logo
مؤشرات مقلقة بعد عاصفة اطلاق الصواريخ من الجنوب وبرّي: لسنا في وارد التطبيع

مؤشرات مقلقة بعد عاصفة اطلاق الصواريخ من الجنوب وبرّي: لسنا في وارد التطبيع

ليبانون 24٢٤-٠٣-٢٠٢٥

عاش لبنان أولَ أمس ساعات عصيبة مع تعرّض اتفاق وقف إطلاق النار لأخطر اهتزاز منذ 27 تشرين الثاني الماضي، إثر إطلاق صواريخ من جنوب لبنان نحو مستوطنة المطلة، قابله ردّ إسرائيلي واسع.وشكّلت الأحداث الأخيرة، مؤشرات مقلقة إلى أن لبنان يقف على أعتاب حلقة جديدة...
وذكرت «الأخبار» أن رئيس الجمهورية جوزيف عون «تواصل مع الأميركيين والفرنسيين طالباً التدخل لمنع انفلات الأمور، ومؤكداً أن ما حصل ليس مسؤولية الدولة اللبنانية ، وأن هناك تحقيقات لمعرفة الجهة التي قامت بهذا العمل». كما تواصل عون مع «الأمم المتحدة، عبر اليونيفل، للمساعدة في عدم انفجار الوضع مجدّداً، مؤكداً أن الجيش اللبناني يقوم بما يتوجب عليه».
مصادر وزارية رأت أن «الرد الإسرائيلي غير منفصل عن الضغوط الخارجية التي يتعرّض لها لبنان للقبول بالمسار التفاوضي الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى اتفاق سلام مع كيان العدو»، مشيرة إلى أن «الأعمال العدائية تأتي في سياق الضغط أيضاً ليقبل لبنان بما يطرحه الجانب الأميركي». وكشفت المصادر أن « لبنان الرسمي سمِع في الساعات الماضية كلاماً أميركياً إضافياً عن ضرورة قبول لبنان تأليف اللجان الثلاث التي تحدّثت عنها نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، واعتبار هذه اللجان الناظم الوحيد لاتفاق وقف إطلاق النار».
إلا أن موقف الدولة، وفق المصادر، «لا يزال رافضاً لهذا المقترح، ويؤكد على ضرورة تطبيق القرار 1701 الذي يرتكز عليه اتفاق وقف إطلاق النار»، وهو ما عبّر عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري رداً على الاقتراح الذي ينص على أن يتشكّل الوفد اللبناني من عسكريين ومدنيين يتمتعون بصفة دبلوماسية للتفاوض، قائلاً: «مثل هذا الاقتراح غير قابل للبحث لأن مجرد القبول به يعني الإطاحة باتفاق وقف إطلاق النار الذي يجب أن يُنفّذ برعاية اليونيفل، وبإشراف اللجنة (الخماسية)». واعتبر أن «لدى إسرائيل نية لاستدراجنا للدخول في مفاوضات سياسية وصولاً إلى تطبيع العلاقة بين البلدين، لكننا لسنا في هذا الوارد».
وأضاف بري لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا اتفاق يحظى بدعم دولي وعربي وبتأييد الأمم المتحدة، نحن نطبّقه ونلتزم بحرفيته، وإسرائيل هي من يعطّل تنفيذه ويسعى للالتفاف عليه». وذكّر بأن «الاتفاق الذي تعهّدت الولايات المتحدة بتنفيذه ينص على انسحاب إسرائيل، وانتشار الجيش، وإطلاق الأسرى اللبنانيين لديها، لكنها ترفض الانسحاب، وتستمر في اعتداءاتها. وآخرها ما حصل في الساعات الماضية، متذرّعة بحجة واهية».
