logo
هل تبعد السويداء السلام بين سوريا وإسرائيل؟

هل تبعد السويداء السلام بين سوريا وإسرائيل؟

ماذا بعد أحداث السويداء؟ هل سقط الدروز السوريون ضحية الرهان على الحماية الإسرائيلية؟ هل ضحّت بهم إسرائيل على مذبح السلام الموعود مع النظام السوري الجديد برئاسة الرئيس أحمد الشرع؟ أم أن ما حصل في السويداء سيباعد بين تل أبيب ودمشق على خلفية أنه يبدل في قواعد اللعبة التي رسمت حدودها إسرائيل من خلال احتلال مناطق جديدة في سوريا بعد سقوط نظام الأسد؟ هل كانت هناك خطوط حمر تجاوزها النظام الجديد؟ أم أن الأمور ستبقى تحت السيطرة وإن كان على حساب المكون الدرزي في المشهد السوري الكبير؟ وبالتالي تبقى الطريق سالكة أمام اللقاء الموعود بين الشرع ونتنياهو في البيت الأبيض؟
ماذا تفضّل إسرائيل؟ اتفاق سلام شامل مع رئيس الجمهورية في المرحلة الإنتقالية في سوريا أحمد الشرع في ظلّ دولة واحدة وحكم مركزي قوي؟ أم من الأفضل لها أن تكون سوريا مقسّمة لا سلطة قوية فيها، بل تناقضات متفجرة أمنيًا وسياسيا، وضياع للحدود بحيث تسقط تلقائيًا مسألة الحق السوري في المناطق التي كانت تحتلّها إسرائيل، في الجولان والقنيطرة وجبل الشيخ، منذ حربي 1967 و1973، والتي احتلّتها بعد سقوط نظام الأسد وفراره إلى روسيا؟
فاجأت الاشتباكات التي حصلت منذ أيام في محافظة السويداء السورية المتابعين للوضع السوري لأنّها أتت في ظلّ التوقّعات التي ملأت الأجواء تفاؤلًا بقرب توقيع اتفاق سلام، أو تطبيع، بين سوريا برئاسة الرئيس الشرع، وبين إسرائيل ورئيس حكومتها بنيامين نتنياهو.
المفاجأة نتجت عن عدة تطورات كانت تتراكم على أرض الواقع السوري منذ انهيار نظام الأسد وتولّي الشرع المسؤولية الرئاسية في 9 كانون الأول 2024:
• هل كانت هذه المدة، سبعة أشهر، كافية حتى يبدأ الحديث عن قدرة الرئيس الجديد في المرحلة الانتقالية على الذهاب نحو تأكيد التطبيع مع إسرائيل، أو عقد اتفاق سلام معها، من ضمن استراتجية واشنطن والرئيس دونالد ترامب توسيع دائرة اتفاقات أبراهام، التي بدأها في ولايته الأولى ويعمل على ضمّ دول جديدة إليها من بينها السعودية وسوريا ولبنان؟
• هل تمكن الحكم الجديد في دمشق من اكتساب الشرعية الواسعة التي تخوِّله الذهاب إلى النهاية في هذا الاتجاه؟ أم أنّه يحتاج إلى تأكيد السيطرة على كامل سوريا وإنهاء النزاعات الداخلية والنزعات الانفصالية التي برزت قبل سقوط النظام السابق وبعده، منذ بدأت الأحداث في سوريا عام 2011؟ وقد ترسخت هذه المظاهر في شكل خاص بعد انهيار النظام في مناطق العلويين في الساحل وفي مناطق الأكراد في الشمال وفي مناطق الدروز في الشرق والجنوب.
بين أذربيجان والسويداء
• اللافت في موضوع اشتباكات السويداء الأخيرة أنها أتت بعد أيام على الإعلان عن لقاءات حصلت في مدينة باكو عاصمة أذربيجان بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين خلال زيارة رسمية قام بها الشرع إلى هناك للقاء الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف لتوقيع اتفاقيات تتعلّق بالطاقة التي تحتاج إليها سوريا في مرحلة العودة إلى الحالة الطبيعية، وعلى ضوء الوعود الكثيرة بفرص الاستثمار الواعدة بمليارات الدولارات في دولة تحتاج إلى النهوض من تحت الأنقاض في كل القطاعات، وتحتاج إلى توظيفات في السياسة والأمن والاقتصاد والمال.
