
تحديد الهوية البشرية... من فحوص الدم إلى الحمض النووي
لم يكن تحديد الهوية البشرية قاطعاً دائماً، فقبل اختبارات الحمض النووي، استخدم المجتمع العلمي أدوات بيولوجية أخرى لتحديد هوية الأشخاص وعلاقاتهم البيولوجية، وكانت هذه التقنيات، التي شملت تحديد فصيلة الدم والفحوص المصلية واختبارات "مستضد الكريات البيضاء البشرية"، مفيدة في بعض الاختبارات، لكنها لم تكن قاطعة في تعريف العلاقات البيولوجية وتحديدها.
مع ظهور اختبارات الحمض النووي في أواخر سبعينيات وأوائل ثمانينيات القرن الماضي، رأى العلماء إمكان وجود اختبارات أكثر دقة لتعريف العلاقات البيولوجية وتحديدها. وبفضل اختبارات الحمض النووي، أصبح بإمكاننا الآن تحديد هوية الأفراد وأقاربهم البيولوجيين بدقة غير مسبوقة.
فكيف تطورت فحوص تحديد الهوية البشرية بدقة عبر التاريخ، لتصل إلى التقنيات الطبية المعتمدة اليوم؟
في أوائل عشرينيات القرن الـ20 حدد العلماء أربع فصائل دموية مختلفة لدى البشر بناء على وجود بروتينات معينة في الدم (بيكساباي)
تحديد الفصائل الدموية
في أوائل عشرينيات القرن الـ20، حدد العلماء أربع فصائل دموية مختلفة لدى البشر بناء على وجود بروتينات معينة (مستضدات) في الدم. وزود نظام تحديد الفصائل الدموية، المعروف بنظام ABO، الأطباء بمعلومات بالغة الأهمية عن مرضاهم، مما مكنهم من نقل الدم، من خلال مطابقة فصيلة دم المتبرع والمتلقي.
أدرك العلماء أن فصائل الدم موروثة بيولوجياً، ويمكن التنبؤ بفصيلة دم الطفل بناء على فصيلة دم الوالد البيولوجي. في المقابل، إذا كانت فصيلة دم أحد الوالدين غير معروفة، يمكن استخدام فصيلة دم الطفل والأب أو الأم المعروفين لتحديد فصيلة دم الأب أو الأم المفقودين. ومع ذلك، نظراً إلى محدودية المعلومات المستمدة من تحليل فصائل الدم، كان من الصعب تحديد العلاقات البيولوجية بصورة قاطعة.
الاختبارات المصلية
وبعدها وتحديداً في ثلاثينيات القرن الـ20، اكتشف العلماء بروتينات أخرى على سطح خلايا الدم، يمكن استخدامها لتحديد هوية الأشخاص. واستندت أنظمة فصائل الدم Rh وKell وDuffy، مثل نظام الدم ABO، إلى وجود مستضدات محددة موروثة بيولوجياً، مما وفر قوة إضافية لحل التساؤلات حول العلاقات البيولوجية.
مع ذلك لا يعد الاختبار المصلي حاسماً في حل مسائل العلاقات البيولوجية، إذ تبلغ قوة الاستبعاد (تحديد عدم وجود علاقة بيولوجية) للاختبار المصلي 40 في المئة، وهذا يعني أن هذه التقنية وحدها، مثل نظام ABO غير فعالة.
مستضد الكريات البيضاء البشرية
وبقيت الأمور على حالها حتى منتصف سبعينيات القرن الماضي حين ركز العلماء على تحديد أنماط الأنسجة، واكتشفوا "مستضد الكريات البيضاء البشرية HLA، وهو بروتين موجود في مختلف أنحاء الجسم باستثناء خلايا الدم الحمراء. ومن خلال الدراسات المعمقة وجد العلماء أن خلايا الدم البيضاء تحوي على تركيز عال من "مستضد الكريات البيضاء البشرية"، كما اكتشفوا وجود أنواع عديدة ومختلفة منه، وتختلف هذه الأنواع بين الأشخاص الذين لا تربطهم صلة قرابة بيولوجية.
