logo
العبسي دعا إلى هدم جدران الشك والحذر والتخوين وتجديد المحبة (فيديو + صور)

العبسي دعا إلى هدم جدران الشك والحذر والتخوين وتجديد المحبة (فيديو + صور)

النهارمنذ 4 ساعات

ترأس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، عصر اليوم، الاحتفال المخصّص لتكريس كنيسة مار نقولا الأثرية في صيدا القديمة، التي يعود تاريخ بنائها إلى العام 1724، بعد ترميمها بهبة من الرئيس سعد الحريري، وتزامنا مع اليوبيل المئوي الثالث للمسيرة المسكونية للكنيسة الملكية للروم الكاثوليك؛ وذلك بحضور راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك.
حضر الحفل النواب ميشال موسى، عبد الرحمن البزري، وأسامة سعد ممثَلاً بمدير مكتبه طلال أرقه دان، والنواب السابقون بهية الحريري، وأنطوان الخوري ونجله سليم، والوزير السابق هيكتور الحجار، ورئيس بلدية صيدا مصطفى حجازي، والمطارنة مارون العمار، وإلياس الحداد، وإلياس الكفوري، والرئيس العام للرهبانية المخلصية الأرشمندريت أنطوان ديب، والرئيسة العامة للراهبات المخلّصيات الأخت تريز روكز، وعدد من الكهنة والراهبات وجمع من المدعوين.
العبسي
بعد ترحيب من الأب جهاد فرنسيس تحدث تباعاً المطرانان الحداد والكفوري والأرشمندريت أنطوان ديب، ثم ألقى البطريرك العبسي كلمة قال فيها: "نلتقي اليوم بخشوعٍ وتأثّر وفرح معًا في هذا المقام المقدّس، كنيسةِ القدّيس نيقولاوس، الشاهدة على قرونٍ من الإيمان والرجاء والمحبّة، ولكن من المعاناة أيضًا، لنشكر الله على أنّ جمالها الأصليّ يعاد إليها بعد هجر ويعيد معه إلى وجوهنا بسمة الأخوّة. هذه الكنيسة ليست حجارةً وخشبًا فحسب، بل هي حاملة لذاكرة روحيّة، لشعبٍ صلّى فيها، وأناس تعمّدوا وتميرنوا وتكلّلوا وانتقلوا على مدى أجيال. تكريس الكنيسة حدثٌ كبير في نظر الكنيسة، وعمل مقدّس بحيث إنّها جعلت تذكارًا في روزنامتها لبعض من أعمال التدشين".
أضاف: "هذه الكنيسة، التي كانت في الأصل موحّدة في العبادة، شهدت نتائج الانقسام المؤلم الذي وقع سنة 1724. ففي ذلك العام، سعت كنيستُنا الملكيّة، المنتميةُ إلى كرسي أنطاكية، إلى استعادة الشركة الكاملة مع كنيسة روما، وفاءً منها لتراث الكنيسة الواحدة الجامعة في الألفيّة الأولى، وحرصًا على أمانة التقليد الرسولي. لكنّ هذه الخطوة، التي كانت تهدف إلى الوحدة، أدّت في الواقع إلى انقسامٍ مؤلم. فقد رأى إخوتنا الأرثوذكس في هذا المسعى مخالفةً لتراثهم، فرفضوه، ووقعت القطيعة. وبدأت الانشقاقات، وانقسمت الكنائس، وتفرّقت العائلات، وارتفعت الجدران، الماديّة والروحيّة، بين الإخوة. وهذه الكنيسة التي نقف فيها اليوم إنّما هي شاهدٌ حيّ على هذا الانقسام المؤلم".
تابع: "لكنّ كنيستنا، منذ البدء، لم ترغب في الانفصال عن إخوتها الأرثوذكس. لـم يكن هدفها القطيعة، بل المصالحة. وقد تجلّى هذا الموقف في مسيرة كثير من بطاركتنا وأساقفتنا، الذين لم يفقدوا روح الأخوّة، بل صاروا رُسُلاً للوحدة، مصلّين وعاملين لأجل شفاء جسد المسيح الجريح. وقد عبّرت كنيستنا عن هذا التوجّه في المجمع الفاتيكاني الأوّل، وتجلّى ذلك بوضوحٍ في المجمع الفاتيكاني الثاني، حيث أكّد أساقفتنا الملكيّون على الهويّة الخاصّة بالكنائس الشرقيّة، وعلى احترام تقاليد الشرق، والسعيِ الحثيث إلى الوحدة الكنسيّة. لقد كانت كنيستُنا، في ذلك المجمع، صوتَ الشرق في حضن الكنيسة الكاثوليكيّة.
