logo
حول ظاهرة الإلحاد

حول ظاهرة الإلحاد

الصحراءمنذ 3 أيام

ليس غريبا أن ينحو بعض الشباب في ظل الانفتاح والعولمة نحو الإلحاد، فالعالم بات قرية واحدة وهاتفك الذكي يربطك من بيتك بأي نقطة شئت من الدنيا، لكن الغريب الحراك العفوي والتعامل مع القضية بدون حزم أو جدية، فموجة الإلحاد بدأت مع الأحزاب الشيوعية والاشتراكية في ستينات القرن الماضي، وكان الشيخ: بداه البصيري رحمه الله أبرز من تصدى لها في ذروتها وتمكن من فقإ عينها، ثم جاءت الصحوة الإسلامية في ثمانينات القرن الماضي وطبقت أحكام الشريعة الإسلامية في عهد الرئيس: محمد خونه هيداله، فخفت صوت الإلحاد طيلة العقود الماضية، ليعود بقوة بعدما عرف بثورات الربيع العربي، مستفيدا من الإخفاق الذي تعرضت له الحركة الإسلامية، وبدأ يتغلغل في أوساط الشباب بصمت طيلة السنوات الماضية.
كان لشيوخ "علم" بارزين دور في نشر ظاهرة الإلحاد، كالشيخ: عدنان إبراهيم، ومحمد شحرور وعلي منصور الكيالي، فتفسيراتهم الغريبة لآي القرآن الكريم كانت تميل للمادية في أغلبها، وتروج لأساطين الإلحاد باعتبارهم "علماء"، وتتعامل مع أفكار ونظريات مشبوهة كنظرية داروين باعتبارها حقيقة علمية مسلم بها، ويلوون أعناق النصوص لتنسجم معها، في مشهد عجيب يذكرنا بالآية الكريمة: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف].
لذا تغلغلت هذه الظاهرة وانتشرت في أوساط الشباب العربي، وما شباب بلادنا من ذلك ببعيد، وإن كانت الظاهرة في أوساط الشباب الموريتاني اتسمت بطابعها الخاص، فأغلب من أعلن إلحاده خارج البلاد كان لأجل الحصول على اللجوء ومزايا مادية، ولم يكن عن اقتناع أو فهم لماهية الإلحاد، وبعضهم عانى من ظروف صعبة وتعرض لظلم اجتماعي، جعله يظن أن الدين هو السبب ولم يوفق في ردة فعله، وأقلهم من كان إلحاده عن اقتناع، فكيف نعالج هذه الظاهرة ونطوقها في مهدها؟.
بمعرفة الأسباب التي دفعت للإلحاد نتعامل مع كل سبب على حدة، فمن كان غرضه اللجوء بين له أن في الصدق سعة ومنجاة من الكذب، ولا يكن دينه هينا عليه ليعرضه في المزاد؛ فما عندالله لا يؤخذ إلا بطاعته.
أما من كان إلحاده لأسباب اجتماعية، بين له الخطأ والصواب في الأمور الاجتماعية، وموقف الدين الرافض للظلم والداعي للعدل والإحسان، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)} [النحل].
أما من كان إلحاده عن اقتناع فيجمع له العلماء المختصون ليجروا معه مناظرة فكرية، بينوا له فيها خطأ الإلحاد وبطلانه بالدليل العقلي الذي يقبله واستدلوا عليه بالمراجع المعتبرة عنده، فهؤلاء أشد خطورة ممن جنحوا للعنف، فأولئك اخذوا بتفسير ديني متشدد تحت المظلة الشرعية، أما هؤلاء ففد نبذوا الدين وراء ظهورهم، وأخذوا بتفسيرات مادية لا تقيم وزنا لكرامة المرء ولا للأخلاق، فالبدار البدار لكسر ظاهرة الإلحاد، وليعمل كل منا حسب جهده، فقد جاء ابن عمَر رضي اللَّه عنهما قال: سَمِعتُ رَسُولَ الله ﷺ يقول: كُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مسئولٌ عنْ رعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ ومسئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ رَاعٍ في أَهْلِهِ ومسئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ راعِيةٌ في بَيْتِ زَوْجِهَا ومسئولة عَنْ رعِيَّتِهَا، والخَادِمُ رَاعٍ في مالِ سيِّدِهِ ومسئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فكُلُّكُمْ راعٍ ومسئولٌ عنْ رعِيَّتِهِ. أخرجه البخاري (2554)، ومسلم (1829).