ونظراً إلى التباين الكبير في أنواع "مستضد الكريات البيضاء البشرية" بين الأشخاص، استخدم هذا المستضد للإجابة عن أسئلة حول العلاقات البيولوجية. وتبلغ نسبة احتمالية الاستبعاد في اختبار مستضد الكريات البيضاء البشرية 80 في المئة، ومهدت هذه المجموعة من الاختبارات الطريق لاستخدام الاختبارات الجينية لإدراج واستبعاد الأب المزعوم.
تقنية "تعدد أطوال جزء الحصر"
وشهد تاريخ فحوص الحمض النووي تحولاً جذرياً في ثمانينيات القرن الـ20، وأصبح العلم أكثر حداثة مع ظهور تقنية "تعدد أطوال جزء الحصر" كأول اختبار جيني يستخدم الحمض النووي. واكتشف العلماء حينها مناطق في الحمض النووي شديدة التباين (متعددة الأشكال)، وأكثر قدرة على التمييز من الاختبارات التي ذكرناها سابقاً.
تجعل هذه السمات فحص الحمض النووي مثالياً لحل الشكوك حول العلاقات البيولوجية، وتستخدم تقنية "تعدد أطوال جزء الحصر" أنزيمات (نوكليازات التقييد) لقطع الحمض النووي، ومسبارات الحمض النووي المعلمة لتحديد المناطق التي تحوي على التكرارات المترادفة ذات الأعداد المتغيرة. وفي اختبار الأبوة الذي يجري فيه فحص الأم والطفل والأب المزعوم، يجب أن يتطابق نصف الحمض النووي للطفل مع الأم البيولوجية، والنصف الآخر مع الأب البيولوجي.
لم تعد هذه التقنية تعتمد بصورة روتينية حالياً، نظراً إلى كمية الحمض النووي المطلوبة للاختبار (نحو ميكروغرام واحد)، كما أن مدة إنجازها طويلة مقارنة بالطرق الحديثة.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
اختبار الحمض النووي بتقنية "تفاعل البوليميراز المتسلسل"
بحلول تسعينيات القرن الماضي، دخلت فحوص الحمض النووي مرحلة جديدة مع اعتماد اختبار "تفاعل البوليميراز المتسلسل"، الذي حل محل تحليل تقنية "تعدد أطوال جزء الحصر" في اختبارات العلاقة البيولوجية. يتطلب تحليل "تفاعل البوليميراز المتسلسل" كمية صغيرة نسبياً من الحمض النووي، لذا تعد مسحة الخد عينة مناسبة للاختبار، مما يغني عن جمع عينة الدم.
يعتبر هذا الاختبار أسرع بكثير من تقنية "تعدد أطوال جزء الحصر"، إذ يعطي النتائج في غضون يوم واحد من تسليم العينة إلى المختبر، إذا لزم الأمر. ويستهدف هذا الاختبار مناطق في الحمض النووي تعرف باسم "التكرارات الترادفية القصيرة"، وهي مناطق شديدة التباين.
في اختبار الأبوة الذي يجري فيه اختبار الأم والطفل والأب المحتمل، يجب أن يتطابق الحمض النووي للطفل مع كلا الوالدين البيولوجيين ما لم تكن هناك طفرة. ويمكن إجراء حسابات إحصائية للمساعدة في تحديد ما إذا كان التناقض الجيني في موقع واحد (موضع) يتوافق مع طفرة أو استبعاد. وفي بعض الأحيان، يلاحظ أكثر من تناقضين جينيين، وفي هذه الحالات تجرى اختبارات إضافية، ومن الممكن أن يوفر الاختبار عينه احتمال ارتباط بيولوجي بنسبة تصل إلى 99.99 في المئة أو أعلى.