• على هامش زيارة الشرع تحدثت المعلومات عن لقاءات جانبية حصلت بين أعضاء في الوفد السوري ومسؤولين إسرائيليين توجّهوا إلى أذربيجان لهذه الغاية بحيث بدا أن اللقاء مع الإسرائيليين هو الهدف الرئيسي في هذه الزيارة. وقد تسرّبت معلومات أيضًا عن مشاركة الشرع في هذه اللقاءات التي شارك فيها وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، وقائد الأمن الداخلي في السويداء أحمد الدالاتي، الذي لعب دورًا رئيسيًا في الأحداث الأخيرة، والوفد الإسرائيلي الذي ضمّ مبعوثًا خاصًّا لنتنياهو، ومسؤولين أمنيين وعسكريين رفيعي المستوى.
• الحديث عن هذه اللقاءات يأتي ضمن أحاديث عن سلسلة لقاءات سابقة بين مسؤولين أمنيين من الجانبين، وبحسب التسريبات، من الممكن أن يحصل لقاء بين وزير خارجية سوريا الشيباني، ونظيره الإسرائيلي جدعون ساعر، في مقر الاتحاد الأوربي في بروكسل، ليكون أول لقاء مُعلن بين مسؤولين من ذلك المستوى.
الشرع ونتنياهو وترامب
• هذه اللقاءات تمهّد على ما يبدو للقاء منتظر في أيلول المقبل بين الشرع ونتنياهو وترامب في البيت الأبيض على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي مهّد ترامب طريق حضورها أمام الشرع بعد شطبه من قائمة الإرهاب واللقاء معه في المملكة العربية السعودية بعد وساطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال زيارة ترامب للمملكة.
• اختيار أذربيجان مكانًا للمفاوضات كان موجّهًا ضد إيران التي اتهمت باكو بأنّها ساعدت إسرائيل في الهجوم عليها. ويعكس هذا الانقلاب في الوضع السوري التوتر الكبير بين طهران ودمشق حيث ذكرت المعلومات أن المفاوضات السورية الإسرائيلية تبحث في موضوع عقد اتفاقات تطبيع أمنية وسياسية تتناول تنسيق الموقف من إيران وسلاح «حزب الله». وضمن هذا الإطار يأتي الحديث عن كماشة إسرائيلية من الجنوب والبقاع، وسورية من الشرق الشمالي، تستهدف «الحزب» في حال لم يسلّم أسلحته.
• بعد سقوط نظام الأسد سارعت إسرائيل إلى تدمير معظم قواعد جيشه وأسلحته التي يمكن أن تشكّل خطرًا عليها. وتوغّل جيشها في مرتفعات جبل الشيخ والقنيطرة والجولان ليشرف منها على البقاع اللبناني وعلى دمشق. وقد حصل كل ذلك من دون أي صدام مع قوى الحكم الجديد في دمشق الذي بدا وكأنّه غير قادر على أي مواجهة من هذا النوع ومنصرف أكثر إلى تثبيت سيطرته على الداخل السوري، ومسلّم بالأمر الواقع.
ما بعد الأسد
• بعد سقوط نظام الأسد مباشرة سارعت إسرائيل إلى الإعلان عن أنها ستحمي الدروز في السويداء والجولان من أي اعتداءات قد يقوم بها الحكم الجديد. ووسّعت دائرة الرعاية إلى العلويين في الساحل السوري والأكراد في الشمال. ولكن هذا الأمر لم يمنع النظام الجديد، مع القوى التابعة له، من التوغّل في الساحل السوري وتصفية وجود ما سمّاه فلول النظام السابق، ومن محاولة توسيع هذه التجربة إلى السويداء التي تبقى التطورات فيها مرتبطة بالمواقف السورية والدرزية والإسرائيلية، بعد تدخل الطيران الإسرائيلي ضد قوات السلطة.
