإيرانية - الإسرائيلية التي بدأت بقصف إسرائيل لإيران فجر الجمعة الـ13 من يونيو 2025.
بمعنى آخر يمكن القول إن العلاقات السورية - الإيرانية وصلت إلى مرحلة القطيعة الكاملة بعد ديسمبر 2024، أما سيناريوهات المستقبل فهي اليوم غامضة في ظل الحرب الحالية والتهديدات التي أصدرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"تغيير وجه الشرق الأوسط"، في ظل مخاوف حقيقية من إمكان تغيير النظام السياسي في إيران، فإذا استطاعت الصمود في وجه القصف الإسرائيلي والحفاظ على النظام ستبقى العلاقات بين دمشق وطهران تشهد نوعاً من القطيعة حتى إشعار آخر، أما إذا فُرض تغيير سياسي في طهران، فإن إيران الجديدة قد تعمل على بناء علاقات جديدة مع سوريا، وربما تسهم في تقديم تعويضات للسوريين جراء التدخل الإيراني السابق.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الناس نيوز
منذ 2 ساعات
- الناس نيوز
أكثر من 400 قتيل… من هو سعيد إيزدي القيادي بـ'فيلق القدس' الذي اغتالته إسرائيل؟
طهران – تل أبيب وكالات وعواصم – الناس نيوز :: الشرق الأوسط – أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم (السبت) أن الجيش الإسرائيلي اغتال محمد سعيد إيزدي بقصف استهدف شقة في مدينة قم الإيرانية، واصفاً إياه بـ«القائد المخضرم» في «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري». ووثقت عدة مقاطع فيديو استهداف شقة في أحد الأبنية بالمدينة. فمن هو محمد سعيد إيزادي؟ يعدُّ محمد سعيد إيزدي قيادياً كبيراً في «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري»؛ إذ ترأس «فرع فلسطين» المعني بالتواصل مع الفصائل الفلسطينية. وقاد «الوحدة الفلسطينية» التي كان مقرها سابقاً في لبنان، وكانت تعمل تحت قيادة «حزب الله». وشكل «فيلق القدس» شبكة من الحلفاء العرب تعرف باسم «محور المقاومة»؛ إذ أسس «حزب الله» في لبنان عام 1982، وقدم الدعم لحركة «حماس» في قطاع غزة، وفق «رويترز». تمويل «حماس» و«الجهاد» ومنذ أشهر صعدت إسرائيل من جهودها لاستهداف إيزادي بعد ضبط وثائق في غزة ولبنان، كشفت عن «الفرع الفلسطيني لـ(فيلق القدس)»، وفق صحيفة «معاريف». وأشارت الصحيفة في فبراير (شباط) الماضي، إلى أن إيزادي كان متورطاً في التخطيط لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) وتهريب الأسلحة، وتعزيز العلاقات بين التنظيمات المسلحة في منطقة الشرق الأوسط. وكان إيزدي مسؤولاً عن الاتصال مع التنظيمات والفصائل الفلسطينية؛ خصوصاً «حماس» و«الجهاد». علاقة وثيقة بالسنوار إلى ذلك، ورد اسم إيزدي في وثائق نشرتها إسرائيل سابقاً عن علاقة وثيقة تجمعه برئيس المكتب السياسي السابق لـ«حماس» يحيى السنوار، الذي اغتالته إسرائيل العام الماضي. وشكَّل اسمه أحد أكثر الأهداف متابعة من قبل المخابرات الإسرائيلية، وفق ما أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت». وقالت «معاريف» إن السنوار طلب في رسالة سرية إلى «الحرس الثوري» الإيراني في يونيو (حزيران) 2021، تحويل مبلغ 500 مليون دولار لـ«تدمير دولة إسرائيل»، تدفع على دفعات شهرية بعشرين مليون دولار على مدى عامين. ووفق «معاريف»، فإن إيزدي الذي كان يرأس «القسم الفلسطيني» في «الحرس الثوري» الإيراني، قبِل الطلب، وردّ على السنوار بأن «إيران رغم وضعها الاقتصادي الصعب ومعاناة الشعب الإيراني، ستواصل ضخّ الأموال إلى (حماس)». عقوبات أميركية كما فرضت على إيزدي كل من الولايات المتحدة وبريطانيا عقوبات في ديسمبر (كانون الأول) 2023، بصفته قائد فرع فلسطين في «فيلق القدس»، ورئيس وحدة العمليات الخارجية، وفق «رويترز». ومنذ 13 يونيو، اغتالت إسرائيل نحو 30 قائداً عسكرياً كبيراً، وفق ما أكد مسؤول إسرائيلي قبل يومين، على رأسهم رئيس الأركان محمد باقري، وحسين سلامي قائد «الحرس الثوري» منذ 2019، وغلام علي رشيد، قائد العلميات في هيئة الأركان المسلحة. كما قتلت أمير علي حاجي زاده، قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري»، بالإضافة إلى العميد طاهر بور، قائد وحدة الطائرات المُسيرة في سلاح الجو التابع لـ«الحرس الثوري»، والعميد داود شيخيان، قائد القيادة الجوية لسلاح الجو التابع لـ«الحرس الثوري»، واللواء مهدي رباني، نائب رئيس هيئة الأركان العامة للعمليات في الجيش الإيراني الذي قُتل مع زوجته وأولاده. وحصدت الغارات الاسرائيلية منذ انطلاقها في 13 حزيران يونيو الجاري أكثر من 400 قتيل إيراني بينهم عشرات القادة والعلماء النوويين ، فضلاً عن الرعب الذي اجتاح البلاد وساهم في نزوح مئات الآلاف من العاصمة طهران وبعض المدن الإيرانية ، وفق فرانس برس .


