
حرب «عاجل» والغبراء
كلما تحدث رجل مَعنيّ بالحرب الإيرانية الإسرائيلية، زاد المسألة غموضاً وتعقيداً. هل الغموض مقصود للتهدئة أو لأن لا بديل عنه، أو لخداع العدو، أو أنه، بكل بساطة، لكسب الوقت في انتظار الخطوة التالية؟
أكثر الناس غموضاً، كان الرئيس دونالد ترمب، الذي أوحى بأن إيران على وشك الاستسلام. وزاد من هذا الانطباع تصريح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، بأن بلاده لا تريد بناء قوة نووية. وظل ترمب يكرر الكلام نفسه، مشدداً على دعم إسرائيل، ومؤكداً في الوقت نفسه، عدم انخراط، أو تورط، أميركا في الحرب، تخوفاً من ضربة إيرانية على قواعد الخليج، ما يعني توسع الانفجار، وربما الحرب.
ارتفعت نسبة الغموض والمخاطر والاحتمالات عندما ارتفعت نسبة ونوعية القتال. ونقلت إسرائيل الحرب من تبريز إلى سماء طهران. أي، المواقع النووية، والعاصمة المدنية معاً. وكل تصعيد يلحقه تصعيد خطر وأكثر دموية.
في إزاء التصعيد، كان ترمب يكرر ساعة بعد أخرى، أن إيران أصبحت أقرب إلى التخلي عن الخيار النووي. هبَّة باردة، هبَّة ساخنة. وقد انعكس ذلك على أدق الموازين، وهو ميزان النفط: تصريح يرفعه، ثم كلام للرئيس الأميركي يخفضه على الفور.
تحولت استوديوهات القنوات التلفزيونية إلى أجنحة طوارئ. وانضمت إليها الصحافة المكتوبة التي أصبحت لديها قنواتها أيضاً. تغيرت قواعد السباق تماماً، وأصبح مذيع، أو مذيعة، النشرة، هو الوجه الذي يأسر ملايين المشاهدين. وللمناسبة، فإن أكثرية «الأنكرز»، كما يعرفون في لغتهم، يتمتعون بقدرة مذهلة على إدارة الأخبار المتسارعة، واستضافة المحللين، والانتقال من موضوع إلى آخر في سهولة مدهشة، تكاد لدى بعضهم تسبق سرعة الصوت!
من العبث أن نحاول اللحاق بسرعة التلفزيون حتى كمشاهدين عاديين؛ لذلك، ليس لنا سوى العثور على الهوامش، بينما تمر المنطقة والعالم، تحت جسور الكوابيس الأكثر رعباً، واحداً بعد الآخر. إنها حرب صواريخ باليستية سيبرالية فرط صوتية (مهما كان ذلك يعني)، ومعاذ الله من «العاجل» التالي.
نقلا عن الشرق الأوسط
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الصحراء
منذ 4 ساعات
- الصحراء
بنك موريتانيا الدولي يعزي في عضو مجلس إدارته محمد بارو
قدم بنك موريتانيا الدولي "خالص التعازي" لأسرة عضو مجلس إدارته الوزير السابق محمد بارو الذي توفي صباح اليوم الأربعاء. ووصف البنك الراحل بأنه "أحد رجالات الوطن الأوفياء، ومن جيل الآباء الذين خدموا موريتانيا خدمة جليلة، وأسهموا في بناء مؤسساتها ووضع أسس نهضتها". وفيما يلي نص التعزية: "ببالغ الحزن والأسى، يتقدم مجلس إدارة بنك موريتانيا الدولي وإدارته العامة بخالص التعازي وصادق المواساة إلى زميلنا العزيز الأخ محمد بارو، عضو مجلس الإدارة، وكافة أفراد الأسرة الكريمة، إثر وفاة المغفور له بإذن الله الوزير السابق بارو عبدولاي، أحد رجالات الوطن الأوفياء، ومن جيل الآباء الذين خدموا موريتانيا خدمة جليلة، وأسهموا في بناء مؤسساتها ووضع أسس نهضتها. نسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه جميل الصبر وحسن العزاء. إنا لله وإنا إليه راجعون".