•يتكرر السيناريو نفسه مع الدروز في السويداء. كما حصل في نيسان الماضي في مدينتي جرمانا وأشرفية صحنايا قرب دمشق، يتم اجتراح حلّ أمني عسكري يقوم على الاعتراف بواقع الوجود الدرزي وحقوق الأقليات في هذه المناطق بانتظار الحل السياسي. خصوصًا بعد تأكيد واشنطن أنها ليست مع تقسيم سوريا وإلغاء حدود اتفاقية سايكس بيكو والعودة إلى بلاد الشام، وفق قول موفد الرئيس الأميركي توم براك «نريد سوريا موحدة ودستورًا يضمن تمثيل الجميع في البرلمان» علويين ودروزًا وأكرادًا.
تجارب الأسد ومياه طبريا
بطبيعة الحال، ليس الشرع هو الذي يخطو الخطوة الأولى في طريق السلام مع إسرائيل. قبله كان اتفاق الهدنة عام 1949 بعد الحرب الأولى التي شارك فيها الجيش السوري في فلسطين وأدّت إلى انقلاب الزعيم حسني الزعيم على حكم الرئيس الأول شكري القوتلي. وقيل وقتها إن هذا الانقلاب كان بهدف توقيع هذا الاتفاق.
خطا رئيس النظام السوري حافظ الأسد الخطوة الثانية في اتفاق الهدنة الثاني في أيار 1974 بعد حربي 1967، التي خسرت فيها سوريا الجولان، وحرب 1973 التي توسّعت بعدها المنطقة التي تحتلّها إسرائيل.
بقي الأسد يرفض توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل على رغم جولات كثيرة من المفاوضات التي جرت على مراحل عام 1991 وعام 1994 وعام 2000 الذي شهد في 26 آذار اللقاء الأخير في جنيف بين الأسد الأب والرئيس الأميركي بيل كلينتون الذي كان يريد أن يتوّج ولايته الرئاسية الثانية باتفاق سلام بين إسرائيل وسوريا بعد اتفاقيات كامب دايفد مع مصر، ووادي عربا مع الأردن، وأوسلو مع منظمة التحرير.
الأسد الذي كان موافقًا على السلام اختلف مع كلينتون وإسرائيل على الثمن. طالب بالعودة إلى حدود 4 حزيران 1967 والوصول إلى مياه بحيرة طبريا. رفضت إسرائيل الطلب السوري. في 10 حزيران توفي الأسد ودخلت سوريا مرحلة جديدة مع تولي ابنه بشار الحكم.
سوريا واحدة أم أكثر؟
بعد خمسة أعوام أُجبِر الأسد على سحب جيشه من لبنان. في 15 آذار 2011 بدأ مواجهة الثورة الداخلية في سوريا التي استنزفت قواه على مدى 14 عامًا قبل أن يضطر إلى الفرار إلى موسكو.
اليوم يقف الرئيس الشرع في مواجهة استحقاقات كثيرة من بينها التطبيع أو السلام مع إسرائيل. هل يستطيع أن يتحمّل قرار التنازل عن الجولان أو تأجيره لإسرائيل؟ وهل تفضل إسرائيل الاتفاق معه على كل سوريا وتضحّي بالتالي بما عرضته على الدروز والعلويين والأكراد من حماية؟
لا شكّ في أن أي اتفاق تطبيع أو سلام بين الحكم الجديد في سوريا وبين إسرائيل ستكون له تداعيات على مستوى منطقة الشرق الأوسط بحيث يكون شاملا لمنطقة بلاد الشام التي عاد توم براك ليذكر بها كمنطقة جغرافية قبل قيام الدول المستقلة بعد العام 1920. وإذا وقعت سوريا هل يستطيع لبنان أن يبقى خارج هذا المسار؟
نجم الهاشم - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"معاملته لا تبشّر بالخير".. آخر تقرير عن أحمد الشرع في إسرائيل
"معاملته لا تبشّر بالخير".. آخر تقرير عن أحمد الشرع في إسرائيل

