
إسرائيل تتهم منظمة العفو بنشر "أكاذيب" بسبب "إبادة غزة"
اتهمت إسرائيل منظمة العفو الدولية اليوم بنشر "أكاذيب" بعدما أكدت في تقرير لها أن قواتها ترتكب "إبادة جماعية" على الملأ في قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية أورين مارمورستين في تعقيبه على التقرير، "المنظمة الراديكالية المعادية لإسرائيل، منظمة العفو الدولية، اختارت مجدداً نشر أكاذيب لا أساس لها ضدنا"، وأضاف "إسرائيل تقاتل من أجل الدفاع عن نفسها ضد 'حماس'"، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية أن الجيش الإسرائيلي لا يستهدف المدنيين بينما 'حماس' تدعو إلى "إبادة جماعية ضدنا، وتفعل كل ما بوسعها لتحقيق ذلك"، مشيراً إلى "فظائع السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023" عندما شنت الحركة هجوماً مباغتاً على جنوب إسرائيل.
وشدد مارمورستين على أن "إسرائيل تستهدف الإرهابيين فقط ولا تستهدف المدنيين، بينما تستهدف 'حماس' المدنيين الإسرائيليين عمداً، وتختبئ وراء المدنيين الفلسطينيين وتسرق المساعدات الإنسانية الموجهة لشعب غزة، مما يسبب المعاناة للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء".
وفي تقريرها قالت "أمنستي" إن "أبحاث منظمة العفو الدولية أظهرت أن إسرائيل ارتكبت أفعالاً محظورة بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، وذلك بقصد محدد يتمثل بالقضاء على السكان الفلسطينيين في غزة، مرتكبة من ثم إبادة جماعية".
ولفت التقرير على وجه الخصوص إلى "جرائم قتل"، و"هجمات خطرة على سلامة المدنيين الجسدية أو العقلية"، وعمليات "تهجير وإخفاء قسري"، و"فرض متعمد لظروف معيشية تهدف إلى التسبب في التدمير الجسدي لهؤلاء الأشخاص".
كذلك أبدت "أمنستي" قلقها من العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة وجددت اتهامها لإسرائيل بتطبيق نظام "الفصل العنصري"، وقالت المنظمة "نظام الفصل العنصري أصبح أكثر عنفاً في الضفة الغربية المحتلة، حيث شهدنا زيادة حادة في عمليات القتل غير القانونية وهجمات المستوطنين الإسرائيليين على المدنيين الفلسطينيين والمدعومة من الدولة".
لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية رأى أن هذه الاتهامات ما هي إلا "أكاذيب لا أساس لها، جميع الإجراءات الإسرائيلية في الضفة الغربية تهدف إلى منع الهجمات الإرهابية الفلسطينية ضد المدنيين الإسرائيليين".
الإفراج عن مسعف
أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني الثلاثاء إفراج إسرائيل عن المسعف أسعد النصاصرة الذي اعتقل إبان هجوم القوات الإسرائيلية على مركبات إسعاف في رفح، مما أدى إلى مقتل 15 مسعفاً وعاملاً إنسانياً.
وقال الهلال الأحمر في بيان مقتضب "أفرجت قوات الاحتلال قبل قليل عن المسعف أسعد النصاصرة، الذي اعتُقل بتاريخ الـ23 من مارس (آذار) الماضي، وذلك أثناء تأديته واجبه الإنساني خلال مجزرة الطواقم الطبية في منطقة تل السلطان بمحافظة رفح، التي أسفرت عن استشهاد ثمانية من طواقم إسعاف الجمعية".
كان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه قتل ثلاثة مسلحين بارزين في حركة "حماس" خلال سلسلة عمليات في غزة، وأوضح المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي، على منصة "إكس" أن القوات الإسرائيلية تواصل العمليات في القطاع، و"أنها تلاحق من خطط من قيادات حماس لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وعليه فإنها قتلت ثلاثة منهم".
