
حرس الثورة الإسلامية.. 46 عاما من الاقتدار والردع
تأسس في مثل هذا اليوم حرس الثورة الإسلامية في عام 1979 بأمر من قائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني (رض). وكان الهدف من تشكيل هذه المؤسسة حماية الثورة الإسلامية وإنجازاتها من التهديدات الداخلية والخارجية.
لعب حرس الثورة دورًا مهمًا في الحفاظ على أمن واستقرار البلاد عبر تاريخه، وكان له نشاط في مختلف المجالات العسكرية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية.
وفي عام 1985 وبأمر من الإمام الخميني (رض)، تم تشكيل القوات الثلاث للحرس، وبعد الدفاع المقدس، أضيفت قوات القدس والتعبئة إلى هذه الهيكلية، والتي تحولت في عهد قيادة اللواء جعفري إلى منظمة تعبئة المستضعفين.
خلال فترة الدفاع المقدس، لعبت القوات البرية لحرس الثورة دورًا محوريًا في مواجهة عدوان نظام صدام البعثي، وقدمت آلاف الشهداء والجرحى دفاعًا عن وحدة أراضي البلاد.
وتمكنت القوات البرية للحرس، بالاعتماد على القدرات المحلية، من تصميم وإنتاج مختلف أنواع المعدات العسكرية بما في ذلك الدبابات والمدرعات والمدفعية والصواريخ المضادة للدبابات والأسلحة الخفيفة والثقيلة.
كما قامت هذه القوات برفع قدراتها القتالية بشكل ملحوظ من خلال إجراء مناورات مختلفة وتدريب قواتها.
لعب حرس الثورة دورًا مهمًا في مكافحة الجماعات الإرهابية خاصة في مناطق الشمال الغربي والجنوب الشرقي للبلاد، وحقق الأمن للبلاد من خلال القضاء على العديد من هذه الجماعات.
إضافة إلى ذلك، اتخذت القوات البرية للحرس خطوة مهمة نحو تعزيز القدرة القتالية ومواجهة التهديدات من خلال تشكيل وحدات الطيران والطائرات المسيرة وإلحاق وحدات الصواريخ بهيكلها القتالي.
القوة البحرية لحرس الثورة مسؤولة عن حماية الحدود البحرية للبلاد ومواجهة التهديدات البحرية. وقد أصبحت هذه القوة في السنوات الأخيرة واحدة من أقوى القوات البحرية في المنطقة من خلال تطوير وتوطين المعدات العسكرية ورفع قدراتها القتالية.
وتمكنت القوات البحرية لحرس الثورة، بالاعتماد على القدرات المحلية، من تصميم وإنتاج مختلف أنواع الزوارق السريعة والقوارب الصاروخية والطوربيدات والألغام البحرية والصواريخ المضادة للسفن حيث تتولى منذ عام 2007 مسؤولية حماية الخليج الفارسي ومضيق هرمز عبر 5 مناطق بحرية.
كما لعبت القوة البحرية للحرس دورًا مهمًا في مكافحة القراصنة في منطقة خليج عدن وحماية السفن التجارية.
تطورت قدرات هذه القوة في تصميم وبناء الزوارق إلى حد أن لديها اليوم أسرع الزوارق العسكرية في العالم، بالإضافة إلى امتلاكها أول سفينة إيرانية لحمل الطائرات المسيرة، وتمكنت من تصميم وإنتاج سفن متطورة مثل سفن فئة "الشهيد سليماني".
تتولى القوة الجوفضائية لحرس الثورة مسؤولية حماية المجال الجوي للبلاد ومواجهة التهديدات الجوية والفضائية. وأصبحت هذه القوة واحدة من أقوى القوات الجوفضائية في المنطقة بامتلاكها أنظمة دفاع جوي متطورة و صواريخ باليستية وأقمار صناعية فضائية.
صاروخ "خيبرشكن" الذي لعب دورًا بارزًا في عمليات "وعد الصادق 1 و 2"
تمكنت القوة الجوفضائية لحرس الثورة، بالاعتماد على القدرات المحلية، من تصميم وإنتاج مختلف أنظمة الدفاع الجوي بما في ذلك أنظمة "3 خرداد" و"9 دي" و"مهران" وغيرها.