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اقتصاد الدراعة!
اقتصاد الدراعة!

الصحراء

timeمنذ 2 ساعات

  • الصحراء

اقتصاد الدراعة!

لدي صديق اقتصادي استفيد من تجاربه في التسيير، كل النفقات لديه مبوبة داخل قوائم. ولديه باب خاص اسمه بند النفقات لغير متوقعة. يُفتح هذا البند في (الانفاق العشوائي) وهو كثير جدا في نسق حياتنا ونظامنا الاجتماعي الفضفاض. بينما لدي صديق آخر اقتصادي هو الآخر، شعاره الدائم أن (الرگلة) تجعل الأمور تتعقد أكثر. فعندما يقوم بها يجد أن المصاريف أكثر بكثير من المداخيل فلا يجد تفسيرا للأمر سوى وجود البركة، أو أن هناك عجز مستمر في الموازنة تم التصالح والتكيف معه كما هو الحال مع الدول النامية.. أجدني أحيانا أميل للمدرسة الأولى وأحيانا للمدرسة الثانية. ولكن حسب التجربة، الأمور لا يمكن أن تكون مثالية عندما يتعلق الأمر بالاقتصاد، هناك دائما مفاجآت.... شخصيا لدي مدرسة اقتصادية أخرى تسمى اقتصاد الدراعة، أي القيام بتقسيم المداخيل حسب استخدامنا للدراعة.... هناك بيچاما(الضروريات) وهي للاستخدام اليومي ويجب الحفاظ على نظافتها قدر المستطاع من الديون وجعلها مريحة مع ابقائها في البيت بعيدا عن الأنظار... هناك دراعة المشاوير، وهي دراعة تخرج من البيت وتحتك أكثر بالناس وهي نصف ضروريات ونصف كماليات. ويمكن الذهاب بها للخياط والمغسلة(الديون) بين الفينة والأخرى، ويمكنها أيضا أن تخرج في الصدقة أو استثمارها من خلال خياطة سروال وقميص منها أو صباغتها بلون مغاير لتصبح أكثر جاذبية. إنها بكل اختصار قابلة للترمیم... هناك دراعة المناسبات أو المدخرات. عادة تكون من الطراز الجيد وتلبس في أوقات متباعدة نسبيا، وعمرها الافتراضي أطول بكثير من بقية الدراريع الأخرى.... هذه الدراعة ليس من السهل خياطتها أو الحصول عليها، لأن ذلك يتطلب وقتا من التراكم. لكنها قد تتحول فجأة إلى دراعة بيچاما ثم دراعة مشاوير في بعض بنود الموازنة؛ مثل: - الاستشفاء لا قدر الله - الأعياد الدينية - التضامن الاجتماعي - البناء - الانتقال من مكان إلى آخر - البطالة - تعويض المسروقات وحالات التلف والأعطاب الميكانكية... وتبقى أهم نظرية في اقتصاد الأفراد هو احترام المقاس، لا تقتني دراعة أكبر منك، فتُفسد مشيتك، ولا أصغر، فتترك بائسا وجاحدا للنعم. ونفسيا وأخلاقيا وصحيا وأخرويا، ابعد الدراعة عن الطمع والحرام. وحاول قدر المستطاع الابتعاد عن محيط المرجع أو ما يعرف بحلبة الرقص، لأن كل " تلاويحة " داخل دائرة المظاهر لها ثمن وتزيد حتما من عدد " عينين جماعة ". وهو أمر يجعلك تدخل عاجلا أم آجلا ( قشابة بلا رگبة )..... تفسير المفردات: الدراعة: الزي التقليدي للرجل الموريتاني مع اختلاف التصاميم حسب عادات وثقافات مكونات الوطن. وهي في الأغلب عبارة عن خيمة من القماش مفتوحة الأطراف تعلوها فتحة واسعة جدا يخرج منها الرأس، مع جيب كبيرة يتسع لحجم أربعة جيوب في البنطلون وربما أكثر... الرگلة: تدقيق الحسابات التلاويحة: هي رقصة تبدأ بالعرض البطيئ جراء الخجل وسرعان ما تتحول إلى زوبعة أو إعصار جراء الإفراط في الحماس قشابة بلا رگبة: دراعة بلا مخرج للرأس أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم

غزة العزة: حصن الصمود الذي لا يُقهر... والحل بيد الغاصب
غزة العزة: حصن الصمود الذي لا يُقهر... والحل بيد الغاصب

الصحراء

timeمنذ 2 ساعات

  • الصحراء

غزة العزة: حصن الصمود الذي لا يُقهر... والحل بيد الغاصب

لطالما كانت غزة، على مر التاريخ، "مقبرة للغزاة". لم تتمكن قوة، مهما بلغت جبروتها، من استعمارها أو التغلغل فيها بشكل كامل، ودائمًا ما كانت هذه الأرض تدفع الغزاة ثمنًا باهظًا. هذه الحقيقة التاريخية تتجدد اليوم على تخوم غزة، حيث تتكسر أحلام الكيان الغاصب على أسوارها، وتتساقط جنوده كالجرذان أمام صمود لا يلين. إن المتابع للمشهد الراهن يدرك جيدًا أن الكيان الغاصب، رغم كل ما يمتلكه من آلة عسكرية مدمرة، لم ولن يحقق أهدافه المعلنة. لم يتمكن من القضاء على حماس، ولم ينجح في استعادة أسراه بالقوة، بل على العكس، زادت خسائره وتعمقت أزماته الداخلية. لقد أثبتت المقاومة، بقيادة حماس، أنها قوة صلبة لا تعرف التراجع. هذا الصمود ليس وليد الصدفة، بل هو نابع من عقيدة راسخة ومبدأ ديني محكم يؤصل "النصر أو الشهادة"، وهو الشعار الذي يجسد جوهر وجودهم ومقاومتهم. فالإسلام، دين الله تبارك وتعالى، يحرم على المسلم أن يولي دبره لأعدائه إلا بتحرف لقتال أو تحيز إلى فئة، وهي تكتيكات حربية مشروعة وليست هروبًا أو استسلامًا. هذا الفهم العميق للدين يمنح المقاومة قوة معنوية لا تُقهر، ويجعلها مستعدة لتقديم أقصى التضحيات دون تنازل عن المبادئ. إن حماس، بناءً على هذه العقيدة، لن تسلم رايتها، ولن تلقي سلاحها، ولن تتراجع قيد أنملة عن أهدافها المشروعة، وعلى رأسها إنهاء الاحتلال ورفع الحصار. لقد قدمت المقاومة تضحيات جسيمة، ولن تهدر دماء شهدائها بالتنازل عن مكتسبات الصمود، بل ستظل غزة سورًا حصينًا منيعًا ينغمس في رمالها الغزاة وينتحرون على أسوارها. لقد أثبتت التجربة أن الأسرى الذين تحتجزهم المقاومة في غزة هم الورقة التفاوضية الوحيدة التي يمتلكها الكيان الغاصب. فمعاملة حماس لهؤلاء الأسرى تتم بأفضل حماية ممكنة، التزامًا بمبادئها وعقيدتها التي تشدد على الإحسان إلى الأسرى، وتقتدي بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي ضرب أروع الأمثلة في فدائهم وتبادلهم، بل وفدى أبا العاص بن الربيع، زوج ابنته زينب، بقلادة والدتها. ولذلك، فإن المخرج الوحيد من هذا المأزق الدموي هو صفقة تبادل للأسرى، صفقة تتيح لحماس إخراج الآلاف من أسرى فلسطين المؤبدين والمحكومين بأحكام عالية من سجون الكيان الغاصب، مقابل أسراها. إذا كان لدى الكيان الغاصب ذرة من حكمة، فعليه أن يدرك أن استمرار الحرب لن يجلب له سوى المزيد من الخسائر في جنوده وأسراه، وتعميق صورته ككيان غاصب يقتل الأطفال ويدمر المدن، بينما تزداد عزلته الدولية. إن نتنياهو يدرك الآن أنه غارق في وحل لا يستطيع الخروج منه بسهولة، فالدخول والتغلغل الشامل داخل غزة لا يعرف كنه متاهاتها العميقة التي ستكون "مقبرة" لجنوده، وهو ما يدفعه إلى المماطلة على أمل انتزاع تنازلات. ولكن هذه المماطلة لن تُجدي نفعًا، فالكرة الآن في ملعب الكيان الغاصب. الطريق إلى وقف هذا النزيف، وإعادة أسراهم، يمر حتمًا عبر طاولة المفاوضات، والقبول بصفقة تنهي الحرب وتلبي شروط المقاومة. فغزة، كما كانت دائمًا، ستظل عصية على الغزاة، ولن يكون مصيرهم فيها إلا الهزيمة أو الموافقة على شروط تضع حدًا لاحتلالهم وعدوانهم. النصر أو الاستشهاد

