
السيد الحوثي: العدوان الإسرائيلي على إيران عدوان وقح وخطير يهدف لإسكات الصوت الداعم لفلسطين
أكد قائد أنصار الله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي خلال كلمة له مساء اليوم أن العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية في إيران يأتي ضمن سياق استهداف غربي لدولة تُعد نموذجًا مستقلاً داعمًا للقضية الفلسطينية.
ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي، ومن خلفه الغرب، ينظرون إلى إيران كدولة تبني نهضة حضارية وقوة إسلامية مستقلة، وهو ما لا يريده لا الإسرائيلي ولا الأمريكي ولا البريطاني ومن معهم، إذ لا يرغبون بوجود أي دولة لا تخضع لنفوذهم وسط العالم الإسلامي.
ووصف السيد الحوثي العدوان بأنه مكشوف وبلطجي وقح لا يراعي أي اعتبارات، مشددًا على أنه اعتداء ظالم وإجرامي استهدف قادة عسكريين وعلماء في المجال النووي وأبناء الشعب الإيراني. وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي استهدف منشأة نووية في خطوة عدوانية خطيرة جدًا دون اكتراث بعواقب محتملة كتلوث إشعاعي نووي، مؤكدًا أن ضخامة البنى التحتية الأرضية في المنشأة حالت دون وقوع كارثة واسعة.
وأشار السيد الحوثي إلى أن العدو الإسرائيلي ارتكب جريمة فظيعة لا تملك أي تبرير، وأن كل ما يسوقه من تلفيقات وذرائع ومبررات هو 'سخيف للغاية'. ورحّب بالإجماع العربي والإسلامي في إدانة هذا العدوان، واصفًا ذلك بأنه أمر جيد وإيجابي، لكنه دعا إلى تعزيز هذا الموقف سياسيًا وإعلاميًا على كل المستويات، ومواصلة الوقوف إلى جانب الجمهورية الإسلامية بصفتها الطرف المعتدى عليه.
ولفت إلى أن العدوان الإسرائيلي الإجرامي يحمل مخاطر تهدد المنطقة بأكملها، وأن من الضروري أن تظل الأنظمة العربية والإسلامية ثابتة في إدانتها للعدوان، دون الرضوخ لأي إملاءات أمريكية أو غربية، سواء علنًا أو سرًا. وأكد أن الموقف الغربي كعادته منحاز بشكل كامل للعدو الإسرائيلي، ويسعى لاحتواء الرد الإيراني عبر الضغوط السياسية، وإذا فشل في ذلك، فإنه يتجه نحو التعاون مع العدو للتصدي للرد.
وقال السيد الحوثي إن الغرب بعيد كل البعد عن القيم التي يرفعها بشأن حقوق الإنسان وحقوق الشعوب وحتى القانون الدولي، وهو ما يكشف زيف شعاراته. في المقابل، وصف الموقف الإيراني بأنه قوي ومتكامل رسميًا وشعبيًا، وأن الجمهورية الإسلامية تمتلك من المقومات المعنوية والمادية ما يضمن صلابة موقفها، مؤكدًا أن بنيتها العسكرية والاقتصادية والاجتماعية متماسكة، وأن العدوان لم ينجح إلا في التورط الإسرائيلي.
وأضاف أن هذا العدوان لن يؤدي إلى إضعاف إيران أو انهيارها، بل يشكّل فرصة لإلحاق هزيمة كبيرة بالعدو الإسرائيلي وتلقينه درسًا قاسيًا، وإعادة الاعتبار لإيران وللأمة في مواجهة غطرسة العدو. وأكد أن انتصار إيران في هذه المواجهة يخدم القضية الفلسطينية أولًا، وأن الشعب الفلسطيني هو المستفيد المباشر من الرد الإيراني على العدو.
