
محمود محيى الدين: النظام المالى العالمى فى حاجة إلى إصلاحات جذرية لحل أزمة الديون
آليات معالجة الديون يجب أن تشمل الدول متوسطة الدخل، ومشاركة الدول المدينة ضروري لإيجاد وتنفيذ الحلول
تعزيز دور بنوك التنمية متعددة الأطراف ضروري لتخفيف أعباء الديون وتسريع وتيرة العمل التنموي
أكد الدكتور محمود محيي الدين المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة والمكلف من أمين عام الأمم المتحدة برئاسة فريق الخبراء رفيعي المستوى لتقديم حلول لأزمة الدين العالمي، أن النظام المالي العالمي يحتاج إلى إصلاحات جذرية تساهم في الحد من أزمة الديون وتفتح المجال أمام تسريع خطوات التنمية المستدامة.
جاء ذلك خلال كلمته في جلسة مؤتمر لجنة يوبيل الفاتيكان التي تم تشكيلها من جانب جامعة كولومبيا والأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية فى فبراير ٢٠٢٥ برئاسة جوزيف ستيجليتز الخبير الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد وعضوية عدد من الخبراء الاقتصاديين المرموقين ومن ضمنهم الدكتور محمود محيي الدين والذى انعقد اليوم فى روما لاطلاق تقرير اللجنة بشأن معالجة أزمات الديون والتنمية من أجل إيجاد الأسس التمويلية لاقتصاد عالمي مستدام وذلك قبيل انعقاد المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية المقرر انعقاده في إشبيلية نهاية الشهر الجاري.
شهد المؤتمر مشاركة جوزيف ستيجليتز، الخبير الاقتصادي المرموق، ومارتن جوزمان، وزير الاقتصاد الأرجنتيني السابق، وبراد سيتسر، زميل كبير بمجلس العلاقات الخارجية التابعة لوزارة الخزانة الأمريكية، وداودا سيملين، المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة "أفريكاكاتاليست"، وألفارو لاريو، رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد).
وشدد محيي الدين على أن أزمة الديون لم تعد حالة استثنائية، بل أصبحت عائقًا هيكليًا يعطل مسارات التنمية في الدول النامية، موضحًا أن نحو ٤٠٪ من سكان العالم يعيشون في دول تنفق على خدمة الدين أكثر مما تنفقه على خدمات الصحة، وأن أكثر من ربع البشرية يعيش في بلدان تخصص للتعليم نسبة أقل من ما تخصصه لسداد فوائد الديون.
وأشار إلى أن الأسباب الجذرية لهذه الأزمة تكمن في هشاشة الأنظمة المالية العامة في الدول النامية، وعدم عدالة النظام المالي العالمي القائم منذ الحرب العالمية الثانية، وغياب أدوات فعالة لمنع الأزمات أو إدارتها بعد وقوعها، فضلًا عن هيمنة المقرضين من القطاع الخاص الذين يرفضون تقاسم المخاطر.
وعرض الدكتور محمود محيي الدين أهداف مجموعة الخبراء التي يقودها، والتي تم تعيينها من قبل الأمين العام للأمم المتحدة في ديسمبر الماضي بهدف طرح حلول لأزمة الدين العالمي، قائلًا إن المجموعة تعمل على تطوير حلول سياسية واقعية لأزمة الديون عبر تعزيز الوصول إلى التمويل الميسر، وتحسين آليات استدامة الدين، وربط التدفقات المالية بأولويات التنمية العالمية، بما في ذلك التكيف المناخي والنمو الاقتصادي الشامل.
