logo
علماء يطوّرون دماً اصطناعياً!

علماء يطوّرون دماً اصطناعياً!

جريدة الايام٢٦-٠٧-٢٠٢٥
بالتيمور (الولايات المتحدة) - وكالات: ينزف عشرات الآلاف من الأشخاص حتى الموت سنوياً قبل وصولهم إلى المستشفى، ويرجع ذلك إلى أن سيارات الإسعاف والمروحيات الطبية والمسعفين لا يستطيعون نقل الدم بشكل روتيني، والذي قد يفسد بسرعة كبيرة دون تبريد كافٍ.
وقالت الإذاعة العامة الأميركية "إن بي آر" إن علماء في كلية الطب بجامعة ماريلاند في مدينة بالتيمور يسعون لتطوير دم اصطناعي يُمكن تخزينه على شكل مسحوق وإعادة تكوينه من قِبل المسعفين على الفور لإنقاذ الأرواح.
ويقول الدكتور آلان دوكتور، العالم في الكلية: أنشأنا وحدة عناية مركزة خاصة للأرانب.
ويقوم فريق بسحب دم من الحيوان لمحاكاة ما يحدث لشخص ينزف من إصابة، مثل حادث سيارة أو جرح في ساحة معركة.
وأضاف: لا يزال هذا الأرنب في حالة صدمة. يمكنك أن ترى أنه مستلقٍ بلا حراك، كما لو كان في موقع حادث. لو لم نفعل شيئاً، لمات.
لكن أعضاء الفريق سينقذون هذا الأرنب، وسيملؤون عروقه بشيء يأملون أن يُمكّنهم أخيراً من تحقيق هدفٍ أعاق الباحثين لعقود: تطوير دم اصطناعي آمن وفعال.
ويصنع الفريق دماً اصطناعياً من الهيموغلوبين، وهو البروتين الذي يُغذي الجسم بالأكسجين.
ويستخلص الباحثون الهيموغلوبين من الدم منتهي الصلاحية ويغلفون البروتين بفقاعة من الدهون، ما يُنتج خلايا دم حمراء اصطناعية.
والفقاعة الواقية هي الابتكار الذي يعتقد آلان دوكتور أنه سيحل مشاكل السلامة الناجمة عن محاولات أخرى لإنتاج دم اصطناعي، واستخدمت هذه الجهود الأخرى الهيموغلوبين أيضاً، لكن الهيموغلوبين المكشوف قد يكون ساماً للأعضاء.
ويقول دوكتور: علينا حجب الهيموغلوبين داخل الخلية. إنها خلية اصطناعية تجعلها آمنة وفعالة.
ويقوم العلماء بتجفيف خلايا الدم الحمراء الاصطناعية بالتجميد وتحويلها إلى مسحوق يمكن أن يبقى صالحاً للاستخدام حتى حالة الطوارئ.
ويوضح دوكتور: صُمم هذا الدم بحيث يمكن للمسعف، عند الحاجة إليه، مزجه بالماء، وفي غضون دقيقة واحدة، يكون لديك دم، مُضيفاً: يبقى الدم صالحاً للاستخدام لسنوات، ويمكن نقله بسهولة، لذا فإن الهدف هو نقل الدم في موقع الحادث.
وبالإضافة إلى استخدامه في طب الطوارئ، يمكن للمسعفين العسكريين أيضاً استخدام الدم الاصطناعي لإنقاذ الجنود الجرحى.
وتُنفق وزارة الدفاع (البنتاغون) أكثر من 58 مليون دولار لتمويل اتحاد يُطوّر دم "دوكتور" الاصطناعي، إلى جانب مكونات أخرى تُساعد على تخثر الدم والحفاظ على ضغط الدم.
يقول العقيد جيريمي بامبلين، مدير المشروع في وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة: لا يزال النزيف السبب الرئيسي للوفاة التي يُمكن الوقاية منها في ساحة المعركة حتى اليوم.. إنها مشكلة حقيقية تُواجهها القوات المسلحة والمدنيون على حد سواء.
ويُبدي آلان دوكتور تفاؤله بأن فريقه قد يكون على وشك حل هذه المشكلة باستخدام خلايا الدم الحمراء الاصطناعية التي يُطلق عليها اسم "إريثرومير"، مضيفاً: نجحنا في إعادة تمثيل جميع وظائف الدم المهمة للإنعاش في نظام يُمكن تخزينه لسنوات في درجة حرارة الغرفة واستخدامه في موقع الحادث.
واختبر فريق آلان دوكتور الدم الاصطناعي على مئات الأرانب، وحتى الآن يبدو آمناً وفعالاً، ويقول: سيُغيّر هذا طريقة رعاية المرضى الذين ينزفون خارج المستشفيات.. سيكون نقلةً نوعية.
في حين تبدو النتائج حتى الآن مُشجعة على التفاؤل، يقول دوكتور إنه لا يزال بحاجة إلى إثبات لإدارة الغذاء والدواء الأميركية أن دمه الاصطناعي سيكون آمناً وفعالاً على البشر، لكنه يأمل في بدء اختباره على البشر في غضون عامين.
ويُجري فريق ياباني بالفعل اختبارات على دم اصطناعي مُشابه على البشر، ويقول آلان دوكتور: أنا مُتفائل جداً.
وبحسب الإذاعة، لا يزال خبراء آخرون حذرين، فقد ثبت في النهاية أن العديد من المحاولات الواعدة لإنتاج دم اصطناعي غير آمن.. ويقول تيم إستيب، العالم في شركة تشارت بيوتيك للاستشارات الذي يُقدم استشارات للشركات التي تُطور الدم الاصطناعي: أعتقد أنه نهج معقول.
ولكن نظراً للتحديات الكبيرة التي يُمثلها هذا المجال، فإن الدليل سيكون في التجارب السريرية مع أنني مُتفائل بشكل عام، إلا أن الرهان على أي تقنية مُحددة في الوقت الحالي أمر صعب بشكل عام.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

