
أهداف زيارة أفيخاي أدرعي إلى السويداء في سوريا
أهداف زيارة أفيخاي أدرعي إلى السويداء في سوريا
مقال له علاقة: وزير الخارجية في واشنطن لترويج مبادرة سياسية جديدة حول غزة وما تفاصيلها
ورغم الطابع الإنساني الذي حاول أدرعي إضفاءه على الزيارة، والتي شملت لقاءات مع وجهاء محليين وفعاليات درزية، إلا أن توقيتها والسياق الإقليمي المحيط بها يثيران الكثير من التساؤلات، خاصة في ظل التصعيد الميداني في الجنوب السوري وسقوط مئات الضحايا من الدروز خلال الأسابيع الماضية.
إسرائيل تقدم نفسها كـ'حامية للأقليات'
يرى مراقبون أن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية إسرائيلية أوسع تهدف إلى تقديم نفسها كطرف حمائي للأقليات في المنطقة، في مواجهة ما تصفه بـ'تقصير أو تواطؤ النظام السوري وحلفائه الإيرانيين تجاه مكونات الشعب السوري'، خصوصًا مع تزايد التوتر في مناطق الجنوب.
ورغم اقتصار الزيارة على الطائفة الدرزية، إلا أن أصداءها تجاوزت الجنوب السوري لتصل إلى المكونات الكردية والمسيحية في الشمال والغرب، حيث عبرت بعض الجهات عن قلقها من أن تصبح هذه الخطوة نموذجًا قابلاً للتكرار مع جماعات أخرى تحت عنوان 'الحماية من النظام أو الجماعات المتشددة'، مما يُعيد إلى الواجهة مجددًا سيناريوهات التقسيم أو الفدرلة الطائفية في سوريا.
اقرأ كمان: ترامب يؤكد أن إيران لم تتمكن من التخلص من مخزون اليورانيوم قبل الضربات الجوية
بين حماية الأقليات وتمدد النفوذ
في هذا السياق، يعتبر الكاتب والمحلل السياسي إلياس الزغبي أن زيارة أدرعي ليست مجرد مبادرة رمزية، بل تأتي في إطار مخطط إسرائيلي أوسع لتحصين حدود الدولة من الشمال والجنوب والشرق، عبر خلق مساحات جغرافية خالية من السلاح وديمغرافية صديقة.
ويضيف الزغبي في حديث لـ'المركزية' أن هذا المخطط بات واضح المعالم، خصوصًا في مناطق الجنوب السوري، وقد يمتد مستقبلاً إلى جنوب لبنان، مشيرًا إلى ما يُعرف بممر داوود، وهو ممر استراتيجي يربط جنوب سوريا، مرورًا بالجولان ودرعا والسويداء، وصولًا إلى المناطق الكردية في سوريا والعراق، ومن ثم إلى أوروبا الشرقية، مما يعكس نية إسرائيل بفتح قنوات اقتصادية وتجارية إلى جانب الأمنية.
ويعتبر الزغبي أن الهدف النهائي لهذا المشروع هو ضمان الاستقرار على المدى الطويل، من خلال خلق 'مثلث جغرافي وديمغرافي واقتصادي'، وهو ما يفسر تنامي الاهتمام الإسرائيلي بالطائفة الدرزية في الجنوب السوري، وخصوصًا في منطقة السويداء، التي شهدت مؤخرًا أحداثًا دامية لم تكن بحسب رأيه 'صراعًا داخليًا بحتًا، بل تتقاطع مع الأجندة الإسرائيلية في المنطقة'.
رسائل موجهة للداخل والخارج
تنطوي الزيارة، بحسب الزغبي، على رسائل موجهة ليس فقط إلى الدروز، بل إلى مكونات أخرى داخل سوريا، وقد تفضي إلى تقاربات سياسية تحت رعاية أميركية وفرنسية، وبتشجيع إسرائيلي، تقوم على معادلة 'مناطق منزوعة السلاح مقابل حماية الأقليات'.
ويشير إلى أن تل أبيب تولي اهتمامًا متزايدًا بدروز الجولان والجنوب السوري، بالتنسيق مع دروز إسرائيل الذين يلعبون دورًا في رسم هذا التكامل الديمغرافي الممتد إلى حدود لبنان.
