logo
ترامب يسحب الدعم من مشاريع الطاقة بأفريقيا.. ماذا يعني ذلك للقارة؟

ترامب يسحب الدعم من مشاريع الطاقة بأفريقيا.. ماذا يعني ذلك للقارة؟

الجزيرة٢٧-٠٢-٢٠٢٥

في قرار أثار جدلًا واسعا، قررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنهاء مبادرة "باور أفريكا" (Power Africa)، التي كانت تهدف إلى تحسين إمدادات الكهرباء في أفريقيا. وأدى هذا القرار إلى ردود فعل متباينة، خاصة من قبل الحكومات الأفريقية والشركات الدولية المستثمرة في مشاريع البنية التحتية للطاقة بالقارة.
لمحة عن مبادرة "باور أفريكا" وأهميتها
أُطلقت مبادرة "باور أفريكا" عام 2013 خلال عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، بهدف توسيع شبكات الكهرباء في الدول الأفريقية التي تعاني من نقص حاد في الطاقة.
وقد حظيت المبادرة بدعم مؤسسات مالية كبرى، مثل البنك الدولي و"وكالة التنمية الدولية الأميركية" (USAID)، إلى جانب استثمارات من القطاع الخاص الأميركي.
هدفت المبادرة إلى تزويد نحو 60 مليون منزل وشركة في أفريقيا بالكهرباء، مع التركيز على مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح، بالإضافة إلى تحسين كفاءة البنية التحتية الحالية.
وتشير الإحصاءات إلى أن حوالي 600 مليون شخص في أفريقيا جنوب الصحراء ما زالوا محرومين من الكهرباء، وهذا يعيق التنمية الاقتصادية والخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم.
لذلك، كان برنامج "باور أفريكا" يُنظر إليه باعتباره ركيزة أساسية في الجهود الأميركية لتعزيز التنمية المستدامة في القارة، إضافة إلى كونه بديلا موثوقا للاستثمارات الصينية المتزايدة في قطاع البنية التحتية.
أسباب قرار ترامب بإنهاء المبادرة
بحسب تقرير نشرته بلومبيرغ، جاء قرار ترامب ضمن إستراتيجية لإعادة توجيه أولويات الإنفاق الأميركي، حيث رأى أن الولايات المتحدة ليست ملزمة بتمويل مشاريع تنموية خارجية على حساب القضايا الداخلية.
ويتماشى هذا النهج مع سياسة "أميركا أولا"، التي ركزت على تقليص التدخلات الخارجية وخفض النفقات الحكومية على المشاريع الدولية.
وأفادت مصادر داخل الإدارة الأميركية بأن بعض المسؤولين اعتبروا أن المبادرة لم تحقق نتائجها المرجوة بالسرعة الكافية، بسبب عقبات بيروقراطية وتحديات سياسية في بعض الدول الأفريقية.
إعلان
من ناحية أخرى، يرى بعض المحللين أن إنهاء المبادرة قد يكون جزءا من إعادة هيكلة العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة وأفريقيا، حيث تسعى واشنطن إلى التركيز على اتفاقيات تجارية أكثر ربحية بدلا من تقديم مساعدات أو دعم مشاريع تنموية طويلة الأمد.
التداعيات الاقتصادية على القارة الأفريقية
1. تقلص التمويل الأميركي لمشاريع الطاقة
لعبت المبادرة دورا حيويا في جذب الاستثمارات الأميركية إلى قطاع الطاقة في أفريقيا، من خلال دعم شركات كبرى مثل "جنرال إلكتريك" (General Electric) و"سيمبيون باور"(Symbion Power).
ومع انتهاء المبادرة، يُتوقع أن تواجه مشاريع البنية التحتية تحديات تمويلية كبيرة، خاصة في الدول التي كانت تعتمد على هذه الشراكة لتنفيذ خططها الطاقوية.
2. تعزيز النفوذ الصيني في القارة
على مدى العقدين الماضيين، وسّعت الصين استثماراتها في أفريقيا، خصوصا في مشاريع البنية التحتية والطاقة. ومع انسحاب الولايات المتحدة من المبادرة، يرى الخبراء أن بكين قد تستغل هذه الفرصة لتعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي، من خلال تقديم بدائل تمويلية أكثر جاذبية للدول الأفريقية.
كانت المبادرة تركز على دعم الشركات الأفريقية الناشئة في مجال الطاقة النظيفة، من خلال تمويل مشاريع مبتكرة لتوفير الكهرباء في المناطق الريفية. ومع إنهاء المبادرة، قد تواجه هذه الشركات صعوبة في جذب الاستثمارات الأجنبية، وهذا قد يُحد من نمو قطاع الطاقة المتجددة في أفريقيا.
من الناحية الجيوسياسية، قد يُنظر إلى إنهاء المبادرة على أنه تراجع في التزام واشنطن تجاه التنمية في أفريقيا، وهذا قد يؤثر على علاقاتها مع دول القارة.
في المقابل، يرى بعض المحللين أن إدارة ترامب قد تحاول إعادة النظر في بعض هذه السياسات، خاصة في ظل المنافسة المحتدمة مع الصين وروسيا على النفوذ في أفريقيا. ومع ذلك، فإن أي استئناف للدعم الأميركي قد يتطلب إعادة صياغة سياسات أكثر توافقا مع المصالح الاقتصادية لواشنطن.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

