logo
هل يتحول الصراع الإقليمي إلى أزمة اقتصاديّة ؟*أ. د. صلاح العبادي

هل يتحول الصراع الإقليمي إلى أزمة اقتصاديّة ؟*أ. د. صلاح العبادي

Amman Xchangeمنذ 8 ساعات

الراي
أشعلت الضربات العسكريّة المتبادلة بين إسرائيل وإيران هزةً عميقةً في الأسواق العالميّة، خاصةً في أسواق الطاقة؛ حيث سجّلت أسعار النفط والغاز مستويات اقتصاديّة وصلت بنسبة اثني عشرة بالمئة، وسط مخاوف بأنّ الصراع الإقليمي قد يتحول إلى أزمة طاقة عالميّة جديدة تُذكّر العالم بالأزمة التي تسببتها الحرب الروسية على أوكرانيا في عام الفين واثنين وعشرين.
هذا الارتفاع رغم أنّه مؤقتاً إلا أنّه يعكس حجم القلق الذي يسود الأسواق من أن يمتد التصعيد العسكري؛ ليؤثر على طرق إمدادات الطاقة العالميّة خصوصاً عبر مضيق هرمز في الخليج العربي.
فوسط تهديدات إيرانيّة بإغلاق المضيق الذي يمرُ منه نحو عشرين بالمئة من إنتاج النفط الذي يستهلكه العالم، يخشى الاقتصاد العالمي من ركود اقتصادي وارتفاع في أسعار شحن الناقلات، بينما يطل برأسه من بعيد شبح عودة التضخم.
وينظر إلى سيناريو توسع الحرب باعتباره مصدر قلقٍ بالغٍ لأسواق النفط؛ إذ من شأن أي صراع في المنطقة أن يعطل حركة الملاحة في أحد أهم الممرات البحرية في العالم، ويهدد إمدادات النفط من منطقة مسؤولة عن نحو ربع الإنتاج العالمي. حيث يمر عبر مضيق هرمز نحو ما يقرب عشرين مليون برميلٍ من النفط والمكثفات والوقود، ويلقب بشريان الحياة للعالم الصناعي.
ويعد هرمز الواقع بين عُمان وإيران أهم بوابة لشحن النفط في العالم، ما أدى لارتفاع حاد في الأسعار؛ فالطيران العالمي تأثر والتجارة الجويّة تعرقلت، وركض المستثمرون نحو الذهب والدولار كملاذٍ آمن، ووصل سعر الذهب في التعاملات الفورية إلى ثلاثة آلاف وأربعمئة واثني عشرة دولاراً.
وزير الطاقة الأميريكي كريس رايت قال في وقت سابق إنه وفريقه يعملون مع مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض؛ لمراقبة الوضع في الشرق الأوسط وأي تأثيرات مرتقبة على إمدادات الطاقة العالمية.
هذهِ الحرب الجديدة في الشرق الأوسط تعدُ عاملاً اضافياً في تآكل النظام الاقتصادي العالمي، ما قد يدفع الدول لتقليل اعتمادها على الآليات الجماعية للضبط والاستقرار، وتعزيز القدرات الذاتيّة مما يضعف الكفاءة العامة للاقتصاد العالمي.
وفي السياق الاقتصادي نفسه فإنّه وفي ظل تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران لم يعد الصراع سياسياً أو عسكرياً فقط. بل بدأ يتحول إلى نزيف اقتصاديٍ للطرفين.
بدأت الحرب تطلق آثارها الثقيلة على الاقتصاد الإسرائيلي، ليس في المستقبل، بل منذ اللحظة الأولى.
منذ اليوم الأول توقفت حركة الطيران وتجمدت عجلة الاقتصاد وتقدر الحكومة بأن أسبوعاً واحداً من هذه الحرب قد يقتطع نحو عشرة بالمئة من النمو الاقتصادي السنوي المتوقع.
الأضرار لا تقتصر على الأرقام بل تظهر في الشوارع والمدن والمباني المدمرة ومنشآت الطاقة في حيفا؛ حيث أغلقت إسرائيل حقلي غاز مع بداية ضرب إيران، مما يعني توقف التصدير منهم، وخسارة عائدات البيع إلى جانب توقف الإمدادات داخلياً لبعض الصناعات الإسرائيلية.
وزارة المالية الإسرائيلية تواجه اليوم معادلة صعبة، فميزانية دفاع تحتاج إلى تضخيم، واقتصاد مدني شبه مغلقٍ يحتاج إلى تعويضات؛ وصندوق التعويضات لا يتجاوز ثلاثة مليارات دولار.
أما الاقتصاد الإيراني الذي يعاني من أزمات، طاله الضرر الأكبر لخضوعه لعقوبات منذ عقود طويلة.
ومع بدء جولة جديدة من المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل، أصدر البنك المركزي الإيراني قراراً بوقف عمل مكاتب الصرافة تزامناً مع حظر منصّات التداول الإلكتروني للذهب، في خطوة تعكس محاولة طهران احتواء التقلبات الحادة في الأسواق المالية.
استمرار الحرب قد يؤثر على صادرات النفط المحدودة، التي لا تزال تشكّل شرياناً أساسياً لاقتصاد إيران؛ مما سيزيد من تضييق الخناق على موارد دخل الحكومة التي تعتمد بالأساس على صناعة النفط، ما يرفع من التخوفات من إنهيار اقتصادي وشيك، في ظل غياب الاحتياطات النقدية وأزمة الطاقة والاعتماد الكبير على الواردات وضعف الانتاج المحلي بشكلٍ جعل الهيكلة الاقتصادية لإيران أكثر هشاشة من أي وقت مضى.
وتستمر هذهِ الحرب لليوم السادس على التوالي؛ إذ تتواصل الهجمات المتبادلة ما بين إيران وإسرائيل، وما زال التهديد والوعيد من كلا الطرفين هو سيد الموقف.
في كل دقيقة مفاجآت جديدة تحملها التطورات الميدانيّة الكثير من السرعة، سيما مع استمرار سياسة التهديد بين الطرفين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الدولار يسجل مكاسب ملحوظة مقابل العملات الرئيسية
الدولار يسجل مكاسب ملحوظة مقابل العملات الرئيسية

