logo
غالبية البنوك المركزية قد تتيح احتياطاتها عبر منصات رقمية

غالبية البنوك المركزية قد تتيح احتياطاتها عبر منصات رقمية

Independent عربية٢٥-٠٤-٢٠٢٥

قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغيفا إن "ثلثي البنوك المركزية حول العالم تتجه لإتاحة احتياطاتها عبر منصات رقمية جديدة خلال الأعوام الخمسة المقبلة، في خطوة قد تحدث تحولاً جوهرياً في النظام المالي العالمي".
وفي كلمتها خلال جلسة بعنوان "الترميز والنظام المالي... التكيف مع المشهد الجديد"، ضمن اجتماعات الربيع في واشنطن، شددت غورغيفا على أهمية هذه النقلة الرقمية، قائلة "تخيلوا حجم التحول الذي يمكن أن تحدثه هذه الخطوة".
والترميز في عالم المال هو عملية تحويل جزء ذي مغزى من البيانات، مثل رقم الحساب، إلى سلسلة عشوائية من الأحرف تسمى الرمز المميز الذي ليس له قيمة ذات معنى إذا اختُرق، وتعمل الرموز المميزة كمرجع للبيانات الأصلية، ولكن لا يمكن استخدامها لتخمين تلك القيم.
وترى غورغيفا أن المنصات المالية الرقمية قادرة على رفع كفاءة أنظمة الدفع، وتعزيز الشمول المالي بصورة أكبر، والمساهمة في نهاية المطاف ضمن دفع عجلة النمو الاقتصادي. وأضافت غورغيفا "ما شهدناه خلال الأعوام الأخيرة هو تقدم مذهل في التكنولوجيا الرقمية، التي تتيح لنا إعادة التفكير في البنية التحتية المالية وتحسينها، فنحن نعيش لحظة ظهور ما يعرف بالمنصات المالية القائمة على تقنيات الترميز والعقود الذكية لنقل الأوراق المالية والأموال". وأوضحت أن "المنصات المالية الرقمية يمكن أن تعزز كفاءة المدفوعات، وتروج لشمول مالي أوسع وتسهم في نهاية المطاف في تحقيق نمو اقتصادي أكبر".
وقالت إن "خفض كلفة التحويلات المالية من متوسط يتجاوز ستة في المئة، وكلفة المدفوعات الاستهلاكية عبر الحدود من اثنين في المئة، سيكون له أثر كبير في الفقراء وعلى الشركات الصغيرة والمتوسطة". ودعت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي إلى وضع أطر قانونية واضحة للأصول المرمزة، وضمان نزاهة المعاملات وسلامتها، قائلة إن "التعاون المشترك كفيل بتحقيق هذا الهدف". وتابعت "فيما نمضي قدماً في استكشاف هذا المشهد الجديد، لا بد أن تكون مبادئنا التوجيهية واضحة الاستقرار الكلي والمالي، والتكامل، والتعاون، وهذا بالضبط ما سيتناوله نقاش هذه الجلسة، ولدينا مجموعة رائعة من المتحدثين، وأود بصورة خاصة أن أحيي أحدهم، أوغستين كارستنز، والذي سيغادر منصبه كمدير عام لبنك التسويات الدولية".
وبعد إلقاء غورغيفا كلمتها، انطلقت الجلسة التي ناقشت الأنشطة المستمرة للبنوك المركزية والمؤسسات المالية الدولية في مجال الترميز والمنصات المالية، وكيف يمكن أن تسهم في تشكيل النظام المالي المستقبلي؟
وشارك في نقاشات الجلسة المستشار المالي ومدير إدارة أسواق النقد ورأس المال في صندوق النقد الدولي توبياس أدريان، ومحافظة بنك الاحتياط الأسترالي ميشيل بولوك، والمدير العام لبنك التسويات الدولية أغوستين كارستينز، وعضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي بييرو سيبولوني، والرئيس والمؤسس لشركات تكنولوجيا المعلومات الهندية إنفوسيس "Infosys"، وهيئة التعريف الفريدة للهند "UIDAI" ناندان نيليكاني.
بنك التسويات الدولية يدعم "الترميز" المالي