محرقة الجوع في غزة: الرضّع بين طحن الحمص وغلي أوراق الشجر
محرقة الجوع في غزة: الرضّع بين طحن الحمص وغلي أوراق الشجر

قدس نت

timeمنذ يوم واحد

  • قدس نت

محرقة الجوع في غزة: الرضّع بين طحن الحمص وغلي أوراق الشجر

في مشهد يكشف عمق الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، تسعى جدة فلسطينية إلى إنقاذ حفيدتها الرضيعة من الموت جوعًا عبر حيلة يائسة: طحن الحمص وتحويله إلى معجون تُطعمه للطفلة عبر محقنة، رغم إدراكها أن هذه الوجبة المؤقتة ستسبب لها الألم والمغص. الرضيعة منتهى، ذات الأشهر الثلاثة، تلوّت جسدًا وبكت وجعًا، بينما كانت جدتها تحاول إبقاءها على قيد الحياة، في خيمة بدائية أقيمت على شاطئ غزة بعد أن شُرّدت العائلة. تقول خالتها عبير: "لو كانت قادرة على الكلام، لصرخت في وجوهنا متسائلة عما نضعه في جوفها". موت الأمهات، فقر الحليب، وتجويع الرضّع قصة منتهى ليست استثناءً. آلاف الرضّع في غزة يواجهون المصير ذاته، وسط انعدام الحليب الصناعي وعجز الأمهات عن الإرضاع الطبيعي بسبب الجوع الحاد وسوء التغذية، أو نتيجة فقدانهن في الحرب المستعرة. والدة منتهى، التي أُصيبت برصاصة خلال حملها، أنجبتها وهي في غيبوبة، ثم توفيت بعد أسابيع دون أن ترى طفلتها. تشير وزارة الصحة في غزة إلى أن وزن منتهى يبلغ حوالي 3.5 كغم فقط، أي أقل من نصف الوزن الطبيعي لطفل في عمرها، وتعاني من اضطرابات معدية حادة بعد كل محاولة تغذية. حيل خطيرة تغذي الموت أكثر من الحياة مع انعدام الخيارات، بدأت العائلات الفلسطينية بإعداد "بدائل قاتلة" للحليب: غلي الأعشاب، طحن الخبز والسمسم، وحتى استخدام طحينة السمسم الممزوجة بالماء. وفي بعض الحالات المروعة، وثّقت وكالات الإغاثة لجوء الأهالي إلى غلي أوراق الشجر أو تناول علف الحيوانات أو حتى طحن الرمل لتحويله إلى دقيق. تحذر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من هذه الممارسات، وتقول على لسان المتحدث باسمها، سليم عويس: "هذه خطوات يائسة لتعويض نقص الغذاء، لكنها تُعرض حياة الرضّع لخطر الاختناق وسوء التغذية وأمراض الجهاز الهضمي". انهيار النظام الصحي: مستشفيات بلا حليب ولا أمل في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، نفدت مخزونات حليب الأطفال تمامًا. الطبيبة أزهار عماد، والدة الطفلة جوري (4 أشهر)، لجأت إلى حيل بديلة: "وضعت طحينة السمسم مع القليل من الماء في زجاجة الرضاعة، لكن الطفلة رفضتها... أصنع لها مشروبات مثل الحلبة واليانسون والكراوية، كل ما أستطيع فعله". الطبيب خليل دقران من ذات المستشفى، يختصر المأساة: "نطعم الأطفال طحن البقوليات أو الماء فقط... وإذا لم يأكل الطفل لثلاثة أيام، فهو يواجه الموت المؤكد". 154 وفاة مرتبطة بالجوع حتى الآن أكدت وزارة الصحة في غزة وفاة 154 مواطنًا بسبب الجوع، بينهم 89 طفلًا، معظمهم في الأسابيع الأخيرة. ومع استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات، تحذر مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، وهي الهيئة العالمية لرصد المجاعة، من أن أسوأ سيناريوهات المجاعة قد بدأ بالفعل. أكثر من أزمة إنسانية... إنها جريمة إبادة أسعار ما تبقى من حليب الأطفال في السوق السوداء تجاوزت 100 دولار للعلبة الواحدة، في حين أن معظم العائلات – مثل أسرة منتهى – باتت بلا مصدر دخل، بعد أن فقد والدها عمله وأُغلق محل الفلافل الذي كان يعيلهم. يُجمع العاملون في القطاع الصحي والمنظمات الدولية على أن ما يحدث في غزة لا يمكن اعتباره مجرد أزمة إنسانية، بل سياسة تجويع ممنهجة، تتعارض مع كل القوانين الدولية والمواثيق الأخلاقية. في قطاع غزة، لا يموت الأطفال فقط تحت القصف، بل يُقتلون جوعًا، بصمت بطيء لا يراه العالم إلا حين تُنشر صور أجسادهم الهزيلة على الشاشات. ما تشهده غزة اليوم ليس مجرد أزمة إنسانية طارئة، بل كارثة أخلاقية واختبار صارخ لضمير العالم. فحين يُجبر الأهالي على طحن الحمص وغلي أوراق الشجر لإبقاء رُضّعهم على قيد الحياة، فإن ذلك يُعد وصمة عار في جبين المجتمع الدولي، الذي يكتفي بالإدانات بينما تحصد المجاعة أرواح الأبرياء. لقد حان الوقت لتحرك عاجل وحقيقي، لإنهاء الحصار وضمان وصول الغذاء والدواء، قبل أن يُمحى جيل بأكمله، ليس بالرصاص، بل بالجوع. المصدر: خاص وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة

المجاعة تتفشى في غزة.. فما الذي يمنع إعلانها رسميا؟
المجاعة تتفشى في غزة.. فما الذي يمنع إعلانها رسميا؟

