
بكالوريا 2025: هكذا تم التحكم في الأنترنت دون قطعه كليا
شكرت وزارة التربية الوطنية، اليوم الثلاثاء، مختلف القطاعات الحكومية التي ساهمت في إنجاح مسابقة البكالوريا.
وأشارت الوزارة، في منشور على صفحتها الرسمية في فايسبوك، إلى أنها "عاينت بكل تقدير، المساهمات المتميزة لمختلف القطاعات في ضمان الجو العام الأمثل والتكفل الواسع بأبنائنا المترشحين للبكالوريا خارج مراكز إجراء الامتحان".
وكشفت الوزارة، في تشكرها لوزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، أن قطع الأنترنت تم فقط "على مراكز إجراء الامتحان ومحيطها، دون القطع الكلي، ممّا ضمن سلاسة وارتياحا عاما في الأوساط الأخرى ولدى عموم المواطنين".
وهي المرة الأولى التي لا يتم فيها قطع الأنترنت بصفة كلية منذ 2016.
وفي سياق متصل، شكرت الوزارة باقي القطاعات، على غرار وزارة الشباب، على مساهمتها المتميزة، من خلال فتح جميع دور الشباب على المستوى الوطني واستقبالها للمترشحين بخدمات إطعام ومبيت وخدمات للراحة في المستوى.
ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف، على مساهمتها المتمّزة من خلال فتحها للمؤسسات المسجدية للمترشحين، وتخصيص أماكن للمراجعة والتحضير بالمكتبات وأماكن للراحة.
وأيضا وزارة الداخلية، على مساهمتها الفعالة من خلال المديرية العامة للأمن الوطني في ضمان سلاسة حركة المرور، وكذا من خلال الجهود المبذولة من طرف السادة الولاة في التكفل بتنقل وإطعام المترشحين وفرق التأطير.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


إيطاليا تلغراف
منذ ساعة واحدة
- إيطاليا تلغراف
إيران تتعرض لهجوم إلكتروني وانقطاع للإنترنت بعدة محافظات
إيطاليا تلغراف نقلت وسائل إعلام إيرانية عن قيادة الأمن الإلكتروني في البلاد قولها، اليوم الثلاثاء، إن إسرائيل شنت 'حربا إلكترونية ضخمة' على البنية التحتية الرقمية لإيران، لكنها أضافت أنه تم صد عدد كبير من الهجمات بنجاح. كما تحدثت تقارير إعلامية عن انقطاع واسع في الإنترنت بعدة محافظات إيرانية. وشل هجوم إلكتروني الثلاثاء بنك سبه -أحد المصارف المملوكة للدولة الإيرانية- على ما ذكرت وكالة فارس للأنباء، في حين تدور مواجهة عسكرية متصاعدة بين إيران وإسرائيل. وذكرت وكالة فارس 'استهدف هجوم إلكتروني البنية التحتية لبنك سبه ما أدى إلى اضطرابات في خدمات المؤسسة عبر الإنترنت'، مضيفة أن حل المشكلة متوقع في الساعات المقبلة. وزعمت مجموعة قرصنة إلكترونية مناهضة للحكومة الإيرانية في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، اليوم الثلاثاء، أنها دمرت بيانات البنك. وترتبط المجموعة بعلاقات محتملة مع إسرائيل ولديها تاريخ من الهجمات الإلكترونية المدمرة على إيران. وجاء في رسالة منشورة على الإنترنت أن المجموعة المعروفة باسم (جونجيشكي داراندي) أو العصفور المفترس، قامت باختراق البنك الذي اتهمته بالمساعدة في تمويل الجيش الإيراني. ويأتي الاختراق وسط تصاعد الأعمال القتالية بين إسرائيل وإيران، بعد أن هاجمت إسرائيل عدة أهداف عسكرية ونووية في إيران الأسبوع الماضي، وتبادل الجانبان عدة هجمات صاروخية في الأيام التالية. المصدر: الجزيرة + وكالات


إيطاليا تلغراف
