logo
«هزيمة» أم «تراجع»؟

«هزيمة» أم «تراجع»؟

المغرب اليوم٢١-٠٤-٢٠٢٥

أوائل القرن الماضي صدر كتاب من جزأين للمفكر أُوزوَلد شبينغلر بعنوان «تراجع الغرب» أثار جدلاً واسعاً طيلة عقود. وقبل وفاته بأشهر، صدر للكاتب والمفكر الفرنسي إيمانويل تود كتاباً اختار له عنوان «هزيمة الغرب» (دار الساقي) كأنه استكمال أو حسم للكتاب الأول.
لا يُخفي تود، الذي توفي بعد صدور كتابه بقليل، موقفه النقدي من الحضارة الغربية وما آلت إليه. وهو لا يُخفي أيضاً إعجابَه بالتجربة الروسية، وما أدّاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للدولة الكبرى، في مقابل التراجع الذي سجله الغرب. حتى في النزاع الروسي - الأوكراني يُحمّل تود أوكرانيا المسؤوليةَ الكبرى، وليس موسكو، ويُبدي إعجاباً شديداً بصمود الكرملين، مع أن موسكو لا تزال تخوض حرباً قاسية في مواجهة الغرب وحليفته أوكرانيا.
يرسم تود هذه اللوحة الإعجابية بالروس استناداً إلى أرقام لا تقبل الشك.
بين عامي 2000 و2017؛ المرحلة الرئيسية في إرساء الاستقرار خلال عهد بوتين، انخفض معدل الوفيات الناجمة عن الكحوليات في البلاد من 25.6 لكل مائة ألف نسمة إلى 8.4، ومعدّل الانتحار من 39.1 إلى 13.8، ومعّدل جرائم القتل من 28.2 إلى 6.2. هذا يعني، بالأرقام الإجمالية، أن الوفيات الناجمة عن الكحوليات قد انخفضت من 37 ألفاً و214 حالة سنوياً إلى 12 ألفاً و276 حالة، وكذلك حالات الانتحار من 56 ألفاً و934 إلى 20 ألفاً و278، والقتل من 41 ألفاً و90 جريمة إلى 9 آلاف و48. هو بلد عاش هذا الارتقاء خلال وقت يُقال لنا فيه إنه في «هبوط مديد إلى الجحيم».
بحلول عام 2020، انخفض معدّل جرائم القتل بصورة أكبر، فبلغ 4.7 لكل 100 ألف نسمة، أي أقل 6 مرّات مما كان عليه عندما تولّى بوتين السلطة. أما معدّل الانتحار فانخفض في عام 2021 إلى 10.7، أي أقل بـ3.6 مرة.
وبشأن المعدّل السنوي لوفيات الرضّع، فقد تراجع من 19 لكل ألف «طفل وُلدوا أحياء» في عام 2000، إلى 4.4 في عام 2020، أي إنه أخفضُ من المعدّل الأميركي البالغ 5.4 (وفق «اليونيسف»). لكن بقدر ما يتعلّق هذا المؤشر الأخير بِأَوْهَنِ أفراد المجتمع، تأتي أهميته، خصوصاً في تقييم الحالة العامة لهذا المجتمع.
يشدد تود أيضاً على انخفاض مُعَدَّلَيْ الوفيات والبطالة في روسيا، وارتفاع مستوى المعيشة، وعلى أن روسيا عثرت على مكانة لها في التقدم الاقتصادي، وحققت نجاحاً مذهلاً في مجال الزراعة، فهي لم تحقق الاكتفاء الذاتي فقط؛ بل أصبحت من أكبر مصدّري المنتجات الزراعية في العالم. إضافة إلى ذلك كله، حافظت على مكانتها بصفتها ثانيَ أكبر مصدّر للأسلحة في العالم. ولم يَقلّ نجاحها في حقل الإنترنت، الذي هو جوهر الحداثة... واللائحة تطول.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فضيحة في اليونان.. راقصات عمود "شبه عاريات" أمام قصر تاريخي يثرن عاصفة من الغضب (فيديو)
فضيحة في اليونان.. راقصات عمود "شبه عاريات" أمام قصر تاريخي يثرن عاصفة من الغضب (فيديو)

