logo
كرم الجمل.. شاب فلسطيني ضحية جديدة لتجويع غزة- (صور)

كرم الجمل.. شاب فلسطيني ضحية جديدة لتجويع غزة- (صور)

القدس العربي ٣١-٠٧-٢٠٢٥
غزة: توفي الشاب الفلسطيني كرم خالد الجمل في قطاع غزة، نتيجة مضاعفات سوء التغذية الناجمة عن سياسة التجويع الإسرائيلية، بعد عجز عائلته عن توفير نظامه الغذائي العلاجي وسط المجاعة المتفاقمة.
عاجل | وفاة الشاب كرم خالد الجمل في غزة جراء مضاعفات سوء التغذية الناجمة عن سياسة التجويع الإسرائيلية pic.twitter.com/KeRzfi3bdj
— عاجل | TRT عربي (@TRTArabiNow) July 31, 2025
وقال مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى وسط غزة إن الجمل أُدخل إلى المستشفى في حالة حرجة بعد معاناته من تدهور حاد في سوء التغذية.
وأشار إلى أن الجمل (26 عاما) كان بحاجة إلى رعاية غذائية خاصة لم تكن متوفرة في ظل الأزمة الحالية بقطاع غزة.
كرم، الذي كان يُعاني منذ طفولته من ضمور عضلي وشلل شبه نصفي، نزح مع عائلته من مدينة رفح جنوبي غزة إلى مخيم النصيرات وسط القطاع، بعد اشتداد القصف الإسرائيلي على مناطقهم.
هناك، بدأت معاناته تتفاقم بصمت، بعيدا عن صخب الحرب.
فقد كان بحاجة إلى نظام غذائي خاص قائم على الفواكه المطحونة، جراء وضعه الصحي الذي جعل جسده غير قادر على هضم الطعام بصورته الطبيعية.
#متابعة | نتيجة الجوع وسوء التغذية بقطاع غزة.. استشهاد الشاب كرم خالد الجمل pic.twitter.com/oY9kuBO3H6
— شبكة فلسطين للحوار (@paldf) July 31, 2025
وعن معاناته، قال عمه محمد الجمل: 'كرم عاش 26 سنة على نظام غذائي خاص يعتمد على الفواكه المطحونة، وكنا نوفر له كل شيء رغم مرضه، وكان بصحة مستقرة. لكن بعد النزوح والمجاعة، لم نعد قادرين على تأمين حتى أبسط احتياجاته الغذائية'.
وأضاف: 'كل شيء اختفى.. لا فواكه، لا كهرباء لتشغيل الخلاط، لا طعام يمكنه هضمه. اضطررنا لتغيير نظامه الغذائي، فبدأ جسده ينهار يوما بعد يوم. شاهدناه يتألم أمام أعيننا ونحن عاجزون'.
نقل كرم بداية إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط القطاع، ثم حول إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، حيث فارق الحياة بعد أيام من المعاناة، وسط نقص حاد في الإمكانيات والأدوية والمغذيات العلاجية.
وفاة كرم ليست حالة معزولة
وفق ما أفادت به وزارة الصحة في غزة أمس الأربعاء، ارتفع عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية إلى 154 فلسطينيا، بينهم 89 طفلا، منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وتشير التقديرات إلى أن مئات الحالات الأخرى مهددة بالمصير ذاته في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي.
والأسبوع الماضي، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن 'ثلث سكان غزة لم يأكلوا منذ عدة أيام'، واصفا الوضع الإنساني في القطاع بـ'غير المسبوق في مستويات الجوع واليأس'.
وعلى الرغم من تكدس شاحنات المساعدات على مداخل غزة، تواصل إسرائيل منع دخولها أو التحكم في توزيعها خارج إشراف الأمم المتحدة.
وفي كثير من الحالات، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على المدنيين المتجمعين للحصول على الغذاء، ما أدى إلى استشهاد ألف و330 فلسطينيا وجرح أكثر من 8 آلاف و818 آخرين منذ 27 مايو/ أيار الماضي، وفق وزارة الصحة في القطاع اليوم الخميس.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 207 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
(الأناضول)
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تفشي الكوليرا في اليمن: أكثر من 60 ألف إصابة منذ مطلع العام
تفشي الكوليرا في اليمن: أكثر من 60 ألف إصابة منذ مطلع العام