وجرى أمس التداول في معلومات عن أن أورتاغوس ستصل إلى تل أبيب في الساعات المقبلة لإجراء جولة اتصالات هدفها التحضير لورقة عمل تشكّل خريطة طريق للبدء بتنفيذ خطة اللجان الثلاث. وكشفت مصادر لـ«الأخبار» عن «فكرة» لبنانية ستُطرح في حال كانت زيارة أورتاغوس لبيروت مطروحة قريباً، «تنص على الإصرار على أن تقوم لجنة عسكرية - تقنية بالمهمة المطلوبة، على أن تأخذ توجيهاتها من القيادة السياسية خلال عملية التفاوض».
وكتبت" النهار": خاض الحكم والحكومة الجديدان في لبنان أحدث وأخطر اهتزاز لاتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل منذ إعلانه في 27 تشرين الثاني الماضي، من منطلق أنه التحدي المبكر الأشدّ خطورة عليهما كما على الانتقال الهش بلبنان من ضفة إلى ضفة، بما يعني ضرورة استنفار وتعبئة كل الوسائل الديبلوماسية الضاغطة وإلى اقصى الدرجات تجنباً لتداعيات هذه الصدمة.
فإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على المطلة يوم السبت الماضي شكل الاختراق الأخطر من الجانب اللبناني لاتفاق وقف النار بما أثار موجة واسعة من المخاوف من أن يشكل هذا الاختراق الذريعة الفضلى لإسرائيل للانقضاض مجدداً على الساحة اللبنانية بتصعيد مشابه للتصعيد الجاري في غزة. ومع إدراك جميع المعنيين في لبنان أن إسرائيل لم تكن أساساً تنتظر الذرائع بدليل أن عدد اختراقاتها للاتفاق منذ إعلانه فاق مئات الاختراقات عبر الغارات الحربية الجوية والمسيّرة وعمليات الاغتيال اليومية لكوادر وعناصر "حزب الله"، فإن الخشية الكبيرة تمثّلت في الشبهة من أن يعود لبنان ساحة صراع إقليمية مفتوحة من منطلق ربط الاختراق الصاروخي المجهول الهوية والمصدر بتحرك أوراق النفوذ الإيراني في المنطقة مجدداً من اليمن إلى لبنان على خلفية "التبادلات الأولية" للرسائل بين إيران والإدارة الأميركية. ومع أن السخونة والتوتر ظلا سائدين في الساعات الـ48 الأخيرة تحت وطأة التخوّف من انفلات التصعيد الإسرائيلي واتّساعه، بدا من المعطيات العميقة لدى المسؤولين اللبنانيين أنهم يستبعدون التفلت وعودة الحرب على النحو الكثيف التدميري السابق وأن حملة الاتصالات الديبلوماسية الكثيفة التي جردها العهد والحكومة عقب التصعيد الأخير قد لجمت إلى حد بعيد تجاوز التصعيد للخطوط الحمر مثل استهداف بيروت والضاحية الجنوبية.
وكان عدم تجاوز هذه الخطوط شكّل هاجساً أوّلياً للمسؤولين بعدما انبرى مسؤولون إسرائيليون إلى التهويل بمعادلة "بيروت في مقابل المطلة"، وتردّد أن المراجعات الملحة والمتلاحقة التي تولاها رئيسا الجمهورية العماد جوزف عون ومجلس الوزراء نواف سلام ووزير الخارجية جو رجي وخصوصاً مع الجانب الأميركي قد أدت مبدئياً إلى تراجع الاحتمالات التصعيدية "الكاسرة" من دون انحسار وتيرة الاستهدافات الإسرائيلية.
ومن هنا جاءت الدلالات البارزة للمواقف الفورية التي أطلقها كل من الرئيسين عون وسلام بعد إطلاق الصواريخ السبت الماضي من الجنوب، إذ شكّلا نزعاً فورياً لأي مشروعية لاستخدام ساحة الجنوب مجدداً ميدان تصفية حسابات أو بريداً متفجرا لتبادل الرسائل الإقليمية تحت ستار "المقاومة".