في إطار اليوبيل التذكاريّ لمناسبة مرور 300 سنة على حدث 1724، الذي أطلق عليه سينودسنا اسم "المسيرة المسكونيّة" الخاصّة بكنيستنا، صلّينا وتأمّلنا وراجعنا مبادرة المثلّث الرحمة المطران إلياس زغبي، الذي حلُم حُلمًا جريئًا أن تكون شركة مزدوجة بين روما والكنائس الأرثوذكسيّة. أطلق نداءه من باب المحبّة والوحدة، لا من باب الجدل والانقسام. وبالرغم من أنّ مبادرته لم تُقبل رسميًّا من الطرفين، لكنّها تبقى علامة نبويّة تدعونا إلى أن نفقه أنّ الوحدة لا تُبنى على دِقّةٍ لاهوتيّة فحسب، بل تبدأ من المحبّة المتبادلة ومن الشركة في الصلاة والعودة إلى الجذور المشتركة".
ورأى أنه "من مبادرة المطران إلياس زغبي، مبادرة العودة إلى الوحدة بين كنيستينا، نتعلّم أيضًا أنّ الوحدة الكاملة لا تزال بعيدة المنال، لكنّها تدعونا إلى هدم جدران الشكّ والحذر والتخوين، وتجديد المحبّة، والإصغاء المتبادل كما أشار أخونا سيادة المطران إيلي. قد لا نتشارك الكأس عينها بعد، كما يرغب أيضًا سيادته، لكن يمكننا أن نتشارك في الصلاة والخدمة والرجاء".
ولاحظ أنه "بعد ثلاثمئة سنة من السير في طرقٍ متوازية، نقف اليوم لا لنستعيد الماضي، بل لنعترف أنّ ما هو جوهريّ في حياة الكنيسة قد تحقّق: إعلان الإنجيل وخدمة الأسرار كلٌّ على طريقته حافظ على الإيمان وراعى الشعب وسعى إلى الأمانة للمسيح.
لقد تعلّمت كنيستُنا من شركتها مع روما أنّ الوحدة لا تعني الذوبان، وأنّ التنوّع في إطار الأمانة والمحبّة يقوّي الجسد الكنسي. وهذه الخبرة تجعلنا مدعوّين لأن نكون صانعي وحدة، لا بدافع المجاملة، بل بروح التلمذة الحقيقيّة. وها نحن، في هذا المقام الذي يجسّد الوحدة والانقسام معًا، نتوجّه بقلوبنا إلى الروح القدس، طالبين إليه أن ينير عقولنا وقلوبنا، وأن يشفي جراحنا، وينقّي نوايانا".
شدد باسم أبناء أنطاكية على أنه "لنا تاريخٌ مشترك، وروابط عائليّة، وتقاليد روحيّة واحدة، وتحدّيات مستقبليّة متشابهة. لا يمكننا أن نظلّ متباعدين. فالدعوة إلى الوحدة المسيحيّة لم تعد مجرّد أمنية لاهوتيّة، بل أصبحت حاجة رعائيّة ملحّة، وواجبًا إنجيليًّا، ونداءً روحيًّا عميقًا"، داعياً "فلنكن اليوم شهودًا على أنّ الترميم لا يطال الحجارة فحسب، بل يشمل العقول والقلوب والعلاقات. ولنحوّل ذاكرة هذه الكنيسة من شهادةٍ على الانقسام إلى رمزٍ للرجاء بأن "يكون الجميع واحدًا".
وشكر "سيادة الأخ المطران إيلي على هذا الإنجاز الجميل المبارك وعلى أنّه أتاح لي أن أكون في ما بينكم الآن، أعيش هذه اللحظات التاريخيّة المقدّسة، وأضمّ صوتي إلى صوته لشكركم وشكر الذين شكرهم مستمطرًا علينا جميعًا بركاته تعالى".
يذكر أن الجدار الفاصل بين الكنيسة الذي أقيم العام 1862، وخصص ثلث منها للكنيسة الأرثوذكسية وثلثان للكنيسة الكاثوليكية لا يزال شاهداً على الانقسام، الذي حصل في تلك الحقبة التي أقيم فيها الجدار.
وتمنى متروبوليت صيدا والجنوب للروم الأرثوذكس المطران إلياس الكفوري على البطريرك السعي من إجل إصدار قرار بهدم الجدار وجعل الكنيسة واحدة ومشتركة وقوبل طلبه بتصفيق حاد من الحضور.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