العربي الجديد

timeمنذ 15 ساعات

  • العربي الجديد

تفشي الكوليرا في اليمن: أكثر من 60 ألف إصابة منذ مطلع العام

يواصل مرض الكوليرا تفشّيه في مختلف محافظات اليمن وسط ضعف جهود المكافحة من قبل السلطات الصحية الوطنية، مع توقع بتسجيل المزيد من الحالات خلال الأشهر المقبلة مع بدء موسم الأمطار، التي من المتوقع أن تؤدي إلى تدهور البنية التحتية لخدمات الصرف الصحي، وإعاقة قدرة عمّال الإغاثة على الوصول إلى المناطق المتضرّرة، ما قد يزيد الوضع سوءاً. ويسجّل اليمن ثاني أعلى معدل في حالات الإصابة بالكوليرا في إقليم شرق المتوسط بعد أفغانستان، تليهما السودان وباكستان والصومال، بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية في 17 يونيو/ حزيران 2025. ووفق التقرير ذاته، فإنّ اليمن يُعدّ خامس أكبر دولة في تفشّي مرض الكوليرا على مستوى العالم، بعد كلّ من جنوب السودان وأفغانستان والكونغو الديمقراطية وأنغولا. وبحسب إحصائية رسمية أعدّتها وزارة الصحة في الحكومة المُعترف بها دوليّاً، وحصل عليها "العربي الجديد"، فقد بلغ عدد حالات الإصابة المؤكدة بالكوليرا في المحافظات المحرّرة 9,589 حالة، بينما بلغ عدد الوفيات نتيجة المرض 54 حالة وفاة، وذلك خلال الفترة الممتدة من 1 يناير/ كانون الثاني حتى 16 أغسطس/ آب 2025. وفي تقرير مشترك، كشفت مجموعة الصحة ومنظمة الصحة العالمية أن مناطق عدّة تحت سيطرة جماعة الحوثيين سجّلت أكثر من 71 ألف إصابة بالكوليرا والحصبة وحمّى الضنك والسعال الديكي والدفتيريا منذ مطلع العام، حيث أشار التقرير إلى أنّ حالات الإصابة بمرض الكوليرا بلغت 38,120 حالة، بينها 105 وفيات مرتبطة بالمرض، وسُجّل أعلى عدد منها في محافظات حجة وصنعاء وعمران والحديدة. وكانت أكثر المديريات تضرّراً بالمرض مدينة حجة، وبني الحارث في ريف صنعاء، ومدينة ذمار، وذلك خلال الفترة من مطلع العام حتى 14 يوليو/ تموز الماضي. صحة التحديثات الحية 35 ألف حالة كوليرا في 19 دولة منها السودان واليمن والصومال وكشفت منظمة الصحة العالمية عن تفشٍّ واسعٍ لمرض الكوليرا في اليمن، مع تسجيل ما يقارب 61 ألف حالة إصابة وأكثر من 160 حالة وفاة منذ بداية العام الجاري. وقالت المسؤولة التقنية في المنظمة لشؤون الكوليرا، كاثرين ألبيرتي، خلال مؤتمر صحافي عُقد أمس الجمعة في مقرّ الأمم المتحدة بجنيف، إنّ عدد حالات الإصابة بالكوليرا المُبلغ عنها في اليمن خلال عام 2025، بلغت أكثر من 60,794 حالة، بينها 164 وفاة مرتبطة بالمرض. وأضافت ألبيرتي أنّ التفشّي الواسع للكوليرا في كلّ من اليمن وجنوب