logo
إنتل والقبضة الحكومية.. هل تتخلى أمريكا عن رأسماليتها؟

إنتل والقبضة الحكومية.. هل تتخلى أمريكا عن رأسماليتها؟

أرقاممنذ 3 أيام
قبل عدة سنوات، كان الاعتقاد السائد هو أن تحرر الاقتصاد الصيني سيجعله يقترب من نموذج نظيره الأمريكي، واليوم، يبدو أن الوضع انعكس، إذ بدأت الرأسمالية الأمريكية نفسها تقترب من النموذج الصيني.
حيث تشهد الولايات المتحدة تحولًا غير مسبوق في دور الحكومة داخل القطاع الخاص، في ظل تقارير عن محادثات الإدارة الأمريكية للحصول على حصة في "إنتل" و"يو إس ستيل"، ما يثير تساؤلات حول مستقبل الرأسمالية الأمريكية.
بينما تُعد واشنطن عاصمة الرأسمالية والسوق الحرة في العالم، إلا أن الإدارة الأمريكية تحت قيادة الرئيس "دونالد ترامب" أثارت شكوكًا حول هذه المبادئ، في ظل التأثير على قرارات الشركات بسياسات عدة، أبرزها دفع هذه الشركات للتصنيع داخل الولايات المتحدة.
التدخل الحكومي
- عادة ما يقتصر التدخل الحكومي في القطاع الخاص الأمريكي على الدور التنظيمي، أو شراء الشركات المتعثرة التي لها دور كبير في قطاعات حساسة، مثل استحواذ واشنطن على شركة "فريدي ماك" في سبتمبر 2008 خلال الأزمة المالية العالمية.
- كان هذا هو النهج المعتاد لدى واشنطن، لكن منذ تولي "ترامب" السلطة مطلع هذا العام، تحركت الحكومة الأمريكية للاستحواذ على حصة ذهبية في "يو إس ستيل"، نظرًا لمخاوف الإدارة من عملية سيطرة "نيبون" اليابانية على قطاع الصلب الأمريكي.
- جعلت الحكومة الأمريكية بند الحصة الذهبية شرطًا أساسيًا للموافقة على استحواذ "نيبون ستيل" على نظيرتها الأمريكية، وهو ما يمنح الحكومة الحق في الاعتراض على قرارات الشركة، بما في ذلك الإنتاج والاستثمارات والمبيعات وإغلاق المصانع ونقل المقر الرئيسي.
- نتيجة لهذا، تتراجع سيطرة "نيبون ستيل" على نظيرتها الأمريكية، فيما تُصبح واشنطن فعليًا المشرف الرئيسي على عمليات "يو إس ستيل"، ما يجعل شركة الصلب الأمريكية أشبه بمؤسسة مملوكة للدولة لأغراض تنظيمية.
دور إنتل
- كانت "إنتل" لعقود بمثابة درة التاج لصناعة الرقائق الأمريكية، قبل أن يتراجع دورها مؤخرًا جراء استحواذ "إنفيديا" على حصة كبيرة من السوق من خلال وحدات المعالجة الرسومية، والتي توسع استخدامها في ظل تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي.
- تراكمت الأخطاء الاستراتيجية لشركة "إنتل" على مدار السنوات الأخيرة، حيث أدى رفضها لتوريد الرقائق إلى صانعة "آيفون" في عام 2006، إلى السماح لمنافسين يعتمدون على معالجات "آرم" مثل "كوالكوم" بالهيمنة على قطاع رقائق الجوالات الذكية.
- على صعيد التصنيع، تفوقت "تي إس إم سي" التايوانية على "إنتل" لتصبح أكبر مقاول لصناعة الرقائق في العالم، كما تقدمت "إنفيديا" و"إيه إم دي" بقوة في رقائق الذكاء الاصطناعي والألعاب والحوسبة السحابية، بينما تخلفت "إنتل" عن الركب.
- أدت كل هذه التحديات إلى تراجع إيرادات "إنتل" بنسبة 20.2% و14% و2.1% في السنوات الثلاث الأخيرة، 2022 و2023 و2024 على الترتيب، فيما حذر الرئيس التنفيذي "ليب بو تان" من مراجعة استراتيجية سلفه "بات جيلسينجر"، مع خطط لإعادة هيكلة الشركة.
لماذا إنتل تحديدًا؟
- بدأ الأمر عند شن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" هجومًا على "تان"، داعيًا إلى استقالته على الفور بسبب علاقاته مع العديد من الشركات الصينية، خاصة عندما كان رئيسًا تنفيذيًا لشركة "كادنس ديزاين سيستمز".
- لكن انطباعات "ترامب" تغيرت بعد مقابلته مع "تان" في البيت الأبيض، حيث أعرب الرئيس الأمريكي في منشور عبر منصة "تروث سوشيال"، عن إعجابه بنجاح وصعود رئيس "إنتل".
