logo
مفاوضات غزة: ضغوط ترامب تختبر نيات الاحتلال ونتنياهو

مفاوضات غزة: ضغوط ترامب تختبر نيات الاحتلال ونتنياهو

العربي الجديدمنذ يوم واحد

عاد الحديث عن مفاوضات غزة لوقف إطلاق النار إلى الواجهة من جديد، بعد إعلان المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف عن تقديمه مقترحاً جديداً يستهدف الوصول إلى اتفاق بين حركة حماس والاحتلال خلال الفترة الحالية. وتزامن الأمر مع إعلان البيت الأبيض عن تفاؤله بشأن إمكانية مساهمة مقترح معدل لويتكوف في سد الفجوات بين إسرائيل و"حماس"، والنجاح بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى في وقت "قريب"، وذلك بحسب ما نقل موقع أكسيوس الأميركي عن ثلاثة مصادر مشاركة في المفاوضات أمس الخميس. وقال مصدر أميركي للموقع "إذا تحرك كل جانب ولو قليلاً، فقد نتوصل إلى اتفاق خلال أيام".
وعلمت "العربي الجديد" أن تفاصيل الاقتراح المعدّل لويتكوف حول غزة، تنصّ على أنه مع بدء تطبيق الاتفاق ستوقف إسرائيل فوراً جميع العمليات العسكرية الهجومية في غزة، وسيُطلَق سراح عشرة محتجزين إسرائيليين وستُسلَّم 18 جثة لأسرى أموات على مرحلتين. وبحسب المعلومات، ففي اليوم الأول لدخول الصفقة حيز التنفيذ، سيُطلَق سراح خمسة محتجزين أحياء وستُسلَّم تسع جثث محتجزة، فيما سيُطلَق سراح خمسة محتجزين أحياء وجثث تسعة أموات في اليوم السابع من وقف النار. في المقابل، ستفرج إسرائيل عن 125 أسيراً فلسطينياً محكوماً عليهم بالمؤبد، و1111 أسيراً من غزة اعتقلوا بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إضافة إلى تسليم 180 جثة من سكان غزة، على مرحلتين أيضاً. وفي اليوم العاشر ستقدم "حماس" قائمة كاملة تتضمن تقريراً طبياً مفصلاً عن حالة الأسرى الإسرائيليين الموجودين في غزة.
ولم يمر إعلان ويتكوف مرور الكرام بالنسبة
لأحزاب التيار الديني القومي
وبتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، إذ أثار إعلانه عن طرح مقترح معدّل لوقف إطلاق النار في غزة ردود فعل هجومية منهما دعوا خلالها لاستمرار الحرب. من جهته، تبنّى وزير الخارجية جدعون ساعر موقفاً أكثر مرونة، مشيراً إلى أن "إسرائيل وافقت قبل 11 يوماً على الاقتراح الأميركي بشأن الصفقة، وحماس هي من رفضته حتى الآن". وأضاف: "إذا وُجد احتمال حقيقي للإفراج عن الأسرى، يجب تحقيقه. هذا هو ما يريده غالبية الشعب، ويجب التصرف وفقاً للمصالح القومية، لا وفقاً للضغوط أو التهديدات السياسية".
إبراهيم المدهون: الخلاف الجوهري حالياً يبرز في آلية إطلاق سراح الأسرى
مسار مفاوضات غزة