ومن أبرز الإصلاحات التي دعا إليها محيي الدين توسيع نطاق آليات معالجة الديون لتشمل الدول ذات الدخل المتوسط، وإعادة تفعيل تجميد خدمة الدين في حالات الصدمات الاقتصادية والصحية والمناخية، وتسريع عمليات إعادة هيكلة الديون عبر المفاوضات المتوازية، وضمان مشاركة الدائنين من الحكومات وبنوك التنمية متعددة الأطراف والقطاع الخاص من خلال إدراج "بنود العمل الجماعي" (CACs) ومبدأ "المعاملة بالمثل" (CoT)، كما دعا إلى زيادة موارد صناديق الدعم مثل صندوق تخفيف أعباء الديون وصندوق احتواء الكوارث، وتوسيع دور بنوك التنمية متعددة الأطراف، ودعم حقوق السحب الخاصة وإعادة توجيهها بما يساعد في تمويل التنمية والعمل المناخي، ودعم وتعميم أدوات التمويل المناخي مثل مقايضة الديون مقابل الطبيعة وسندات المناخ.
كما شدد محيي الدين على أهمية التعاون بين الدول المدينة، وتوسيع نطاق مشاركة هذه الدول في طرح وتنفيذ حلول الدين، مع ضرورة التركيز على هذه الإصلاحات والعمل على تنفيذها عبر الفعاليات والمؤتمرات الدولية الكبرى القادمة وفي مقدمتها مؤتمر تمويل التنمية المرتقب في الفترة من ٣٠ يونيو إلى ٣ يوليو، ومؤتمر المناخ COP30 في البرازيل في نوفمبر، وقمة مجموعة العشرين (G20) التي ستستضيفها جنوب أفريقيا في نوفمبر المقبل، إلى جانب تعزيز التنسيق بين المبادرات الفاعلة مثل مبادرة الفاتيكان ومبادرة بريدجتاون لضمان استمرار زخم الإصلاحات.
واختتم محيي الدين مشاركته بالتأكيد على أن الوقت قد حان لإعادة بناء النظام المالي العالمي على أسس أكثر عدالة وشفافية، بما يتيح تمويلًا ميسرًا للتنمية المستدامة ويمنع تكرار أزمات الديون في المستقبل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاقباط اليوم
منذ 39 دقائق
- الاقباط اليوم
ترامب عن سد النهضة: بُني بتمويل غبي من الولايات المتحدة
وكالات قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه واثق من أنه لن يحصل على جائزة نوبل للسلام رغم جهوده في إنهاء العديد من النزاعات المسلحة والصراعات حول العالم، بما في ذلك "الحفاظ على السلام بين مصر وإثيوبيا نتيجة "سد ضخم بنته إثيوبيا بتمويل غبي من الولايات المتحدة الأميركية، يقلل بشكل كبير من تدفق المياه إلى نهر النيل". وكتب ترامب في منشور على حسابه بمنصة "تروث سوشيال" التي يمتلكها: "لن أحصل على جائزة نوبل للسلام مقابل هذا، ولن أحصل على جائزة نوبل للسلام مقابل إنهاء الحرب بين الهند وباكستان، ولن أحصل عليها مقابل إنهاء الحرب بين صربيا وكوسوفو، ولن أحصل عليها مقابل الحفاظ على السلام بين مصر وإثيوبيا (سد ضخم بنته إثيوبيا بتمويل غبي من الولايات المتحدة الأميركية، يقلل بشكل كبير من تدفق المياه إلى نهر النيل)، ولن أحصل على جائزة نوبل للسلام مقابل اتفاقيات أبراهام في الشرق الأوسط، التي، إذا سارت الأمور على ما يرام، ستشهد انضمام المزيد من الدول، وستوحد الشرق الأوسط لأول مرة منذ الدهور". وأكد ترامب: "لا، لن أحصل على جائزة نوبل للسلام مهما فعلت، بما في ذلك ما يتعلق بروسيا وأوكرانيا، أو إسرائيل وإيران، أيًا تكن نتائج تلك الملفات، لكن الناس يعرفون، وهذا كل ما يهمني". إلى جانب ذلك، أعلن الرئيس الأمريكي، نجاح إدارته في إبرام اتفاق سلام بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وأوضح ترامب في ذات المنشور: "أنا سعيد للغاية أن أبلغكم أنني، بالتعاون مع وزير الخارجية ماركو روبيو، رتّبت معاهدة رائعة بين جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية رواندا، في حربهما التي اشتهرت بإراقة الدماء والعنف والموت، بل وأكثر دموية من معظم الحروب الأخرى، والتي استمرت لعقود". وأضاف ترامب: "سيكون ممثلو رواندا والكونغو في واشنطن يوم الاثنين لتوقيع الوثائق. إنه يوم عظيم لأفريقيا، وبصراحة، يوم عظيم للعالم".