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

"معاملته لا تبشّر بالخير".. آخر تقرير عن أحمد الشرع في إسرائيل

نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنه "معاملة الرئيس السوري أحمد الشرع للأقليات في سوريا لا تُبشر بالخير". وذكر التقرير أنه "يجبُ على إسرائيل أن تستغل الأحداث الأخيرة وتدعو إلى حوار إقليمي يشمل القوى المحلية والعالمية لتسوية القضية السورية دبلوماسياً، مع الحفاظ على سلامة الأقليات ومكافحة التطرف والطائفية". وتابع: "إنّ دورة العنف الأخيرة بين الدروز والبدو في جنوب سوريا أودت بحياة المئات. تنبع هذه الصراعات من خلافات طائفية، وتنافس على الموارد في أطراف بلد اندثر قبل 15 عاماً، ونزاعات على طرق التهريب". واستكمل: "كان كثيرون يأملون في بداية عهد سلمي جديد بين إسرائيل وسوريا، لكنّ العنف ضد الأقليات السورية في الأشهر الأخيرة أظهر قدرات الشرع المحدودة في تعزيز قواته والسيطرة عليها. هنا، فإن الأمثلة كثيرة مثل مجازر ضدَّ العلويين في شهر آذار، والتي راح ضحيتها ما لا يقل عن ألف شخص؛ والتفجيرات الانتحارية في كنيسة مار إلياس في دمشق في شهر حزيران، والتي أودت بحياة العشرات من المسيحيين؛ والآن المجازر والخطف والإهانات ضد الدروز، والتي خلفت مئات القتلى". وأضاف: "لا يخلو حكم الشرع من معاداة السامية. في شباط،أصدرت منظمة IMPACT-SE تقريراً يعرض عشرات الأمثلة على الخطاب المعادي للسامية في الكتب المدرسية الجديدة لوزارة التربية والتعليم في سوريا. لقد روّج بعض الوزراء السوريين لخطاب معادٍ لليهود، على الرغم من أن الشرع يُزعم أنه يحاول النأي بنفسه عن هذه الآراء". وأكمل: "على نحو مماثل، يستخدم المسلحون الجهاديون باستمرار العبارات المعادية لليهود على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى الأرض لتبرير العنف الطائفي، واتهام ضحاياهم بالتآمر مع الموساد أو اليهود من أجل شيطنتهم وتبرير العنف ضدهم". وتابع: "يُمثل قرار إسرائيل بالتدخل دراسة حالة شيقة حول كيفية استغلال الأقليات لمكانتها للتأثير على الشؤون الإقليمية. مع وجود 150 ألف درزي في إسرائيل مقارنةً بـ 750 ألف درزي في سوريا، حشدت الطائفة الدرزية الإسرائيلية مواردها دفاعاً عن إخوانها السوريين، مظهرةً قوةً استثنائيةً لا تستطيع إلا قلة من الأقليات تحقيقها". وقال التقرير: "النتائج المباشرة كانت مزدوجة.. من الناحية الإيجابية، وعد الشرع بمحاسبة الجرائم المرتكبة ضد الدروز، وبدأ بسحب قواته استجابةً للمطالب الأميركية، النابعة من ضغوط إسرائيلية. ولعل هذا قد بعث برسالة أوسع نطاقاً حول عواقب استهداف المجتمعات الدرزية، وربما فتح المجال لحوار مستقبلي. الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن التدخل ربما يكون قد وصم الدروز السوريين بالمتعاونين. فعلى وسائل التواصل الاجتماعي، هناك اتهامات للعديد من الدروز بأنهم عملاء لإسرائيل أو يهود، مستشهدين بشعارات قديمة، منها طموحات الهيمنة العالمية ومحاولات إفساد المجتمع من خلال الاتجار بالمخدرات". وأضاف: "رغم كل التكاليف، يأتي تدخل إسرائيل في لحظة استراتيجية حساسة. يجد الشرع نفسه في مزاد إقليمي، حيث تُقدّم قوى شرق أوسطية مختلفة بضائعها لجذب سوريا نحوها، ويبدو منفتحاً على هذه المبادرات. مع هذا، وبدلاً من التسرع في إبرام اتفاقيات سلام قد تنهار سريعاً، ينبغي على إسرائيل النظر في اتباع نهج تدريجي يرتبط بترتيبات أمنية، واتفاقيات عدم اعتداء، وقد يشمل ذلك في نهاية المطاف تعاوناً محلياً في الزراعة والبناء، وخاصة مع السكان الدروز، وتشكيل مجموعات عمل للتحضير لاتفاقيات شاملة مستقبلية". وتابع: "يجب أن يتضمن أي اتفاق سلام مستقبلي ذي معنى بين إسرائيل وسوريا عناصر غير قابلة للتفاوض: حماية الأقليات، بما في ذلك الدروز والأكراد والمسيحيين والعلويين؛ والاعتراف الكامل بإسرائيل والشعب اليهودي كجزء لا يتجزأ من الشرق الأوسط، وهو كذلك بالفعل؛ ومنطقة عازلة منزوعة السلاح تمنع ترسيخ وجود جهاديين على الحدود؛ ونبذ الشرع الصريح لمنهج هيئة تحرير الشام ومعاداتها للسامية؛ وتخلي سوريا بحكم الأمر الواقع عن مطالبها بهضبة الجولان". وأضاف: "سواء كان التدخل الإسرائيلي فعالاً أم لا، فقد حدث بالفعل - والآن هو الوقت المناسب لإسرائيل للارتفاع فوق ردود أفعالها المعتادة والاستفادة من الأحداث الأخيرة لتعزيز الحوار ونبذ التطرف ومحاربة الكراهية الطائفية. يمكن لقمة تضم قوى محلية وعالمية - المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والأردن، والولايات المتحدة، والهند، والاتحاد الأوروبي، وتركيا - أن تُحلّ القضية السورية سلمياً استناداً إلى هذه المبادئ. وكما يُظهر التاريخ الحديث، إذا فاتت إسرائيل هذا المسار، فسيتدبر العالم أمره دونها، وقد يفرض عليها واقعاً غير مرغوب فيه". وختم: "يتطلب المضي قدمًا الصبر والتفكير الاستراتيجي والإدراك بأن الاستقرار الإقليمي الدائم ينبع من صياغة دقيقة لاتفاقيات دولية تعالج المخاوف الأمنية الجوهرية، مع مراعاة الحقائق السياسية ورفض الكراهية. قد يكون تدخل إسرائيل في سوريا لدعم الدروز ضربة استراتيجية عبقرية أو تحذيراً؛ فالنتيجة تعتمد إلى حد كبير على ما سيحدث لاحقاً". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