ورأى المحلل السياسي إبراهيم المدهون، أن مفاوضات غزة غير المباشرة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي ما زالت مستمرة، في ظل سعي الأطراف المختلفة إلى بلورة اتفاق يفضي إلى تهدئة ميدانية وتبادل للأسرى. وأضاف المدهون في حديثٍ لـ"العربي الجديد" أن المعطيات المتوفرة تشير إلى أن مسار مفاوضات غزة قد شهد في بدايته توافقاً على مسودة مقترحة من قبل ويتكوف، حظيت بموافقة حركة حماس، قبل أن تُحال إلى الجانب الإسرائيلي الذي قابل بعض بنودها بالرفض، خصوصاً تلك المتعلقة بآليات تنفيذ الصفقة وضمانات وقف الحرب. ووفقاً للمدهون، فإن الخلاف الجوهري حالياً يبرز في آلية إطلاق سراح الأسرى؛ إذ تصر إسرائيل على الإفراج عن عشرة أسرى دفعة واحدة في مستهل الاتفاق، فيما تفضّل "حماس" توزيع الإفراج على مرحلتين: خمسة في الأسبوع الأول من التهدئة، وخمسة في الأسبوع الأخير، ما يمنح الصفقة توازناً وضماناً لعدم تنصّل الطرف الآخر.
وأوضح المدهون أن إسرائيل ترفض في المقابل تقديم أي تعهدات مكتوبة بشأن المسار السياسي لما بعد الصفقة،
وترفض الالتزام بوقف الحرب بشكل نهائي
، بينما تصر "حماس" على ضمانات واضحة ومكتوبة، وتُفضّل أن تكون صادرة عن الإدارة الأميركية، بل ومن الرئيس دونالد ترامب شخصياً، لضمان استمرار المسار السياسي بعد الصفقة، وعدم عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري بمجرد إتمام المرحلة الأولى. وبيّن أن مدة التهدئة تشكل نقطة تباين إضافية في مفاوضات غزة مع مطالبة "حماس" بمرحلة أولى تمتد لـ90 يوماً، فيما تقترح إسرائيل فترة لا تتجاوز 60 يوماً، في إشارة إلى نيّتها إبقاء الخيار العسكري حاضراً على الطاولة. في المقابل، فإن إدارة ترامب، تحاول التوصل إلى صيغة توافقية تأخذ بعين الاعتبار ملاحظات الطرفين، لكنها قد تميل في نهاية المطاف إلى وجهة النظر الإسرائيلية.
رصد
التحديثات الحية
من وقف الحرب إلى الضمانات.. هذه أبرز الخلافات العالقة في مفاوضات غزة
من جانبه، اعتبر الكاتب محمد الأخرس، أن السلوك الأميركي في ظل إدارة ترامب، وتحديداً فريق ويتكوف الذي يقود مفاوضات غزة، "فوضوي"، وذلك مع انشغال ويتكوف بالملف الإيراني والملف الروسي. وأضاف الأخرس في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن هناك أحاديث عن القنوات المتعددة والمتباينة في إدارة ملف مفاوضات غزة فضلاً عن أن التسريبات التي تطرقت لها وسائل الإعلام الإسرائيلية، تجعل من المقترح الجديد مشابهاً لذات المقترح الذي رفضته المقاومة.
وأوضح أنه من الصعب على المقاومة القبول بعملية تسليم الأسرى جميعاً خلال الأيام الأولى للاتفاق، إذ من الممكن أن يعود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للحرب أو التنصل من الاتفاق، فيما لو حصل على العدد المتفق عليه في الأسبوع الأول. وأبدى الأخرس اعتقاده أن هناك ضغطاً إنسانياً كبيراً وعسكرياً وهو ما يجعل مفاوضات غزة عملية صعبة جداً، غير أنه لا توجد أي إشارات جدية بشأن إنهاء الحرب على غزة، خصوصاً من إدارة ترامب التي لم تصدر أي إعلان رسمي بشأن نيتها إنهاء الحرب. ولفت إلى أن غياب الضمانات الحقيقية بشأن نهاية الحرب يجعل من جولة مفاوضات غزة الحالية لا تختلف كثيراً عن سابقتها، غير أن المختلف هو زيادة الضغط الدولي وحالة العزلة التي يواجهها الاحتلال الإسرائيلي. وتنصّل الاحتلال الإسرائيلي من اتفاق 19 يناير/كانون الثاني الماضي المبرم بوساطة قطرية ـ مصرية وحضور أميركي، بعدما عرقل مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق ورفض الانخراط بها، بل فرض حصاراً مشدداً في 2 مارس الماضي، قبل
