logo
هل يشكّل الذكاء الاصطناعي تهديداً وجودياً؟ 'ثابت كومبتون' يعيدنا إلى حسابات أول تجربة نووية

هل يشكّل الذكاء الاصطناعي تهديداً وجودياً؟ 'ثابت كومبتون' يعيدنا إلى حسابات أول تجربة نووية

سيدر نيوز١٠-٠٥-٢٠٢٥

حُثّت شركات الذكاء الاصطناعي على تكرار حسابات السلامة التي استند إليها أول اختبار نووي لروبرت أوبنهايمر قبل إطلاق أنظمتها فائقة القدرة.
فقد صرّح ماكس تيجمارك، وهو خبير رائد في مجال سلامة الذكاء الاصطناعي، بأنه أجرى حسابات مشابهة لتلك التي أجراها الفيزيائي الأميركي آرثر كومبتون قبل اختبار ترينيتي، ووجد احتمالا بنسبة 90% أن يُشكّل الذكاء الاصطناعي المتطور تهديدا وجوديا.
وفي ورقة بحثية نشرها تيجمارك وثلاثة من طلابه في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، أوصى الباحثون بحساب 'ثابت كومبتون' المُعرّف في الورقة بأنه احتمال خروج ذكاء اصطناعي فائق القدرة عن السيطرة البشرية، وفق صحيفة 'غارديان'.
أنظمة سلامة عالمية
وقال تيجمارك إنه ينبغي على شركات الذكاء الاصطناعي أن تتحمل مسؤولية الحساب الدقيق لما إذا كان الذكاء الاصطناعي الفائق (ASI) – وهو مصطلح يُطلق على نظام نظري يتفوق على الذكاء البشري في جميع الجوانب – سيفلت من السيطرة البشرية.
وأضاف: 'على الشركات التي تُطوّر الذكاء الفائق أن تحسب أيضا ثابت كومبتون، وهو احتمال فقدان السيطرة عليه'.
كما أشار إلى أنه 'لا يكفي القول نشعر بالرضا تجاهه، بل عليهم حساب النسبة المئوية'.
ولفت تيجمارك إلى أن إجماعا على ثابت كومبتون، تحسبه شركات متعددة، سيخلق 'الإرادة السياسية' للاتفاق على أنظمة سلامة عالمية للذكاء الاصطناعي.
'سباق خارج عن السيطرة'
يشار إلى أن تيجمارك، أستاذ الفيزياء وباحث الذكاء الاصطناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، هو أيضا أحد مؤسسي معهد مستقبل الحياة، وهي منظمة غير ربحية تدعم التطوير الآمن للذكاء الاصطناعي، وقد نشر رسالة مفتوحة في عام 2023 تدعو إلى التوقف مؤقتا عن بناء أنظمة ذكاء اصطناعي قوية.
ووقّع الرسالة أكثر من 33000 شخص، بمن فيهم إيلون ماسك – أحد الداعمين الأوائل للمعهد – وستيف وزنياك، المؤسس المشارك لشركة آبل.
وحذرت الرسالة، التي صدرت بعد أشهر من إطلاق ChatGPT حقبة جديدة من تطوير الذكاء الاصطناعي، من أن مختبرات الذكاء الاصطناعي عالقة في 'سباق خارج عن السيطرة' لنشر 'عقول رقمية أكثر قوة' لا يمكن لأحد 'فهمها أو التنبؤ بها أو التحكم فيها بشكل موثوق'.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