نظام الدفاع الجوي "3 خرداد"
رفعت القوة الجوفضائية للحرس قدرات الردع للبلاد من خلال إنتاج صواريخ باليستية ذات مديات مختلفة، ويمكن القول أن القوة الصاروخية أصبحت أحد الركائز الأساسية للردع والهيبة الدفاعية للبلاد.
أجرت هذه القوة في عام 2024 لأول مرة عمليتين صاروخيتين وباستخدام الطائرات المسيرة ضد الكيان الصهيوني، مما أثبت للعالم دقة وقوة صواريخ حرس الثورة.
الصواريخ الباليستية "خرمشهر" و"الحاج قاسم"
من أهم إنجازات حرس الثورو هو تحقيق الردع الصاروخي. وتمكن الحرس من خلال تطوير صواريخ باليستية مثل "شهاب" و"قدر" و"خرمشهر" و"الحاج قاسم" من ردع الأعداء عن مهاجمة إيران.
كما رفعت القوة الجوفضائية للحرس الثوري قدرات المراقبة والهجوم لإيران من خلال تصنيع طائرات مسيرة متطورة مثل "شاهد 129" و"شاهد 136" و"شاهد 147" و"شاهد 149" وغيرها.
أصبح هذا الأمر مهمًا لدرجة أن الحرس يعتبر اليوم القوة الصاروخية والطائرات المسيرة الأولى في المنطقة وإحدى القوى الصاروخية والطائرات المسيرة على مستوى العالم.
اتخذت القوة الجوفضائية للحرس خطوة مهمة في تطوير التكنولوجيا الفضائية للبلاد من خلال إطلاق الأقمار الصناعية "نور 1" و"نور 2" إلى الفضاء. كما مثل تصنيع الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية "قاصد" و"قائم" خطوة جديدة في مجال تصنيع حاملات الأقمار الصناعية في البلاد، مما أدى إلى تحقيق العديد من الإنجازات في المجال الفضائي للبلاد.
الصاروخ الحامل للأقمار الصناعية "قاصد" التابع لحرس الثورة
أما قوة القدس للحرس، كذراع عملياتي خارج الحدود، فقد لعبت دورًا أساسيًا في دعم جماعات المقاومة في المنطقة. ومن بين نجاحات هذه القوة المساعدة لحزب الله في حرب الـ 33 يومًا، ودعم المقاومة الفلسطينية، والتعاون مع القوات الشعبية في العراق وسوريا في محاربة داعش.
لعب حرس الثورة دورًا حاسمًا في القضاء على الجماعات الإرهابية مثل داعش. وساهم الوجود الاستشاري للحرس في العراق وسوريا في هزيمة داعش وتأمين حدود إيران.
إضافة إلى ذلك، تمكنت قوة القدس لحرس الثورة خلال أكثر من 20 عامًا من قيادة القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني، من تشكيل جبهة المقاومة في جميع أنحاء المنطقة ودعم جماعات المقاومة، مما ساهم في إفشال مخططات أميركا والكيان الصهيوني في المنطقة.
بعد فترة الدفاع المقدس، واجهت البلاد في مختلف المجالات التحتية عقوبات جائرة كان يجب تجاوزها. وفي هذا المجال أيضًا، استفاد حرس الثورة من الخبرات المكتسبة من الهندسة القتالية خلال الدفاع المقدس، وقام بتأسيس مقر خاتم الأنبياء (ص) للبناء والاعمار، وبدأ تدريجيًا في تلبية احتياجات البلاد في المجالات العمرانية والتحتية.
تطورت أعمال هذا المقر اليوم إلى حد أصبحت فيه أحد أركان التنمية والعمران في البلاد ومساعدة الحكومات.
كما أن تنفيذ أكثر من 30 مشروعًا وطنيًا واستراتيجيًا في مجالات الصناعة والطرق والتنمية الحضرية والطاقة والمياه والبحر في العام الماضي، والتخطيط لتنفيذ 95 مشروعًا جديدًا، يظهر الدور الفريد ل مقر خاتم الأنبياء (ص) في عمران إيران، ويمكن القول أن هذا المقر هو محرك التنمية في البلاد.
