
"اقتصاد الموت" وتسليع الإبادة الجماعية في غزة
طالعت هذا المشهد وأنا جالس في حديقة منزلي مستمتعا بنسمات ليلية منعشة بعد نهار شديد الحرارة قائظ. انتابني مزيج من المتعة والشفقة والعجز والحمد على النجاة من مصير هذا الغزّي.
وبعد أن فرغت من مطالعة كثير من المشاهد المشابهة التي أتت بها خوارزميات السوشيال ميديا، انتقلت إلى محطات الأخبار الكثيرة التي غمرتني بمشاهد وصور الأطفال الجوعى ضامري الأجساد، وتدفقت تقارير المراسلين بمن استشهد وعدد المصابين وأحوال المستشفيات وانهيار المنظومات الصحية.. كل هذا وفي الخلفية هدير المحللين الإستراتيجيين والخبراء العسكريين.
بعدها انتقلت إلى تقارير مراسلي الصحف الأميركية والبريطانية التي امتلأت بتصريحات السياسيين وتسريبات المفاوضين والوسطاء.. تغمرني هذه التدفقات فأزداد عجزا، وأطالع مشاهد التيك توك فأُصاب بالمتعة، ثم يتبلّد حسي فأفقد الشغف.. لكن دورة "تسليع المأساة" تعود من جديد تحت هدير التغطية وتدفق الفيديوهات واللايك والشير.
يشير مفهوم "تسليع المعاناة" إلى العملية التي يتم فيها تحويل الألم والموت وسوء حظ الآخرين إلى منتج أو مشهد قابل للاستهلاك، للترفيه، وإرضاء الذات.
الكوارث والوفيات الجماعية والمعاناة الإنسانية يتم تجميلها وتعبئتها بشكل مبهر من قبل وسائل الإعلام ومحطات الأخبار وصناعات الترفيه الثقافي لتسلية الجماهير العالمية.
يمكن رؤية ذلك في البرامج التلفزيونية والروايات والأفلام ومقاطع السوشيال ميديا، وحتى تغطيات الأحداث الواقعية، حيث إن مشاهدة آلام الآخرين تعزز الشعور بالتفوق أو البقاء.
السياحة المظلمة، وهي اتجاه ما بعد حداثي، حيث يزور السياح الأماكن المرتبطة بالموت الجماعي والخسارة والألم والحزن، مثل أوشفيتز -معسكر المحرقة الشهير- والسجون أو المناطق المنكوبة بالكوارث. يُنظر إلى هذه الممارسة على أنها وسيلة للزوار لتفسير محدوديتهم من خلال معاناة الآخرين، أو اكتساب إحساس بقيمة حياتهم الخاصة.
تشير بعض الدراسات إلى أن زوار هذه الأماكن ليسوا بالضرورة حساسين تجاه المآسي، ولكنهم يسعون للنظر إلى شيء مختلف يؤكد مكانتهم الخاصة.
دعاني بعض الأصدقاء إلى سياحة مبهرة في جبال المغرب، حيث نبيت وسط فقراء هذه المناطق، نعيش كما يعيشون ونأكل مما يأكلون، وهي في نفس الوقت صدقة مخفية لأننا ندفع لهم ما تجود به أنفسنا من مال لا يطلبونه ولا يفرضون قيمته.
لكني أدركت متأخرا أن هذا النوع من السياحة هو شكل آخر من أشكال التوسط بين السياح والسكان المحليين، حيث يصبح الفقر نفسه سلعة، مما يؤدي إلى إدامة الوضع الراهن للنخبة الحاكمة.
غالبا ما يُخفي هذا النظام الحقائق المادية والثقافية التي تُسبب المعاناة، ويغلفها في شكل مشاهد تعزز هياكل السلطة القائمة وسوء توزيع الثروة المتفشي.
هذه الديناميكية ليست جديدة، حيث ترسم أوجه تشابه مع كيف تحولت المحرقة، وهي مأساة حقيقية، إلى وجهة سياحية مطلوبة بشدة تستغل الموت لأغراض الترفيه.