اختبار جديد
في أوائل القرن الـ21، تمكن العلماء من دمج آلاف من مواضع تعدد "أشكال النوكليوتيدات المفردة" في اختبار واحد، وهي تغيرات في أحرف الحمض النووي التي يمكن استخدامها كعلامات جينية في تطبيقات متنوعة. لا تستخدم مصفوفات "أشكال النوكليوتيدات المفردة" عادة لاختبارات العلاقة البيولوجية، بل إنها تستخدم في عدد من الاختبارات الجينية الأخرى، بما في ذلك الاستعداد للأمراض الوراثية والصحة والعافية والنسب.
تسلسل الجيل التالي
يعد "تسلسل الجيل التالي" أحدث تقنية متاحة لتحليل العلاقات البيولوجية، ويولد هذا الإجراء تسلسلاً للحمض النووي هو الترتيب الخطي للأحرف A، T، C، وG الموجودة في عينة الحمض النووي. ولأن هذه التقنية تتيح بدء التسلسل في وقت واحد في آلاف المواقع المتداخلة في الحمض النووي، فيمكن توليد كميات هائلة من البيانات وإعادة تجميعها باستخدام برامج المعلوماتية الحيوية المناسبة. ويشبه الأمر أخذ كتاب وحذف أجزاء من جمله، ومن ثم إعادة تجميعه باستخدام برنامج حاسوبي للتعرف على أجزاء الجمل المتداخلة.
وتستخدم بعض المراكز الطبية حالياً حول العالم فحوص حمض نووي لتحديد الأب البيولوجي للجنين في وقت مبكر يصل إلى سبعة أسابيع من الحمل، باستخدام عينة دم من الأم وعينة من خلايا الخد من الأب المحتمل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 2 أيام
- Independent عربية
تحديد الهوية البشرية... من فحوص الدم إلى الحمض النووي
لم يكن تحديد الهوية البشرية قاطعاً دائماً، فقبل اختبارات الحمض النووي، استخدم المجتمع العلمي أدوات بيولوجية أخرى لتحديد هوية الأشخاص وعلاقاتهم البيولوجية، وكانت هذه التقنيات، التي شملت تحديد فصيلة الدم والفحوص المصلية واختبارات "مستضد الكريات البيضاء البشرية"، مفيدة في بعض الاختبارات، لكنها لم تكن قاطعة في تعريف العلاقات البيولوجية وتحديدها. مع ظهور اختبارات الحمض النووي في أواخر سبعينيات وأوائل ثمانينيات القرن الماضي، رأى العلماء إمكان وجود اختبارات أكثر دقة لتعريف العلاقات البيولوجية وتحديدها. وبفضل اختبارات الحمض النووي، أصبح بإمكاننا الآن تحديد هوية الأفراد وأقاربهم البيولوجيين بدقة غير مسبوقة. فكيف تطورت فحوص تحديد الهوية البشرية بدقة عبر التاريخ، لتصل إلى التقنيات الطبية المعتمدة اليوم؟ في أوائل عشرينيات القرن الـ20 حدد العلماء أربع فصائل دموية مختلفة لدى البشر بناء على وجود بروتينات معينة في الدم (بيكساباي) تحديد الفصائل الدموية في أوائل عشرينيات القرن الـ20، حدد العلماء أربع فصائل دموية مختلفة لدى البشر بناء على وجود بروتينات معينة (مستضدات) في الدم. وزود نظام تحديد الفصائل الدموية، المعروف بنظام ABO، الأطباء بمعلومات بالغة الأهمية عن مرضاهم، مما مكنهم من نقل الدم، من خلال مطابقة فصيلة دم المتبرع والمتلقي. أدرك العلماء أن فصائل الدم موروثة