لعب حرس الثورة الإسلامية عبر تاريخه دورًا مهمًا في الحفاظ على أمن واستقرار البلاد ودعم المصالح الوطنية. وأصبحت هذه المؤسسة العسكرية واحدة من أقوى القوات العسكرية في المنطقة من خلال تطوير وتوطين المعدات العسكرية ورفع القدرات القتالية والوجود الفاعل في مختلف المجالات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اذاعة طهران العربية
منذ 5 أيام
- اذاعة طهران العربية
الحج في توجيهات الإمام الخميني (قدس سره)
كان يؤكد الإمام الخميني (رض) دائماً على الأبعاد السياسية والاجتماعية للحج، إلى جانب جوانبه الروحية والمعنوية، واعتبر هذا الفريضة فرصة فريدة للتضامن وصرخة البراءة من المشركين. وفيما يلي نقرأ بعض أقوال الإمام الخميني الراحل( رض) حول فلسفة الحج وأهميته: - "الرحلة، هي رحلة إلى الله، وليست رحلة إلى الدنيا، فلا تجعلوا هذه الرحلة رحلة التجارة." - "إن الحج الذي يكون بلا روح، بلا حركة، وبلا نهضة، و الحج بلا براءة، و الحج بلا وحدة، و الحج الذي لا يترتب عليه هدم الكفر والشرك ليس بحج." - منذ أن ولد الحج، لم يكن بعده السياسي أقل أهمية من بعده الديني. - إن الحج هو تنظيم وممارسة وبناء هذه الحياة التوحيدية. الحج منبر لعرض وقياس مواهب وقوة المسلمين المادية والمعنوية. - إن من أهداف فلسفة الحج، إيجاد التفاهم و تعزيز الأخوة بين المسلمين. - يجب على جميع المسلمين أن يسعوا لإحياء الحج و القرآن الكريم وإعادتهما إلى مسرح حياتهم. - أيها المذيعون! أيها الكتاب! شاركوا فيما بينكم القضايا الاجتماعية والسياسية في التجمعات الكبيرة، عرفات، المشعر ومنى، واطلبوا المساعدة من بعضكم البعض. - إن نداء البراءة من المشركين ليس خاصا بزمان معين، بل هو أمر وأبدي. - إن السعي بين الصفا والمروة فرصة للتعرف على الحبيب والتحرر من تعلقات الدنيا ومخاوف الحيوان.


ساحة التحرير
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- ساحة التحرير
البلطجة الأمريكية والملف النووي الإيراني !محمد سيد أحمد
البلطجة الأمريكية والملف النووي الإيراني !! بقلم / د. محمد سيد أحمد لا شك أن البلطجة الأمريكية ليست بجديدة خاصة مع هذا الحاكم الأمريكي المخبول الذي خبرناه في ولايته الأولى قبل أربع سنوات، ويعود اليوم في ولايته الجديدة ليثير القلق والتوتر حول العالم، ويحاول تنفيذ أجندة الإدارة الأمريكية بشكل فج، يبتعد كثيراً عن المتعارف عليه من فنون التفاوض والدبلوماسية في العلاقات الدولية، ففي الوقت الذي فتح فيه من جديد ملف البرنامج النووي الإيراني، ذلك الملف الذي أغلقه بنفسه في ٨ مايو ٢٠١٨، نجده ومع عودة المفاوضات التي انجزت حتى اليوم ثلاثة جولات بدأت الجولة الأولى في مسقط يوم السبت ١٢ أبريل، ثم الجولة الثانية في روما يوم السبت ١٩ أبريل، ثم الجولة الثالثة في مسقط يوم السبت الماضي ٢٦ أبريل، وقبل انعقاد الجولة الثالثة بيوم ورغم أن الجولتين الأولى والثانية أسفرتا عن نتائج ايجابية بناءً على التصريحات الصادرة من الطرفين، خرج علينا الرئيس الأمريكي المخبول ليكرر نفس الكلام الذي تلفظ به قبل بدء المفاوضات بثلاثة أيام ليقول 'أن الضربة العسكرية للمنشآت النووية الإيرانية خيار حقيقي إذا فشلت المفاوضات'، وبذلك تتحول المفاوضات الدبلوماسية إلى مفاوضات تحت