
قواعد الاشتباك بين إسرائيل وإيران من حروب الوكالة للمواجهة المباشرة
تمثل المواجهة غير المسبوقة بين إيران وإسرائيل نقلة نوعية في نمط الصراع المستمر بينهما منذ عقدين، وتحوله من حروب الوكالة والعمليات السرية إلى المواجهة المباشرة المفتوحة، أدت إلى تغير نوعي في قواعد الاشتباك بين الطرفين.
وتجلّى هذا التحول في ضربات متبادلة استهدفت العمقين الإستراتيجيَّيْن للطرفين، مما يعكس تغيرا جوهريا في حسابات الأمن القومي لكل منهما، وسط تحولات جيوسياسية إقليمية ودولية.
مقدمات أدت للمواجهة
وتدعو هذه التطورات الى تسليط الضوء على الأهداف الميدانية والإستراتيجية للطرفين، ودلالاتها السياسية والعسكرية، بالإضافة إلى استعراض التداعيات متعددة المستويات محليا وإقليميا ودوليا.
لم تأتِ هذه المواجهة بمعزل عن تغيرات أوسع، خاصة بعد انهيار المحور التقليدي الذي كان يربط إيران بسوريا بعد سقوط النظام السابق، كما أن انسداد أفق التفاهمات النووية مع الغرب دفع نحو خيار التصعيد لفرض معادلات ردع جديدة.
وجدت إسرائيل بدورها في الظرف الإقليمي فرصة لتوجيه ضربات نوعية لإضعاف البرنامج النووي الإيراني وبنيته العسكرية، ضمن تصور يرى أن المعركة الحاسمة لا بد أن تكون مع إيران نفسها، وليس فقط عبر وكلائها.
في المقابل، أظهرت إيران قدرة على تبني إستراتيجية "الردع المتوازن"، وهي سياسة تهدف إلى توجيه ضربات نوعية رمزية تُظهر القدرة على إيذاء العدو دون الوصول إلى مستوى التصعيد الشامل.
الأهداف الإسرائيلية ودلالاتها
أعلنت إسرائيل أن أهدافها من الضربة التي وجهتها لإيران هي تقويض برنامجها النووي وتعطيل قدراتها النووية، وذلك وفقًا لبيان الجيش الإسرائيلي الصادر في 14 يونيو/حزيران.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على أن هذه الضربات تهدف إلى "تعطيل قدرات إيران على تطوير رأس نووي"، مشددًا على تصميم تل أبيب على "منع إيران من تجاوز العتبة النووية".
وقد استهدفت العملية أكثر من 200 موقع داخل إيران، شملت منشآت نووية رئيسية وقواعد صاروخية ومواقع دفاع جوي إضافة إلى منشآت ومؤسسات مدنية مهمة، كما استهدفت العملية كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين.
وحملت الأهداف الإسرائيلية دلالات سياسية وعسكرية، من أهمها:
على المستوى الداخلي، سعت إسرائيل، من خلالها، لمواجهة الانتقادات الموجهة لحكومة بنيامين نتنياهو عبر تصعيد خارجي يظهر قوة الدولة.
استهداف القيادات العليا، بما في ذلك اغتيال قادة الصف الأول، أرسل رسالة واضحة باستهداف "العقل المدبر" وراء البرنامج النووي.
على الصعيد الإقليمي والدولي، هدفت إسرائيل، بذلك، إلى تعزيز موقعها التفاوضي في أي ترتيبات أمنية مستقبلية، خاصة في ظل جمود المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن.
رغبة إسرائيل في اتخاذ مبادرة استباقية لردع أي تطورات مستقبلية تعتبرها تهديدا وجوديا.
وقد اعتبر مركز الدراسات الأمنية في تل أبيب أن هذه العملية تعكس انتقال إسرائيل من إستراتيجية "المعركة بين الحروب" إلى "الحرب الوقائية المحدودة"، مما يشير إلى تغيير جذري في عقيدتها الدفاعية تجاه التهديد الإيراني.
كما تسعى إسرائيل لفرض معادلة "الضربة الاستباقية" للحفاظ على تفوقها النوعي، في حين تريد إيران إثبات "القدرة على الردع" حتى لو كان الثمن اقتصاديًا أو سياسيًا.
