
مصائر السوريات... خطف مجهول وعودة مبهمة
وعلى رغم اطلاع "اندبندنت عربية" على شهادات بعض ذوي الضحايا والاستماع إليهم، إلا أن شيئاً من الحيرة والارتباك والحذر كان يسود المشهد، الجميع يتأمل عودة المفقودات وعدم إثارة حفيظة خاطفيهن اللذين هددوا غير مرة بتصفيتهن في حال انتشار تفاصيل القصص تلك على فضاءات التواصل الاجتماعي، بعض العائلات استجابت لتلك المطالب وقلة لم تستجب، كما أنه من الصعب الاطلاع على سجلات كاميرات المراقبة التي توضح آخر مكان كن فيه قبل الاختفاء.
سبي وتجارة... أيهما أقرب؟
الجرائم الواقعة على العرض في بيئة محافظة كالبيئة السورية تتطلب حذراً شديداً في التعامل معها، ومقاربتها من الزاوية الأقل ضرراً نفسياً ومعنوياً للأسرة بأكملها. نورهان .ح شابة تبلغ من العمر 24 سنة، اختطفت خلال يونيو (حزيران) الماضي من مدينة حمص. الشابة والدة لطفلين، أحدهما يبلغ الرابعة والآخر ما زال رضيعاً، كانت في طريقها إلى سوق المدينة قبل أن تعترض طريقها سيارة جيب نوع "توسان"، وأدخلها ملثمون بقوة السلاح إلى داخل المركبة ثم اقتادوها بعيداً. ظلت نورهان أسيرة لـ20 يوماً تتعرض خلالها لتعذيب نفسي وجسدي قاس للغاية كما قال عمها لـ"اندبندنت عربية"، خلال عملية الخطف سئلت الفتاة عن مذهبها الديني، قبل أن تقاد نحو وجهة لا تعرفها معصوبة العينين لتوضع في قبو يفتقد لأدنى مقومات الحياة. وكانت نورهان كثيراً ما تتوقف خلال حديثها بسبب البكاء حينما تستذكر كمية الإهانات والضرب والتحرش الذي تعرضت له، كما حاول الخاطفون إجبارها على توقيع ورقة زواج من أحدهم وكانت تأبى باستمرار، فتتعرض لضرب يجعلها في نهاية المطاف فاقدة للوعي.
وبالمعنى التقني لعملية الخطف تلك، كانت تتشابك خيوط ما بين التجارة والسبي في آن، وعلى أحد الأمرين أن يتحقق، وقد تحققت نية التجارة حين أفرج عنها في مقابل 12 ألف دولار أميركي. الشابة اليوم تتعالج عضوياً من آلام تناسلية وبنيوية ومن أوجاع نفسية، ضمن خطة علاج طبي مركب لا يبدو أن الزمن سيكون كفيلاً جداً بمحوه في القريب العاجل.
إذلال متعمد
الناشط الحقوقي فضل الله حمادة قال إن "جل المختطفات ينتمين إلى الأقليات، العلويات بالدرجة الأولى، ومن ثم الدرزيات في مرحلة لاحقة"، مؤكداً أن "أعدادهن لا يمكن أن تكون مؤكدة نظراً إلى أن عشرات وأكثر من الحالات لم يجر إعلانها أو تداولها لأسباب معروفة ما بين مجتمعية وارتيابية من الجهة الخاطفة". ويرى أن "هذا الانتقام منهجي ومكرس، ويستهدف فتيات ذنبهن الانتماء إلى طائفة الرئيس المخلوع (بشار الأسد)، وذلك ما يتوافق مع مقتل آلاف العلويين ضمن حالات تصفيات ميدانية وجرائم حرب من دون أن يكونوا تورطوا فعلياً في الحرب السابقة".
وتابع حمادة "هذه الطائفة مستهدفة لأسباب عقائدية بالدرجة الأولى، حالها حال أقليات أخرى، ينظر إليها بوجه التكفير، والهدف الأساس من اختطاف أو اعتقال أو سبي نسائهن، يأتي محمولاً على رمزية كبرى تحاكي الإذلال المتعمد، ليقود بالتالي نحو إجبار وتركيع الأقليات، فنحن رصدنا أن معظم المختطفات - المحررات منهن - خضعن لأساليب تعذيب وحشية وألفاظ نابية تصفهن بالخنازير والقردة والكفرة".