وقال المدير العام لبنك التسويات الدولية أغوستين كارستينز إنه إذا نظرنا إلى آلية تنفيذ المدفوعات اليوم، فإن ما يحدث خلف الكواليس يعد معقداً للغاية ومرهقاً بصورة كبيرة، مضيفاً أن "الوقت حان لتبسيط هذه العمليات بصورة جذرية لتصبح أكثر كفاءة وسلاسة". وأضاف أن الترميز الرقمي يتيح أيضاً ما يمكن تسميته "البرمجة"، موضحاً "الترميز الرقمي يمكن أن يكون بالفعل مستقبل النظام المالي، بمستوى من التعقيد والتطور لا يمكننا تخيله اليوم". وأشار إلى أن أحد الجوانب الجذابة في هذا التطور التكنولوجي هو قدرته على التحول من أدوات بسيطة إلى نظام مالي متكامل، يسهم فعلياً في رفاهية الدول المختلفة، لافتاً إلى أن الأثر المحتمل لهذا التحول على الشمول المالي كبير جداً، ولهذا السبب يحظى بدعم كامل من بنك التسويات الدولية.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابع المدير العام لبنك التسويات الدولية "لم نتمكن بعد من بلورة رؤية متكاملة لكيفية دمج هذه العناصر، وحاولنا ذلك عبر الإنترنت، لكن المسألة تتعلق بكيفية دمج أموال البنوك المركزية وأموال البنوك التجارية، والجوانب المختلفة ضمن رؤية موحدة تدفع هذا التقدم إلى الأمام". وأردف قائلاً "على سبيل المثال، هناك مشروع 'أغورا' وهو أول جهد كبير، إذ نعمل مع 40 بنكاً تجارياً وسبعة بنوك مركزية لتبسيط وتحسين المدفوعات عبر الحدود بصورة كبيرة، والمشروع الآخر هو مشروع 'تايم'". وأقر كارستينز بصعوبة إجراء التحويلات المالية على رغم التقدم الكبير المحرز، إلا أنه في مرحلة ما يجب أن نحقق، على سبيل المثال، ما حقق في قطاع الاتصالات. وختم بالقول "ما نحتاج للعمل عليه هو عدد من الجوانب المختلفة مثل التنظيم والتنسيق، وتوفير البنية التحتية الأساس من قبل السلطات لجعل هذه الرؤية واقعاً".
"طريق الرقمنة المالية ليس سهلاً"
وقال عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي بييرو سيبولوني إن "الوصول إلى التمويل أصبح يمثل مشكلة حقيقية، وأيضاً التمويل القائم على السوق للمؤسسات الصغيرة يعد تحدياً كبيراً". وأضاف أن "جهود البنك في تطوير دفتر الأستاذ الموحد أو منصة جديدة قائمة على الترميز تأتي كخطوة لتحسين وضع رأس المال، في الأقل في بناء هيكل موحد لسوق رأس المال المالي في أوروبا".
وأشار سيبولوني إلى أن الإمكانات التحولية لتكنولوجيا السجل الموزع "DLT" يمكن تصنيفها إلى مجموعتين، الأولى تتعلق بالأشياء التي نقوم بها بالفعل ويمكننا تحسينها بصورة أكثر كفاءة، وهذه تعد "الثمار السهلة"، أما المجموعة الثانية فهي تتعلق بما يمكننا تحقيقه باستخدام "DLT" أو الترميز الذي لا يمكننا فعله اليوم بسبب الطريقة التقليدية التي نتداول بها المال، قائلاً إن "تكنولوجيا السجل الموزع ستتيح لنا تداول الأموال على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع و360 يوماً خلال العام، بالتالي سنتمكن من امتلاك منصة موحدة". وأضاف أنه في الوقت الحالي، يتم التفاوض والتسوية والحفظ عبر ثلاث منصات مختلفة، ولكن باستخدام "DLT"، ويمكن دمج هذه الوظائف الثلاث في نفس المنصة، مما سيؤدي إلى تقليل كلفة التوفيق بين السجلات والوقت ومعالجة البيانات. وتابع سيبولوني أنه من خلال "DLT" يمكننا الانتقال إلى "T+0" على الفور، مما يعني تسوية المعاملات بصورة فورية، وفي النهاية سيؤدي هذا إلى تقليل الكلف وجعل السوق أكثر كفاءة. وأوضح أن الفارق الرئيس سيكون في التفكير في "DLT" كأداة لتمكين خدمات جديدة.
فالرقمنة بحسب قوله تغير طبيعة المال، إذ لم يعد المال مجرد مستند بل أصبح ملفاً معقداً للغاية، ولكنه في النهاية مجرد ملف، مضيفاً "على هذا الملف يمكن إضافة جميع الشروط التي ترغب بها، بالتالي يمكن تحديد متى تدفع وكيف تدفع وفقاً لجميع الاحتمالات الممكنة، وهذه هي التحولات التي نحتاج إلى تنفيذها لتطوير الخدمات المالية والقطاع المالي إلى مرحلة جديدة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الجفاف يهدد اقتصاد اليورو: المركزي الأوروبي يحذر من خسائر تصل لـ 1.3 تريليون يورو
الجفاف يهدد اقتصاد اليورو: المركزي الأوروبي يحذر من خسائر تصل لـ 1.3 تريليون يورو