'العمل الإسلامي' دانت العدوان على إيران: إنتهاك صارخ لكل القوانين والإتفاقات الدولية
'العمل الإسلامي' دانت العدوان على إيران: إنتهاك صارخ لكل القوانين والإتفاقات الدولية

المنار

timeمنذ 6 دقائق

  • المنار

'العمل الإسلامي' دانت العدوان على إيران: إنتهاك صارخ لكل القوانين والإتفاقات الدولية

نددت 'جبهة العمل الإسلامي' في لبنان في بيان لها الاحد 'بشدّة بالعدوان الأميركي الغادر السافر الذي إستهدف ثلاث منشآت نوويّة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية'. وأشارت الجبهة إلى أن 'هذا العدوان هو إنتهاك صارخ لكلّ القوانين والإتفاقات الدولية التي تحظّر الإعتداء على أي دولة ذات سيادة وقانون ونظام وخصوصاً تلك الدول الموقّعة على حظر إنتشار السلاح النووي'. وأكدت الجبهة على 'وقوفها الدائم وتضامنها المطلق مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في معركتها وحربها ضد الكيان اليهودي الصهيوني المجرم الغاصب وحقّها الطبيعي المشروع في الدفاع عن نفسها وفي ردّها المرتقب على العدوان الأميركي الغاشم الغادر السافر'. ودعت الجبهة العالم العربي والإسلامي وكلّ الأحرار والشرفاء في العالم إلى 'التكاتف والتعاون والتعاضد وإلى وحدة الصف ووحدة الموقف والكلمة ليكون الجميع صفّاً واحداً وفي خندقّ واحدٍ كما أمرنا الله ورسوله في مواجهة قوى الكفر والظلم والطاغوت والإستكبار العالمي، وذلك لتخليص العالم والبشرية جمعاء من أعداء الله المفسدين في الأرض'. المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام

بعد انفجار الكنيسة في دمشق... باسيل يعلّق!
بعد انفجار الكنيسة في دمشق... باسيل يعلّق!

ليبانون ديبايت

timeمنذ 44 دقائق

  • ليبانون ديبايت

بعد انفجار الكنيسة في دمشق... باسيل يعلّق!

كتب رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، مساء اليوم الأحد، في منشورٍ على حسابه عبر منصة "إكس": "ان دماء المسيحيين السوريين المهدورة في كنيسة مار الياس تضع الحكم السوري أمام مسؤولية محاسبة المجرمين المعروفين منه، وتضع حلفاءه الدوليين ورفاقه اللبنانيين امام تحدي الحفاظ على جميع مكونات المجتمع مع حقهم بحرية المعتقد والرأي". وأضاف باسيل، "حمى الله سوريا واعان اهلها للبقاء موحدين على ارضها". في السياق نفسه، كانت قد أعلنت وزارة الداخلية السورية، أن انتحاريًا تابعًا لتنظيم "داعش" نفّذ هجومًا على كنيسة القديس مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة دمشق، حيث أطلق النار داخل الكنيسة قبل أن يفجّر نفسه بواسطة سترة ناسفة. وجاء في بيان الوزارة: "أقدم انتحاري ينتمي إلى تنظيم داعش الإرهابي على الدخول إلى كنيسة القديس مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، حيث أطلق النار على المصلين، ثم فجّر نفسه بحزام ناسف". وأضاف البيان، "وفقًا للمعلومات الأولية، أسفر الهجوم عن سقوط عدد من القتلى المدنيين وإصابة آخرين بجروح. وقد سارعت الوحدات الأمنية إلى موقع الحادث وفرضت طوقًا أمنيًا في المنطقة، فيما باشرت الفرق المختصة جمع الأدلة ومتابعة التحقيقات للكشف عن ملابسات الهجوم".

'العمل الإسلامي' دانت العدوان على إيران: إنتهاك صارخ لكل القوانين والإتفاقات الدولية
'العمل الإسلامي' دانت العدوان على إيران: إنتهاك صارخ لكل القوانين والإتفاقات الدولية

المنار

timeمنذ ساعة واحدة

  • المنار

'العمل الإسلامي' دانت العدوان على إيران: إنتهاك صارخ لكل القوانين والإتفاقات الدولية

نددت 'جبهة العمل الإسلامي' في لبنان في بيان لها الاحد 'بشدّة بالعدوان الأميركي الغادر السافر الذي إستهدف ثلاث منشآت نوويّة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية'. وأشارت الجبهة إلى أن 'هذا العدوان هو إنتهاك صارخ لكلّ القوانين والإتفاقات الدولية التي تحظّر الإعتداء على أي دولة ذات سيادة وقانون ونظام وخصوصاً تلك الدول الموقّعة على حظر إنتشار السلاح النووي'. وأكدت الجبهة على 'وقوفها الدائم وتضامنها المطلق مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في معركتها وحربها ضد الكيان اليهودي الصهيوني المجرم الغاصب وحقّها الطبيعي المشروع في الدفاع عن نفسها وفي ردّها المرتقب على العدوان الأميركي الغاشم الغادر السافر'. ودعت الجبهة العالم العربي والإسلامي وكلّ الأحرار والشرفاء في العالم إلى 'التكاتف والتعاون والتعاضد وإلى وحدة الصف ووحدة الموقف والكلمة ليكون الجميع صفّاً واحداً وفي خندقّ واحدٍ كما أمرنا الله ورسوله في مواجهة قوى الكفر والظلم والطاغوت والإستكبار العالمي، وذلك لتخليص العالم والبشرية جمعاء من أعداء الله المفسدين في الأرض'. المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store