انعكاسات محتملة على لبنان
أما في ما يتعلق بلبنان، فيشير الزغبي إلى أن الوضع في لبنان، وتحديدًا في ما يخص الطائفة الدرزية، لا يزال أكثر حساسية من نظيره في سوريا، ويضيف: 'حتى الآن، لم تتضح طبيعة الدور الذي قد تلعبه هذه الطائفة في المشروع الإقليمي الجاري، لكن المؤكد أن دروز لبنان تعاملوا بحذر مع أحداث السويداء، وساهموا في ضبط إيقاعها سياسيًا، بينما خفتت بعض الأصوات الأخرى نتيجة افتقادها لأي دعم إقليمي أو غطاء داخلي مستدام'
ويتابع الزغبي: 'إذا ما تم التوصل إلى تفاهمات بين النظام السوري وإسرائيل برعاية أميركية، فإن تأثير ذلك سيصل حتمًا إلى لبنان، الذي سيجد نفسه من جديد متلقيًا للرسائل السياسية والأمنية القادمة من الخارج'
دور اتفاقيات التطبيع والتغيير الإقليمي
ومع اقتراب ما يصفه الزغبي بالمرحلة النهائية لرسم خرائط جديدة للشرق الأوسط، تحت مظلة ما يسمى بـ'الاتفاقات الإبراهيمية'، تصبح الطائفة الدرزية في قلب الرؤية الأمريكية للمنطقة، حيث من المتوقع أن تشمل هذه الاتفاقات ما يقرب من عشر دول عربية، بما فيها لبنان، في مرحلة لاحقة.
ويختم الزغبي بالإشارة إلى أن 'اكتمال هذا المسار السياسي يتطلب أولاً تحقيق قدر كافٍ من الاستقرار الأمني، لا سيما في جنوب لبنان، وتحديدًا منطقة وادي التيم بين حاصبيا وراشيا ذات الغالبية الدرزية'، معتبرًا أن هذه الخطوة مرتبطة بشكل وثيق بمصير ملفات إقليمية شائكة، على رأسها سلاح حزب الله ومستقبل البرنامج النووي الإيراني، وتفكيك شبكات النفوذ التابعة لطهران في المنطقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 5 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار مصر : في مواجهة محتملة .. ترامب يهدد بضربة عسكرية جديدة لإيران حال مواصلة برنامجها النووي
الخميس 7 أغسطس 2025 03:40 صباحاً نافذة على العالم - قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حديث مع الصحفيين، إن واشنطن 'ستعود' إذا ما استؤنف البرنامج النووي الإيراني، مما يرمز إلى تحذير ضمني بعودة محتملة إلى الإجراءات أو الردود ذات الطابع القوي لدفع طهران إلى التراجع عن هذا الطريق، وفقا لموقع يديعوت احرونوت ويتزامن هذا التصريح مع سياق متوتّر تشهده خارطة السياسة النووية في الشرق الأوسط. ففي 28 يوليو 2025، حذّر ترامب مجددًا من إعادة إطلاق البرنامج النووي من جانب إيران، مؤكدًا أن الولايات المتحدة 'ستمسحها من الوجود أسرع مما ترمش عينك' ومجددًا، قال في وقت لاحق إن وقف البرنامج النووي أمر لا يحتمل التفاوض، ملمحًا إلى قدرة الرد العسكري المباشر إذا لزم الأمر، وفقا لـ رويترز هذا الخطاب يأتي في إطار سياسة 'الضغط الأقصى' التي استعادت زخمها منذ عودته إلى البيت الأبيض في أوائل عام 2025، والتي تهدف لضم إيران إلى طاولة المفاوضات تحت تهديد واضح باستخدام القوة أو فرض عقوبات بالغة القسوة. ومن الناحية الإيرانية، أعرب وزير الخارجية عباس عراقجي عن موقف أكثر حذرًا، قائلاً إن