الحدث

timeمنذ يوم واحد

  • الحدث

الجفاف يهدد اقتصاد اليورو: المركزي الأوروبي يحذر من خسائر تصل لـ 1.3 تريليون يورو

أطلق البنك المركزي الأوروبي تحذيرًا صارمًا بشأن المخاطر الاقتصادية الجسيمة التي تواجه منطقة اليورو جراء موجات الجفاف المتزايدة. وأشار البنك إلى أن هذه الظاهرة المناخية قد تؤدي إلى خسائر فادحة تطال ما يصل إلى 15% من النواتج الاقتصادية للمنطقة. وكشف بحث حديث للبنك المركزي الأوروبي عن تخصيص 1.3 تريليون يورو كقروض ممتدة للقطاعات الأكثر عرضة لمخاطر نقص المياه. وتشمل هذه القطاعات الحيوية الزراعة، التصنيع، المناجم، والتشييد. من جانبه، صرح عضو المجلس التنفيذي في البنك المركزي الأوروبي، فرانك إلدرسون، بأن "الخسائر المرتبطة بندرة المياه وقلة جودة المياه والحماية من الفيضانات، برزت باعتبارها القضايا الأكثر حرجًا من منظور القيمة المضافة". وأضاف أن هذا العام "يحمل تحذيرًا خاصًا، حيث من المرجح أن يتجاوز المستوى القياسي السابق الذي اقترب من 50 عامًا مضت"، في إشارة إلى خطورة الوضع. وتُظهر بحوث البنك أن الزراعة هي القطاع الأكثر عرضة للخطر بسبب نقص المياه، حيث يواجه أكثر من 30% من الناتج الزراعي في دول جنوب أوروبا خطرًا كبيرًا، بينما يتراجع هذا الخطر في الدول الشمالية.

صندوق النقد الدولي يناقش سبل إعادة بناء مصرف سوريا المركزي
صندوق النقد الدولي يناقش سبل إعادة بناء مصرف سوريا المركزي