معا الاخبارية

time٢٦-٠٧-٢٠٢٥

  • معا الاخبارية

المجاعة تتفشى في غزة.. فما الذي يمنع إعلانها رسميا؟

غزة- معا- إن كانت الأمم المتحدة وعدد من المنظمات غير الحكومية تحذر من خطر مجاعة وشيكة ومعممة في قطاع غزة، فإنه لا يمكن إعلان المجاعة رسميا إلا بموجب معايير محددة تقوم على أدلة علمية. ومن المستحيل حاليا جمع هذه الأدلة لأسباب عدة أبرزها؛ صعوبة الدخول إلى القطاع أو حتى التنقل فيه في ظل الحصار الإسرائيلي المحكم عليه. ما المجاعة؟ تم تعريف مصطلح "المجاعة" منذ عام 2004 بموجب مقاييس دقيقة وصارمة تستند إلى مؤشر لقياس الأمن الغذائي يعرف بـ "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" (IPC) ويقوم على معايير علمية دولية. المجاعة هي المرحلة الخامسة والأشدّ من هذا المقياس (IPC5)، وتتميز بـ "الحرمان الشديد من الغذاء". تحدث المجاعة في منطقة محددة عند بلوغ ثلاث عتبات، وهي حين تواجه 20 في المائة من الأسر فيها نقصاً حاداً في الغذاء، ويعاني 30 في المائة من الأطفال سوء التغذية الحاد، ويموت شخصان بالغان من كل عشرة آلاف يومياً "كنتيجة مباشرة للجوع أو للتفاعل بين سوء التغذية والمرض". وعندما تتحقق هذه المعايير، يعود للجهات المعنية على مستوى البلاد كالحكومات ووكالات الأمم المتحدة أن تعلن حالة المجاعة. قالت أماند بازيرول، منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود: "لا يمكننا اليوم إجراء التحقيقات التي تسمح لنا بتوصيف المجاعة رسمياً"، مضيفة: "من المستحيل علينا معاينة (السكان)... لأخذ مقاساتهم وتقييم نسبة الوزن إلى الطول وما إلى ذلك". وقال جان رافايل بواتو، مسؤول الشرق الأوسط في منظمة "العمل ضد الجوع" إن "ما يعقد الأمور إلى حد بعيد كل هذه التنقلات المتواصلة (نزوح السكان القسري مع إصدار الجيش الإسرائيلي تعليمات بالإخلاء)، وتعذر الذهاب إلى شمال (القطاع) كما إلى أماكن كثيرة حيث السكان الأكثر عرضة لنقص الغذاء". وأوضح نبيل طبال، من برنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية "واجهنا صعوبات على صعيد البيانات والوصول إلى المعلومات"، مشدداً "نحن في حاجة ماسة للاستناد إلى بيانات موثوقة... وهذا العمل جار". والمؤشرات القليلة المتوافرة ترسم صورة مقلقة عن الوضع الغذائي في القطاع، في وقت حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، بأن "نسبة كبيرة" من السكان "تتضور جوعاً". وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن ربع أطفال غزة بين سن الستة أشهر والخمس سنوات والنساء الحوامل والمرضعات الذين قصدوا عياداتها للمعاينة الأسبوع الماضي، كانوا يعانون سوء التغذية الحاد، متهمة إسرائيل باستخدام الجوع "سلاح حرب". وأعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الجمعة، أن