وأرفق أدرعي المنشور بصور لقادة الحركة وهم: نضال حسني الصرفيطي، وقال إنه قيادي بارز في منظمة "الجبهة الشعبية"، وأنه كان قد حكم عليه بالسجن، فترة طويلة في إسرائيل بين الأعوام 2002-2015، بتهمة تدريب مسلحي "حماس". وأيضاً، بحسب أدرعي، لقيادي سعيد أمين سعيد أبو حسنين، التابع لوحدة النخبة في كتيبة "دير البلح" التابعة لـ "حماس"، وقال إنه شارك وقاد الهجوم على "كيبوتس كيسوفيم" خلال السابع من أكتوبر. ولفت إلى أن من بينهم أيضاً القيادي مصطفى يوسف العبد مطوق، وهو ضابط العمليات في كتيبة "جباليا" قاد مخططات ضد القوات الإسرائيلية في غزة.
سوء المعاملة في سجون إسرائيل
في هذا الوقت، أفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بأن أكثر من 50 من موظفيها تعرضوا لسوء المعاملة واستخدموا دروعاً بشرية إبان احتجازهم من قبل الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. وقال المفوض العام لـ "الأونروا" فيليب لازاريني على منصة "إكس" "منذ بدء الحرب، تم احتجاز أكثر من 50 موظفاً من الأونروا، بينهم معلمون وأطباء وعاملون اجتماعيون، وتعرضوا لسوء المعاملة"، وأضاف "لقد عوملوا بطرق هي الأشد ترويعاً وأبعد ما تكون عن المعاملة الإنسانية، وأفادوا بأنهم تعرضوا للضرب واستخدموا كدروع بشرية". وأوضح لازاريني أن المحتجزين "حُرموا من النوم وتعرضوا للإذلال، والتهديد بإلحاق الأذى بعائلاتهم وسُلطت عليهم الكلاب"، وأضاف "العديد منهم أجبروا على الإدلاء قسراً باعترافات، هذا أمر مروع ومشين بكل المقاييس".
ولم يصدر رد فوري من الجيش الإسرائيلي على هذه الاتهامات.
تقدم كبير
وسط هذه الأجواء، تشهد المفاوضات التي عقدت في القاهرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة تقدماً كبيراً وفق ما نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين أمنيين مصريين.
وقال المصدران إن هناك إجماعاً على وقف إطلاق نار طويل الأمد في القطاع المحاصر، إلا أن بعض النقاط الشائكة لا تزال قائمة، ومنها أسلحة "حماس".
وكانت قناة "القاهرة الإخبارية" القريبة من السلطات المصرية ذكرت في وقت سابق أن رئيس الاستخبارات المصرية حسن محمود رشاد من المقرر أن يلتقي وفداً إسرائيلياً برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر أمس الإثنين في القاهرة.
وأضافت القناة أن هذا اللقاء يأتي في إطار الجهود القطرية - المصرية لاستئناف وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" في غزة.
ويأتي الاجتماع مع الوفد الإسرائيلي "في أعقاب زيارة وفد (حماس) لمصر قبل أيام عدة لبحث التهدئة وصولاً لوقف إطلاق النار بقطاع غزة"، بحسب تقرير القناة المصرية.
ولم يؤكد مسؤولون إسرائيليون إلى الآن هذه المعلومات.
وتقود مصر إلى جانب قطر والولايات المتحدة جهوداً دبلوماسية لإنهاء الحرب المدمرة في غزة، والتي دخلت شهرها الـ18.
وكانت "حماس" أعلنت في وقت سابق هذا الاسبوع أن وفدها غادر القاهرة السبت بعد إجرائه محادثات مع الوسطاء المصريين. وقال مسؤول في "حماس" لم يشأ كشف هويته لوكالة الصحافة الفرنسية إن الحركة مستعدة لعقد "صفقة" لإنهاء الحرب في قطاع غزة تشمل إطلاق سراح الرهائن المتبقين دفعة واحدة وهدنة لخمس سنوات.