محللان: هذا ما يعنيه تحذير ترامب العلني لنتنياهو بشأن إيران
محللان: هذا ما يعنيه تحذير ترامب العلني لنتنياهو بشأن إيران

الجزيرة

timeمنذ 5 ساعات

  • الجزيرة

محللان: هذا ما يعنيه تحذير ترامب العلني لنتنياهو بشأن إيران

أثار تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترامب علنا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من مغبة القيام بأي إجراء ضد إيران موجة تساؤلات بشأن دلالات ذلك، وفرص احتواء أي ضربة عسكرية إسرائيلية للمنشآت الإيرانية النووية. وفي هذا الإطار، يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى إن إسرائيل تحاول التأثير على الاتفاق الأميركي الإيراني المتوقع، إذ انتقلت من مرحلة إفشال المباحثات إلى محاولة التأثير على بنود الاتفاق وإدخال شروط إسرائيلية عليه. وشدد مصطفى -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- على أن التحذير الأميركي الواضح والمباشر لنتنياهو بشأن إيران "يذيب الضغط الإسرائيلي ويلغيه تماما". وبناء على ذلك، أرسلت إسرائيل رئيس الموساد ديفيد برنيع ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر إلى الولايات المتحدة، بعدما باتت مقتنعة بذهاب واشنطن لإبرام اتفاق مع إيران. ووفق مصطفى، فإن ترامب يقول لإسرائيل "لا مجال لكم سوى القبول بهذا الاتفاق"، في رفض أميركي للتحذير الإسرائيلي بشأن إيران. وكشف ترامب -اليوم الأربعاء- جزءا من النقاش الذي دار بينه وبين نتنياهو بهذا الخصوص، إذ أكد أنه أخبره بأن "أي خطوة ضد إيران ليست ملائمة"، مرجعا ذلك إلى "قرب توصل واشنطن وطهران إلى حل الآن". بدوره، يقول مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية علي واعظ إن موقف واشنطن بتجنب حرب جديدة في الشرق الأوسط "ليس جديدا منذ إدارة باراك أوباما". لكن واعظ يرى مخاطبة ترامب لنتنياهو بهذا الوضوح تعني تغييرا أميركيا كبيرا وجوهريا، خاصة أن الرئيس الأميركي لا يؤمن بأن الحل الدبلوماسي مع إيران قد استنفد. ضربة عسكرية وأعرب مصطفى عن قناعته بأن إسرائيل لا تستطيع شن ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية بدون موافقة الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن أي ضربة "قد تؤدي إلى حرب إقليمية في المنطقة تهدد المصالح الأميركية". وفي حين أقر بوجود انسجام أميركي إسرائيلي بألا تكون إيران دولة ذات حافة نووية، قال مصطفى إن إسرائيل "لا تريد اتفاقا يناقش النووي الإيراني فحسب، بل تريد إسقاط النظام الإيراني". أما واعظ فقال إن إسرائيل "يمكنها ضرب البرنامج النووي الإيراني، ولكن ليس بشكل كامل"، مؤكدا أن أي ضربة إسرائيلية قد تؤجله مؤقتا. واستدرك بضرورة "عدم استبعاد مواجهة عسكرية، خاصة في حال فشل الخيار الدبلوماسي"، مؤكدا أنه "ليس الخيار المفضل لترامب، الذي جاء لإنهاء الحروب وليس شنها". وكان مسؤولون أميركيون قد كشفوا عن تباين بين إدارة ترامب والحكومة الإسرائيلية بشأن المباحثات مع إيران في برنامجها النووي. وذكروا أن ترامب ونتنياهو خاضا نقاشا متوترا على وقع تخطيط وعزم إسرائيلي على ضرب المنشآت النووية الإيرانية لإفشال التفاوض. بدورها، نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن مسؤولين في واشنطن قولهم إن التلويح الإسرائيلي بالهجوم دفع ترامب إلى التحدث مع نتنياهو الأسبوع الماضي، محذرا إياه من اتخاذ أي إجراء من شأنه أن يعرض المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن اتفاق نووي جديد للخطر. التباين الأميركي الإسرائيلي وخلص الخبير في الشؤون الإسرائيلية إلى أن أي اتفاق بين واشنطن وطهران سيكون بمثابة "السابع من أكتوبر (الثاني) بالنسبة لنتنياهو". إعلان وأكد أن نتنياهو يحتاج لترامب، وكذلك تحتاج إسرائيل للولايات المتحدة خاصة إمداد السلاح والدعم والغطاء السياسي والدبلوماسي في المؤسسات الدولية. وخلص إلى أن إسرائيل بـ"إمكانها المناورة بملف القضية الفلسطينية وحرب غزة، لكنها لا تستطيع المناورة بملفات إقليمية متعلقة بالمصالح الأميركية". أما مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، فأقر بأن ترامب "لا يريد حصول إيران على سلاح نووي، لكنه في الوقت نفسه يريد أن تكون إيران دولة ذات رفاهية". وخلص إلى أن "نتنياهو يحتاج ترامب أكثر بكثير مما يحتاج ترامب لنتنياهو".