استئناف العدوان
في 18 مارس الماضي.
محمد الأخرس: إدارة ترامب لم تصدر أي إعلان رسمي بشأن نيتها إنهاء الحرب
تدخل أميركي أكبر
بدوره، رأى الكاتب محمد هلسة، أن ما تشهده المرحلة الراهنة من تحركات سياسية يشير إلى تدخّل أميركي أكبر من المعتاد في مسار التهدئة بين إسرائيل و"حماس"، سواء من جهة الحضور السياسي أو الجهد الدبلوماسي المبذول. وأوضح هلسة في حديثٍ لـ"العربي الجديد" أن الإدارة الأميركية تتحرك بين مسارين: الضغط المباشر الذي لا تفضّله عادة بسبب الكلفة السياسية المترتبة عليه، والضغط غير المباشر عبر محاولات التوفيق بين المواقف الإسرائيلية ومطالب "حماس". وأوضح أن ما يُطرح حالياً هو اتفاق يقع بين سقفَين: دون الوصول إلى التعهد بإنهاء الحرب، وفوق مستوى الهدنة القصيرة المؤقتة، وهو ما يسمح لكل طرف بادعاء تحقيق إنجاز سياسي، فإسرائيل ستقول إنها لم تلتزم بإنهاء الحرب، بينما ستعتبر حماس أنها تجاوزت مجرد هدنة مؤقتة. ويفسر هذه الصيغة بأنها نوع من "الضمان الأميركي لاستمرار وقف إطلاق النار لأطول فترة ممكنة"، من دون الحاجة إلى التزام مسبق بإنهاء الحرب، على أمل أن تستغل واشنطن هذا الوقت لتهيئة الظروف التي قد تقود إلى نهاية النزاع، رغم أنها لا تُصرّح بذلك بوضوح كما تفعل في ملف الحرب الروسية الأوكرانية.
وأشار هلسة إلى أن هذه الصيغة قد تُستخدم لتوفير مخرج سياسي لنتنياهو أمام شركائه الأكثر تطرفاً في الائتلاف، مثل بن غفير وسموتريتش، رغم أن مواقفهما العلنية لا توحي حتى الآن بقبولهما بها، فالمعضلة لا تزال قائمة داخليا بالنسبة لنتنياهو، خصوصاً مع تصاعد الضغوط المجتمعية والدولية، في ظل التوتر مع عائلات الأسرى والمواقف الدولية التي تزداد انتقاداً له. واعتبر هلسة أن أي هدنة جزئية ستمنح إسرائيل فرصة لالتقاط الأنفاس وتخفيف الضغط الخارجي والداخلي، وهو ما سيستفيد منه نتنياهو للاستعداد لجولة جديدة من القتال من دون التخلي رسمياً عن
استمرار الحرب
، ما يساعده في الحفاظ على استقرار الائتلاف الحكومي. وبحسب هلسة، فإن الشكوك لا تزال قائمة حول مدى قبول الشركاء اليمينيين المتطرفين بأي تسوية لا تتضمن تصعيداً دائماً، إذ إن التوصل إلى صيغة نهائية موقّعة لا يزال بحاجة إلى مزيد من الوقت، رغم أن الولايات المتحدة تعمل حالياً على تقديم وثيقة مكتوبة، بعد فترة من التداولات الشفوية التي خلقت حالة من البلبلة الإعلامية والسياسية. ورجّح هلسة أن تشهد المرحلة المقبلة استعصاءً إسرائيلياً تكتيكياً في التفاصيل التنفيذية، خصوصاً إذا أصرت "حماس" على شروط تتعلق بالانسحاب إلى خطوط ما قبل انهيار الهدنة أو بتسهيلات إنسانية إضافية.
قضايا وناس
التحديثات الحية
الاحتلال يدشن مركزاً جديداً للمساعدات وسط غزة: هندسة المجاعة مستمرة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