يعكس الوضع الحالي كيف استغلت الرأسمالية المعاناة تاريخيا، فالدول نفسها التي اضطهدت السكان الأصليين خلال الحكم الاستعماري ترسل الآن سياحا إلى هذه المستعمرات، مستغلة معاناة الآخرين كشكل من أشكال "السلب البصري".
إن استهلاك معاناة الآخرين، سواء من خلال أخبار الإبادة في غزة والهجمات الإرهابية أو الزيارات إلى مواقع الكوارث، يعزز الشعور بالنرجسية والتفوق لدى "الساعين إلى الموت" أو الجمهور العالمي. وهذا يسمح لثقافات العالم الأول بتعزيز شعورها العالي بالتفوق على المحيط.
إن تحويل المعاناة إلى سلعة يثير تساؤلات أخلاقية مهمة حول استغلال آلام الآخرين لتحقيق الربح- كما يقوم به بعض المؤثرين على السوشيال ميديا، أو الترفيه، وتقويض الفكر النقدي- كما يقوم به بعض الخبراء والمحللين، وتعزيز التفاوتات الاجتماعية- كما قمت به في جبال المغرب البديعة. فهو يسمح للمتميزين بتعزيز مكانتهم، بينما تظل القضايا الأساسية دون معالجة.
يمكن أن يؤدي هذا التسليع للموت إلى شعور بالعجز لدى الأفراد، حيث يشعرون بأن العالم خارج عن سيطرتهم، وأنهم مجرد متفرجين على المآسي التي يتم تسليعها.
إن تسليع المعاناة في غزة متجذر بعمق في نظام تستفيد فيه محطات تلفزيونية شهيرة، وكيانات تجارية قوية من مختلف القطاعات، بشكل مباشر وغير مباشر من تدمير الفلسطينيين وتشريدهم واستغلالهم، محولة محنتهم إلى مكاسب اقتصادية ومسرحية للاستهلاك العالمي. يُظهر هذا "اقتصاد الإبادة الجماعية" المتكامل؛ كيف يُستدام الصراع لأنه مُربح للكثيرين، مما يُؤكد الحاجة المُلحة للمساءلة.
يسلط تقرير المقرر الخاص لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة الضوء على الكيفية التي كانت بها المساعي الاستعمارية والإبادة الجماعية المرتبطة بها مدفوعة وممكّنة تاريخيا من قبل قطاع الشركات، وهو نمط من الهيمنة يُعرف باسم "الرأسمالية العنصرية الاستعمارية".
ويتجلى هذا بوضوح في الاستعمار الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، حيث استفادت الكيانات التجارية من الاحتلال غير القانوني والفصل العنصري وحملة الإبادة الجماعية المستمرة في غزة.
بعد أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ساهم الفاعلون من الشركات في تسريع عملية النزوح والتهجير، مما ساهم في تدمير غزة وتشريد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
ويشمل ذلك قطاعات مختلفة، بما في ذلك شركات تصنيع الأسلحة، وشركات التكنولوجيا، وشركات البناء والتشييد، والصناعات الاستخراجية والخدمية، والبنوك، وصناديق التقاعد، وشركات التأمين، والجامعات، والجمعيات الخيرية.
هذه الكيانات تُمكّن من ارتكاب انتهاكات هيكلية وجرائم مثل الفصل العنصري والإبادة الجماعية، إلى جانب الجرائم الملحقة مثل التمييز والتهجير القسري والتجويع.
استفادت دول من موقفها المتواطئ في غزة حين انهمرت عليها المعونات العسكرية والتدفقات المالية من مؤسسات التمويل وغيرها، وكأنها في صفقة كبيرة تقايض المليارات بالتاريخ والجيو-إستراتيجيا والأمن القومي.