وأشار السيد الحوثي إلى أن إيران تغضب الأعداء بسبب موقفها المتميز في دعم فلسطين، وهو ما يميزها عن محيط عربي وإسلامي يفتقر إلى هذا الالتزام. واعتبر أن الرد الإيراني القوي يمثل مصلحة لكل دول المنطقة، ولا سيما الدول العربية، لما يشكّله العدو من تهديد مباشر لها، داعيًا إلى تأييد الموقف الإيراني بصفته موقفًا ردعيًا لصالح الجميع.
واختتم السيد الحوثي بالتشديد على أن ردع العدو الإسرائيلي ومنعه من فرض معادلة الاستباحة والهيمنة هو ضرورة حتمية تصب في مصلحة الأمة كلها، وأن العدو، بدعم أمريكي وفرنسي وبريطاني وألماني، يحاول فرض هيمنته الكاملة، ما يستوجب ردًا حازمًا وموقفًا موحدًا من المنطقة بأسرها.
المصدر: موقع المنار

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة النبأ
منذ 27 دقائق
- شبكة النبأ
في رِحابِ عيدِ الله الأَكبر الغديرُ الأَغرُّ.. الإِمامَةُ نِظامٌ
الفرقُ بينَ الأُممِ والمُجتمعاتِ يتمظهرُ بالإِلتزامِ والتَّطبيقِ والإِحترامِ، فبينما تحرَص الأُمم المُتحضِّرة على الإِلتزامِ بالنِّظامِ والدِّفاعِ عنهُ والتَّواصي والتَّعاون على تطبيقِ القانونِ، ترى الأُمم والمُجتمعات المُتخلِّفة تتسابق فيما بينِها لكسرِ النِّظامِ والتَّجاوزِ على القانون وتكريسِ حالةِ الفوضى في كُلِّ مكانٍ وفي كُلِّ شيءٍ. وهذا الأَمرُ لا علاقةَ لهُ بالإِلتزامِ... والنِّظامُ، وهو ضدَّ الفوضى، جَوهر كُلَّ التَّشريعات السماويَّةِ منها والأَرضيَّة، فالقرآنُ الكريم عندنا مَثلاً هوَ (ونَظْمَ مَا بَيْنِكُمْ) كما يصفهُ أَميرُ المُؤمنِينَ (ع). والنِّظامُ هوَ القانون والقانونُ هوَ الحقُوق التي هيَ (فَرِيضَةٌ فَرَضَهَا اللَّه سُبْحَانَهُ لِكُلٍّ عَلَى كُلٍّ فَجَعَلَهَا نِظَاماً لأُلْفَتِهِمْ) كما يقولُ أَميرُ المُؤمنِينَ (ع). وفي مدرسةِ أَهلِ البيتِ (ع) فإِنَّ الإِمامةَ [الوِلاية] هي أَصلُ كُلَّ ذلكَ وهيَ بمثابةِ العمودِ الفقري وحجرِ الزَّاوية في النِّظامِ والقانونِ كما يصفُها أَميرُ المُؤمنِينَ (ع) بقولهِ (الإِمامةُ نِظامُ الأُمَّةِ) وكذلكَ في قولِ الإِمامِ عليِّ بن موسى الرِّضا (ع) (إِنَّ الإِمامةَ زِمامُ الدِّينِ ونِظامُ المُسلمينَ وصلاحُ الدُّنيا وعِزُّ المُؤمنينَ) فعندما يحكُم النِّظام المُجتمع ويكونُ القانون فوقَ الجميع بلا أَيِّ شكلٍ من أَشكالِ التَّمييزِ، عندها لا يشعُر مُواطنٌ بالغُبنِ ولا يتعرَّض أَحدٌ لظُلمٍ ولا يُسحقَ حقٌّ فيعيشُ النَّاسَ بعزٍّ. وفي قولٍ عظيمٍ لأَميرِ المُؤمنينَ (ع) يشرح معنى وضَرورة