في الـ17 من أبريل (نيسان) رفضت "حماس" اقتراحاً إسرائيلياً يتضمن هدنة لمدة 45 يوماً في مقابل الإفراج عن 10 رهائن أحياء.
وفي مقابل مطالبة "حماس" باتفاق شامل، تطالب إسرائيل بإعادة جميع الرهائن ونزع سلاح "حماس" والفصائل الفلسطينية الأخرى، لكن الحركة شددت على أن هذا المطلب يشكل "خطاً أحمر".
أضرار في بيت لاهيا إثر غارة جوية شنها الجيش الإسرائيلي في الـ28 من أبريل 2025 (أ ب)
أعمال النهب
حذر متحدث باسم الأمم المتحدة أمس الإثنين من أن أعمال النهب آخذة بالتزايد في قطاع غزة الذي يواجه وضعاً إنسانياً مزرياً، خصوصاً بسبب منع دخول المساعدات الإنسانية منذ مارس (آذار).
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "هناك معلومات متزايدة تفيد بوقوع أعمال نهب في سياق وضع إنساني يائس ونقص في السلع"، مشيراً خصوصاً إلى أعمال نهب وقعت في نهاية الأسبوع، استهدفت شاحنة في دير البلح ومستودعاً في مدينة غزة.
وأشار إلى عدم وجود معلومات لديه في شأن مرتكبي هذه الأعمال. وأضاف "خلال الفترة الانتقالية لوقف إطلاق النار، حين كانت تدخل المساعدات، لم نتلقَّ أي معلومات عن أعمل نهب". وتابع "لا أعلم ما إذا هم أشخاص يسرقون بدافع اليأس أو عصابات إجرامية تسرق بهدف البيع، لكن ما نعلمه هو أن السلع في نقص متفاقم في غزة".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومنذ مطلع العام تم تسجيل نحو 10 آلاف حالة سوء تغذية حاد لدى أطفال.
تراقب إسرائيل كل المساعدات الإنسانية والحيوية التي تدخل قطاع غزة البالغ عدد سكانه 2.4 مليون نسمة، والذي يعاني أزمة إنسانية غير مسبوقة، وتمنع دخول أي منها منذ الثاني من مارس، أي قبل بضعة أيام من انهيار هدنة هشة تم التوصل إليها بعد 15 شهراً من المعارك المتواصلة.
فلسطينيون يتجمعون أمام مطبخ خيري في بيت لاهيا شمال قطاع غزة لتلقي وجبات طعام (رويترز)
من جانبها، دعت البرازيل التي تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة "بريكس" الإثنين إلى "انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة"، وذلك على لسان وزير خارجيتها ماورو فييرا.
وقال فييرا مفتتحاً اجتماعاً لوزراء خارجية دول المجموعة في ريو دي جانيرو "من الضروري ضمان الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة والإفراج عن جميع الرهائن والمعتقلين وإدخال المساعدات الإنسانية".
رهائن سابقون يناشدون ترمب
ناشد محتجزون إسرائيليون سابقون في غزة أُفرج عنهم خلال وقف إطلاق النار الأخير قبل أن ينهار، الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإثنين العمل على ضمان إطلاق سراح بقية الرهائن.
وشكر المحتجزون السابقون ترمب على دوره في التوصل إلى هدنة مع "حماس" دخلت حيز التنفيذ قبل يوم واحد من عودته إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، وشهدت إطلاق سراحهم إلى جانب عشرات غيرهم من الذين خطفوا في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وقالت نعمة ليفي خلال مؤتمر صحافي لأربعة رهائن سابقين عقد في تل أبيب بمناسبة مرور 100 يوم على تولي ترمب منصبه "بعد أسابيع عدة من عودتي إلى الوطن، في 6 مارس، كان لي شرف لقاء الرئيس ترمب في البيت الأبيض".