- ذكرت وكالة "بلومبرج" نقلًا عن مصادر مطلعة، الخميس، أن إدارة "ترامب" تجري مباحثات مع "إنتل" بشأن استحواذ الحكومة على حصة في الشركة، بهدف دعم خطط توسيع الإنتاج المحلي من الرقائق الإلكترونية.
- وذكرت المصادر أن الصفقة المحتملة ستركز على مشروع مجمع المصانع في ولاية أوهايو، دون توضيح حجم الحصة التي قد تستحوذ عليها الحكومة، إلا أن الخطة نوقشت هذا الأسبوع خلال اجتماع بين "ترامب" والرئيس التنفيذي للشركة، "ليب بو تان".
مخاوف بشأن الرأسمالية
- أثار هذا التقرير بعد أشهر قليلة من استحواذ "واشنطن" على حصة ذهبية في "يو إس ستيل"، مخاوف بشأن مستقبل الرأسمالية في الولايات المتحدة، حيث تخوف المحللون من أن هذه الخطوات قد توسع دور الحكومة من مجرد تنظيم السوق إلى أحد اللاعبين.
- لم يقتصر الأمر فقط على أنشطة استحواذ الحكومة الأمريكية، بل امتد إلى موافقة "إنفيديا" و"إيه إم دي" على دفع 15% من إيرادات مبيعات الرقائق المتقدمة في الصين، لصالح الحكومة الأمريكية، من أجل الحصول على تراخيص تصدير أشباه الموصلات.
- هذه الخطوات أثارت اعتقادات بأن الولايات المتحدة تتجه نحو شكل من أشكال الرأسمالية غير النقية، وهي "رأسمالية الدولة"، حيث يزداد تدخل الحكومة في توجيه قرارات الشركات الخاصة الكبرى واستثماراتها الاستراتيجية.
- يختلف هذا النموذج عن الاشتراكية، إذ لا تملك الدولة وسائل الإنتاج بشكل مباشر، لكن الحكومة توجه الشركات الخاصة بدلاً من تركها للسوق الحرة بالكامل، في تحول جذري عن المبادئ التقليدية للسوق الحر التي لطالما ميزت الاقتصاد الأمريكي.
مستقبل الرأسمالية
- حذر "جريج إيب" الصحفي لدى "وول ستريت جورنال"، من أن الولايات المتحدة تتجه نحو "رأسمالية الدولة ذات الخصائص الأمريكية"، حيث يُقلد "ترامب" الحزب الشيوعي الصيني بتوسيع سيطرته على الاقتصاد بشكل أعمق.
- في حين كررت "فورتشن" تحذيرها من أن العديد من مواقف "ترامب" الاقتصادية أقرب إلى الشيوعية منها إلى الرأسمالية تحت شعار الرئيس "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".
- بدلًا من دعم إدارة "ترامب" لحرية السوق وفق مبدأ "اليد الخفية" الذي صاغه "آدم سميث"، تميل سياساتها أكثر نحو "قبضة الحكومة"، في ابتعاد واضح عن الفلسفة الاقتصادية الليبرالية التقليدية، وتقارب غير مسبوق مع أفكار كارل ماركس وماو تسي تونغ أكثر من سميث."
- كما برزت ملامح "رأسمالية المحسوبية" في الفترة الأخيرة، حيث تُمنح الامتيازات للشركات والقادة التنفيذيين القادرين على كسب رضا الرئيس أو تقديم ما يخدم أجندته السياسية والاقتصادية.
- برز هذا جليًا في اتفاق "إنفيديا" و"إيه إم دي" على دفع 15% من عائدات مبيعاتهما من الرقائق إلى الصين لصالح الحكومة الأمريكية، مقابل الحصول على تراخيص تصدير أشباه الموصلات.
- باختصار، استراتيجية "ترامب" تقوم على المساومة والمقايضة المباشرة، حيث تُكافئ الشركات التي تنفذ مطالبه ويضغط على تلك التي تتردد في الانصياع، وهو ما اتضح حينما توقف الرئيس عن الضغط على شركة "آبل" بعدما أعلنت استثمار 600 مليار دولار داخل البلاد.
- من "إنتل" إلى "يو إس ستيل"، يبدو أن "العم سام" يتخلى عن دور الحكم في السوق الحرة ليصبح لاعبًا أساسيًا، في تحول يقرب الرأسمالية الأمريكية من نموذج الدولة المتدخلة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أميركا تلغي أكثر من 6 آلاف تأشيرة دراسية بينها لطلاب دعموا غزة
أميركا تلغي أكثر من 6 آلاف تأشيرة دراسية بينها لطلاب دعموا غزة