وفي اعتقاد المعنيين أن هذه المواقف، كما الموقف المتقدم لرئيس الحكومة من طي صفحة سلاح "حزب الله" عشية التصعيد الأخير، تركت وستترك آثاراً بارزة في تعامل الدول المؤثرة مع مطالب لبنان الضاغطة لحمل إسرائيل على تجنّب تفجير الوضع أولاً، ومن ثم عودة تحريك المساعي الديبلوماسية الأميركية تحديداً لمعالجة المسارات الثلاثة التي سبق لنائبة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط المعنية بملف لبنان مورغان أورتاغوس أن حددتها قبل فترة وهي مسارات إطلاق الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل ومعالجة النقاط التي تحتلها في الجنوب وإطلاق المفاوضات حول الترسيم البري للحدود بين لبنان وإسرائيل. وتحدثت معلومات عن احتمال قيام أورتاغوس بزيارتها الثانية للبنان في الأيام المقبلة بعد زيارة لإسرائيل في إطار مواكبتها للتطورات بين لبنان وإسرائيل والتحضير لتحريك المفاوضات غير المباشرة بينهما. كما أن هذه التطورات ستكتسب طابع الأولوية في المحادثات التي ستجرى بين الرئيس عون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 28 آذار الحالي في قصر الاليزيه.
ولعل ما تجدر الإشارة إليه أن أوساطاً سياسية ذهبت إلى التحذير من أن يكون استهداف المطلة من الأراضي اللبنانية جاء على يد "حزب الله"، رداً على مواقف الرئيس نواف سلام، إذ لفتت إلى أن نفي"حزب الله" لم يقنع لا الداخل ولا الخارج، كما لم يحقق الهدف منه الرامي إلى تخفيف وطأة التصعيد، بسبب اللغة المزدوجة للحزب، بل على العكس، جاء نفيه ليضع الدولة والجيش في المواجهة مع إسرائيل، تماماً كما فعل في المواجهات على الحدود الشرقية الشمالية مع الجيش السوري. وهذا ما حصل، إذ حمّلت إسرائيل الحكومة اللبنانية مسؤولية إطلاق الصواريخ، وهددت على لسان وزير دفاعها يسرائيل كاتس بمعادلة "بيروت مقابل المطلة". ولكن الأجواء المستقاة من المراجع الرسمية تعتبر أن الضربة الأخيرة تشكل إشارة إلى ضرورة استكمال إجراءات انتشار الجيش في الجنوب، ويدفعها إلى التمسك بتطبيق قرار حصرية السلاح، لأنه تبين، لا سيما بعد بيان النفي للحزب، أن أي سلاح خارج الدولة، سيورّط البلاد في حرب.
وكتبت" نداء الوطن": فعلت الصواريخ فعلها في لبنان ، أكثر مما فعلت في إسرائيل، فحرَّكت هواجس ومخاوف وتسبّبت بارتدادات سارعت الدولة اللبنانية إلى لملمتها خشيةً من أن تسبِّب تصدعاً في اتفاق وقف إطلاق النار.
فالصواريخ التي أطلِقَت السبت المنصرم بقيت "يتيمة الأب"، لم يتبناها أحد، لكن، في المقابل، لم يتم التعامل معها، على أنها "صواريخ منفردة"، على غرار "الذئاب المنفردة"، بل جرى تحميل مسؤولية إطلاقها إلى "حزب الله"، ولا سيما من الجانب الإسرائيلي الذي له مصلحة استراتيجية في تحميل المسؤولية لـ"الحزب"، لتكون لديه الذريعة للرد وتوسيع بنك أهدافه، بدليل أن وزير دفاعه سارع إلى وضع معادلة "بيروت في مقابل المطلة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأنباء: الإنتخابات البلدية بمحطتها الأخيرة… الجنوب يقترع تحت القصف
الأنباء: الإنتخابات البلدية بمحطتها الأخيرة… الجنوب يقترع تحت القصف