كاتبة روسية: ترامب لن يعاقب روسيا لأنه يحتاج لمساعدة بوتين
كاتبة روسية: ترامب لن يعاقب روسيا لأنه يحتاج لمساعدة بوتين

الجزيرة

timeمنذ 6 ساعات

  • الجزيرة

كاتبة روسية: ترامب لن يعاقب روسيا لأنه يحتاج لمساعدة بوتين

اعتبرت الكاتبة ليوبوف ستيبوشوفا في تقرير نشرته "برافدا" الروسية أن ما تروج له بعض وسائل الإعلام العالمية بشأن استعداد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض عقوبات جديدة على روسيا واستئناف تقديم الدعم لأوكرانيا مجرد افتراضات لا تستند إلى معطيات واقعية. وقالت الكاتبة إن السبب في ذلك لا يعود إلى موقف ترامب من روسيا، بل إلى موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، لأنه هو من يساعد ترامب وليس العكس، على حد تعبيرها. وأضافت أن بوتين ليس هو من "يلعب دور الضحية" أمام ترامب، بل إن الرئيس الأميركي هو من يخشى أن يتحوّل ضحية، ومن مصلحة بوتين أن يمد له يد العون. ونقلت الكاتبة عن شبكة "سي إن إن" الأميركية قولها إن الفرص المتضائلة للتوصل إلى وقف إطلاق نار واتفاق سلام في المستقبل القريب في أوكرانيا تعتمد على ما إذا كان ترامب سيجد في نفسه القوة ليدعم هجماته الكلامية ضد نظيره الروسي بخطوات عملية خلال عطلة نهاية الأسبوع. وترى الشبكة أن الكرملين يراهن على عدم حدوث مثل هذه العقوبات، وهو ما تعكسه تصريحات المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، حيث قال إن شعور ترامب بالإحباط إزاء تصاعد الهجمات الروسية بالطائرات المسيّرة على أوكرانيا هو مؤشر "إجهاد عاطفي". خصوم ترامب وتعتقد الكاتبة، بعيدا عن حرب أوكرانيا، لأن الخصم الأول لترامب ليست روسيا، ولا حتى الصين ، بل الديمقراطيون في الولايات المتحدة، الذين يسعون للحفاظ على مواقعهم في النظام العالمي، معتمدين على حلفائهم الأوروبيين. وحسب رأيها، فإن الديمقراطيين يُجيدون التفاوض مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي صرّح خلال منتدى دافوس عام 2017، عقب فوز ترامب بولايته الأولى، بأن العولمة "شيء جيد". وقد رأى فيه كثير من الليبراليين حينذاك "زعيما" جديدا للعولمة، ودعوا إلى أن تحل الصين محل الولايات المتحدة في قيادة النظام الدولي ، ولا يزالون يطمحون إليه حتى اليوم، وفقا للكاتبة. انكفاء ترامب في المقابل، انسحب ترامب من عدد من المنظمات والمؤسسات الدولية مثل منظمة التجارة العالمية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومنظمة الصحة العالمية واتفاق باريس للمناخ، ومنتدى دافوس. كما قام بتقويض الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ، التي تُعد من أهم أدوات العولمة، وشنّ حملة على المتحولين جنسيا في قطاعي التعليم والأمن، وفرض رسوما جمركية أضعفت الروابط العابرة للحدود التي كانت تُسهم في انتشار رؤوس الأموال الأميركية عالميا، ومن المتوقع أن ينسحب من حلف الناتو قبل انتهاء ولايته الحالية، تضيف الكاتبة. وتوضح ستيبوشوفا أن فترة حكم الرئيس الديمقراطي باراك أوباما شهدت نقل الصناعات الأميركية إلى الصين، مما أدى إلى تخلف الولايات المتحدة في مجالات التكنولوجيات الحديثة والتجارة والتحالفات، ولم تحقق مكاسب اقتصادية إلا من خلال الإقراض بالدولار. ومن وجهة نظرها، فإن الاعتماد على الدولار كعملة احتياطية عالمية وعلى مخزون الأسلحة النووية لم يعد كافيا للولايات المتحدة من أجل الهيمنة على العالم، ما دفع النخبة الحاكمة إلى التركيز على تنمية الاقتصاد المحلي تجنبا للانهيار. حاجة ترامب لبوتين تتابع الكاتبة أن فرض العقوبات على روسيا ليس من أولويات ترامب، بل إن ما يشغله في المقام الأول هم انتخابات الكونغرس النصفية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، حيث يُعاد انتخاب ثلث أعضاء مجلس النواب كل عامين. وفي حال نجاح الحزب الديمقراطي في الفوز بأغلبية المقاعد، سوف يبدأ الديمقراطيون -وفقا للكاتبة- بشن موجة جديدة من الدعاوى القضائية ضد ترامب. وقد تراوحت هذه القضايا بين الطعن في قانونية عمليات الإقالة وبين الاتهامات بالخيانة. وحتى اليوم، بلغ عدد هذه القضايا 177 قضية على الأقل. وأضافت أن ترامب يحاول في الوقت الحالي توجيه ضربة قاضية لخصومه في الداخل برفع دعوى قضائية يتهم فيها إدارة جو بايدن بأنها غير دستورية، حيث كان المستشارون يديرون البلاد في ظل عجز الرئيس السابق عن القيام بمهامه. روسيا داعمة لترامب وفي الأثناء، تبرز روسيا -على حد تعبيرها- كطرف داعم لترامب في مواجهة أنصار العولمة، وهو ما قد يؤدي إلى إبرام اتفاق سلام مع أوكرانيا، أو على الأقل التوصل إلى هدنة بحلول نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. واعتبرت أن التقارب الروسي الأميركي قد يفتح المجال أيضا أمام مشاريع واعدة للشركات الأميركية في روسيا، وإلى ضمان توازن المصالح مع دول الجنوب العالمي. وختمت الكاتبة بأنه من المستبعد في ظل الظروف الراهنة أن تفرض الولايات المتحدة أي عقوبات على روسيا، ومن المرجح أن تنفذ واشنطن وعودها بالانسحاب من أوكرانيا.

بوتين يريد تعهدا كتابيا من الغرب بشأن أوكرانيا وترامب يرد
بوتين يريد تعهدا كتابيا من الغرب بشأن أوكرانيا وترامب يرد