صحيفة سبق

timeمنذ 15 دقائق

  • صحيفة سبق

أميركا تلغي أكثر من 6 آلاف تأشيرة دراسية بينها لطلاب دعموا غزة

أفادت فوكس نيوز ديجيتال أن وزارة الخارجية الأميركية ألغت أكثر من 6 آلاف تأشيرة طلابية عام 2025، معظمها بسبب تجاوز مدة الإقامة أو مخالفات قانونية، بينها اعتداءات وقيادة تحت تأثير الكحول، إضافة إلى نحو 200-300 تأشيرة لطلاب اتهموا بدعم الإرهاب عبر أنشطة مثل جمع التبرعات لحركة حماس. وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن الإدارة تراجع وضع الطلاب المشاركين في الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، فيما اعتبر ديمقراطيون أن قرارات إلغاء التأشيرات تمثل انتهاكًا للإجراءات القانونية الواجبة. ووفق التقرير، بلغ إجمالي التأشيرات الملغاة بحلول 2025 نحو 40 ألف تأشيرة، مقارنة بـ16 ألفًا فقط في عهد إدارة بايدن.

زيلينسكي وزعماء أوروبا يتوافدون على البيت الأبيض للمشاركة في محادثات أوكرانيا
زيلينسكي وزعماء أوروبا يتوافدون على البيت الأبيض للمشاركة في محادثات أوكرانيا

الشرق الأوسط

timeمنذ 15 دقائق

  • الشرق الأوسط

زيلينسكي وزعماء أوروبا يتوافدون على البيت الأبيض للمشاركة في محادثات أوكرانيا

عبَّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، عن اعتقاده أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين يريد إنهاء الحرب في أوكرانيا. وأدلى ترمب بهذه التصريحات قبيل اجتماع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض. كان الرئيس الأوكراني وصل إلى البيت الأبيض للمشاركة في محادثات مع ترمب وزعماء أوروبيين بشأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا. ووفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، وصل إلى البيت الأبيض سكرتير عام حلف «الناتو» مارك روته، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ومن المقرر أن ينضم إليهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ولدى وصوله إلى واشنطن، قال ستارمر: «لا بد أن نتأكد من تحقيق السلام واستمراره، ومن أنه سلام عادل؛ ولهذا السبب توجهت إلى واشنطن مع زعماء أوروبيين آخرين، للتباحث بشأن هذا الأمر». بينما قال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، الاثنين، إن قادة من الاتحاد الأوروبي يستعدون لعقد مؤتمر بتقنية الفيديو كونفرانس، الثلاثاء، في أعقاب اجتماع البيت الأبيض. يأتي الاجتماع رفيع المستوى بعد أيام فقط من استقبال ترمب الدافئ للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإجراء محادثات في ألاسكا، في أول لقاء لهما منذ أن أمر بوتين بغزو أوكرانيا الشامل في فبراير (شباط) 2022. وأعربت ميلوني، في كلمة لها قبل محادثات البيت الأبيض، عن تفاؤل حذر بشأن احتمالات التوصل لاتفاق سلام. وقالت في واشنطن: «بعد 3 سنوات ونصف السنة لم تُظهر فيها روسيا أي بادرة للحوار على الإطلاق، وطالبت كييف بالاستسلام، هناك أخيراً أمل في الحوار». وأضافت ميلوني: «أعتقد أننا بحاجة لدراسة جميع الحلول الممكنة، لضمان السلام والأمن لدولنا».