السودان والسودان والكونغو الديمقراطية، "يثير قلقاً بالغاً، ففي كلّ هذه البلدان تغذّي الصراعات والفقر تفشّي المرض". وأعلنت منظمة الصحة العالمية، في 15 أغسطس/ آب الحالي، أن تفشّي الكوليرا يزداد في مناطق الصراع، بحسب ما نقلته وكالة أسوشييتد برس. وقالت ألبيرتي إنه سُجِّل 390 ألف حالة إصابة، بينها 4300 حالة وفاة بالمرض في 31 دولة. وأوضحت أن الصراعات تفاقم من انتشار الكوليرا في كلّ هذه الدول. ويحصل الأشخاص في مخيمات اللاجئين على ثلاثة لترات من الماء يوميّاً، للشرب والاغتسال والطهي. ويُعتبر الحصول على مياه الشرب النظيفة عاملاً رئيسياً في مكافحة المرض. وكانت وفيات الكوليرا في اليمن قد بلغت العام الماضي 879 حالة، فضلاً عن أكثر من 260 ألف حالة يُشتبه في إصابتها بالمرض. وتبذل الحكومة المُعترف بها دوليّاً جهوداً لمكافحة الكوليرا، حيث أطلقت وزارة الصحة اليمنية بالشراكة مع التحالف العالمي للقاحات والتحصين (غافي)، ومنظمة الأمم المتحدة للأطفال "يونيسف"، ومنظمة الصحة العالمية، حملة اللقاحات الفموية ضد الكوليرا في ديسمبر/ كانون الأول 2024، مستهدفة 3.8 ملايين شخص في ستّ محافظات، هي: عدن ولحج وأبين والضالع وتعز ومأرب. صحة التحديثات الحية اليمن:وفاة 242 وإصابة أكثر من 23 ألفاً بالكوليرا بـ3أسابيع وقال الدكتور عارف الحوشبي، المدير العام للمركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني في وزارة الصحة بالحكومة المُعترف بها دوليّاً، لـ"العربي الجديد"، إنّ الوزارة قامت بتشغيل سبعة مراكز عزل وإمدادها بالأدوية والكوادر وكلّ المستلزمات، بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية وبتمويل رئيسي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بالإضافة إلى تحريك فرق الاستجابة السريعة عند الإبلاغ عن الاشتباه في أي إصابة بالكوليرا، وكذلك تنفيذ حملات توعية، لافتاً إلى أن "إمكانات الوزارة شحيحة وغير كافية، لأن مرض الكوليرا يُعدّ من الأمراض التي تحتاج إلى جهود جهات وقطاعات متعددة تعمل بالتنسيق فيما بينها، ولا تنحصر فقط بجهود وزارة الصحة". إلى ذلك، تواصل جماعة الحوثيين منع اللقاحات في مناطق سيطرتها، حيث تصفها بأنّها "مؤامرة صهيو - أميركية" بحسب قولها، وهو ما يفاقم عدد حالات الإصابة بالكوليرا. كذلك فإنّ الحرب المندلعة في البلاد منذ أكثر من عشر سنوات قد أدّت إلى تعطيل البنية التحتية للرعاية الصحية، وتدمير منظومة المياه والصرف الصحي، ما جعل أكثر من 17 مليون يمني محرومين مياه الشرب النظيفة، وبالتالي أكثر عرضةً للإصابة بالكوليرا.