منذ ساعة واحدة
- إيطاليا تلغراف
ماذا يمنع قيس سعيّد من التواصل مع الشرع؟
إيطاليا تلغراف نشر في 17 يونيو 2025 الساعة 17 و 09 دقيقة إيطاليا تلغراف عمر كوش كاتب وباحث سوري يثير موقف النظام التونسي تجاه الإدارة السورية الجديدة، والرئيس أحمد الشرع، تساؤلاتٍ عديدة عن وجاهة الموقف وحيثياته، إذ لم يكلّف الرئيس قيس سعّيد نفسه التواصل مع نظيره السوري بالافتراق عن مواقف غالبية القادة العرب، فلم يرسل برقيةَ تهنئةٍ إلى الشرع، ولا وفوداً دبلوماسية لإجراء محادثاتٍ مع الإدارة السورية، بل لم يخرج من الحكومة التونسية أيّ موقفٍ يعبّر عن دعمها تطلّعات الشعب السوري، ما يعكس نوعاً من الموقف الرافض للتغيير الحاصل في سورية بعد فرار بشّار الأسد. يطاول السؤال هنا مدى تماشي هذا الموقف مع مصلحة الدولة والشعب التونسيين والعلاقات العربية، ويطاول كذلك العائق الذي يقف حائلاً دون تواصل سعيّد مع الشرع، وعمّا إذا كان يعكس موقفه الأيديولوجي، الذي يضعه في موقف الرافض للتغيير السوري، خشية تأثير نموذجه في سرديته التي استخدمها لتبرير إحكام قبضته على الوضع التونسي. ما زالت تونس ترفض قبول ما حملته رياح التغيير السوري، لأنها بنت سرديتها على صراعها مع جماعات إسلامية يبدو أن الموقف التونسي من الإدارة السورية الجديدة يتّسق مع الانقلاب الدستوري الذي قام به سعيّد من خلال الإجراءات الاستثنائية التي فرضها في 25 يوليو/ تموز 2021، وأفضت إلى ضرب الحياة السياسية، وإغلاق البرلمان، والسيطرة على قصر الحكومة، وفرض حالة الطوارئ في البلاد، وما استتبعها مع إجراءات وخطوات. كما يتّسق مع دور العرّاب الأول الذي حاولت الرئاسة التونسية أن تلعبه من أجل إعادة نظام الأسد إلى جامعة الدول العربية، وعودته إلى الحضن العربي، ويتّسق أيضاً مع الخطوات التطبيعية معه التي بدأتها في 5 يوليو/ تموز 2022، حين التقى وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، بالرئيس التونسي على هامش احتفالات الذكرى 60 لاستقلال الجزائر. وقتها، لم يكتف سعيّد بالطلب من المقداد 'نقل تحياته إلى بشّار الأسد'، بل راح يتفاخر بأن 'الإنجازات التي حقّقتها سورية، والخطوات التي حقّقها الشعب التونسي ضدّ قوى الظلام والتخلّف، تتكامل مع بعضها لتحقيق الأهداف المشتركة للشعبَين الشقيقَين في سورية وتونس'، في تماهٍ كامل بين سرديتي نظامه ونظام الأسد. وتلا اللقاء إعادة فتح السفارتَين التونسية والسورية في كلّ من دمشق وتونس في 12 إبريل/ نيسان 2023. ثمّ جرى لقاء ودود جداً بين قيس سعيّد وبشّار الأسد في 19 مايو/ أيار 2023 في جدّة، على هامش أعمال القمة العربية، فلم يفوّت سعيّد الفرصة في ذلك الوقت كي يهاجم حركة النهضة، مدّعياً أن 'هذا اللقاء التاريخي يعكس علاقات الأشقّاء بين تونس وسورية، بعكس ما ادّعاه بعضهم في وقت من الأوقات، بأنهم أصدقاء سورية، في حين أنهم ساهموا في معاناة الشعب'. ولم يتوقّف الأمر عند هذا الحدّ، بل إنه عند بداية 'ردع العدوان'، العملية التي أطلقتها فصائل المعارضة السورية، أصدرت الخارجية التونسية بياناً في 4 ديسمبر/ كانون الأول 2024، ندّدت فيه 'بشدّة بالهجمات الإرهابية التي استهدفت شمال سورية'، وأعربت عن 'تضامنها التام مع الجمهورية