تبيّن وفق دراسة حديثة لمشروع تكاليف الحرب في جامعة براون الأميركية، أنه بين 2020 و2024، تلقت خمس شركات كبرى عقودا بقيمة 2.4 تريليون دولار من البنتاغون، وهو ما يمثل ما يقرب من 54% من إجمالي الإنفاق التقديري للوزارة البالغ 4.4 تريليونات دولار خلال تلك الفترة.
حصلت هذه الشركات الخمس مجتمعة – وهي لوكهيد مارتن، وبوينغ، وRTX المعروفة سابقا باسم (Raytheon)، وجنرال ديناميكس، وشركة نورثروب غرومان- على مبلغ 356 مليار دولار المخصص لميزانية الدبلوماسية والتنمية والمساعدات الإنسانية الأميركية (باستثناء المساعدات العسكرية) خلال نفس الفترة.
تستفيد هذه الشركات أيضا من عمليات نقل الأسلحة. على سبيل المثال، قدمت الولايات المتحدة أكثر من 18 مليار دولار كمساعدات عسكرية لإسرائيل في العام الأول بعد أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وتم تقديم 66 مليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا منذ الغزو الروسي 2022، كما تجاوزت مبيعات الأسلحة الممولة من الخارج للحلفاء الأوروبيين 170 مليار دولار في 2023 و2024 وحدهما.
تحافظ صناعة الأسلحة على قوة سياسية كبيرة من خلال ملايين التبرعات للحملات الانتخابية، وتوظيف 950 من جماعات الضغط اعتبارا من 2024، بزيادة عن عام 2020، بالإضافة إلى ظاهرة "الباب الدوار"، حيث ينتقل كبار المسؤولين الحكوميين والبنتاغون إلى مناصب مربحة مع هذه الشركات أو شركات رأس المال الاستثماري التي تستثمر في الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا العسكرية.
وأخيرًا وليس آخرًا، فإن هذه الشركات تقوم بتمويل مراكز الأبحاث المتشددة التي تدافع عن سياسات تخدم مصالحها، والخدمة في اللجان الاستشارية الحكومية التي تُشكل سياسات الدفاع، حيث غالبا ما يكون لأغلبية الأعضاء علاقات بصناعة الأسلحة.
وتدعم هذه الشركات زيادة الحروب من خلال عدة آليات، مدفوعة في المقام الأول بالمصالح المالية، والتأثير السياسي، والترويج للتقنيات العسكرية الجديدة.
يُضاف إلى الشركات الخمس الكبرى عدد من شركات التكنولوجيا العسكرية الناشئة مثل Palantir، وSpaceX، وAnduril. تزعم هذه الشركات أنها تقدم "نسخة جديدة وأكثر فاعلية وأقل تكلفة وأكثر مرونة من المجمع الصناعي العسكري". تزعم أن أسلحتها التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، وشبه المستقلة، التي لا تحتاج إلى عنصر بشري، يمكن أن توفر جيلا مستقبليا من الأسلحة بشكل أكثر فاعلية وبتكلفة أقل، ويمكنها توسيع الهيمنة العسكرية الأميركية العالمية.
تستفيد أيضا شركات التكنولوجيا الكبرى مثل أمازون، ومايكروسوفت، وغوغل، وأوراكل، وآي بي إم، حيث تقتسم بشكل جماعي 10 مليارات دولار لبرنامج الحوسبة السحابية التابع للبنتاغون.
إن أحد الأخطار الكبيرة للحرب التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، هو إمكانية أن تتمكن الأسلحة الجديدة من اختيار الأهداف دون تدخل بشري. إن حروب التكنولوجيا المتقدمة المستقبلية ستُعطي الأولوية للسرعة في تحديد الأهداف وتدميرها، مما قد يؤدي إلى استبعاد البشر من عملية صنع القرار. مثل هذه الأنظمة قد تجعل الحروب "أكثر احتمالية وأكثر فتكا".