حُميات السودان... انتشار خطير للملاريا والكوليرا والضنك
حُميات السودان... انتشار خطير للملاريا والكوليرا والضنك

العربي الجديد

timeمنذ 3 أيام

  • العربي الجديد

حُميات السودان... انتشار خطير للملاريا والكوليرا والضنك

تقلص تقديم الخدمات الصحية في ولايات السودان إلى مستويات خطرة نتيجة الحرب الدائرة، لتتفشى أمراض وبائية على رأسها الملاريا وحمى الضنك والكوليرا، خصوصاً في الأرياف ومخيمات النزوح. تستقبل المراكز الصحية القليلة العاملة في السودان عشرات المصابين بالحُميات يومياً، ويلجأ كثير من المصابين إلى استخدام عقاقير طبية غير مُسجلة كونها أقل سعراً. وكشفت منظمة "أطباء بلا حدود"، أن 40 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم من تداعيات الإصابة بالكوليرا في إقليم دارفور ، بالتزامن مع أسوأ تفشٍّ في البلاد. وقالت "أطباء بلا حدود" في بيان: "يعاني سكان السودان أسوأ تفشٍّ للكوليرا منذ سنوات. في دارفور وحدها، عالجت فرقنا أكثر من 2300 مريض، وسجّلت 40 وفاة خلال الأسبوع الماضي". ومنذ يوليو/تموز 2024، سجّلت نحو 100 ألف إصابة بالكوليرا في أنحاء السودان، مع انتشار المرض في كل الولايات. وخلال الشهر الماضي، قدّمت منظمة "أطباء بلا حدود" العلاج لـ1500 مريض بالكوليرا، فيما حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن أكثر من 640 ألف طفل دون الخامسة يواجهون خطر الإصابة بالمرض في ولاية شمال دارفور وحدها. ومنذ إبريل/نيسان، سجّلت الأمم المتحدة أكثر من 300 إصابة بالكوليرا بين الأطفال في مدينة طويلة. في الوقت ذاته، يتراوح التردد اليومي على المراكز الصحية بين 5 و20 مصاباً بالملاريا أو حمى الضنك . ويستخدم لعلاج الملاريا في السودان أنواع عديدة من الأدوية المُسجلة، من بينها حبوب "لوميارت"، وحقن "أميسيونيت"، بيد أن هناك عشرات الأصناف الأخرى المتداولة بين المرضى، والتي تدخل عبر التهريب، وتوزع في الصيدليات من دون الخضوع لأي رقابة، ومن بينها حقن "رامسون" و"فلونارت" و"أرتوشي" و"زورتيم". يقول فني المختبرات بأحد المراكز الصحية في ولاية النيل الأبيض، حامد التوم لـ"العربي الجديد": "عدد الإصابات المؤكدة بالملاريا التي تتردد على المركز يومياً لا يقل عن 15 حالة، وهي تمثل نحو 70% من عدد المرضى الذين يدخلون المركز يومياً". ويتابع: "يعتمد مرضى الملاريا على الأدوية المهربة، ونادراً ما يلجؤون إلى الأدوية المسجلة لدى وزارة الصحة، وذلك لفارق السعر الكبير بين الأدوية التي تدخل إلي البلاد عبر التهريب، وبين الأدوية التي تشرف على توزيعها وزارة الصحة". وتعليقاً على إقبال المرضى على استخدام الأدوية غير المسجلة، يقول الصيدلي مبارك معتصم، من مدينة أم درمان، لـ"العربي الجديد": "فارق السعر بين الأدوية المهربة والأدوية الرسمية هو الدافع الأول لشراء المرضى الأدوية المهربة، رغم أنها في كثير من الأوقات قد تكون غير صالحة للاستخدام الأدمي. كل الأدوية أسعارها مرتفعة، لكن هناك فارق في السعر بين المهربة وتلك القانونية، والتي يلجأ المرضى لشرائها بعد نفاد مدخراتهم المالية". ويضيف معتصم: "تباع حبوب الملاريا المعتمدة بخمسة آلاف جنيه سوداني، ويتراوح