أخبارنا

timeمنذ 21 دقائق

  • أخبارنا

الدولار يسجل مكاسب ملحوظة مقابل العملات الرئيسية

أخبارنا : عوّض الدولار خسائره مسجلًا أداءً قويًا أمام الين الياباني، اليوم الأربعاء، وسط توتر بشأن صراع الشرق الأوسط، وقبل قرار مرتقب لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بشأن أسعار الفائدة. ووفقا لوكالة "بلومبيرغ" الاقتصادية، ارتفع الدولار في أحدث تداول (0.25) بالمئة مقابل العملة اليابانية إلى (145.17) ين، وانخفض اليورو (0.37) بالمئة إلى (1.1516) دولار. ونزل الجنيه الإسترليني (0.5) بالمئة مقابل الدولار ليصل إلى (1.3506) دولار، وهبط الدولار الأسترالي (0.22) بالمئة إلى (0.65103) دولار أميركي. كما ارتفع الدولار الأميركي مقابل سلة من العملات (0.3) بالمئة إلى (98.49).

الذهب يستقر مع ترقب المستثمرين قرار الاتحادي
الذهب يستقر مع ترقب المستثمرين قرار الاتحادي

أخبارنا

timeمنذ 21 دقائق

  • أخبارنا

الذهب يستقر مع ترقب المستثمرين قرار الاتحادي

أخبارنا : استقرت أسعار الذهب في التعاملات الآسيوية اليوم الأربعاء، إذ أحجم المستثمرون عن الرهانات الكبيرة قبيل صدور قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي بشأن السياسة النقدية، مع مراقبتهم عن كثب لتطورات الصراع الإسرائيلي الإيراني. وبحسب وكالة "بلومبرغ" الاقتصادية، استقر الذهب في المعاملات الفورية عند 3388.04 دولار للأوقية (الأونصة)، ولم يطرأ تغير يذكر على العقود الأميركية الآجلة للذهب التي سجلت 3406.50 دولار. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.1 بالمئة إلى 37.22 دولار للأوقية، وارتفع البلاتين 0.3 بالمئة إلى 1266.04 دولار، وزاد البلاديوم 0.3 بالمئة إلى 1054.63 دولار.