ترامب مستقبلا زيلينسكي: أوكرانيا لن تنضم للناتو.. ولا تفاصيل عن ضمانات أمنية
ترامب مستقبلا زيلينسكي: أوكرانيا لن تنضم للناتو.. ولا تفاصيل عن ضمانات أمنية

العربية

timeمنذ 15 دقائق

  • العربية

ترامب مستقبلا زيلينسكي: أوكرانيا لن تنضم للناتو.. ولا تفاصيل عن ضمانات أمنية

استقبل اليوم الإثنين، الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض. وقال ترامب إنه يعتقد بأن هناك تقدما يحرز فيما يتعلق بإنهاء الحرب في أوكرانيا، وإنه من الممكن أن يفضي اجتماعه الذي عقده مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى نتائج إيجابية. #ترمب يستقبل الرئيس الأوكراني فولوديمير #زيلينسكي في #البيت_الأبيض #أميركا #العربية — العربية (@AlArabiya) August 18, 2025 وجدد ترامب رغبته في عقد قمة ثلاثية أميركية روسية أوكرانية في حال "سار كل شيء على ما يرام" خلال الاجتماع مع زيلينسكي. وقال الرئيس الأميركي أثناء استقباله نظيره الأوكراني "سنعقد اجتماعا. اعتقد أنه في حال سار كل شيء على ما يرام، سنعقد قمة ثلاثية، وأعتقد أنه عند حصول ذلك، ستتوفر فرصة معقولة لانهاء الحرب". واضاف أن أوكرانيا لن تنضم الى الناتو ، لاقفتا الى أن "لا تفاصيل الآن بشأن الضمانات الأمنية الأميركية لأوكرانيا" وأضاف في المكتب البيضاوي إلى جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه تشرف بلقاء زيلينسكي. وأعرب ترامب عن ثقته في رغبة روسيا بتسوية الأزمة الأوكرانية. وقال للصحفيين في البيت الأبيض: " أثق بأن فلاديمير بوتين يريد إنهاء هذا الأمر"، معقبا بالقول "أعتقد أننا نحرز تقدما". من 2 وأوضح ترامب أن الولايات المتحدة ستكون ضالعة في أمن أوكرانيا مستقبلا. من جهته شكر زيلينسكي ترامب على سعيه إلى "وقف القتل" في أوكرانيا، مشدداً على أنه "يتعين وقف الحرب". كما أكد الرئيس الأوكراني مجدداً استعداده لـ"حوار ثلاثي" مع نظيريه الأميركي والروسي فلاديمير بوتين. في سياق آخر، أكد زيلينسكي استعداده لإجراء انتخابات في أوكرانيا. ترمب: سأعمل مع أوكرانيا والجميع لضمان سلام دائم #أوكرانيا #قناة_العربية — العربية (@AlArabiya) August 18, 2025 وفي وقت سابق من اليوم الإثنين، ووصل الزعماء الأوروبيون إلى البيت الأبيض للمشاركة في محادثات مع ترامب وزيلينسكي. ووصل إلى البيت الأبيض سكرتير عام حلف الناتو مارك روته، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ومن المقرر أن ينضم إليهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ولدى وصوله إلى واشنطن، قال ستارمر في مقطع فيديو على موقع إكس للتواصل الاجتماعي:"لابد أن نتأكد من تحقيق السلام واستمراره، ومن أنه سلام عادل، ولهذا السبب توجهت إلى واشنطن مع زعماء أوروبيين آخرين، للتباحث بشأن هذا الأمر".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store