سعر الحقن ما بين 8 إلى 10 آلاف جنيه (الدولار يساوي 2700 جنيه)، أما الحقن التي تدخل إلى البلاد بطُرق غير قانونية فيتراوح سعرها ما بين 5 إلى 7 آلاف جنيه، وفي بعض المناطق تباع بنحو 10 آلاف جنيه". وفي نهاية أبريل/نيسان الماضي، أعلن وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، أن الملاريا تمثّل الخطر الأكبر على صحة المواطنين، مؤكداً أن عدد الإصابات المسجلة خلال عام 2024، يزيد عن 1.5 مليون إصابة، بينما تجاوز عدد الوفيات 900 وفاة. وقال الوزير، إن "ثلاثة سودانيين يموتون يومياً بسبب الملاريا". تفشٍ متزامن للملاريا والكوليرا في السودان، 31 مايو 2025 (فرانس برس) ومع غلاء الأدوية وعدم توفرها في كثير من المناطق التي لا تضم مراكز صحية أو مستشفيات، تزيد معاناة مرضى الملاريا وحمى الضنك. يقول عيسى صالح، من ولاية شمال كردفان لـ"العربي الجديد": "الملاريا تتفشى بين السكان بالتزامن مع قلة المستشفيات، وارتفاع كلفة مقابلة الأطباء، وكلفة شراء الأدوية، والتي أصبحت تباع في السوق السوداء من دون رقيب في ظل توقف المستشفيات عن العمل، ونزوح الأطباء والكوادر الصحية". ولا توجد علاجات محددة لحمى الضنك التي بدأت تنتشر خلال السنوات الثلاث الأخيرة في السودان، لكن الأطباء ينصحون باستخدام المحاليل الوريدية. ويقول طبيب بمستشفى أم درمان التعليمي في ولاية الخرطوم لـ"العربي الجديد"، إن: "المحاليل الوريدية المختلفة تقلل من أعراض حمى الضنك، لكن في ظل انتشار الكوليرا وأمراض أخرى، ارتفعت أسعار المحاليل رغم محاولة توفيرها عبر منظمة الصحة العالمية ومنظمات أممية أخرى، ويتراوح سعر العبوة الواحدة بين 4 و7 آلاف جنيه في إقليم كردفان، و10 آلاف في إقليم دارفور". وتشتد وطأة المعاناة مع الحميات في إقليم دارفور الذي يشهد تفشياً واسعاً للكوليرا وحمى الضنك والملاريا. وتقول عضو تنسيقية النازحين واللاجئين بمخيم كلمة بولاية جنوب دارفور، زحل خميس، إن "عدد الإصابات بالملاريا تجاوز المائة في غضون أسبوع واحد". وتخبر "العربي الجديد": "لا أحد يهتم بمرضى الملاريا وحمى الضنك هذه الأيام، فكل الجهود الطبية في المخيم منصبة على مكافحة انتشار الكوليرا، والتي تتفشى منذ منتصف يوليو/تموز الماضي وسط النازحين، مع نفاد الأدوية وقلة الكوادر الصحية بالمخيم الذي يأوي نحو 100 ألف أسرة، وهناك نقص كبير في أدوية الملاريا وحمى الضنك". وتضيف خميس: "سكان المخيم يعانون من نقص المواد الغذائية، لذا غالبيتهم معرضون للملاريا وحمى الضنك والكوليرا وغيرها من الأمراض، فالجوعى لا يملكون مقاومة الأمراض التي تفتك بهم، وإذا لم يتم تدارك الوضع عبر توفير الغذاء والدواء في أسرع وقت، ستتعرض حياة العشرات للخطر، خصوصاً مع استمرار هطول الأمطار، وتكاثر البعوض الناقل للأمراض". إمكانيات الرعاية الطبية محدودة في السودان (عبد المنعم عيسى/Getty) وتسجل عشرات الإصابات بالملاريا وحمى الضنك في العاصمة الخرطوم منذ بدء فصل الخريف الذي يحل في السودان خلال شهر يوليو سنوياً، ويقول طبيب من مستشفى النو بمدينة أم درمان لـ"العربي الجديد"، إن: "عدد الإصابات بالملاريا وحمى الضنك مقلق، إذ تتراوح الأعداد التي تصل إلى المستشفى