ردت إيران بإطلاق أكثر من 70 صاروخًا وطائرة مسيرة على العمق الإسرائيلي، استهدفت تل أبيب ومحيطها، وقواعد عسكرية في الجنوب والنقب، ومنشآت حيوية مثل محطة كهرباء أشكلون.
وقد أعلن الحرس الثوري أن "الرد الإيراني هو تحذير واضح بأن أي عدوان لن يمر دون عقاب".
وأظهر هذا الرد -على الرغم من اعتراض جزء كبير منه- قدرة إيران على استهداف مناطق حيوية داخل إسرائيل، مما يمثل تحديًا مباشرًا للأنظمة الدفاعية الإسرائيلية.
وتوحي طبيعة الأهداف المنتقاة من قبل إيران إلى سعيها لإحداث أقصى تأثير نفسي وإظهار قدرتها على اختراق الدفاعات الإسرائيلية.
وحمل الرد الإيراني دلالات إستراتيجية، أهمها:
سعت طهران إلى تعزيز نفوذها الإقليمي من خلال إظهار قدرتها على الرد السريع، مما أعاد تثبيت مكانتها أمام حلفائها الإقليميين.
حملت هجماتها الصاروخية رسائل طمأنة للداخل الإيراني بقدرة الدولة على الرد.
توجيه رسالة إلى الغرب، تربط فيها الصراع العسكري بمسار المفاوضات النووية، مما يضع ضغوطًا على واشنطن وبروكسل لاستئناف المفاوضات بشروط مواتية لإيران.
مثّل الرد اختبارًا لقدرات الدفاع الإسرائيلي، حيث تعمدت إيران استهداف العمق الإسرائيلي، مما أثار حرجًا للمنظومات الدفاعية أمام الرأي العام الداخلي.
عكس الرد إستراتيجية إيرانية تهدف إلى بناء ردع فعال ضد أي عدوان إسرائيلي مستقبلي.
وقد أشار تحليل معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إلى أن الهجمات الإيرانية تمثل تطورًا نوعيًا في قدرة إيران على ضرب أهداف ذات قيمة إستراتيجية داخل إسرائيل، مما يؤكد تغير ميزان القوى في المنطقة.
التداعيات على إسرائيل
على الرغم من النجاح النسبي لأنظمة " القبة الحديدية" و"مقلاع داود" في اعتراض غالبية الصواريخ والطائرات المسيرة، فإن الضربات الإيرانية كشفت عن ثغرات خطيرة في المنظومة الدفاعية الإسرائيلية.
إعلان
وفقًا لبيانات الجيش الإسرائيلي فإن نحو 20% من الهجمات الإيرانية فقط تمكنت من اختراق الدفاعات.
وقد أقر رئيس الأركان الإسرائيلي في 16 يونيو/حزيران بأن "الاستجابة الإيرانية فاقت التقديرات الاستخباراتية الأولية".
ويشير هذا الاعتراف إلى ضرورة إعادة تقييم شاملة للقدرات الدفاعية والاستخباراتية الإسرائيلية في مواجهة التهديدات الإيرانية المتطورة.
شهدت إسرائيل تعميقًا في الأزمة الداخلية، حيث أشارت صحيفة "هآرتس" إلى تصاعد الأصوات المعارضة، خاصة من الوسط واليسار، الذين وصفوا الضربة بـ"المغامرة غير المحسوبة".
وقد يضعف هذا التصعيد موقف حكومة نتنياهو ويزيد من الضغط الشعبي عليها.
تأثير على التطبيع
على الصعيد الإقليمي، قد تتوسع التداعيات لتشمل مشاريع اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، حيث أصبحت دول الإقليم أكثر حذرًا من الانجرار إلى صراع شامل.
تدهور المؤشرات الاقتصادية
تأثر الاقتصاد الإسرائيلي بشكل مباشر بالتصعيد العسكري، وقد انخفض مؤشر تل أبيب بنسبة 7.5% خلال أسبوع المواجهة، مما يعكس قلق المستثمرين وتراجع الثقة في الاقتصاد الإسرائيلي.
علاوة على ذلك، رفعت شركات تأمين عالمية أقساط التأمين على النقل البحري والجوي من وإلى إسرائيل بنسبة وصلت إلى 30%، مما يزيد من الضغوط الاقتصادية على البلاد في المدى القريب.