ترامب: ستّة أشهر من الأزمات… ولا صفقات
ترامب: ستّة أشهر من الأزمات… ولا صفقات

الشرق الجزائرية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الجزائرية

ترامب: ستّة أشهر من الأزمات… ولا صفقات

«أساس ميديا» بعد ستّة أشهر على عودته إلى البيت الأبيض، يجد دونالد ترامب نفسه محاطاً بأزمات تتصاعد على أكثر من جبهة، فيما تبدو وعوده الدبلوماسية الكبيرة أقرب إلى الأوهام منها إلى الإنجازات. وبدلاً من 'السلام من موقع القوّة' الذي تبنّاه شعاراً لسياسته الخارجية، تواجه إدارته واقعاً أكثر تعقيداً في أوكرانيا، وغزّة، وسوريا، ولبنان، يعكس تراجعاً في النفوذ الأميركي وتآكلاً في صورة صانع الصفقات. منذ اليوم الأوّل لولايته، زعم ترامب أنّ بوسعه إنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية خلال أيّام. لكن بعد نصف عام، لا تزال المعارك مشتعلة، والكرملين يرفض التزحزح عن مواقفه من دون ضمانات كبرى، مثل تخفيف العقوبات وتقليص الدعم الأميركي لكييف. وهي شروط من الصعب على ترامب تلبيتها من دون أن يدفع ثمناً داخليّاً سياسياً. في الملفّ الإيراني، لا يزال الغموض يلفّ مصير الضربة الأميركية – الإسرائيلية المشتركة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في حزيران 2025. فعلى الرغم من حجم الدمار الذي ألحقته الغارات التي استُخدمت فيها ذخائر خارقة للتحصينات، تتزايد التساؤلات داخل الدوائر الغربية عمّا إذا كانت الضربات قد قضت بالكامل على القدرات النووية الإيرانية، أم اكتفت بتأخير البرنامج من دون منعه. الأسوأ أنّ إدارة ترامب فشلت، حتّى الآن، في التوصّل إلى أيّ اتّفاق جديد مع طهران، على الرغم من تلميحات متكرّرة إلى استعدادها لفتح قنوات خلفيّة. غياب إطار تفاوضيّ واضح لا يُبقي فقط خطر التصعيد قائماً، بل يفتح الباب أمام سباق تسلّح إقليمي تمهيداً لمواجهات إقليمية جديدة. مشهد مأساويّ في غزّة في قطاع غزّة، المشهد أكثر مأساويّة. فقد فشلت مفاوضات التهدئة غير المباشرة التي رعتها مصر وقطر وأدّت إلى تدهور الأوضاع سريعاً نحو كارثة إنسانية. تشير تقارير منظّمات إغاثيّة إلى أنّ سكّان أحياء بأكملها في شمال غزّة، مثل جباليا، يعيشون على ما يشبه الأعلاف ويشربون مياهاً ملوّثة. في ظلّ هذا الواقع، ظلّت قوافل المساعدات عالقة عند المعابر، في وقت لا تكفي فيه المساعدات الشحيحة إلّا لجزء صغير من السكّان. مع كلّ ذلك، لم تُبدِ إدارة ترامب أيّ نيّة للتراجع عن موقفها، بل استخدمت حقّ النقض مراراً لإسقاط قرارات في مجلس الأمن تطالب بوقف إطلاق النار، مبرّرة ذلك بأنّ الحرب جزء من المواجهة الأشمل مع إيران وضرورة نزع سلاح 'حماس' وإنهاء إدارتها