
إلى أين تتجه مؤشرات "وول ستريت" في أغسطس؟
وفي الوقت ذاته، يترقب المستثمرون مصير المكاسب التي قادتها أسهم التكنولوجيا خلال الشهور الماضية، وسط مخاوف من أن تفقد زخمها تحت ضغط التطورات الحالية.
يعد شهر أغسطس أسوأ شهر لمؤشر داو جونز الصناعي وفقاً للبيانات التي تعود إلى العام 1988، وثاني أسوأ شهر لمؤشري S&P500 وناسداك المركب، بحسب تقرير لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية.
ويأتي شهر أغسطس هذا العام مع عددٍ من التحديات الرئيسية التي تواجه "وول ستريت". وفي هذا السياق يشير التقرير إلى أن:
التوقعات على المدى القريب أصبحت فجأة محفوفة بالمخاطر بالنسبة لـ " وول ستريت" التي تقترب من أعلى مستوياتها على الإطلاق، حتى بعد عمليات البيع الكبيرة يوم الجمعة.
لا تزال قصة الذكاء الاصطناعي ، التي غذّت ارتفاع سوق الأسهم خلال الأشهر القليلة الماضية، قائمة، حيث أصبحت مايكروسوفت هذا الأسبوع ثاني شركة عامة في الولايات المتحدة تصل قيمتها السوقية إلى 4 تريليونات دولار بعد نتائجها القوية في الربع الأخير من يونيو.
ومن ناحية أخرى، اتضح الآن أن سوق العمل في الولايات المتحدة ضعفت بشكل كبير خلال الأشهر الثلاثة الماضية مع ارتفاع الرسوم الجمركية.
وفي الأسبوع الجديد، من المرجح أن يوجه المستثمرون أنظارهم نحو التغييرات التي تطرأ على الرسوم الجمركية ، من بين أحداث أخرى. وذلك بعد أن وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الخميس أمراً تنفيذياً عدّل بموجبه الرسوم الجمركية "المتبادلة" على عدد من الدول، برسوم جديدة تتراوح بين 10 و41 بالمئة.
يقول المدير التنفيذي لشركة VI Markets، أحمد معطي، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن:
مؤشرات الأسهم الأميركية أغلقت على تراجع ملحوظ في آخر جلسات الأسبوع الماضي (أول جلسة في تعاملات أغسطس)، إذ انخفض مؤشر S&P500 بنسبة 1.6 بالمئة، وناسداك بنسبة 2.24 بالمئة، وداو جونز بنحو 1.2 بالمئة، في ظل موجة بيعية تأثرت بعدة عوامل أبرزها البيانات الاقتصادية السلبية.
"البيانات الخاصة بسوق العمل الأميركية جاءت دون التوقعات، وشهدت تعديلات صادمة لأرقام الأشهر السابقة؛ حيث تم خفض أرقام يونيو إلى 14 ألف وظيفة فقط بعد أن كانت 174 ألفاً، ومايو إلى 19 ألفاً بدلاً من 125 ألفاً. أما في يوليو، فأضاف الاقتصاد 73 ألف وظيفة فقط، وهو رقم ضعيف جداً مقارنة بالمعدلات المعتادة".
"هذه الأرقام تشير بوضوح إلى ضعف في قدرة الشركات الأميركية على التوظيف ، ما يعكس تراجعاً في الإنتاجية، وبالتالي انخفاضاً محتملاً في الأرباح المستقبلية".
في سياق متصل، يشير معطي إلى خطوة مثيرة للجدل من جانب الرئيس دونالد ترامب، الذي قام بإقالة رئيسة جهاز إحصاءات العمل الأميركية، وهو ما أثار المخاوف بشأن حيادية ودقة البيانات مستقبلاً. ويعلّق بالقول: "هذه الخطوة تمثل إشارة سلبية جداً، وتفتح الباب أمام احتمال التلاعب بالبيانات لصالح أجندة سياسية، خصوصاً أن الرئيس المُقالة كانت معينة في عهد بايدن".
تعطي هذه التطورات المتسارعة لمحة عن ما ينتظر تداولات شهر أغسطس، والضغوط التي تشهدها وول ستريت تبعاً لهذه الأحداث.
ويلفت إلى أن "شهر أغسطس يُعد تقليدياً من أضعف الشهور أداءً في سوق الأسهم الأميركية ، بسبب انخفاض السيولة نتيجة العطلات الصيفية، خاصة بين كبار المستثمرين. كما تبدأ المؤسسات في هذا الشهر أو مع بداية سبتمبر بإعادة هيكلة محافظها الاستثمارية، ما يؤدي إلى موجات من جني الأرباح".