إن تحويل الكوارث إلى سلعة، والذي أشار إليه جان بودريار -عالم الاجتماع الفرنسي الشهير- بـ"مشهد الكارثة"، يحوّل الأحداث المأساوية إلى ترفيه، مما قد يؤدي بشكل متناقض إلى تكرارها من خلال تجاهل أسبابها الجذرية.
تُلاحظ هذه الظاهرة في التغطية الإعلامية، حيث تُنشر "قسوة الهجمات" لكسب المشتركين والمشاهدين، حيث يشعر الجمهور بالدمار لكنه غير قادر على التوقف عن المشاهدة.
يصف مفهوم "رأسمالية الموت" Thana Capitalism -الذي صاغه ماكسيميليانو إي. كورستانجي، عالم الاجتماع الأرجنتيني- مرحلة من الرأسمالية، حيث يكون الموت سلعة أساسية للتبادل والاستهلاك، ويتم تناول المعاناة الإنسانية واستهلاكها بصريا للترفيه وتعزيز الأنا.
يتضمن ذلك زيارات لمواقع الموت الجماعي والمعاناة، والتي يُعاد تدويرها ويستهلكها جمهور عالمي بصريا، مما يخلق "اقتصادا منغمسا في الموت"، وهي مرحلة جديدة من الرأسمالية حيث يصبح موت الآخرين والمعاناة البشرية سلعة رئيسية يتم تبادلها واستهلاكها.
يُجادل كورستانجي بأن طبقة ناشئة من "الباحثين عن مشاهد الموت" تستهلك هذه المشاهد الكئيبة ليس بالضرورة بدافع التعاطف، بل غالبا لتعزيز شعورهم بالحياة والتفوق، أو للحصول على الإثارة. يصبح موت "الآخر" (أولئك الذين يعانون) إثباتا لبقاء المرء ومكانته في نظام لا يفوز فيه إلا الأصلح.
يقوم هذا النوع من الاستهلاك بتعزيز شكل من أشكال الداروينية الاجتماعية، حيث يشعر الأفراد بأنهم في "سباق" دائم من أجل البقاء. إن مشاهدة معاناة الآخرين، لا سيما من خلال الوسائط البصرية، قد تؤدي إلى تعزيز نرجسي لسلامة الفرد ونجاحه، بدلا من ارتباط حقيقي أو رغبة في المساعدة.
إن استهلاك معاناة "الآخرين" يسمح للأفراد (غالبا من الشمال العالمي) بتعزيز شعورهم بالتفوق والامتياز والمكانة الفريدة. هذه "السعادة المرضية" متجذرة في الداروينية الاجتماعية، حيث إن كون المرء "ناجيا" يدل على القوة الأخلاقية والاستثنائية.
تستغل السلطات الحاكمة في كل مكان، وخاصة في المنطقة العربية، "ثقافة الخوف" كأداة تأديبية (مثلا، من الإرهاب، أو تغير المناخ، أو الجريمة، أو عدم الاستقرار والفوضى، وأخيرا التجويع في غزة) للسيطرة على الجماهير وتبرير سياسات قد تُرفض لولا ذلك، مثل زيادة المراقبة والمنع من التظاهر أو إجراءات التقشف. هذا التهويل يصرف الانتباه عن المشاكل الهيكلية التي تُسببها سياساتهم.