نافذة على العالم
منذ ساعة واحدة
- نافذة على العالم
أخبار العالم : عبدالله بلحيف: 90% من البنية التحتية العالمية مهدرة
السبت 21 يونيو 2025 02:20 صباحاً نافذة على العالم - ألقى الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، الكلمة الافتتاحية لمؤتمر التشييد 360 لقطاع الهندسة الميكانيكية والكهربائية والسباكة (BUILD360 MEP 2025)، والتي جاءت شاملة في رؤيتها ومعمقة في تحليلها، حيث أكد في مستهلها سعادته بالمشاركة في فعالية تفتح آفاقاً جديدة أمام العاملين في قطاعات الهندسة والاستدامة والإعلام، مشيراً إلى أن هذا الحضور النوعي يجسد روح التعاون والمسؤولية تجاه مستقبل المدن والبيئة. جاء ذلك خلال انعقاد مؤتمر التشييد 360 لقطاع الهندسة الميكانيكية والكهربائية والسباكة (BUILD360 MEP 2025) في دبي، تحت شعار «مؤتمر بيلد 360 لأنظمة الميكانيكا والكهرباء والسباكة»، بتنظيم من منصة MEP الشرق الأوسط التابعة لمجموعة ITP الإعلامية، وذلك في فندق الريتز كارلتون بمدينة دبي، صباح أمس الأول، وسط حضور رفيع المستوى من صُنّاع القرار والخبراء والمتخصصين في مجالات الهندسة والبنية التحتية والتقنيات المستدامة. ويعد المؤتمر منصة متقدمة لمناقشة أحدث الاتجاهات والابتكارات المستقبلية في القطاع، ضمن رؤية شاملة تستشرف ملامح التحول نحو الاستدامة، والابتكار في البناء، وتخطيط المدن الذكية. وأشار الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي إلى أن مشاركاته السابقة كانت تركز غالباً على التغير المناخي وتأثيراته العالمية، إلا أن حديثه في هذا المؤتمر تناول جانباً مختلفاً لا يقل أهمية، وهو فاعلية الحوكمة في التخطيط الحضري. وبيّن أن التخطيط الحضري لا يقتصر على توزيع الأراضي أو إقامة المباني، بل يشمل منظومة متكاملة من عناصر الهندسة، والبنية التحتية، والإسكان، والاستدامة، والإدارة الحكومية، مؤكداً أن وجود حكومات ذات رؤية واستراتيجية طويلة الأمد، يمكن أن يمنح المهندسين والمخططين الثقة في أن جهودهم اليوم ستصمد أمام تحديات الغد. ونوّه الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي إلى قضية محورية، قائلاً إن العالم اليوم يعاني هدراً كبيراً في البنية التحتية يصل إلى 90%، وهي نسبة مذهلة تعكس حاجة ملحة إلى مراجعة شاملة لآليات التخطيط والتنفيذ، مضيفاً: إذا كان كل شيء تقريباً يُهدر، فإننا مطالبون بأن نعيد التفكير جذرياً في كيفية تصميم وتنفيذ مشاريعنا العمرانية، بما يحقق الكفاءة والمرونة والاستدامة. واستعرض النعيمي خمسة معايير وتحديات أساسية تواجه دول الجنوب العالمي، خاصة في ظل تسارع التغير المناخي وتزايد الأزمات الحضرية، مبيناً أن هذه الدول تواجه مشاكل متراكمة تتعلق بالتخطيط والنمو السكاني العشوائي. وأوضح أن النمو السكاني المتسارع أدى إلى نشوء مدن مكتظة، مشيراً إلى أن الخلل ليس في الأعداد فقط، بل في غياب التخطيط الهندسي الصحيح منذ قرون، واستشهد بتقارير صادرة عن