العربية

time٢٧-٠٤-٢٠٢٥

  • العربية

صندوق النقد الدولي يناقش سبل إعادة بناء مصرف سوريا المركزي

قالت كريستالينا غورغيفا، المديرة العامة ل صندوق النقد الدولي ، إن مسؤولين من الصندوق ومن البنك الدولي ودول رئيسية التقوا مع مسؤولين من سوريا هذا الأسبوع لبحث الجهود المبذولة لإعادة إعمار البلاد بعد الحرب، مؤكدين على الحاجة إلى بيانات اقتصادية موثوقة. وأضافت غورغيفا أن إعادة بناء مصرف سوريا المركزي وتوسيع قدرة البلاد على توليد الإيرادات من القضايا الرئيسية الأخرى التي تمت مناقشتها خلال اللقاء الذي عقد خلال اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن. وشارك حاكم مصرف سوريا المركزي ووزير المالية في اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين الأسبوع الماضي، لأول مرة منذ أكثر من 20 عاماً. وهذه أول زيارة يقوم بها مسؤولون من السلطات السورية الجديدة إلى الولايات المتحدة منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول. وقال وزير المالية السعودي محمد الجدعان، الذي يرأس اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية، إنه ممتن لصندوق النقد والبنك الدوليين والشركاء في المنطقة لزيادة دعمهم لسوريا، مشيراً إلى أن دولاً أخرى مثل اليمن والسودان ولبنان وفلسطين بحاجة إلى دعم المجتمع الدولي أيضاً. وأضاف الجدعان أن من المهم التحرك بحذر تجاه سوريا، نظراً إلى العقوبات القائمة والعوائق الأخرى، لكنه طالب المجتمع الدولي بضرورة الوقوف إلى جانب الشعب السوري والشعوب الأخرى في البلدان التي تعصف بها الحروب. وقال إن مساندة الشعب السوري وتوفير الإمكانات والمساعدات والمشورة والدعم المالي له أمر بالغ الأهمية، مشيراً إلى أن السوريين يستحقون هذا الدعم. وعلى سوريا متأخرات بنحو 15 مليون دولار للبنك الدولي. ويجب سداد هذا المبلغ قبل أن يتمكن بنك التنمية متعدد الأطراف من الموافقة على المنح وتقديم أشكال أخرى من المساعدة. وأضافت غورغيفا أن المناقشات مع المسؤولين السوريين ركزت على البدء في مراجعة المؤسسات والقدرات المتعلقة بالسياسات في سوريا، والعمل على تحسين مصداقية البيانات، وإعادة بناء المصرف المركزي، وقدرة سوريا على توليد إيرادات. وتابعت قائلة: "هذا يعني بالطبع أن نتحرك بحذر مع الانخراط (في العمل)"، مشيرة إلى أن صندوق النقد الدولي عيّن رئيساً لبعثته إلى سوريا للمساعدة في توجيه عمل الصندوق هناك. وأوضحت: "نأمل أن نتمكن من المساهمة في إرساء أسس المعرفة والسياسة الاقتصادية... في سوريا لإعادة البلاد إلى مسارها الصحيح". وقالت: "تخيلوا أنهم في حرب أهلية منذ 14 عاماً. شرائح كبيرة من السكان ليست موجودة في سوريا، بل في لبنان وفي العراق، وفي الأردن. نسيج المجتمع السوري أُصيب ولحق به الضرر. سيتطلب الأمر جهداً كبيراً من السوريين أنفسهم".

غالبية البنوك المركزية قد تتيح احتياطاتها عبر منصات رقمية
غالبية البنوك المركزية قد تتيح احتياطاتها عبر منصات رقمية

