
'الحزب' يحضّر الأرضية لنزوح محتمل: هل اقتربت الحرب؟
في خطوةٍ تعكس خشية لدى 'حزب الله' من اندلاع المواجهات مجددًا مع إسرائيل، لا سيما بعد الحديث عن عدم رضا الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل على رد لبنان على ورقة المبعوث الأميركي توم برّاك، علمت 'نداء الوطن' بأن 'الحزب' يقوم بتسليم قرى شيعية – لا سيما (حبشيت، قرحه) في عكار، و (بحبوش، بنهران، زغرتا المتاولة) في جرود الكورة – مساعدات ميدانية ولوازم للنزوح.
وتشمل المساعدات حتى الآن، فرشات وبطانيات وأدوية، وذلك في إطار الاستعداد المسبق للحرب. ووفق شهود عيان أفادوا بأنّ عشرات السيارات من نوعي (بيك أب) و (رابيد) تقوم بإيصال الفرش والبطانيات إلى مستودعات في الشمال وإلى القرى ذات الطابع الشيعي.
تكشف مصادر 'نداء الوطن' عن أن مسؤولين في 'حزب الله'، تواصلوا مع رؤساء بلديات عكارية، لدرس إمكانية فتح مراكز إيواء في المناطق المحتمل وصول النازحين إليها. في السياق ووفق المصادر، فإن البلديات ذات الأغلبية السنية أبدت تحفّظها على الفكرة، وطلبت ترك الموضوع 'لوقت حدوث طارئ'، ساعتئذٍ تتصرّف بما تطلبه الجهات الرسمية حيال الأمر. بينما استصعبت البلديات ذات الغالبية العلوية، التعامل مع الملف هذه المرة، بسبب إيوائها نازحين في الأصل قدموا من سوريا أثناء أحداث الساحل السوري.
كما تكشف مصادر 'نداء الوطن'، عن 'تجهيز 4 مستودعات لوجستية؛ في المنية، البترون، عكار وجبيل، سبق استخدام بعضها خلال الحرب الماضية، لتسهيل تخزين وتوزيع المساعدات'. كما شكّل 'الحزب' لهذه الغاية، غرفة عمليات سرية للمتابعة، تتألف من مسؤولين حزبيين وبعض المشايخ المحسوبين عليه، ويرأسها مسؤول العلاقات العامة في جبل لبنان والشمال حسن المقداد. وعقدت اللجنة اجتماعَين حتى الآن، لمناقشة مسألة فتح مراكز إيواء في حال لم توافق الدولة على استخدام المدارس لهذا الغرض، تحسّبًا لاحتمالات استهداف هذه المراكز بالمسيّرات، في حال اندلاع الحرب. إلى ذلك، ينشط رئيس جمعية 'وتعاونوا' التابعة لـ 'الحزب' عفيف شومان، في أكثر من منطقة شمالية، لا سيما مع الشخصيات الدينية والسياسية المحسوبة على 'الحزب'، من أجل بحث الاستعدادات لمواجهة أي موجة نزوح مقبلة مباغتة.
ويتخوّف الأهالي شمالاً، من استضافة النازحين لأسباب عدة، أهمها احتمال ملاحقة إسرائيل لهم أو استهدافهم، في مكان إقامتهم. بينما تُبدي البلديات قلقها من قيام بعض الأشخاص بتأجير المنازل طمعًا بالمبالغ التي قد تُعرض.
ويتحرّك 'الحزب' على الأرض شمالًا وجنوبًا، في ظل غياب التنسيق الرسمي وغياب دور الدولة الفاعل، الأمر الذي سيجعل لبنان كله بكل مناطقه في عين العاصفة في حال استؤنفت الحرب في آب كما يُحكى.
وكما في الشمال والجنوب كذلك في البقاع، حيث تعيش منطقة بعلبك الهرمل حالة من الترقب الثقيل، يتداخل فيها الخوف بالغضب، والقلق بالحذر، فيما يستعد أهلها لسيناريو بات أقرب من أي وقت مضى.
وفي الروايات المتداولة، ستكون بعلبك الهرمل واحدة من أكثر المناطق تعرضًا للقصف الإسرائيلي، نظرًا لما تمثّله من عمق جغرافي وبيئة حاضنة للمقاومة، وموقع استراتيجي يضم ترسانة 'الحزب' الصاروخية.
ولهذا، فإن الاستعدادات تجري بصمت لكن بوتيرة متسارعة، لا سيما في القرى التي تعرضت خلال حرب أيلول لضربات ثقيلة، أو المناطق المحسوبة على خطوط المواجهة الخلفية.