التداعيات على إيران
أكدت مجلة "فورين بوليسي" أن "الهجوم الإسرائيلي أعاد برنامج إيران النووي إلى الوراء 5 سنوات على الأقل"، مما يشير إلى نجاح إسرائيل في تعطيل جزء كبير من القدرات النووية الإيرانية.
كما تحدثت تقارير من داخل إيران عن اختراق خطير للأمن الداخلي، حيث فشلت الدفاعات الإيرانية في كشف جميع الأسراب المسيرة المهاجمة.
هذا الفشل الأمني يثير تساؤلات حول فعالية المنظومات الدفاعية الإيرانية وقدرتها على حماية المواقع الإستراتيجية، مما يعرضها لمزيد من الهجمات المستقبلية.
على الرغم من الالتفاف الشعبي حول النظام بسبب عامل "العدو الخارجي" وتأجيج الشعور القومي، فإن مظاهرات صغيرة اندلعت في مدينتي شيراز وأصفهان، تطالب بـ"وقف المغامرات الخارجية والتركيز على الوضع المعيشي"، وفقًا لوكالة "بي بي سي فارسي".
ويخشى أن تتحول هذه المظاهرات المحدودة مع طول أمد الحرب إلى حالة استياء شعبي، خصوصا مع تأثير الحرب السلبي على استمرار تدهور الوضع الاقتصادي، مما يضع النظام الإيراني أمام تحديات كبيرة.
نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين غربيين توقعاتهم بأن العقوبات الأميركية ستشتد على إيران، خصوصًا على صادرات النفط الإيراني التي تشكل نحو 80% من العملة الأجنبية لطهران.
هذا التشديد المتوقع للعقوبات سيزيد من الضغوط الاقتصادية على إيران، ويؤثر سلبًا على إيراداتها المالية وقدرتها على تمويل برامجها العسكرية والنووية.
حزب الله وإستراتيجية الاحتواء المشروط
وفي هذا السياق، وقبل الحديث عن مخاوف الانزلاق إلى حرب إقليمية، تجدر الإشارة إلى موقف حزب الله اللبناني، حيث أعلن أمينه العام الشيخ نعيم قاسم أن الحزب "لن يقف مكتوف الأيدي إذا تمادت إسرائيل في استهداف إيران"، لكنه أبقى الباب مفتوحًا أمام "الردود المحسوبة".
هذه التصريحات تعكس إستراتيجية الاحتواء المشروط التي يتبعها حزب الله لتجنب كارثة شاملة على لبنان.
ووفقًا لدراسة لمعهد كارنيغي فإن الحزب يوازن بين التزامه بدعم إيران ورغبته في حماية لبنان من حرب مدمرة، مما يجعله عاملًا حاسمًا في ديناميكيات التصعيد الإقليمي.
مخاوف الانزلاق إلى حرب إقليمية
أكد مركز الخليج للأبحاث أن دول المنطقة باتت أمام معادلة صعبة لتحديد مواقفها من طرفي الصراع، لكن الخوف الأكبر لديها هو الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة، مما يدفعها للقيام بمبادرات لتخفيف حدة التوتر وتجنب المواجهة الشاملة.
وبالنسبة للولايات المتحدة، فقد عبرت تصريحات الرئيس دونالد ترامب عن دعم صريح لإسرائيل، لكن تصريحات المتحدث باسم البيت الأبيض حذرت من "مخاطر الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة".
ورغم مساعي واشنطن لتجنب التورط المباشر في صراع واسع النطاق، فإن البحرية الأميركية نقلت حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت أيزنهاور" إلى شمال بحر العرب، مما يؤكد الخشية من اتساع الصراع واستعدادها للتدخل في حال تفاقم الأوضاع.
روسيا من جهتها، تسعى لاستثمار الموقف لتعزيز موقعها في المنطقة كوسيط محتمل، في حين عبرت الصين عن قلقها البالغ على أمن إمدادات الطاقة، مما يجعلها معنية بشكل مباشر باستقرار المنطقة.
من جانبها، تمسكت تركيا بموقف الحياد الإيجابي، وأعربت عن استعدادها للمساهمة في أي ترتيبات تهدئة إقليمية.
وتعكس هذه المواقف المتباينة للقوى الكبرى التعقيدات الجيوسياسية للمنطقة وتأثير الصراع على المصالح العالمية.