الصحراء
منذ 4 ساعات
- الصحراء
حرب «عاجل» والغبراء
كلما تحدث رجل مَعنيّ بالحرب الإيرانية الإسرائيلية، زاد المسألة غموضاً وتعقيداً. هل الغموض مقصود للتهدئة أو لأن لا بديل عنه، أو لخداع العدو، أو أنه، بكل بساطة، لكسب الوقت في انتظار الخطوة التالية؟ أكثر الناس غموضاً، كان الرئيس دونالد ترمب، الذي أوحى بأن إيران على وشك الاستسلام. وزاد من هذا الانطباع تصريح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، بأن بلاده لا تريد بناء قوة نووية. وظل ترمب يكرر الكلام نفسه، مشدداً على دعم إسرائيل، ومؤكداً في الوقت نفسه، عدم انخراط، أو تورط، أميركا في الحرب، تخوفاً من ضربة إيرانية على قواعد الخليج، ما يعني توسع الانفجار، وربما الحرب. ارتفعت نسبة الغموض والمخاطر والاحتمالات عندما ارتفعت نسبة ونوعية القتال. ونقلت إسرائيل الحرب من تبريز إلى سماء طهران. أي، المواقع النووية، والعاصمة المدنية معاً. وكل تصعيد يلحقه تصعيد خطر وأكثر دموية. في إزاء التصعيد، كان ترمب يكرر ساعة بعد أخرى، أن إيران أصبحت أقرب إلى التخلي عن الخيار النووي. هبَّة باردة، هبَّة ساخنة. وقد انعكس ذلك على أدق الموازين، وهو ميزان النفط: تصريح يرفعه، ثم كلام للرئيس الأميركي يخفضه على الفور. تحولت استوديوهات القنوات التلفزيونية إلى أجنحة طوارئ. وانضمت إليها الصحافة المكتوبة التي أصبحت لديها قنواتها أيضاً. تغيرت قواعد السباق تماماً، وأصبح مذيع، أو مذيعة، النشرة، هو الوجه الذي يأسر ملايين المشاهدين. وللمناسبة، فإن أكثرية «الأنكرز»، كما يعرفون في لغتهم، يتمتعون بقدرة مذهلة على إدارة الأخبار المتسارعة، واستضافة المحللين، والانتقال من موضوع إلى آخر في سهولة مدهشة، تكاد لدى بعضهم تسبق سرعة الصوت! من العبث أن نحاول اللحاق بسرعة التلفزيون حتى كمشاهدين عاديين؛ لذلك، ليس لنا سوى العثور على الهوامش، بينما تمر المنطقة والعالم، تحت جسور الكوابيس الأكثر رعباً، واحداً بعد الآخر. إنها حرب صواريخ باليستية سيبرالية فرط صوتية (مهما كان ذلك يعني)، ومعاذ الله من «العاجل» التالي. نقلا عن الشرق الأوسط


صحراء ميديا
منذ يوم واحد
- صحراء ميديا
بيان من أسرة ولد بوشرايه رداً على ولد باها بعد تصريحات على صحراء 24 صحراء ميديا
تابعت أسرة المرحوم احميده ولد بوشرايه – رحمه الله – بكثير من الأسى والاستغراب، التصريحات المجانبة للحقيقة التي وردت على لسان السيد الشيخ ولد باها، في مقابلته الأخيرة على قناة 'صحراء 24″، والتي تعرّض فيها بشكل صريح ومباشر، لاسم فقيد الوطن والعائلة، رجل الأعمال المعروف احميده ولد بوشرايه، عبر سردٍ مشوَّه ومضلل لحيثياتٍ يعلم القاصي والداني أنها لا تمتّ للحقيقة بصلة.