أضافت "رحب بي بحرارة صادقة ووعدني بأنه لن يهدأ له بال حتى يتم تحرير آخر رهينة". وخاطبت ترمب قائلة "سيدي الرئيس، لقد حققت ما ظنه كثيرون مستحيلاً. أشرفت على الاتفاق الذي أعاد 38 رهينة، بمن فيهم أنا، إلى الوطن".
تابعت ليفي "نحن الناجين، نعلم أنك قوة حاسمة لا يمكن الاستغناء عنها في إنقاذ حياة الناس (...)، ولكن العمل لم ينته بعد".
وليفي التي كان هناك بث حي لعملية أسرها العنيفة خلال هجوم "حماس" غير المسبوق عام 2023، وصفت معاملتها "ليس كإنسانة، بل كغنيمة" أثناء احتجازها.
أما كيث سيغيل، الإسرائيلي المولود في الولايات المتحدة والذي خطف من منزله في كفار عزة قرب الحدود مع غزة، فقد شكر ترمب، مضيفاً أن على واشنطن "ممارسة الضغط واستئناف المفاوضات فوراً والتوصل إلى اتفاق الآن قبل فوات الأوان".
وفي بيان منفصل صدر الإثنين أيضاً، قالت عائلة الرهينة ألون أوهيل البالغ 24 سنة إنه في حاجة ماسة إلى رعاية طبية. وقال كوبي، والد الرهينة "ألون مصاب. فقد البصر في إحدى عينيه، واليوم نعلم أن هناك إمكاناً لإنقاذ عينه الأخرى"، مقترحاً إطلاق سراح جميع الرهائن المصابين مقابل السماح بدخول المساعدات التي منعتها إسرائيل في أوائل مارس، إلى غزة.
واعتبر السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي خلال مشاركته في مؤتمر في القدس الإثنين أن الأولوية القصوى هي "إعادة الرهائن إلى ديارهم، الآن، كل منهم". وأضاف "الرئيس ترمب يدافع عن الخير لا عن الشر، ولهذا السبب أوضح بجلاء أن (حماس) لا مستقبل لها في غزة أو في أي مكان آخر على هذه الأرض".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 3 ساعات
- عكاظ
مع استئناف حرب الإبادة.. غزة إلى أين؟
تابعوا عكاظ على على وقع المجازر اليومية ونزيف الدم المتصاعد، لم يعد أحد يعرف على وجه التحديد إلى أين تتجه الأمور في قطاع غزة المنكوب والمحاصر. فالهدنة لا تزال تترنح رغم طرح العديد من المبادرات والاقتراحات، إلا أنها لم تنجح حتى الآن في تحقيق الاختراق المطلوب. ورغم سقوط المزيد من الضحايا الفلسطينيين تحت وطأة المجازر التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل شبه يومي وأمام مرأى ومسمع العالم، فإن الفجوة لا تزال كبيرة بين مواقف حركة حماس وحكومة الاحتلال بشأن مقترحات وقف إطلاق النار. فيما تُسابق الجهود الدبلوماسية الزمن في محاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار، لمواجهة الكارثة الإنسانية المتصاعدة، والحيلولة دون تفشي المجاعة بين الفلسطينيين. أخبار ذات صلة ورغم أن الولايات المتحدة طرحت مبادرة عبر المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، فإن إسرائيل لا تزال ترفض كل الأفكار المطروحة للتهدئة وتتمسك بالحرب، الأمر الذي ينذر بتبخر الآمال في التوصل إلى اتفاق قريب يوقف سفك الدماء. ورغم تفاؤل المبعوث الأمريكي قبل يومين، بقرب التوصل إلى الاتفاق المنتظر، الذي من شأنه أن يؤدي إلى تفاهم أوسع لوضع نهاية للحرب، إلا أن ما حدث حتى الآن يشي بأن الوضع في غزة بات بحاجة إلى «معجزة» لتحريك حالة الجمود المستعصية، رغم الزخم الدبلوماسي المتصاعد والمساعي الإقليمية والدولية، لكن الطريق نحو التهدئة الدائمة لا يزال محفوفاً بالكثير من العقبات والتحديات. /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;}