روسيا اليوم

timeمنذ 10 دقائق

  • روسيا اليوم

فضيحة في اليونان.. راقصات عمود "شبه عاريات" أمام قصر تاريخي يثرن عاصفة من الغضب (فيديو)

وأظهرت وسائل إعلام يونانية لقطات مصورة لمتفرجين بريطانيين وهم يشاهدون جلسة التصوير خارج قصر القديس ميخائيل والقديس جاورجيوس، في الساعات الأولى من صباح اليوم. ويُظهر أحد المقاطع امرأتين تتأرجحان على العمود وهما ترتديان ملابس داخلية حمراء زاهية. وفي لقطة أخرى، تظهر امرأة ترتدي ملابس سوداء كاشفة بينما تقوم امرأة بريطانية بتشجيعها قائلة: "أحسنتِ يا شيلي، رائع!" من جهتها، صحيفة "بروتوثيما" اليونانية علقت: "من الطبيعي أن تكون هناك ردود فعل عدة حول من منح الإذن بإجراء هذه الجلسة التصويرية في وسط المدينة". يشار إلى أن القصر الملكي السابق، الذي أمر بتشييده المفوض السامي البريطاني السير توماس مايتلاند وصمّمه الكولونيل جورج ويتمور، يحتل موقعاً بارزا في المدينة القديمة في كورفو، المدرجة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو. وعبّر العشرات من السكان المحليين عن غضبهم عبر الإنترنت بسبب الجلسة التي وصفوها بـ"المخزية"، مع الإشارة إلى أن الراقصات ربما كنّ بريطانيات. وكتب أحد المعلقين وهو باناجيوتيس كالوجيروس، على الفيسبوك فقال: "قصور كورفو كانت يوما ما تستضيف أفراد العائلة المالكة، والآن تستضيف رقصاً على العمود". وكتب آخر: "لو رأى اللورد بايرون رقصا على العمود في القصور، لكان عاد إلى إنجلترا دون تردد". وتساءل آخرون: "هل كانوا ليفعلوا الشيء نفسه أمام قصر باكنغهام؟ بالطبع لا. هنا نحن دائماً الأقل شأناً في أوروبا خلال العطلات والإسراف في الشرب". وأعرب البعض عن قلقهم من أن تكون قاعدة العمود قد ثُبتت عبر اختراق ألواح الأرضية، رغم عدم وجود أي دليل على أن الموقع قد تضرر. وقد صُمم قصر القديس ميخائيل والقديس جاورجيوس على الطراز النيوكلاسيكي البريطاني أوائل القرن التاسع عشر، ولا يزال قائما حتى اليوم كأحد النماذج المحفوظة من عمارة فترة الريجنسي. وتساءل العديد من المستخدمين على فيسبوك عن كيفية حصول الفريق على الإذن لإجراء الجلسة، وطالب البعض بموقف من سكان المركز التاريخي والجمعيات المحلية، بل ودعا بعضهم إلى تدخل الشرطة. ووفقا لتقارير محلية، فإن إدارة متحف الفن الآسيوي، الذي يقع داخل القصر حاليا، لم تكن على علم بهذه الجلسة. لكن لم تكن كل الآراء سلبية تجاه الراقصات، فقد دافع مستخدم "فيسبوك" بيل ميتالينوس عن الأداء قائلا: "ما نراه هو مجرد كواليس تصوير فوتوغرافي. الرقص جزء من الثقافة، لكن هذا النوع يساء فهمه غالبا". وأضاف: "نعم، المفهوم قد يسيء إلى القصر، لكنه مكان عام مفتوح وغير محاط بعلامات واضحة أو حراسة. لا أرى سبباً لمنع من يريد التقاط صور فيه". وتابع: "لكن لنر مدى نفاقنا. لقد سمحنا بمرور مركبات ثقيلة تحت القوس المؤدي إلى القصر، ونرسل كل الأدخنة إلى التوفوبيترا، التي تآكلت من كثرة الغازات السامة... وبدلا من أن نصرخ بسبب الضرر الذي نلحقه بأنفسنا، نصرخ بسبب جلسة تصوير أجراها بعض المحترفين". في المقابل، عارضه مستخدم آخر قائلا: "ما علاقة الرقصات التقليدية بالتعري هنا؟ شخصيا، لو كانت ابنتي هناك، لشعرت بالخجل". جدير بالذكر أن القصر شُيّد خلال خمس سنوات بعد حروب نابليون، بعدما أصبحت جزر البحر الأيوني، بما فيها كورفو، محمية بريطانية بموجب معاهدة باريس عام 1815. وقد تحوّلت كورفو حينها إلى مقر المفوض السامي البريطاني، وكان توماس مايتلاند هو من أمر ببناء القصر كمقر رسمي له. وشهدت بريطانيا نهضة معمارية على طراز الريجنسي بعد انتهاء الحروب النابليونية، مستعيدة الأنماط المعمارية الكلاسيكية من اليونان وروما، والتي انتقلت إليها في الأصل عبر المعماريين الإيطاليين منذ القرن السادس عشر.المصدر: "ديلي ميل" خلال حفلها مؤخرا في مدينة مونتريال الكندية، تعرضت النجمة العالمية شاكيرا لموقف غير متوقع سرعان ما انتشر خبره بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي. في حديث صريح ومؤثر، كشفت ميغان ماركل دوقة ساسكس عن الفجوة بين توقعاتها للأمومة والواقع الذي عاشته. أغلق مختبر حكومي أمريكي يدرس أخطر الأمراض في العالم بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، وذلك بعد مشاجرة بين عالمين كانا على علاقة عاطفية.