ويختتم المدير التنفيذي لشركة VI Markets، حديثه قائلاً: "نتوقع أن تبدأ الأسواق في بناء مراكز شرائية جديدة مع نهاية أغسطس أو بداية سبتمبر، ولكن حتى ذلك الحين، من المرجح استمرار حالة التذبذب والضعف، لا سيما في ظل عدم اليقين المحيط بالبيانات الاقتصادية والسياسية في الولايات المتحدة".
رهان أسهم التكنولوجيا
وبحسب تقرير لـ "ماركت ووتش"، فإن
قادت أسهم التكنولوجيا العملاقة سوق الأسهم الأميركية خلال شهر يوليو القوي موسمياً، والذي شهد ارتفاعاً قياسياً متواصلاً على ما يبدو لكلٍّ من مؤشري S&P500 وناسداك المركب.
لكن مع حلول شهر أغسطس، أصبحت الاتجاهات الموسمية والرياح الاقتصادية المعاكسة أقل ملاءمةً لشركات التكنولوجيا الكبرى.
كان شهر أغسطس تاريخياً شهراً صعباً بالنسبة للأسهم الأميركية، وخاصة أسماء النمو.
مع عودة المخاوف التضخمية وتراجع الآمال في خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى الواجهة مرة أخرى، تبدو السوق هشة بشكل متزايد.
وينقل التقرير عن كبير مسؤولي الاستثمار في شركة أبولون لإدارة الثروات، إريك ستيرنر، قوله:
تم إقرار "مشروع القانون الكبير الجميل" بتوقيع الرئيس دونالد ترامب عليه ليصبح قانوناً نافذاً في وقت سابق من يوليو. إلى جانب سلسلة من الصفقات التجارية التي أُبرمت قبل الموعد النهائي المحدد في الأول من أغسطس، والتي أسهمت في تبديد بعض الشكوك حول الرسوم الجمركية، مما أسهم في تعزيز الارتفاع القياسي في يوليو.
ارتفاع السوق مبرر، لكنه أصبح مبالغاً فيه بعض الشيء، ونطاق المخاطرة مبالغ فيه.
"لذا أعتقد بأن الأسهم غير عالية الجودة ستشهد بعض التراجع لمجرد تباطؤ سوق العمل، وبيانات الناتج المحلي الإجمالي التي أظهرت تباطؤاً طفيفاً في الاقتصاد".
"لذا ما زلتُ أحذر المستثمرين من أن البيئة ليست مثالية للمخاطرة تماماً".
تداولات ضعيفة
يشير رئيس قسم الأسواق العالمية في شركة Cedra Markets ، جو يرق، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إلى أن:
شهر أغسطس يُعد تاريخياً من أضعف الشهور بالنسبة للأسهم الأميركية.
هذا الضعف يتزامن حالياً مع ضغوط إضافية ناتجة عن الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب من خلال الرسوم الجمركية، وهو ما أسهم في زيادة القلق لدى الشركات وتأثير سلبي على الاقتصاد الأميركي.
سلسلة قرارات الفيدرالي الأميركي بشأن الفائدة تعكس التوتر القائم، لا سيما بعد صدور أرقام سوق العمل يوم الجمعة، وهي البيانات "المخيبة للآمال".
ويستطرد: هذه البيانات تزيد الضغط على الاقتصاد الأميركي وعلى الفيدرالي تحديداً.. وكما ذكرنا سابقاً، هناك إشارات هشاشة بدأت تظهر بوضوح في سوق العمل".
وفي المقابل، يلفت إلى أن نتائج الشركات الأميركية في مؤشرS&P500 كانت إيجابية بشكل عام، حيث تجاوزت 82 بالمئة من النتائج توقعات السوق، مما يعكس متانة بعض القطاعات.