19 May 2025 08:23 AM تبديد نظرية عن الدماغ...
19 May 2025 08:23 AM تبديد نظرية عن الدماغ...

MTV

timeمنذ يوم واحد

  • MTV

19 May 2025 08:23 AM تبديد نظرية عن الدماغ...

كشف العلماء من معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا أنّ الدماغ لا ينقسم بشكل صارم إلى "نصف أيسر منطقي" و"نصف أيمن إبداعي" خلافا للأساطير الشائعة. ومع ذلك، فعند معالجة الفضاء البصري، يستمرّ كل نصف كروي في معالجة الجانب المعاكس من مجال الرؤية. وأكد البروفيسور إيرل ميلر أحد مؤلفي الدراسة أن "الحديث عن هيمنة النصف الأيمن أو الأيسر لدى بعض الأشخاص لا أساس علمي له لأن الإنسان يفكر باستخدام الدماغ بالكامل". والتقسيم الوظيفي مرتبط بالرؤية وليس بالتفكير، وعند استقبال المنبهات البصرية، تنشط الخلايا العصبية بشكل غير متماثل، حيث يتحكم النصف الأيسر من الدماغ في الجانب الأيمن من مجال الرؤية والنصف الأيمن يتحكم في الجانب الأيسر. وبحسب ميلر، فإن هذا التقسيم يمنع ظهور "بقع عمياء" ويعزز كفاءة الإدراك. ورغم أنه كان يُعتقد سابقًا أن المعلومات تندمج في صورة موحدة عند مستوى القشرة الجبهية الأمامية اكتشف الفريق البحثي أن الانزياح نحو النصف "المقابل" (المناقض لمصدر الإشارة البصرية) يبقى موجودًا حتى في هذه المنطقة. وتم تأكيد ذلك عبر قياس نشاط الدماغ، حيث تزداد موجات غاما في النصف الكروي المسؤول عن معالجة الجزء المقابل من مجال الرؤية. وقد أظهرت دراسات سابقة أن البشر والحيوانات يتذكرون الأشياء بشكل أفضل عندما تكون موزعة بين جانبي مجال الرؤية، وهي ظاهرة تُعرف باسم "الميزة الثنائية". لكن هذه الميزة ليست مثالية، إذ أن الإنسان يستطيع تتبع جسم واحد فقط من كل جانب في وقت واحد. وعندما يتحرك جسم عبر مجال الرؤية ينقل الدماغ معلومات بسرعة بين النصفين، ويشبه ذلك عملية نقل الإشارة بين أبراج الاتصالات. وتضمن هذه الآلية إدراكا مستمرًا ومترابطًا للعالم من حولنا. نُشرت نتائج الدراسة بهذا الشأن في مجلة Neuropsychologia.

الذكاء الاصطناعي كأداة لتدريب الشباب على التفكير النقدي والمهارات العليا
الذكاء الاصطناعي كأداة لتدريب الشباب على التفكير النقدي والمهارات العليا