الشرق الأوسط
منذ 4 ساعات
- الشرق الأوسط
مصدر من «حماس» يشرح لـ«الشرق الأوسط» معنى «اتفاق الإطار العام» مع ويتكوف
بعد يومين من تضارب بشأن إعلان مقربين من «حماس» موافقتها على التوصل إلى اتفاق على هدنة في غزة مع إسرائيل بوساطة من المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، عادت الحركة الفلسطينية لتؤكد في بيان رسمي أنها توصلت إلى اتفاق مع ويتكوف على «إطار عام يحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة». ولاحقاً، أكد ويتكوف أن لديه «انطباعات جيدة جداً» عن إمكان التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، متوقعا إرسال اقتراح جديد قريباً. الاثنين الماضي، كانت مصادر مقربة من «حماس» نقلت موافقتها على مقترح يتضمن «وقف إطلاق النار ضمن هدنة لـ70 يوماً وانسحاباً إسرائيلياً جزئياً من القطاع مقابل الإفراج عن 10 أسرى أحياء على مرحلتين». لكن المبعوث الأميركي، نفى، سريعاً الصيغة التي نُسبت إلى الحركة الفلسطينية، وقال لـ«إكسيوس» إن «المطروح وما ستقبله إسرائيل لوقف إطلاق نار مؤقت واتفاق لتبادل الأسرى، يضمن عودة نصف الأحياء ونصف الموتى، ويؤدي إلى مفاوضات جوهرية لإيجاد مسار لوقف إطلاق نار دائم»، داعياً «حماس» إلى قبوله. دبابات الجيش الإسرائيلي تتمركز على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة (أ.ف.ب) أما الجديد الذي أعلنته حركة «حماس»، في بيان الأربعاء، فيقول إنه تم التوصل إلى اتفاق مع ويتكوف على «إطار عام يحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة». وأضافت الحركة أن الاتفاق «يتضمن تدفق المساعدات، وتولّي لجنة مهنية إدارة شؤون القطاع فور الإعلان عن الاتفاق». وذكر البيان مجدداً أن الاتفاق «يشمل أيضاً إطلاق سراح عشرة من المحتجزين الإسرائيليين وعدد من الجثث، مقابل إطلاق سراح عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، مشيراً إلى أن الاتفاق سيكون بضمان الوسطاء، وأن الحركة تنتظر الرد النهائي على هذا الإطار». يقول مصدر مسؤول من قيادة «حماس» في خارج القطاع لـ«الشرق الأوسط» إن البيان الرسمي الصادر عن الحركة يعبّر عن «ردها على ما تلقته رسمياً (خلال الأيام الماضية) ضمن قناة التفاوض»، ويضيف: «نحن نتحدث عن قناة واحدة للتفاوض، ولا علاقة لنا بما يبثه الإسرائيليون للرأي العام الداخلي القطاع اليميني المتطرف». ناشطون مؤيدون للفلسطينيين بعد صبّ الطلاء الأحمر خلال مظاهرة في باريس الأربعاء (أ.ف.ب) ويواصل المصدر: «هناك اتصالات جرت بين قيادة الحركة وبعض جهات لها علاقة مباشرة مع الولايات المتحدة (بالإشارة إلى الأكاديمي الفلسطيني - الأميركي بشارة بحبح، المقرب من إدارة الرئيس دونالد ترمب، وشخصيات أخرى)، وعُرض علينا مقترح جديد قبلت به الحركة وفق ما يقوم عليه مقترح ويتكوف». وأوضح المصدر أن «ما طُرح كان بمثابة إطار عام لضمان وقف إطلاق نار جزئي يقوم بشكل أساسي على إجراء مفاوضات مباشرة فور دخول هذا الاتفاق حيز التنفيذ، للمضي نحو مرحلة ثانية على قاعدة إنهاء الحرب بشكل كامل». وأوضحت