واشنطن: بكين تستعد لاستخدام القوة لتغيير ميزان القوى في آسيا
واشنطن: بكين تستعد لاستخدام القوة لتغيير ميزان القوى في آسيا

العربي الجديد

timeمنذ 6 ساعات

  • العربي الجديد

واشنطن: بكين تستعد لاستخدام القوة لتغيير ميزان القوى في آسيا

حذّر وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث السبت من أن الصين "تستعد" لاستخدام القوة العسكرية لتغيير ميزان القوى في آسيا، متعهداً بأن الولايات المتحدة ستبقى بجانب حلفائها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وتعليقات هيغسيث، التي وردت خلال منتدى أمني سنوي في سنغافورة ، تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وبكين توترات في ملفات عدة منها التجارة والتكنولوجيا والنفوذ بمناطق استراتيجية في العالم. ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني، أطلق الرئيس دونالد ترامب حرباً تجارية ضد الصين تقوم على رفع التعرفات الجمركية، ويعمل على تقييد حصولها على التقنيات الأميركية في مجال الذكاء الاصطناعي، ويواصل تعزيز العلاقات مع أطراف إقليمية على تباين مع بكين مثل الفيليبين. وقال هيغسيث، خلال منتدى حوار شانغريلا للأمن في سنغافورة، إن "التهديد الذي تشكله الصين حقيقي وقد يكون وشيكاً". وأشار إلى أن بكين "تستعد بصورة موثوقة لاستخدام محتمل للقوة العسكرية لتغيير ميزان القوى في منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، محذّراً من أن الجيش الصيني يعمل على بناء القدرات لاجتياح تايوان "ويتدرب" على ذلك فعلياً. وأكد هيغسيث أن الولايات المتحدة "تعيد توجيه نفسها من أجل ردع عدوان الصين الشيوعية"، داعياً حلفاء بلاده وشركاءها في آسيا إلى الإسراع برفع الإنفاق في المجال الدفاعي بمواجهة التهديدات المتزايدة. واعتبر أن التصرفات الصينية بمثابة "جرس إنذار"، متهماً بكين بالضلوع في هجمات سيبرانية ومضايقة جيرانها، وصولاً إلى "مصادرة أراضٍ وتحويلها للاستخدام العسكري بشكل غير قانوني" في بحر الصين الجنوبي. رصد التحديثات الحية مذكرة سرية للبنتاغون: الصين هي التهديد الوحيد وتطالب بكين بالسيادة شبه الكاملة على هذا المسطح المائي الذي يمرّ عبره نحو 60% من التجارة البحرية، على رغم حكم قضائي دولي يعتبر أن لا أساس قانونياً لهذا المطلب. وسُجلت على مدى الأشهر الماضية مناوشات بين البحريتين الصينية والفيليبينية في هذه المنطقة. وتوقع مسؤولون أميركيون أن تكون هذه المنطقة وما تشهده من توترات، محوراً أساسياً في النقاشات على هامش منتدى شانغريلا. وتزامناً مع كلمة هيغسيث في المنتدى، أعلن الجيش الصيني أن قواته البحرية والجوية تقوم بـ"دوريات استعداد قتالي" روتينية حول سلسلة من الشعاب والصخور المتنازع عليها مع مانيلا. وقال القائم بالأعمال في السفارة الأميركية في سنغافورة كايسي مايس إن "حزم الصين في بحر الصين الجنوبي زاد خلال الأعوام الأخيرة"، مؤكداً ضرورة مناقشة ذلك خلال منتدى سنغافورة. ولم ترسل بكين أي مسؤول من وزارة الدفاع للمشاركة في المنتدى، واكتفت بوفد من جامعة الدفاع الوطني التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني. وأثارت كلمة هيغسيث انتقاد بعض المحللين الصينيين في المنتدى. وقال دا وي، مدير مركز الأمن الدولي والاستراتيجية في جامعة تسينغهوا للصحافيين إن الخطاب كان "غير ودود للغاية" و"تصادمياً للغاية". واتهم دا واشنطن باعتماد معايير مزدوجة لجهة مطالبة الصين باحترام جيرانها، بينما تقوم هي بمضايقة جيرانها مثل كندا وغرينلاند. وأتت تصريحات الوزير الأميركي بعد ساعات من تلميح ترامب إلى تجدد التوترات التجارية مع الصين، متهماً إياها بـ"انتهاك" اتفاق يهدف إلى خفض التصعيد في ما يتعلق بالرسوم الجمركية، قائلاً إنه يتوقع أن يتحدث قريباً إلى الرئيس الصيني شي جينبينغ. واشنطن تطمئن حلفاءها وفي مسعى لطمأنة الحلفاء في آسيا، شدد هيغسيث على أن منطقة المحيطين الهندي والهادئ تبقى "أولوية" بالنسبة إلى الولايات المتحدة، متعهداً ضمان أن "الصين لن تهيمن علينا أو على حلفائنا وشركائنا". وفي حين أشار الى أن بلاده عززت تعاونها مع الفيليبين واليابان، أعاد التذكير بأن "الصين لن تغزو (تايوان)" في عهده. وأضاف "من الصعب تصديق أنني أقول هذا، ولكن بفضل الرئيس ترامب، ينبغي على الحلفاء الآسيويين أن ينظروا إلى الدول في أوروبا بوصفها مثالاً جديداً"، مستشهداً بتحرك دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي، بما في ذلك ألمانيا، نحو هدف الإنفاق الذي حدده الرئيس الأميركي بنسبة 5% من الناتج المحلي الإجمالي. وأضاف "الردع لا يأتي رخيصاً". (فرانس برس، العربي الجديد)