الديار

timeمنذ 6 أيام

  • الديار

الذكاء الاصطناعي كأداة لتدريب الشباب على التفكير النقدي والمهارات العليا

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في عصر الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي، لم يعد التعليم مجرد نقل للمعلومات، بل أصبح عملية معقدة تهدف إلى بناء شخصية مفكرة، مبدعة، قادرة على التفاعل مع العالم وتحليل تحدياته. ومن بين المهارات الأساسية التي يحتاجها الشباب اليوم، تبرز مهارات التفكير العليا، وعلى رأسها التفكير النقدي، التحليلي، الإبداعي، والتعاوني. وفي هذا السياق، يشكل الذكاء الاصطناعي فرصة ذهبية لدعم هذه المهارات بشكل عملي وتفاعلي. مقدمة: الذكاء الاصطناعي والتفكير العميق في التعليم يشير الذكاء الاصطناعي إلى أنظمة كومبيوتر قادرة على محاكاة التفكير البشري واتخاذ القرارات والتفاعل مع اللغة. ومع تطور هذا المجال، ظهر الذكاء الاصطناعي التوليدي، القادر على إنتاج محتوى جديد مثل النصوص والصور والأفكار. ومن أبرز أدواته اليوم: ChatGPT وDALL·E و Copilot، التي لم تعد تكتفي بالإجابة، بل تفتح مجالات للحوار والتحليل والإبداع. لكن القيمة الحقيقية لهذه الأدوات في التعليم تكمن في فن طرح الأسئلة، المعروف بهندسة الموجهات (Prompt Engineering)، وهي مهارة جوهرية لتوليد استجابات غنية وفعالة. من خلال تعليم الطلاب كيفية صياغة أسئلة تحليلية، ومتخيلة، ومتعددة الزوايا، يتعلمون قيادة الحوار وتوسيع وتعميق فهمهم. كما يجب توعيتهم بأن الذكاء الاصطناعي ليس معصومًا من الخطأ، إذ قد يعكس انحيازات أو يقدم معلومات غير دقيقة. لذا، فإن التفاعل النقدي، والتحقق من الإجابات وتحليلها وتحدّيها، واستخدام الذكاء الاصطناعي كأداة دعم وليس بديلاً عن التفكير، يمثل الأساس لبناء تعليم أكثر وعيًا وعمقًا. أولًا: تنمية التفكير النقدي والتحليلي باستخدام الذكاء الاصطناعي يتيح الذكاء الاصطناعي أدوات تفاعلية قادرة على توليد محتوى، تحليل أسئلة، وتقديم سيناريوهات تعليمية تساعد المتعلم على التفكير بعمق. التفكير النقدي ليس مجرد التشكيك، بل هو القدرة على طرح الأسئلة الصائبة، وتحليل المعطيات، واستخلاص استنتاجات قائمة على الأدلة. أمثلة عملية: - يمكن للطلاب استخدام برامج المحادثة الذكية مثل ChatGPT لتحليل مقال علمي أو اقتصادي، وطلب تفسير وجهات النظر المختلفة فيه، ومناقشة مدى مصداقية كل منها. - في مادة اللغة العربية، يمكن تدريب الطلاب على طرح أسئلة نقدية حول القواعد النحوية، مثل: ما الغرض من وجود استثناءات في قاعدة "جمع المذكر السالم"؟ هل هناك منطق دلالي وراء هذه القواعد؟ - في الفلسفة، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإثارة نقاش حول مفارقة فلسفية، ثم مقارنة مواقف الفلاسفة التاريخيين وتحليل أوجه الاتفاق والاختلاف. ثانيًا: تعزيز مهارات إصلاح الأخطاء والتعلم الذاتي يُعد تحليل الخطأ وتصحيحه من أقوى آليات بناء الفهم العميق. وهنا يبرز دور الذكاء الاصطناعي في مساعدة المتعلم على اكتشاف أخطائه بنفسه، من خلال تقديم تغذية راجعة فورية وتفسيرية. أمثلة عملية: - عند كتابة نصوص باللغة الإنكليزية، يمكن للطلاب استخدام أدوات ذكية لتحديد الأخطاء النحوية والإملائية، مع شرح السبب وطريقة التصحيح. - في مادة الرياضيات، يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي تقديم تحليل مفصل لطريقة حل الطالب، وتحديد الخطوة التي حدث فيها الخطأ، واقتراح خطوات بديلة صحيحة. - في المشاريع الجماعية، يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم مراجعة لمضمون العرض التقديمي للطلاب، مع إبراز الثُغر المنطقية والبيانية. ثالثًا: توسيع دائرة المعرفة وتنمية مهارات البحث والاستقصاء واحدة من أبرز ميزات الذكاء الاصطناعي هي قدرته على الوصول إلى كم هائل من المعلومات وتنظيمها، ما يفتح المجال أمام المتعلمين لتوسيع آفاقهم المعرفية خارج حدود المقرر. أمثلة عملية: - يمكن تكليف الطلاب بإجراء بحث حول "أثر الذكاء الاصطناعي في سوق العمل"، باستخدام أدوات بحث ذكية تولد لهم ملخصات، وروابط موثوقة، وتحليلات مقارنة. - في مادة التاريخ، يستطيع الطلاب محاورة نموذج ذكاء اصطناعي يمثل شخصية تاريخية مثل نابليون أو ابن خلدون، واستنتاج تصوراتهم حول قضايا معينة. - في علوم الأحياء، يمكن للطلاب استخدام أدوات توليد الخرائط الذهنية لربط مفاهيم مثل الوراثة، والطفرات، والانتقاء الطبيعي بطريقة بصرية وتفاعلية. رابعًا: تنمية مهارات التفكير الإبداعي والتجريبي الإبداع لا يقتصر على الفنون، بل هو القدرة على إنتاج حلول جديدة ومبتكرة للمشكلات. والذكاء الاصطناعي، إن أُحسن توجيهه، يمكن أن يكون محفزًا هائلًا لهذا النوع من التفكير. أمثلة عملية: - في مادة العلوم، يمكن للطلاب تصميم تجارب افتراضية باستخدام تطبيقات محاكاة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ثم تعديل المتغيرات واستخلاص النتائج. - في التربية الفنية أو التصميم، يمكنهم استخدام أدوات توليد الصور والأشكال لتطوير أفكار فنية أصلية انطلاقًا من وصف لفظي. - في ريادة الأعمال، يستطيع الطلاب بناء نماذج أولية لأفكارهم التجارية على منصات ذكاء اصطناعي، وتحليل جدواها في السوق. خامسًا: بناء روح التعاون والتواصل الجماعي المدعوم بالتكنولوجيا لم تعد الفصول الدراسية تعتمد على التعلّم الفردي فحسب، بل بات العمل الجماعي مهارة لا غنى عنها. وهنا يسهم الذكاء الاصطناعي في خلق بيئات تعاونية ذكية تُحفز على التواصل الفعّال. أمثلة عملية: - استخدام تطبيقات تشاركية (مثل Google Docs مدعمة بالذكاء الاصطناعي) لكتابة تقارير جماعية، مع متابعة تطور العمل والتوزيع العادل للمهام. - في الأنشطة الصفية، يمكن للطلاب العمل ضمن فرق لتحليل قضية بيئية معقدة بمساعدة روبوت محادثة، ثم تقديم عرض جماعي لنتائجهم. - يمكن تنظيم مسابقات مناظرات بين فرق الطلاب، حيث يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد الحجج المضادة وتدريب