نحو ثلث سكان القطاع "لا يأكلون لأيام"، مشيراً إلى تزايد سوء التغذية بشكل كبير. وأكد أحد مستشفيات غزة الثلاثاء وفاة 21 طفلاً خلال 73 ساعة من جراء سوء التغذية والجوع. والمواد الغذائية النادرة جداً المتوفرة في القطاع لا يمكن الحصول عليها بسبب ارتفاع أسعارها إلى حدّ باهظ، حيث بلغ سعر كيلوغرام الطحين مائة دولار، في وقت جعلت الحرب الأراضي الزراعية غير صالحة. وتفيد المنظمات غير الحكومية بأن شاحنات المساعدات العشرين تقريباً التي تدخل القطاع يومياً تتعرض بشكل منتظم للنهب، وهي بالأساس غير كافية إطلاقاً لسد حاجات أكثر من مليوني نسمة من سكان غزة. وقالت أماند بازيرول: "بات الأمر محض تقني أن نشرح أننا في وضع انعدام حاد للأمن الغذائي من الدرجة الرابعة على التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، يطول السكان بصورة شبه كاملة، فهذا لا يعني شيئاً للناس، في حين أننا في الواقع نتوجه بسرعة إلى المجاعة، هذا مؤكد". هل ما زال من الممكن تفاديها؟ دعت نحو مئة منظمة غير حكومية دولية بينها أطباء بلا حدود وأطباء من العالم وكاريتاس ومنظمة العفو الدولية وأوكسفام، إسرائيل إلى فتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية. لكن الجيش الإسرائيلي ينفي أن يكون يمنع دخول المساعدات، وأكد، الثلاثاء، أن ثمة 950 شاحنة مساعدات في غزة تنتظر أن تتسلمها الوكالات الدولية لتوزيعها. غير أن المنظمات غير الحكومية تندد بالقيود الصارمة التي تفرضها إسرائيل، وتنتقد نظام التوزيع الذي أقامته إسرائيل والولايات المتحدة عبر هيئة خاصة تُعرف بـ "مؤسسة غزة الإنسانية". واتهمت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الثلاثاء، الجيش الإسرائيلي بقتل أكثر من ألف شخص في غزة منذ نهاية مايو (أيار) في أثناء سعيهم للحصول على مساعدات إنسانية، وكان معظمهم قرب مراكز مؤسسة غزة الإنسانية. وترى فرنسا أن "خطر المجاعة" في غزة هو "نتيجة الحصار" الذي تفرضه إسرائيل، على ما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية، الأربعاء. ورد المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر: "ليس هناك في غزة اليوم مجاعة تسببت بها إسرائيل"، متهماً حركة حماس بمنع توزيع المساعدات وبنهبها، وهو ما تنفيه الحركة. ويرى البعض أن هذا الجدل الفني أو اللفظي حول إعلان المجاعة لا معنى له إزاء الوضع الطارئ والحاجات الملحة. وقال جان مارتان باور، مدير تحليل الأمن الغذائي في برنامج الأغذية العالمي إن "أي إعلان مجاعة... يأتي بعد فوات الأوان. حين تعلن المجاعة رسمياً، تكون أزهقت أرواحاً كثيرة". ففي الصومال، حين أعلنت المجاعة رسمياً عام 2011، كان نصف العدد الإجمالي لضحايا الكارثة قضوا جوعاً قبل ذلك الحين.