العربية السورية'. وبعد فرار بشّار الأسد إلى روسيا (8 ديسمبر/ كانون الأول 2024) بيوم، اضطرت تونس الرسمية إلى إجراء تعديل طفيف على موقفها، فلم تكرّر حديثها عن 'هجمات وجماعات إرهابية في سورية'، بل اكتفت بكلام عامّ عن سلامة الأراضي السورية ووحدتها أولوية بالنسبة إليها. تجادل تونس الرسمية بأنها عانت من الجماعات الإسلامية التي تصفها بالمتطرّفة، ولا تزال تعتبر الإدارة السورية جماعةً متطرّفةً استولت على الحكم بالقوة، ولا تنظر في سلوك الإدارة خلال الستّة أشهر الماضية، وما صاحبها من تغييرات كثيرة. إضافة إلى أن الحكومة التونسية تتذرّع بمخاوفها من عودة المقاتلين التوانسة الذين انضمّوا إلى فصائل المعارضة السورية إلى بلادهم، ولا تأخذ في الاعتبار أن الإدارة السورية لن تسمح لهم بتهديد أحد، فضلاً عن أنها بدأت بحلّ مشكلتهم عبر خطّة تقضي بدمجهم في الجيش السوري الجديد، وهو حلّ نال موافقة الولايات المتحدة، ومعها موافقة معظم البلدان التي ينحدر منها المقاتلون الأجانب في سورية. وكان الأجدى بالحكومة التونسية أن تتواصل مع الإدارة السورية بغية البحث عن مخرج مشترك لوضعهم، بوصفهم مواطنين تونسيين، بدلاً من أن تتّخذ إجراءات أحادية من أجل منع عودتهم إلى بلادهم، مع العلم أن غالبيتهم العظمى ليست في وارد العودة إليها. فضلاً عن أن التقارير الحقوقية الدولية تفيد بأن معظم المقاتلين التوانسة في سورية انضموا إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ويوجد حالياً القسم الأعظم منهم في سجون قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، فيما تُحتجَز عائلاتهم في مخيَّمي 'الهول' و'روج'. وهو أمر تصمت عنه الحكومة التونسية. ترى أنظمة عربية في النموذج السوري خطراً عليها، يقدّم نفسه نموذجاً متصالحاً مع العالم والمجتمع، ويشكّل حافزاً جديداً لتحرّك شعبي ضدّها مثّل سقوط الأسد السريع ما يشبه الزلزال بالنسبة إلى رصفائه وداعميه، وغيّرت أنظمة عديدة مواقفها من الإدارة السورية الجديدة بعد إسقاطه، بالنظر إلى اعتبارات عديدة، وخصوصاً الرسائل المطمئنة التي أرسلتها دمشق إلى كلّ دول الجوار والعالم، بأنها لن تكون مصدر تهديد لأيّ منها، بل تسعى إلى أن تكون دولةً طبيعيةً، تبني علاقاتها الدولية بناءً على الحوار والتفاهم والمصالح المشتركة، الأمر الذي قابلَته دول الإقليم، ودول الخليج العربي على وجه الخصوص، بقبول ما حمله التغيير السوري، وباحتضان غير مشروط له، وكذلك فعلت دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لكنّ تونس ما زالت ترفض القبول بما حملته رياح التغيير السوري، بالنظر إلى أن أنظمتها بنت سرديّتها الانقلابية على صراعها مع جماعات إسلامية، وتتّخذ موقفاً يضع كلّ الجماعات الإسلامية في سلّة واحدة. والأهم أن هذه الأنظمة ترى في النموذج السوري خطراً عليها، لأنه يقدّم نفسه نموذجاً متصالحاً مع العالم والمجتمع، الأمر الذي تراه هذه الأنظمة حافزاً جديداً لتحرّك شعبي ضدّها، خصوصاً أنها تشهد تفاقمَ وتيرة الاستياء الشعبي المتراكم ضدّ سياساتها، التي أفضت إلى تدهور الوضع المعيشي لشعوبها، وتفشّي الفساد في مختلف مفاصل حكمها. التالي أوراق إيران الرابحة وحماقة إسرائيل وأميركا