بلاغ جديد من وزارة الأوقاف للحجاج المغاربة
بلاغ جديد من وزارة الأوقاف للحجاج المغاربة

ناظور سيتي

timeمنذ 11 دقائق

  • ناظور سيتي

بلاغ جديد من وزارة الأوقاف للحجاج المغاربة

ناظورسيتي: متابعة أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عن مستجد مهم يهم الحجاج المغاربة ضمن التنظيم الرسمي لموسم الحج 2025، حيث تقرر ابتداءً من يوم الإثنين 26 ماي الجاري، توجيه الرحلات الجوية من مختلف مطارات المملكة صوب مطار جدة، مع التوجه مباشرة نحو مكة المكرمة دون المرور بالمدينة المنورة. ودعت الوزارة، في بلاغ لها، كافة الحجاج المعنيين إلى اصطحاب ملابس الإحرام معهم داخل الطائرة، من أجل الإحرام جواً عند بلوغ ميقات "رابغ". ويهم هذا القرار جميع الرحلات المبرمجة في إطار التنظيم الرسمي، حيث ستكون الرحلة الأولى المعنية به هي الرحلة رقم SV3320، والتي ستنطلق من مطار الرباط-سلا يوم الإثنين 26 ماي 2025، على الساعة الخامسة وخمس دقائق صباحًا. ويأتي هذا التعديل في إطار الترتيبات الجديدة التي تهدف إلى تسهيل إجراءات تنقل الحجاج وضمان سلاسة الوصول إلى مكة المكرمة.

ناصر بوريطة يمثل جلالة الملك في حفل تنصيب رئيس الإكوادور
ناصر بوريطة يمثل جلالة الملك في حفل تنصيب رئيس الإكوادور

الألباب

timeمنذ 11 دقائق

  • الألباب

ناصر بوريطة يمثل جلالة الملك في حفل تنصيب رئيس الإكوادور

الألباب المغربية/ مصطفى طه حل ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الجمعة 23 ماي الجاري بكيتو، لتمثيل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في حفل تنصيب رئيس الإكوادور، السيد دانييل نوبوا. حري بالذكر، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس بعث برقية تهنئة إلى فخامة السيد دانييل نوبوا أزين، بمناسبة إعادة انتخابه رئيسا لجمهورية الإكوادور.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store