وزارة الإعلام

timeمنذ ساعة واحدة

  • وزارة الإعلام

الأنباء: الإنتخابات البلدية بمحطتها الأخيرة… الجنوب يقترع تحت القصف

كتبت صحيفة 'الأنباء' تقول: تنطلق الجولة الرابعة والأخيرة للإنتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي النبطية ولبنان الجنوبي وسط استمرار القصف والتهديد الإسرائيلي بالتصعيد. وكان العدو الإسرائيلي قد شنّ بواسطة المسيّرات مجموعة من الأعمال العدوانية التي اسهدفت عدداً من المواطنين في مناطق عدة من الجنوب، ما أدى الى استشهاد المواطن محمد حيدر من بلدة عيترون. بلديات الجنوب بالتزكية قبل ساعات من بدء العملية الانتخابية، وقبل 24 ساعة على الاحتفال بعيد التحرير يوم غد الأحد في الخامس والعشرين من أيار، وذلك بعد مرور 25 سنة على انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان في الخامس والعشرين من العام 2000. وهي الذكرى الأولى التي تمر بغياب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. وجه رئيس مجلس النواب نبيه بري نداءً الى الجنوبيين دعاهم فيه الى تكثيف المشاركة في الاقتراع للوائح التنمية والوفاء، خاصة في القرى الأمامية لإنتاج مجالسها البلدية والتأكيد من خلالها للعدو الاسرائيلي وآلته العدوانية أن هذه القرى لن تكون إلا لبنانية لأهلها. وقد أرفق نداء بري حملة قوية قادها الثنائي الشيعي في قرى وبلدات الجنوب من أجل إنجاز الفوز بالتزكية من دون اجراء انتخابات، عن طريق اتفاق حركة أمل وحزب الله على توحيد اللوائح وسحب المرشحين المنافسين. وقد أشارت الإحصاءات الى فوز 95 بلدية جنوبية بالتزكية. جزين أمّ المعارك بالتزامن، أشارت مصادر مطلعة، في حديث مع الانباء الالكترونية، إلى أنه في الوقت الذي يتوقع أن تشهد فيه المدن الجنوبية توافقاً بالحد الأدنى على مجالسها البلدية، بالتنسيق بين العائلات والأحزاب والقوى السياسية، ستشهد بلدة جزين تنافساً حاداً بين حزبي القوات اللبنانية والكتائب والعائلات من جهة والتيار الوطني الحر والنائب ابراهيم عازار من جهة ثانية. المصادر لفتت إلى وجود لائحتين مكتملتين، الأولى بلديتكم مستقبلكم برئاسة بشارة جوزف عون وهي مدعومة من العائلات والقوات والكتاب وتضم 18 مرشحاً من بينهم 5 سيدات و6 مخاتير. والثانية 'سوا لجزين' برئاسة دايفيد طانيوس الحلو، وهي مدعومة من التيار الوطني الحر والنائب ابراهيم عازار، وتضم 18 مرشحاً بينهم 4 سيدات و6 مخاتير ومختارين لعين مجدلين. والتنافس على المنخار في كلتي اللائحتين. سلام بالتزامن، جدد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام تمسك لبنان بثوابه الوطنية لجهة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وحدها. وطالب بوضع جدول زمني لتسلم السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وذلك عبر اللجان التي قد تتشكل بين الجيش والفلسطينيين. مصادر حكومية نقلت عن رئيس الحكومة عدم تراجعه عن سحب السلاح الثقيل من داخل المخيمات بما يمهد لسحب السلاح الثقيل من حز ب الله. واعتبرت المصادر أن النصف الثاني من السنة 2025 سيكون عام سحب السلاح الفلسطيني وسلاح حزب الله. أورتاغوس في بيروت بالتوازي، أشارت مصادر متابعة لحراك المبعوثة الاميركية الى الشرق الاوسط مورغان أورتاغوس، عبر جريدة 'الانباء' الالكترونية، الى ان اورتاغوس أرجأت زيارتها الى لبنان حتى منتصف حزيران المقبل وذلك على أمل تلقيها إشارات ايجابية من الحكومة اللبنانية عن استعداد حزب الله لتسليم سلاحه الى الدولة اللبنانية لان موضوع سحب السلاح سيكون بندا أولا على جدول أعمالها في الزيارة التي ستقوم بها الى بيروت منتصف الشهر المقبل. وكانت أورتاغوس قد اعلنت اثناء مشاركتها في أعمال المنتدى الاقتصادي في قطر انه لا يزال امام لبنان الكثير من العمل للقيام به لجمع السلاح لأن التراخي والتعاطي بدبلوماسية ناعمة بين بعبدا وحزب الله يقدمون للعدو الاسرائيلي ذريعة لمواجهة استهدافاته اليومية لعناصر حزب الله ومخازن الاسلحة التابعة له في منطقة شمال الليطاني. وهذا ما فعله الجيش الاسرائيلي في بلدة تول في منطقة شمال الليطاني ما يؤكد براي اورتاغوس ان مخازن الحزب لا تزال موجودة ولم تسلم الى الجيش بعد. أموال المودعين على صعيد آخر، نقلت مصادر عن وزير المال ياسين جابر، في اتصال مع جريدة الانباء الالكترونية، قوله ان إصلاح القطاع المصرفي في لبنان يعد من أهم الخطوات المطلوبة. وبرأي المصادر فإنه من دون إصلاح هذا القطاع يصعب على أي بلد تحقيق نمواً اقتصادياً. وأوضحت انه يتم التحضير لقانون لإعادة الودائع لأصحابها. لأن لا امكانية لاعادتها دفعة واحدة. المصادر توقعت أن يبدأ العمل باعادة الودائع لأصحابها على عدة مراحل. الأولى لمن لا تتخطى ودائعه المئة الف دولار. أما عن المرحلتين الثانية والثالثة، فتشير المصادر الى انها لن تتم قبل إقرار قانون إعادة الودائع الذي يعمل عليه حاكم مصرف لبنان كريم سعيد.