لغزّة. انتقادات في أوروبا في العواصم الأوروبية، تتصاعد الانتقادات للسياسة الأميركية التي يُنظر إليها على أنّها غير أخلاقية وقصيرة النظر. أمّا في العالم العربي، فقد أدّى الموقف الأميركي إلى موجات غضب واسعة، خاصّة بين الشباب، وهو ما يهدّد استقرار حلفاء واشنطن التقليديّين. في جنوب لبنان، لا تبدو الأمور أكثر استقراراً. الاتّفاق الهشّ لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و'الحزب'، الذي تمّ بوساطة فرنسية – أميركية، يواجه ضغوطاً متزايدة مع استمرار الغارات الإسرائيلية ورفض 'الحزب' تسليم سلاحه للدولة اللبنانية. ومع تصاعد الغارات الإسرائيلية المحدودة يلوح في الأفق شبح عودة الاقتتال على نطاق أوسع. واشنطن، التي تفاخر بعض مستشاري ترامب بدورها في 'تثبيت الردع'، تجد نفسها عاجزة عن منع الانزلاق نحو مواجهة جديدة. فالحكومة الإسرائيلية تشعر بالقلق من إعادة تموضع 'الحزب' وتزايد نفوذه السياسي في بيروت، بينما يرى 'الحزب' أنّ التهدئة الحالية تخدم مصالح إسرائيل في وقت تتعرّض فيه غزّة للتدمير. في سوريا، تكرّر المشهد مع اختلاف في السياق. دعم ترامب لحكومة أحمد الشرع، التي تربطها صلات بهيئة تحرير الشام، هو محاولة لخلق واقع جديد بعد سقوط نظام الأسد. لكنّ المذبحة الطائفية التي وقعت في السويداء والساحل السوري وأسفرت عن مقتل المئات، عرّت هشاشة هذا الترتيب الجديد. على الرغم من قرار رفع العقوبات جزئيّاً عن الحكومة الجديدة في دمشق، ما زالت البلاد غارقة في نزاعات مذهبية وقبليّة، وسط غياب توافق داخلي أو خارجي حقيقي على مستقبلها السياسي. تراجع أولويّة الخارج مع اقتراب انتخابات منتصف الولاية في 2026، قد تتراجع أولويّة السياسة الخارجية أمام الملفّات الداخلية كالاقتصاد والهجرة. في هذا السياق، من المتوقّع أن يلجأ ترامب إلى تصعيد الرسوم الجمركية، والضغط لإنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة، حتّى لو على حساب كييف، وإبرام المزيد من الصفقات الاقتصادية في الشرق الأوسط لكي يقدّمها للرأي العامّ على أنّها إنجازات سياسية. في غياب إنجاز واضح، قد تتزايد الضغوط داخلياً وخارجياً لإعادة النظر في المسار الحالي. لكنّ تجارب ترامب السابقة تشير إلى أنّه يفضّل المضيّ قُدماً على التراجع، كما عبّر أحد كبار المسؤولين الأميركيين: 'ترامب يريد انتصارات سريعة. لكنّ هذه ليست ألعاباً قصيرة. هذه حروب طويلة. وقد يقرّر الانسحاب ببساطة'. إذا استمرّ هذا النهج، فربّما لا يُسجَّل إرث ترامب في ولايته الثانية كفترة صفقات واختراقات، بل كمرحلة تفاقمت فيها الحروب، واهتزّ فيها دور واشنطن كقوّة قائدة على الساحة الدولية. موفق حرب