النِّظام في المُجتمعِ بقولهِ (مكانُ القيِّمِ بالأَمرِ مكانُ النِّظامِ من الخَرزِ يجمعُهُ ويضمُّهُ، فإِن انقطعَ النِّظامُ تفرَّقَ وذَهبَ ثُمَّ لمْ يَجتمِع بحَذافِيرهِ أَبداً). ولذلكَ ذكرَ (ع) النِّظامَ وضرُورتهِ وأَوصى بهِ فساواهُ بتقوى الله تعالى ومَخافتهِ في آخرِ وصيَّةٍ لهُ لولدَيهِ السِّبطَينِ الحسنَينِ (ع) لمَّا ضربهُ عدُوَّ الله المُجرم إِبنَ مُلجِم لعنهُ اللهُ في محرابِ صلاةِ الفجرِ بقولهِ (ع) (أُوصِيكُمَا وجَمِيعَ وَلَدِي وأَهْلِي ومَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي، بِتَقْوَى اللَّه ونَظْمِ أَمْرِكُمْ وصَلَاحِ ذَاتِ بَيْنِكُمْ فَإِنِّي سَمِعْتُ جَدَّكُمَا (ص) يَقُولُ (صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلَاةِ والصِّيَامِ)). وإِنَّما الفرقُ بينَ الأُممِ والمُجتمعاتِ يتمظهرُ بالإِلتزامِ والتَّطبيقِ والإِحترامِ، فبينما تحرَص الأُمم المُتحضِّرة على الإِلتزامِ بالنِّظامِ والدِّفاعِ عنهُ والتَّواصي والتَّعاون على تطبيقِ القانونِ، ترى الأُمم والمُجتمعات المُتخلِّفة تتسابق فيما بينِها لكسرِ النِّظامِ والتَّجاوزِ على القانون وتكريسِ حالةِ الفوضى في كُلِّ مكانٍ وفي كُلِّ شيءٍ. وهذا الأَمرُ لا علاقةَ لهُ بالإِلتزامِ الدِّيني من عدمهِ، وما إِذا كانت الدَّولة [دينيَّةٌ] أَم [علمانيَّة] لا تُؤمن بدينٍ معيَّنٍ للدَّولةِ، لانَّ النِّظامَ والقانون حاجةٌ وضَرورةٌ إِنسانيَّةٌ من المُستحيلِ الإِستغناءِ عنها فالبديلُ هي الفَوضى. لذلكَ نُلحظُ أَنَّ نبيَّ الله يوسُف (ع) عندما أَرادَ أَن يكيدَ لإِخوتهِ للإِبقاءِ على شقيقهِ عندَهُ لم يشأ اَن يُحقِّقَ ذلكَ بالفوضى أَو خارج سُلطة القانون، وإِنَّما وضعَ خُطَّتهُ المُحكمةِ وفعلَ كُلَّ ذلكَ في إِطارِ [دينِ الملكِ] أَي قانون الدَّولة التي كان يحكمَها الملك [الفرعُون] ومن دُونِ أَن يتجاوزَ الأَخلاق أَو يتجاهلَ المبادئ والقِيَم! إِذ ليسَ من أَخلاقِ الأَنبياءِ والأَوصياءِ التَّجاوزِ على النِّظامِ والقانونِ بذريعةِ [الشرعيَّةِ الذاتيَّةِ] التي يمتلكونَها من السَّماءِ بسببِ الوحي أَو بذريعةِ أَنَّ الدَّولة غَير [مُتديِّنة]. يقولُ تعالى (فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاءِ أَخِيهِ ۚ كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ۖ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ). ذات المبدأ والقِيمة الرساليَّة العُليا أَشارَ إِليها أَميرُ المُؤمنِينَ (ع) بقولهِ عندما تكالبَت