وفي الختام، يبقى الفاعل الدولي الأساسي وهو الولايات المتحدة، في موقف حرج بين دعم إسرائيل ومنع اتساع دائرة الحرب، في حين تتأرجح القوى الإقليمية بين التورط والحياد.
ويبقى مستقبل الصراع رهينًا بقدرة الأطراف على إدارة الاشتباك دون الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة وهو سيناريو لم يعد بعيدًا، كما تحذر تقارير مجلس العلاقات الخارجية الأميركي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 19 دقائق
- الجزيرة
موجة عاشرة من صواريخ إيران وحديث إسرائيلي عن تناقصها
ذكرت وكالة تسنيم أن الحرس الثوري الإيراني أطلق الموجة العاشرة من الهجمات بالصواريخ والمسيّرات صوب إسرائيل، في حين رفع الجيش الإسرائيلي حال التأهب القصوى رغم حديث إذاعته عن تضاؤل عدد الصواريخ بهذه الدفعة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه رصد إطلاق صواريخ من إيران باتجاه إسرائيل وأن المنظومة الدفاعية تعمل على التصدي لها، كما قالت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إن صفارات الإنذار دوت في منطقة تل أبيب وأجزاء من شمال إسرائيل و النقب و بئر السبع وديمونا جنوبا. وجاء في بيان صادر عن الجيش أنه "خلال الساعة الماضية، تم إطلاق عدة صواريخ من إيران باتجاه دولة إسرائيل، وقد تم اعتراض معظمها". كما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الإطلاق الأخير من إيران تضمن عددا قليلا من الصواريخ. وفي سياق ما أذاعه الجيش، ذكرت القناة الـ 12 الإسرائيلية أن التقديرات لدى الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن إيران لا تزال تمتلك نحو 1800 صاروخ باليستي. وقبيل هذه الموجة العاشرة، ذكر الإسعاف الإسرائيلي في وقت سابق اليوم الثلاثاء أن 4 أشخاص أصيبوا في الهجوم الصاروخي الأخير أثناء توجههم إلى المناطق المحمية. وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن إيران شنت 17 موجة هجومية على إسرائيل بحوالي 400 صاروخ باليستي منذ بداية الحرب، كما نقلت عن مسؤول إسرائيلي أن بطاريات ثاد الأميركية شاركت في عملية الاعتراض الأخيرة للصواريخ الإيرانية. وفي وقت سابق أعلن الحرس الثوري أنه قصف مقر الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) في هرتسيليا شمال تل أبيب وموقعا في تل أبيب قال انه يستخدم للتخطيط لعمليات الاغتيال. وتداولت منصات إخبارية إسرائيلية على تطبيق "تلغرام" مقاطع فيديو وصورا تظهر اندلاع حرائق في مبانٍ بمدينة هرتسيليا عقب الضربات الإيرانية صباح اليوم، دون الكشف عن هوية المواقع المستهدفة. وتظهر لافتة في الموقع المدمر شعار شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" وتشير إلى أن الموقع هو مبنى لوجستي تابع للجهاز، لكن المجموعات الإخبارية التي نشرت الصورة حذفتها مشيرة إلى وجود تعليمات من الرقابة العسكرية. كما أظهرت صور متداولة سقوط أحد الصواريخ في منطقة تضم مقر المخابرات (موساد) في منطقة رامات هاشارون شمال تل أبيب. من جهته قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الايرانية العميد رضا طلائي إن القوات الإيرانية استخدمت في هجومها اليوم أحد الصواريخ للمرة الاولى، و لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من رصده أو اعتراضه.، وتوعد بمزيد من هذه المفاجآت حسب تعبيره. بدوره، قال رئيس هيئة الأركان الإيرانية عبد الرحيم موسوي إن العمليات السابقة "كانت ردعية وسننفذ عملياتنا العقابية ضده قريبا"، مؤكدا أن "الكيان الصهيوني أقدم على خطوة عدوانية بمهاجمة شعبنا والنساء والأطفال". وحذر موسوي "سكان الأراضي المحتلة خاصة في تل أبيب وحيفا لمغادرتها للحفاظ على أرواحهم، فشعبنا لم يخضع يوما لأي عدوان وسيحاسب الكيان الصهيوني على أفعاله الإجرامية، ومقتل مواطنينا وعلمائنا وقادة قواتنا المسلحة سيزيد عزمنا على معاقبة الصهاينة". وتشن إسرائيل حربا على إيران منذ الجمعة الماضية، وقد استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية ومدنية واغتالت قادة عسكريين كبارا -بينهم قائد الحرس الثوري ورئيس هيئة الأركان- وعلماء نوويين بارزين، وردّت إيران بسلسلة من الهجمات الصاروخية التي خلفت دمارا غير مسبوق في مدن إسرائيلية عدة.