إيطاليا تلغراف
منذ 2 ساعات
- إيطاليا تلغراف
أوراق إيران الرابحة وحماقة إسرائيل وأميركا
إيطاليا تلغراف كريس هيدجيز كاتب ومراسل عسكري أميركي لطالما حاولت إسرائيل وحلفاؤها من المحافظين الجدد في الولايات المتحدة إشعال حرب مع إيران – حرب لا تستطيع إسرائيل ولا الولايات المتحدة الانتصار فيها، وستؤدي إلى ردود فعل انتقامية شرسة. المحافظون الجدد الذين خططوا للحروب الكارثية في أفغانستان، والعراق، وسوريا، وليبيا – ولم يُحاسبوا قط على إهدار 8 تريليونات دولار من أموال دافعي الضرائب، إضافة إلى 69 مليار دولار أُهدرت في أوكرانيا – يبدو أنهم يستعدون لجرّنا إلى فشل عسكري آخر، هذه المرة مع إيران. لكن إيران ليست العراق، ولا أفغانستان، ولا لبنان، ولا ليبيا، ولا سوريا، ولا اليمن. إيران هي الدولة السابعة عشرة في العالم من حيث المساحة، وتعادل مساحتها مساحة أوروبا الغربية. عدد سكانها يقارب 90 مليون نسمة – أي عشرة أضعاف سكان إسرائيل – وتملك موارد عسكرية وتحالفات مع الصين وروسيا تجعلها خصمًا مخيفًا. شنت إيران هجمات انتقامية على إسرائيل ردًا على موجات من الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية وقتلت العديد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين وستة علماء نوويين. سُجلت انفجارات فوق أفق تل أبيب والقدس وغيرهما، وتظهر لقطات مصورة على الأرض في تل أبيب انفجارًا هائلًا يُعتقد أنه ناتج عن صاروخ، مع تقارير عن انفجارات أخرى في نحو نصف دزينة من المواقع في محيط المدينة. قال مسؤول إيراني كبير لوكالة رويترز: 'انتقامنا بدأ للتو، وسيدفعون ثمنًا باهظًا لقتل قادتنا وعلمائنا وشعبنا'. وأضاف أن 'لا مكان سيكون آمنًا في إسرائيل'، وأن 'انتقامنا سيكون مؤلمًا'. قال أليستر كروك، الدبلوماسي البريطاني السابق وعضو الاستخبارات البريطانية (MI6)، في مقابلة أجريتها معه عن المحافظين الجدد: 'يعتقدون أن الحرب ستكون سهلة. يريدون إعادة فرض القوة والقيادة الأميركية. يرون أن تحطيم بلد صغير من حين لآخر مفيد لذلك'. وأضاف أن هؤلاء المحافظين الجدد، المتحالفين مع قيادة بنيامين نتنياهو في إسرائيل، 'لا يتسامحون مع أي قوة منافسة، أو أي تحدٍ للقيادة الأميركية وعظمتها'. وسيسعون لخلق 'حقائق على الأرض' – أي حرب بين إسرائيل وإيران – من شأنها أن 'تدفع ترامب نحو الحرب مع إيران'. رغم ضعف سلاح الجو الإيراني، الذي يتألف من مقاتلات قديمة، فإن إيران مزودة جيدًا بأنظمة الدفاع الجوي الروسية، وصواريخ صينية مضادة للسفن، وألغام ومدفعية ساحلية. ويمكنها إغلاق مضيق هرمز، أهم نقطة عبور للنفط في العالم والتي يمر منها 20% من الإمدادات العالمية. هذا قد يضاعف أو يثلّث أسعار النفط ويشل الاقتصاد العالمي. تمتلك إيران ترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية يمكن أن تطلقها على إسرائيل، وكذلك على قواعد أميركية في المنطقة. ورغم إمكانية اعتراض الموجات الأولى، فإن الهجمات المتكررة ستستنزف سريعًا مخزون الدفاعات الجوية لدى إسرائيل والولايات المتحدة. إسرائيل غير قادرة على تحمل حرب استنزاف، مثل الحرب التي استمرت ثماني سنوات بين إيران والعراق والتي انتهت – رغم الدعم الأميركي لنظام صدام حسين – بحالة