للتحرّك بسرعة نحو نزع سلاح حزب الله
للتحرّك بسرعة نحو نزع سلاح حزب الله

بيروت نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • بيروت نيوز

للتحرّك بسرعة نحو نزع سلاح حزب الله

يستعد لبنان خلال أسبوعين لاستقبال نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس التي واصلت إطلاق المواقف التصعيدية،فيما اشارت مصادر ديبلوماسية ل' الشرق الاوسط' إن ترحيل زيارتها المرتقبة إلى وقت لاحق، يكمن في أنها تنتظر حدوث خرق ما يشجعها لاستئناف وساطتها بين بيروت وتل أبيب'. وكانت اورتاغوس قالت امس' إنه يجب أن نتحرّك بسرعة نحو نزع سلاح حزب الله بشكل كامل، ويجب أن يكون هناك احتكار للسلاح بيد الدولة فقط'. ولفتت إلى أنّ «الإصلاحلات الاقتصادية والمالية هي المسار الوحيد لبناء الدولة وتأثيرها يحدّ من الفساد ويقوّض مصادر تمويل حزب الله غير الشرعية»، معتبرة أنّ «نزع سلاح حزب الله يجب أن يتم قريبًا وإلا فإن لبنان يخاطر بأن يتخلف عن الركب»، مضيفة «خذوا مثالًا الرئيس السوري أحمد الشرع فهو تمكّن من التحرّك بسرعة واليوم مستعدّ لإعادة بناء سورية وفتح أسواقها أمام النمو الاقتصادي والسلام الدائم في المنطقة». وردًا على سؤال بشأن تصريحاتها في قطر حول صندوق النقد، قالت أورتاغوس: «تمّ اقتباس كلامي خارج سياقه بالكامل، ولم أقل أبدًا إننا نتجاوز الإصلاحات بل على العكس تمامًا أنا أؤكد دعم الإصلاحات الضرورية». وذكرت أنّ «الولايات المتحدة لا تزال ثابتة على موقفها بأن على البرلمان أن يتحرك بسرعة لتمرير قانون إعادة هيكلة القطاع المصرفي، كما يجب على الحكومة الإسراع في صياغة قانون لسد الفجوة المالية»، معتبرة أنّ «نزع سلاح الميليشيات وتمرير الإصلاحات يمثلان المفتاح الأساسي لأي استثمار حقيقي في لبنان». وتحضيراً لزيارة أورتاغوس، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي أمس سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، وتناول البحث آخر المستجدات في لبنان والمنطقة، والمساعي الجارية لوقف التصعيد الإسرائيلي المتواصل في جنوب لبنان، إضافة إلى مسألة التجديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب. وحسب معلومات «اللواء»، فإن الموقف الاميركي متشدد حيال التجديد للقوات الدولية كالمعتاد، وقد تعطل الادارة الاميركية التجديد اذا جاء بالصيغة السابقة، وقالت مصادر رسمية مطلعة بهذا الصدد: يطالب الاميركيون بتعديلات على قرار التجديد وبتوسيع مهام اليونيفيل بما يعطيها صلاحيات اكبر وفعالية اكثر، لأنهم يعتبرون ان اليونيفيل بوضعها الحالي «غير مجدية وغير فعّالة في تحقيق المطلوب لضبط الوضع على الحدود اللبنانية- الفلسطينية». واوضحت المصادر ان لبنان يطلب التجديد وفق الصيغة السابقة من دون تعديلات حالياً، «لأن لبنان يمر بمرحلة انتقالية ولا بد من فرصة له وفتح المجال أمامه ليستعيد انفاسه، ولتبقى القوات