وعيد إسرائيلي للحوثيين بـ"ضربات موجعة" حال استمرار هجماتهم
وعيد إسرائيلي للحوثيين بـ"ضربات موجعة" حال استمرار هجماتهم

العربي الجديد

timeمنذ 7 ساعات

  • العربي الجديد

وعيد إسرائيلي للحوثيين بـ"ضربات موجعة" حال استمرار هجماتهم

هدد وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم الخميس، الحوثيين في اليمن بالتعرض لـ"ضربات موجعة" في حال مواصلة استهداف إسرائيل، وذلك مع تكثيف الجماعة إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل، وإعلانها أن وقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة لا يشمل تل أبيب. وكثف الحوثيون من إطلاق الصواريخ والمسيّرات تجاه إسرائيل خاصة في الأيام الأخيرة، وكان الهجوم الأكبر؛ عندما أصاب صاروخ أطلق من اليمن محيط مطار بن غوريون وشل الحركة في المطار بعد الفشل في اعتراضه، قبل أن تشن إسرائيل حملة قصف واسعة على مناطق الحوثيين بما في ذلك ميناء الحديدة ومطار صنعاء يومي الاثنين والثلاثاء. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن يوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة ستتوقف عن قصف الحوثيين، وقال إن الحوثيين وافقوا على وقف مهاجمة السفن الأميركية. كما أعلنت وزارة الخارجية العُمانية عقب تصريح ترامب، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثيين في اليمن. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية العُمانية، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الرسمية، إنه "بعد المناقشات والاتصالات التي أجرتها سلطنة عُمان مؤخرًا مع (الجانبين) بهدف تحقيق خفض التصعيد، فقد أسفرت الجهود عن التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين". أخبار التحديثات الحية الحوثيون: هاجمنا أهدافاً إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية وذكر الحوثيون أمس الأربعاء أن اتفاق وقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة لا يشمل إسرائيل، وأعلنوا لاحقا استهداف إسرائيل بطائرات مسيّرة. وبحسب ما جاء في بيان لكاتس نشره عبر منصة إكس: "يجب أن تكون إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها بنفسها ضد أي تهديد وأي عدو". وأضاف "سيتلقى الحوثيون ضربات موجعة من إسرائيل إذا استمروا في استهدافنا. الجيش الإسرائيلي مستعد لأي مهمة". وحذر كاتس القيادة الإيرانية، التي اتهمها بتمويل وتسليح الحوثيين، قائلا إن "نظام الوكلاء انتهى وإن محور الشر انهار". وحمّل إيران مسؤولية مباشرة، محذرا من تنفيذ "إجراءات مماثلة" لتلك التي اتُخذت ضد حزب الله في بيروت وحركة حماس في غزة ونظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في دمشق والحوثيين في اليمن، في طهران.