تهديد السلاح، وبالطبع هذا النوع من المفاوضات لا يمكن أن يسفر عن اتفاق حقيقي، خاصة وأن رد الفعل الإيراني كان حاسماً وجاء على لسان وزير خارجيتها حيث أكد أنه 'لا يوجد أي خيار عسكري، وبالتأكيد لا يوجد حل عسكري، وأي اعتداء سيقابل برد فوري'، وبذلك تنشأ على هامش المفاوضات الدبلوماسية حرب كلامية تساعد على إفشالها، وقد تقودنا إلى الجحيم. وهنا لابد من التذكير بأن البرنامج النووي الإيراني أطلق في خمسينيات القرن العشرين بمساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية – التي كانت حليفة لإيران في ذلك الوقت – جزءً من برنامج 'الذرة من أجل السلام'، حيث شاركت الولايات المتحدة والحكومات الغربية في البرنامج النووي الإيراني إلى أن قامت الثورة الإسلامية الإيرانية عام ١٩٧٩ وأطاحت بشاه إيران، وبعد الثورة أمر الإمام الخميني بحل أبحاث الأسلحة النووية السرية للبرنامج، لكنه أعاد السماح بإجراء بحوث صغيرة النطاق في الطاقات النووية، وسمح بإعادة تشغيل البرنامج خلال الحرب الإيرانية – العراقية، وخضع البرنامج لتوسع كبير بعد وفاة الإمام الخميني في عام ١٩٨٩، وقد شمل البرنامج النووي الإيراني عدة مواقع بحث، اثنين من مناجم اليورانيوم ومفاعل أبحاث، ومرفق معالجة اليورانيوم التي تشمل محطات تخصيب اليورانيوم الثلاثة المعروفة، ويعتبر مفاعل بوشهر أول محطة للطاقة النووية في إيران، وقد أكتمل بمساعدة كبيرة قدمتها وكالة روسا توم الروسية الحكومية، وقد افتتح رسمياً في ١٢ سبتمبر ٢٠١١، ولم تكتفي إيران بذلك بل أعلنت عزمها على إنشاء مصنع جديد للطاقة النووية في دارخوين قدرته ٣٦٠ ميجاوات، هذا إلى جانب تصنيع محطات متوسطة الحجم لإنتاج الطاقة واستكشاف مناجم اليورانيوم في المستقبل، وفي نوفمبر ٢٠١١ انتقدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مجلس محافظي إيران، وأصدرت تقرير خلصت فيه إلى أن إيران على الأرجح قد أجرت البحوث والتجارب الرامية إلى تطوير قدرات الأسلحة النووية، ورفضت إيران تفاصيل التقرير واتهمت الوكالة الموالية للغرب بالتحيز، وهددت بخفض تعاونها مع الوكالة الدولية. وشكل البرنامج النووي الإيراني صداع مستمر في رأس الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، وبعد مفاوضات ماراثونية مع الدول الست الكبار ( الصين، روسيا، أمريكا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا)، توصلت في ٢ أبريل ٢٠١٥ لتسوية شاملة في مدينة لوزان السويسرية تضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، وإلغاء كل العقوبات على إيران بشكل تام، وصدر بيان مشترك يتضمن تفاهماً وحلولاً فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، واعتبرت طهران أن هذا الاتفاق قد وضع حداً لحلقة مفرغة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الرأسمالي، ووصفته واشنطن بالاتفاق التاريخي، حيث أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما 'أن الدبلوماسية هي الخيار الأفضل للتعامل مع طهران فيما يتعلق ببرنامجها النووي، فإذا احتالت إيران فإن العالم سيعلم، وإذا رأينا شيئاً مثيراً للريبة سنتحقق منه'، وخرج أوباما من البيت الأبيض وجاء من بعده المخبول ترامب، والذي بدأ في التربص بإيران من جديد، وأعاد فتح ملف