عليهِ الأُمَّةُ لمُبايعتهِ خليفةً لها (دَعُونِي والْتَمِسُوا غَيْرِي فَإِنَّا مُسْتَقْبِلُونَ أَمْراً لَهُ وُجُوهٌ وأَلْوَانٌ لَا تَقُومُ لَهُ الْقُلُوبُ ولَا تَثْبُتُ عَلَيْه الْعُقُولُ، وإِنَّ الآفَاقَ قَدْ أَغَامَتْ والْمَحَجَّةَ قَدْ تَنَكَّرَتْ، واعْلَمُوا أَنِّي إِنْ أَجَبْتُكُمْ رَكِبْتُ بِكُمْ مَا أَعْلَمُ ولَمْ أُصْغِ إِلَى قَوْلِ الْقَائِلِ وعَتْبِ الْعَاتِبِ وإِنْ تَرَكْتُمُونِي فَأَنَا كَأَحَدِكُمْ ولَعَلِّي أَسْمَعُكُمْ وأَطْوَعُكُمْ لِمَنْ وَلَّيْتُمُوه أَمْرَكُمْ وأَنَا لَكُمْ وَزِيراً خَيْرٌ لَكُمْ مِنِّي أَمِيراً!). وعندما هدَّدَ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) فاسداً سرقَ بيت المال أَكَّد مفهُوم [القانون فوقَ الجَميع] حتَّى لا يمُرَّ بخاطرِ أَحدٍ من ضِعافِ النُّفوسِ بأَنَّ التَّهديدَ سببهُ محسوبيَّةً مثلاً أَو منسوبيَّةً أَو لانتقامٍ أَو ما إِلى ذلكَ. يقولُ (ع) (ووَاللَّه لَوْ أَنَّ الْحَسَنَ والْحُسَيْنَ فَعَلَا مِثْلَ الَّذِي فَعَلْتَ مَا كَانَتْ لَهُمَا عِنْدِي هَوَادَةٌ ولَا ظَفِرَا مِنِّي بِإِرَادَةٍ حَتَّى آخُذَ الْحَقَّ مِنْهُمَا وأُزِيحَ الْبَاطِلَ عَنْ مَظْلَمَتِهِمَا). تأسيساً على ذلك، فعندما ترى الفَوضى ضاربةٌ في طولِ مُجتمعٍ ما وعَرضهِ، فتيقَّن بأَنَّهُ أَبعد ما يكونُ عن جوهرِ الإِمامةِ ومعناها الحقيقي، حتَّى إِذا رفع شِعارات الإِمامة وتغنَّى بالغديرِ وافتخرَ بلافتاتهِ، فالإِمامةُ ليست شِعارات فارغة أَو لافتات ملوَّنة من دونِ جَوهرٍ أَو معنى، أَبداً. إِذا رأَيتَ الفوضى في الفتاوى وفي منبرِ الصَّلاةِ وفي الدَّولة وفي السِّياسة والإِعلام والتَّعليم والسُّوق وفي التِّجارةِ والمُرورِ وفي الأُسرةِ والمحلَّةِ والعشيرةِ وفي كُلِّ شيءٍ فاعلم أَنَّهُ مُجتمعٌ لا علاقة لهُ بالإِمامةِ!. كذلكَ إِذا رأَيتَ القويُّ يفلت من القانُون والمُتنفِّذ يتحايل على النِّظام فيما يصطاد القانُون الضَّعيف غير المدعُوم فاعلم أَنَّ هذا المُجتمع لم يفهم شيئاً من الإِمامةِ وروحِها وجوهرِها. فالولائي الحقيقي ليسَ فوضويّاً بل على العكسِ فهو يُحبُّ النِّظام ويدعو إِلى احترامِ القانون ويتمسَّك بشرفهِ الوطني ولا يبيعهُ لأَحدٍ أَبداً. أَمَّا إِذا رأَيتَ مُجتمعاً يحترِم النِّظام ويُقدِّس القانون فتأَكَّد بأَنَّهُ مجتمعٌ [ولائيٌّ] حتَّى إِذا لم يفهم من الإِمامةِ شيءٌ، لأَنَّ تقديس النِّظام والقانون هو تقديسٌ لروحِ الإِمامةِ وجوهرِها الحقيقي، وهوَ المطلُوب!.


