logo
هآرتس: عندما تتحول "حفاضات الاطفال" الى تهديد استراتيجي لاسرائيل! #عاجل

هآرتس: عندما تتحول "حفاضات الاطفال" الى تهديد استراتيجي لاسرائيل! #عاجل

جو 24منذ 2 أيام

جو 24 :
ترجمة - هآرتس *
يا لها من عملية جريئة! لقد تمكن مقاتلونا "الأبطال"، على الرغم من كل الصعاب، من السيطرة على سفينة تحمل مجموعة من دعاة السلام الأوروبيين وعدداً من أكياس الدقيق. وفي الأمس، كتب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: "أثني على الجيش الإسرائيلي على السيطرة السريعة والآمنة،" وكأن الأمر يتعلق بعملية إنتيبي [عملية إنقاذ الرهائن الإسرائيليين في مطار إنتيبي في سنة 1976].
وسط سيل من الشعارات الوطنية والنكات المبتذلة التي أُغرِق فيها الموضوع، كان من الصعب العثور على تفسير منطقي لقرار اعتراض سفينة المساعدات. ماذا كان سيحدث لو سُمِح لـ"مادلين" بالوصول إلى غزة؟ لقد كانت تحمل كمية ضئيلة من حليب الأطفال والدقيق والأرز والحفاضات ("أقل من شاحنة مساعدات واحدة،" علقت وزارة الخارجية بسخرية، وكأن غريتا تونبرغ ورفاقها هم المسؤولون عن تجويع القطاع). كانت إسرائيل تعلم جيداً ما تحمله السفينة، ولهذا السبب بالتحديد، منعت وصولها. لقد كان الخطر الحقيقي ليس كسر الحصار، بل تشويه السردية.
إن الهدف الذي أُرسل الجيش لإحباطه في قلب البحر الأبيض المتوسط لم يكن اختراقاً لوجستياً، بل كان اختراقاً للوعي: الاحتمال الصادم ليرى أحد، في مكان ما، الفلسطينيين كبشر يعانون، وليس "كوحوش" أسطورية. الحكومة وصفت الرحلة البحرية إلى غزة بأنها "استفزاز إعلامي"، وفعلاً، كانت محاولة يائسة محكومة بالفشل، لجذب انتباه العالم إلى المجزرة الجارية في غزة. وإذا قيل إنه مجرد عمل رمزي - فهو كذلك، مثل العديد من أفعال المقاومة الرمزية الأُخرى: مثل الوقوف أمام الدبابات في ساحة "تيان آن من"، ومثل القبضة المرفوعة في مراسم توزيع الميداليات الأولمبية، وكرفع صور الأطفال القتلى خارج القواعد العسكرية.
في مواجهة "التهديد الاستراتيجي" المتمثل في إرسال حفاضات إلى أطفال غزة، أخرجت دولة إسرائيل جميع مدافع الدعاية. وأطلقت وزارة الخارجية على سفينة المساعدات اسم "يخت السيلفي"، في محاولة بائسة لتصوير الناشطين المصممين الذين أبحروا على متنها كمجموعة من المؤثرين المدللين الباحثين عن الانتباه. أمّا الوزير كاتس، فاختار اعتماد النهج التربوي المجرّب لفيلم "البرتقالة الآلية" [نسبةً إلى فيلم ستانلي كوبريك الشهير]، وأمر الجيش الإسرائيلي بعرض "فيلم الرعب" ليوم 7 أكتوبر على الناشطين. ومن حُسن حظه، لا أحد يجبره على مشاهدة أفلام الفظائع التي ترتكبها إسرائيل في غزة، لكن ربما آن الأوان.
"سينماتك الرعب" الخاص بكاتس يقوم على الوهم بأن الناشطين الذين خاطروا بحياتهم في رحلة بحرية إلى غزة ليسوا على دراية كافية بما فعلته "حماس"، وأنه إذا ضخّ لهم بعض المشاهد في الأوردة، فسيتحولون إلى صهاينة معتدلين. لكن هؤلاء شاهدوا يوم 7 أكتوبر ومشاهد أُخرى. لقد رأوا جثثاً ممزقة تتطاير في الهواء، وأشخاصاً يحترقون في خيام النازحين، وكيف تحولت مدن كاملة إلى أنقاض، ورأوا أطفالاً يحتضرون من الجوع والمرض. وبخلاف الفهم المشوّه السائد لدينا، فهُم ببساطة لا يعتقدون أن مذبحة بحق مئات المدنيين [الإسرائيليين في 7 أكتوبر] تمنحنا شيكاً مفتوحاً للتطهير العرقي وجرائم الحرب والإبادة الجماعية بلا قيود.
إسرائيل منعت السفينة للسبب نفسه الذي من أجله ترفض السماح للصحافيين الأجانب بدخول غزة: لأنها تعرف جيداً ما الذي تفعله هناك، وتفضّل أن يبقى العالم صامتاً. هذه السفينة الصغيرة أصبحت خطراً على "السلام العام"، ليس بسبب صناديقها القليلة، بل بسبب القيم السامية التي جسدتها: الرحمة، والإنسانية، والتضامن، ورفض إغماض العينين في مواجهة الشر. وفي دولة غارقة في مستنقع التبرير الذاتي والشعور بالمظلومية، تمثل هذه الأفكار تهديداً وجودياً حقيقياً.
* يوعانا غونين
تابعو الأردن 24 على