البرنامج النووي الإيراني مجدداً، وفاجأ العالم في خطاب رسمي بالبيت الأبيض في ٨ مايو ٢٠١٨ بانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني بشكل منفرد، وجاء رد فعل حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية الأوروبيين في بيان مشترك صادر عن قادة (فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا)، أن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يؤيد الاتفاق النووي الإيراني مازال 'إطاراً قانونياً دولياً ملزماً لحل النزاع'، وهو ما يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية بانسحابها تقوم بانتهاك لقرارات مجلس الأمن، ولم تكتفي الولايات المتحدة الأمريكية بذلك بل عادت لفرض عقوبات اقتصادية جديدة على إيران، وفي عام ٢٠١٩ استأنفت إيران العمل في برنامجها النووي من جديد، وأسرعت الخطى، وعلى مدار فترة حكم الرئيس الأمريكي جو بايدن كان الملف النووي الإيراني من الموضوعات التي يثار الحديث بشأنها من وقت لآخر دون خطوات فاعلة من الطرف الأمريكي، ومع عودة المخبول ترامب وجدنا هذا الملف من بين أولوياته، واستجابت طهران للمفاوضات غير المباشرة، لكنها في المراحل الثلاث الماضية ترفض أساليب التهديد والضغط التي يمارسها بشكل فج الرئيس الأمريكي المخبول ترامب. وبالطبع يعد الملف النووي الإيراني أحد أهم الملفات على الساحة الإقليمية والدولية، وإنجاز اتفاق جديد بشأنه يعد خطوة هامة لتهدئة الأوضاع في المنطقة والعالم، لكن على الأمريكي ومن قبله الصهيوني، أن يدرك أن طريقة التفاوض في ظل الحرب الكلامية والتهديد بضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية لا يمكن أن تجدي، خاصة وأن إيران لديها مفاوض طويل النفس – إنه حاك السجاد – وصبور، هذا إلى جانب اعتياده على العمل تحت الضغط، فقد استطاعت إيران من تحقيق كل منجزاتها العلمية والتكنولوجية والعسكرية وهي في حالة حصار اقتصادي كامل منذ قيام الثورة الإسلامية الإيرانية في عام ١٩٧٩ وحتى اليوم، وما تحلم به أمريكا وإسرائيل من تفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني وتسليم صواريخها الباليستية، هو درب من دروب الخيال، والتهديد بالحرب في حالة عدم الوصول لاتفاق غير مجدي للضغط على إيران، خاصة وأن إيران تدرك بما لا يدع مجال للشك أن خضوعها للشروط الأمريكية والصهيونية حتماً سيكون مقدمة لضرب إيران وإنهاء وجودها من فوق خريطة الإقليم، فما تمتلكه إيران من ترسانة عسكرية متطورة في مقدمتها المنظومة الصاروخية الباليستية والطائرات المسيرة هي الضمانة الحقيقية لمنع أمريكا وإسرائيل من التفكير في توجيه ضربة عسكرية مباشرة لإيران، لأنهما يدركا بأن إيران قادرة على الرد والإيلام، فما تمتلكه إيران من صواريخ ومسيرات قادرة على الوصول لكل المصالح الأمريكية بالمنطقة وتدميرها، وكذلك ضرب إسرائيل وتدمير قدراتها العسكرية، فإيران ليست من السذاجة للخضوع للضغوط الأمريكية والصهيونية الصادرة من مخبولين ( ترامب، ونتنياهو)، وإذا ما تهور احدهما فسوف تشتعل النيران في المنطقة بأكملها، وستكون حرب عالمية مدمرة لكوكب الأرض، اللهم بلغت اللهم فاشهد. 2025-04-30 The post البلطجة الأمريكية والملف النووي الإيراني !محمد سيد أحمد first appeared on ساحة التحرير.