بيولوجياً، ويمكن التنبؤ بفصيلة دم الطفل بناء على فصيلة دم الوالد البيولوجي. في المقابل، إذا كانت فصيلة دم أحد الوالدين غير معروفة، يمكن استخدام فصيلة دم الطفل والأب أو الأم المعروفين لتحديد فصيلة دم الأب أو الأم المفقودين. ومع ذلك، نظراً إلى محدودية المعلومات المستمدة من تحليل فصائل الدم، كان من الصعب تحديد العلاقات البيولوجية بصورة قاطعة. الاختبارات المصلية وبعدها وتحديداً في ثلاثينيات القرن الـ20، اكتشف العلماء بروتينات أخرى على سطح خلايا الدم، يمكن استخدامها لتحديد هوية الأشخاص. واستندت أنظمة فصائل الدم Rh وKell وDuffy، مثل نظام الدم ABO، إلى وجود مستضدات محددة موروثة بيولوجياً، مما وفر قوة إضافية لحل التساؤلات حول العلاقات البيولوجية. مع ذلك لا يعد الاختبار المصلي حاسماً في حل مسائل العلاقات البيولوجية، إذ تبلغ قوة الاستبعاد (تحديد عدم وجود علاقة بيولوجية) للاختبار المصلي 40 في المئة، وهذا يعني أن هذه التقنية وحدها، مثل نظام ABO غير فعالة. مستضد الكريات البيضاء البشرية وبقيت الأمور على حالها حتى منتصف سبعينيات القرن الماضي حين ركز العلماء على تحديد أنماط الأنسجة، واكتشفوا "مستضد الكريات البيضاء البشرية HLA، وهو بروتين موجود في مختلف أنحاء الجسم باستثناء خلايا الدم الحمراء. ومن خلال الدراسات المعمقة وجد العلماء أن خلايا الدم البيضاء تحوي على تركيز عال من "مستضد الكريات البيضاء البشرية"، كما اكتشفوا وجود أنواع عديدة ومختلفة منه، وتختلف هذه الأنواع بين الأشخاص الذين لا تربطهم صلة قرابة بيولوجية. ونظراً إلى التباين الكبير في أنواع "مستضد الكريات البيضاء البشرية" بين الأشخاص، استخدم هذا المستضد للإجابة عن أسئلة حول العلاقات البيولوجية. وتبلغ نسبة احتمالية الاستبعاد في اختبار مستضد الكريات البيضاء البشرية 80 في المئة، ومهدت هذه المجموعة من الاختبارات الطريق لاستخدام الاختبارات الجينية لإدراج واستبعاد الأب المزعوم. تقنية "تعدد أطوال جزء الحصر" وشهد تاريخ فحوص الحمض النووي تحولاً جذرياً في ثمانينيات القرن الـ20، وأصبح العلم أكثر حداثة مع ظهور تقنية "تعدد أطوال جزء الحصر" كأول اختبار جيني يستخدم الحمض النووي. واكتشف العلماء حينها مناطق في الحمض النووي شديدة التباين (متعددة الأشكال)، وأكثر قدرة على التمييز من الاختبارات التي ذكرناها سابقاً. تجعل هذه السمات فحص الحمض النووي مثالياً لحل الشكوك حول العلاقات البيولوجية، وتستخدم تقنية "تعدد أطوال جزء الحصر" أنزيمات (نوكليازات التقييد) لقطع الحمض النووي، ومسبارات الحمض النووي المعلمة لتحديد المناطق التي تحوي على التكرارات المترادفة ذات الأعداد المتغيرة. وفي اختبار الأبوة الذي يجري فيه فحص الأم والطفل والأب المزعوم، يجب أن يتطابق نصف الحمض النووي للطفل مع الأم البيولوجية، والنصف الآخر مع الأب البيولوجي. لم