أوهام ترامب الروسية
أوهام ترامب الروسية

القدس العربي

timeمنذ 16 ساعات

  • القدس العربي

أوهام ترامب الروسية

لا التريليونات المخطوفة، ولا «بهلوانيات» الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولا «القبة الذهبية» الصاروخية الفضائية، سوف تحقق هدف ترامب في جعل أمريكا الأعظم مرة أخرى، ولا في فرض «السلام الأمريكاني» على طريقة «السلام الروماني» القديم، أو ما يسميه ترامب كثيرا «فرض السلام بالقوة»، ربما السبب في التغيرات الجارية بخرائط العالم، فقد تغير العالم لمرات كثيرة منذ العهد الروماني، وليس واردا أن يصبح «ترامب» إمبراطورا رومانيا جديدا، وقد لا تصح الاستهانة بقوة أمريكا الحربية والتكنولوجية، تماما كما لا تصح الاستهانة بصعود قوى أخرى إلى قمة التطور العالمي، قد تكون الصين أهمها بالمعنى الشامل للقوة، لكن روسيا أيضا تعاود الصعود على طريقتها العسكرية، وجمع القوة الصينية والروسية العسكرية معا، يزيد بكثير على قوة أمريكا، رغم أن أمريكا تنفق عسكريا ما يزيد على التريليون دولار سنويا، وهو ما يزيد بمرتين على ما تنفقه الصين وروسيا معا، لكن المقابل المالي مختلف عن المقابل العيني المرئي لأسباب كثيرة، ويكفي ـ مثلا ـ أن روسيا مع التواضع النسبي لإنفاقها العسكري، تنتج سنويا أربعة أمثال ما تنتجه دول حلف «الناتو» مجتمعة، بما فيها أمريكا من سلاح. وقد يستطيع ترامب، أن يعقد مؤتمرا صحافيا كل يوم وكل ساعة، وأن يفاخر ـ على عادته ـ بعظمة وروعة الأسلحة الأمريكية، وأن يتمتع شخصيا بإصدار أوامره «البهلوانية» بضم كندا، واحتلال غرينلاند، وقناة بنما، وغزة، وقبلها المكسيك، وأن يتخيل على طريقة مبالغات تلفزيون الواقع، أن أوامره كلها تتحقق فور النطق بها، لكن لا شيء تحقق أو يتحقق، رغم مضى شهور على شطحاته وتبجحاته، ولسبب بسيط لا يدركه في فورة انفعالاته الحماسية، هو أن هناك حدودا للقوة الأمريكية، التي جرى ويجري اختبارها في السنوات الأخيرة، وبالذات في مناطق نفوذ الصاعدين الجدد، وإن أغراه الفوز السريع السهل في مناطق «الربع الخالي»، كما في المنطقة العربية بالذات. بوتين يدمج ببراعة بين أهدافه في أوكرانيا وأوروبا، وسعيه لإقامة عالم متعدد الأقطاب، يفكك ويفتت الهيمنة الغربية والأمريكية، ويعيد روسيا إلى قلب تفاعلات العالم الأوسع لكن الأمور لا تمضي كما يتصور في مناطق أخرى ممتلئة بناسها وقواها، وكلنا يتذكر أغرب وعود ترامب، وقوله المتكرر في حملته الانتخابية الصاخبة، أنه يستطيع وقف حرب أوكرانيا في 24 ساعة، ثم زاد المدة قليلا بعد عودته رسميا إلى البيت الأبيض، ثم مضت شهور لاهثة طويلة إلى اليوم، بادر فيها إلى إجراء مكالمات هاتفية مطولة بالساعات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتبرع بانطباعات «بهلوانية» عن جودة وروعة مفاوضاته الهاتفية، وعن أدوار وزرائه ومبعوثيه في الرياض وموسكو، وقدم المغريات تلو المغريات للرئيس الروسي، وكرر موافقته على ضم شبه «جزيرة القرم» والمقاطعات الأوكرانية الأربع إلى