شبكة النبأ
منذ 27 دقائق
- شبكة النبأ
يوم الغدير عهدً من نبي الإنسانية الى امير الإنسانية
عندما تولى الامام علي (ع) قيادة الامة من بعد الرسول (ص) لم يكن رئيساً للعرب ولا اميرا للمسلمين بل كان اماما لكل الإنسانية، وكان لا ينظر الى نسب الشخص او عرقه او لونه، وانما الى دينه وضميره النقي الطاهر، وهذه تدل على ان الاختيار الإلهي بان يكون الامام خليفة الرسول... قبل يومين وعند اقتراب ذكرى يوم الغدير الاغر، لاحظت بعض الأشخاص في مواقع التواصل الاجتماعي يطرحون سؤلاً حول جدوى الاحتفال بالذكرى مع انها واقعة تاريخية مضى عليها أكثر من الف واربعمائة عام، وهذا السؤال افترض فيه حسن النية، ولا اذهب الى غيرها، لكن هذا السؤال فيه تحفيز لقراءة مناسبة يوم الغدير ومعرفة أهميتها التاريخية والدينية، وعلاقتها بحياتنا اليومية. وحيث اني سبقت وان تناولت البعد الدستوري لهذه المناسبة الغراء في مادة نشرتها العام الماضي والموسومة (قراءة دستورية لمناسبة عيد الغدير الاغر)، الا ان ابعادها لا تنتهي وانما تتجدد في كل ذكرى لها، والسبب في ذلك لإنها تتعلق بالرسول الاكرم (ص) وهي من اعماله واقوله وتوصياته، وحيث انه لا ينطق عن الهوى وعلى وفق الآية الكريمة ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى) وانما قوله قول الله وقوله سنة يلزم بها كل مسلم ومؤمن، وفي يوم الغدير لنا سنن ثبتها الرسول الاكرم، في السنة الفعلية عندما اصطفى الامام علي من بين اتباعه ورفع يده وأشار اليه بالتخصيص، وفي السنة القولية قوله (أَنَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَوْلاهُ، وَهُوَ عَلِيٌّ بْنُ أَبي طالِب أَخي وَوَصِيّي، وَمُوالاتُهُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَها عَلَيَّ). وهذه الواقعة التاريخية لا تختص بالأمام علي (ع) بل ان الله اختص بها رسوله وجعلها من واجباته، عندما امره الله عز وجل بإعلان العهد الى الامام علي (ع) بان يكون وصيه وخليفته من بعده وعلى وفق قوله الشريف في خطبة الغدير (اِنَّهُ قَدْ أعْلَمَني أَنّي إنْ لَمْ أُبَلِّغْ ما أَنْزَلَ إلَيَّ في حَقِّ عَلِيٍّ فَما بَلَّغْتُ رِسالَتَهُ، وَقَدْ ضَمِنَ لي تَبارَكَ وَتَعالى الْعِصْمَةَ مِنَ النّاسِ وَهُوَ اللهُ الْكافِي الْكَريمُ). فَأَوْحى إلَيَّ: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ـ في عَلِيٍّ، يَعْني فِي الْخِلافَةِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبي طالِب ـ وَإنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ). ولان أهميتها تكمن في اختيار المرسل الى وصي رسوله ليكمل المهمة من بعده، فكان لابد وان يكون الوصي من صنف الرسول يتصف بصفاته ويسير على خطاه، وحيث ان النبي (ص) هو نبي الرحمة ورسول الإنسانية، فكان ولابد وان