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
ترمب: أميركا هاجمت منشآت إيران النووية الـ 3 والآن وقت السلام
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الأحد أن واشنطن هاجمت منشآت إيران النووية الـ 3 في فوردو ونطنز وأصفهان، مضيفاً "الآن وقت السلام". وأضاف ترمب، في منشور على موقعه للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، نفذنا هجوما ناجحا على فوردو ونطنز وأصفهان"، وأن "طائراتنا في طريق العودة". وأوضح الرئيس الأميركي أنه "تم إلقاء حمولة كبيرة من القنابل على فوردو، ولا جيش في العالم يستطيع فعل ما فعلناه". وتوعد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان السبت إسرائيل برد "أكثر تدميراً" على هجماتها، مشدداً على رفضه وقف البرنامج النووي، وذلك في اليوم التاسع للحرب بين البلدين. وفي ظل تمسك طهران برفض التفاوض في شأن برنامجها النووي مع تواصل الضربات الإسرائيلية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة أن مهلة "أسبوعين" التي حددها الخميس ليقرر ما إذا كان سيوجه ضربة لإيران هي "حد أقصى"، وأنه قد يتخذ قراره قبل انتهائها. وقال بزشكيان في محادثة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون إن "ردنا على العدوان المتواصل للكيان الصهيوني سيكون أكثر تدميراً"، وفق وكالة إرنا الرسمية. بدورها، هددت القوات المسلحة الإيرانية بضرب أي شحنة مساعدات عسكرية إلى إسرائيل "في سفن أو طائرات من أي دولة". وفي إسرائيل، أكد وزير الخارجية جدعون ساعر أن الضربات التي طاولت خصوصاً منشآت عسكرية ونووية، أخرت "لسنتين أو ثلاث سنوات" برنامج إيران النووي. وتنفي طهران السعي لامتلاك سلاح نووي، بينما تدافع عن حقوقها في الحصول على برنامج نووي لأغراض مدنية. وفي هذا السياق، نقلت إرنا عن بزشكيان قوله لماكرون "نحن مستعدون للمناقشة والتعاون لبناء الثقة في مجال الأنشطة النووية السلمية، ومع ذلك، لا نقبل بتخفيض الأنشطة النووية إلى الصفر تحت أي ظرف". جاء ذلك فيما استمر تبادل الهجمات السبت، حيث سمعت مساء أصوات انفجارات في وسط وشمال طهران. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) والجمعة، أجرى وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، محادثات في جنيف مع نظيرهم الإيراني عباس عراقجي. وحثوا إيران على إحياء الجهود الدبلوماسية مع الولايات المتحدة للتوصل إلى حل للملف النووي الإيراني، غير أن عراقجي أكد أن طهران لن تستأنف المحادثات مع واشنطن حتى توقف إسرائيل ضرب بلاده. وبعد ساعات من اللقاء بين الأوروبيين والإيرانيين في جنيف الجمعة، اعتبر الرئيس الأميركي أن الدول الأوروبية لن تكون قادرة على المساعدة في إنهاء النزاع. ورداً على سؤال عن احتمال اتخاذه قراراً بضرب إيران قبل مرور أسبوعين، أضاف ترمب "أمنحهم فترة من الوقت، وأقول إن أسبوعين هما الحد الأقصى". والسبت، أرسل الجيش الأميركي ست قاذفات من طراز "بي -2" إلى قاعدة "غوام" القريبة من المنطقة، كما عزز قواعده العسكرية عبر إرسال مقاتلات إضافية من طرازات "أف-22" و"أف-16" و"أف-35" عبرت أوروبا وهي الآن إما في الشرق الأوسط أو في طريقها إلى هناك، وفق مسؤول أميركي تحدث إلى صحيفة "نيويورك تايمز". وبحسب المسؤول الذي لم تذكر الصحيفة اسمه، يمكن لهذه الطائرات مرافقة قاذفات "بي-2" التي قد تستهدف قاعدة "فوردو" الإيرانية، أو حماية القواعد والقوات الأميركية في المنطقة في حال وقوع ضربات انتقامية إيرانية عليها. إلى ذلك، هدد الحوثيون باستهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر، في حال تدخلت واشنطن إلى جانب حليفتها إسرائيل في الحرب ضد إيران الداعمة للمتمردين اليمنيين. تابعوا آخر التطورات في هذه التغطية المباشرة:


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
خيارات محدودة لوكلاء إيران
تفيد مؤشرات من جماعات موالية أو حليفة لإيران في لبنان والعراق واليمن وفلسطين، بأنها أمام خيارات محدودة للمشاركة في حرب إسناد جديدة ضد إسرائيل. وأشارت التقديرات إلى أن قدرات «حماس» تراجعت إلى ما يوازي «الكمائن» الصغيرة في غزة، على غرار حرب الشوارع، الأمر الذي قد يمنعها من فتح جبهة إقليمية لصالح إيران. وفي بغداد، يرجح قادة أحزاب انزلاقاً سريعاً في الحرب. إلا أن طهران قد تفضّل عدم خسارة بلد يوفر ميزات اقتصادية وأمنية. أما لبنان، فإن معادلة «العهد الجديد»، وخسارة «حزب الله» قيادته السياسية والأمنية وجزءاً من ترسانته الصاروخية، تُعيقانه من الانخراط ضد إسرائيل، لأن لبنان «يضغط للحياد وحصر قرار الحرب بيد الحكومة». وفي اليمن، رأى الباحث حمزة الكمالي، أن إيران قد تستخدم جماعة الحوثي بوصفها «الورقة الرابحة» حين يُطلب منها استخدام الخزين الصاروخي في «اللحظة الأخيرة».