الأهالي لا ينتظرون المعجزة، بل يتهيأون للأسوأ: البعض بدأ بتأمين منازل بديلة خارج المنطقة في حال تصاعد القصف، وآخرون يعملون على تخزين المواد الغذائية والدواء ضمن ما يُعرف بـ 'مونة الحرب'، مستعيدين مشاهد تموضع العائلات على الطرقات أو النزوح نحو القرى البعيدة. في الأسواق، يسجَّل إقبال متزايد على شراء المواد الأساسية، وفي الأحاديث اليومية تُختصر الطمأنينة بسؤال: 'أين سنلجأ؟'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 21 دقائق
- صدى البلد
حزب الله: تبنّي الحكومة اللبنانية لـ"ورقة براك" تجاوزًا لاتفاق الطائف
في ظل تصاعد الضغط الدولي على لبنان لتحديد وضع سلاح «حزب الله»، أعاد الأخير رفضه القاطع لـ«ورقة براك»، معتبرًا أن تبنّي الحكومة لها يضرب في الأساس اتفاق الطائف الذي شكل دستورًا لتسوية الحرب الأهلية وإعادة صياغة التوازن السياسي في البلاد. ومنذ تقديم الموفد الأمريكي توم براك مسودة تتضمن شروطًا لتسليم السلاح غير الشرعي، حذر «حزب الله» من أن قبول هذه الورقة يخرق التوافق الوطني الذي أرساه اتفاق الطائف، ويعمل على تفكيك ما بقي من هيبة الدولة في مواجهة الاحتلال. وأكد نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، في خطاب تلفزيوني يوم 30 يونيو، حق الحزب وحق اللبنانيين في قول "لا" للضغوط الأميركية والإسرائيلية، محذرًا من محاولات فرض واقع جديد في لبنان لن يخدم سوى الممثلين الخارجيين لهذه الضغوط. وشهدت الجولة الثانية من التفاوض تقديم لبنان رسميًا ردًا على الورقة، يربط أي خطوة نحو نزع سلاح الحزب بوقف دائم من إسرائيل وسحبها الكامل من الأراضي اللبنانية، لكن حزب الله اعتبر هذا الربط محاولة مكشوفة لتطبيق سياسة القاضية «الخير مقابل السلاح»، ما يخلّ بأسس السيادة الوطنية المنصوص عليها في وثيقة الطائف. اتفاق الطائف، الذي أُبرم في 1989، رسّخ مبدأ الدولة القوية والمسلحة حصريًا بيدها، وسعى إلى نزع سلاح الميليشيات وتعزيز السلطة التنفيذية الموحدة، لكنه في الوقت ذاته ضمن بحكمه أن تُبقى بعض التنظيمات المسلحة كنقطة دفاع ضد الاحتلال الإسرائيلي، بشرط أن تكون مؤطرة ضمن إطار الدولة ويستند حزب الله إلى هذا البند؛ إذ لم يُعتبر ميليشيا، بل قوة مقاومة حسب الطائف، وهي قاعدة ما يزال يتمسّك بها في مواقفه الراهنة. الخلاصة، أن مقاربة الحكومة الحالية، التي تتطلع إلى تطبيق «ورقة براك» ضمن خطة متسلسلة مع انخراط الدولة وتقديم ضمانات لإيران والحلفاء، لا تكتسب شرعيتها لدى حزب الله إلا في حال توافقت بالكامل مع شروطه، وهي انسحاب إسرائيلي أولاً وضمانات تمكن الحزب من الاحتفاظ بالثقل في المقدمة. وبدون ذلك، فإن الحزب سيواصل اعتبار أي محاولة لعزله أو تفكيكه تسير في اتجاه واحد فقط.. ضرب ما تبقى من اتفاق الطائف، وإعادة لبنان إلى وحدات مجزّأة تحمل سلاحها خارج إطار الدولة.