يومياً ما بين 12 و24 إصابة، ويتوقع أن يرتفع العدد خلال الأيام المقبل بسبب ركود مياه الأمطار في شوارع الأحياء لفترات طويلة". ويشير الطبيب الذي فضل عدم كشف هويته، إلى تدهور كبير في إصحاح البيئة بالعاصمة، ويقول: "منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عامين، لم تجري عمليات تنظيف للأعشاب التي نمت في وسط الأحياء، ومع هطول الأمطار وجد البعوض الناقل للملاريا وحمى الضنك مرتعاً خصباً للتكاثر، وهو ما أدى لتفشي الحميات وسط السكان". وتتزايد خطورة انتشار الملاريا وحمى الضنك في أم درمان والخرطوم. ويقول أحد العاملين في غرفة الطوارئ التطوعية، إن "عدد الإصابات المسجلة بالملاريا تجاوز 500 إصابة في ثلاثة أحياء خلال الفترة من منتصف يوليو الماضي وحتى الخامس من أغسطس/آب الحالي، بينما بلغ عدد الإصابات بحمى الضنك 97، ويتوقع أن ترتفع أعداد الإصابات مع هطول المزيد من الأمطار، والتي لا يتوقع توقفها قبل شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل". بدورها، تصف أخصائية الأمراض الباطنية والأوبئة، أديبة إبراهيم، الوضع الصحي بـ"الكارثي"، وتقول لـ"العربي الجديد": "عدد الإصابات بالملاريا المسجلة في أسبوع واحد بلغت نحو 1846 إصابة، من بينها 321 وفاة. يرجع تفشي الملاريا وحمى الضنك إلى تلوث البيئة وتراكم الأوساخ ومياه الأمطار الراكدة في الأحياء والشوارع، ما تسبب في تكاثر البعوض، والذي لم يتم رشه منذ بدء الحرب، ونتوقع أن تنتشر الأمراض بصورة أوسع في الأيام القادمة مع تزايد هطول الأمطار، وفي ظل غياب الخدمات الصحية وتوفر الأدوية". صحة التحديثات الحية أطباء بلا حدود: 40 وفاة بالكوليرا في دارفور خلال أسبوع وتضيف الطبيبة السودانية: "في ظل الانقطاع المستمر للكهرباء، وحالة المجاعة التي يعيشها كثير من السكان، وانتشار سوء التغذية، فإن انتشار البعوض سوف يضاعف عدد الإصابات بالملاريا وحمى الضنك وغيرها من الأمراض، ويفاقم ذلك النقص الحاد في الأدوية، وقلة عدد المستشفيات العاملة، ونقص الكوادر الطبية والفنية والمعامل والمعينات، خاصة في أقاليم مثل دارفور وجنوب كردفان، حيث تم إغلاق المستشفيات بسبب الحرب أو الحصار، وما زالت عشرات المستشفيات مغلقة في العاصمة الخرطوم، وفي ولايات الجزيرة والنيل الأبيض وغرب كردفان". تقر مسؤولة برنامج مكافحة الملاريا بوزارة الصحة السودانية، سماح عصام، بتفشي المرض في عدد من الولايات، وتقول لـ"العربي الجديد": "تخطى عدد الإصابات بالملاريا في بعض أحياء العاصمة العتبة الوبائية، مثل أحياء مثل كرري وأم درمان. لكن هنالك صعوبة في تحديد أعداد الإصابات، ووزارة الصحة في الوقت الحالي لا تملك آلية لحصر الأرقام بدقة، لأن هناك حركة واسعة لعودة النازحين واللاجئين، وإذا لم يحدث استقرار يصعب تحديد الأرقام". وحول نقص الأدوية أو عدم توفرها في مناطق مختلفة، تقول: "وزارة الصحة ملتزمة بتوفير أدوية الملاريا المجانية لكل المرافق الصحية، لكن قد يحدث انقطاع عن بعض المؤسسات الصحية بسبب وعورة الطرق، أو خطورتها، ومشاكل التوصيل المختلفة، أو بسبب زيادة الاستهلاك في منطقة معينة بسبب حدوث وباء أو زيادة الكثافة السكانية نتيجة النزوح".