تعد هذه التقنية تعتمد بصورة روتينية حالياً، نظراً إلى كمية الحمض النووي المطلوبة للاختبار (نحو ميكروغرام واحد)، كما أن مدة إنجازها طويلة مقارنة بالطرق الحديثة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) اختبار الحمض النووي بتقنية "تفاعل البوليميراز المتسلسل" بحلول تسعينيات القرن الماضي، دخلت فحوص الحمض النووي مرحلة جديدة مع اعتماد اختبار "تفاعل البوليميراز المتسلسل"، الذي حل محل تحليل تقنية "تعدد أطوال جزء الحصر" في اختبارات العلاقة البيولوجية. يتطلب تحليل "تفاعل البوليميراز المتسلسل" كمية صغيرة نسبياً من الحمض النووي، لذا تعد مسحة الخد عينة مناسبة للاختبار، مما يغني عن جمع عينة الدم. يعتبر هذا الاختبار أسرع بكثير من تقنية "تعدد أطوال جزء الحصر"، إذ يعطي النتائج في غضون يوم واحد من تسليم العينة إلى المختبر، إذا لزم الأمر. ويستهدف هذا الاختبار مناطق في الحمض النووي تعرف باسم "التكرارات الترادفية القصيرة"، وهي مناطق شديدة التباين. في اختبار الأبوة الذي يجري فيه اختبار الأم والطفل والأب المحتمل، يجب أن يتطابق الحمض النووي للطفل مع كلا الوالدين البيولوجيين ما لم تكن هناك طفرة. ويمكن إجراء حسابات إحصائية للمساعدة في تحديد ما إذا كان التناقض الجيني في موقع واحد (موضع) يتوافق مع طفرة أو استبعاد. وفي بعض الأحيان، يلاحظ أكثر من تناقضين جينيين، وفي هذه الحالات تجرى اختبارات إضافية، ومن الممكن أن يوفر الاختبار عينه احتمال ارتباط بيولوجي بنسبة تصل إلى 99.99 في المئة أو أعلى. اختبار جديد في أوائل القرن الـ21، تمكن العلماء من دمج آلاف من مواضع تعدد "أشكال النوكليوتيدات المفردة" في اختبار واحد، وهي تغيرات في أحرف الحمض النووي التي يمكن استخدامها كعلامات جينية في تطبيقات متنوعة. لا تستخدم مصفوفات "أشكال النوكليوتيدات المفردة" عادة لاختبارات العلاقة البيولوجية، بل إنها تستخدم في عدد من الاختبارات الجينية الأخرى، بما في ذلك الاستعداد للأمراض الوراثية والصحة والعافية والنسب. تسلسل الجيل التالي يعد "تسلسل الجيل التالي" أحدث تقنية متاحة لتحليل العلاقات البيولوجية، ويولد هذا الإجراء تسلسلاً للحمض النووي هو الترتيب الخطي للأحرف A، T، C، وG الموجودة في عينة الحمض النووي. ولأن هذه التقنية تتيح بدء التسلسل في وقت واحد في آلاف المواقع المتداخلة في الحمض النووي، فيمكن توليد كميات هائلة من البيانات وإعادة تجميعها باستخدام برامج المعلوماتية الحيوية المناسبة. ويشبه الأمر أخذ كتاب وحذف أجزاء من جمله، ومن ثم إعادة تجميعه باستخدام برنامج حاسوبي للتعرف على أجزاء الجمل المتداخلة. وتستخدم بعض المراكز الطبية حالياً حول العالم فحوص حمض نووي لتحديد الأب البيولوجي للجنين في وقت مبكر يصل إلى سبعة أسابيع من الحمل، باستخدام عينة دم من الأم وعينة من خلايا الخد من الأب المحتمل.