ويضيف: "نحن أمام فصل حاسم في ما يتعلق بمسار الحرب التجارية ، خصوصاً بعد تطبيق جميع الرسوم الجمركية. ما نترقبه الآن هو مدى التأثير الإضافي لهذه الحرب على الاقتصاد والأسهم الأميركية".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 2 ساعات
- البيان
«أفكاري» تعزز مشاركة موظفي «كهرباء دبي» في رفع الكفاءة
ولفت معاليه إلى أن منصة «أفكاري» الإلكترونية الداخلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي استقبلت 3424 فكرة خلال النصف الأول من عام 2025، بزيادة قدرها 24.8 % مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وبلغ عدد الموظفين المشاركين في تقديم الأفكار 2056 موظفاً، بزيادة قدرها 7 % مقارنة بنفس الفترة من عام 2024. ووصل إجمالي عدد الأفكار المساهمة في توفير التكاليف إلى 1064 فكرة، وهناك 206 أفكار قيد التنفيذ. ووصل عدد الأفكار التي استقبلتها منصة «أفكاري» منذ إطلاقها عام 2015 وحتى الآن إلى 70858 فكرة. وأشار معالي الطاير إلى أن استجابة الهيئة الإيجابية لترجمة الأفكار الجديدة إلى حلول فعلية، وحرصها على تمكين الموظفين ومكافأتهم على اقتراحاتهم النوعية، أسهمت في إثراء ثقافة الابتكار في الهيئة. وأثنى معالي الطاير على الأفكار المبتكرة التي تركز على استخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة لضمان أعلى مستويات التوافرية والكفاءة والاعتمادية في إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء والمياه، وتقديم خدمات عالمية المستوى تتخطى توقعات المعنيين وتعزز سعادتهم. ولفت معاليه إلى أن الهيئة عززت منصة «أفكاري» بتقنية المساعد الذكي «مايكروسوفت 365 كوبايلوت» المعتمد على الذكاء الاصطناعي. ومن خلال مجموعة من التعليمات الممنهجة التي يقوم الموظفون بإدخالها، يعمل «وكيل كوبايلوت أفكاري» على إرشاد الموظفين حول كيفية تحليل الفكرة وتقييم الإيجابيات والسلبيات وتحديد الأشخاص المعنيين والمستفيدين من الفكرة، وتقييم الجدوى، وبلورة الفكرة المبتكرة إلى أن تصبح جاهزة للتقديم. ويشير إقبال الموظفين على طرح أفكارهم واقتراحاتهم الابتكارية إلى حسهم العالي بالمسؤولية، والتزامهم بتحويل التحديات إلى فرص، كي يكونوا جزءاً من خطط دبي المستقبلية، والمساعي الوطنية الهادفة لجعل إمارة دبي الوجهة المفضلة للسكن والعمل والزيارة. وتؤدي منصة «أفكاري» دوراً محورياً في إدارة الابتكار وضمان التحسين المستمر لخدمات الهيئة والارتقاء بأدائها وكفاءتها وخفض النفقات، وتعزيز تميز وريادة الهيئة على مستوى العالم». وتتيح منصة «أفكاري» لموظفي الهيئة، بما في ذلك الإدارة العليا، والإدارة الوسطى، والفنيين، والإداريين، والعمال، تقديم الأفكار وإطلاق الحملات لمواجهة التحديات والفرص المختلفة. وبعد تقديم الأفكار عبر المنصة، تبدأ مرحلة التقييم، ثم عملية المكافأة إن كانت الفكرة تستحق المكافأة، ويسمح النظام بالتصويت على الفكرة المقترحة لإضافة المزيد من الزخم للأفكار والحلول المقترحة، ويتفاعل مقدمو الأفكار على المنصة مع لجان الابتكار لإجراء تقييم شامل وتعديل المقترح بما يتماشى مع احتياجات الإدارة المعنية، وضمان توافقه مع الأهداف المؤسسية العامة.