الأمم المتحدة تؤكد أن أكثر من 75% من سكان العالم الحضري يعيشون في مناطق مزدحمة تفتقر إلى البنية التحتية المنظمة. كما أشار إلى أزمة المستوطنات العشوائية، لافتاً إلى أن أكثر من مليار إنسان حول العالم يعيشون في مساكن غير آمنة وغير صحية، وهو رقم يعكس خللاً عميقاً في نظم الإسكان والتوزيع الحضري. وأكد الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي أن الاستدامة لم تعد خياراً بل أصبحت مسؤولية، داعياً إلى تبنّي نهج شامل في السياسات الحكومية، وتحفيز التعاون الإقليمي والدولي، وتفعيل الابتكار في التصميم والتشييد لتحقيق مرونة مناخية حقيقية، وضمان مستقبل حضري آمن ومنصف للجميع.


نافذة على العالم
منذ ساعة واحدة
- نافذة على العالم
أخبار العالم : علاقة صدام حسين والقذافي.. تحليل صورة "نصف ممزقة" لخامنئي بغلاف مجلة تايم الأمريكية يشعل ضجة
السبت 21 يونيو 2025 07:10 صباحاً نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أشعل غلاف مجلة تايم الأمريكية الصادر قبل أيام قليلة، ضجة واسعة بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية، بعد اخيار صورة نصف ممزقة للمرشد الأعلى بإيران، علي خامنئي. This is a Twitter Status وأشعل غلاف المجلة تكهنات وألهب نظريات مؤامرة وسط تداول أغلفة سابقة للمجلة ذاتها بصور نصف ممزقة أو نصف مكتملة للرئيسين العراقي، صدام حسين والليبي، معمر القذافي وما كان مصيرهما، مع إبراز ما يتم تداوله حاليا عن احتمالية اغتيال المرشد الأعلى بإيران الذي أعتبره الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب "هدفا سهلا". This is a Twitter Status وجاء الرد الغيراني عبر البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في تدوينة على صفحتها بمنصة إكس (تويتر سابقا)، الأربعاء: "لم يطلب أي مسؤول إيراني قط التذلل على أبواب البيت الأبيض. الأمر الأكثر دناءة من أكاذيبه هو تهديده الجبان بـ'القضاء' على المرشد الأعلى لإيران.. إيران لا تتفاوض تحت الإكراه، ولن تقبل السلام تحت الإكراه، وبالتأكيد ليس مع من كان يُشعل الحروب ويتمسك بالأهمية.. سترد إيران على أي تهديد بتهديد مضاد، وعلى أي إجراء بإجراءات مماثلة". This is a Twitter Status وكان ترامب قد قال في تدوينة سابقة على صفحته بمنصة "تروث سوشال" ملوحا بتهديداته: "لدينا الآن سيطرة كاملة وشاملة على سماء إيران. كانت إيران تمتلك أجهزة تتبع جوية جيدة ومعدات دفاعية أخرى، بل ووفرة منها، لكنها لا تُقارن بالمعدات الأمريكية الصنع والمصممة والمُصنّعة. لا أحد يُتقنها أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية". This is a Twitter Status وتابع: "نعرف تمامًا مكان اختباء ما يُسمى 'المرشد الأعلى'.. إنه هدف سهل، ولكنه آمن هناك - لن نقضي عليه (نقتله!)، على الأقل ليس في الوقت الحالي.. لا نريد إطلاق صواريخ على المدنيين أو الجنود الأمريكيين.. صبرنا ينفد.. شكرًا لاهتمامكم بهذا الأمر!".