كل فريق على الردود المنطقية. سادسًا: التقويم الذاتي والتكويني المعتمد على الذكاء الاصطناعي التقويم لم يعد مجرد اختبار نهائي، بل هو عملية مستمرة لفهم مدى تحقق الأهداف التعليمية. والذكاء الاصطناعي يوفر أدوات دقيقة ومرنة لذلك. أمثلة عملية: - إعداد نماذج تقويم إلكترونية تفاعلية تُحلل إجابات الطلاب، وتقدم لهم تغذية راجعة مفصلة حول نقاط القوة والضعف. - بناء اختبارات تكيفية تتغير أسئلتها وفقًا لأداء الطالب، مما يعزز من شعور التحدي والتقدم الشخصي. - استخدام تقارير تحليل أداء الطلاب لتخصيص خطط دعم فردية لكل طالب وفقًا لاحتياجاته. سابعًا: تمكين المعلم كميسر ومرشد ومبتكر رغم تطور التكنولوجيا، يظل المعلم هو حجر الأساس في العملية التعليمية. دور الذكاء الاصطناعي هو تمكين المعلم، وليس استبداله. أمثلة عملية: - استخدام أدوات تحليل الأداء لتحديد نقاط صعوبة الطلاب، وتصميم تدخلات تعليمية مخصصة. - تطوير أنشطة تعلّمية قائمة على تحديات حقيقية، بمساعدة أدوات ذكية تسهل تخطيط المحتوى. - إنشاء مجتمعات تعلم إلكترونية يتبادل فيها المعلمون الخبرات والموارد والأنشطة المصممة بمساعدة الذكاء الاصطناعي. خاتمة: نحو تعليم تحويلي لعصر جديد الذكاء الاصطناعي ليس هدفًا قائمًا بذاته، بل هو وسيلة استراتيجية لإعادة تشكيل مفهوم التعليم من جذوره. لم يعد كافيًا أن ننقل المعلومات أو ندرّب الطلاب على الحفظ والاستظهار، بل بات من الضروري أن نعلّمهم كيف يفكرون، وكيف يسألون، وكيف يصنعون المعرفة بأنفسهم. في هذا السياق، يشكّل الذكاء الاصطناعي التوليدي أداةً ثورية تساعدنا على بناء بيئات تعلّم أكثر تفاعلًا، أكثر تخصيصًا، وأكثر قدرة على التكيف مع احتياجات كل طالب. إن تدريب الشباب على التفكير النقدي، والتحليلي، والإبداعي، لم يعد ترفًا فكريًا، بل هو متطلب أساسي لبناء مجتمعات قادرة على الفهم العميق، والتعامل مع المعلومات بوعي، والتمييز بين الحقيقة والتضليل، والمشاركة الفاعلة في عالم معقّد وسريع التحوّل. ومن خلال تعزيز مهارات "هندسة الأسئلة" ومهارات التعامل الواعي مع أدوات الذكاء الاصطناعي، نرسّخ ثقافة التعليم القائم على الحوار، وعلى الشك البنّاء، وعلى التجريب المستمر. لكن هذه النقلة النوعية تتطلب دورًا جديدًا للمعلم، لا كمصدر أساسي ووحيد للمعرفة، بل كقائد للتفكير، ومرشد للتعلّم، وملهم للطلاب، وميسّر لحوارات الذكاء والمعنى. كما تستوجب إعادة تصميم المناهج، وتوفير البنية التحتية الرقمية، وتدريب المعلمين والطلاب على الاستخدام الأخلاقي والمسؤول لهذه التقنيات. نحن على أعتاب عصر جديد من التعليم، لا مكان فيه للطرق التقليدية الصمّاء. بل هو عصر التحوّل نحو تعليم حيّ وتفاعلي، يستثمر الذكاء الاصطناعي لتعزيز الذكاء الإنساني، ويمنح كل طالب صوتًا، وفضاءً للتفكير، وأداةً لصياغة مستقبله. إن الاستثمار في هذا النوع من التعليم هو استثمار في الإنسان، في وعيه، في حريته، وفي قدرته على بناء مجتمع وعالم أكثر عدالة ومعنى.