جمود، أو مثل احتلالها جنوب لبنان لمدة 18 عامًا، والذي انتهى بانسحابها في مايو/ أيار 2000 بعد خسائر متكررة على يد حزب الله. حين شنت إيران، ضمن عملية 'الوعد الصادق'، أكثر من 300 صاروخ باليستي ومجنح على مواقع عسكرية واستخباراتية إسرائيلية في (13 و14 أبريل/ نيسان 2023)، ردًا على قصف إسرائيلي للسفارة الإيرانية في دمشق، اعترضت الولايات المتحدة معظمها. قال جون ميرشايمر، الأستاذ في قسم العلوم السياسية بجامعة شيكاغو وخريج ويست بوينت: 'إسرائيل لا تستطيع صد هجوم صاروخي إيراني'. وأضاف: 'نحن أمام وضع مثير للاهتمام، فإسرائيل لا تستطيع الانتصار في هذه الحروب، لكنها تجعلها حروبًا طويلة الأمد تكون فيها معتمدة بشدة على الولايات المتحدة'. وأضاف: 'لدينا أصول كثيرة في الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط، وكذلك في إسرائيل نفسها والبحر الأحمر. هذه الأصول مصممة لمساعدة إسرائيل في حروبها. لا يقتصر الأمر على إيران فقط، بل يشمل الحوثيين وحزب الله أيضًا. نحن منخرطون بعمق في مساعدتهم في القتال، ولم يكن الأمر كذلك في 1973 أو في أي وقت قبل هذه الحرب'. يعتقد الإسرائيليون وحلفاؤهم من المحافظين الجدد أنهم قادرون على القضاء على برنامج التخصيب النووي الإيراني بالقوة، وقطع رأس الحكومة الإيرانية لتركيب نظام عميل. هذا المنطق، الذي لا يستند إلى الواقع، فشل بالفعل في أفغانستان، والعراق، وسوريا، وليبيا، لكنهم لا يعترفون بذلك. في الوقت نفسه، تريد إسرائيل صرف أنظار العالم عن الإبادة الجماعية والمجاعة الجماعية التي تنفذها في غزة، والتطهير العرقي المتسارع في الضفة الغربية. وقد قُطع الاتصال بالإنترنت تمامًا في غزة، وباتت الضفة الغربية تحت حصار شامل. قال ميرشايمر: 'يدرك الإسرائيليون أنه إذا حصل تصعيد عام، فلن ينتبه أحد كثيرًا للفلسطينيين'. وأضاف: 'سيكون الناس مستعدين لتبرير أكثر لإسرائيل مما لو كانت الأوضاع هادئة. لذا دعونا نصعد الأمور، لنخلق حالة صدام شاملة، والنتيجة أننا سنتمكن من تنفيذ تطهير واسع النطاق في غزة، وربما في الضفة أيضًا'. سيؤدي الهجوم الإيراني، في نهاية المطاف، إلى مئات ثم آلاف القتلى. وستلجأ إيران إلى الشيعة في المنطقة في إطار ما ستقدمه كـ'حرب ضد التشيع'، ثاني أكبر طائفة في الإسلام. والتي ينتشر أفرادها في دول الخليج، وباكستان، وتركيا. أما في العراق، فيشكل الشيعة الأغلبية. سيدعم النظام العراقي ذو الأغلبية الشيعية إيران. وسيتواصل تعطيل حركة الملاحة في البحر الأحمر من اليمن، مع استهداف إسرائيل بهجمات بالطائرات المسيرة. وسيتجدد هجوم حزب الله على شمال إسرائيل، رغم الأضرار التي لحقت به. ومن المتوقع وقوع هجمات إرهابية على القواعد الأميركية في المنطقة، وربما حتى على الأراضي الأميركية، إلى جانب تخريب واسع في إنتاج النفط بالخليج. ستمتلك إيران قريبًا ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي. وستكون الحرب دافعًا قويًا لصنع قنبلة، خاصة مع امتلاك إسرائيل مئات الأسلحة النووية. وإذا حصلت إيران على قنبلة، فستليها تركيا ودول عربية أخرى. وستنهار الجهود لمنع انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. وكما يشير ميرشايمر، فإن الحرب