المصادر، أن «هناك بعض التفاصيل تم الاتفاق عليها بالإفراج عن المختطفين الإسرائيليين على مرحلتين؛ لكن الخلاف حالياً فيما إذا كان سيتم إطلاق نصفهم باليوم الأول، والنصف الآخر باليوم الأخير، أم سيتم تقريب عدد أيام إطلاق سراحهم لضمان إنجاح الخطوة، لكن هذا الأمر يتعلق بشكل أساسي بموافقة أو رفض إسرائيل لما طُرح من قِبل الجهات الوسيطة للمحادثات ما بين الحركة والإدارة الأميركية». وينص مقترح ويتكوف الأصلي على «إطلاق نصف سراح المختطفين دفعة واحدة باليوم الأول، وأن يتم إطلاق سراح نصف الجثث في فترة لاحقة، بضمان وقف إطلاق نار 60 يوماً من دون ضمانات بوقف الحرب». فلسطينيون يتجمعون بالقرب من موقع توزيع المساعدات الذي تديره «مؤسسة إغاثة غزة» المدعومة من الولايات المتحدة في رفح (د.ب.أ) وتقول المصادر أن الإطار الذي عُرض على «حماس» يضمن «إجراء مفاوضات فورية على قاعدة وضمان وقف إطلاق نار دائم وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة» وهو ما قبلت به الحركة. وبيَّنت أن «ما طرح عليها وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار ما بين 60 و70 يوماً، بينما طالبت الحركة بأن تمتد الفترة إلى 90 يوماً». وبشأن نفي ويتكوف في تصريحات لوسائل إعلام أميركية سابقاً وجود أي اتفاق جديد مع «حماس»، قالت المصادر، إن «الحركة تهتم بما يطرح عليها عبر القنوات الرسمية، وكثيراً ما كانت تنقل مواقف للحركة مغايرة للمعلن، وما يجري خلف الكواليس يعكس ذلك». مستشهدةً بتصريحات ويتكوف نفسه خلال اليومين الماضيين «إبلاغ عوائل المختطفين الإسرائيليين بأننا ربما قريبون من اتفاق محتمل». فلسطينيون ينتظرون توزيع المساعدات في غزة (رويترز) ورهنت المصادر نجاح الاتصالات الحالية بالموقف الإسرائيلي، مؤكدةً أن «حماس» لا مانع لديها من المضي به قدماً، وفق ما قدم إليها من إطار عام عبر بعض الشخصيات الوسيطة.


الشرق الأوسط
منذ 6 ساعات
- الشرق الأوسط
غزة «الأكثر جوعاً» بعد 600 يوم من الحرب
دخلتْ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ600، ولا يزال سكانه يكابدون معاناة هي الأقسى منذ عقود، بل وأصبحت «أكثر الأماكن جوعاً على وجه الأرض»، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. على صعيد سياسي، تواكبت إشارة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال مؤتمر صحافي، أمس، مع إفادة من حركة «حماس» عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب المشتعلة في القطاع منذ 19 شهراً، وحصدت أكثر من 54 ألف قتيل. وقال ترمب إن الأمور تسير بشكل جيد للغاية، وأشار إلى أن إدارته تعمل على تسريع توصيل المواد الغذائية للفلسطينيين في غزة، وهو الأمر الذي أكده، خلال المؤتمر نفسه، مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف المنخرط في المفاوضات. وقال ويتكوف إن لديه «انطباعات جيدة جداً» عن إمكان التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، متوقعاً إرسال اقتراح جديد قريباً. وقبيل الإعلان الأميركي، قالت «حماس» إنها توصلت إلى اتفاق مع ويتكوف على «إطار عام يحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً للقوات الإسرائيلية من القطاع».