ضحية وليست سبية
ما زاد الطين بلة هو تأكيد "لجنة تقصي أحداث الساحل" في تقريرها قبل أيام أنها لم تتلق نداءات حول خطف فتيات علويات خلال الإطار الزمني لعملها المستمر من مارس (آذار) الماضي وحتى يوليو (تموز) الجاري، وهي الفترة التي عرفت الكم الأكبر من حالات التغييب القسري، في وقت لا تريد فيه وزارة الداخلية الإجابة عن أسئلة من هذا النوع، ومعها المسؤولون المحليون الذين يتحاشون الخوض فيه لحساسيته وخصوصيته.
يقول المهندس نادر عز الذي فقد ابنته في أحداث الساحل في مدينة بانياس، مستغرباً توصيف بعض ما حصل بـ"الأعمال الفردية"، معتبراً أنه "سياسة كلية ممنهجة ترقى إلى حد التهديد الوجودي لطائفة تمثل نحو 15 في المئة من النسيج السوري الكامل". وفي إحدى لحظات حديثه التي تبدو غريبة ومفهومة في آن، كان عليه أن يقول "الحمد لله أن ابنتي شهيدة وليست سبية، أجرها عند الله حيث يلتقي الخصوم".
"ابحثوا عن عشيقها"
في منطقة قريبة من بانياس، في إحدى قراها واسمها بارمايا، وفي تلك المرحلة الزمنية التالية للمجازر، خرجت فتاة ذات 29 سنة تدعى مروى من قريتها باتجاه طرطوس لاستكمال بعض الأوراق الرسمية، لكن الاتصال انقطع معها عند الثالثة بعد الظهر. ظلت العائلة تبحث بلا جدوى، إلى أن وصلتها رسالة عبر تطبيق "واتساب" من رقم ابنتهم، قال مجهول فيها "انسوا الفتاة ولا تجعلوا أحداً يتدخل وإلا أرسلناها لكم قطعاً"، وفق شقيق مروى لـ"اندبندنت عربية" الذي توجه على الإثر مع أبيه مباشرة إلى مركز الشرطة ليقدم بلاغاً بفقدان ابنته، فكان الرد باهتاً، إذ قال لهما المسؤول هناك "لسنا هنا لنتابع هذه القضايا السخيفة، ابحثوها عن عشيقها الذي هربت معه"، وبذلك لم يفتح محضر ولم يصل الأهل إلى نتيجة حتى اليوم على رغم مرور بضعة أشهر. تلك الأشهر حملت في أيام متعددة تواصلاً متأخراً من الخاطفين مع عائلة مروى، مما يدحض استسهال الشرطة، فطالبوا بفدية كبيرة يجب إيصالها إلى تركيا، وبالفعل أرسلت الفدية على أربع دفعات، لكن الخاطفين اختفوا من جديد، ومروى اختفت أيضاً.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
العودة المجهولة
كان الوصول إلى المحررات أسهل نسبياً من الاستعلام عن اللاتي ما زلن مختطفات حتى اليوم، على رغم أن إجراء حديث طبيعي معهن ما زال يتسم بالصعوبة، كحال الأختين ميرنا وزهرة (21 و16 سنة)، اللتين خطفتا في جبلة في مايو (أيار) الماضي بواسطة سيارة مغلقة لا تحمل لوحات. أيضاً كعادة أسلوب الخطف اعترضت السيارة طريقهما، نزل منها ثلاثة رجال مسلحين ملثمين، سألوا الفتاتين إلى أين ينتميان وما هي طائفتهما، قبل اقتيادهما بالقوة على مرأى الناس من دون أن يجرؤ أحد على التدخل، عصبت أعينهما، وسارت بهما السيارة نحو أربع ساعات بحسب تقديرات الأخت الكبرى ميرنا، قبل أن تودعا في مستودع يحوي أقفاصاً مبعثرة وصناديق ذخيرة فارغة.
خلال رحلة الطريق تلك تعرضت الفتاتان لتعنيف جسدي ولفظي ولمسات غير أخلاقية، وكانتا تنتعان على الدوام بـ"الكفرة "و"الفلول" و"أيتام الأسد" وما إلى ذلك، حتى أن أحد الخاطفين قال لهما "في رقابكم دماء مئات من إخوتنا 'المجاهدين' وستدفعون الثمن". كانت ميرنا بحسب كلامها تفترض السيناريو الأسوأ في كل لحظة، تتخيل بيعهن كسبايا، أو استعبادهن جنسياً، أو قتلهن، لكن كل ما كان يشغلها هو أختها المراهقة وكيف ستتمكن من حمايتها مهما كان ثمن التضحية التي سيتوجب تقديمها لدرء الخطر عن الصغيرة.