اذاعة طهران العربية
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- اذاعة طهران العربية
حرس الثورة الإسلامية.. 46 عاما من الاقتدار والردع
تأسس في مثل هذا اليوم حرس الثورة الإسلامية في عام 1979 بأمر من قائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني (رض). وكان الهدف من تشكيل هذه المؤسسة حماية الثورة الإسلامية وإنجازاتها من التهديدات الداخلية والخارجية. لعب حرس الثورة دورًا مهمًا في الحفاظ على أمن واستقرار البلاد عبر تاريخه، وكان له نشاط في مختلف المجالات العسكرية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية. وفي عام 1985 وبأمر من الإمام الخميني (رض)، تم تشكيل القوات الثلاث للحرس، وبعد الدفاع المقدس، أضيفت قوات القدس والتعبئة إلى هذه الهيكلية، والتي تحولت في عهد قيادة اللواء جعفري إلى منظمة تعبئة المستضعفين. خلال فترة الدفاع المقدس، لعبت القوات البرية لحرس الثورة دورًا محوريًا في مواجهة عدوان نظام صدام البعثي، وقدمت آلاف الشهداء والجرحى دفاعًا عن وحدة أراضي البلاد. وتمكنت القوات البرية للحرس، بالاعتماد على القدرات المحلية، من تصميم وإنتاج مختلف أنواع المعدات العسكرية بما في ذلك الدبابات والمدرعات والمدفعية والصواريخ المضادة للدبابات والأسلحة الخفيفة والثقيلة. كما قامت هذه القوات برفع قدراتها القتالية بشكل ملحوظ من خلال إجراء مناورات مختلفة وتدريب قواتها. لعب حرس الثورة دورًا مهمًا في مكافحة الجماعات الإرهابية خاصة في مناطق الشمال الغربي والجنوب الشرقي للبلاد، وحقق الأمن للبلاد من خلال القضاء على العديد من هذه الجماعات. إضافة إلى ذلك، اتخذت القوات البرية للحرس خطوة مهمة نحو تعزيز القدرة القتالية ومواجهة التهديدات من خلال تشكيل وحدات الطيران والطائرات المسيرة وإلحاق وحدات الصواريخ بهيكلها القتالي. القوة البحرية لحرس الثورة مسؤولة عن حماية الحدود البحرية للبلاد ومواجهة التهديدات البحرية. وقد أصبحت هذه القوة في السنوات الأخيرة واحدة من أقوى القوات البحرية في المنطقة من خلال تطوير وتوطين المعدات العسكرية ورفع قدراتها القتالية. وتمكنت القوات البحرية لحرس الثورة، بالاعتماد على القدرات المحلية، من تصميم وإنتاج مختلف أنواع الزوارق السريعة والقوارب الصاروخية والطوربيدات والألغام البحرية والصواريخ المضادة للسفن حيث تتولى منذ عام 2007 مسؤولية حماية الخليج الفارسي ومضيق هرمز عبر 5 مناطق بحرية. كما لعبت القوة البحرية للحرس دورًا مهمًا في مكافحة القراصنة في منطقة خليج عدن وحماية السفن التجارية. تطورت قدرات هذه القوة في تصميم وبناء الزوارق إلى حد أن لديها اليوم أسرع الزوارق العسكرية في العالم، بالإضافة إلى امتلاكها أول سفينة إيرانية لحمل الطائرات المسيرة، وتمكنت من تصميم وإنتاج سفن متطورة مثل سفن فئة "الشهيد سليماني". تتولى القوة الجوفضائية لحرس الثورة مسؤولية حماية المجال الجوي للبلاد ومواجهة التهديدات الجوية والفضائية. وأصبحت هذه القوة واحدة من أقوى القوات الجوفضائية في المنطقة بامتلاكها أنظمة دفاع جوي متطورة و صواريخ باليستية وأقمار صناعية فضائية. صاروخ "خيبرشكن" الذي لعب دورًا بارزًا في عمليات "وعد الصادق 1 و 2" تمكنت القوة الجوفضائية لحرس الثورة، بالاعتماد على القدرات المحلية، من تصميم وإنتاج مختلف أنظمة الدفاع الجوي بما في ذلك أنظمة "3 خرداد" و"9 دي" و"مهران" وغيرها. نظام الدفاع الجوي "3 خرداد" رفعت القوة