سعورس
منذ 7 أيام
- سعورس
الRH هل يعيق الإنجاب؟
لكن عوامل عدة قد تعيق تحقيق المرأة لحلمها هذا، وتقف حائلًا في طريق قدرتها على الإنجاب، أو استمرارية الحمل بأمان وصولاً إلى ولادة طبيعية، وضمان صحة الأم والطفل، ومن بينها عامل الريزوس (Rh) وعدم توافقه أثناء الحمل. وعامل الريزوس هو بروتين موجود على خلايا الدم الحمراء لدى البعض، فهو إما أن يكون موجودًا (موجب الريزوس) أو غير موجود (سلبي الريزوس). ولذلك فإن فحص فصيلة الدم وعامل الريزوس من أول الفحوصات التي يُنصح بها للنساء الحوامل، لأنه يلعب دورًا مهمًا في الحمل وصحة الجنين. موضع الخطر بحسب ذوي الاختصاص فإن مكمن المشكلة أو الخطورة في عدم التوافق في عامل الريزوس، هو عندما تكون الأم ذات عامل ريزوس سلبي، والأب إيجابي، وعليه قد يرث الجنين عامل الريزوس الإيجابي من الأب، ما قد يؤدي إلى عدم توافق بين دم الأم ودم الطفل. خلط الدم عادةً لا يكون لهذا الأمر أثر في البداية، لأنه لم يحدث خلط بين دم الأم ودم الجنين أثناء الحمل، ولكن خلال الولادة، قد يختلط دم الطفل مع دم الأم، وتتعرف مناعة الأم على بروتين عامل الريزوس كمسبب غريب، مما يدفع جسمها لإنتاج الأجسام المضادة. هذه الأجسام المضادة يمكن أن تهاجم خلايا دم الطفل، مما يسبب مرض انحلال الدم، ويؤدي إلى تكسير خلايا الدم الحمراء، وتضخم في الكريّات، وانخفاض حاد في عدد خلايا الدم لدى الطفل، وهو ما يُعرف بداء العامل الريزوسي (Rh) لدى حديثي الولادة. مشكلة معقدة بالرغم من تعقيد مشكلة توافق عامل الريزوس، فإن التقدم في المجال الطبي والتوعية يلعبان دورًا كبيرًا في تقليل المضاعفات، وتحقيق حمل آمن وسليم لكل من الأم والطفل، وهو ما أكده استشاري أمراض النساء والولادة وعلاج العقم البروفيسور حسن جمال، الذي أوضح أن «أنواع فصائل الدم بصفة عامة هي 4 فصائل أساسية، و8 فصائل نادرة، تبعًا لوجود أجسام مضادة على سطح خلايا الدم الحمراء والفصائل هي o-AB-B-A». تأثير الفصائل لفت الدكتور جمال إلى أنه «قد تؤثر فصائل الدم وتسبب مشاكل صحية عند الزواج، حيث أن توافق الفصائل أمر هام للتقليل من المشاكل الصحية المحتملة خلال الإنجاب، كما أنه يؤثر بشكل إيجابي في الصحة العائلية والإنجابية مستقبلاً». واستدرك «من جانب آخر قد لا يشكل تطابق الدم بين الزوجين أي خطورة على الحمل، والحياة الزوجية، ويمكن للزوجين متابعة الحالة مع الطبيب». متى لا نتوافق؟ يحدث عدم توافق عامل الRH عندما الأم تمتلك فصيلة دم سلبية، والجنين فصيلة دم إيجابية، كأن تمتلك الأم فصيلة دم O- والجنين فصيلة دمه B+.، أو إذا كانت فصيلة الدم للأم A- والجنين A+. إبرة للعلاج عن العلاج الأنجع لمثل هذه الحالات، يذكر الدكتور جمال «تؤخذ إبرة اختلاف الفصائل أثناء الحمل بحيث يكون العلاج عن طريق أخذ إبرتين، الأولى تكون في الأسبوع ال28، والثانية في الأسبوع ال34، وهنالك دراسات تشير إلى أن أخذ أبرة واحدة تكفي». حالات إيجابية إجابة عن حالات اختلاف الفصائل وأثرها على الإنجاب السليم، ذكر «هنالك حالات كثيرة جدًا انتهت بإنجاب طفل سليم، وقد بدأت بترتيب بروتوكلات لهم، وعمل اللازم، وسط متابعة