بيان شكر/ عمدة أبير التورس المختار ولد محمد فال ولد ببها
بيان شكر/ عمدة أبير التورس المختار ولد محمد فال ولد ببها

الصحراء

timeمنذ 2 ساعات

  • الصحراء

بيان شكر/ عمدة أبير التورس المختار ولد محمد فال ولد ببها

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمُرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،،، يتقدم السيد/ المختار ولد محمد فال بَبَّها، عمدة بلدية ابير التورس، أصالةً عن نفسه ونيابةً عن سكان البلدية، بأسمى آيات الشكر والتقدير، إلى فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، السيد/ محمد ولد الشيخ الغزواني، على دعمه الكبير ومساندته المستمرة، لترشح ابن البلدية البار، الدكتور/ سيدي ولد التاه، لرئاسة مجموعة البنك الأفريقي للتنمية، للسنوات الخمس القادمة، والذي تكلَّل، لله الحمد والشكر، بنجاحٍ باهر في أعقاب الانتخابات التي جرت في العاصمة الإيفوارية "أبيدجان" يوم الخميس 29 مايو 2025، خلالَ الاجتماعات السنوية لهذه المؤسسة التنموية المرموقة. كما أتوجه بخالص الامتنان والعرفان لمعالي الوزير الأول السيد/ المختار ولد أجاي، وأعضاء الحكومة، وفريق حملة الترشح، وجميع الشعب الموريتاني، وكل من ساهم من قريب أو بعيد في هذا النجاح غير المسبوق. وإذ أتمنى لبلادنا مزيدا من التألق والرقي والازدهار، ودوام الأمن والاستقرار، تحت القيادة النيرة لفخامة رئيس الجمهورية، أدعو لمعالي الأخ الدكتور/ سيدي ولد التاه بالتوفيق والسَّداد في قيادة مجموعة البنك الأفريقي للتنمية، لتحقيق رسالتها السامية، المتمثلة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية وتعزيز الرقي الاجتماعي للقارة الأفريقية، التي تمر بمرحلة مفصلية من تاريخها. صنعتَ بنا في أولِ الأمرِ كلِّه جميلاً، فأَتبِع أولَ الأمرِ آخِرَهْ شكراً مُجدَّداً فخامة الرئيس ! وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ... المختار ولد محمد فال بَبَّها عمدة بلدية ابير التورس ابير التورس، 30 مايو 2025

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store