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مصر توقف 200 ناشط في المسيرة العالمية لغزة / شاهد
مصر توقف 200 ناشط في المسيرة العالمية لغزة / شاهد

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ 10 ساعات

  • سواليف احمد الزعبي

مصر توقف 200 ناشط في المسيرة العالمية لغزة / شاهد

#سواليف أفادت وكالة الصحافة الفرنسية بإيقاف #السلطات_المصرية 200 #ناشط_أجنبي على الأقل من #مطار #القاهرة وفنادق في العاصمة قبيل انطلاق ' #المسيرة_العالمية إلى #غزة ' التي تدعو لكسر الحصار على القطاع. ونقلت الوكالة عن سيف أبو كشك، المتحدث باسم 'المسيرة العالمية إلى غزة' قوله إن عدد الموقوفين 'تجاوز 200، يحملون الجنسيات الأميركية والأسترالية والهولندية والفرنسية والإسبانية والمغربية والجزائرية'. المشاركين في قافلة الصمود قطعوا الاف الكيلوا مترات للوصول إلى مصر لكي يكملوا طريقهم الى معبر رفح ثم الى غزة ، ولكن يا مع الأسف تم ترحيلهم من مطار القاهرة في مصر ورفض دخولهم البلاد . وهنا هتافات غاضبة للشعب الجزائري من مطار القاهرة الدولي مقالات ذات صلة الإفراج عن الفتاة التي أساءت لفريق رياضي لدولة مجاورة June 12, 2025 وكان عدد من النشطاء أعلنوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي نيتهم الوصول إلى #الحدود_المصرية مع غزة عند #معبر_رفح للمطالبة بإدخال #المساعدات_الإنسانية وإنهاء الحصار، عبر مسيرات وقوافل مختلفة، من أوروبا وشمال أفريقيا. وقد أفاد مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمس أن الوزير أصدر أمرا للجيش بعدم السماح لمن سماهم المتظاهرين الجهاديين بالدخول من #مصر إلى غزة. السلطات المصرية تقوم بابعاد النشطاء العرب والاجانب وترغمهم على العودة من مطار القاهرة فور وصولهم، بالرغم من حصولهم على الفيزا المطلوبة ويتعاملون معهم معاملة سيئة. كما احتجزوا وفدا نسائيا تونسيا قادما للمشاركة في #قافلة_الصمود. ما حدث ليس مستغربًا، فقد تحولت المطارات المصرية في… — المجلس الثوري المصري (@ERC_egy) June 11, 2025 وقال كاتس إنه يتوقع من السلطات المصرية أن تمنع وصول أولئك إلى ما اعتبره حدوداً مصرية إسرائيلية ومنعهم من القيام باستفزازات ومحاولة دخول غزة، وأضاف أن من شأن وصول من وصفهم بالمتظاهرين الجهاديين أن يعرض سلامة جنوده للخطر ولن يسمح بذلك. وعقب التصريحات الإسرائيلية، أصدرت الخارجية المصرية بيانا أكدت فيه أهمية ممارسة الضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار على القطاع، مشددة في الوقت ذاته على ضرورة حصول الوفود الأجنبية على 'موافقات مسبقة وفقا للضوابط التنظيمية والآلية المتبعة'. مغاربة بتأشيراتهم يتم ترحيلهم من مصر فور وصولهم مطار القاهرة. — hassan bennajeh – حسن بناجح (@h_bennajeh) June 11, 2025 من جهته، أكد سيف أبو كشك، المتحدث باسم 'المسيرة العالمية إلى غزة' أن ما حددته الخارجية المصرية في بيانها 'هو بالضبط الخطوات التي مشينا عليها. لقد قدمنا أكثر من 50 طلبا ولم نحصل على رد'. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إن 'دخول (أفراد الشرطة) إلى غرف الفنادق ومصادرة الهواتف وتفتيش المتعلقات، كان غير متوقع بالمرة'. تم توقيف اكثر من 60 مشاركا في #قافلة_الصمود من الجنسية الجزائرية في مطار القاهرة بـ #مصر لأكثر من 24 ساعة مع حجز جوازات السفر و الهواتف !! — أخبار العالم الإسلامي (@muslim2day) June 12, 2025 وأوضح أن أفراد شرطة بلباس مدني دخلوا الفنادق يحملون قائمة بأسماء بعض الأجانب 'وحققوا معهم، وعلى إثر التحقيق أوقفوا البعض وتركوا البعض الآخر'. وأضاف أبو كشك أن السلطات المصرية احتجزت أكثر من 20 من أعضاء الوفد الفرنسي في المطار 'لأكثر من 18 ساعة'، في حين قالت لوكالة الصحافة الفرنسية إنها حصلت على معلومات تفيد بترحيل مواطنين كولومبيين وجزائريين من مطار القاهرة. تركي غاضب في مطار القاهرة: "هؤلاء ليسوا جيش الاحتلال الإسرائيلي بل الجيش المصري من يطردنا، التاريخ يسجل.. أين العالم عن الناس في غزة؟". — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) June 12, 2025 وتأتي التطورات في القاهرة بينما تحركت قافلة أخرى تحمل اسم 'صمود' من تونس تهدف أيضا إلى 'كسر الحصار الإسرائيلي'. وقد وصلت 'صمود' الأربعاء إلى العاصمة الليبية طرابلس، وبها مئات الناشطين من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، وتتجه نحو شرق ليبيا حيث الحدود مع مصر، بعدما انطلقت الاثنين من تونس بهدف الوصول لمعبر رفح. ناشط جزائري يتحدث من مكان احتجازه في مطار القاهرة تمهيدا لترحيله بسبب محاولته للانضمام إلى #قافلة_الصمود. — تركي الشلهوب (@TurkiShalhoub) June 12, 2025 وتفاقمت الأزمة الإنسانية في غزة منذ أن أغلقت إسرائيل المعابر في 2 مارس/آذار الماضي، في ظل مواصلتها حربها المدمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 مخلّفة أكثر من 182 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين. نشطاء اتمنعوا من دخول مصر و تم ترحيلهم من مطار القاهره — Waleid hafiez 🇪🇬✌ (@WHafiez42582) June 12, 2025

أول هجوم عبر البحر.. إسرائيل تقصف مواقع للحوثيين في الحديدة اليمنية
أول هجوم عبر البحر.. إسرائيل تقصف مواقع للحوثيين في الحديدة اليمنية