الدولية داعمة للجيش اللبناني في تنفيذ مهامه كاملة في الجنوب ليتمكن من تنفيذ القرار 1701». عدا عن مطالبته بالضغط الجدي على الاحتلال الاسرائيلي للانسحاب من النقاط المحتلة ووقف عرقلته لاستكمال انتشار الجيش في كامل منطقة الجنوب ليتمكن من تنفيذ المطلوب منه بضبط الحدود. وكتبت' نداء الوطن': افادت معلومات أن الجانب الأميركي تبلغ 'أن الخطوات السيادية في لبنان ولو كانت بطيئة تسير بشكل ثابت في الاتجاه الصحيح'. ولفتت إلى أنه 'بدأ الآن تنفيذ مرحلة ما بعد 'اتفاق القاهرة' الذي تم إلغاؤه عام 1987 ما يعني انتهاء استخدام لبنان كورقة فلسطينية والتي كانت سبب الحرب الأهلية 1975″. وأشارت إلى أن ما تم إعلانه أمس حول السلاح الفلسطيني بمثابة 'بادرة حسن نية' تلاقي مهمة أورتاغوس 'المستاءة من بطء خطوات الحكومة اللبنانية'. وكتبت' الديار': المعلومات المسربة من الدوحة ومسقط تفيد ان الاميركيين يتولون الإشراف المباشر على الملف اللبناني بكل تفاصيله، وكل اسبوع او شهر تقريبا، هناك وفود اميركية اقتصادية ومالية وأمنية وديبلوماسية وعسكرية وثقافية،سيأتون الى بيروت لمتابعة كل ما تحتاج اليه الدولة اللبنانية وتحديدا الجيش والاجهزة الامنية، فالمرافق الحيوية من المطار والمرفأ والمصنع والعريضة بيد الاميركيين الذين يقفون وراء التغييرات والمناقلات الإدارية في المطار . وحسب المعلومات،فان المسؤولين الاميركيين تطرقوا الى الملف اللبناني على هامش المفاوضات الاميركية الإيرانية ووقف اطلاق النار في الجنوب، وكان الرد الإيراني، « هذا الموضوع يخص لبنان وحزب الله ولا علاقة لطهران لا من قريب أو من بعيد في هذا الملف»،كما بحث الاميركيون الملف اللبناني مع مسؤولين خليجيين،ونقلوا من خلالهم رسائل غير مباشرة مضمونها « ليسلم حزب الله و الشيعة سلاحهم ، ولياخذوا في المقابل ما يريدون وما يطلبون في الدولة اللبنانية اذا كان ذلك عامل اطمئنان لهم. وحسب المتابعين لهذا الملف، فان واشنطن تمارس سياسة» العصا والجزرة«بشان سلاح حزب الله،فالموفدة الاميركية اورتاغوس تمارس التهديد والوعيد، وفي الوقت نفسه، لم تتخل واشنطن عن قنواتها السرية لمعالجة ملف السلاح بالحوار عبر الدولة اللبنانية، لكنه لم يصل الى نتائج تذكر بعد ، ولن يتم البحث الجدي قبل وقف الاعتداءات الاسرائيلية وبالتالي ستاتي اورتاغوس وليس في جعبتها اي طروحات جديدة سوى اطلاق التهديدات وتكرار المواقف السابقة . وفي الخلاصة ، الاولوية لسورية حاليا وليس للبنان، وموضوع سلاح حزب الله سيدخل المساكنة مع استمرار الستاتيكو القائم الى ما بعد الانتخابات النيابية، وفي ضوء النتائج تحدد المسارات، وبالتالي فان الاولوية الاميركية هي لسورية والسلام مع اسرائيل ، واحمد الشرع امام احتمال فقط لاغير،والمهلة عير مفتوحة والمعادلة محددة بشهور عدة « السلام او التقسيم « وفي ضوء النتائج تحدد كل الملفات اللبنانية.