يكون خليفته من بعد امام للإنسانية جميعاً، وقد تلمسنا هذه الإنسانية بأنصع صورها في أفعال واقوال الامام (ع) وكان عندما تولى الامام علي (ع) قيادة الامة من بعد الرسول (ص) لم يكن رئيساً للعرب ولا اميرا للمسلمين بل كان اماما لكل الإنسانية، ومن الدلائل على ذلك قول الامام في ابيات من الشعر حيث يجعل معيار القرب والدنو من الله هي الإنسانية ومدى التمسك بعقيدة الإسلام السمحاء بقوله . لَعَمرُكَ ما الإِنسانُ إِلّا بِدينِهِ --- فَلا تَترُكِ التَقوى اِتِّكالاً عَلى النَسَب فَقَد رَفَعَ الإِسلامُ سَلمانَ فارِسٍ --- وَقَد وَضَعَ الشِركُ الشَريفَ أَبا لَهَب كما ورد عن الامام (ع) موقف يدل على ان الإنسانية هي دستوره في الحكم، وكان لا ينظر الى نسب الشخص او عرقه او لونه، وانما الى دينه وضميره النقي الطاهر، وفي واقعة ذكرتها كتب الادب كما وردت في نهج البلاغة عندما جاء اليه أحد العرب وهو الصحابي قيس بن الاشعث، وكان أحد زعماء قبيلة كندة الكبيرة في اليمن قبل الإسلام. له تاريخ طويل ومتقلب، على وفق ما ذكرته كتب التاريخ، حيث طلب منه طرد بعض الأشخاص من غير العرب مع انهم من المسلمين، وكان الامام يخطب على المنبر وانقلها كما وردت في نهج البلاغة وكتاب الكامل في اللغة للمبرد وعلى وفق الاتي (جاء الأشعث إليه وهو على المنبر، فجعل يتخطى رقاب الناس حتى قرب منه ثم قال: يا أمير المؤمنين، غلبتنا هذه الحمراء على قربك -يعنى العجم- فركض المنبر برجله، حتى قال صعصعة بن صوحان: ما لنا وللأشعث! ليقولن أمير المؤمنين عليه السلام اليوم في العرب قولا لا يزال يذكر، فقال عليه السلام: من يعذرني من هؤلاء الضياطرة! يتمرغ أحدهم على فراشه تمرغ الحمار ، ويهجر قوما للذكر، أفتأمرونني أن أطردهم، ما كنت لأطردهم فأكون من الجاهلين! أما والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، ليضربنكم على الدين عودا كما ضربتموهم عليه بدء). وهذه تدل على ان الاختيار الإلهي بان يكون الامام خليفة الرسول الاكرم، لأنه امتداد نهجه في تغليب الإنسانية على العصبية، فكان اميرا للإنسانية ، واحتفالنا هو لتجديد العهد بالالتزام بالنهج الإنساني، والتأكيد على ان الإسلام دين الإنسانية، وتذكرنا بواجبنا الإنساني والديني تجاه الضحايا في غزة العز والكرامة، كما تذكرنا بواجبنا تجاه من قال الامام عنهم بانهم سيضربون ويقاتلون الكفر وشراذم الشر من اجل العودة الى الإنسانية التي هي جوهر الإسلام، لأنه قد اقسم على ذلك بأعظم قسم بقوله (أما والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، ليضربنكم على الدين عودا كما ضربتموهم عليه بدءا) حيث يتعرض شعب ايران المسلم الى هجمة وحشية من أعداء الإنسانية اليهود الصهاينة. وفي الختام اقول اننا نجد عهد الانسانية بالثبات على الولاية اعتقاداً ومنهجاً.