الدستور

timeمنذ 2 أيام

  • الدستور

أول هجوم عبر البحر.. إسرائيل تقصف مواقع للحوثيين في الحديدة اليمنية

فلسطين المحتلة - هاجمت إسرائيل، مواقع تابعة للحوثيين بمدينة الحديدة، في أول هجوم إسرائيلي على اليمن عبر البحر بعد ساعات من تحذير إسرائيلي يطالب بإخلاء موانئ رأس عيسى والحديدة والصليف. وهاجمت البحرية الإسرائيلية ميناء الحديدة معقل الحوثيين مرتين متتاليتين، صباح الثلاثاء، وعلى خلاف الهجمات السابقة في الأراضي اليمنية، لم يشارك سلاح الجو الإسرائيلي في الهجوم، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية. وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه هاجم أهدافاً لنظام الحوثي في ميناء الحديدة باليمن باستخدام زوارق الصواريخ الإسرائيلية، معتبراً أن الهجوم جاء «رداً على عدوان النظام الحوثي الإرهابي على دولة إسرائيل، حيث تم إطلاق صواريخ أرض-أرض وطائرات بدون طيار على أراضي الدولة ومواطنيها». وأضاف الجيش الإسرائيلي: «كان الهدف من الهجوم تعميق الأضرار التي لحقت بالاستخدام العسكري للميناء»، الذي تعرض لهجوم من الجيش الإسرائيلي خلال العام الماضي، «ولا يزال يستخدم في أنشطة إرهابية»، بحسب البيان. وجاء في البيان: «يستخدم الميناء (الحديدة) الذي تعرض للهجوم لنقل أسلحة، وهو مثال آخر على استخدام النظام الحوثي الساخر للبنية التحتية المدنية واستغلالها للترويج للأنشطة الإرهابية، وقد تم تنفيذ الهجوم بعد تحذيرات مسبقة عديدة من قبل الجيش الإسرائيلي». وكتب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عبر منصة إكس: «أهنئ البحرية على الهجوم الناجح على ميناء الحديدة في اليمن، وستصل يد إسرائيل الطويلة في الجو والبحر إلى كل مكان». وأضاف: «حذرنا منظمة الحوثي الإرهابية من أنها إذا استمرت في إطلاق النار على إسرائيل، فسوف تقابل برد قوي وستدخل في حصار بحري وجوي.. هذا ما فعلناه اليوم - وسنواصل القيام بذلك في المستقبل». وأفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين أن أرصفة ميناء الحديدة تعرضت لهجوم مرتين، وذلك بعد أن أصدر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي بياناً تحذيرياً باللغة العربية بشأن ثلاثة موانئ بحرية في اليمن: الحديدة ورأس عيسى والصليف. وأضاف: «بسبب استخدام الحوثيين للموانئ، يجب عليكم إخلاء المنطقة حتى إشعار آخر». ولفتت هيئة البث الإسرائيلية إلى أنها المرة العاشرة التي تهاجم فيها إسرائيل الحوثيين باليمن منذ 7 أكتوبر 2023، إذ وقع الهجوم التاسع في 28 مايو، عندما هاجم سلاح الجو الإسرائيلي المطار الدولي في صنعاء. وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن الهجوم الإسرائيلي التاسع ضد الحوثيين في اليمن تم في إطار عملية تسمى «الجوهرة الذهبية». وفي خطوة غير معتادة، أكد وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن إسرائيل تقف وراء الهجمات بعد دقائق قليلة فقط من أنباء الهجوم، وقال إن اسم العملية كان (جوهرة من ذهب)». وأشار كاتس إلى أن «طائرات سلاح الجو هاجمت أهدافاً للحوثيين في مطار صنعاء، ودمرت آخر طائرة بقيت قيد الاستخدام.. هذه رسالة واضحة واستمرارية مباشرة للسياسة التي وضعناها: من يطلق النار على دولة إسرائيل سيدفع ثمناً باهظاً». وكالات

هآرتس: عندما تتحول "حفاضات الاطفال" الى تهديد استراتيجي لاسرائيل! #عاجل
هآرتس: عندما تتحول "حفاضات الاطفال" الى تهديد استراتيجي لاسرائيل! #عاجل