في جوهره، يُحول تسليع المعاناة المشاكل المجتمعية المعقدة إلى سرديات قابلة للاستهلاك، والتي بدلا من تعزيز الفهم النقدي أو دفع التغيير النظامي، تُعزز رؤية عالمية نرجسية ومتعالية على الذات، وتُديم أوجه عدم المساواة وديناميكيات القوة التي تولد المعاناة في المقام الأول.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 12 ساعات
- الجزيرة
عن الألم والحرب والصمود.. حكايات عربية في الدورة الـ78 لمهرجان لوكارنو
شكلت مآسي الحرب والأزمات الإنسانية وقضايا البحث عن الهوية مصدر إلهام لعدد من صناع السينما العرب في أعمالهم المشاركة بالدورة الـ78 من مهرجان لوكارنو السينمائي، الذي يُقام بين 6 و16 أغسطس/آب الجاري. وتشهد هذه الدورة حضورا بارزا للسينما العربية من خلال مشاركات من فلسطين ولبنان والعراق وتونس، موزعة على أقسام ومسابقات متعددة ضمن برنامج المهرجان. رحلة بصرية وإنسانية ما قبل الحرب افتتح الفيلم الوثائقي "مع حسن في غزة" للمخرج الفلسطيني كمال الجعفري فعاليات المسابقة الدولية في مهرجان لوكارنو، مقدّمًا سردًا شخصيًا وتاريخيًا يستند إلى 3 أشرطة فيديو عثر عليها المخرج قبل اندلاع الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. تحوّلت هذه اللقطات إلى شهادة حيّة توثق ملامح الحياة في غزة عام 2001. يرافق الوثائقي رحلة برية يخوضها الجعفري بصحبة مرشد محلي يُدعى حسن، ينتقلان خلالها من شمال القطاع إلى جنوبه بمحاذاة الساحل، بحثا عن عبد الرحيم، وهو شاب تعرف عليه المخرج أواخر ثمانينيات القرن الماضي حين كانا يقضيان عقوبة في سجن النقب الصحراوي الإسرائيلي كمراهقين في قسم "الأحداث". وخلال دراسته لاحقًا للسينما في ألمانيا، ظل الجعفري يأمل لقاء عبد الرحيم مجددًا لإنجاز مشروع سينمائي يوثق تجربتهما المشتركة في السجن خلال سنوات المراهقة. يتضمن الفيلم لقطات من الحياة اليومية في غزة، تظهر فيها مشاهد للأطفال على الشاطئ، والأسواق النابضة بالحركة، والمقاهي المزدحمة بالرواد، والأحياء المفعمة بالنشاط، وهي صور تكتسب اليوم معنى مختلفًا تمامًا في ظل الدمار الواسع الذي يشهده القطاع منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. ووصف الجعفري عمله بأنه تحية إلى غزة وأهلها، وإلى كل ما يظل نابضًا بالحياة في هذه اللحظة الحرجة من التاريخ الفلسطيني، وذلك في تصريحات أدلى بها بالتزامن مع عرض الفيلم في المهرجان. ينتقل الوجع من فلسطين إلى لبنان عبر الفيلم الوثائقي "حكايات الأرض الجريحة" للمخرج العراقي عباس فاضل، والمنتجة اللبنانية نور بالوك، والمشارك ضمن المسابقة الرسمية. يستعرض الفيلم معاناة اللبنانيين تحت وقع الحرب، مستلهما من الواقع اللبناني المضطرب مشاهد إنسانية توثق الألم والصمود، وهو امتداد لثلاثية بدأها الثنائي عام 2022 بفيلم "حكايات البيت البنفسجي" الذي رصد تداعيات الحرب في جنوب لبنان، وتفاصيل النضال من أجل الحياة. جلجامش برؤية عصرية تبرز المشاركة العربية في نسخة هذا العام من مهرجان لوكارنو من خلال فيلم "إركالا – حلم جلجامش" للمخرج العراقي