طهران لن تستأنف المفاوضات النووية مع واشنطن إلا بعد تقديم التعويضات عن الخسائر التي لحقت بها خلال الصراع الأخير، وخصوصًا نتيجة الضربات الجوية التي شنّها الطرفان على منشآتها النووية. وشدّد على ضرورة وجود خطوات بناء ثقة قبل العودة إلى طاولة الحوار، حسب فايننشال تايمز ولا يخلو المشهد النووي الإقليمي من توترات إضافية، حيث أن الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل في يونيو ألحقت أضرارًا كبيرة بمواقع تخصيب اليورانيوم لدى إيران، ما دفع طهران إلى تعليق تعاونها مع وكالة الطاقة الذرية، حسب تايم الأمريكية. ويكشف التصعيد الأخير عن أزمة ثقة عميقة بين الجانبين، في ظل غياب مؤشرات حقيقية نحو انفراجة أو اتفاق جديد. وتعكس تصريحات ترامب نهجًا صارمًا للغاية، يميل إلى استخدام القوة كخيار أول، رغم وجود قنوات دبلوماسية متقطعة. في المقابل، تعلو الأصوات داخل إيران التي تنادي ببناء الثقة والحصول على ضمانات قبل الانخراط مجددًا في أي حوار. ويبدو أن المعركة المستقبلية ستُخاض على جبهتين: المواجهة المباشرة والتهديد الصريح من جانب واشنطن، وضرورة التعويض والإصلاح السياسي من جانب طهران.


الدستور
منذ 11 ساعات
- الدستور
بعد مرور 80 عامًا على هيروشيما.. هل يشهد العالم حربًا عالمية ثالثة؟ (تقرير)
عرضت قناة "القاهرة الإخبارية"، عبر شاشتها تقريرًا لها حمل عنوان: "بعد مرور 80 عاما على هيروشيما.. هل يشهد العالم حربا عالمية ثالثة؟". 80 عامًا مرت على واحدة من أبشع الجرائم الإنسانية في التاريخ الحديث سحابة دخانية بدت كالفطر في السماء أعلنت انتهاء كل شيء أمريكا تسقط قنبلة ذرية على جزيرة هيروشيما، قنبلة لم تبقي ولم تذر ولتعلن اليابان استسلامها لقوات الحلفاء. في صباح 6 من أغسطس عام 1945 ميلاديا لم تدري جزيرة هيروشيما أن طائرة أمريكية ستسقط عليها قنبلة نووية هي الأولى تزن 60 كيلوجرام من اليورانيوم تسببت في مقتل نحو 140 ألف شخص في هيروشيما وحدها. أمر لم يقف عند هذا الحد فكانت مدينة ناجازاكي وبعد أيام قليلة على موعد مع قنبلة ذرية ثانية أودت بحياة 74 ألف آخرين. مرت السنوات سريعًا وتعددت بؤر التوتر في أرجاء العالم ومنها حرب روسية أوكرانية أطلقت نذر حرب عالمية ثالثة بين أقطاب العالم، وليس ببعيد ماركة أخرى بين إسرائيل وإيران على خلفية عدوان إسرائيلي على قطاع غزة لم يقف عند حدوده الجغرافية بل امتد إلى لبنان وسوريا واليمن. وفي ركن آخر من هذا العالم بيونج يانج وتجارب نووية وإطلاق الصواريخ البالستية لا يتوقفان. وليس ببعيد جمر تحت الرماد في نزاع قديم يتجدد بين الحين والآخر بين الجارتين النوويتين الهند وباكستان، والعملاق الصيني الذي يدخل حربه بسلاحه الاقتصادي حتى الآن فلم يشهر بعد أسلحته الأخرى. وبعد ثمانين عامًا من هيروشيما وناجازاكي تخشى الإنسانية من أن تشهد إحدى هذه النزاعات عبر قارات العالم كابوسًا آخر كهيروشيما وناجازاكي اللاتين ما زالتا عالقاتين في الذاكرة الإنسانية.