تقول ميرنا "كنت أفكر بكل ما يمكن أن يحصل، أن يجري بيعنا كبشر، أو كأعضاء، كنت قرأت كثيراً عن مصير الإيزيديات وما حل بهن، كان خوفي يتنامى، في اليوم الأول الذي أودعنا فيه المستودع لم يدخل علينا أحد، أما في بقية الأيام فحصل معنا ما لم أتخيل يوماً أن يمكن لبشر فعله بآخر".
بعد 45 يوماً بالتمام أعيدت الفتاتان، رميتا في منتصف الليل في الساحة هناك، منقبتان وخائفتان، حتى الآن لا أحد يدري كيف حصل ذلك ولماذا، والفتاتان وعائلتهما نفسهما تتكتمان على الموضوع بصورة كاملة، ويقولون إن "قضاء الله نفذ" ولا يريدون استفزاز أحد من جديد ولو بمعلومة أو كلمة، مكتفين بصمت مطبق لم يطلعوا أحداً عليه حتى من المقربين أو الجوار أو الشرطة نفسها، مما يرجح دخول وسطاء سريين على خط المفاوضات وتبادل أموال وأشياء يمكن أن تكون لعبت دوراً في العودة الغريبة للفتاتين اللتين ما زالتا تعانيان آثاراً نفسية شديدة.
منظمة العفو الدولية تطلق استغاثة
في اليومين الماضيين أطلقت "منظمة العفو الدولية" نداء عاجلاً للحكومة السورية لتسريع جهود منع أعمال العنف القائم على النوع الاجتماعي، إضافة إلى إجراء تحقيقات متسارعة في شأن حالات خطف الفتيات والسيدات العلويات ومحاسبة مرتكبي جرائم الاختطاف.
وأكدت المنظمة أنها تلقت في الأشهر الماضية تقارير موثقة حول خطف فتيات تتراوح أعمارهن بين ثلاث سنوات و40 سنة، في اللاذقية وطرطوس وبانياس وجبلة وحمص وحماه. ومن بين حالات الخطف تلك، وثقت المنظمة عمليات غالبها جرى في وضح النهار، ومن خلال المتابعة تمكنا من رصد حالات وقعت في أشد الأماكن ازدحاماً ضمن أحياء حمص وطرطوس واللاذقية.
وقالت أنياس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، "وعدت السلطات السورية مراراً وتكراراً ببناء سوريا من أجل جميع السوريين، ولكنها تخفق في منع حالات خطف النساء والفتيات، والإيذاء البدني، والزواج القسري، والاتجار المحتمل بالأشخاص، وتتقاعس عن التحقيق بصورة فعالة وملاحقة المسؤولين عن هذه الحالات. وخلفت هذه الموجة من عمليات الخطف أثراً كبيراً لدى المجتمع العلوي الذي عصفت به المجازر من قبل، إذ تخشى النساء والفتيات الخروج من منازلهن أو السير بمفردهن".
وأكدت المنظمة أنه "من بين ثماني حالات موثقة في الأقل، تجاهلت السلطات أربع حالات أو لم تعترف بها أساساً، وفي عموم الحالات لم تطلع الشرطة أسر الضحايا على سير مجريات التحقيق، وفي حالتين في الأقل جرى تحميل الأهل المسؤولية في الحفاظ على بناتهن، متهمين إياهم بالمسؤولية عن الخطف".
وتتحدث المنظمة باستفاضة عن حالات طلب الفدية التي جرت في الآونة الأخيرة، وأشير في تقارير صحافية إلى أن المبالغ كانت تتراوح ما بين كونها زهيدة لتصل إلى 100 ألف دولار، وتضيف المنظمة أنه "في حالات مرصودة أجبرت الضحية على الزواج من خاطفها".