Independent عربية

time٢٥-٠٤-٢٠٢٥

  • Independent عربية

غالبية البنوك المركزية قد تتيح احتياطاتها عبر منصات رقمية

قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغيفا إن "ثلثي البنوك المركزية حول العالم تتجه لإتاحة احتياطاتها عبر منصات رقمية جديدة خلال الأعوام الخمسة المقبلة، في خطوة قد تحدث تحولاً جوهرياً في النظام المالي العالمي". وفي كلمتها خلال جلسة بعنوان "الترميز والنظام المالي... التكيف مع المشهد الجديد"، ضمن اجتماعات الربيع في واشنطن، شددت غورغيفا على أهمية هذه النقلة الرقمية، قائلة "تخيلوا حجم التحول الذي يمكن أن تحدثه هذه الخطوة". والترميز في عالم المال هو عملية تحويل جزء ذي مغزى من البيانات، مثل رقم الحساب، إلى سلسلة عشوائية من الأحرف تسمى الرمز المميز الذي ليس له قيمة ذات معنى إذا اختُرق، وتعمل الرموز المميزة كمرجع للبيانات الأصلية، ولكن لا يمكن استخدامها لتخمين تلك القيم. وترى غورغيفا أن المنصات المالية الرقمية قادرة على رفع كفاءة أنظمة الدفع، وتعزيز الشمول المالي بصورة أكبر، والمساهمة في نهاية المطاف ضمن دفع عجلة النمو الاقتصادي. وأضافت غورغيفا "ما شهدناه خلال الأعوام الأخيرة هو تقدم مذهل في التكنولوجيا الرقمية، التي تتيح لنا إعادة التفكير في البنية التحتية المالية وتحسينها، فنحن نعيش لحظة ظهور ما يعرف بالمنصات المالية القائمة على تقنيات الترميز والعقود الذكية لنقل الأوراق المالية والأموال". وأوضحت أن "المنصات المالية الرقمية يمكن أن تعزز كفاءة المدفوعات، وتروج لشمول مالي أوسع وتسهم في نهاية المطاف في تحقيق نمو اقتصادي أكبر". وقالت إن "خفض كلفة التحويلات المالية من متوسط يتجاوز ستة في المئة، وكلفة المدفوعات الاستهلاكية عبر الحدود من اثنين في المئة، سيكون له أثر كبير في الفقراء وعلى الشركات الصغيرة والمتوسطة". ودعت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي إلى وضع أطر قانونية واضحة للأصول المرمزة، وضمان نزاهة المعاملات وسلامتها، قائلة إن "التعاون المشترك كفيل بتحقيق هذا الهدف". وتابعت "فيما نمضي قدماً في استكشاف هذا المشهد الجديد، لا بد أن تكون مبادئنا التوجيهية واضحة الاستقرار الكلي والمالي، والتكامل، والتعاون، وهذا بالضبط ما سيتناوله نقاش هذه الجلسة، ولدينا مجموعة رائعة من المتحدثين، وأود بصورة خاصة أن أحيي أحدهم، أوغستين كارستنز، والذي سيغادر منصبه كمدير عام لبنك التسويات الدولية". وبعد إلقاء غورغيفا كلمتها، انطلقت الجلسة التي ناقشت الأنشطة المستمرة للبنوك المركزية والمؤسسات المالية الدولية في مجال الترميز والمنصات المالية، وكيف يمكن أن تسهم في تشكيل النظام المالي المستقبلي؟ وشارك في نقاشات الجلسة المستشار المالي ومدير إدارة أسواق النقد ورأس المال في صندوق النقد الدولي توبياس أدريان، ومحافظة بنك الاحتياط الأسترالي ميشيل بولوك، والمدير العام لبنك التسويات الدولية أغوستين كارستينز، وعضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي بييرو سيبولوني، والرئيس والمؤسس لشركات تكنولوجيا المعلومات الهندية إنفوسيس "Infosys"، وهيئة التعريف الفريدة للهند "UIDAI" ناندان نيليكاني. بنك التسويات الدولية يدعم "الترميز" المالي وقال المدير العام لبنك التسويات الدولية أغوستين كارستينز إنه إذا نظرنا إلى آلية تنفيذ المدفوعات اليوم، فإن ما يحدث خلف الكواليس يعد معقداً للغاية ومرهقاً بصورة كبيرة، مضيفاً أن "الوقت حان لتبسيط هذه العمليات بصورة جذرية لتصبح أكثر كفاءة وسلاسة". وأضاف أن الترميز الرقمي يتيح أيضاً ما يمكن تسميته "البرمجة"، موضحاً "الترميز الرقمي يمكن أن يكون بالفعل مستقبل النظام المالي، بمستوى من التعقيد والتطور لا يمكننا تخيله اليوم". وأشار إلى أن أحد الجوانب الجذابة في هذا التطور التكنولوجي هو قدرته على التحول من أدوات بسيطة إلى نظام مالي متكامل، يسهم فعلياً في رفاهية الدول المختلفة، لافتاً إلى أن الأثر المحتمل لهذا التحول على الشمول المالي كبير جداً، ولهذا السبب يحظى بدعم كامل من بنك التسويات الدولية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتابع المدير العام لبنك التسويات الدولية "لم نتمكن بعد من بلورة رؤية متكاملة لكيفية دمج هذه العناصر، وحاولنا ذلك عبر الإنترنت، لكن المسألة تتعلق بكيفية دمج أموال البنوك المركزية وأموال البنوك التجارية، والجوانب المختلفة ضمن رؤية موحدة تدفع هذا التقدم إلى الأمام". وأردف قائلاً "على سبيل المثال، هناك مشروع 'أغورا' وهو أول جهد كبير، إذ نعمل مع 40 بنكاً تجارياً وسبعة بنوك مركزية لتبسيط وتحسين المدفوعات عبر الحدود بصورة كبيرة، والمشروع الآخر هو مشروع 'تايم'". وأقر كارستينز بصعوبة إجراء التحويلات المالية على رغم التقدم الكبير المحرز، إلا أنه في مرحلة ما يجب أن نحقق، على سبيل المثال، ما حقق في قطاع الاتصالات. وختم بالقول "ما نحتاج للعمل عليه هو عدد من الجوانب المختلفة مثل التنظيم والتنسيق، وتوفير البنية التحتية الأساس من قبل السلطات لجعل هذه الرؤية واقعاً". "طريق الرقمنة المالية ليس سهلاً" وقال عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي بييرو سيبولوني إن "الوصول إلى التمويل أصبح يمثل مشكلة حقيقية، وأيضاً التمويل القائم على السوق للمؤسسات الصغيرة يعد تحدياً كبيراً". وأضاف أن "جهود البنك في تطوير دفتر الأستاذ الموحد أو منصة جديدة قائمة على الترميز تأتي كخطوة لتحسين وضع رأس المال، في الأقل في بناء هيكل موحد لسوق رأس المال المالي في أوروبا". وأشار سيبولوني إلى أن الإمكانات التحولية لتكنولوجيا السجل الموزع "DLT" يمكن تصنيفها إلى مجموعتين، الأولى تتعلق بالأشياء التي نقوم بها بالفعل ويمكننا تحسينها بصورة أكثر كفاءة، وهذه تعد "الثمار السهلة"، أما المجموعة الثانية فهي تتعلق بما يمكننا تحقيقه باستخدام "DLT" أو الترميز الذي لا يمكننا فعله اليوم بسبب الطريقة التقليدية التي نتداول بها المال، قائلاً إن "تكنولوجيا السجل الموزع ستتيح لنا تداول الأموال على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع و360 يوماً خلال العام، بالتالي سنتمكن من امتلاك منصة موحدة". وأضاف أنه في الوقت الحالي، يتم التفاوض والتسوية والحفظ عبر ثلاث منصات مختلفة، ولكن باستخدام "DLT"، ويمكن دمج هذه الوظائف الثلاث في نفس المنصة، مما سيؤدي إلى تقليل كلفة التوفيق بين السجلات والوقت ومعالجة البيانات. وتابع سيبولوني أنه من خلال "DLT" يمكننا الانتقال إلى "T+0" على الفور، مما يعني تسوية المعاملات بصورة فورية، وفي النهاية سيؤدي هذا إلى تقليل الكلف وجعل السوق أكثر كفاءة. وأوضح أن الفارق الرئيس سيكون في التفكير في "DLT" كأداة لتمكين خدمات جديدة. فالرقمنة بحسب قوله تغير طبيعة المال، إذ لم يعد المال مجرد مستند بل أصبح ملفاً معقداً للغاية، ولكنه في النهاية مجرد ملف، مضيفاً "على هذا الملف يمكن إضافة جميع الشروط التي ترغب بها، بالتالي يمكن تحديد متى تدفع وكيف تدفع وفقاً لجميع الاحتمالات الممكنة، وهذه هي التحولات التي نحتاج إلى تنفيذها لتطوير الخدمات المالية والقطاع المالي إلى مرحلة جديدة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store