البيان
منذ 2 ساعات
- البيان
فوائد خفية في القانون «الكبير والجميل» لشركات التكنولوجيا الدفاعية
جو ميلر - تابي كيندر تضمن مشروع القانون «الكبير والجميل» الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنداً خفياً يمنح شركة «أندوريل» التكنولوجية حصة شبه مضمونة من نحو 300 مليار دولار خصصت لتحديث الجيش الأمريكي والبنية التحتية الدفاعية والأمن الداخلي. و«أندوريل»، التي شارك في تأسيسها بالمر لاكي ويدعمها الملياردير بيتر ثيل، وهما من أبرز مؤيدي دونالد ترامب، واحدة من أبرز شركات التقنية التي يتوقع أن تجني أرباحاً كبيرة من مشروع ترامب الضخم للضرائب والإنفاق. وتنص التشريعات على تخصيص أكثر من 6 مليارات دولار لإنفاقها على تقنيات أمن الحدود، مع اشتراط أن تستخدم هذه الأموال فقط لشراء الأبراج التي «تم اختبارها واعتمادها من قِبل هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية لتوفير قدرات ذاتية التشغيل». وأفاد مصدر مطلع أن «أندوريل» كانت الشركة الوحيدة المتعاقدة مع الهيئة لتوفير هذه الأبراج الذكية. ودافع مسؤول في البيت الأبيض عن هذا البند، قائلاً إن تكنولوجيا «أندوريل» تساهم في تحقيق وعد الرئيس الأمريكي بتأمين الحدود الأمريكية. وقال تايلور روجرز، مساعد المتحدث باسم البيت الأبيض: «إدارة ترامب تتبع معايير صارمة في إنفاق أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، ولهذا السبب تتعاون الوكالات مع شركات أمريكية رائدة معروفة بسجلها الطويل في الابتكار وتحقيق النتائج»، مضيفاً: إن «الفائز الحقيقي هو المواطن الأمريكي العادي الذي سيستفيد من ضرائب أقل وحدود آمنة». وقال مسؤول في البيت الأبيض: إن ميلر التزم بالامتناع عن المشاركة في أي قرارات رسمية قد تؤثر على الأسهم التي يمتلكها، مضيفاً: إن إدارات سابقة أيضاً أبرمت عقوداً كبيرة مع «بالانتير». وقال مات ويتاكر، سفير ترامب لدى الناتو، في كلمته أمام الحضور: «تركز إدارتنا على إزالة العقبات التنظيمية، وإطلاق العنان للابتكار الأمريكي في مجالات الذكاء الاصطناعي والتصنيع المتقدم والكمومية والفضاء». وقد لقيت أيضاً خطوة البيت الأبيض بإنشاء مكتب لبناء السفن وتعهده بتبسيط إجراءات التعاقد الدفاعي ترحيباً واسعاً في أوساط الشركات الناشئة والمستثمرين. وفي هذا السياق، قال بيلي ثالهايمر، الرئيس التنفيذي لشركة «ريجنت» المصنعة لطائرات «سي غلايدر» البحرية، إن هناك تسارعاً واضحاً في تبني التقنيات الجديدة «بفعل هذه الإدارة، وأيضاً بسبب الوضع الجيوسياسي العالمي الراهن». وأشار ثالهايمر إلى أن هذا التوجه نحو الاستخدام المزدوج (التجاري والعسكري) كان في السابق ينفر بعض العملاء التجاريين، لكن أعتقد أن العالم بات أكثر وعياً بأهمية البعد الجيوسياسي».


البيان
منذ 2 ساعات
- البيان
صناديق «بتكوين» ترفع أسعار العملات المشفرة
شهدت أسعار العملات الرقمية المشفرة ارتفاعاً جماعياً أمس، مع تزايد الإقبال على صناديق بتكوين المتداولة في الولايات المتحدة، إثر التفاؤل ببيئة تنظيمية أكثر مرونة. وصعدت بتكوين 0.5% إلى 114155 دولاراً، لتستحوذ على نحو 60.8 % من إجمالي قيمة سوق العملات المشفرة. وارتفعت إيثيريوم 0.77 % عند 3600.08 دولار، وصعدت الريبل بنحو 0.25%، لتتداول عند 2.947 دولار. وجذبت صناديق بتكوين المتداولة في أمريكا نحو 11.59 مليار دولار في الشهر الماضي، متجاوزة بفارق كبير فئات مثل صناديق أدوات الدين قصيرة الأجل، التي جذبت 6.03 مليارات دولار، بحسب بيانا «بالتشوناس». من ناحية أخرى، حذر مايكل نوفوغراتز، الرئيس التنفيذي لشركة «غالاكسي ديجيتال»، من أن موجة تأسيس الشركات التي تحتفظ بالعملات المشفرة في ميزانياتها العمومية وصلت إلى ذروتها، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد بروز «العمالقة» من بين اللاعبين الحاليين. وشهدت الأشهر الأخيرة طفرة في تأسيس شركات الخزينة المشفرة، مدفوعة بتحسن المناخ التنظيمي في أمريكا، وبينما تبنى الرواد الأوائل نموذج «مايكل سايلور» القائم على بتكوين، اتجهت الشركات الأحدث نحو تنويع محافظها لتشمل إيثيريوم وسولانا وعملات أخرى. وأشار نوفوغراتز إلى أن شركات الخزينة المشفرة تمثل بوابة آمنة لصناديق التحوط التي تتردد في امتلاك العملات الرقمية بشكل مباشر، متوقعاً أن تتجه المؤسسات المالية التقليدية تدريجياً نحو بنية سوقية قائمة على تقنية البلوكشين.