علماء يطوّرون دماً اصطناعياً!
علماء يطوّرون دماً اصطناعياً!

جريدة الايام

time٢٦-٠٧-٢٠٢٥

  • جريدة الايام

علماء يطوّرون دماً اصطناعياً!

بالتيمور (الولايات المتحدة) - وكالات: ينزف عشرات الآلاف من الأشخاص حتى الموت سنوياً قبل وصولهم إلى المستشفى، ويرجع ذلك إلى أن سيارات الإسعاف والمروحيات الطبية والمسعفين لا يستطيعون نقل الدم بشكل روتيني، والذي قد يفسد بسرعة كبيرة دون تبريد كافٍ. وقالت الإذاعة العامة الأميركية "إن بي آر" إن علماء في كلية الطب بجامعة ماريلاند في مدينة بالتيمور يسعون لتطوير دم اصطناعي يُمكن تخزينه على شكل مسحوق وإعادة تكوينه من قِبل المسعفين على الفور لإنقاذ الأرواح. ويقول الدكتور آلان دوكتور، العالم في الكلية: أنشأنا وحدة عناية مركزة خاصة للأرانب. ويقوم فريق بسحب دم من الحيوان لمحاكاة ما يحدث لشخص ينزف من إصابة، مثل حادث سيارة أو جرح في ساحة معركة. وأضاف: لا يزال هذا الأرنب في حالة صدمة. يمكنك أن ترى أنه مستلقٍ بلا حراك، كما لو كان في موقع حادث. لو لم نفعل شيئاً، لمات. لكن أعضاء الفريق سينقذون هذا الأرنب، وسيملؤون عروقه بشيء يأملون أن يُمكّنهم أخيراً من تحقيق هدفٍ أعاق الباحثين لعقود: تطوير دم اصطناعي آمن وفعال. ويصنع الفريق دماً اصطناعياً من الهيموغلوبين، وهو البروتين الذي يُغذي الجسم بالأكسجين. ويستخلص الباحثون الهيموغلوبين من الدم منتهي الصلاحية ويغلفون البروتين بفقاعة من الدهون، ما يُنتج خلايا دم حمراء اصطناعية. والفقاعة الواقية هي الابتكار الذي يعتقد آلان دوكتور أنه سيحل مشاكل السلامة الناجمة عن محاولات أخرى لإنتاج دم اصطناعي، واستخدمت هذه الجهود الأخرى الهيموغلوبين أيضاً، لكن الهيموغلوبين المكشوف قد يكون ساماً للأعضاء. ويقول دوكتور: علينا حجب الهيموغلوبين داخل الخلية. إنها خلية اصطناعية تجعلها آمنة وفعالة. ويقوم العلماء بتجفيف خلايا الدم الحمراء الاصطناعية بالتجميد وتحويلها إلى مسحوق يمكن أن يبقى صالحاً للاستخدام حتى حالة الطوارئ. ويوضح دوكتور: صُمم هذا الدم بحيث يمكن للمسعف، عند الحاجة إليه، مزجه بالماء، وفي غضون دقيقة واحدة، يكون لديك دم، مُضيفاً: يبقى الدم صالحاً للاستخدام لسنوات، ويمكن نقله