كم يبلغ سعر هاتف دونالد ترامب "T1"؟ وما مواصفاته؟
كم يبلغ سعر هاتف دونالد ترامب "T1"؟ وما مواصفاته؟

سرايا الإخبارية

timeمنذ 27 دقائق

  • سرايا الإخبارية

كم يبلغ سعر هاتف دونالد ترامب "T1"؟ وما مواصفاته؟

سرايا - أعلنت مؤسسة ترامب عن تأسيس شركتها الجديدة "ترامب موبايل"، خلال مؤتمر صحفي أقيم في برج ترامب بمنهاتن، في خطوة تهدف إلى دخول سوق التكنولوجيا والاتصالات من بوابة الهواتف الذكية والخدمات الرقمية. الحدث شهد أيضًا الكشف عن أول منتج رئيس للشركة، وهو الهاتف الذكي "T1 Phone"، الذي يتميز بتصميم ذهبي لافت وهُوية أمريكية واضحة، في تعبير مباشر عن القيم الوطنية التي تروج لها عائلة ترامب. بحسب وسائل موقع "إنفوباي" تسعى عائلة ترامب، تحت إشراف إريك ترامب، إلى تقديم خدمات اتصالات تمثل "القيم التقليدية" وتعكس الفخر بالابتكار المحلي. يهدف المشروع إلى منافسة الشركات الكبرى من خلال التركيز على التصنيع المحلي، وتقديم خدمة عملاء مخصصة، وجودة عالية. خدمة اتصالات بهوية وطنية مشروع "ترامب موبايل" يوفر حزمة اشتراك شهري بسعر 47.45 دولار، تشمل مكالمات ورسائل نصية وبيانات غير محدودة. كما تشمل الحزمة ميزتين إضافيتين: خدمة الرعاية الطبية عن بُعد "Telehealth" لتقديم الاستشارات والوصفات عبر الهاتف، إضافة لخدمة مساعدة مجانية على الطريق. وأكد إريك ترامب أن جميع مراكز الاتصال ستُدار من داخل الولايات المتحدة، وأن تصنيع الأجهزة سيتم محليًا قدر الإمكان، رغم أن "ترامب موبايل" ستعتمد على شراكات مع مزودي خدمات حاليين لتوفير تغطية الجيل الخامس "5G". رسالة سياسية الهاتف الذكي "T1" هو العنصر الأبرز في المشروع، ويتميز بلونه الذهبي المعدني، ويُعتبر رمزًا للهوية الوطنية والانتماء السياسي. ونقش العلم الأمريكي على الجهة الخلفية من الهاتف، فيما تظهر على شاشته الرئيسة عبارة "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، وهو الشعار الأشهر لحملات دونالد ترامب الانتخابية. ويبلغ سعر الهاتف 499 دولارًا أمريكيًا (قبل الضريبة)، ويمكن حجزه مسبقًا مقابل 100 دولار. ومن المقرر طرحه في الأسواق خلال أغسطس/ آب المقبل. مواصفات متوقعة ورغم عدم نشر المواصفات الكاملة رسميًا حتى الآن، تشير المعلومات الأولية إلى أن "T1" سيكون ضمن الفئة المتوسطة العليا، ومن أبرز مواصفاته: شاشة OLED بقياس 6.8 بوصة، بمعدل تحديث 120 هرتز. ويأتي بمعالج قوي مع ذاكرة وصول عشوائي (RAM) بسعة 12 جيجابايت، وتخزين داخلي بسعة 256 غيغابايت مع دعم التوسعة، بنظام تشغيل أندرويد. كما يتضمن كاميرا رئيسة بدقة 50 ميغابكسل مع مستشعر ماكرو، وبطارية بسعة 5000 مللي أمبير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store