"معاملته لا تبشّر بالخير".. آخر تقرير عن أحمد الشرع في إسرائيل
"معاملته لا تبشّر بالخير".. آخر تقرير عن أحمد الشرع في إسرائيل

ليبانون 24

timeمنذ 2 ساعات

  • ليبانون 24

"معاملته لا تبشّر بالخير".. آخر تقرير عن أحمد الشرع في إسرائيل

نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنه "معاملة الرئيس السوري أحمد الشرع للأقليات في سوريا لا تُبشر بالخير". وذكر التقرير الذي ترجمهُ"لبنان24" أنه "يجبُ على إسرائيل أن تستغل الأحداث الأخيرة وتدعو إلى حوار إقليمي يشمل القوى المحلية والعالمية لتسوية القضية السورية دبلوماسياً، مع الحفاظ على سلامة الأقليات ومكافحة التطرف والطائفية". وتابع: "إنّ دورة العنف الأخيرة بين الدروز والبدو في جنوب سوريا أودت بحياة المئات. تنبع هذه الصراعات من خلافات طائفية، وتنافس على الموارد في أطراف بلد اندثر قبل 15 عاماً، ونزاعات على طرق التهريب". واستكمل: "كان كثيرون يأملون في بداية عهد سلمي جديد بين إسرائيل وسوريا، لكنّ العنف ضد الأقليات السورية في الأشهر الأخيرة أظهر قدرات الشرع المحدودة في تعزيز قواته والسيطرة عليها. هنا، فإن الأمثلة كثيرة مثل مجازر ضدَّ العلويين في شهر آذار، والتي راح ضحيتها ما لا يقل عن ألف شخص؛ والتفجيرات الانتحارية في كنيسة مار إلياس في دمشق في شهر حزيران، والتي أودت بحياة العشرات من المسيحيين؛ والآن المجازر والخطف والإهانات ضد الدروز، والتي خلفت مئات القتلى". وأضاف: "لا يخلو حكم الشرع من معاداة السامية. في شباط،أصدرت منظمة IMPACT-SE تقريراً يعرض عشرات الأمثلة على الخطاب المعادي للسامية في الكتب المدرسية الجديدة لوزارة التربية والتعليم في سوريا. لقد روّج بعض الوزراء السوريين لخطاب معادٍ لليهود، على الرغم من أن الشرع يُزعم أنه يحاول النأي بنفسه عن هذه الآراء". وأكمل: "على نحو مماثل، يستخدم المسلحون الجهاديون باستمرار العبارات المعادية لليهود على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى الأرض لتبرير العنف الطائفي، واتهام ضحاياهم بالتآمر مع الموساد أو اليهود من أجل شيطنتهم وتبرير العنف ضدهم". وتابع: "يُمثل قرار إسرائيل بالتدخل دراسة حالة شيقة حول كيفية استغلال الأقليات لمكانتها للتأثير على الشؤون الإقليمية. مع وجود 150 ألف درزي في إسرائيل مقارنةً بـ 750 ألف درزي في سوريا، حشدت الطائفة الدرزية الإسرائيلية مواردها دفاعاً عن إخوانها السوريين، مظهرةً قوةً استثنائيةً لا تستطيع إلا قلة من الأقليات تحقيقها". وقال التقرير: "النتائج المباشرة كانت مزدوجة.. من الناحية الإيجابية، وعد الشرع بمحاسبة الجرائم المرتكبة ضد الدروز، وبدأ بسحب قواته استجابةً للمطالب الأميركية، النابعة من ضغوط