بسهولة، لذا فإن الهدف هو نقل الدم في موقع الحادث. وبالإضافة إلى استخدامه في طب الطوارئ، يمكن للمسعفين العسكريين أيضاً استخدام الدم الاصطناعي لإنقاذ الجنود الجرحى. وتُنفق وزارة الدفاع (البنتاغون) أكثر من 58 مليون دولار لتمويل اتحاد يُطوّر دم "دوكتور" الاصطناعي، إلى جانب مكونات أخرى تُساعد على تخثر الدم والحفاظ على ضغط الدم. يقول العقيد جيريمي بامبلين، مدير المشروع في وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة: لا يزال النزيف السبب الرئيسي للوفاة التي يُمكن الوقاية منها في ساحة المعركة حتى اليوم.. إنها مشكلة حقيقية تُواجهها القوات المسلحة والمدنيون على حد سواء. ويُبدي آلان دوكتور تفاؤله بأن فريقه قد يكون على وشك حل هذه المشكلة باستخدام خلايا الدم الحمراء الاصطناعية التي يُطلق عليها اسم "إريثرومير"، مضيفاً: نجحنا في إعادة تمثيل جميع وظائف الدم المهمة للإنعاش في نظام يُمكن تخزينه لسنوات في درجة حرارة الغرفة واستخدامه في موقع الحادث. واختبر فريق آلان دوكتور الدم الاصطناعي على مئات الأرانب، وحتى الآن يبدو آمناً وفعالاً، ويقول: سيُغيّر هذا طريقة رعاية المرضى الذين ينزفون خارج المستشفيات.. سيكون نقلةً نوعية. في حين تبدو النتائج حتى الآن مُشجعة على التفاؤل، يقول دوكتور إنه لا يزال بحاجة إلى إثبات لإدارة الغذاء والدواء الأميركية أن دمه الاصطناعي سيكون آمناً وفعالاً على البشر، لكنه يأمل في بدء اختباره على البشر في غضون عامين. ويُجري فريق ياباني بالفعل اختبارات على دم اصطناعي مُشابه على البشر، ويقول آلان دوكتور: أنا مُتفائل جداً. وبحسب الإذاعة، لا يزال خبراء آخرون حذرين، فقد ثبت في النهاية أن العديد من المحاولات الواعدة لإنتاج دم اصطناعي غير آمن.. ويقول تيم إستيب، العالم في شركة تشارت بيوتيك للاستشارات الذي يُقدم استشارات للشركات التي تُطور الدم الاصطناعي: أعتقد أنه نهج معقول. ولكن نظراً للتحديات الكبيرة التي يُمثلها هذا المجال، فإن الدليل سيكون في التجارب السريرية مع أنني مُتفائل بشكل عام، إلا أن الرهان على أي تقنية مُحددة في الوقت الحالي أمر صعب بشكل عام.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store