وحرصًا على توضيح موقف الأسرة، وإظهار الحقيقة للرأي العام الوطني، فإننا نُصدر هذا البيان لتكذيب ما ورد جملةً وتفصيلًا على لسان الشيخ ولد باها، ونضع أمام الجميع النقاط التالية:أولًا: تزوير للتاريخ وتجني على المظلومما ورد في المقابلة من نفي لكون المرحوم احميده ولد بوشرايه رجل أعمال أو مالكًا لأسطول بحري، يمثل تزويرًا فاضحًا لحقائق موثقة يعرفها القطاع الاقتصادي في البلاد جيدًا، وتشهد عليها أرشيفات المؤسسات والبنوك والجهات البحرية الوطنية والدولية.المرحوم احميده لم يكن مجرد 'وسيط' أو 'موظف عمولة'، كما حاول ولد باها تصويره، بل كان من أبرز رجال الأعمال الوطنيين في قطاع الصيد، وصاحب شبكة علاقات اقتصادية واسعة مكّنته من تشغيل عشرات السفن، وتوظيف مئات المواطنين، والمساهمة الفعلية في ازدهار الاقتصاد الوطني خلال عقد الثمانينات.ثانيًا: تناقضات تكشف النواياالسيد الشيخ ولد باها قدّم نفسه، في ذات المقابلة، كمحامٍ للمرحوم احميده، ثم عاد ليُقر بأنه كان في الوقت ذاته مكلّفًا من الدولة بتصفية ملف السفن لصالح جهات رسمية. وهذا التناقض الصارخ لا يمكن تفسيره إلا بكونه اعترافًا غير مباشر بتضارب المصالح، إن لم نقل التواطؤ، في ملف ظلّ لعقود موضع ظلم واضح ضد الفقيد.كيف لشخص أن يكون محاميًا لطرف، ومفاوضًا لصالح خصمه في الوقت ذاته؟ وأي منطق يُجيز لمن اختير للدفاع أن يتحول إلى أداة تنفيذ لتجريده من ممتلكاته؟!ثالثًا: الحملة على رجل رحل مظلومًانذكّر الجميع بأن المرحوم احميده دخل السجن وهو من أكبر رجال الأعمال في البلاد، وخرج منه مفلسًا لا يملك سوى ما يستر جسده، كما قال بنفسه في مقابلة منشورة بتاريخ 4 أغسطس 2002.وما زادنا ألمًا، أن يخرج من كان يومًا موضع ثقة الفقيد، ليبني على ما تبقى من ظلمه روايةً مغلوطة تهدف – في ظاهرها – إلى التبرير، وفي باطنها إلى تصفية الحسابات، حتى بعد وفاته.رابعًا: من يدافع عن الفقيد لا يشهر بأبنائهكان الأحرى بمن احترف القانون والدبلوماسية، أن يتحلّى بقدر من المسؤولية واللباقة تجاه من انتقل إلى جوار ربه، لا أن يعيد إنتاج روايات مغلوطة، تمسّ كرامة الفقيد وسمعته، وتستخف بمأساته التي عايشها الجميع، وشهدت عليها محاضر رسمية وشهادات أركان الدولة آنذاك.خامسًا: نحتفظ بحق الرد القانونيتؤكد أسرة المرحوم احميده ولد بوشرايه أنها تحتفظ بكامل حقها القانوني في مقاضاة كل من تعمّد الإساءة إلى الفقيد أو التشهير بذكراه أو تزوير سيرته، سواء من خلال مقابلات إعلامية أو منشورات مكتوبة، ونعتبر أن ما ورد في تلك المقابلة يشكل إساءة صريحة لحرمة الميت وتشويهًا متعمدًا للتاريخ.ختامًا:نناشد الجهات الإعلامية تحرّي الدقة والموضوعية في تناول القضايا التي تمسّ سمعة الأفراد، خاصة من قضى نحبه بعد أن ظُلم حيًا، ولا يليق أن يُعاد ظلمه ميتًا، ونطلب من قناة 'صحراء 24' إتاحة حق الرد الكامل للأسرة في إطار من الإنصاف والاحترام.حرر في نواكشوط، بتاريخ 15 يونيو 2025 عن أسرة المرحوم احميده ولد بوشرايه السابق اتفاق موريتاني لتكوين مئات الشباب على الخدمة المدنية