صحية دقيقة، مع الالتزام بإعطاء الحقن اللازمة أثناء الحمل وبعد الولادة». انخفاض مبشر في تفصيل أكثر عن الاحصائيات في المملكة، قال «أظهرت الاحصائيات والدراسات أن فصيلة الدم O، هي الأكثر انتشارًا في المملكة، بينما فصيلة AB هي الأقل انتشارًا، كما أظهرت أن مشاكل اختلاف الفصائل انخفضت بسبب تقدم الطب والمتابعة الدقيقة لحالات الاختلاف في الفصائل». وأضاف «كما يمكن أن تكون فصيلة دم الابن مختلفة عن الأبوين ، وذلك في حالة أن كلا الوالدين فصيلة دمهما A، حينها تكون فصيلة دم الابن A أو O». مستقبل الحمل والتوعية وفقًا للصحة السعودية والاختصاصين فمن المهم جدًا للسيدات المعرضات لهذا الخطر الحصول على الفحوصات المبكرة والمتابعة الدقيقة أثناء الحمل. مع التأكيد والحرص على أن الكشف المبكر والتدخل السريع يسهمان في تقليل المخاطر، وضمان ولادة طفل سليم، والتركيز على ضرورة إجراء فحوصات منتظمة مثل فحص فصيلة الدم، كما أن لوعي المرأة بأهمية العلاج وخطط الرعاية الطبية دور مساهم لضمان صحة جيدة وحمل خالٍ من المخاطر. ما هو الRH بروتين يظهر على سطح كريات الدم الحمراء عند بعض الأشخَاص إذا كان موجودًا، يكون الشخص إيجابيًا لعامل الريزوس إذا لم يكن موجودًا، يكون الشخص سلبيًا للعامل الريزوس يمكن أن يُؤثِّر في الحمل عند النساء ما عدم توافق العامل الريصيّ؟ يحدث عندما تكون الأم سلبية لهذا العامل ولكن يكون جنينها إيجابيًا لا يحدث إذا كانت الأم إيجابية له وجنينها سلبيًا له الحالة الأخيرة تحدث إن كانت المرأة سلبية للRH وزوجها إيجابيًا له وكان الجنين إيجابيًا له


الوطن
منذ 7 أيام
- الوطن
الـRH هل يعيق الإنجاب؟
تميل معظم النساء إلى أن يصبحن أمهات بعد الزواج، حيث يعد الحمل والولادة من التجارب التي تثير مشاعرهن العميقة، ولذا فإنه من الصعب على أي سيدة مواجهة أي عراقيل أو معوقات تؤثر على تحقيقها هذا الهدف ـ الحلم ـ. لكن عوامل عدة قد تعيق تحقيق المرأة لحلمها هذا، وتقف حائلًا في طريق قدرتها على الإنجاب، أو استمرارية الحمل بأمان وصولاً إلى ولادة طبيعية، وضمان صحة الأم والطفل، ومن بينها عامل الريزوس (Rh) وعدم توافقه أثناء الحمل. وعامل الريزوس هو بروتين موجود على خلايا الدم الحمراء لدى البعض، فهو إما أن يكون موجودًا (موجب الريزوس) أو غير موجود (سلبي الريزوس). ولذلك فإن فحص فصيلة الدم وعامل الريزوس من أول الفحوصات التي يُنصح بها للنساء الحوامل، لأنه يلعب دورًا مهمًا في الحمل وصحة الجنين. موضع الخطر بحسب ذوي الاختصاص فإن مكمن المشكلة أو الخطورة في عدم التوافق في عامل الريزوس، هو عندما تكون الأم ذات عامل ريزوس سلبي، والأب إيجابي، وعليه قد يرث الجنين عامل الريزوس الإيجابي من الأب، ما قد يؤدي إلى عدم توافق بين دم الأم ودم الطفل. خلط الدم عادةً لا يكون لهذا الأمر أثر في البداية، لأنه لم يحدث خلط بين دم الأم ودم الجنين أثناء الحمل، ولكن خلال الولادة، قد يختلط دم الطفل مع دم الأم، وتتعرف مناعة الأم على بروتين عامل الريزوس كمسبب غريب، مما يدفع جسمها لإنتاج الأجسام المضادة. هذه الأجسام المضادة يمكن أن تهاجم خلايا دم الطفل، مما يسبب