خبر صح
منذ 12 ساعات
- خبر صح
ذكرى القنبلة النووية الأولى على اليابان وتأثيرها التاريخي
تحل اليوم ذكرى إلقاء القنبلة النووية الأولى في التاريخ، ففي السادس من أغسطس عام 1945، شهد العالم حدثًا غير مسبوق حين ألقت الولايات المتحدة الأمريكية القنبلة النووية الأولى على مدينة هيروشيما اليابانية، في ختام الحرب العالمية الثانية. ذكرى القنبلة النووية الأولى على اليابان وتأثيرها التاريخي شوف كمان: خبير عسكري لبناني يشارك تفاصيل جديدة حول الأوضاع في سوريا لـ«نيوز رووم» وبعد ثلاثة أيام فقط، في التاسع من أغسطس، تكرر المشهد المروع في مدينة ناغازاكي، لتُسجل تلك الأيام في ذاكرة البشرية كأكثر اللحظات دموية وتأثيرًا في القرن العشرين. حيثيات استخدام السلاح النووي جاء هذا الهجوم بالقنبلة النووية في إطار سعي الولايات المتحدة لإنهاء الحرب، بعد أن رفضت اليابان الاستسلام وفقًا لشروط إعلان بوتسدام الذي أصدرته القوى الحليفة. ومع تصاعد الخسائر البشرية في صفوف القوات الأمريكية خلال المعارك في المحيط الهادئ، قررت القيادة العسكرية الأمريكية استخدام القنبلة النووية كوسيلة حاسمة لإجبار اليابان على الاستسلام دون غزو بري مكلف. قنبلة هيروشيما، المعروفة باسم 'Little Boy'، كانت من نوع اليورانيوم، وأسقطتها طائرة B-29 تدعى 'Enola Gay'. أما القنبلة الثانية، 'Fat Man'، التي استهدفت ناغازاكي، فكانت من نوع البلوتونيوم، وقد أسفر الهجوم بالقنبلتين عن مقتل ما بين 150,000 إلى 246,000 شخص بحلول نهاية عام 1945، معظمهم من المدنيين، إضافة إلى آلاف المصابين الذين عانوا من آثار الإشعاع النووي لسنوات طويلة. النتائج المترتبة على هذا الهجوم كانت عميقة ومتعددة الأبعاد، فعلى الصعيد العسكري، أدى استخدام القنبلة النووية إلى إعلان اليابان استسلامها في 15 أغسطس 1945، ما أنهى الحرب العالمية الثانية رسميًا. وعلى الصعيد السياسي، دخل العالم مرحلة جديدة من التوازنات الدولية، حيث أصبح السلاح النووي عنصرًا رئيسيًا في معادلات الردع بين القوى الكبرى. أما على المستوى الإنساني، فقد خلفت القنبلتان آثارًا مدمرة على السكان والبنية التحتية، وولّدت موجة من الجدل الأخلاقي والقانوني حول شرعية استخدام هذا النوع من الأسلحة. مقال له علاقة: زواج باراك وميشيل أوباما ليس كإنستجرام.. تعليقهم الأول على شائعات الطلاق كما ظهرت فئة 'الهيباكوشا'، وهم الناجون من الهجوم النووي، الذين أصبحوا رموزًا للسلام ومناهضة الحرب النووية. وأثار هذا الحدث نقاشًا عالميًا مستمرًا حول ضرورة نزع السلاح النووي، ودفعت العديد من الدول والمنظمات إلى المطالبة باتفاقيات دولية تمنع استخدام هذه الأسلحة مستقبلاً. كما أصبح الهجوم النووي على اليابان موضوعًا رئيسيًا في الدراسات التاريخية والسياسية، ومصدرًا لإلهام العديد من الأعمال الأدبية والفنية التي تناولت مأساة الحرب وآثارها النفسية والاجتماعية. في الذكرى السنوية لهذا الحدث، تتجدد الدعوات إلى السلام العالمي، وتُقام مراسم تأبينية في هيروشيما وناغازاكي لتكريم الضحايا وتذكير الأجيال القادمة بخطورة الحروب النووية. وبينما لا تزال الأسلحة النووية موجودة في ترسانات بعض الدول، يبقى درس أغسطس 1945 شاهدًا على قدرة الإنسان على التدمير، وعلى أهمية السعي نحو عالم خالٍ من الحروب والصراعات.