الجزيرة
منذ 19 دقائق
- الجزيرة
شبكات الحملة الإيرانية لكشف عملاء الموساد تثير تفاعلا واسعا على المنصات
تباينت آراء مغردين على المنصات بالحملة الأمنية التي تشنها إيران لكشف من تصفهم بأنهم عملاء مندسون يعملون لمصلحة إسرائيل؛ فمنهم من يرى أن القبضة الإيرانية لم تتراخ ومنهم من يقول إن الحملة تطارد الجميع. اقرأ المزيد المصدر: الجزيرة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
لماذا قلصت إيران عدد الصواريخ التي تطلقها على إسرائيل؟
يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي أن تقليل إيران لعدد الصواريخ التي تهاجم بها إسرائيل يثير تساؤلات عما إذا كانت بصدد تغيير إستراتيجيتها العسكرية في ظل التحديات الجديدة التي تفرضها الحرب. وبحسب العقيد الفلاحي، فقد استخدمت إيران في ردها على الهجوم لإسرائيلي كميات كبيرة من الصواريخ لغرض الإشباع الجوي وإشغال منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية؛ ففي اليوم الأول أطلقت حوالي 200 صاروخ، ثم بدأ هذا الرقم يتراجع. وقال إن الصواريخ التي أطلقتها اليوم تختلف عن الصواريخ السابقة من حيث قدرتها على الاختراق والوصول إلى المدن الإسرائيلية، واستبعد في السياق ذاته أن يكون تأخر الإنذارات في إسرائيل له علاقة بتقليص الصواريخ الإيرانية. وأعلن قائد القوات البرية الإيرانية كيومرث حيدري اليوم بدء موجة من الهجمات القوية باستخدام أسلحة متطورة، موضحا أن القوات الإيرانية استخدمت مسيّرات انقضاضية ذات قدرة تدميرية عالية لتدمير مواقع إسرائيل الإستراتيجية. كما أعلن الحرس الثوري الإيراني استهداف مركز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في هرتسيليا ومركز تخطيط عمليات الاغتيال في تل أبيب. وبحسب وكالة تسنيم، فإن الحرس الثوري أطلق موجة جديدة من الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة ضد إسرائيل، وذكر التلفزيون الإيراني أن هذه هي الموجة العاشرة من عملية "الوعد الصادق 3". في حين ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن إيران شنت 17 موجة هجومية على إسرائيل بحوالي 400 صاروخ باليستي منذ بداية الحرب. وتستخدم إيران -يضيف العقيد الفلاحي في تحليله العسكري لتطورات الحرب الإيرانية الإسرائيلية- أنواعا مختلفة من الصواريخ، منها الصواريخ التكتيكية التي تضم "فتاح 1″، وفتاح 2″، و"شهاب"، و" أبابيل" و"سجيل"، وهناك صاروخ "عماد" وصاروخ "قاسم" وغيرها من الصواريخ. مراقبة جوية مستمرة وقال إن الضربات الإسرائيلية تهدف إلى محاولة تدمير منصات إطلاق الصواريخ الباليستية ، باعتبار أن هذه الصواريخ تضرب مواقع حساسة وتسبب خسائر كبيرة للإسرائيليين، مشيرا إلى أن الضربات الإسرائيلية تتركز على المناطق الغربية من إيران، وهناك قصف متواصل على مناطق متعددة، خاصة في ظل المراقبة الجوية الإسرائيلية المستمرة لإيران. وزعمت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجيش دمر نحو نصف منصات إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية، لكن طهران لم تعلق على هذه المزاعم. وتشن إسرائيل حربا على إيران منذ الجمعة الماضية، وقد استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية ومدنية واغتالت قادة عسكريين كبارا -بينهم قائد الحرس الثوري ورئيس هيئة الأركان- وعلماء نوويين بارزين، وردّت إيران بسلسلة من الهجمات الصاروخية التي خلفت دمارا غير مسبوق في مدن إسرائيلية عدة.