محمد الدراجي، الذي يعرض ضمن قسم "الساحة الكبرى" في ساحة "البيازا غراندي'. يعيد الدراجي تقديم ملحمة جلجامش في إطار معاصر، عبر قصة طفل مشرد يبلغ من العمر 8 سنوات، مصاب بداء السكري، يسعى إلى إقناع صديقه المقرب بمرافقته إلى عالم "أركالا" السفلي، هربا من واقع مضطرب في رحلة رمزية وجودية تعكس ملامح الأسطورة الأصلية. ضمن المسابقة الرسمية، يقدم المخرج التونسي عبد اللطيف كشيش فيلمه "مكتوب حبي" (Mektoub, My Love: Canto Due)، الذي بدأ الترويج له مؤخرا، والمقرر عرضه في اليوم الرابع من فعاليات المهرجان. يشكل الفيلم الجزء الثالث والأخير من سلسلة مستوحاة من رواية "الجرح الحقيقي" للكاتب فرانسو بيغودوا، ويواصل من خلالها كشيش استكشاف أعماق النفس البشرية عبر رحلة أمين الذي يعود إلى بلدته للقاء أسرته وعائلته. يشارك المخرج مهدي هميلي بفيلمه "اغتراب" ضمن برنامج "فيوري كونكورسو"، المخصص للأعمال التي تعرض خارج إطار المسابقة الرسمية، ويركز على التجريب والأساليب السردية غير التقليدية. تجري أحداث الفيلم داخل مصنع ضخم للصلب في تونس، حيث يواجه 4 عمال اختلالات نفسية وجسدية تحت وطأة ظروف العمل القاسية، ويلاحقهم أثر فقدان زميلهم، الذي يقتل في حادث مأساوي داخل المصنع، مما يدفع زملاءه للخوض في رحلة بحث عن العدالة. وفي قسم "الأصوات الصاعدة بالسينما المستقلة" يعرض الفيلم السوداني "جهنمية" للمخرج ياسر فايز، لينضم بذلك إلى الأفلام العربية المعروضة ضمن فعاليات المهرجان والمهتمة برصد التفاصيل الحياتية التي يواجهها الإنسان العربي في ظل الأوضاع المحتقنة.


الجزيرة
منذ يوم واحد
- الجزيرة
تحذيرات من "خريطة الأصدقاء" في إنستغرام.. هل تكشف عنوان منزلك؟
حذر مستخدمون لـ" إنستغرام" من ميزة جديدة أضافها التطبيق تتيح مشاركة موقعهم الجغرافي، معتبرين أنها قد تعرّضهم للخطر من خلال الكشف عن أماكن وجودهم من دون علمهم، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية. وقد أضافت منصة مشاركة الصور المملوكة لمجموعة ميتا الأربعاء الماضي خيارا لمشاركة المواقع باستخدام خريطة إنستغرام يحمل عنوان "خريطة الأصدقاء" (Friend Map)، على غرار ميزة مشابهة يقدمها تطبيق سناب شات المنافس منذ 2017. لكن فوجئ بعض المستخدمين عندما اكتشفوا مشاركة مواقعهم، وفق ما أظهرت منشورات حققت انتشارا واسعا. فقد كتبت ليندسي بيل، وهي أحد مستخدمي إنستغرام، ردا على تحذير نشرته كيلي فلاناغان، نجمة برنامج الواقع "ذي باتشلر"، لمتابعيها البالغ عددهم 300 ألف على تيك توك "كانت ميزة مشاركة الموقع الخاصة بي مُفعّلة، وكان عنوان منزلي يظهر لجميع متابعيّ". وأضافت "أوقفتها فورا بمجرد أن عرفت بالأمر، لكنها جعلتني أشعر باشمئزاز شديد". وفي مقطع فيديو على تيك توك ، وصفت فلاناغان ميزة مشاركة الموقع الجديدة في إنستغرام بأنها "خطيرة"، وقدمت تعليمات خطوة بخطوة حول كيفية التأكد من إيقافها. نشر الرئيس التنفيذي لشركة إنستغرام آدم موسيري منشورا على منصة ثريدز التابعة أيضا لمجموعة ميتا، مؤكدا أن ميزة مشاركة الموقع على إنستغرام