موسكو، وتعهده بعدم انضمام أوكرانيا لحلف «الناتو» في أي وقت، واستعداده للقاء بوتين في أي مكان، لكن بوتين ظل يتلاعب بعواطف ترامب، ولم يذهب إلى مفاوضات تركيا، وضيع على ترامب فرصة التقاط صور ترضي غروره، وتركه يعود من غزوته الخليجية إلى واشنطن محبطا من خذلان بوتين لمساعيه، فيما وجه الرئيس الروسي معاونيه بصياغة مذكرة استسلام أوكراني شامل، يتوقع عرضها في اجتماع لاحق بتركيا، وتكون شرطا مسبقا لبحث اقتراحات واشنطن لوقف إطلاق النار، ما زاد في غضب ترامب، إلى أن وصف بوتين أخيرا بالمجنون تماما، وأنه «يلعب بالنار»، ومن دون أن يكلف بوتين نفسه عناء الرد عليه، وإن صدرت عن «الكرملين» تعليقات طريفة لاذعة، من نوع وصف تهجمات ترامب اللفظية بأنها تنفيس عن «عبء عاطفي زائد»، فالمعروف أن ترامب يعاني من خسارة توقعاته، ومن خيبة أمله في تجاوب الرئيس الروسي معه، بعد أن تباهى مرارا وتكرارا بمعرفته العميقة بالرئيس بوتين، وبمحبته الغامرة لطريقة تفكيره، وتلك واحدة من ألغاز بوتين، الذي يثق على ما يبدو في حدود ردود أفعال ترامب، الذي يطالبه معاونوه بالعودة إلى فرض عقوبات جديدة على موسكو، يتشكك ترامب نفسه في جدواها، حتى إن اندفع إليها . وكما قلنا مبكرا هنا وفي غير مكان، أن ما جرى ويجري بين موسكو وواشنطن، هو لعبة بوتين مع ترامب وليس العكس، وأن هدف بوتين، هو تعميق الفجوة بين واشنطن والحلفاء الأوروبيين في حلف «الناتو»، والسعي لإخراج أمريكا من حرب أوكرانيا، والاستفراد بأعداء موسكو الأوروبيين، وهو ما جرى الكثير منه باندفاعات ترامب، وابتزازه المتكرر للحلفاء الأوروبيين في حلف «الناتو»، وطلبه زيادة بل مضاعفة الإنفاق الأوروبي في ميزانية الحلف، وإلى حدود 5% من إجمالي الناتج القومي لكل دولة أوروبية حليفة، وتخفيض عبء الإنفاق الأمريكي في الميزانية السنوية البالغة 1.6 تريليون دولار، إضافة إلى فتح أسواق أوروبا بلا قيود للمنتجات الأمريكية، وإزالة الاشتراطات والمعايير الأوروبية الصارمة على السيارات والمنتجات الغذائية الأمريكية، فوق مضاعفة واردات أوروبا من البترول والغاز الطبيعي من أمريكا، وكلها شروط أمريكية لا يستطيع الأوروبيون تلبيتها ببساطة، حتى في المفاوضات الجارية في مهلة التسعين يوما بعد تعلية ترامب لسقف الرسوم الجمركية، وكلامه المتكرر عن تناقض المصالح الاقتصادية بين واشنطن والاتحاد الأوروبي، وتخوف الأوروبيين المتزايد من احتمالات سحب مظلة الحماية النووية والقواعد العسكرية الأمريكية في أوروبا، ما دفع الأوروبيين إلى عودة للبحث في نظام دفاعي أوروبي بحت، وإعلان المفوضية الأوروبية عن خطة لإنفاق 800 مليار يورو لتطوير الإنتاج العسكري الأوروبي حتى 2030، وتخصيص 150 مليار يورو إضافية لدعم أوكرانيا في الحرب مع روسيا، وقد أثبتت سنوات الحرب الثلاث وأكثر الفائتة، أنه ليس بوسع «أوروبا الأطلنطية» مجاراة روسيا، ورغم إنفاق مئات مليارات الدولارات، دعما وتسليحا من جانب أمريكا وأوروبا معا، فإنها لم تستطع وقف التقدم العسكري الروسي، الذي