الجوفضائية للحرس قدرات الردع للبلاد من خلال إنتاج صواريخ باليستية ذات مديات مختلفة، ويمكن القول أن القوة الصاروخية أصبحت أحد الركائز الأساسية للردع والهيبة الدفاعية للبلاد. أجرت هذه القوة في عام 2024 لأول مرة عمليتين صاروخيتين وباستخدام الطائرات المسيرة ضد الكيان الصهيوني، مما أثبت للعالم دقة وقوة صواريخ حرس الثورة. الصواريخ الباليستية "خرمشهر" و"الحاج قاسم" من أهم إنجازات حرس الثورو هو تحقيق الردع الصاروخي. وتمكن الحرس من خلال تطوير صواريخ باليستية مثل "شهاب" و"قدر" و"خرمشهر" و"الحاج قاسم" من ردع الأعداء عن مهاجمة إيران. كما رفعت القوة الجوفضائية للحرس الثوري قدرات المراقبة والهجوم لإيران من خلال تصنيع طائرات مسيرة متطورة مثل "شاهد 129" و"شاهد 136" و"شاهد 147" و"شاهد 149" وغيرها. أصبح هذا الأمر مهمًا لدرجة أن الحرس يعتبر اليوم القوة الصاروخية والطائرات المسيرة الأولى في المنطقة وإحدى القوى الصاروخية والطائرات المسيرة على مستوى العالم. اتخذت القوة الجوفضائية للحرس خطوة مهمة في تطوير التكنولوجيا الفضائية للبلاد من خلال إطلاق الأقمار الصناعية "نور 1" و"نور 2" إلى الفضاء. كما مثل تصنيع الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية "قاصد" و"قائم" خطوة جديدة في مجال تصنيع حاملات الأقمار الصناعية في البلاد، مما أدى إلى تحقيق العديد من الإنجازات في المجال الفضائي للبلاد. الصاروخ الحامل للأقمار الصناعية "قاصد" التابع لحرس الثورة أما قوة القدس للحرس، كذراع عملياتي خارج الحدود، فقد لعبت دورًا أساسيًا في دعم جماعات المقاومة في المنطقة. ومن بين نجاحات هذه القوة المساعدة لحزب الله في حرب الـ 33 يومًا، ودعم المقاومة الفلسطينية، والتعاون مع القوات الشعبية في العراق وسوريا في محاربة داعش. لعب حرس الثورة دورًا حاسمًا في القضاء على الجماعات الإرهابية مثل داعش. وساهم الوجود الاستشاري للحرس في العراق وسوريا في هزيمة داعش وتأمين حدود إيران. إضافة إلى ذلك، تمكنت قوة القدس لحرس الثورة خلال أكثر من 20 عامًا من قيادة القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني، من تشكيل جبهة المقاومة في جميع أنحاء المنطقة ودعم جماعات المقاومة، مما ساهم في إفشال مخططات أميركا والكيان الصهيوني في المنطقة. بعد فترة الدفاع المقدس، واجهت البلاد في مختلف المجالات التحتية عقوبات جائرة كان يجب تجاوزها. وفي هذا المجال أيضًا، استفاد حرس الثورة من الخبرات المكتسبة من الهندسة القتالية خلال الدفاع المقدس، وقام بتأسيس مقر خاتم الأنبياء (ص) للبناء والاعمار، وبدأ تدريجيًا في تلبية احتياجات البلاد في المجالات العمرانية والتحتية. تطورت أعمال هذا المقر اليوم إلى حد أصبحت فيه أحد أركان التنمية والعمران في البلاد ومساعدة الحكومات. كما أن تنفيذ أكثر من 30 مشروعًا وطنيًا واستراتيجيًا في مجالات الصناعة والطرق والتنمية الحضرية والطاقة والمياه والبحر في العام الماضي، والتخطيط لتنفيذ 95 مشروعًا جديدًا، يظهر الدور الفريد ل مقر خاتم الأنبياء (ص) في عمران إيران، ويمكن القول أن هذا المقر هو محرك التنمية في البلاد. لعب حرس الثورة الإسلامية عبر تاريخه دورًا مهمًا في الحفاظ على أمن واستقرار البلاد ودعم المصالح الوطنية. وأصبحت هذه المؤسسة العسكرية واحدة من أقوى القوات العسكرية في المنطقة من خلال تطوير وتوطين المعدات العسكرية ورفع القدرات القتالية والوجود الفاعل في مختلف المجالات.