MTV
منذ 21 دقائق
- MTV
07 Aug 2025 20:39 PM اليكم مقررات جلسة مجلس الوزراء
نشرت رئاسة الجمهورية عبر حسابها على منصة "اكس": "الحكومة اللبنانية في جلسة انعقدت برئاسة رئيس الجمهورية جوزاف عون في قصر بعبدا، اقرت الأهداف الواردة في الورقة الأميركية لتثبيت وقف إطلاق النار التي اقرتها الحكومة كالاتي: 1- تنفيذ لبنان لوثيقة الوفاق الوطني المعروفة بـ"اتفاق الطائف" والدستور اللبناني وقرارات مجلس الأمن وفي مقدمها القرار 1701 واتخاذ الخطوات الضرورية لبسط سيادته بالكامل على جميع أراضيه، بهدف تعزيز دور المؤسسات الشرعية، وتكريس السلطة الحصرية للدولة في اتخاذ قرارات الحرب والسلم، وضمان حصر حيازة السلاح بيد الدولة وحدها في جميع أنحاء لبنان. 2- ضمان ديمومة وقف الأعمال العدائية، بما في ذلك جميع الانتهاكات البرية والجوية والبحرية، من خلال خطوات منهجية تؤدي إلى حل دائم وشامل ومضمون. 3 - الانهاء التدريجي للوجود المسلح الجميع الجهات غير الحكومية، بما فيها "حزب الله"، في كافة الأراضي اللبنانية، جنوب الليطاني وشماله، مع تقديم الدعم للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. 4- نشر الجيش اللبناني في المناطق الحدودية والمواقع الداخلية الأساسية، مع الدعم المناسب له وللقوى الأمنية. 5- انسحاب إسرائيل من "النقاط الخمس"، وتسوية قضايا الحدود والأسرى بالوسائل الدبلوماسية، من خلال مفاوضات غير مباشرة. 6- عودة المدنيين في القرى والبلدات الحدودية إلى منازلهم وممتلكاتهم. 7- ضمان انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية ووقف جميع الأعمال العدائية، بما في ذلك الانتهاكات البرية والجوية والبحرية. 8- ترسيم دائم ومرئي للحدود الدولية بين لبنان وإسرائيل. 9- ترسيم وتحديد دائم للحدود بين لبنان وسوريا. 10- عقد مؤتمر اقتصادي تشارك فيه الولايات المتحدة، وفرنسا، والمملكة العربية السعودية، وقطر، وغيرهم من أصدقاء لبنان لدعم الاقتصاد اللبناني وإعادة الإعمار ليعود لبنان بلداً مزدهراً وقابلاً للحياة، وفق ما دعا اليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب. 11- دعم دولي إضافي للأجهزة الأمنية اللبنانية، لا سيما الجيش اللبناني، عبر تزويدها بالوسائل العسكرية الملائمة لتنفيذ بنود الاقتراح وضمان حماية لبنان".


المردة
منذ 21 دقائق
- المردة
رئاسة الجمهورية: الحكومة اقرت في جلسة اليوم برئاسة الرئيس عون الأهداف الواردة في الورقة الأميركية لتثبيت وقف إطلاق النار
نشرت رئاسة الجمهورية عبر حسابها على منصة 'اكس': 'الحكومة اللبنانية في جلسة انعقدت برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في قصر بعبدا، اقرت الأهداف الواردة في الورقة الأميركية لتثبيت وقف إطلاق النار اتي التي اقرتها الحكومة كالاتي: 1- تنفيذ لبنان لوثيقة الوفاق الوطني المعروفة بـ'اتفاق الطائف' والدستور اللبناني وقرارات مجلس الأمن وفي مقدمها القرار 1701 واتخاذ الخطوات الضرورية لبسط سيادته بالكامل على جميع أراضيه، بهدف تعزيز دور المؤسسات الشرعية، وتكريس السلطة الحصرية للدولة في اتخاذ قرارات الحرب والسلم، وضمان حصر حيازة السلاح بيد الدولة وحدها في جميع أنحاء لبنان. 2- ضمان ديمومة وقف الأعمال العدائية، بما في ذلك جميع الانتهاكات البرية والجوية والبحرية، من خلال خطوات منهجية تؤدي إلى حل دائم وشامل ومضمون. 3 - الانهاء التدريجي للوجود المسلح الجميع الجهات غير الحكومية، بما فيها 'حزب الله'، في كافة الأراضي اللبنانية، جنوب الليطاني وشماله، مع تقديم الدعم للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. 4- نشر الجيش اللبناني في المناطق الحدودية والمواقع الداخلية الأساسية، مع الدعم المناسب له وللقوى الأمنية. 5- انسحاب إسرائيل من 'النقاط الخمس'، وتسوية قضايا الحدود والأسرى بالوسائل الدبلوماسية، من خلال مفاوضات غير مباشرة. 6- عودة المدنيين في القرى والبلدات الحدودية إلى منازلهم وممتلكاتهم. 7- ضمان انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية ووقف جميع الأعمال العدائية، بما في ذلك الانتهاكات البرية والجوية والبحرية. 8- ترسيم دائم ومرئي للحدود الدولية بين لبنان وإسرائيل. 9- ترسيم وتحديد دائم للحدود بين لبنان وسوريا. 10- عقد مؤتمر اقتصادي تشارك فيه الولايات المتحدة، وفرنسا، والمملكة العربية السعودية، وقطر، وغيرهم من أصدقاء لبنان لدعم الاقتصاد اللبناني وإعادة الإعمار ليعود لبنان بلداً مزدهراً وقابلاً للحياة، وفق ما دعا اليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب. 11- دعم دولي إضافي للأجهزة الأمنية اللبنانية، لا سيما الجيش اللبناني، عبر تزويدها بالوسائل العسكرية الملائمة لتنفيذ بنود الاقتراح وضمان حماية لبنان'.