شبكة النبأ
منذ 27 دقائق
- شبكة النبأ
حين أنصف الإمام عليّ (ع) النساء وخذلهن الزمان
المرأة العراقية اليوم، وهي تواجه تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية، تعود إلى نهج الإمام علي لا بحثًا عن العزاء فقط، بل بحثًا عن القوة والمعنى والموقف. هي تعلم أنه قال، المرأة شقيقة الرجل، وأنه كان يرى فيها نصف المجتمع الذي إن صلح، صلح الباقي... في زمنٍ تتسابق فيه الأصوات لتأويل النصوص وتقييد المرأة باسم الدين، تتوقف الكثير من النساء العراقيات اليوم أمام سيرة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، لا بوصفه إماماً مفترض الطاعة فحسب، بل باعتباره أنموذجًا نادرًا للحاكم العادل، والرجل المنصف، والإنسان الذي أنصف المرأة في وقتٍ كان الظلم تجاهها مألوفًا ومقبولًا اجتماعيًا. حين ننظر اليوم إلى المرأة العراقية، في النجف وكربلاء، في بغداد والبصرة، وفي المهجر، نراها تحمل في قلبها تقديرًا خاصًا لنهج الإمام علي، لأنها تشعر أن كلماته وسيرته حملت قيمة إنسانها وكشفت عن فهم عميق لكرامة المرأة ودورها ومكانتها. ففي زمنٍ كان يُنظر فيه للمرأة على أنها متاع، جاء الإمام علي ليقول، "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة'، أي أنها مخلوق رقيق لطيف لا تصلح لأن تُستغل أو تُستعبد، بل تُصان وتُكرم وتُعامل بما يليق بها. الإمام علي (عليه السلام)، في خلافته، لم يفرّق بين رجل وامرأة في الكرامة، ولا في الحقوق، ولا في العدالة. حتى في توزيع بيت المال، لم يُميز بين ذكر وأنثى. وكان يقول بكل وضوح: 'المرأة أمانة الله عندكم، لا تؤذوها، ولا تقهروها'. وفي مواقف القضاء، أنصف النساء حتى ضد أقرب المقربين. لم تكن مكانته كحاكم تمنعه من إحقاق الحق، وكان إذا اشتكت إليه امرأة، أصغى بكامل قلبه، وردّ لها حقها دون تحيّز. هذا السلوك لم يكن مجرد عدالة، بل كان ثورة أخلاقية في بيئة اعتادت على ظلم المرأة. أما في إرثه الفكري، فقد ترك لنا الإمام علي (عليه السلام) تراثًا من الكلمات والمواقف التي تصلح لأن تُبنى عليها فلسفة كاملة لتمكين المرأة في المجتمعات المسلمة، لو أُحسن فهمها دون تحريف أو اجتزاء. لكن المؤلم أن كثيرًا من هذا الإرث، إما تم تغييبه عمدًا، أو قُدّم بانتقائية تخدم أنظمة تقليدية تعيش على تهميش المرأة. المرأة العراقية اليوم، وهي تواجه تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية، تعود إلى نهج الإمام علي لا بحثًا عن العزاء فقط، بل بحثًا عن القوة والمعنى والموقف. هي تعلم أنه قال، 'المرأة شقيقة الرجل'، وأنه كان يرى فيها نصف المجتمع الذي إن صلح، صلح الباقي. ولذلك، فإن ما تحتاجه المرأة اليوم ليس خطابًا دينيًا مشوّهًا يفرّغ الدين من إنسانيته، بل قراءةً نزيهة وعقلانية لسيرة الإمام علي، تُعيد للمرأة قيمتها التي دافع عنها الإمام، وتفضح من سلبوها هذه المكانة باسم الإمام. إنصاف المرأة لم يكن شعارًا عند الإمام علي (عليه السلام)، بل ممارسة حقيقية. واليوم، صار لزامًا على من يدّعون الانتماء لمدرسته، أن يعيدوا لهذا النهج روحه، وأن يُنصفوا المرأة كما أنصفها الإمام علي (عليه السلام). ختاما يا بنات علي وانا اول وحدة منهن كوني مثله : قوية، عادلة، مضحية، مثقفة، شريفة، رافعة راسج.