الجزيرة

timeمنذ 9 ساعات

  • الجزيرة

بوتين يريد تعهدا كتابيا من الغرب بشأن أوكرانيا وترامب يرد

نقلت وكالة رويتز عن ثلاثة مسؤولين روس وصفتهم بالمطلعين أن شروط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا تتضمن الحصول على تعهد كتابي من قادة الغرب بوقف التوسع شرقا من قبل حلف شمال الأطلسي (ناتو) وإلغاء جزء كبير من العقوبات على موسكو، في حين قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه سوف يتصرف بطريفة مختلفة إذا ظهر أن الرئيس الروسي يتلاعب بهم. وقال مصدر روسي كبير قالت رويترز إنه مطلع على طريقة تفكير كبار مسؤولي الرئاسة الروسية (كرملين)، وطلب عدم الكشف عن هويته، "بوتين مستعد لصنع السلام ولكن ليس بأي ثمن". وذكرت المصادر الروسية الثلاثة أن بوتين يريد "تعهدا كتابيا" من الغرب بعدم توسع الناتو شرقا، بما يعني رسميا استبعاد قبول عضوية أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا وغيرها من الجمهوريات السوفيتية السابقة من الانصمام إلى الحلف. وأضافت المصادر أن روسيا تريد أيضا أن تلتزم أوكرانيا بالحياد، وأن يتم رفع بعض العقوبات الغربية المفروضة عليها، والتوصل لحل فيما يتعلق بقضية الأصول السيادية الروسية المجمدة في الغرب، وتوفير حماية للناطقين باللغة الروسية في أوكرانيا. وقال المصدر الأول إنه إذا أدرك بوتين أنه غير قادر على التوصل إلى اتفاق سلام بشروطه الخاصة، فسوف يسعى إلى أن يُظهر للأوكرانيين والأوروبيين من خلال الانتصارات العسكرية أن "السلام غدا سيكون أكثر إيلاما". وقال بوتين ومسؤولون روس مرارا إن أي اتفاق سلام يجب أن يعالج "الأسباب الجذرية" للصراع، وهو الاختصار الذي تستخدمه روسيا للإشارة إلى قضية توسع الناتو والدعم الغربي لأوكرانيا. وقالت كييف مرارا إنه لا ينبغي منح روسيا الحق في رفض تطلعاتها للانضمام إلى الناتو. وتقول أوكرانيا إنها بحاجة إلى أن يمنحها الغرب ضمانة أمنية قوية ذات صلاحيات لردع أي هجوم روسي في المستقبل. إحباط ترامب في غضون ذلك قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه "سوف يتصرف بطريفة مختلفة إذا ظهر أن الرئيس الروسي يتلاعب بنا، مشيرا إلى أنه سوف يكتشف ذلك قريبا. وشدد ترامب على أنه لا يستطيع أن يخمن ما إذا كان بوتين يريد إنهاء الحرب أم لا. وكان ترامبعبر مرارا عن رغبته في إنهاء أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية ، فقد أبدى إحباطا متزايدا خلال الأيام الماضية حيال تصرفات بوتين. وحذر ترامب أمس من أن الرئيس الروسي "يلعب بالنار" برفضه الانخراط في محادثات لوقف إطلاق النار مع كييف، في وقت تحقق فيه قواته مكاسب في ساحة المعركة. وبعد حديثه مع ترامب لأكثر من ساعتين الأسبوع الماضي، قال بوتين إنه وافق على صياغة مذكرة تفاهم مع أوكرانيا من شأنها أن تحدد معالم اتفاق سلام، بما في ذلك توقيت وقف إطلاق النار. وتقول روسيا إنها تعمل على صياغة نسختها من المذكرة، ولا يمكنها تقدير المدة التي سيستغرقها الأمر. وحذر ترامب، الذي يفتخر بعلاقاته الودية مع بوتين ويعبر عن اعتقاده بأن الزعيم الروسي يريد السلام، من أن واشنطن قد تفرض مزيدا من العقوبات إذا تأخرت موسكو في جهود التوصل إلى تسوية. "أصابه الجنون" وألمح ترامب على منصات التواصل الاجتماعي يوم الأحد الماضي إلى أن بوتين "أصابه الجنون" بعد أن شن هجوما جويا واسع النطاق على أوكرانيا الأسبوع الماضي. وذكر المصدر الأول أنه إذا رأى بوتين فرصة تكتيكية سانحة في ساحة المعركة، فسيتوغل أكثر في أوكرانيا، وأن الكرملين يعتقد أن البلاد قادرة على مواصلة القتال لسنوات مهما فرض الغرب من عقوبات وضغوط اقتصادية. وقال مصدر ثان إن بوتين صار أقل ميلا للتنازل عن الأراضي وإنه متمسك بموقفه العلني بأنه يريد المناطق الأربع بالكامل التي تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا. وأضاف "بوتين شدد موقفه" إزاء تلك الأراضي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store