إسرائيلية. ولعل هذا قد بعث برسالة أوسع نطاقاً حول عواقب استهداف المجتمعات الدرزية، وربما فتح المجال لحوار مستقبلي. الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن التدخل ربما يكون قد وصم الدروز السوريين بالمتعاونين. فعلى وسائل التواصل الاجتماعي، هناك اتهامات للعديد من الدروز بأنهم عملاء لإسرائيل أو يهود، مستشهدين بشعارات قديمة، منها طموحات الهيمنة العالمية ومحاولات إفساد المجتمع من خلال الاتجار بالمخدرات". وأضاف: "رغم كل التكاليف، يأتي تدخل إسرائيل في لحظة استراتيجية حساسة. يجد الشرع نفسه في مزاد إقليمي، حيث تُقدّم قوى شرق أوسطية مختلفة بضائعها لجذب سوريا نحوها، ويبدو منفتحاً على هذه المبادرات. مع هذا، وبدلاً من التسرع في إبرام اتفاقيات سلام قد تنهار سريعاً، ينبغي على إسرائيل النظر في اتباع نهج تدريجي يرتبط بترتيبات أمنية، واتفاقيات عدم اعتداء، وقد يشمل ذلك في نهاية المطاف تعاوناً محلياً في الزراعة والبناء، وخاصة مع السكان الدروز، وتشكيل مجموعات عمل للتحضير لاتفاقيات شاملة مستقبلية". وتابع: "يجب أن يتضمن أي اتفاق سلام مستقبلي ذي معنى بين إسرائيل وسوريا عناصر غير قابلة للتفاوض: حماية الأقليات، بما في ذلك الدروز والأكراد والمسيحيين والعلويين؛ والاعتراف الكامل بإسرائيل والشعب اليهودي كجزء لا يتجزأ من الشرق الأوسط ، وهو كذلك بالفعل؛ ومنطقة عازلة منزوعة السلاح تمنع ترسيخ وجود جهاديين على الحدود؛ ونبذ الشرع الصريح لمنهج هيئة تحرير الشام ومعاداتها للسامية؛ وتخلي سوريا بحكم الأمر الواقع عن مطالبها بهضبة الجولان". وأضاف: "سواء كان التدخل الإسرائيلي فعالاً أم لا، فقد حدث بالفعل - والآن هو الوقت المناسب لإسرائيل للارتفاع فوق ردود أفعالها المعتادة والاستفادة من الأحداث الأخيرة لتعزيز الحوار ونبذ التطرف ومحاربة الكراهية الطائفية. يمكن لقمة تضم قوى محلية وعالمية - المملكة العربية السعودية ، والإمارات العربية المتحدة، والأردن، والولايات المتحدة، والهند، والاتحاد الأوروبي ، وتركيا - أن تُحلّ القضية السورية سلمياً استناداً إلى هذه المبادئ. وكما يُظهر التاريخ الحديث، إذا فاتت إسرائيل هذا المسار، فسيتدبر العالم أمره دونها، وقد يفرض عليها واقعاً غير مرغوب فيه". وختم: "يتطلب المضي قدمًا الصبر والتفكير الاستراتيجي والإدراك بأن الاستقرار الإقليمي الدائم ينبع من صياغة دقيقة لاتفاقيات دولية تعالج المخاوف الأمنية الجوهرية، مع مراعاة الحقائق السياسية ورفض الكراهية. قد يكون تدخل إسرائيل في سوريا لدعم الدروز ضربة استراتيجية عبقرية أو تحذيراً؛ فالنتيجة تعتمد إلى حد كبير على ما سيحدث لاحقاً".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store