بريطانيا والولايات المتحدة: مساران متباينان في التعامل مع الإرث الاستعماري والانفتاح الدولي
بريطانيا والولايات المتحدة: مساران متباينان في التعامل مع الإرث الاستعماري والانفتاح الدولي

شبكة النبأ

timeمنذ 3 ساعات

  • شبكة النبأ

بريطانيا والولايات المتحدة: مساران متباينان في التعامل مع الإرث الاستعماري والانفتاح الدولي

بينما تخطو بريطانيا نحو التصالح مع الماضي وموازنة إرثها بالقانون الدولي كانت سياسات ترامب تجنح نحو الضم والاعترافات الانفرادية وضغوط سياسية احتلالية بلا أرضية قانونية ما أعاد مفاهيم كانت مدفونة في ملفات القرن الماضي، وهنا يتجلى الفرق: ان بريطانيا تقرأ التاريخ والولايات المتحدة – في عهد ترامب – كانت تعيد كتابته بالشطب... في ربيع عام 2025 شهدنا لحظة مفصلية حملت مفارقةً دوليةً لافتة: بريطانيا تسير نحو طيّ صفحة استعمارية قديمة، بينما الولايات المتحدة في ظل إرث إدارة ترامب تعمّق سياسات الضمّ والتملّك الأحادي. المملكة المتحدة: لقد أقرت المحكمة العليا البريطانية كإنصاف متأخر ومعالجة لترك الاستعمار صفقةً تسليم جزر شاغوس إلى دولة موريشيوس مع الإبقاء على قاعدة دييغو غارسيا العسكرية لمدة 99 عامًا مقابل 101 مليون جنيه إسترليني سنويًا . هذه الخطوة التي أتت بعد عقود من النزاع القانوني والدبلوماسي تُعد بحد ذاتها خطوة رمزية وقانونية كبرى، تُظهر تحولًا في التوجه البريطاني نحو معالجة تركات الإمبراطورية الاستعمارية القديمة. وعلى الرغم من أن القرار لم يُرضِ بعض دوائر الأمن البريطاني فإنَّ الحكومة رأت فيه ضرورة استراتيجية للحفاظ على العلاقات الدفاعية مع الولايات المتحدة، وفي ذات الوقت كسب الاحترام الدولي بتحقيق العدالة لموريشيوس، خاصة بعد أن اعتبرته محكمة العدل الدولية فصلًا غير قانوني عن أراضيها الأصلية. إنها لحظة رمزية تختصر مفهوماً متقدماً: أن تُراجع الدولة ماضيها بشجاعة وتُصحح مسارها طوعًا، لا قسرًا، وفي المقابل أنً إدارة ترامب تنتهج سياسات تصعيدية وأحادية في الضم والاحتلال في آنٍ واحد، وقد اتسمت بـ'النزعة التملكية' تجاه قضايا سيادية حساسة: ففي مارس 2019، أصدر ترامب إعلانًا يعترف فيه بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، في خرق مباشر لقرارات الأمم المتحدة والإجماع الدولي. وفي ديسمبر 2020، اعترف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، مقابل تطبيع العلاقات بين الرباط وتل أبيب، مثيرًا بذلك انتقادات واسعة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي. وداخليًا أصدر قرارات تقوّض صورة التعليم الأمريكي عالميًا كما في منعه جامعة هارفارد من استقبال الطلاب الأجانب مؤقتًا بدعوى ارتباطها بكيانات 'معادية لأمريكا' وهو ما يُظهر انكماشًا داخليًا مقلقًا حتى في أهم أدوات القوة الناعمة الأمريكية. ووجه المفارقة: أنّ بريطانيا – مع ماضيها الاستعماري الثقيل – تسعى اليوم إلى فتح أبواب جديدة للسياحة والتجارة والشراكات، بينما الولايات المتحدة في عهد ترامب كانت تُغلق الأبواب وتُعلن تبنّي سياسات الانغلاق والانعزال والتفرد بـ: 'أنا أولًا' ولو على حساب الدول والقوانين الدولية. خلاصة القول: بينما تخطو بريطانيا نحو التصالح مع الماضي وموازنة إرثها بالقانون الدولي كانت سياسات ترامب تجنح نحو الضم والاعترافات الانفرادية وضغوط سياسية احتلالية بلا أرضية قانونية ما أعاد مفاهيم كانت مدفونة في ملفات القرن الماضي. وهنا يتجلى الفرق: ان بريطانيا تقرأ التاريخ والولايات المتحدة – في عهد ترامب – كانت تعيد كتابته بالشطب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store