جو 24

timeمنذ 2 أيام

  • جو 24

هآرتس: عندما تتحول "حفاضات الاطفال" الى تهديد استراتيجي لاسرائيل! #عاجل

جو 24 : ترجمة - هآرتس * يا لها من عملية جريئة! لقد تمكن مقاتلونا "الأبطال"، على الرغم من كل الصعاب، من السيطرة على سفينة تحمل مجموعة من دعاة السلام الأوروبيين وعدداً من أكياس الدقيق. وفي الأمس، كتب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: "أثني على الجيش الإسرائيلي على السيطرة السريعة والآمنة،" وكأن الأمر يتعلق بعملية إنتيبي [عملية إنقاذ الرهائن الإسرائيليين في مطار إنتيبي في سنة 1976]. وسط سيل من الشعارات الوطنية والنكات المبتذلة التي أُغرِق فيها الموضوع، كان من الصعب العثور على تفسير منطقي لقرار اعتراض سفينة المساعدات. ماذا كان سيحدث لو سُمِح لـ"مادلين" بالوصول إلى غزة؟ لقد كانت تحمل كمية ضئيلة من حليب الأطفال والدقيق والأرز والحفاضات ("أقل من شاحنة مساعدات واحدة،" علقت وزارة الخارجية بسخرية، وكأن غريتا تونبرغ ورفاقها هم المسؤولون عن تجويع القطاع). كانت إسرائيل تعلم جيداً ما تحمله السفينة، ولهذا السبب بالتحديد، منعت وصولها. لقد كان الخطر الحقيقي ليس كسر الحصار، بل تشويه السردية. إن الهدف الذي أُرسل الجيش لإحباطه في قلب البحر الأبيض المتوسط لم يكن اختراقاً لوجستياً، بل كان اختراقاً للوعي: الاحتمال الصادم ليرى أحد، في مكان ما، الفلسطينيين كبشر يعانون، وليس "كوحوش" أسطورية. الحكومة وصفت الرحلة البحرية إلى غزة بأنها "استفزاز إعلامي"، وفعلاً، كانت محاولة يائسة محكومة بالفشل، لجذب انتباه العالم إلى المجزرة الجارية في غزة. وإذا قيل إنه مجرد عمل رمزي - فهو كذلك، مثل العديد من أفعال المقاومة الرمزية الأُخرى: مثل الوقوف أمام الدبابات في ساحة "تيان آن من"، ومثل القبضة المرفوعة في مراسم توزيع الميداليات الأولمبية، وكرفع صور الأطفال القتلى خارج القواعد العسكرية. في مواجهة "التهديد الاستراتيجي" المتمثل في إرسال حفاضات إلى أطفال غزة، أخرجت دولة إسرائيل جميع مدافع الدعاية. وأطلقت وزارة الخارجية على سفينة المساعدات اسم "يخت السيلفي"، في محاولة بائسة لتصوير الناشطين المصممين الذين أبحروا على متنها كمجموعة من المؤثرين المدللين الباحثين عن الانتباه. أمّا الوزير كاتس، فاختار اعتماد النهج التربوي المجرّب لفيلم "البرتقالة الآلية" [نسبةً إلى فيلم ستانلي كوبريك الشهير]، وأمر الجيش الإسرائيلي بعرض "فيلم الرعب" ليوم 7 أكتوبر على الناشطين. ومن حُسن حظه، لا أحد يجبره على مشاهدة أفلام الفظائع التي ترتكبها إسرائيل في غزة، لكن ربما آن الأوان. "سينماتك الرعب" الخاص بكاتس يقوم على الوهم بأن الناشطين الذين خاطروا بحياتهم في رحلة بحرية إلى غزة ليسوا على دراية كافية بما فعلته "حماس"، وأنه إذا ضخّ لهم بعض المشاهد في الأوردة، فسيتحولون إلى صهاينة معتدلين. لكن هؤلاء شاهدوا يوم 7 أكتوبر ومشاهد أُخرى. لقد رأوا جثثاً ممزقة تتطاير في الهواء، وأشخاصاً يحترقون في خيام النازحين، وكيف تحولت مدن كاملة إلى أنقاض، ورأوا أطفالاً يحتضرون من الجوع والمرض. وبخلاف الفهم المشوّه السائد لدينا، فهُم ببساطة لا يعتقدون أن مذبحة بحق مئات المدنيين [الإسرائيليين في 7 أكتوبر] تمنحنا شيكاً مفتوحاً للتطهير العرقي وجرائم الحرب والإبادة الجماعية بلا قيود. إسرائيل منعت السفينة للسبب نفسه الذي من أجله ترفض السماح للصحافيين الأجانب بدخول غزة: لأنها تعرف جيداً ما الذي تفعله هناك، وتفضّل أن يبقى العالم صامتاً. هذه السفينة الصغيرة أصبحت خطراً على "السلام العام"، ليس بسبب صناديقها القليلة، بل بسبب القيم السامية التي جسدتها: الرحمة، والإنسانية، والتضامن، ورفض إغماض العينين في مواجهة الشر. وفي دولة غارقة في مستنقع التبرير الذاتي والشعور بالمظلومية، تمثل هذه الأفكار تهديداً وجودياً حقيقياً. * يوعانا غونين تابعو الأردن 24 على

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store