الذكاء الاصطناعي في الأبحاث: نظرة على العيوب والمزايا
الذكاء الاصطناعي في الأبحاث: نظرة على العيوب والمزايا

شبكة النبأ

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • شبكة النبأ

الذكاء الاصطناعي في الأبحاث: نظرة على العيوب والمزايا

ان الذكاء الاصطناعي يتفوق حاليًا بالفعل على البشر في أكثر من 20 مهمة، أوردها الاستطلاع كمثال على استخدامات التقنية. وشملت قائمة هذه المهام مراجعة مجموعات ضخمة من الأوراق البحثية وتلخيص نتائج الأبحاث، ورصد الأخطاء في كتابتها والتحقق من ارتكاب السرقات العلمية ونَظْم الاستشهادات البحثية... رغم الزخم الذي يشهده الاهتمام باستخدام الذكاء الاصطناعي لإسراع وتيرة الأبحاث، وتذليل المزيد من صعوباتها وإتاحتها على نطاق أكبر، يرى باحثون أنهم بحاجة إلى المزيد من الدعم لاستكشاف إمكانات هذه التقنية. أظهر استطلاع رأي أجرته شركة النشر «وايلي» Wiley وشمل نحو 5 آلاف باحث في أكثر من 70 دولة، أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في مهام مثل إعداد المسودات البحثية، وكتابة طلبات المنح البحثية ومراجعات الأقران من المتوقع أن يحظى بقبول واسع في غضون العامين المقبلين. توجَّه الاستطلاع بسؤال للباحثين عن كيفية استخدامهم حاليًا لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي — ومنها روبوتات الدردشة مثل «تشات جي بي تي» ChatGPT و«ديبسيك»DeepSeek ، كما تقصى آراءهم فيما يخص العديد من التطبيقات المحتملة لهذه الأدوات. وتشير نتائج الاستطلاع إلى أن غالبية الباحثين رأوا أن الذكاء الاصطناعي سيلعب دورًا محوريًا في البحث والنشر العلمي (انظر الشكل "الاستخدامات المقبولة"). إذ أعرب أكثر من نصفهم عن اعتقاده بأن الذكاء الاصطناعي يتفوق حاليًا بالفعل على البشر في أكثر من 20 مهمة، أوردها الاستطلاع كمثال على استخدامات التقنية. وشملت قائمة هذه المهام مراجعة مجموعات ضخمة من الأوراق البحثية وتلخيص نتائج الأبحاث، ورصد الأخطاء في كتابتها والتحقق من ارتكاب السرقات العلمية ونَظْم الاستشهادات البحثية. كذلك توقعت نسبة تربو على نصف عدد المشاركين في الاستطلاع أن يسود خلال العامين المقبلين استخدام الذكاء الاصطناعي في 34 من أصل 43 من أمثلة استخدامات الذكاء الاصطناعي التي طرحها الاستطلاع. تعقيبًا على هذه النتائج، يقول سيباستيان بورسدام مان، وهو باحث من جامعة كوبنهاجن يُعنى بدراسة الجوانب العملية والأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الأبحاث: "اللافت حقًا هو أن وضع كهذا وشيك. ومن سيطالهم هذا التأثير - وأعني بذلك الجميع لكن بدرجات متفاوتة - عليهم البدء في التحرك" لمواجهة هذا الموقف. نتائج الاستطلاع، التي صدرت على الإنترنت في الرابع من فبراير الماضي، أعلنتها شركة «وايلي» الكائن مقرها في مدينة هوبوكين بولاية نيوجيرسي الأمريكية. وعنها، يقول جوش جاريت، النائب الأول لرئيس فريق تنمية الذكاء الاصطناعي بالشركة والمدير العام للفريق أنه يأمل أن تخدم في رسم خريطة طريق ترشد جهود المبتكرين والشركات الناشئة في سعيهما إلى فرص لتطوير أدوات ذكاء اصطناعي. وأضاف: "ثمة قبول واسع لفكرة نهوض الذكاء الاصطناعي مستقبلًا بإعادة تشكيل ملامح عالم الأبحاث". استخدام محدود تقصى الاستطلاع آراء 4946 باحثًا في مختلف أنحاء العالم، شكل الباحثون ممن في مقتبل سيرتهم المهنية 27% منهم. وأظهرت نتائجه، ربما على غير المتوقع، بحسب ما يشير جاريت "أن هذه الأدوات لا تُستخدم حقيقةً كثيرًا في المهام اليومية". فبين الدفعة الأولى من المشاركين في الاستطلاع، بلغت نسبة من أفادوا بأنه سبق لهم فعليًا الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في أداء المهام البحثية 45% فقط (1043 باحثًا). وكانت الترجمة والتدقيق اللغوي وتحرير المسوَّدات البحثية هي الاستخدامات الأكثر ورودًا في إجاباتهم (انظر الشكل "استخدامات الذكاء الاصطناعي"). ورغم أن نسبةً من هؤلاء (81%) قد صرحوا بأنهم استخدموا في السابق لأغراض شخصية أو مهنية نظام الذكاء الاصطناعي «تشات جي بي تي» - الذي ابتكرته شركة «أوبن إيه آي» Open AI الأمريكية - لم يفد إلا ثلث هذه المجموعة بأنه سمع بأدوات ذكاء اصطناعي توليدي أخرى مثل نظام «جيميناي» Gemini، الذي أنتجته شركة «جوجل»، أو نظام «كوبايلوت» Copilot الذي طرحته شركة «مايكروسوفت». غير أنه ظهر تفاوت واضح بين الدول والمجالات العلمية المختلفة في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، كان الباحثون في الصين وألمانيا هم الأكثر استخدامًا لهذه الأدوات، في حين نزع علماء الحاسوب أكثر من غيرهم لاستخدامها في مهامهم. بيد أن غالبية المشاركين أعربوا عن استعدادهم للتوسُّع في استخدام الذكاء الاصطناعي. فأبدت نسبة قوامها 72% منهم باعتزامها خلال العامين المقبلين استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لإعداد المسودات البحثية، وذلك في مهام مثل رصد أخطاء كتابة الأبحاث والتحقق من ارتكاب السرقات البحثية ونَظم الاستشهادات البحثية. ورأى 62% منهم أن الذكاء الاصطناعي يتفوق بالفعل على البشر في هذه المهام (انظر الشكل "من الأبرع في هذه المهام؟ البشر أم الذكاء الاصطناعي؟"). كذلك أعرب 67% من المشاركين في الاستطلاع عن تشوقه لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في معالجة كميات كبيرة من المعلومات، على سبيل المثال، في إطار المساعدة في مراجعة الأدبيات العلمية وتلخيص الأوراق البحثية ومعالجة البيانات. وأبدى الباحثون ممن في مقتبل مسيرتهم المهنية استعدادًا أكبر من زملائهم الأقدم خبرة لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في كتابة طلبات المنح البحثية والعثور على جهات يمكنهم إبرام تعاوُن بحثي معها. تعقيبًا على هذا الكشف الأخير، يقول بورسدام مان: "كلا هاتين المهمتين تُغدوان أسهل مع الخبرة والأقدمية. واستخدام الذكاء الاصطناعي سبدد الفوارق هنا بعض الشيء". غير أن الباحثين أظهروا اقتناعًا وإيمانًا أضعف بقدرات الذكاء الاصطناعي في المهام الأكثر تعقيدًا مثل الوقوف على مواطن القصور في المؤلفات البحثية واختيار الدوريات التي يمكن التقدم إليها بطلب نشر المسودات البحثية والتوصية بمراجعي الأقران أو اقتراح استشهادات بحثية ذات صلة. ورغم أن 64% من المشاركين في الاستطلاع أعربوا عن ترحيبهم بفكرة استخدام الذكاء الاصطناعي في هذه المهام خلال العامين المقبلين، رأت غالبية المشاركين في الاستطلاع أن البشر ما زالوا يتمتعون بالأفضلية في هذه المناطق عقبات وفرص رغم تعاظم الاهتمام باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، يشير الاستطلاع إلى أن الباحثين يحتاجون إلى المزيد من الدعم للتحلي بالثقة لدى التعويل على هذه الأدوات. فرأى ثلثا الباحثين المشاركين في الاستطلاع أن غياب التوجيهات والتدريب اللازم في هذا السياق يحول دون استخدامهم لأدوات الذكاء الاصطناعي بالقدر الذي ينشدونه (انظر الشكل "مخاوف") كذلك ساورت باحثون مخاوف بشأن مدى أمان استخدام هذه الأدوات: على سبيل المثال، أفاد 81% من المشاركين في الاستطلاع بأن لديهم مخاوف إزاء دقة أدوات الذكاء الاصطناعي، واحتمالية ارتكابها لانحيازات بحثية ، واختراقها لخصوصيتهم فضلًا عن غياب الشفافية فيما يتعلق بالكيفية التي تدربت بها هذه الأدوات. في هذا الإطار، يقول جاريت: "نرى أن جهات نشر الأبحاث وغيرها من الجهات المنوطة تقع عليها مسؤولية كبيرة في المساعدة على توعية الباحثين". إذ أفاد 70% من المشاركين في الاستطلاع برغبتهم في أن توفر جهات النشر توجيهات واضحة فيما يخص الاستخدامات المقبولة للذكاء الاصطناعي في كتابة الأبحاث، ورأى 69% منهم أن على الناشرين مساعدتهم في تلافي الأخطاء والانحيازات البحثية. تعقيبًا على ذلك، تقول تيجاسويني أروناتشالا مورثي، إحدى المشاركات في الاستطلاع، وهي اختصاصية تغذية لحالات الرعاية المركزة في جامعة أديليد في أستراليا: "لابد من عقد تدريب موحد، وأن يكون إلزاميًا، شأنه في ذلك شأن التدريبات التي تنعقد في كافة أنحاء العالم للتدريب على الممارسات الإكلينيكية الجيدة. ونحن على استعداد لتخصيص الوقت لذلك. ولدينا الاستعداد والرغبة في اكتساب المعارف في هذا الإطار. وعلى كل الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي...تدريبنا على كيفية استخدامه على الوجه الملائم". من هنا، تجري شركة «وايلي» المزيد من المقابلات مع الباحثين وتجمع آراءهم لتحديث توجيهاتها الخاصة باستخدام الذكاء الاصطناعي، والتي تعتزم نشرها في غضون الأشهر المقبلة. وهذه التوجيهات من شأنها أن تساعد الباحثين في الوصول إلى فهم أفضل لكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي على نحو آمن في الأبحاث، ويدخل في ذلك فهم الحالات التي يكون فيها المنظور البشري ضروريًا، والمعلومات التي ينبغي الإفصاح عنها عندئذ. وهنا، يقول جاريت: "لا أحسب أن أيًا منا على استعداد للتوصية بتفضيل أداة على أخرى". ويضيف أن هدف الشركة هو "تقديم توجيهات عامة حول كيفية توخي الأمان والبدء في نشر الممارسات المثلى". doi:

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store