وقالت ناشطة تابعة للمنظمة، تحفظت على ذكر اسمها بعدما زارت المنطقة الساحلية في سوريا أخيراً، "كل النساء يعشن في حالة تأهب كامل، لا نستطيع أن نستقل سيارة أجرة وحدنا، أو نمشى وحدنا، أو نفعل أي شيء من دون الشعور بالخوف. وعلى رغم أنني لست علوية، وأفراد أسرتي تشككوا في البداية في حالات الاختطاف، طلبوا مني ألا أذهب إلى أي مكان بمفردي وأن أتوخى شديد الحذر".
الدروز أيضاً
على رغم أن الأمر كان مرتبطاً حصراً بفتيات الطائفة العلوية خلال الأشهر السبعة الأولى من سقوط النظام، لكن معارك السويداء أواسط يوليو (تموز) الجاري غيرت في صورة المعادلة المرتبطة بالخطف، فمع دخول القوات الحكومية يومي الـ15 والـ16 من يوليو إلى المدينة، ومن ثم انسحابها واندلاع معركة ائتلاف العشائر في مواجهة القوات الدرزية، بدأ فصل جديد في المدينة، فصل جعل السويداء مع معظم قراها منكوبة أو شبه منكوبة بصورة كاملة، ورافق ذلك مقتل أكثر من 1400 شخص بحسب توثيقات المرصد السوري لحقوق الإنساني، وهجرة عشرات آلاف من السكان، إضافة إلى هجرة ديموغرافية للبدو من المدينة وريفها، وحين انقشع غبار المعارك اتضح أن نحو 80 فتاة وامرأة من السويداء خطفن نحو مصير مجهول.
حاول موقع "اندبندنت عربية" التواصل مع مرجعيات شعبية ودينية في المحافظة الجنوبية، لكن لا أحد يملك تبريراً أو جواباً فعلياً حول مصير تلك الفتيات في محافظة تسودها الأعراف والتقاليد الاجتماعية والبيئة المحافظة بأضعاف مما هي عليه في الساحل. ويشعر السائل أن أهل المدينة لا يريدون الإجابة أكثر من أنهم يملكونها ويخفونها، القضية هناك ترتبط بمفهوم العرض بصورة موسعة للغاية.
لا يخفي ناشطو السويداء اتهامهم لمسلحي العشائر والمتحالفين معهم بالتورط في عمليات الخطف، محملين مسؤولية كبيرة لوزيرة الشؤون الاجتماعية والعملية هند قبوات. ويعتقد الناشطون أنه يجب منح فرصة لعمليات التفاوض والتحرير، فالملف لم يغلق حتى الآن، مشيرين إلى أن الخاطف والمختطف معروفان.
وعلى رغم أن خطف سيدات الدروز كان نتيجة وجودهن في مناطق قتال شديد وفوضى مخيفة، لكن ذلك لا يعني أنهن لن يكن – افتراضاً - هدفاً مستقبلياً في عمليات مشابهة، خصوصاً بعد ما حصل من مهاجمة وضرب للطلاب الدروز في الجامعات، والتصفيات الميدانية لشبابهم في أحياء متفرقة، كان آخرها مقتل شابين في دمشق يملكان متجراً صغيراً على خلفية طائفية، إلا أن الأكيد في كل ذلك هو أن حالات اختطاف العلويات مستمرة حتى الساعة في المناطق التي تسكنها تلك الطائفة ولا يحميها أحد فيها، فتصبح لقمة سائغة لأية مجموعة خارجة عن القانون تبحث عن ثأر أو انتقام.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأمناء
منذ 2 ساعات
- الأمناء
كفالة بـ15 ألف دولار.. هل حوّل ترامب تأشيرة أمريكا إلى صفقة تجارية؟
وصف خبراء إلزام الولايات المتحدة الراغبين في الحصول على تأشيرة زيارتها بإيداع كفالة قدرها 15 ألف دولار، بأنه منهج جديد يفرض منطق رجل عقارات وليس رئيس دولة في إشارة للرئيس دونالد ترامب. وأكدوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذه الإجراءات تهدف إلى تحقيق شيئين، أولهما زيادة الإيرادات المالية من خلال فرض غرامات على المخالفين الذين لا يغادرون البلاد في الموعد المحدد، وذلك للتخفيف من الأعباء التي يسببها المهاجرون غير الشرعيين. أما الثاني، فيندرج ضمن جهود ترامب لتقليص أعداد المهاجرين إلى الولايات المتحدة، رغم أن البلاد تأسست في الأصل على الهجرة، وترامب نفسه ينحدر من عائلة مهاجرة من أوروبا. وبينوا أن الذهاب إلى هذه الكفالة يعتبر إجراء قانونيا يحق لرئيس الولايات المتحدة ضمن عدة أطر وصلاحيات له بحكم منصبه، ولكن سيكتب ذلك فصلا جديدا لمواجهات في ساحات القضاء من جهة حول قرارات ترامب بإقامة دعاوى قضائية سواء من الجمعيات والمؤسسات الحقوقية والداعمة للهجرة وفي الوقت نفسه من قيادات ونواب بالحزب الديمقراطي. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية اقترحت مؤخرا، إلزام المتقدمين للحصول على تأشيرات العمل والسياحة بإيداع ضمان يصل إلى 15 ألف دولار، وهي خطوة قد تجعل العملية باهظة التكلفة بالنسبة للكثيرين. وفي إشعار من المقرر نشره رسميا في السجل الاتحادي اليوم الأربعاء، قالت الوزارة إنها ستبدأ برنامجا تجريبيا مدته 12 شهرا، يلتزم بموجبه الأشخاص القادمون من دول تعتبر معدلات تجاوز مدة تأشيرة الدخول بين مواطنيها مرتفعة أو تفتقر إلى ضوابط أمنية داخلية للوثائق، إيداع ضمان مالي يبلغ 5 آلاف دولار أو 10 آلاف دولار أو 15 ألف دولار عند التقدم بطلب للحصول على تأشيرة. وبحسب الإشعار فإن البرنامج التجريبي سيدخل حيز التنفيذ في غضون 15 يوما من نشره رسميا، بهدف عدم تحمل حكومة الولايات المتحدة أي أعباء مالية في حال عدم امتثال الزائر لشروط تأشيرته. تقليص المهاجرين ويرى المحلل السياسي المختص في الشأن الأمريكي، أحمد محارم، أن الذهاب إلى تطبيق هذا الشكل من الكفالة المالية لمن يحصل على تأشيرة دخول الولايات المتحدة، تعكس سياسية ترامب في تقليص عدد المهاجرين. وأضاف محارم في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن تطبيق هذه الكفالة المالية في وقت يشار فيه إلى أن من يدخلون بتأشيرة زيارة سواء "بي 1" أو "بي 2" ، مطالبون بدفع مبلغ معين، وخلال الـ6 أشهر التي يسمح بها القانون بمكوث الزائر في الولايات المتحدة، سيحصل على هذا المبلغ من المطار عند المغادرة، أما في حال عدم العودة والقيام بـ"كسر التأشيرة" والانضمام إلى طوابير اللاجئين، فلن يحصل على هذه الكفالة بطبيعة الحال. وبين محارم أن كل هذه الإجراءات التي يتعامل بها ترامب تأتي ضمن محاولات تقليص عدد المهاجرين إلى الولايات المتحدة، على الرغم من أنها بلد هجرة في الأساس، وترامب رئيس الدولة ذاته من عائلة مهاجرة جاءت من أوروبا في الماضي. واستكمل محارم أن الكلام الذي يتحدث به الرئيس ترامب منذ دخوله البيت الأبيض للمرة الثانية في يناير/ كانون الثاني 2025، يظهر إدارته السياسة الداخلية والخارجية والأمنية والاقتصادية بطريقة تعود لخلفيته التجارية حيث يتعامل مع بلد بها 400 مليون مواطن، كرجل عقارات ناجح وليس رئيس دولة، وأنه يدير كل شيء في إطار الصفقات. ويؤكد محارم أن إدارة دولة تختلف عن إدارة صفقة، وكل هذه القرارات حتى الرسوم الجمركية التي أثارت أزمات عدة وصدامات، والخلافات مع دول منها الحليفة، ومواقفه مع الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي والمكسيك ثم التراجع في بعض القرارات، يظهر هذا المنهج. مصادر مالية جديدة فيما يوضح الخبير في السياسات الأمريكية، أحمد العلوي، أن الغرض من هذه الكفالة خلق مصادر مالية جديدة لتخفيف الأعباء عن الولايات المتحدة؛ إذ تتعامل بها مع المخالفين من جهة، ومن جهة أخرى، وضع عوائق متشددة أمام من يستهدفون الحصول على التأشيرة الأمريكية ثم يقومون بعد الوصول إلى ما يسمى بـ"أرض الأحلام" بالبحث عن عمل أو الزواج للحصول على الإقامة، أو من يخالفون القانون ويصبحون من اللاجئين. ويعتقد العلوي في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن هذه الكفالة تحمل تمييزا واضحا لمن لا يستطيعون تسديد هذا المبلغ غير المنطقي خاصة أن الولايات المتحدة كثيرا ما جاء إليها أشخاص بتأشيرة زيارة وأصبحوا نابغين وناجحين في عدة مجالات حققت فوائد ومكاسب وطفرات كبيرة لأمريكا، حيث حضروا دون مبالغ ضخمة وجاءوا بإبداعاتهم وأفكارهم وعقولهم، لافتا إلى أن ترامب بهذه الطريقة يعمل بشكل كبير على عرقلة وصول المبدعين الذين يحققون مكاسب عدة للولايات المتحدة. وقال العلوي، إن الذهاب إلى هذه الكفالة يعتبر إجراء قانونيا يحق لرئيس الولايات المتحدة ذلك ضمن عدة أطر وصلاحيات له، ولكن سيكون ذلك فصلا جديدا لمواجهات في ساحات القضاء من جهة حول قرارات ترامب بإقامة دعاوى قضائية سواء من الجمعيات والمؤسسات الحقوقية والداعمة للهجرة وفي الوقت نفسه من قيادات ونواب بالحزب الديمقراطي. وتابع العلوي أن ترامب لا يهمه في قراراته ما يصلح وما ينفع، فهو له عقلية تواجه اختلافات من المقربين منه ولكن في النهاية يسير في ما يريده.


حضرموت نت
منذ 3 ساعات
- حضرموت نت
اخبار اليمن : اتهامات للحوثيين بنهب 75% من المساعدات الإنسانية المخصصة لليمن
قالت الحكومة اليمنية أن ميليشيات الحوثي حولت المساعدات الإنسانية الدولية إلى أحد روافد اقتصادها الموازي، ومصدر تمويل رئيس لآلة الحرب، محذرةً من أن استمرار تغاضي المجتمع الدولي عن هذه الممارسات يفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن ويطيل أمد الحرب. جاء ذلك فيما اعتبر خبراء ومحللون في تصريحات نقلتها صحيفة«الاتحاد» الإماراتية، أن اليمنيين يدفعون ثمناً إنسانياً باهظاً لانتهاكات الحوثيين وأن أي تصعيد للميليشيات يُقابل بمزيد من الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي. وقال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، إن الميليشيات لم تكتف بتدمير مؤسسات الدولة ونهب مواردها الاقتصادية، بل سيطرت على مفاصل العمل الإنساني في مناطق سيطرتها، وفرضت قبضتها على منظمات الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة، محوّلة المساعدات الإنسانية إلى أدوات للاستقطاب والتحشيد والتمويل. وكشف الإرياني في تصريح صحفي نقلته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، أن اليمن تلقت منذ 2015 وحتى منتصف 2024 مساعدات إنسانية دولية تفوق 23 مليار دولار، خُصص نحو 75 % منها لمناطق سيطرة الميليشيات الحوثية، التي عمدت إلى نهبها واستغلالها لتمويل عملياتها العسكرية، وإثراء قياداتها، بدلاً من أن تصل إلى ملايين الفقراء والمرضى والمحتاجين. وأكد الإرياني، أن الميليشيات أنشأت ما يُسمى بـ«المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي»، وربطته بجهاز الأمن، ليتحول إلى أداة ابتزاز وتحكم في برامج الأمم المتحدة، حيث يُمنع أي نشاط إنساني من دون موافقته. إلى ذلك، شدد محللون يمنيون على خطورة تداعيات انتهاكات الحوثيين على الداخل اليمني، مؤكدين أن ملايين اليمنيين يدفعون ثمناً باهظاً لهجمات الميليشيات على السفن التجارية في البحر الأحمر، مما تسبب في عرقلة تدفق الإمدادات الغذائية، وتعطل جهود الإغاثة الدولية. واعتبر هؤلاء، أن هجمات الحوثيين على خطوط الملاحة العالمية في البحر الأحمر تُعد سبباً رئيساً ومباشراً في تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، موضحين أن أي تصعيد حوثي يُقابل بمزيد من الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي. وأوضح المحلل الاقتصادي اليمني، ماجد الداعري، أن هجمات الحوثي على السفن