مُعطّلة افتراضيا، ما يعني ضرورة تفعيلها من المستخدمين، بحسب الفرنسية. وكتب موسيري "توضيح سريع بخصوص خريطة الأصدقاء، لن تتم مشاركة موقعك إلا إذا قررتَ مشاركته، وإذا قررتَ ذلك، فلا يُمكن مشاركته إلا مع مجموعة محدودة من الأشخاص الذين تختارهم". وأضاف "فليكن ذلك واضحا، ميزة مشاركة الموقع مُعطّلة تماما". وأضافت إنستغرام في منشور مدونة أن الميزة أُضيفت كوسيلة تُمكّن الأصدقاء من التواصل بشكل أفضل مع بعضهم البعض، من خلال مشاركة المنشورات من "أماكن مميزة". إعلان ووفقا لإنستغرام، يُمكن للمستخدمين اختيار الجهات التي يريدون أن يتشاركوا معها مواقعهم، ويمكنهم إيقافها متى شاؤوا. وتأتي هذه المخاوف بشأن حرص إنستغرام على خصوصية المستخدمين بعد أسبوع واحد فقط من تأييد هيئة محلفين فدرالية في سان فرانسيسكو نساء اتهمن ميتا باستغلال البيانات الصحية التي يجمعها تطبيق "فلو" (Flo) الذي يتتبع الدورة الشهرية ومحاولات الحمل. وخلصت هيئة المحلفين إلى أن شركة ميتا استخدمت بيانات صحية حساسة للنساء لتحسين استهداف الإعلانات المربحة، وفق شركة "لاباتون كيلر سوتشارو" للمحاماة التي مثلت المدعيات، بحسب التقرير الذي نشرته الفرنسية. وأظهرت الأدلة المقدمة في المحاكمة أن ميتا كانت على علم بحصولها على بيانات صحية سرية من تطبيق تابع لجهة خارجية، وأن بعض الموظفين أظهروا استخفافا إزاء طبيعة المعلومات، بحسب شركة المحاماة.


الجزيرة
منذ 2 أيام
- الجزيرة
صانع محتوى يشتري حقوق بث مباريات الدوري السعودي
حصل صانع المحتوى الفرنسي من أصل مغربي زاك ناني -الذي ينشط بشكل خاص على تطبيق "تويتش"- على حقوق نقل مباريات الدوري السعودي لكرة القدم، وفق ما أعلن الجمعة. وقال زاك ناني -واسمه الحقيقي زكريا حداد- إن "هذا المشروع يعكس رغبة قوية في تقديم بديل لنماذج البث التقليدية". وسيتم نقل ما يصل إلى 3 مباريات مجانا أسبوعيا عبر قناتيه على "تويتش" و"يوتيوب" ابتداء من 19 أغسطس/آب الجاري. ولم تعد للدوري السعودي أي قناة لنقل مبارياته في فرنسا بعدما أعلن مدير الرياضة في "كانال +" المشفرة توما سينيكال في يوليو/تموز الماضي أنه لم يجدد العقد الذي وُقّع عام 2023. ومع أكثر من 800 ألف مشترك على يوتيوب و600 ألف مشترك على "تويتش" يبث ناني مقاطع فيديو ترفيهية ومقابلات ومحتوى متعلقا بكرة القدم. وفي العام 2023 حظي ناني بفرصة مميزة للقاء نجم منتخب فرنسا السابق كريم بنزيمة الفائز بجائزة الكرة الذهبية 2022، وقد حصد الفيديو 2.6 مليون مشاهدة على يوتيوب. وأنفقت السعودية -التي ستستضيف كأس العالم 2034- في الأعوام الأخيرة مبالغ طائلة لجذب النجوم إلى الدوري، بينهم بالطبع البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي يدافع عن ألوان النصر، وزميله السابق في ريال مدريد الإسباني بنزيمة الذي يستعد لخوض موسمه الثالث مع الاتحاد. وانضم لاعبون فرنسيون آخرون إلى قائمة التعاقدات السعودية، مثل موسى ديمبيلي (الاتفاق)، وموسى ديابي (الاتحاد)، ونغولو كانتي (الاتحاد أيضا)، وأخيرا تيو هرنانديز الملتحق هذا الصيف بالهلال.