ستعزز أيضًا التحالف بين إيران، وروسيا، والصين. قال: 'دفعت الولايات المتحدة كلًا من الصين، وروسيا، وكوريا الشمالية، وإيران إلى التقارب الشديد'. وأضاف: 'لقد شكلت كتلة مترابطة. وبفعل الحرب في أوكرانيا، تقاربت روسيا والصين، وبفعل ما يجري في الشرق الأوسط، تقاربت إيران وروسيا. الولايات المتحدة تساعد إسرائيل، لكن يجب أن ندرك أن روسيا تساعد إيران. ليس من مصلحة أميركا أن تتقارب الصين وروسيا ضد واشنطن. وليس من مصلحتها أن تتعاون إيران وروسيا ضد إسرائيل والولايات المتحدة'. وتابع: 'دائمًا ما توجد إمكانية أن تتورط روسيا في هذه الحرب، إذا تصاعدت بين إيران من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، لأن روسيا أصبحت الآن تملك مصلحة حقيقية في دعم إيران'. قد تستمر الحرب شهورًا، وربما سنوات. ستكون حربًا جوية في الأساس، بين الطائرات الإسرائيلية والصواريخ الإيرانية. لكن إخضاع إيران سيتطلب ربما نشر مليون جندي أميركي لغزو واحتلال البلاد. وسينتهي مثل هذا الاحتلال بهزيمة مذلة كما حدث في العراق، وأفغانستان. الوهم الإسرائيلي المتمثل في قدرتهم على تدمير إيران بضربات جوية، نسخة محدّثة من 'الصدمة والرعب' في العراق عام 2003. لكن كمية القنابل المطلوبة، خصوصًا لتدمير المنشآت النووية الإيرانية المحصنة تحت الأرض، ستكون هائلة. في عملية تصفية قيادة حزب الله في بيروت، بما في ذلك حسن نصر الله، استخدمت إسرائيل قنابل خارقة للتحصينات تزن 2000 رطل من نوع JDAM. قال كروك: 'إذا كنت ستطلق طائرات 'إف-35″ محملة بصواريخ JDAM، فكل واحدة منها تزن حوالي 14 طنًا'. وأضاف: 'المشكلة ليست فقط في الوزن، بل في الوقود الذي تستخدمه. يجب إعادة التزود بالوقود مرة أو مرتين، ثم خوض معركة جوية لقمع الدفاعات. نحن نتحدث عن عملية ضخمة. هل تستطيع أميركا فعل ذلك؟ الإيرانيون يملكون أنظمة دفاع جوي متعددة ورادارات قوية، بما في ذلك رادارات ما وراء الأفق'. فلماذا إذن نذهب إلى الحرب مع إيران؟ لماذا ننسحب من اتفاق نووي لم تخرقه إيران؟ لماذا شيطنة حكومة تعادي طالبان وتنظيمات تكفيرية أخرى، منها القاعدة وتنظيم الدولة؟ لماذا نزعزع الاستقرار في منطقة شديدة الهشاشة أصلًا؟ الجنرالات والساسة وأجهزة الاستخبارات والمحافظون الجدد ومصانع الأسلحة والمحللون المزعومون والنجوم الإعلاميون ولوبي إسرائيل، لن يتحملوا المسؤولية عن عقدين من الفشل العسكري. إنهم بحاجة إلى كبش فداء. هذا الكبش هو إيران. الهزائم المهينة في أفغانستان والعراق، وانهيار الدولة في سوريا وليبيا، وانتشار الجماعات المتطرفة والمليشيات التي دربناها وسلحناها، واستمرار الهجمات الإرهابية عالميًا – يجب أن يتحملها أحد. الفوضى التي أطلقناها، خصوصًا في العراق وأفغانستان، جعلت من إيران القوة الإقليمية الكبرى. لقد مكّنا خصمنا، ولا نعرف كيف نغير هذا سوى بمهاجمته. القانون الدولي، وحقوق ما يقرب من 90 مليون إنسان في إيران، يتم تجاهلهما، كما تم تجاهل حقوق شعوب أفغانستان والعراق وليبيا واليمن وسوريا. الإيرانيون، بغض النظر عن موقفهم من حكومتهم، لا يرون في الولايات المتحدة حليفًا أو محررًا. لا يريدون أن يُهاجَموا أو يُحتلوا. وسيردّون. وسندفع نحن، وإسرائيل، الثمن.