التجارية تُلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي، من خلال رفع تكاليف التأمين البحري وزيادة تكلفة الشحن الدولي، لكن التأثير الأعمق والأكثر قسوة يُصيب الداخل اليمني، حيث يدفع ملايين اليمنيين ثمناً باهظاً لممارسات الجماعة الانقلابية، في ظل اقتصاد شبه منهار أصلاً. وذكر الداعري، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية، بسبب كلفة النقل والتأمين البحري، يجعل اليمني عاجزاً عن شراء أبسط احتياجاته، في بلد تجاوزت فيه نسب الفقر والبطالة مستويات كارثية، وبينما يستخدم الحوثيون البحر الأحمر باعتباره «ورقة ضغط» إقليمية، فإن ضحاياهم الحقيقيين هم اليمنيون الذين أصبحوا يدفعون ثمناً اقتصادياً وإنسانياً يفوق ما يتحمله أي شعب آخر. بدوره، اعتبر المحلل السياسي اليمني، عيضة بن لعسم، أن هجمات الحوثيين على خطوط الملاحة الدولية تُعد سبباً رئيساً ومباشراً في تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، إذ تعمل على عرقلة تدفق السلع والإمدادات عبر الموانئ الحيوية، وتعطل جهود الإغاثة الدولية التي تعتمد بشكل رئيس على الممرات البحرية. وقال بن لعسم، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن ميليشيات الحوثي تتبنى ممارسات عدائية تضر بالمصالح الوطنية بشكل خطير للغاية، حيث أدت إلى تدهور مستوى المعيشة لملايين اليمنيين الذين لم يعد بمقدورهم شراء احتياجاتهم اليومية، وسط تراجع حاد في الدخل.


شبكة عيون
منذ 4 ساعات
- شبكة عيون
صحيفة: إسبانيا توقف خططا لشراء مقاتلات طراز إف-35
صحيفة: إسبانيا توقف خططا لشراء مقاتلات طراز إف-35 ★ ★ ★ ★ ★ مباشر- نقلت صحيفة الباييس الإسبانية اليوم الأربعاء عن مصادر حكومية لم تكشف عن هويتها أن مدريد أوقفت خططا لشراء طائرات مقاتلة من طراز (إف-35) من تصنيع شركة (لوكهيد مارتن) الأمريكية عملاق مجال الطيران . وذكرت الصحيفة أن الحكومة كانت خصصت 6.25 مليار يورو (7.24 مليار دولار) في ميزانيتها لعام 2023 لشراء طائرات مقاتلة جديدة . لكن الصحيفة قالت إن خطة الحكومة الإسبانية لإنفاق معظم المبلغ الإضافي البالغ 10.5 مليار يورو المخصص للدفاع هذا العام في أوروبا تجعل من المستحيل الحصول على طائرات مقاتلة أمريكية الصنع . وكان رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي بيدرو سانتشيث أعلن عن خطط في وقت سابق هذا العام لزيادة الإنفاق على الدفاع للوفاء بالهدف الحالي لحلف شمال الأطلسي البالغ اثنين بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، ورفض لاحقا زيادة الإنفاق إلى 5% خلال قمة في يونيو/حزيران . وتعرض موقف سانتشيث لانتقادات شديدة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي هدد بفرض رسوم جمركية إضافية على بضائع البلاد . للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا ترشيحات فرنسا: على أوروبا الرد بشكل موحد على رسوم ترامب الجمركية وزير المالية الألماني: روسيا لن تعود لمجموعة السبع رهان بافيت يثير ارتفاعًا بأسهم شركات التداول اليابانية مخاطر النمو ببريطانيا تضع مستثمري السندات في حالة تأهب قصوى وزراء مالية مجموعة السبع يبحثون التجارة العالمية والنمو الاقتصادي تفاصيل حول المنشآت الرئيسية ببرنامج إيران النووي بعد الضربة الأمريكية دراسة: ارتفاع أسعار المواد الغذائية حول العالم بسبب تغيرات المناخ المستثمرون الصينيون يشترون الأسهم على أمل إنهاء حرب الأسعار مباشر (اقتصاد) مباشر (اقتصاد) الكلمات الدلائليه الحكومة ترامب روسيا أسعار اقتصاد