مرض انحلال الدم، ويؤدي إلى تكسير خلايا الدم الحمراء، وتضخم في الكريّات، وانخفاض حاد في عدد خلايا الدم لدى الطفل، وهو ما يُعرف بداء العامل الريزوسي (Rh) لدى حديثي الولادة. مشكلة معقدة بالرغم من تعقيد مشكلة توافق عامل الريزوس، فإن التقدم في المجال الطبي والتوعية يلعبان دورًا كبيرًا في تقليل المضاعفات، وتحقيق حمل آمن وسليم لكل من الأم والطفل، وهو ما أكده استشاري أمراض النساء والولادة وعلاج العقم البروفيسور حسن جمال، الذي أوضح أن «أنواع فصائل الدم بصفة عامة هي 4 فصائل أساسية، و8 فصائل نادرة، تبعًا لوجود أجسام مضادة على سطح خلايا الدم الحمراء والفصائل هي o-AB-B-A». تأثير الفصائل لفت الدكتور جمال إلى أنه «قد تؤثر فصائل الدم وتسبب مشاكل صحية عند الزواج، حيث أن توافق الفصائل أمر هام للتقليل من المشاكل الصحية المحتملة خلال الإنجاب، كما أنه يؤثر بشكل إيجابي في الصحة العائلية والإنجابية مستقبلاً». واستدرك «من جانب آخر قد لا يشكل تطابق الدم بين الزوجين أي خطورة على الحمل، والحياة الزوجية، ويمكن للزوجين متابعة الحالة مع الطبيب». متى لا نتوافق؟ يحدث عدم توافق عامل الـRH عندما الأم تمتلك فصيلة دم سلبية، والجنين فصيلة دم إيجابية، كأن تمتلك الأم فصيلة دم O- والجنين فصيلة دمه B+.، أو إذا كانت فصيلة الدم للأم A- والجنين A+. إبرة للعلاج عن العلاج الأنجع لمثل هذه الحالات، يذكر الدكتور جمال «تؤخذ إبرة اختلاف الفصائل أثناء الحمل بحيث يكون العلاج عن طريق أخذ إبرتين، الأولى تكون في الأسبوع الـ28، والثانية في الأسبوع الـ34، وهنالك دراسات تشير إلى أن أخذ أبرة واحدة تكفي». حالات إيجابية إجابة عن حالات اختلاف الفصائل وأثرها على الإنجاب السليم، ذكر «هنالك حالات كثيرة جدًا انتهت بإنجاب طفل سليم، وقد بدأت بترتيب بروتوكلات لهم، وعمل اللازم، وسط متابعة صحية دقيقة، مع الالتزام بإعطاء الحقن اللازمة أثناء الحمل وبعد الولادة». انخفاض مبشر في تفصيل أكثر عن الاحصائيات في المملكة، قال «أظهرت الاحصائيات والدراسات أن فصيلة الدم O، هي الأكثر انتشارًا في المملكة، بينما فصيلة AB هي الأقل انتشارًا، كما أظهرت أن مشاكل اختلاف الفصائل انخفضت بسبب تقدم الطب والمتابعة الدقيقة لحالات الاختلاف في الفصائل». وأضاف «كما يمكن أن تكون فصيلة دم الابن مختلفة عن الأبوين ، وذلك في حالة أن كلا الوالدين فصيلة دمهما A، حينها تكون فصيلة دم الابن A أو O». مستقبل الحمل والتوعية وفقًا للصحة السعودية والاختصاصين فمن المهم جدًا للسيدات المعرضات لهذا الخطر الحصول على الفحوصات المبكرة والمتابعة الدقيقة أثناء الحمل. مع التأكيد والحرص على أن الكشف المبكر والتدخل السريع يسهمان في تقليل المخاطر، وضمان ولادة طفل سليم، والتركيز على ضرورة إجراء فحوصات منتظمة مثل فحص فصيلة الدم، كما أن لوعي المرأة بأهمية العلاج وخطط الرعاية الطبية دور مساهم لضمان صحة جيدة وحمل خالٍ من المخاطر. ما هو الـRH بروتين يظهر على سطح كريات الدم الحمراء عند بعض الأشخَاص إذا كان موجودًا، يكون الشخص إيجابيًا لعامل الريزوس إذا لم يكن موجودًا، يكون الشخص سلبيًا للعامل الريزوس