تصاعدت وتيرته في الشهور الأخيرة، مع استعادة الروس لكامل مقاطعة «كورسك» الروسية، واستمرار موسكو في القضم المتدرج لما تبقى من المقاطعات الأوكرانية الأربع (دونيتسك ولوغانسيك وزاباروجيا وخيرسون)، وما عجزت عنه حرب أمريكا وأوروبا معا، لا يتصور أحد أن تنجح فيه أوروبا وحدها، بعد نجاح بوتين في استثمار اندفاعات ترامب، وخلخلة الموقف الأمريكي الداعم لأوكرانيا ورئيسها زيلينسكي، وإهانات ترامب الشهيرة للرئيس الأوكراني في لقاء المكتب البيضاوي، وتصميمه على تقديم أوكرانيا لتنازلات كبيرة من أراضيها لصالح الروس، وفتور حماسه لتقديم مزيد من المعونات العسكرية في حرب الميدان الأوكراني، وهو ما ظهر في ضعف نظام الدفاعات الجوية في الداخل الأوكراني، وبما زاد في إفساح المجال لهجمات المسيرات الانتحارية والصواريخ الروسية، وفي توسع الهجمات البرية الروسية داخل مقاطعتي خاركيف وسومي، إضافة للمقاطعات الأربع المستهدفة أصلا، ما يضاعف من ذعر الأوروبيين، الذين يخشون من امتداد الحرب الروسية إلى مقاطعات أوكرانيا غرب نهر دنيبرو، وربما إلى دول البلطيق الصغيرة الثلاث (لاتفيا واستونيا وليتوانيا) المنضمة سابقا لحلف «الناتو»، خصوصا مع تخطيط موسكو لإرسال مئة ألف جندي إضافي إلى بيلاروسيا، تحت غطاء إجراء مناورات، وتضاعف معدلات حروب موسكو الهجينة تحت مياه بحر البلطيق، وقطع كابلات الاتصال والطاقة باستخدام أساطيل الظل الروسية، وزيادة الحشد العسكري الصاروخي والنووي في مقاطعة كالينينغراد المنفصلة بريا عن الأراضي الروسية، والتي تبدو على الخرائط كخنجر نافذ في قلب أوروبا الغربية، علما أن أراضي البر الرئيسي الروسي الأوروبي تشكل 40% من كل مساحة أوروبا، وبينما تبدو التحركات الروسية كإجراء احترازي يرد على توسع حلف «الناتو» وضمه لفنلندا والسويد، ما يزيد من هلع الأوروبيين، ويدفعهم إلى اتخاذ إجراءات مضادة ضد روسيا، على طريقة إعلان المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس عن فك قيود استخدام أوكرانيا للصواريخ بعيدة المدى في العمق الروسي، وربما توريد ألمانيا لصواريخ «تاوروس» إلى أوكرانيا، إضافة لصواريخ «ستورم شادو» البريطانية و»سكالب» الفرنسية، التي لم تحقق تغيرا فارقا في موازين الحرب، لا هي ولا مثيلتها «أتاكمز» الأمريكية، فالروس يتكيفون مع المستجدات الحربية بسرعة لافتة، ولديهم الدواء لكل داء حربي مستجد، وقد يهزمون ويتراجعون أحيانا، لكنهم ينتصرون في النهاية ويستنزفون الأعداء الغربيين، وهو ما اعترف به «ترامب» نفسه مرات، وقال إنه لا يمكن تصور هزيمة روسيا . ويبقى في الحساب المفتوح، أن بوتين لاعب الشطرنج المتمكن سياسيا وعسكريا، لا يبدو قابلا لخداع جديد، وليس مستعدا لخسارة تحالفه القوي مع الصين، ويدمج ببراعة بين أهدافه في أوكرانيا وأوروبا، وسعيه لإقامة عالم متعدد الأقطاب، يفكك ويفتت الهيمنة الغربية والأمريكية، ويعيد روسيا إلى قلب تفاعلات العالم الأوسع. كاتب مصري

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store