أطباء بلا حدود: 40 وفاة بالكوليرا في دارفور خلال أسبوع
أطباء بلا حدود: 40 وفاة بالكوليرا في دارفور خلال أسبوع

العربي الجديد

timeمنذ 4 أيام

  • العربي الجديد

أطباء بلا حدود: 40 وفاة بالكوليرا في دارفور خلال أسبوع

أعلنت منظمة أطباء بلا حدود ، الخميس، أن 40 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في منطقة دارفور في السودان، في ظل أسوأ تفشٍّ للكوليرا في البلاد التي تشهد حربا مستمرة منذ أكثر من عامين. وقالت المنظمة في بيان: "بالإضافة إلى حرب شاملة، يعاني سكان السودان الآن أسوأ تفشٍّ للكوليرا تشهده البلاد منذ سنوات". وأضافت "في منطقة دارفور وحدها، عالجت فرق أطباء بلا حدود أكثر من 2300 مريض، وسجّلت 40 وفاة خلال الأسبوع الماضي". والكوليرا هي عدوى حادة تسبّب الإسهال وتنجم عن استهلاك الأطعمة أو المياه الملوّثة، بحسب منظمة الصحة العالمية التي تعتبرها "مؤشرا لعدم الإنصاف وانعدام التنمية الاجتماعية والاقتصادية". #BREAKING At least 40 people have died in Sudan's Darfur region in the war-torn country's worst outbreak in years, Doctors Without Borders (MSF) said on Thursday. "On top of an all-out war, people in Sudan are now experiencing the worst cholera outbreak the country has seen in… — AFP News Agency (@AFP) August 14, 2025 وتقول المنظمة، إن المرض "يمكن أن يكون مميتا في غضون ساعات إن لم يُعالج"، لكن يمكن علاجه "بالحقن الوريدي ومحلول تعويض السوائل بالفم والمضادات الحيوية". ومنذ يوليو/تموز 2024، سجّلت حوالى 100 ألف إصابة بالكوليرا في كل أنحاء السودان، وفقا للمنظمة، مع انتشار المرض "في كل ولايات السودان". وخلال الشهر الماضي، قدّمت منظمة "أطباء بلا حدود" العلاج لـ1500 مريض بالكوليرا، فيما حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن أكثر من 640 ألف طفل دون الخامسة يواجهون خطر الإصابة بالمرض في ولاية شمال دارفور وحدها. ومنذ إبريل/نيسان، سجّلت الأمم المتحدة أكثر من 300 إصابة بالكوليرا بين الأطفال في مدينة طويلة. صحة التحديثات الحية سودانيون يواجهون الكوليرا بالماء والليمون وسط انعدام الخدمات ويشهد السودان منذ إبريل/نيسان 2023 حربا دامية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي". وأسفر هذا الصراع عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين. وتسببت الحرب التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها "أسوأ أزمة إنسانية في العالم" في انقسام البلاد بحكم الأمر الواقع بين المتحاربين، إذ يسيطر الجيش على الوسط والشرق والشمال، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على كل دارفور تقريبا وأجزاء من الجنوب. وبينما أدى القتال إلى شل الخدمات اللوجستية وقطع الطرق، أصبح توصيل المساعدات الإنسانية شبه مستحيل. وتوقفت القوافل كما تناقصت الإمدادات. ويمكن أن يؤدي موسم الأمطار الذي تشتدّ حدته في أغسطس/آب، إلى تفاقم الأزمة الصحية. (فرانس برس)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store